أيها المتـــــــــــــــهوِّر ،،
.
.
زرعتَها في تربة خيالك ..
سقيتَها بعنايةٍ من ماء روحك ..
لكنه القلب ، ذلك المخلوق المتسرِّع
لم يستقر ولم يهدأ ..
أخذ يحرِّك من نبضه بشكل جنونيّ ؛
نبضة تسابق نبضة، وأخرى تتعثر بأختها؛
كي يصل إلى قلبها ..
لايؤمن بالمسافات .. لايؤمن بالزمن ،
لم يكترثْ بالعواقب ..
رمى بكلِّ التقاليد والأعراف والمجتمع خلف ظهره .
.
.
أيها القلبُ ،
لماذا لم تنتظر رشدك ؟؟
كنتُ أزرعها في خيالي ،
أأمل يوماً أن أراها ولكن حينما تنضج ..
لا أقبل أن تأتيني مفاتنها دفعة واحدة
هكذا أنا ، وهكذا أنت أيها القلب
أحب أن أتهجَّى الجمال حبة حبة ..
وتحب أن تتهوَّر .
استعجلتَ الثمر ، فتحطَّم كلُّ شيءٍ.
نعم ..
تحطَّم كل شيءٍ .
.
.
فجأة !!
تلاشت كما تتلاشى الطيوف ..
وذهبت بعيداً .. بعيداً
لا ألمح منها إلا لمعاً كلمع السَّراب .
فأحسبه حبَّاً ، حتى إذا جئته التمع لي في مكانٍ آخر..
ياللرحلة المضنية !!
ألم تيأس ؟؟
كيف لي أن أفكر باليأس ،
والخيال فسحتي الوحيدة ؟
بلى ..
الخيال نافذتي في جدار الألم .
الخيال جناحي الوحيد .
الخيال جنوني المحبَّب .
.
.