|
عَيْنُ لاَ تَبكِي وَيَا قَلْبي أَتَئِدْ |
وَاسْكُنِي يَا رُوُحُ وَأَهْجَعْ يَاكَبِدْ |
وَإِذَا مَا هَاجَ وَجْدَي ثَائِراً |
قُلْتُ حَسْبي وَاحِدٌ فَرْدٌ صَمَدْ |
عَاجِزٌ قَد صِرْتَ مَنْهُوكَ القُوىَ |
لَيسَ لِي حَولِي سِوَىَ رَبٍ أَحَدْ |
يَعلَمُ الحَالَ الذِي أَحيَا بِهِ |
ولَهُ القَلبُ خُشُوعاً قَد سَجَدْ |
أُدنُ منِي أَيُهَا البَدْرُ الذَي |
أَسْبَلَ العَينَينِ دُونِي وأَبْتَعَدْ |
غَرُبَتْ عَينَاكَ يَا بَدْرِي وَلَمْ |
يَبْقَ غَيرُ الحُزْنِ فِي ذَاكَ الأَمَدْ |
وَتَرانِي مُثْقَلَ الجَفْنِ جَوَىً |
أَلهَبَ الدَّمْعُ جُفُونِي كَالْرَمَدْ |
مَا كَفَاهُ دَمَعَ عَيني إِنمَا |
زَادَ فِي جِسْمِي نُحُولاً فَرَقَدْ |
أَخِرُ العَهْدِ بِهِ حِينَ جَفَا |
وَجَلَسْنَا نَتبَاكَى فِي كَمَدْ |
فَلِمَاذَا البُعْدُ وَالدُنيَا لَنَا |
وَلِمَ التَفْكِيرُ فِي مَاضٍ بَدَدْ |
فَا إِلى مَنْ أَشْتَكِي إِنْ لَمْ تَكُنْ |
أَنتَ يَا بَدْرِي مُرَادِي وَ الصَدَدْ |
هَلْ نَسِيْتَ الليَّلَ يَحْوِي طَيْفَنَا |
مثل روحينِ احلا في جسد |
حِينَ كَانَ البَحْرُ يَحْكِي شَوقَنَا |
بَيْدَ أَنَ البَحْرَ جَزْرٌ بَعْدَ مَدْ |
مَعْبَدُ الحُبِّ الذي بِتْنَا بِهِ |
عَادَ كَالأطْلاَلِ يَنْعِى مَنْ عَبَدْ |
فَأعِيْدِي لِفُؤَادِي نَبْضَهُ |
وَأَنْفُخِي فِي الحُبِ نَاراً تَتَقِدْ |
وَأَذْكُرِي أَلعَهْدَ الذِي عَاهَدْتِني |
إنْ أُخْتَ الحُرِ صَانَتْ مَا تَعِدْ |
كَيْفَ أَخْفِي والهَوَىَ فِي مُقْلتِي |
مِثْلُ فِعْلِ الجُوعِ في جَوفِ الأسَدْ |
يَا حَبِيْبَ العُمْرِ هَلْ مِنْ رَحمَةٍ |
تَستَعِيدُ اللُّبَ مِنْ حَيْثُ شَرَدْ |
فَخيوطُ الشَمسِ للغَرَبِ دَنَتْ |
وَسِنِينُ العُمْرِ تَمْضِي لاَ تُرَدْ |