|
العِيْـدُ أقْبَلَ ، أيُّ عِيْدٍ مُقْبِـلِ؟ |
في ظِلِّ عاصِفَةِ الدَّمَارِ المُخْجِلِ! |
لا مَرْحَبًا وَالحَرْبُ دَائرَةُ الرَّحَى |
وَالنَّعْشُ بالأبْوَابِ كَالمُتَسَوِّلِ |
وَرَوَائحُ المَوتَى تُطَارِدُنَا فلا |
يُجْدِي الطَّبِيْبُ وَلا يُفِيْدُ الصَّيْدَلِيْ |
وَالأرضُ تَسْبَى وَالدِّيارُ حَزِيْنَةٌ |
ظَمْأى وَتَمْطَرُ بِالقَنَابِلِ مِنْ عَلِ |
وَالرّوضُ بِالألْغَامِ تُزْرَعُ بَعْدَمَا |
كانَتْ مَرَاعي النَّحْلِ قَبْــلَ تَنَحُّلِ |
كانت فَــوَاكِهَ قَبْــل ألف حِكَايَةٍ |
عَنْ بُرتَقَــالٍ ، أو لَذِيْذِ سَفَرْجَــلِ |
مِنْ حَضْرَمَوتَ إلى الحُدَيْدَةِ لا نَرَى |
إلَّا الدِّمَاءَ وَلا مِيَاه بِجَدْوَلِ |
فِيْمَ التَّهَانــي والحَيَـــاةُ كَرِيْهَةٌ |
بِرَوَائِــحِ البَــارودِ بعـد الصَّنْدَلِ |
عِيْدُ تَعِيْسٌ مُقْبِلٌ ، لا تَرْحَلِيْ |
يا عَشْرُ لا تَمْضِيْ بِرَبِّكِ طَوِّلِيْ |
يا عِيْدُ قُلِّيْ .. هل أتَيْتَ مُعَزِّيًا؟ |
دَعْنِيْ لِأحزَانِي أنوحُ بِمَعْزِلِ |
دَعْنِيْ لِأُقْتَــلْ كُلّ ثَانِيَةٍ على |
مَرْأى العروبَةِ في الزَّمَانِ الأحْـوَلِ |
العِيْـدُ عِيْدُ الآمِنِيْنَ بِــدِيْــرِهِــمْ |
أمَّـا أنَـا ، وَبِدَمْعَةٍ لا عيـد لِـيْ |
يا عِيْدُ أسْبَابِ الحَيَاةِ تَعَطَّلَتْ |
شُلَّتْ تَمَامًا لانْعِــدَامِ الدَّيْزَلِ |
فِيْـمَ التَّهَانِـي وَالمَطَابِخُ تَشْتَهي |
الغَازَ المُسَـالَ فلا تَجِدْهُ بِمَنْزِلِ |
عِيْـدٌ حَقِيْرٌ .. لا تُسَاوِي كَعْكَة |
بل لا تُسَاوِيْ نصف حَبَّةِ خَرْدَلِ |
يا عِيْـدُ أبْغِيْ ثوبَ أمْنٍ نِحْلَةً |
مِنْ صنْعَةِ المَاضِيْ المَجِيْدِ وإنْ بَلِيْ |
عَلِّيْ أواري اليوم سَوءَةَ أُمَّتِيْ |
وَلَكَ الحَفَاوَة وَالحَلاوَة وَالحُلِيْ |
العِيــْدُ عِنْدِيْ أنْ يُغَرِّد بُلْيُلِيْ |
حِـلًّا وَبِـلًّا ، رَغْــمَ أنْفِ الأخْيَــلِ |
العِيْدُ أنْ يأتي الدَّوَاءُ مَرَاهِمًا |
ليس السُّمومَ وَلا صَدِيْدَ الدُّمَّلِ |
العِيْدُ عِنْدِيْ أنْ يكون إمامُنَا |
سَلْمَانَ في الأقْصَى وَوَاعِظُنَا عَلِيْ |
العِيْدُ عِنْدِيْ أنْ يُكَوِّرُ سَيْفُنَا |
صُبْحًا على الليلِ البَغِيْضِ فَيَنْجَلِيْ |