|
جُـــــــزافاً قــــد ظَنَنْتِ به جَزوعــا |
إذ امتـــلأت محــــاجرُه دمـــــــوعا |
وكم عصفت بصوتك أمنياتي |
نشيـــجَ الصوت في الدنيـــا رجيعــا |
على نغماتها أمست عروقي |
ترافق من رقى سبعــاً طلـــــوعا |
هنــاك علــى بســــاطٍ فــــي نعـــالٍ |
وموسى عند طـــــــورٍ قــد أُريـــعا |
وَمَـنْ أخــــــذ المبــــاديء ناصعـــاتٍ |
لأهـــل الأرض يـــوصلهـــا سريعـــا |
وَمَـنْ لــزخــارفِ الدنيـــا مهـــينـــاً |
يشـــدّ بــبطنـه حـــجراً قنوعــــا |
وَمَــنْ زمَّ الــركائب فـــي ارتحــــــالٍ |
أصاب الشــــــوق فـــي شوقي نزوعا |
فهــيّجَ كامنـــاً قــد طـــال صبــــراً |
علــــى الآلام يــــفترش الضلوعـــا |
فديــــتك يـــا سمـــيَّ الحمد روحـي |
فـــلا نــومـــاً عرفتَ ولا هُجـــوعــا |
عليـــــك صلاة ربـــــــك من عـلاه |
تــــؤطر ذلك الأدب الرفــــيعـــا |
إذا لك يــــا رســـــول الله أفـــــدي |
حيـــــاتي كـــلها أبــدت خضوعـــا |
أمرتَ النــــــــاسَ بالتـــوحيد ربـَّــاً |
وكـــم عبدوا يـــغوثــــاً أو يسـوعا |
فظل رحالُهــــم تيــــــهاً بجـــــدبٍ |
إلى أن حـــلّ أحمدنــــــا ربيــعـــا |
وقد عبقت بنــــــور الهــــدي آيٌ |
فآذنتَ النفــــــوسَ بهـــا صُدوعـــا |
فهــب عبيــــد مكـــة فــــي سحــاب |
علــــى جــــرز وقد صارت مريعـــا |
لينشــــر ذاك فــــي قـــلب ســـموح |
بذي الدعوى و يأذنها ركوعا |
وعـــج النـــــور يـــــملأ كـــل فـج |
لتلبــس ثوبهــا أبـــــدا نصيعـــــا |
وكــفكف عن محيـــاهــا ســـرابــــا |
فــأمسى الجــدب مـن ظمــأ نقيعـــا |
جرت ســـحبا تعانقها عيون |
فــسامر ودقهــــا قلبـــاً مطيعـــا |
وأشــــــــفى العين من رمـــد رضــابٌ |
ولـــو مسحت يــــداه رقــى اللّسيعا |
ومـن عرف التــــواضع فـــي خــصال |
أهــــــــاب بأمة ســــداً منيــعــــا |
أبــــا الزهــــراء مـــا خشيت نفوس |
علــى مهــــج ببابــــك أن تضيعــا |
وذكرك يـــــملأ الدنيـــــا رحيقــــا |
فيــوصلهـــا الأجـــنّة َوالرضيعــــا |
وبـي جـــــمرات شـــوق مترعــــــات |
ونهـــــر هـــواك يملؤنـــا ربوعــا |
و أحمل فوق راحلتي اشتياقاً |
لحـــضرتكــم ومـن سكن البقيعـــا |
ألمْ يــمنحــك ربّـــــك كوثــــريـــا |
شفعت بـــــه لعاصينـــا الرجوعـــا |
مــــن الزفــرات واللــهب المعــــانى |
إلــى الجنـــات يؤذنهـــا شروعـــا |
وأخطــــر مــا بآخــــرتي حســـاب |
وأخــشى أن أكـــون بهـــا مروعـــا |
إذا نــــادى المنـــادي مـن عليٌّ ؟ |
وجــئت تشـــق مبعثنـــا دفوعــــا |
فنــحن المذنبــــــون وقد رجونـــا |
بتـــلك الدار نلتـــمس السميعــــا |
ومـن دنيــــا مزارعهــــا خصيـــب |
حللنــــا روضـــة فيهـــا رتــوعــا |
لـِــنحيـــــا جنـــة و الموتُ يفنى |
ونشـرب نشـــوة حسنت صنيـعــــا |
مـن الساقـــي ولا تأثيــــم فيهـــا |
تــنازعنــا سلافتهــــا ولـــوعــــا |
وأنهــــار مـن العســــل المصفــــى |
وفــاكهـــة ونقطفــهــا يـــنوعــا |
بفضل اللـــه ندخــلهـــا خــــلودا |
ونـلبس سندســــاً خــضراً بديــعـا |
كلــــمح البرق نبــــلغ منتهــاهـــا |
ونحـــمل فـــوق صفحتنـا شموعـــا |
صلاة الفجــــــر كللــهــا صيــــام |
وبــــرّ الوالديــن بــدا شفيعــــا |
تهجــــد ليـــلنا والنـــوم يحلـــو |
إذا عشـــقت محـــاجرنا الهزيعـــــا |
ومصحــفنا حفيظتـــــه قلـــــوبٌ |
ومـن بعلـــومــهِ أمســـى ضليـعـــا |
ألســـنا السائـــلين رضا رحيـــــم |
ألســنـا فـــي عبـادتنــا خشوعـــا |
فإنـــا معشــر نــــذروا نفوســـــاً |
بلقيــــا الشرك نجــبره خنـــوعــا |
علــى الشــــيطان نصراً أحمديـــاً |
بجــــــند الله نطرحــــه صريعــا |
بذي الفتيــــان قـــد علموا لقانــا |
ولـــم تعرف كتـــائبنــا جـزوعـــا |
سمــــاء المجــد نركبـهـاً صقــــوراً |
وســــوح المـــوت نملـــؤه دروعـــا |
وإنـــا مــــا تطاولــت الليــــــالي |
ومــــا حــزم الدجــى خبأ ً خدوعــا |
لنـــنظر نحو مشــــرقنا رجـــــالا |
تطـــاول خيـــلهم تــلك التلوعـــا |
فتــــبزغ شمســـنا فــي كل قلــب |
وننشـــرها علــى الدنيـــا ذيوعــا |
وإنــا أمــــةٌ رفـعت لــــــــــواءاً |
وإنــا ســـوف نــورثهـــا جـــميعــا |