الموجُ يضربُ غـفـلة َ الشطآن ِ كَيما تستحثَّ نفوسَـنا لِـركوبِ موج ِ البحر ِ دون دِرايةٍ أو خِبرةٍ ..
ويدورُ دولابُ الحياةِ بسرعَـةٍ فاقــَـتْ تـَصوّرَ مَن بَنى سُـفـُـنَ السـعادةِ حالِما ً .. بل واهِـما ً ..
يَـرتاحُ إن هـَـبَّـت نسائِـمُ صَـفــْــوِهِ لِتـُـحَـرِّكَ الفـُـلــْـكَ المُـسَـجّـى فوقَ يَمِّ العـمْـرِ نحوَ جزيرةِ الأمَـل ِ العَـتـيـق ِ , إذ البقاءُ ترابها .. والبَـهـجة ُ الجَـذلــَى تـَـجوبُ سَماءها ..
ويَـظـلُّ يُـبـحِـرُ غـافِـلا ً عـن طول ِ رحلتِهِ وعَـن أشلاءِ مَـن سَـبَـقـوهُ نحوَ مُرادِهِ وقد استـقـرّتْ في دُجى العُـمق ِ السحيق ِ وتارة ً تطفو على سطحِ المياهِ للحظةٍ لِتصيحَ فيهِ أن انـتـبـِـه , خذ عِـبرَة ً مِمّا ترى !!..
وبـِـدونِ إنذار ٍ - وبَـيـْـنا الفـُـلكُ تجري - إذ تهيجُ الرّيحُ , تـقـتـلِـعُ الشِـراعَ , ويزأرُ الموجُ المُسالِمُ سابـِـقا ًً لِـيُـحطــِّـمَ الحلمَ الجميلَ بكلّ عُـنفٍ كي يُحيلَ المركبَ الحَـيرانَ تابوتا ً يَـضـمُّ بـِـجَـوفِـهِ سَـفِـنا ً يَـئـِـنُّ لِطـَـيـشِـهِ , إذ كانَ يَـحلمُ ذاتَ يوم ٍ أن يواصِـلَ رحلة ً مجنونة ً نحوَ الخـُـلودْ