سأسقيك و الحب يسقى لدي
فلا تنسدل خلف طرف خفي
تعالَ اعتنق نشوة الإغتراف
و لا تقترف صبوة الآدمي
سأسقيك لحنًا بطور الكلام
و أرويك بالنور نجمًا رضي
فهل كنت تحلو بطور النّشوء
و ثغري يتمتم ... كن أنت حي
تعال اغترف صبوة الإشتياق
و لا ترتحل بين ماء و فَيْ
ألا أيها المستبدّ اللّحوح
تمدّد بثغري و فُرْ كالولي
تصاعد كطيرٍ له بالصعود
ترانيم عشقٍ ... بجسمٍ شقي
فما كنتَ أنثى و لا تدّعي
بأنّ البلاغةَ حِكْرُ النّبي
تعالَ ارتسم ... بين بوح الكلام
و لا تبتسم مثل جرحٍ عَفِي
ألا أيها المستبدُّ الخجول
أباللّه ,, قل... لي ألستَ الزَّكي
فمن أين فاض احمرار الوجوم
و من أين فار السَّنا اللّولبي
أجب ... كيف تُغفي شعور الحروف
و كيف اختجلت و حَبْلي عَلَي
و كيف اهتدت عينُك الهاطلات
و كيف الدّموع استقرّت إلي
و كيف احتوتنا صحون البيوت
كتاجٍ على عودِكَ المُخْمَلِي
ألا أيُّها الأقحوانُ اللّذيذ
تقدّم بقربانك القرمزي
تقدّم كدجلة نحو الفرات
و غرّد على نقشك البابلي
أأسقيك منِّي و تسقي سواي
و تنزف شعري شعارًا عَلَي
أناجيك حتى طرقت القلوب
فأطرقتَ ... مهلًا ... كإطراق ضَيْ
على رسل خطوك خُطَّ الحروف
حروفك تعدوا إلى مقلتي
أنا لا أرى مثلها في الشغاف
فلا تلتحف غَضَّها يا سخي
تأبَّط حروفك قبل العروج
و طاول ربيعي بربعٍ نقي
و قف بالتّباهي وقوف الخيول
إذا صرت فيها ... أبِنها إلي
و عدّد نجومك حين انتثار
تناجيك صمتًا على إصبعي
أنا الشّعر عندي شعاع الفؤاد
إذا كان قلبي حوى مقلتَي
و إلا فشعري لبوح الشعور
أغذّيه لحنًا رقيقًا شهي
تشهّيت عينًا فسال الغزال
على نبعتي يستقي راحتَي
تسربلت حتّى لمست الشعور
فلامس منّي ودادًا هني
تمهلت أسقي حظوظ المداد
فزاد اقترابي و زادالزّكي
فقابلت منه احتضان الحروف
على مسك جرحٍ و بُرْدٍ عَفي
كلانا يحدِّق دون النّزيف
و للنزف شأنٌ و للآه رَيْ
و لله أمرٌ أراد النُّفوذ
فجاء التلاقي بكونٍ جلي
سأكمل لا تقترب بالردود
إذا الصّبر حلاك فالصبر طَيْ
أأنت الغزال الذي حضّني
و حرّضتُ فيه الهوى السّرمدي
و نمّيت قلبي تمام الولوع
و ما نمتُ جفنًا بنوم الهني
هو القلب حين اكتظاظ الدّماء
على بسمةٍ نسجُهُ ليلكي
تَعَمَّقَ حتى أتم الولوج
و ناور للمنتهى الحاتمي
و باين بين استقاءالفصول
فصولًا تباهي لما مُقلتي
تيمَّمتُ منها بكحل الحجاز
فهامت إلى ملتقى حاجبَيْ
تيمّنت أهذي بكلِّ الكيان
كأنِّي الكمان يباريه شَيْ
أنُزُّ انسيابًا كماء العيون
و ممّا تدفّق نورٌ نَدِيّْ
و أعجب من كل حرفٍ أضاء
بتشديد ياء و تسكين رِيْ
فبالله كيف استراحت خطاك
و كيف استفزّت .. خُطى حدْقَتَيْ
أنادي عليها بكلِّ الحروف
و ما أهملتْ أيَّ حرفٍ خفي
كأنّي أطوّق بيت النجوم
إذا ما تبادر للذّهن غَيْ
تزيد الظّماء بملح اللّهاة
و تسنيم ماءٍ وشا وجنتي
و تنساب منِّي حروف القصيد
كنقشٍ على ريشةٍ في يدي