نِدَاءُ اسْتِغَاثَة

لِتَعْذِرَنَـا رَسُـولَ اللهِ إِنَّــا
نُعَانِي تَحْـتَ أَهْـوَالٍ عِظَـامِ
أَمَاتُوا أُمَّـةً هَانَـتْ وَنَـادُوا
بِـأَنَّ سُبَاتَنَـا لِلدِّيـنِ حَــامِ
وَهُمْ أَعْدَاؤُنَـا سِـرّاً وَلَكِـنْ
هُنَاكَ تَفَـاوُتٌ عِنْـدَ الصِّـدَامِ
فَبَعْضٌ فِي التُّرَابِ يَدُسُّ رَأْساً
وَيَشْمَخُ بِاسْتِـهِ مِثْـلَ النَّعَـامِ
وَآخَرُ يَدَّعِـي الإِسْـلاَمَ زَيْفـاً
يَسُوسُ النَّاسَ قَسْراً بِالحُسَـامِ
يَرَوْنَ دِمَاءَنَـا لِلسَّفْـكِ حِـلاًّ
قُسَـاةً يَلْهَثُـونَ بِــلاَ أُوَامِ
غَدَاةَ السِّلْـمِ كُلُّهُـمُ صُقُـورٌ
وَعِنْدَ الحَرْبِ أَشْبَـهُ بِالحَمَـامِ
يَدُوسُونَ النُّفُوسَ بِـلاَ حَيَـاءٍ
وَقَدْ جُبِلُوا عَلَى سَحْـلِ الأَنَـامِ
غِثَاءُ السَّيْلِ صَارَ لَنَا شَبِيهـاً
نَهِيمُ بِلاَ هُدَىً مِثْـلَ السَّـوَامِ
رَسُـولَ اللهِ لاَ تَأْبَـهْ لِرَسْـمٍ
شَنِيعٍ صَاغَـهُ بَعْـضُ اللِئَـامِ
تَصَدَّى نُورُ وَجْهِـكَ دُونَ لأْيٍّ
مَعَ الإِيمَـانِ جَهْـراً لِلظَّـلاَمِ
فَزَالَ الكُفْرُ عَنْ قَيْسٍ وَأَضْحَتْ
بِكَ الرُّكْبَـانُ تَرْفُـلُ بِالسَّـلاَمِ
وَهَا شَاهَدْتَ فِي الأَجْسَادِ نَزْفِي
وَقَدْ كَرُّوا عَلَى المَوْتِ الـزُّؤَامِ
شَبَـابٌ لاَ يَخَافُـونَ المَنَايَـا
تَداعُـوا لِلَّظَـى وَالأُفْـقُ دَامِ
فِدَاكَ أَبِي وَرُوحِـي دُونَ مَـنٍّ
أُقَدِّمُهَا إِلَـى مَرْمَـى السِّهَـامِ
وَلَوْ قَدْ كَانَ لِي رَهْـطٌ وَخَيْـلٌ
لأَسْمَعْتُ الأُلَى خَسِئُوا كَلاَمِـي
وَلَكِـنْ لاَ سِـلاَحَ لَـهُ نُفُـوذٌ
سِوَى قَلَمِـي لإِيقَـاظِ النِّيَـامِ
فَلَيْتَ لَنَا بِجَوْفِ الغِمْـدِِ سَيْفـاً
وَلَيْتَ لَنَـا وَرَاءَ القَـوْسِ رَامِ
جَمِيلُ الفِعْلِ لَيْسَ هُنَاكَ شَـكٌّ
نَزِيهٌ أَنْـتَ عَـنْ كُـلِّ اتِّهَـامِ
نِدَائِي يَـا رَسُـولَ اللهِ يَوْمـاً
بِأَنْ أُشْفَى بِحَوْضِكَ مِنْ سَقَامِي
بِمَدْحِكَ أَرْتَجِي وَالوَيْلُ خَلْفِـي
وَقَدْ عَاثَ العِدَى حُسْنَ الخِتَـامِ

بنغازي 28/2/2006م
صلاح الدين الغزال
بنغــــازي