الطب النبوى بمعناه الصحيح :
يلاحط انه عند ذكر الطب النبوى عند عامة الناس بمختلف مستوياتهم يكون المعنى هو تلك التوابل والاعشاب وبعض المشروبات فى حين ان الامر مختلف تماما عن ذلك
وذلك لان وظيفة الانبياء هى الدعوة لتوحيد الله سبحانه وتعالى وتوحيد الله هو فعل متعدى من العبد تجاه ما ثبت لديه من اسماء الله وصفاته فاتخضع نفسه ظاهرا وباطنا لمراد الله سبحانه وتعالى
بالتالى فان رأس الامر هو ربوبية الله سبحانه وتعالى اذ على اساسها البشرية مطالبة بترك مادون الله سبحانه وتعالى لان سبحانه ليس كمثله شىء فى اسمائه بمدلول صفاتها ولا مثيل له سبحانه فى صفاته
وصفاته سبحانه وتعالى لها اثارها فىيما حولنا فى الكون فما من شىء الا وهو اثر صفاته سبحانه وتعالى
وما نراه حولنا لا خلل فيه مطلقا ولما كانت تلك الاشياء ليس لها فعل بذاتها لان الاصل فى المخلوق الجهل التام
مما يلزم ان هناك علم علمته تلك المخلوقات ثم وضع لها تشريع يدير حركاتها ولما كانت المخلوقات اجمع مختلفة فى الاشكال والاحجام والنوع ومع ذلك لا تعارض مطلقا فى ذلك الكون
ليس هذا فحسب بل هناك تكامل ايضا فى المعاملات بين كل تلك المخلوقات
وبما اننا ذكرنا ان تلك المخلوقات قد تعلمت فاننا نثبت ان علاقتها بربها سبحانه وتعالى علاقة مبنية عن علم مما يجعلنا نثبت لها الحياة التوحيدية فى علاقتها بالله سبحانه وتعالى ثم قامت تلك المخلوقات العالمة باتباع منهج الله سبحانه وتعالى دون ريب فى شىء فكان ذلك الكمال الذى لا خلل فيه مطلقا وهذا يشمل كل شىء بداية من اصغر شىء يمكن ان يقال عنه مخلوق الى اكبر شىء يمكن ان يقال عنه مخلوق
فما تراه امامك عبارة عن بنيان عظيم متكامل فى بنائه وحركته
اى لا خلل يؤدى الى سوء فى ذلك الكون
والسوء ما هو الا نتيجة عدم اتباع الكمال المطلق
فلما نزل المخلوق الجديد الى الارض نزل حاملا معه نفس التشريع الذى يدار به الكون الا وهو الاسلام الا انه تشريع يخص جنسه لكنه لا يختلف عن اسلام الكون فى الغاية والنتيجة
وعندما سار الانسان على التشريع الاسلامى دون خلل فى شىء كان بعيدا عما يسمى سوء سواء سوء فى الجسد او فى نتيجة فعله فى ذلك الكون
لانه يتعامل مع الكون بنفس التشريع الذى يحقق الكمال المطلق الا وهو تشريع من له الصفات العلى سبحانه
لكن الانسان لديه صفة جعلته مختلف عما حوله فى ذلاك الكون الا وهو انه جعل عبادته لله سبحانه وتعالى وفق ارادته كانسان
ولما كان الانسان صفاته صفات نقص فانه سيقع تحت طائلة صفات النقص تلك ومع ذلك فان معية الله سبحانه وتعالى ملازمة له طالما ان ارادته كنية فى العمل الصواب لله سبحانه
فلما اصر الانسان بان تكون نيته لها مقصود اخر بدأ الانسان يفقد معية الله سبحانه وتعالى فلما اذ ان شرط المعية حسن النية وحسن العمل
ثم بدأت تلك الافعال الخطأ تتوارث من جيل الى اخر وبدأ الانسان يبعد عن التشريع الصواب الذى يحقق له الكمال
عند ذلك ظهر الفساد ولما كان الانسان يدور فى دائرة مغلقة فان نتيجة فساده تعود عليه كرد فعل لفساده
فبدأت الامراض والاوبئة تجتاح البشرية فبدأ الانسان يحيا الضنك الذى خوفه ربه سبحانه منه
وتوالى ارسال الرسل كى تعيد البشرية الى توحيد الله سبحانه وتعالى وكى تحيا البشرية بالتشريع الحق الذى يحقق لها الكمال ثانية فيصرف عنها ذلك السوء الذى تحيا به
حتى ختمت الرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم وترك لنا منهجا يحقق لنا ذلك الكمال المطلق فى السعادة فى تلك الحياة الدنيا
فهل نكون عقلاء ومسلمين حق فى ان نجعل تشريع الله سبحانه هو تشريع ادارة دنيانا
ان لم تفعلوا فاعلموا ان الله سبحانه هو العزيز الحكيم