تجليات نقدية في قصيدة "وجعُ البصيرة"
للشاعرِ الفلسطيني عبد الرازق أبو عيشة "السائر على النّجديْن"
نصُّ القصيدة:
"وجعُ البصيرةْ"
إيّاكَ نعبدُ ما خلاْ إلاّكا ** قدْ تاهَ ربّيْ مَنْ أضاعَ عُراكا
النّفسُ تصبوْ للرّؤوفِ بخلقهِ ** أنتَ المُطمئنُ في ظلامٍ حاكا
أخشى الزّواغَ عن الطريقةِ إنْ علا ** نهجُ الطّغاةِ, فلا تذرْ, رُحماكا
أمسيتُ في داري سجينَ مواجعي ** والجهلُ يرهقني, ولستُ بلاكا
أخطوْ لأبعدَ من ظنونِ مكافحٍ ** ما كان يوماً ينحني لسواكا
ما كانَ أمرُكَ للعبادِ جهالةً ** والدّينُ أن نسعى لنيلِ رضاكا
فمتى يجوزُ بِعُرفِ من تَبِعَ الهدى ** أن يكتوي ويُذَلَ من يخشاكا؟
الدارُ منصِبُ من أباحَ سفاهةً ** فيما تعصّبَ واعتدى بلِواكا
وأذاعَ نصراً من فُتاتِ جماجمٍ ** طفلٌ هنا أمٌّ تموتُ هناكا
القدسُ مدعاةً لفرْضِ عذابِهم ** نذروا المماتَ وأطلقوهُ فداكا
وتجذّروا فوقَ المصائبِ كلِّها ** حتّى دنتْ وتشعّبتْ أتراكا؟
ترضى لأهلِكَ أن يسودَ شِرارهم ** ويكونَ حكمٌ للمبيحِ حماكا؟
يا ذا المسافرُ والطريقُ غريبةٌ ** أيُّ الخطوبِ ترومُ أن تلقاكا؟
من بعدِ ما رَخُصتْ دماءُ شيوخنا ** ما عادَ صعباً أن تُذِلَّ خُطاكا
تنْأى بنفسِكَ والحنينُ أظنَّهُ ** كلَّ اللّيالي قدْ أقضَّ هناكا
يا ذا المسافرُ كفَّ عن ندبِ البلا ** ما عادَ ينفعُ يا صديقُ بُكاكا
يا ربُّ جئتُك والفؤادُ مسلّمٌ ** أرجو البصيرةَ ممسكاً بهداكا
أدعوكَ مبتهلا لتمنحَ صولةً ** فنُعيدَ دينك نرتقي ببناكا
هذا دُعائيَ قدْ بعثتُ أنينَهُ ** أنتَ المدبِّرُ واليجيرُ دُعاكا

قبل الولوج في متن هذه القصيدة, لابد من طرق باب الشاعر وتقديم بطاقة شعريّة حولَه.
هو شاب فلسطيني نشأ في كنف الانقسام، وذاق مرارة عُري التنظيمات الفلسطينية, وكابدَ حصار بني الجلدة وأولي المقاومة. حاصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال "باللغة الإنجليزية" من كلية التجارة في الجامعة الإسلامية بغزة, وعلى أبواب النصف الثاني من عقده الثالث.
نجدُهُ كباقي شباب غزة الذين يبحثون عن مصدرِ دخلٍ ووظيفةٍ تناسبُ طموحاتهم وآمالهم وتضحياتهم. يعيشُ في وسطٍ أدبي مُتوارٍ عن الأضواءِ والشهرة والنجومية, يُصنعُ على أعينِ نقادٍ وأساتذةٍ وشعراءَ من جيل الوسط والكبار. صاحبُ فلسفةٍ إسلاميةٍ تتحرقُ شوقاً وتتحركُ حثيثاً نحو بناءِ نهضةٍ إنسانية يقودُها مركبُ الحق. ذو شاعريّةٍ هادئةٍ حينًا, هادرةً أحيانًا لكنها تثمرُ فكرًا حرًّا وأدبًا يصعدُ مستويات الإبداع بخطًى ثابتةٍ غير هوجاء.
ينتمي إلى مدرسةِ الفكرِ والفن ولا يقبلُ عنها بديلاً، يحترمُ سائر المدارسِ الأخرى, وينصهرُ معها في بوتقةِ الاتزان والتوازن, دون تنازل.
تجليّات العنوان أسلوبيّا وسيميائيّا:
"وجعُ البصيرة"
عنوانٌ كهذا لا يخرجُ إلا من شاعرٍ مجرب, بَصُرَ ما لم يبصرهُ أصحابُ الشاعريّاتِ المنغمسةِ في إثارةِ الدهشةِ السطحية. فالوجعُ صنوُ الحزنِ وقرينُه وشقيقهُ, هذا الوجعُ الذي كُتِبَ في صفحات فلسيطينيتنا منذ فجرِ تاريخها, فبلاستيتنا وكنعانيتنا وفينيقيتنا قد تشكلتْ لتصنعَ حضارةً مهّدتْ لمُلكٍ سليماني نبويّ قامَ على أسسِ الاختيارِ الرباني, فألغت وثنيّةً عابرة, وتعانقتْ مع روحانيةٍ خالدة, لكنّ أبناءُ العمومةِ أبَوْا إلا دونيةً وعبوديةً لنا نحنُ أصحابَ الحضارةِ المؤسِّسة. حادوا عن دربها وتنكبوا صراط نبوّتِها الأولى الممتدةِ إلى إسحاقَ ويعقوب ومن قبلُ إبراهيم عليهم أفضلُ الصلاةِ والسلام.
هذا ما يُوحيه وجعُ البصيرة, إذْ تتشكلُ هنا مزاوجةً فنيّةٌ أسلوبيّةٌ مبدعة, فالوجعُ من حقلٍ دلاليٍّ يتناسبُ مع البصيرة, فالمستبصرُ يكابُد أوجاعَ رؤيته الثاقبة مستغرقًا في تأمُّلاتِهِ للخروج من جاهليّةٍ تأبى إلاّ أن تُواجهَ النُّور بصلفٍ وغرور أرعنَ غبيٍّ؛ لتلتقيَ في هذه المزاوجة عبقريّةُ الواقع التي ستكونُ مِفتاحًا لقفزات الشعريّة وقدْ تعانقتْ بانسيابيتها الروحيّة مع هدوئها العاصف.
وهنا نجدُ الشاعرَ لم يطرقْ أبوابَ الوجعِ القديم بين الكنعانيّةِ واليعقوبيّة إلّا في عنوانٍ يحملُ قصائدَ الوجعِ على بساطِ المعنى المنفتحِ على دلالاتٍ كلُّها تؤدي بالمتَلقي للوقوف أمامَ هذا الوجع في حقبه التاريخيةِ الممتدّةِ والمتلاحقةِ، وصولاً لوجعٍ يمارسُهُ من تجبّروا وطغوا باسمِ أعظمِ مقدَّس.
هل البصيرةُ هي التي تتوجّع, أم أنّها هيَ التي تُوجِع؟
مازلنا نطوفُ مع مُزاوجةٍ تحملُ العبقريّةً, فنحنُ أمامَ سؤالٍ حائرٍ من "السائرِ على النّجديْن" يقذفُهُ في قلوبٍ وجَبَ لها أن تخشعَ أمامَ ما سيقذفه بها الشاعر, فهو يتخير عنوانا هادراً على غيرِ طبيعتِهِ الهادئة, يهتفُ بالمتلقي من خلال تلك المزاوجة التي جمعتْ بين نهجيْنِ حَداثِيّين في التأويلِ النقدي هما: السيميائيةُ والأسلوبيَةْ.
تنقلاتٌ في ثورةِ النّص:
يبدأ الشاعرُ استعراضَهُ بمقدّمةٍ فلسفيّةٍ تنضبطُ تحت أسسِ العقيدةِ الإسلاميّةِ التي لا ترتضي سوى العبوديّةِ الخالصةِ لله عزّ وجلَّ.
إيّاك نعبدُ ما خلا إلاّكا ** قدْ تاهَ ربّيْ مَنْ أضاعَ عُراكا
التناصُّ حاضرٌ هنا على غيرِ سذاجةٍ ينتهجُها البعض, إذ من نافلةِ القول أن يشرعَ القلمُ النقدي في تأويلِ قداسةِ "إيّاك نعبدُ", ليأخذنا هذا المتوجعُ إلى فاتحةِ الكتابِ الكريم مُدخلاً طمأنينةً وسلامًا, فهو يضع المتلقي أمام عمق شعائري تعبدي عقدي؛ ليأخذه نحو ظل تصوفي دافئ ذي حنين لشعر الأقدمين، وتكتمل لوحة التناص بالارتشاف من العروة الوثقى التي أضاعتها الأمة.
النّفسُ تصبوْ للرّؤوفِ بخلقهِ ** أنتَ المُطمئنُ في ظلامٍ حاكا
هذه النفس التي أرهقها عصر التقنية الفج، وأضج أركانها زمن المادية السوداء، وقصمت ظهرَها فتنةُ روم كثر سوادهم واعتلت صروح عروشهم، وفتنة صهيونيين بسطوا سطوة استعلائهم، ودونية أعرابٍ تنكروا حتى لجاهليتهم الأولى. هذه النفس التي جُبلت فطرةً على التعلق بفاطرها الرؤوف الرحيم الغافر للذنب القابل للتوب، في ظل ظلام حالك، حاك بالقلوب والعقول والدروب.
ما زال المتلقي في هذين البيتين يبحث عما أوجع البصيرة، وما أوجعته، هل هو أمام عبد تاب إلى الله واستغفر؛ فتجلت له الرحمات؟
أخشى الزّواغَ عن الطريقةِ إنْ علا ** نهجُ الطّغاةِ, فلا تذرْ, رُحماكا
هنا في هذا البيت يبدأ الاستبصار، فالخشية يوسفية " وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ"، ونقف فنيا أمام تناص مبدع آخرَ، جاء به خفيًّا؛ فصورة النسوة بغوايتهن وعربدة سيادتهن حاضرة، فهن ذوات نهج طغى واستكبر، خرجن عن أعراف الحياء معلنات عُرف الرذيلة وقد صاحبه التباهي.
وهذا النهج هو عين نهج طغاة من نادوا باسم الدين زورا وبهتانا وإضلالا، باعوا دينا ظننا أنهم عملوا عقودا طوالا ليرسخ في قلوب الناس؛ مستبدلين به شبق الحكم والاستبداد والاستقواء باسم ذياك الدين، يكذبون كَذِبَ الصنف الرشيد، لكنهم عراة أمام أهل البصيرة.
يخشى الشاعر هذا الزيغ والزواغ وهو يبصر استعلاء هذا النهج الذي بات مبررا ومزينا ترعاه المليشيا الفكرية رعاية من رأى غزة مغنما وأحالها مغرما، فيستنجد برحمة المولى عز وجلّ أن تحول دون هذا العلو.
وقد حمل البيت لمحة تجديدية وقعت في الحقل المعجمي، فاشتق "الزواغ" من "الزيغ"، والزواغُ معجميا كما في "تكملة المعاجم العربية" (5/386): مصدر من مصادر زاغ: مال وعدل عن الطريقة.
فنقل هذا اللفظ من معجمية سابقة، لكنها متداولة في عصرنا ضمن نطاق العامية، إلى معجمية شعرية جديدة، وهو بهذا يوظف اللفظ العاميَّ ذا الجذور القديمة النادرة توظيفا شعريا متناسبا، فقد كان في استطاعته أن يستخدم "الضلال" بديلا، لكنه أتى بلفظة منبثقة من الواقع المعيش تحمل دلالات أسلوبية تعبيرية تشي بارتباط الشاعر بواقعه وتأثير هذا الواقع عليه.
أمسيتُ في داري سجينَ مواجعي ** والجهلُ يرهقني, ولستُ بلاكا
ها هو الوجع يطل حاضرا بحلته القديمة، وله مع المساء موعد؛ فلا صباح لهذه الأمة التي ما زالت تصر على الزيغ والزواغ، فالشاعر لم يأت بـ: أمسيت عبطا، بل كان هناك توافق أسلوبي ذكي، يأتي بداهة لشاعر تربى في أحضان مدرسة تمارس شعريتها أصالة وتجديدا، وفكرا وفنا.
سجين.. وغزة سجن، وهنالك مليونا سجين فيها، وهناك فئة اتخذت من هذا السجن قلعة حصينة وفرضت باسمه حصارا "ربانيا مباركا".
وهنا يبرز الذكاء الشعري، الذي يتمتع به السائر على النجدين، فعلم الإدارة يلقي بظلاله، إذ لسنا بحاجة لتصنيف باقي السجناء.
ولكنه يدعونا للوقوف أمام حالته الخاصة، فالشاعر سجين مواجعه، سجين بصيرته الحادة، سجين عبقريته في علم الإدارة التي لا يجد لها مأوى الواسطة والمحسوبية، سجين تمرده الذي دعاه لينخلع من ربقة التنظيم الحاكم باسم الطرطور.. ولولاه لغدا الآن يرفل مرتقيا بوظائف النخبة المختارة بعناية فائقة لتولي زمام صيانة عرش الظلم والقهر والجهل.
هذا الجهل الذي يرهقه، فلماذا لا يتم استثمار الإنسان الفلسطيني ليكون ذلك الحضاريِّ الكنعاني الذي انصهر بالإسلام؛ ليواجه ببصيرة بني صهيون، فتكون له الغلبة تحقيقا لوعد قرآني؟ فيسدد رميه نحو شعور حسي متعطش للعلم ومنفتح نحو إقامة دولة عادلة تبدأ بتقديس الإنسان.
الدارُ منصِبُ من أباحَ سفاهةً ** فيما تعصّبَ واعتدى بلِواكا
وأذاعَ نصراً من فُتاتِ جماجمٍ ** طفلٌ هنا أمٌّ تموتُ هناكا
القدسُ مدعاةً لفرْضِ عذابِهم ** نذروا المماتَ وأطلقوهُ فداكا
وتجذّروا فوقَ المصائبِ كلِّها ** حتّى دنتْ وتشعّبتْ أتراكا؟
ترضى لأهلِكَ أن يسودَ شِرارهم ** ويكونَ حكمٌ للمبيحِ حماكا؟
نجد هنا هدير الشاعر يعلو بحنكة وذكاء، فتتعالى الهدارات لتكشف اللثام عن وجوه من يجيدون الاصطباغ بصبغة الأمجاد الكاذبة.
أولئك الذين أباحوا الدار سفاحة واعتدوا، أذاعوا نصرا من فتات جماجم، وجعلو القدس مدعاة لفرط عذابهم، وتجذروا فوق المصائب كلها.
ما زال الخطاب يحمل التبتل والخشوع بين يدي الخالق سبحانه وتعالى، تعلوه لمحة الشكوى إليه، وتنبث بين جنباته السياط اللاذعة التي لم تخرج عن الحقيقة ولم تكن مبالغة شعرية كما قد يتصورها بعض المتلقين.
ليُسْدَل الستارُ على قيمة أسلوبية حملت ملمح الاستفهام لتقرب دلالته من الأذهان؛ وحاشاه عز وجل أن يرتضي سيادةَ قوم نكصوا على أعقابهم.
يا ذا المسافرُ والطريقُ غريبةٌ ** أيُّ الخطوبِ ترومُ أن تلقاكا؟
من بعدِ ما رَخُصتْ دماءُ شيوخنا ** ما عادَ صعباً أن تُذِلَّ خُطاكا
تنْأى بنفسِكَ والحنينُ أظنَّهُ ** كلَّ اللّيالي قدْ أقضَّ هناكا
يا ذا المسافرُ كفَّ عن ندبِ البَلى ** ما عادَ ينفعُ يا صديقُ بُكاكا
انتقالة أخرى يضعنا أمامها الشاعر، فينتقل بالخطاب إلى المسافر عبر حقب الوجع الممتد، في طريق تحفه غرابة التيه والضياع.
ويطل الحنين الذي أطال السهاد وأقض مضاجع الهناءة، بلغة تحمل دفئا شعريا يهتف بالمتلقي: الشاعر لا يتخير لغة معقدة مشوشة، بل يتخير سبكا شعريا خالط بشاشة القلوب بصدقه وجماله.
ويختتم انتقالته هذه بتكرار النداء وقد حمل قيمة جديدة تنضاف إلى أسلوبية الشاعر التي تخطو خطواتها بعناية وتروٍ. وتتعانق هذه القيمة التكرارية مع قيمة الأمر والنفي. ورغم نمطية البيت الأخير هنا، إلا أنه جاء ضمن إطار لوحة تضج بالتأمل والاستبصار وتدعو للتيقظ والنهوض.
يا ربُّ جئتُك والفؤادُ مسلّمٌ ** أرجو البصيرةَ ممسكاً بهداكا
أدعوكَ مُبتهلا لِتَمْنَحَ صَوْلةً ** فنعيدَ دينك نرتقي ببناكا
هذا دُعائيَ قدْ بعثتُ أنينَهُ ** أنتَ المدبِّرُ واليجيرُ دُعاكا
شكلت الخاتمة عودا على بدء، فختم الشاعر نصه بدعاء يضج بالعزيمة، كاشفا عن مخبوء الحقيقة التي يصبو إليها، فهو يرنو للبصيرة التي تستمد هداها من ربها، مبتهلا إليه أن يمده بصولة من صولات الحق التي تسترشد بالعروة الوثقى، ليكمل بنيان هذا المجد الذي آن له أن يسود من جديد.
منهيا ببعث الأنين يجوب سماء الكون، متوسلا أن يجيره هذا الدعاء الصادق الذي لم يخرج إلا ليكون إشارة انطلاق للنهوض والتوثب.
محافظا على تراث شعري باستخدامه أل الموصولة التي تدخل على الفعل المضارع، مرتشفًا في تناص شعري من الفرزدق:
ما أنتَ بالحكَمِ الْتُرْضى حكومَتُهُ ** وَلاَ الأَصِيلِ وَلا ذي الرَّأْيِ وَالجَدَلِ
وقفنا في هذه الأبيات أمام شاعر عشريني، رسم لوحة العذابات الفلسطينية، بلغة نأت عن التعقيد، ولم تعمد إلى الإدهاش السطحي الذي يزول أثره بعد قراءة ثانية أو ثالثة، بل كمنت دهشته في القدرة على تحدي كرباج الحاكم الشديد، عرت بصرخاتها الشعرية ما لم يقوَ إلا القلائل ذوو الندرة النادرة على تعريته.
وبسطت لغة الفكر والفن المتمازجين، وقدمت رؤية الشباب الفلسطيني لما يحيط به وما يكتوي منه، بشاعرية تخطو نحو غرس طيب مثمر.