السمكرة مطلوبة دائما. .

نشر اليوم الأحد في صحيفة الأولى الصفحة السابعة. . العدد 897 ..
...... .......
...... .....
المعقول لم يعد ممكنا.. الممكن أن تتورط أكثر في توقع أي شيء لم يكن سيخطر لك في بال .. لو لم تكن هذه المرحلة هي سبب ذلك الذي ستتورط أكثر لتتوقعه.. ومن هنا تبدأ المعايير بالبحث لنفسها عن تورط.. وعن سبيل لا شيء فيه سوى التوغل في ركام حوادث الأوضاع وما يجري وما يحتاج لسمكرة وهو أصلاً بحاجة لاجتثاثه وإعادة تصنيعه ولكن تظل السمكره مطلوبة دائماً..
كولادة جرح نازف لا يكترث أبدا لمضادات الإلتهاب وفي السبيل يتوجس خيفة نفسه في اللا شيء, وما زال ذلك الجرح نفسه مغرم بنا فلا نحن ضمدناه ولا نحن انتصرنا له, ويا ويح هذا الجرح البائس وهو يجسد بؤسه من خلال حب من طرف واحد. . حيث يقف هو في طرف الواقع , ونقف نحن في الطرف الآخر مع الوطن التائه ولا شيء يربط بيننا سوى جسر مهترئ من الخديعة وله باع طويل من الماضي.
ويااااااااا للخديعة.. وحتام سنظل نشكك ويغمرنا الشك في أعماق حلزونية لدرجة أننا سنفقد الثقة تماماً.. وفي القريب العاجل هذا ما أخشاه.. وإلى متى سنظل نخذل الأوضاع, بينما السمكرة مطلوبة دائماً في طاولات الساسة الذين احتشدوا للوفاق حقنا للدماء ومعها أيضاً قاموا بحقن أدمغتهم بمسكن يمنع التفكير من مزاولة دوامه حيث مقر عمله في العقل.
وعندما يحقن التفكير تتضح ملامح الديكتاتوريات سواء منفردة أو مشتركة وعندما تعطب الأدمغة يتعطل محرك المجتمع من التفائل والأمل الذي لطالما قتلته دائما في كثير مما كتبته خلال الأعوام التي مضت منذ أن ولد فجرنا الضرير الذي لم يعد يعرف أي رحم أنجبته ..
وفي ظل سمكرتهم للواقع المنطق ما زال يرى بنصف عين وهو يرى أن الواقع لم يعد بيد الذين كانوا صناع ثورة الشباب ومفجريها ولم يعد بيد حالة متقهقرة من التصعيد الثوري أو العصيان المدني أو الأحزاب السياسية أو منظمات المجتمع المدني أو مخلفات النظام وبقايا الثورة ...... أو... إلخ !!
ما دامت الأمور وصلت إلى أن حليف الثورة الخائن رضي بنصف حكومة مع خصمها الغير شريف وبأنصاف الحلول تتولد معادلة أنصاف العقول وهذه الأنصاف مع أنصافها الأخرى لا تبالي أبداً بأن المنطق أصبح يرى بنصف عين .. وحده النصف الآخر في عين المنطق من يبالي بذلك .. ورغم كل ما يجري أين سنجد هذا النصف الذي يبالي .. فإذا حملنا بعاتقنا مسئولية أمانة حمل هذه البلاد على عاتقنا سيصبح الواقع بأيدينا كشعب ومجتمع ونظام ملطخ أو غير ملطخ .. باسم السيادة الوطنية والأخذ بعين الإعتبار بالدماء التي سقطت لأن الذين يتخلون عن دماء سقطت في سبيل وصولهم لما هم عليه يصبحون أشبه بمستعمر أو مستهلك تجاري أو مزايد .. أو أشبه بفيلم رعب سيعرض في آخر الليل ولن ينتظر أحد إلى آخر الليل ليشاهده.. لأن الجميع نيام ترتاح أجسادهم في سبيل انتظار الصباح .
وللنظر لكل ما سبق يجب أن يتوقف كل ذلك الآن ليس لطي صفحات الماضي إنما لغربلته .. وليس لشرعنة الذين قاموا بتحريف ثورة الشباب كما حرفت التوراة والإنجيل إنما لبث الشرع السامي والرسالة الختامية لثورة الشباب التي جاءت لأجل الجميع .. ومن لم يكتفي من التخلف ومن الاستمرار في عبادة الجهل ومن تصفية الحسابات وتكديس الثارات والبطش على الثروات وتحريف الثورات, والإفراط باستخدام القوة وكأنها مشروب كحولي معتق منذ أكثر من مائه عام .. وصدقوني من لم يكتفي بذلك لن تكفيه السمكرة بقدرما هو بحاجة للتشييع والدفن ..
فبادروا إلى أنفسكم لأنكم إن لم تفعلوا ذلك فلن تنفع معكم لا مبادرة الخليج ولا مبادرة الشرق ولا الغرب ونحن معاً يجب أن نقول الحقيقة ونؤمن بالمنطق الآن .. فأعظم دولة في العالم منها خمسة وخمسون ولاية .. وأتعس دولة بالعالم سنعلقها ما بين السماء والأرض لأنها ستصبح ستة أقاليم أو ما شابه ذلك .. يا لتعاستنا من صلعة القائد الأعلى لتساقط الشعر إلى صلعة جنين سيولد ربما غداً أو بعد غداً أصلع وبدون شعر .. ولن يتحقق شيء في هذا البلد ما لم نعمل نحن كمجتمع على تحقيقه وبحب لهذا الوطن .
وصحيح أن الحب لا يدخل في مفهوم التجارب ولكن حبنا للوطن بحاجة لنعيش تجربة واحدة على الأقل وتخوفنا من أن الوطن ضاع من أيدينا وأصبح مستعمراً سياسياً لدول العمالة الأجنبية يظهر أكبر بكثير من تخوفنا من المغامرة والتضحية لاستعادته من ضياعه .. ولكننا ودون أن ندري جميعا لا نعرف لماذا نفضل أن نضيع معه بصمت..
يااااااااااااااه.. وأخيراً نحن إذا لم نواصل المشوار ونحن نحمل الأمل في قلوبنا لأجل الوطن الذي يعيش في أعمق أعماقنا وتجسده هوياتنا .. ونجسد هويته ونحافظ عليه ونحميه حتى من حماقاتنا .. فنحن ليس لدينا الحق لنخطو أي خطوة أخرى باسم الحق .. وإلا فبأي حق نعيش ونحن نتنفس هواء الأرض التي تمثل مساحته كوطن ونحن نمثل فيها مساحة فائضة من الصمت واليأس والخذلان واللامبالاه وكأن لا دخل لنا رغم أننا دخلنا في كل شيء يحدث. .فإلى متى سنظل أغبياء نفكر فقط في ظل عمليات السمكرة ونحن بأيدينا صناعة فجر جديد !!
ووحده القروي الذي تعلم القراءة والكتابة فقط ولم يزر أي مدينة بعد وهو في عيد ميلاده الخمسين من سيحتاج إلى كتلوج وتعريف استخدام ليجرب حظه في التفاهم مع صناعة فجر جديد..

وصحيح أن الحب لا يدخل في مفهوم التجارب ولكن حبنا للوطن بحاجة لنعيش تجربة واحدة على الأقل وتخوفنا من أن الوطن ضاع من أيدينا وأصبح مستعمراً سياسياً لدول العمالة الأجنبية يظهر أكبر بكثير من تخوفنا من المغامرة والتضحية لاستعادته من ضياعه .. ولكننا ودون أن ندري جميعا لا نعرف لماذا نفضل أن نضيع معه بصمت..
يااااااااااااااه.. وأخيراً نحن إذا لم نواصل المشوار ونحن نحمل الأمل في قلوبنا لأجل الوطن الذي يعيش في أعمق أعماقنا وتجسده هوياتنا .. ونجسد هويته ونحافظ عليه ونحميه حتى من حماقاتنا .. فنحن ليس لدينا الحق لنخطو أي خطوة أخرى باسم الحق

حين تتعلق التجربة بمصلحة الوطن وصناعة فجره، لا يحتاج قروي ولا بدوي ولا جاهل ولا أمي لكتالوج يشرح كيفية خوض التجربة والتعامل مع تفاصيلها، فالوطن يقف باحتضانه كينونتنا هاديا ومرشدا

مقالة عميقة غاصت في قلب الجرح وصيغت بلغة أدبية جميلة

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي