مشاهدة النسخة كاملة : رسائل في صندوق – العقل –
بابيه أمال
18-11-2010, 01:31 AM
مما علمتني الحياة أن الوقوف بالإصلاح المنشود عند حد الكلام المرسل دون مقترحات حتى يفتح بابا طويل الممر للجدل القاتل للوقت والجهد..
ولو أن كل إنسان منا عنده حب للخير، ارتقى بهذا الحس إلى مرحلة تنقل الخير من دائرة التصورات النظرية إلى عمل يبصر الضوء والحياة لاختصرنا الكثير من متاعبنا، ولتمكنا من حل ولو بعض أعقد مشكلاتنا.. ومنها كثرة الكلام..
بهذا انصرفت إلى نفسي.. أتعهدها، وإلى عملي الخاص.. أتقنه، وإلى واجبي المنوط بي.. أجيده فابتكرت الطرق للنبوغ فيه.. لعلي بهذا أخفف من مناجاة ربي بأن أقدم بين يدي نجواي صدقة..
عمار حميدة
23-11-2010, 12:38 PM
للاسف بات الوقوف عند حد اطلاق العنان لخيال النظريات و التنظير بعلم او بدون علم بشخصية العربي لهو ليس فقط بدون اي نية للخير بل ايضا بهدف تحقيق الذات الانانية مهما كانت السبل و على حساب اي اعتبار كان لانسان اخر او لاوطان..المهم ذاتي...و ما ارخص الانا عند من احب الخير و ارتقى لمرحلة تنفيذه ..شكرا لك فقد لمست من متابعاتي لمشاركاتك مزجك الرائع بين جمال الادبيات و ما تمثل من اخلاق و حكم و مبادئ مع مع واقعيات و عقلانيات الامور بتوازن رائع ...و ذاك هو بيت القصيد
خليل حلاوجي
19-02-2011, 12:37 PM
عليك أن تتعود ... ألا تتعود .... على أي عادة
وستفلح
خليل حلاوجي
12-06-2011, 04:41 PM
الموت :
أن تمشي متوكلاً على غير قدميك .
قلت هذا في اللحظة التي أنهيت آخر إمتحان ... اليوم .... وأنا أتخرج من كليى التربية / قسم علوم القرآن.
بابيه أمال
15-06-2011, 12:30 AM
قد ضقنا بأكاذيب مسؤولينا
فليلتف على أعناقهم أحد الحبلين
الصدق...
أو الصمت.
بابيه أمال
25-06-2011, 03:08 AM
صارت الصحيفة اليومية في مقاهي مدينتي بعض روتين إفطار الصباح.. وتكاد تكون جزءا منه !!
ما أتعس من يقرأ أي شيء لقتل الوقت !
خليل حلاوجي
04-07-2011, 01:49 PM
نريد من الحكام : النظام
ونريد من المحكوم : النظام
وما بين النظامين ... سنخطط للغد الأجدى
خليل حلاوجي
30-07-2011, 07:27 AM
عطل سيدنا عمر احكام الشريعة في ظرف طارئ
معنى ذلك
ان الدين جاء لصالح الانسان
وليس العكس
خليل حلاوجي
10-08-2011, 07:54 PM
نظرية المؤامرة تهافتت تنظيريا
ولكن اسقاطات متونها تصل للفضاء المعاشي اليوم انها تنام وتستيقظ في وجدان الانسان العربي معه كل يوم
ترى
ما العمل ؟
بابيه أمال
20-08-2011, 03:44 AM
مضى من العام أقرب من ثلثيه..
ولقد تكشف من العام الذي مضى في أيامنا هذه ما كان غامضا.. حين كنا نحاول أن نتنبأ بما يخبئه الغيب في طياته.. وتأبى النبوءات أن ترفع عن الغيب غطاء..
وقد نذكر بشيء من الغبطة، فيما يخصنا نحن العرب، دون الدخول فيما نراه من واقع دامي.. أن حالنا اليوم أحسن منها قبل عام أو يزيد.. وأحسن كثيرا !!
دعاء إلى الله أن تكسر عن قريب سلاسل القيد والكيد على صانعيها.. ليعلم الظالمون كيف تقاوم الشعوب، وكيف تثور الثورة.. تلك التي وجب أن تكون منذ قرون.. لو أننا صادقناها لتصدق فينا خير الظنون..!
بابيه أمال
02-09-2011, 07:15 PM
أي الفئات نحن..؟
تلك الفئة التي اختارت صنع الأحداث لتساهم - ولو على حساب دمها - في تغيير وجه تاريخ هوان سدت أكاذيبه المعجونة بمصالح الدنيا الكثير من الضمائر والحقائق زمنا طويلا..
أم
تلك الفئة التي ارتأت البقاء في صف المتفرج والأحداث تمر أمامها وهي لا تحرك ساكنا ؟
أم
تلك الفئة التي لا تدري من أمرها ومن أمر هذه الأحداث شيئا يذكر ؟
خليل حلاوجي
06-09-2011, 11:22 AM
كم ابغضنا بعضنا بعضا ... لوجه الله
بابيه أمال
19-09-2011, 02:02 AM
كم ابغضنا بعضنا بعضا ... لوجه الله
صدقتَ يا ابن أمتي !
وقد أحببنا بعضنا بعضا لكثير من الوجوه !!
ذبحتني كلماتك خليل..
رعاك الله والأهل هناك..
ماهر يونس
19-09-2011, 02:56 AM
لا تحشر أسدا في زاوية وتنتظر مواء!
جهاد عفانة
15-12-2011, 03:37 PM
لا تجعل الاخرين يفسدون لحظة صمت
خليل حلاوجي
24-12-2011, 04:17 AM
الماضي حكاية وجع
واليوم همة تخليق
والغد هدية
هكذا نولد ونموت بينهم
زهراء المقدسية
24-12-2011, 05:09 PM
الماضي حكاية وجع
واليوم همة تخليق
والغد هدية
هكذا نولد ونموت بينهم
اليوم هو الغد الذي كنت خائفا منه بالأمس
أكتبها دوما وأرددها
ومن كل قلبي أتمنى أن لا يكون ما جاء بها
لأنه يعني الوجع وما أدراك ما الوجع
تقديري للمفكر الكبير
خليل حلاوجي
04-02-2012, 03:01 PM
كلماتنا ... تريد أن نرسمها واقعاً ... كما نريده حيناً ، وكما تريده هي أحياناً
خليل حلاوجي
04-05-2012, 08:08 PM
هل تعلم آدم الأسماء كلها ... والمسميات كلها ؟
هل يحيط باللغة أي إنسان ؟ هل يستطيع ذلك إنسان ؟
بابيه أمال
06-05-2012, 01:52 AM
هل تعلم آدم الأسماء كلها ... والمسميات كلها ؟
هل يحيط باللغة أي إنسان ؟ هل يستطيع ذلك إنسان ؟
لا.. نافية و.. قاطعة.. مع عدم القدرة حتى على تحديد درجة العجز عن الإلمام.. !
كن بخير خليل الواحة.
خليل حلاوجي
07-05-2012, 07:46 AM
حكى الإمام الشاطبي (رحمه الله) عن الإمام الشهير عبد الرحمن بن بطة الحافظ مع أهل زمانه ، إذ حكى عن نفسه فقال : عجبت من حالي في سفري وحضري مع الأقربين مني والأبعدين ، والعارفينوالمنكرين .. إن صدقت من دعاني لموافقته سمّاني موافقاً ، وإن وقفت في حرف من قوله أو في شيء من فعله سماني مخالفاً ، وإن ذكرت في واحد منها أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك وارد سمّاني خارجيّاً ، وإن قرأت عليه حديثاً في التوحيد سماني مشبهاً ، وإن كان في الرؤية سماني سالميّاً ، وإن كان في الإيمان سماني مرجئيّاً ،وإن كان في الأعمال سماني قدريّاً ، وإن كان في المعرفة ، سماني كراميّاً ، وإن كان في فضائل أبي بكر وعمر ، سماني ناصبيّاً ، وإن كان في فضائل أهل البيت ، سماني رافضيّاً ، وإن سكت عن تفسير آية أو حديث فلم أجب فيهما إلا بهما ،سماني ظاهريّاً ، وإن أجبت بغيرهما ، سماني باطنيّاً ، وإن أجبت بتأويل ، سماني أشعريّاً وإن جحدتهما ، سماني معتزليّاً ، وإن كان في السنن مثل القراءة ، سماني شافعيّاً ، وإن كان في القنوت ، سماني حنفيّاً ، وإن كان في القرآن ، سماني حنبليّاً ، وإن ذكرت رجحان ما ذهب كل واحد إليه من الأخيار إذ ليس في الحكم والحديث محاباة قالوا : طعن في تزكيتهم ..
ثم أعجب من ذلك أنهم يسمونني فيما يقرؤون عليّ من أحاديث رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- ما يشتهون من هذه الأسامي ، ومهما وافقت بعضهم عاداني
غيره ، وإن داهنت جماعتهم أسخطت الله (تبارك وتعالى) ، ولن يغنوا عني من الله
شيئاً
خليل حلاوجي
13-05-2012, 10:57 PM
الفرق واضح بين فصل منصب رجل الدين السياسية وفصل مكانة رجل الدين السياسية
لاوجود في الإسلام للأولى ... في حين أن القرآن يوضح أهمية الثانية
والله أعلم
قد أكون واهماً
ربيحة الرفاعي
14-05-2012, 02:14 AM
هل نحن حقا أمة تختلق الخلافات لتتسلقها كلما أسفر خطب
ألا ندرك إذ نمد حبالنا وأدوات التسلق إلى حيث تؤشر لنا أصابع استعمارية نراها جيدا، ونتابع نبشها في تربة الأمة لغرس شتلات الخلاف، أننا نستحيل مطايا لخصومنا
تحتاج منا أمتنا لشيء من يقظة
وبعض تفقد لمواطىء أقدامنا
خليل حلاوجي
18-05-2012, 04:51 PM
إياك أن تنظم كل تفاصيل حياتك ...
وتترك الفوضى تحكم قلبك
خليل حلاوجي
26-05-2012, 01:37 AM
الفرق بين لحظة التشخيص لاي مرض ولحظة وصف العلاج ... هو الفرق بين الطبيب والمضمد
عبدالصمد حسن زيبار
21-06-2012, 01:45 AM
الأفق المأمول أن ننتقل من الحكم الفردي المحتكر للسلطة إلى الحكم المؤسساتي الذي تطبعه الذهنية التشاركية بدل التصادمية.
بهجت عبدالغني
21-06-2012, 09:23 AM
الأفق المأمول أن ننتقل من الحكم الفردي المحتكر للسلطة إلى الحكم المؤسساتي الذي تطبعه الذهنية التشاركية بدل التصادمية.
في كتب الأصول يخبرنا العلماء بالمجتهد المطلق الذي يفتي ويجتهد في كل المسائل ، ويتساءلون اليوم عن وجود مثل هذا المجتهد ..
أرى أن المسألة يجب أن تتعدى ذلك السؤال ، لأنه وبظهور الحكم المؤسساتي
علينا أن نبحث عن مؤسسة اجتهادية مطلقة ..
تحتضن كل التخصصات الشرعية والعلمية ..
خليل حلاوجي
11-09-2012, 10:57 PM
مفهوم العصمة ... سرق من تاريخنا هامشاً جوهرياً :
نحن أسأنا لهذا المفهوم ... الذي قد يدخلنا الجنة وقد يخرجنا منها .
لنحاول تأمل : العصمة .
فننجوا.
خليل حلاوجي
29-09-2012, 07:30 PM
هل الحق : واحد أم متعدد ؟
عبدالصمد حسن زيبار
30-09-2012, 12:26 AM
هل الحق : واحد أم متعدد ؟
عند الانسان في الدنيا كونه عارض الحق نسبي ....
و عند المطلق الحق مطلق .....
و منه انتقال الانسان من علم اليقين الى حق اليقين
خليل حلاوجي
30-09-2012, 05:51 PM
شقيق الروح : عبد الصمد
الله هو الحق : هو الواحد لا المتعدد كما ذكرتَ.
وعندنا نحن البشر : الحق [ وأقصد بذلك الحكم الشرعي ] يتغير تبعاً لتغير الحال والأشخاص والزمان والمكان بحسب ماجاء في اصول الفقه
ولكن :
ألا يحتاج هذا الأمر إلى تجديد فكري ؟
يقول الجابري : في دعوته إلى تغيير أصول الفقه :"القواعد الأصولية هذه ليست ما نص عليه الشرع لا الكتاب ولا السنة، إنها من وضع الأصوليين، إنها قواعد للتفكير، قواعد منهجية، ولا شيء يمنع من اعتماد قواعد منهجية أخرى إذا كان من شأنها أن تحقق الحكمة من التشريع في زمن معين بطريقة أفضل"(1)
ومن القواعد الأصولية التي يريد الجابري تغييرها كي تبدو الشريعة مواكبة للعصر ومسايرة للتطور ما قرره معظم الفقهاء من دوران الحكم الشرعي مع علته في عملية الاجتهاد، ومعلوم أن العلة وصف منضبط في الشيء الذي صدر فيه الحكم؛ وبهذا الوصف يُعرف وجود الحكم فإذا وجد وُجد الحكم. ويريد الجابري تغيير ذلك بأن يكون دوران الحكم الشرعي مع الحكمة والمصلحة لا مع العلة، فإذا وُجدت الحكمة والمصلحة وُجد الحكم، وإذا عُدمت أُلغي الحكم، ويضرب لذلك مثالاً وهو : الحكم بإباحة الفوائد المترتبة على بعض المعاملات المالية التي هي نوع من شهادات الاستثمار وسندات البنوك وذلك لعدم وجود الاستغلال في هذا النوع من المعاملات، ويقول: "ومعلوم أن منع الاستغلال هو الحكمة من تحريم الربا" (2.
ويحتج الجابري على ما ذهب إليه من ضرورة أن يكون دوران الحكم مع الحكمة والمصلحة لا مع العلة بقوله: "وإذا كان عمر بن الخطاب قد عمل باجتهاده واجتهاد الصحابة الذي استشارهم في مسألة فيها نص، فوضع الخراج عن الأراضي المفتوحة عنوة بدل تقسيمها بين المقاتلين مراعياً في ذلك المصلحة؛ مصلحة الحاضر والمستقبل، وإذا كان قد عدل عن قسمة الغنائم بالسوية كما كان يفعل النبي وأبو بكر، وارتأى أن "العدل" يقتضي قسمتها على أساس السبق في الإسلام والقرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا كان عمر بن الخطاب -المشرع الأول في الإسلام بعد الكتاب والسنة- قد اعتبر المصلحة ومقاصد الشرع فوضعهما فوق كل اعتبار فلماذا لا يقتدي المجتهدون والمجددون اليوم بهذا النوع من الاجتهاد والتفكير بدل الاقتداء بفقهاء عصر التدوين والترسيم؟ لماذا نضيق على أنفسنا ونسجن اجتهادنا في قواعد كانت تفي بالمصلحة والمقاصد قليلاً أو كثيراً في زمان إذا لم تعد تفي بنفس الغرض اليوم على أكمل وجه، والحال أنها قواعد مبنية على ظن المجتهد، وليس فيها شيء من القطع واليقين باعتراف أصحابها أنفسهم؟. أما دوران الأحكام مع المصالح فشيء يفرض نفسه ما دمنا نقرر أن المصلحة هي الأصل في التشريع، وأعتقد أن هذا المبدأ هو الذي صدر عنه الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب، وإذن فالاجتهاد يجب أن يكون لا في قبول هذا المبدأ أو عدم قبوله بل في نزع الطابع الميكانيكي عن مفهوم الدوران، والعمل من أجل الارتفاع بفكرة المصالح إلى مستوى المصلحة العامة الحقيقية كما تتحدد من منظور الخلقية الإسلامية، إنه بدون هذا النوع من التجديد سيبقى كل اجتهاد في إطار القواعد الأصولية القديمة اجتهاد تقليد وليس اجتهاد تجديد حتى ولو أُتي بفتاوى جديدة"(3).
__________
(1) وجهة نظر نحو إعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر ص66 ، ط الثانية 1994م، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت -لبنان.
(2) ... المرجع السابق ص 62.
(3)... المرجع السابق ص 63 - 64.
خليل حلاوجي
30-09-2012, 06:04 PM
تأسيس معقولية الأحكام الشرعية :
دعى إلى اتخاذ المقاصد والمصالح أساساً للتشريع، وربط الأحكام الشرعية بأسباب نزولها، وفي هذا يقول الجابري: "عملية تأسيس معقولية الأحكام هي العملية التي بدونها لا يمكن تطبيق الشريعة على المستجدات، ولا على الظروف والأحوال المختلفة المتباينة، ولما كان مقصد الشارع الأول والأخير هو مصلحة الناس (فالله غني عن العالمين) (1)، فالمصلحة تؤسس لمعقولية الحكم الشرعي ، والمصلحة أصل الأصول كلها، وواضح أن هذه الطريقة تتحرك في دائرة واسعة لا حدود لها؛ دائرة المصلحة وبالتالي فهي تجعل الاجتهاد ممكناً ولدى كل حالة"(2).
ودعوته إلى ربط الأحكام بأسباب نزولها لتبدو الشريعة أكثر طواعية وأشد مسايرة لظروف العصر وأحواله المتغيرة: يقول "لا سبيل إلا باعتبار المقاصد والمصالح أساساً للتشريع، ذلك لأنه في هذه الحالة يتجه المجتهد بتفكيره لا إلى اللفظ (الحقيقة، المجاز، الاستعارة، الخصوص، العموم)، بل إلى (أسباب النزول)، وهذا باب عظيم واسع يفتح المجال لإضفاء المعقولية على الأحكام بصورة تجعل الاجتهاد في تطبيقها وتنويع التطبيق باختلاف الأحوال وتغير الأوضاع أمراً ميسوراً"(3) ويقول :"بناء معقولية الحكم الشرعي على (أسباب النزول) في إطار اعتبار المصلحة يُفسح المجال لبناء معقوليات أخرى عندما يتعلق الأمر بـ(أسباب نزول) أخرى، أي بوضعيات جديدة، وبذلك تتجدد الحياة في الفقه، وتتجدد الروح في الاجتهاد، وتصبح الشريعة مسايرة للتطور قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان"(4) ، ويضرب الجابري لذلك مثالاً وهو: ضرورة ربط عقوبة القطع في السرقة في الشريعة بأسباب نزولها؛ وهي: ما كان عليه العرب قبل الإسلام وزمن البعثة النبوية من حيث إقامتهم في مجتمع بدوي صحراوي، واعتمادهم على التنقل والترحال طلباً للكلأ مما يلزم معه قطع يد السارق، وأما في وقتنا الحاضر فالظرف تغير ونحن نشهد تطوراً تدافعياً ، فقطع يد السارق غير ملائم لردعه عن تكرار السرقة، بل الملائم هو السجن بدل القطع، نستمع للجابري يقول :
" إذا تحررنا من سلطة القياس والانشداد إلى الألفاظ، وانصرفنا باهتمامنا بدلاً من ذلك إلى البحث عن (أسباب النزول)، وهي هنا الوضعية الاجتماعية التي اقتضت نوعاً ما من المصلحة وطريقة معينة في مراعاتها، فإننا سنجد أن قطع يد السارق تدبير مبرر ومعقول داخل تلك الوضعية، وهكذا فبالرجوع إلى زمن البعثة المحمدية والنظر إلى الأحكام الشرعية في إطار الوضعية التي كانت قائمة يومئذ سنهتدي إلى المعطيات التالية:
أولاً: أن قطع يد السارق كان معمولاً به قبل الإسلام في جزيرة العرب.
ثانياً: أنه في مجتمع بدوي ينتقل أهله بخيامهم وإبلهم من مكان إلى آخر طلباً للكلأ؛ لم يكن من الممكن عقاب السارق بالسجن، إذ لا سجن ولا جدران ولا سلطة تحرس المسجون وتمده بالضروري من المأكل والملبس…. الخ، وإذن فالسبيل الوحيد هو العقاب البدني. وبما أن انتشار السرقة في مثل هذا المجتمع سيؤدي حتماً إلى تقويض كيانه، إذ لا حدود ولا أسوار ولا خزائن، فلقد كان من الضروري جعل العقاب البدني يلبي هدفين:
تعطيل إمكانية تكرار السرقة إلى ما لا نهاية، ووضع علامة على السارق حتى يُعرف ويحتاط الناس منه، ولا شك أن قطع اليد يلبي هذين الهدفين معاً، وإذن فقطع يد السارق تدبير معقول تماماً في مجتمع بدوي صحراوي يعيش أهله على الحل والترحال، ولما جاء الإسلام وكان الوضع الاجتماعي زمن البعثة لا يختلف عما كان عليه من قبل احتُفظ بقطع اليد كحد للسرقة من جملة ما احتُفظ به من التدابير والأعراف والشعائر التي كانت جارية في المجتمع العربي قبل الإسلام، مع إدراجها في إطار خلقية الإسلام"(5) .
التوسع في تحديد مقاصد الشريعة
عدم الاقتصار على ما ذكره فقهاء الأمة واتفقوا عليه فيما يدخل ضمن الضروريات، والحاجيات، والتحسينات، حيث يقول: "إن الأمور الخمسة التي حصر فيها فقهاؤنا القدامى (الضروريات) كانت وما تزال وستبقى أموراً ضرورية بالفعل، أي مقاصد أساسية لكل تشريع يستهدف فعلاً خدمة (مصالح العباد)، غير أن (مصالح العباد) اليوم لم تعد مقصورة على حفظ الدين والنفس العقل والنسل والمال، بل إنها تشمل بالإضافة إلى الأمور الخمسة المذكورة أموراً أخرى نعتقد أنه لابد من أن ندرج فيها: الحق في حرية التعبير وحرية الانتماء السياسي، والحق في انتخاب الحاكمين وتغييرهم، والحق في الشغل والخبز والمسكن والملبس، والحق في التعليم والعلاج.. إلى غير ذلك من الحقوق الأساسية للمواطن في المجتمع المعاصر. أما الحاجيات فبالإضافة إلى ما ذكره فقهاؤنا القدامى؛ هناك حاجيات جديدة مثل الحاجة إلى توفير الصحة والوقاية من الأمراض بإعداد ما يكفي من مستشفيات وغيرها، والحاجة إلى مالابد منه لتنشيط الإبداع الفكري في مختلف المجالات العلمية والفنية والنظرية، والحاجة إلى ما لابد منه لاكتساب معرفة صحيحة بالواقع والأحداث… أما التحسينات التي يتطلبها عصرنا فحدّث ولا حرج"(6) . ويختم كلامه بهذا الخصوص بقوله: "إذا كانت هناك ضرورات عامة خالدة كتلك التي أحصاها فقهاؤنا بالأمس، فإن لكل عصر ضرورياته وحاجياته وتكميلياته، وهكذا فعندما ننجح في جعل ضروريات عصرنا جزءاً من مقاصد شريعتنا فإننا سنكون قد عملنا ليس فقط على فتح باب الاجتهاد في وقائع عصرنا المتجددة المتطورة؛ بل سنكون أيضاً قد بدأنا العمل في تأصيل أصول شريعتنا نفسها بصورة تضمن الاستجابة الحية لكل ما يحصل من تغيير أو يطرأ من جديد"(7) .
__________
(1) يقصد رحمه الله قول الله تعالى : (ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) آل عمران 97.
(2) ...وجهة نظر نحو إعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر ص66 ، ط الثانية 1994م، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت -لبنان..
(3) ... المرجع السابق ص 59. وانظر: التراث والحداثة ص 10-11.
(4) ... وجهة نظر ص 61.
(5) ... المرجع السابق ص 60 - 61.
(6) ... المرجع السابق ص 67.
(7) ... المرجع السابق ص 68.
وللكلام : بقية
ملاحظة : كل ماسبق منقول من موقعه.
بهجت عبدالغني
30-09-2012, 06:10 PM
طرحت أخي الحبيب من خلال كلام الجابري جملة من النقاط المهمة
وسأكون معك بإذن الله تعالى لمناقشتها ، بياناً وتفصيلاً ودحضاً لبعضها ..
تحياتي ..
عبدالصمد حسن زيبار
01-10-2012, 02:39 PM
إذا كنت تعتقد بأن المغامرة خطرة ...
فجرب الروتين .. فـهو قاتل !!!
الروائي العالمي باولو كويلو
بهجت عبدالغني
01-10-2012, 04:12 PM
( وعندنا نحن البشر : الحق [ وأقصد بذلك الحكم الشرعي ] يتغير تبعاً لتغير الحال والأشخاص والزمان والمكان بحسب ما جاء في أصول الفقه )
إذا كان الحكم الشرعي مبنياً على المصلحة أو العرف أو سد الذرائع ، فيمكن أن يتغير ، أما إذا كان الحكم الشرعي منصوصاً عليه في كتاب أو سنة فلا يتغير ، فالتعميم لا يصح ..
بين العلة والحكمة
الشرع ربط الحكم مع علته وذلك لأن الحكمة قد تكون خفية لا يمكن التحقق من وجودها ، وقد تكون أمراً غير منضبط يختلف باختلاف الأحوال أو باختلاف الناس ، لذلك لا يربط التشريع ـ غالباً ـ الحكم بحكمته ، وإنما يربطه بالوصف الظاهر المنضبط ، وهذا الوصف هو مظنة لتحقق حكمة الحكم حيث يغلب مع هذا الوصف تحقق الحكمة من الحكم وهو الذي يسميه الأصوليون : علة الحكم أو مناطه . وهذا هو معنى قولهم : أن الحكم يدور مع علته لا مع حكمته وجوداً وعدماً ؛ أي إذا وجدت العلة وجد الحكم ، وإذا انتفت العلة انتفى الحكم بخلاف الحكمة .
مثل السفر في رمضان علة تبيح الفطر وقصر الصلاة ، والحكمة من ذلك دفع المشقة ، والمشقة أمر تقديري غير منضبط تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال ، فإن انتفت المشقة حيث كان السفر لا مشقة فيه، فإنه مع ذلك يبيح له الفطر وقصر الصلاة ؛ لأن السفر هو علة الحكم والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً وليس مع حكمته. فيتبين من هذا أن الحكمة هي المصلحة التي قصد الشارع تحقيقها أو تكميلها ، أو المفسدة التي قصد الشارع درؤها أو تقليلها .والعلة هي الوصف الظاهر المنضبط الذي بني عليه الحكم وجوداً وعدماً . لأنه مظنة تحقق المصلحة المقصودة من تشريع الحكم . فربط الحكم بالعلل يؤدي إلى ضبط الأحكام واستقرار أوامر التشريع ووضوحها (1) .
أما مثال الربا فليس في محله ، إذ النص صريح قطعي في تحريمه ، وتحريمه هو الذي يحقق مصلحة الناس ، ثم أين المصلحة من إباحتها ؟
الواقع المعاش يقول غير ذلك ، فالنظام الربوي هو الذي جرّ الويلات على العالم ، وجعل القوي فيه يأكل الضعيف ، والشمال ينهب الجنوب ، بينما أثبت النظام الإسلامي نجاحه حتى خلال الأزمة المالية ، يقول أستاذ الاقتصاد الإسلامي علي القره داغي :
( على الرغم من الأزمة المالية العالمية فان البنوك الإسلامية اليوم في نمو متواصل ، وكان حجم الموجودات في البنوك الإسلامية مع الأزمة المالية عام 2008 بحدود ( 900 ) مليار ، أما اليوم وصلت الموجودات إلى ( تريليون و 500 ) مليار دولار . والحمد لله ذلك يمثل نمواً عظيماً في البنوك الإسلامية ) (2) .
ولمعرفة المزيد عن سبب تحريم الربا انظر (الإعجاز في تحريم الربا ) :
http://www.jameataleman.org/agas/tasher/tasher7.htm
عمر والمصلحة
هل اجتهد عمر في مسألة فيها نص ؟
لمعرفة حقيقة اجتهادات عمر في القضايا التي طرحها الجابري ، وأنها اجتهادات ليست في مواجهة النص ، راجع كتاب ( السياسة الشرعية ) للدكتور يوسف القرضاوي لتقف على حقيقة الأمر ..
حيث إن هذه القضايا من الأمور التي يتشبث بها العلمانيون لتجاوز نصوص الشريعة الثابتة القاطعة ، ليميعوها ويوجهوها حسب أغراضهم وأهوائهم ..
ومعقولية الشريعة ليست من مقولات الجابري ، بل سبقه إلى ذلك العلماء قديماً وحديثاً ، وكذلك الأخذ بالمصلحة وبمقاصد الشريعة ، لكن كل ذلك لا يكون إلا وفق ضوابط وشروط معروفة ، وإلا تحول الأمر إلى فوضى ..
أما مسألة قطع اليد فهي من القطعي الثبوت والقطعي الدلالة ، لا يمكن للجابري ولا لمليون مثله أن يحرف معنى القطع إلى غيره ، وما يطرحونه ما هي إلا شبهات واهية كبيت العنكبوت ..
والواقع هو الذي يخبرنا بتهافت دعواهم ، فاليوم السارق لا تقطع يده بل يسجن ، فهل قلّت الجريمة وأصحاب السوابق ؟
وبخصوص التوسع في تحديد مقاصد الشريعة ، فإن العلماء لم يقولوا إن المقاصد هي خمسة فقط ، بل هذا ما أدى إليه اجتهادهم واستقراءهم للشريعة ، والمسألة مفتوحة لمن أراد أن يزيد عليها ، فقد كتب الدكتور احمد الريسوني ومحمد الزحيلي كتاباً عن حقوق الإنسان وجعلها محوراً لمقاصد الشريعة ( حقوق الإنسان محور مقاصد الشريعة ) ، كما أضاف بعضهم الوحدة مقصداً من مقاصد الشريعة ..
.......................................
(1) انظر : العلة عند الأصوليين ، مبارك عامر بقنه ، ص5 . الوجيز في أصول الفقه ، عبدالكريم زيدان ، ص158 ـ 159 .
(2) مجلة الرائد ، حوار مع الدكتور علي القره داغي بروفسور في الاقتصاد الإسلامي ، 2010 .
تقبل مروري وتحياتي ..
خليل حلاوجي
06-10-2012, 03:47 PM
لا نختلف معك أستاذنا العزيز بهجت : في أن الحكم الشرعي يدور مع العلة لا مع الحكمة كما تفضلت ونقلت عن زيدان الذي كنا ندرس كتابه أنا وأنت في كلية الشريعة ... ولكن : نحن نبحث عن علة الحكم لنقوم بأحد مصادر التشريع وهو : القياس .
ما يقصد به من تغير الحكم الشرعي الذي ندندن حوله ... حول مايستجد في أيامنا هذه ... انظر إلى الساحة التجارية العراقية اليوم وهذه بيوع السيارات بالآجل ومنه الحلال ومنها الحرام الربوي وكما أفتى به علماء الموصل الأفاضل جزاهم الله خيراً .... وسبب اختلاف الفتوى ليست العلة من هذه البيوع ، بل باختلاف حال المستفتي [ المادي ] وربما مكانه الجغرافي ... وهي ظاهرة صحية فمن شاء من المستفتين أخذ بفتوى صحة هذه البيوع ومن شاء أحجم .
أما قولك :
( على الرغم من الأزمة المالية العالمية فان البنوك الإسلامية اليوم في نمو متواصل ، وكان حجم الموجودات في البنوك الإسلامية مع الأزمة المالية عام 2008 بحدود ( 900 ) مليار ، أما اليوم وصلت الموجودات إلى ( تريليون و 500 ) مليار دولار . والحمد لله ذلك يمثل نمواً عظيماً في البنوك الإسلامية ) (2) .
فهو كلام عام ... ورغم أنه صحيح إلا أنه غير دقيق
من حيث أن : المعيار الاقتصادي لايختص به حجم الموجودات ... وحدها بل هناك الكثير من الشروط التي تجعل الدولة الفلانية تنمو اقتصادياً ... وترتفع معها درجة النمو .. أو تنخفض !!!
ثم أن قوله حفظه الله : مصطلح [ البنوك الاسلامية ] فهو قول عام ... فهل يقول لنا شيخنا : أين هي تلك البنوك هل في السعودية ذات الاقتصاد الريعي أم في ماليزيا ذات الاقتصاد الشبه صناعي أم في الأمارات ذات الاقتصاد التجاري ... ؟؟؟
وللحديث حول الاقتصاد دولنا الاسلامية اليوم : شجون
تدمع العين ويحزن القلب : جراء سماع مآسيه ..
أما الجابري رحمه الله ... فالرجل لايقول أن حكم قطع اليد : ليس قطعي الثبوت والدلالة ، لكنه يعزف على وتر[ جلب المصلحة العامة ] وأكرر - العامة - من حيث أن الجماعة الاسلامية اليوم في ظرفنا الراهن هي غير الجماعة قبل ألف عام :
أنا أقول :
إن مقصد الشارع في القطع يحقق المصلحة بالطبع ولاشك في ذلك البتة ، اليوم وغدا وحتى تقوم الساعة ... ولكني أرى أن المقصد اليوم بحاجة إلى إعادة تأمل لامن حيث رفض قطع اليد بل من خلال تأهيل السارق وزجه في السجن كمحاولة لإعادة اندماجه في المجتمع ، فالسارق بعد أن يسرق سيكون مجتمعه الجديد هو مجتمع السجناء .. أما مع القطع فالسارق بعد أن يسرق سيكون مجتمعه الجديد هو نفس المجتمع المسروق منه
نحن نريد مجتمع خال من جريمة السرقة ، والعلاقة بين جريمة السرقة والسراق [ لاحظ صيغة الجمع ] هي علاقة تتأثر بطبيعة الحياة في عصرنا وتجددها ... فلربما كانت عقوبة السجن أقسى على السارق واشد ضرراً عليه ... الفارق هو الحرية
قطع اليد تعيده إلى المجتمع ... غير مقيد
السجن يحجزه عن المجتمع ... مقيداً
/
قولنا هذا هو مجرد رأي والغرض منه : تحقيق المصلحة لجميع أفراد المجتمع .
والله تعالى أعلم وأحكم .
بهجت عبدالغني
07-10-2012, 07:58 PM
( انظر إلى الساحة التجارية العراقية اليوم وهذه بيوع السيارات بالآجل ومنه الحلال ومنها الحرام الربوي وكما أفتى به علماء الموصل الأفاضل جزاهم الله خيراً .... وسبب اختلاف الفتوى ليست العلة من هذه البيوع ، بل باختلاف حال المستفتي [ المادي ] وربما مكانه الجغرافي )
لا أوافق على ذلك ، فالعالم الذي حرم ذلك البيع حرمه لأنه ربا وفيه علته ، بينما الآخر ربما لم يجد فيه علة الربا فأجازه ، أما اختلاف حال المستفتي فذلك شيء آخر تماماً لا علاقة له بأصل الحكم ..
ـ البنوك الإسلامية :
أخي الحبيب إذا كانت في البنوك الإسلامية بعض العقود التي فيها إشكالات فقهية أو شبهات ، فإن البنوك الربوية غارقة في الحرام ..
وأنت تعلم أن البنوك الإسلامية لا تزال في مراحلها الأولى ، وتواجه عالماً تجارياً صار الربا فيه الأساس والثابت ..
فعلينا أن ندعمها ونساندها ونصحح أخطائها ، لا أن نهاجمها بحجة بعض الإشكالات ، والكلام ليس موجهاً لك أستاذي العزيز فأنت ممن تدعمون الخير أينما كان ..
أما سؤالك : أين هي تلك البنوك ؟
فلا أدري ماذا تقصد به .
والذي اعلمه أن البنك الإسلامي هو الذي يلتزم الاقتصاد الإسلامي في معاملاته أينما كان موقعه وفي أي بلد ..
أما مسألة قطع اليد ، فإن كل ما قلته من أن السجن يكون أشد عليه .. والحرية .. هو من باب المصلحة الملغاة التي لم يعتبرها الشارع ..
الله سبحانه وتعالى عندما أمر بالقطع فهو أعلم بالذي يصلحنا وما هو القاسي علينا وما الذي يردعنا ..
أما هل نقطع يد السارق الآن ، أقول لا ..
لأن القطع إنما يكون في مجتمع قائم على الإسلام أولاً ، مجتمع يكرم اليد العاملة ، ويعلم اليد العاطلة ، ويطعم اليد العاجزة ، ثم إذا ظهرت يد عابثة يقطعها ..
أرجو أن الفكرة واضحة ..
تقبل خالص دعائي وتحياتي ..
خليل حلاوجي
26-10-2012, 07:58 PM
لما كنت في المدرسة، طُلب مني ما كنت أريد أن أصبح عندما أكبر، فأجبت أنني كنت أود أن أكون سعيداً. فقيل لي أنني لم أفهم السؤال و أجبت أنهم لم يفهمو الحياة.
جون لينون. Moutarjam - مُتَرْجَمْ
خليل حلاوجي
27-10-2012, 12:03 AM
المعرفة والذات
المعرفة هيً أنْ أعرف مَن أنا ، واين أنا . وتٌعَرًف هويتي من خلال أُفق أستطيع أن أسعى من داخله ، وأُحدٍد ماهو جيد وثمين به ، وما ينبغي أن يُـفْعَل ، أو يجب أن ادافع عنه أو أعارضه . أيً الأفق الذي أتخذ من خلاله موقفا
Taylor ,C ) 1985): Sources of the Self, Cambridge, Cambridge University Press, p27)
وهذا كلام يكتب بماء الذهب لروعته ودقته ...
ثم إن التفريق بين المعرفة والاعتقاد ضروري لتنظيف الوعي من شوائب اليقين .
خليل حلاوجي
27-10-2012, 12:21 AM
العيد يسكن القلوب ... ونحن من يطرده
خليل حلاوجي
27-10-2012, 12:33 AM
الضوء المظلم :
هل هنالك ضوء مظلم ؟ هل يمكن للمصباح ان يشع ظلاماً بدل النور ؟
حجر الزاوية للفيزياء الحديثة هو الرياضيات . شئنا أم أبينا، ومن دون الادوات التي توفرها الرياضيات للفيزيائيين فأن الفيزياء ستموت ! . لكن حل المعادلات ليس كفهمها لذلك يجب على الفيزيائيين التمييز ما بين حلول المعادلات المتعددة و أي حل هو الامثل لكي يعبّر عن الحقيقة .
لنأخذ على سبيل المثال المعادلات التي تعبر عن الزمن ، هذه المعادلات عمياء نحو اتجاه الزمن ولكن الان نحن نعلم ان الحلول التي تتضمن العودة بالزمن الى الوراء اغلبها خاطئة، غالباً وليس دائماً .
الان لنتسائل هل يوجد ضوء ذو تردد سلبي ؟ نعم، يوجد وهذا ما اظهرته بعض المعادلات .
والمعادلات التي وضعت قيد التساؤل هي معادلات ماكسويل والتي تصف انتشار الضوء، هذه المعادلات تتطلب منّا ان نصف الحقل الضوئي بتردداته السالبة والموجبة . وبطبيعة الحال فأن التردد السالب يشير الى وجود موجة تتكون من الفوتونات التي لها طاقة سالبة.
استخدام الضوء لصنع الضوء
توصّل مجموعة من الباحثين الى نتائج تشير الى امكانية ملاحظة الترددات السالبة وذلك من خلال توليد الاشعاع مع الترددات الموجبة .
نظر الباحثون الى حقول الضوء المكثف جدا والتي تنتقل خلال انواع معينة من الزجاج والالياف الزجاجية . فعندما يكون الحقل الضوئي كثيف جدا – وفي هذه الحالة ستتكون دفقات ضوئية كثيفة وقصيرة جدا – فهذا سيقود الى تأثيرات مدهشة جدا . خصوصا عندما يمر الضوء خلال مادة، عندها يقوم الحقل الضوئي بدفع الالكترونات بقوة بحيث تبدأ الالكترونات بالاندفاع الى الوراء.
في مادة مثل الزجاج، يجب على الالكترونات ان تتحرك بعيدا جدا عن الذرات لكي تنفصل عنها . كلما تدفعهم بقوة اكبر كلما ازدادت المقاومة. وبأستخدام حقول الضوء الضعيفة تحركت الالكترونات الى الامام والى الخلف بشكل سلس وبنمط الحقل الضوئي الضعيف الذي يدفعهم. وفي هذه الاستجابة للحقل فأن هذه الالكترونات تبعث الضوء بنفس اللون بالضبط.
ولكن عندما يكون الحقل قوي جدا، فإن الالكترونات لا تتبع هذا الحقل بشكل مضبوط واذا تبعوا الحقل بشكل مضبوط فأن هذه الالكترونات ستنفصل عن الذرات التي ترتبط بها، ولا يمتلك الحقل هذه الطاقة لكي يقوم بفصل الالكترونات عن ذراتها. بدلا عن ذلك، فإنها تتوقف عن الحركة. والنتيجة هي انبعاث الضوء من الالكترونات بجميع الالوان ، وببساطة اكثر فإن نبضات الضوء المنبعثة لكل لون تتداخل مع الاخرى ويستمر هذا التداخل ما بين نبضة واخرى مما يؤدي الى نمو هذه النبضة وستشرق اكثر واكثر .
تحذير : ستتعقد الامور اكثر واكثر
هذه العملية وُصفت بالكامل من قبل معادلات ماكسويل لانتشار الضوء. ولكن حلول هذه المعادلات غريبة نوعاً ما. تذكر دائما ان كل حقل ضوئي يوصف رياضياً بالتردد الموجب والسالب .فإذا اخذنا بنظر الاعتبار فقط الترددات الموجبة فسيكون للمعادلات اربعة حلول وهذه الحلول تتوافق مع موجات الضوء التي لها ترددات ايجابية وسلبية والموجات التي تسافر في نفس الاتجاه وعكس نبضة الضوء الاولية .
تجاهل الباحثون الحلين المتوافقين مع الموجات التي تسير في الاتجاه المعاكس للنبضة الداخلة لانها لا تتضخم . كل نبضة تنتقل في الاتجاه المعاكس لا تتداخل مع النبضة الداخلة لمدة طويلة ولا يوجد وقت طويل لتنتقل الطاقة للنبضة الناشئة .
من الحلين المتبقيين ، واحد لديه تردد موجب وينتقل مع النبضة الناشئة ليسمح لها بالتضخم وتتم ملاحظة هذا عادةً . الحل الاخير يتوافق مع التردد السلب والذي ينتقل مع النبضة الداخلة . هذا الحل ينبغي عليه ان ينتج فوتونات بطاقة سالبة، والذي كان يعتقد كتحفة اثرية ولا يتوافق مع اي شيء فيزيائي.
لذلك لتفسير كل ما سبق سيلجأ الباحثون الى ميكانيكا الكم لتفسير هذه النتائج ويتركوا الكهرومغناطيسية الكلاسيكة .
———————————————— ———————————————— ———————————————— ————————-
اعداد : عصام منير من العراق
للمزيد من القراءة حول الموضوع : http://phys.org/news/2012-03-physicists-lasers-frequencies.html
زهراء المقدسية
27-10-2012, 03:02 PM
العيد يسكن القلوب ... ونحن من يطرده
بل الحياة بمنغصاتها وليس نحن من نطرده
كل عام وأنت بخير
وأضحى مبارك
خليل حلاوجي
27-10-2012, 09:19 PM
وسيلة الفقيه كي يقول رأيه هي مصادر الأحكام وهي أربع متفق على حجيتها والعديد غيرها : ( القرآن وصحيح السنة والقياس والاجماع ) وهناك أكثر من 13 مصدر آخر مثل الاستحسان وسد الذرائع وشرع من قبلنا والمصلحة المرسلة ... الخ وفي كل ذلك لايوجد فقيه يقول بأن رأيه يمثل قول الله أو رسوله إنما هو اجتهاده .. والموضوع لايخص شخص الفقيه بل الظرف التاريخي الذي جعل من الفقه مؤسسة لها الزاماتها على العوام .. نحن اليوم بحاجة إلى تثقيف شرعي بحيث لايعتمد المستفتي إلى المفتي إلا في ضرورات الحوادت المتجددة ، آن الأوان أن يكون المسلم فقيه نفسه
خليل حلاوجي
09-11-2012, 10:52 AM
الجمعة : مؤتمر لمراجعة نشاطنا الإسبوعي ... ليست للوعظ التبسيطي لحياة مرتهنة بارادتنا نحن وهي اليوم إرادة مسجونة مخنوقة ... كم أتمنى أن نحرر خطابنا من سجن التكرار والاجترار والاغترار ... فننطلق نعمر الأرض جمعة وجماعات ..؟؟؟!!!
محمد جاد الزغبي
12-11-2012, 12:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وسيلة الفقيه كي يقول رأيه هي مصادر الأحكام وهي أربع متفق على حجيتها والعديد غيرها : ( القرآن وصحيح السنة والقياس والاجماع ) وهناك أكثر من 13 مصدر آخر مثل الاستحسان وسد الذرائع وشرع من قبلنا والمصلحة المرسلة ... الخ وفي كل ذلك لايوجد فقيه يقول بأن رأيه يمثل قول الله أو رسوله إنما هو اجتهاده .. والموضوع لايخص شخص الفقيه بل الظرف التاريخي الذي جعل من الفقه مؤسسة لها الزاماتها على العوام .. نحن اليوم بحاجة إلى تثقيف شرعي بحيث لايعتمد المستفتي إلى المفتي إلا في ضرورات الحوادت المتجددة ، آن الأوان أن يكون المسلم فقيه نفسه
دعوة عجيبة للغاية يا صديقنا القديم خليل حلاوجى ..
وخطيرة ..
وغريبة أن تصدر عن مثلك ومن له مثل اطلاعك ..
علوم الفقه يا أخى الكريم هى أسمى وأكرم العلوم , وأكثرها تخصصا وتعقيدا ..
ومع ذلك فعرضها مستباح بين الناس ..
فهل لك أن تخبرنى لو أننى ذهبت فناديت بأن ننشر الثقافة الطبية الحديثة فى عصر الإنترنت , وأن يصبح المرء طبيب نفسه ويتخلص من جمود الأطباء وتحكمهم
فهل هذا القول يستقيم بالله عليك ؟!
لا شك أنه سيجد آلاف المعارضين والمستهجنين من هذه الدعوى التى ستهلك الناس ..
فما بالنا ننادى بها فيما هو أشد من هلكة الجسد , ألا وهو افتاء كل مسلم لنفسه !!
يا أخى الكريم أنت تعلم كما يعلم الجميع أن مقام الإفتاء سواء فى النوازل أو فى قديم الحوادث إنما هو مرهون بدرجة علمية رفيعة لا يحصلها كل العلماء
فما بالنا بالعوام ,
ومصادر الشرع هى كما ذكرت بالفعل ,
ولكن هل معنى معرفة مصادر التشريع أن يتصدى آحاد الناس بالثقافة السطحية للإفتاء !!
علام إذا كان العالم فى الأزهر يقضي من عمره أربعين عاما فى دراسة الفقه كى يحصل على إجازة الفتوى ؟!
حتى لو كانت دعوتك مختصة بغير الامور المحدثة التى تود ان تتركها للعلماء
فكيف للعامى او المثقف ان يميز الفتوى المناسبة له بالقياس إلى أقوال السابقين وهذا الأمر ليس مقررا إلا لأهل الإختصاص ؟!
ولو كانت الدعوى تجوز ..
لكانت أنسب وأكثر منطقية لو كانت فى العصور السالفة حيث كانت تلك العصور عصور علم والعوام أنفسهم كانوا على دراية واسعة بأمور العلم من كثرة احتكاكهم بالعلماء ومجالستهم ..
ومع ذلك لم يحدث هذا قط ,
فما بالنا ندعو لذلك فى عصرنا الحالى وهو عصر الأمية العلمية وثقافة التيك أوى !
بل إن جهابذة العلم فى الفقه وأصوله فى قديم الزمن كانوا يتحرجون من الفتوى لخطورتها وخشية العلماء على أنفسهم أن يقعوا فى الخطأ بسبب جهلهم بحكم ما أو حديث لم يصله أو تفسير لم يعلمه ,
ناهيك على أنه لو قبلنا هذا الأمر جدلا ,
لما استطعنا أن نقبل قولة أن يكون الإنسان مفتى نفسه !
لأنه من المستحيل أن يضمن تنحية الهوى فى فتواه
وأخيرا ..
إن الله عز وجل أخبرنا وأرشدنا فى القرآن الكريم إلى أن باب الفقه والإفتاء هو أمر مخصوص بأهل الإختصاص الذين يعلمون الناس أمور دينهم ويرشدونهم إلى الطريق السليم ..
قال تعالى :
[وَمَا كَانَ المُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ] {التوبة:122}
ارجو أن نتحرى الدقة والمصلحة فيما ندعو إليه حتى لا يغتر العوام بتلك الأقوال ويستجيبون لها بهواهم فتكون القارعة ..
لك التحية ..
خليل حلاوجي
30-11-2012, 04:28 PM
الأستاذ العزيز : الزغبي .
اوافقك فيما ذهبت إليه .. ويبدو أن المقال لم يسعف الحال عندي ، فما قصدته بأن نكن أصحاب الفتيا لأنفسنا في المسائل الواردة في معشنا اليومي مما تعودنا فيه الفتوى .. ألا تلحظ معي برامج الاستفتاء في التلفاز ونوعية الفتوى وتكرار واجترار السائل والمجيب وكأننا في مدرسة إبتدائية لتعليم ألف باء الفتاوى .. من نوع هل الإبرة تفطر الصائم وهل يجوز أن نقص أظافرنا حين نقرر الأضحية في عيد الأضحى وهل القنوت في الفجر حرام .. مما يتكرر على مسامعنا أخي الغالي حتى غدا الفقه مسائل تبسيطية وبإمكان السائل اللجوء إلى كتب الفقه المعتبرة والتي يقرأ فيها المفتي نفسه وهو يظهر على التلفاز وكأن كلا الطرفين يلجأ لبعض فيما هو سهل . أما دعوتي فمنحصرة إلى صيانة مؤسسة الفتوى ورد اعتبارها بحيث يلجأ إليها العوام في الحوادث المتجددة والتي لانجد لها نظير في كتبنا . أو في المسائل التي يكون فيها الرأي متعدداً ويحتار فيها السائل بأي الآراء يأخذ ... ومن قال أني أدعو إلى هجر [ المؤسسة الفقهية ] وهم سادتنا ورجال ديننا ، ألست أنا طالباً لعلمهم ومازلت أسعى لنيل شهادة الماجستير على أيديهم - هم - بعد تخرجي من [ علوم القرآن ] ... وهنا سأقع في تناقض شخصي : هل ألغي نفسي بنفسي ؟
أنا أحارب الاستسهال فحسب .
بإمكان الكتب الفقهية أن تحل محل مشايخنا في جل المسائل الإعتيادية ..
وليس بالإمكان أن نغفل دور [ الفقيه ] الذي يقود مستجدات حياتنا إلى مافيه رضا الله ورسوله عبر الهضم العقلي لآلية الفتوى.
/
جزيت الجنة أخي الكريم .
خليل حلاوجي
30-11-2012, 04:34 PM
صباح هذه الجمعة المباركة قرأت كلاماً نفيساً للعلامة المرحوم محمد حسين فضل الله : يصلح ليكون شعاراً لمجلس النواب العراقي :
قال :
[ لاوقت لنا أن .. نختلف مع بعضنا .. لافرصة لنا أن نختلف مع بعضنا .. لايجوز لنا أن نختلف مع بعضنا. حذار أن تنطلق حركة اسلامية لتحارب حركة اسلامية اخرى ]
خليل حلاوجي
02-12-2012, 04:53 PM
حين شارك الامام [ محمد عبده ] في ثورة عرابي [ السياسية ] في مصر وفشلت نُفي إلى لبنان، وهناك كتبَ كتابه الإسلامُ والنصرانيّة بين العلم والمدنيّة، ولمّا تعرّضَ في حديثه عن السياسة قال عنها :
"لعنَ اللهُ ساس ويسوس وسائس ومسوس وكلَّ ما اشتقَّ منها."
هنا قلت في نفسي : هذه لعنة ليست في محلها . وتأملت النظم السياسية العلمانية في اوربا اليوم وذهب بي طيف التأمل إلى سيدنا المسيح عليه السلام الذي لم يشهد قيام الدولة .. في حين مات النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن أكمل بناء [ الدولة الإسلامية ] ففصل الدين المسيحي عن الدولة في الغرب يؤكد أن الشريعة المسيحية التي انفصلت عن السياسة هناك هي شريعة رجال الدين وليست شريعة المسيح نفسه ، في حين أن الدعوة لفصل شريعتنا عن سياستنا أمر يكذبه روح الدين الإسلامي .. كون القرآن والنبي يدعوان لجعل كل تفاصيل الحياة إسلامية ( اجتماعيا واقتصاديا وسياسياً ... )
والسياسة قوة : والدين لايعترف بالقوة .. هنا تكمن المفارقة .
ولكن لابد لأفكار الشريعة أن تقود الحياة .. ولكي يحصل ذلك لابد أن نجعل لأفكار الشريعة : قوة ..
لا أقول قوة لحمل الناس على شريعتنا بل قوة لتوقف الظالم عن ظلمه .وعلى هذا فلم تكن أفكار الأنبياء معلقة بين السماء والأرض بل في تفاصيل الحياة .. عند القاضي وعند ضابط الجيش وعند موظف البنك وعند الوزير وعند المدرس .. قوة تصنع للأفكار واقع أجمل ...
ولابد أن يدخل الدين ورجاله في عالم السياسة .. بصفة مراقب لابصفة منفذ
فيتولى مجلس الحل والعقد مهمة مراقبة أداء الوزراء ومهمة مراقبة رجال السياسة ورجال الاقتصاد ورسم غاياتها والى غير ذلك من المهام ..
ومن غير المقبول والحال هذا أن يتولى [ رجل الدين ] مهاماً تنفيذية ففي ذلك انتقاصاً لدوره القيادي والترشيدي التقويمي ..
فنحن لانوافق نظرية [ ولاية الفقيه ] لأننا لانؤمن بشخصنة الدين في [ الإمام ] بل نؤمن بالتخصص على مستوى [ المؤسسة الدينية ] فالفقيه رجل تنفيذي يملك سلطته من خلال مؤسسة القضاء أما رئيس الدولة فهو رجل [ مراقب ] لمستوى الأداء لجميع تخصصات [ مؤسسة الدولة ] وهو يخضع لمراقبة مجلس [ أهل الحل والعقد ] الذين يكون قرارهم ملزم للرئيس نفسه .
السؤال الآن :
ما مواصفات تكوين مجلس [ الحل والعقد ] وما آلية اختيار أعضاءه ؟
خليل حلاوجي
07-12-2012, 03:01 PM
قالت : أحلام مستغانمي
مِـنَ الـجُـرْحِ وَحْـدَهُ يُـولـدُ الأدبْ .
قلت لها :
بل من الأدب يولد الشفاء ... فالأدباء أطباء الوجدان.
خليل حلاوجي
07-12-2012, 08:18 PM
“ ميت هو ذاك الذي لا يقلب الطاولة و لا يسمح لنفسه ولو لمرة واحدة في حياته بالهرب من النصائح المنطقية ، ذاك الذي لا يسافر و لا يقرأ و لا يصغي الى الموسيقى ، ذاك الذي لا يقبل مساعدة احد و يمضي نهاره متذمرا من سوء حظه أو من استمرار هطول المطر” ..
بابلو نيرودا
خليل حلاوجي
08-12-2012, 04:56 PM
سمعت المرحوم محمد عابد الجابري في لقاء تلفزيوني يقول : ندمت عن مصطلح طالما استخدمته في كتبي : الأمة العربية فلو سألنا أين المانيا لقيل لنا هناك وأشرنا لها ,, ولو قلنا الأمة العربية فإلى أي بقعة نشير اليوم ؟
خليل حلاوجي
08-12-2012, 06:54 PM
الحياد : قد يوصل إلى العار ... أحياناً.
زهراء المقدسية
11-12-2012, 09:35 PM
إذا أردت أن تعرف ما يفكر به الآخرون فراقب أفعالهم لا أقوالهم
خليل حلاوجي
13-12-2012, 05:15 PM
يقول : مظفر النواب الشاعر العراقي المرهف في وتريات ليلية:
" بكيت و جف الدمع زبيبا" و أنا لم أعد أبكي لا باللغة و لا في الواقع، صار العمل هو طريقتي الوحيدة للاحتفال بما نجا مني من فجائع، لم يعد في العمر ما يتسع للانزواء و البكاء، و منذ أن اكتشفت أن الحياة لا تنتظر أحدا قررت أن أرفع للغة كل مباهج الحياة، فهي وحدها الذي يبقى بعد أن ننتهي جميعا من مسرح الحياة.
وأقول له :
" أن اللغة تهندس أفكارنا" و " اللغة مفخخة تبتلعنا حينا و تغتالنا أحيانا"
نحن اليوم نعيش محنة ثقافة مزورة والمشكلة الثقافية تكمن في الاسس الثقافية
لقد فقدنا القدرة على قراءة الذات
خليل حلاوجي
13-12-2012, 06:08 PM
بالتأكيد لحوم العلماء مسمومة.
هل يعقل أن لا تكون كذلك وصلاحية بعضهم منتهية منذ قرون؟
هذا ما قاله د. أحمد خيري العمري !!
خليل حلاوجي
14-12-2012, 12:09 PM
يصدر قريبا عن مركز دراسات عراقية كتاب الدولة ومجتمع الولاية في الامبراطورية العثمانية - الموصل 1540-1834
للدكتور فالح عبد الجبار
في العام 1917، قام والي الموصل، مورالي علي بجمع رسوم السوق من الحرفيين قبل ان يترك منصبه، وغادر المدينة ليتسلم منصباً آخر. والتقاه قادة نقابات المدينة قبل رحيله وطالبوه بإعادة ماجمعه منهم بصفة ضرائب، فلقد كانوا واث...
قين من أن الوالي القادم سوف يجمع الضرائب نفسها بمجرد تسلمه لمنصبه. رفض مورالي الاستجابة لطلب الحرفيين وفر من المدينة. وعندما التقى في طريقه الوالي القادم بادر إلى إبلاغه بالمشكلة التي واجهها في الموصل، فسأله الوالي الجديد، ساري مصطفي، "هل يقبل الناس بما هو شرعي، وهل لديهم قاضي؟" وعندما رد مورالي بالإيجاب، أحس الوالي الجديد بالإطمئنان. وما أن وصل المدينة، حتى تجمع الأعيان وشجعوه على فرض الضريبة السنوية وبالتركية ساليانة ( Salyane ) على الحرفيين.
وفي مواجهة موقف كان قابلاً للإنفجار، دعاهم ساري مصطفى إلى وليمة من الطيور ولحم الخروف المحشي. كان الطعام، وفقاً للعادة الموصلية المتبعة لدى النخبة العثمانية، أن يقدم على شكل وجبة واحدة. لم تشبع الطيور جوع الأعيان، لكنهم سعدوا تماماً بعد أن تناولوا الخروف المحشي. عندها، أبلغ ساري مصطفى الأعيان إن رغبتهم في فرض ضريبة على الحرفيين تشبه كثيراً أكل الطيور، وعلى المرء أن يجمع درهماً واحداً في كل مرة كي يكون بمثابة إسهام في الجهد. ولما كانوا مثل الخروف المحشى دسمين، كان جمع الضرائب من ثلاثتهم أكثر سهولة. وأضاف، إلى جانب ذلك، فإن ابتزاز ثلاثة من الأعيان سيكون تبريره في يوم الحشر، أفضل من تبرير إبتزاز ثلاثة آلاف حرفي.(1)
إن ما انطوت عليه هذه النادرة من مبادئ أخلاقية، سوف تتناولها الموضوعات الرئيسية التي سيتم استكشافها في هذه الدراسة حول العلاقات بين الدولة العثمانية ومجتمع ولاية الموصل في أوائل الحقبة المعاصرة. كان مورالي علي وساري مصطفى يمثلان الدولة، وكان عليهما دائماً أن يؤسسا لوضعهما الاعتباري بحيث يبدو للسكان المحليين أنهما شركاء معاً في عالم القيم والاحكام الشرعية الإسلامية(2). وكانا يسعيان لإظهار نفسيهما بوصفهما حماة للمصالح العامة ضد مصالح الأعيان المحليين، والذين إرتبطوا بالدولة العثمانية عن طريق نظام معقد من الإمتيازات. في الوقت نفسه كان على ممثلي الدولة أن يعززوا مواقعهم وصعودهم إلى السلطة من خلال اعتماد طقوس إجتماعية وسياسية. قدم الأعيان الثلاثة أنفسهم بوصفهم وسطاء بين السلطات العثمانية والسكان وقبل الوالي وساطتهم، لكنه ذكّرهم بمنزلتهم الاجتماعية عن طريق إتقانه لوجبة الغداء المقدمة، والأهم من ذلك، عن طريق إصرار ساري مصطفي على أن عليهم، بوصفهم وسطاء، أن يخففوا من عبء الضرائب على السكان الحرفيين المحليين بأن يدفعوا الرسوم بأنفسهم. وكان الاتفاق النهائي تسوية تم التفاوض عليها بين سكان المدينة من الحرفيين والدولة والأعيان. كان الاتفاق في روحه، رمزاً لطبيعة العلاقات بين الدولة والمجتمع في مدينة الموصل في أوائل الحقبة المعاصرة.
هذا الكتاب هو استكشاف لطرائق عمل الدولة العثمانية في إطار الولايات. إنه يتناولالسلطة العثمانية في الاطراف الشرقية للإمبراطورية، ويحاول أن يبيّن بالملموس ما الذي كانت تعنيه "سلطة الدولة" بالنسبة لمختلف قطاعات مجتمع الولايات. وعلى الأرجح فإنه، مثل ساري مصطفى، يتلمس طريقه نحو فهم حدود سلطة الدولة في اتساقها مع أعيان الموصل المتعلمين، وحدود تخوفها من الممارسة السياسية لسكان الحضر والريف. وفيما قمت بالتركيز على بدايات الحقبة المعاصرة، فإن العديد من الموضوعات التي يتم التوسع فيها بين ثنايا الكتاب، تتداخل إلى اشكاليات أواخر القرن العشرين، تلك المتعلقة بطبيعة العلاقة بين الدولة والمجتمع في الحقبة المعاصرة
خليل حلاوجي
15-12-2012, 07:21 PM
إنني في رعاية دائمة لا بأس بها
الشمس تحميني من المطر
والمطر من التجول
والتجول من اللصوص
واللصوص من التبذير
محمد الماغوط رحمه الله
خليل حلاوجي
15-12-2012, 07:30 PM
/
/
/
قابيل الذي يسكن تاريخي ... دمرني
واعتذر
وبكى
واستغفر
/
/
/
بهجت عبدالغني
15-12-2012, 08:28 PM
اليد في الإسلام اربعة انواع :
يد عاملة يكرمها
ويد عاطلة يعلمها
ويد عاجزة يطعمها
ويد عابثة يقطعها
.............
فلا يظنن أحد أن الاسلام جاء ليقطع الأيادي
خلال الـ 400 سنة من عمر الإسلام الأول لم تقطع سوى
6
أيادي
فقط ...
خليل حلاوجي
16-12-2012, 07:16 PM
واليد الحاقدة ... يهذبها
واليد المذبذبة ... ينقذها .
الأستاذ بهجت : أنتَ الأروع !
خليل حلاوجي
17-12-2012, 03:31 PM
منهج العلم مختلف عن منهج الدين , وهذا لا يعيب كليهما ولا يعني بالضرورة أن النقص كامن في أحدهما , فالمقارنة لا محل لها ومحاولة صنع الأرابيسك “العلمديني” بتعشيق هذا في ذاك محاولة محكوم عليها بالفشل مقدماً , فالعلم هو تساؤل دائم أما الدين فيقين ثابت , العلم لا يعرف الا علامات الإستفهام والدين لا يمنح الا نقاط الإجابة , كلمة السر في العلم هي القلق أما في الدين فهي الإطمئنان , هذا يشك وذاك يحسم , وكل القضايا العلمية المعلقة والتي تنتظر الاجابات الشرعية لن تجد اجاباتها عند رجال الدين لسبب بسيط هو أن من عرضوها منتظرين الاجابة قد ضلوا الطريق , فالاجابة تحت ميكروسكوب العالِم وليست تحت عمامة الفقيه , والعلم منهجه متغير وقابل للتصديق والتكذيب ويطور من نفسه بمنطقه الداخلي وربطه بالدين يجعل الدين عرضة للتصديق والتكذيب هو الآخر , ويهدد العقيدة الدينية بتحويلها الى مجرد قارب يمتطيه المتاجرون بالدين معرض ببساطة للعواصف والأمواج تأخذه في كل اتجاه , ويتحول الدين الى مجرد موضوع ومعادلة ورموز من السهل أن تتغير وتتغير معه معتقدات المؤمنين ببساطة ويتملكهم وسواس الشك ويأخذ بتلابيبهم ويزعزع إيمانهم , وكذلك جر العلم من المعمل إلى المسجد يجعل معيار نجاح النظرية العلمية هو مطابقته للنص الديني سواء كان آية أو حديث نبوي وليس مطابقته للشواهد والتجارب العلمية والمعملية , فتصبح الحجامة هي الصحيحة علمياً وجناح الذبابة هو الشافي طبياً , وبول الإبل هو الناجع صحياً لمجرد أن هذه الوسائل وردت في أحاديث نبوية , ويصير العسل دواء لمرض البول السكري بدون مناقشة لأعراضه الجانبية في هذه الحالة ذلك لأن المفسرين جعلوا منه شفاءً قرآنياً لكل الأمراض , ويصمت الجميع خوفاً من اتهامات التكفير وايثاراً للسلامة لأن الطوفان عالي والجميع يريد تصديقه .
هذا الخلط بين الدين والعلم من خلال تضخيم حدوتة الإعجاز العلمي المخدرة تغري رجل الدين بالتدخل في شئون العلم وتعطيل تقدمه وشل إنجازاته , والأمثلة كثيرة على هذا التعطيل في بلادنا المسلمة , فهذه النظرة الكوكتيل التي تنظر من خلال عمامة رجل الدين الى الأمور العلمية هي التي عطلت قانون زرع الأعضاء حتى هذه اللحظة في مصر , وهي التي تقنع البعض بأن ختان الإناث فريضة دينية , وتجعل معظم رجال الدين يتشبثون برؤية الهلال كوسيلة لتحديد بدايات الشهور الهجرية برغم التقدم الهائل في علوم الفلك … الخ , والأخطر انها تجعل علماء المسلمين دراويش في مولد او كودية زار , فيجهدون أنفسهم في دراسة فوائد الحجامة أو يؤلفون رسالة دكتوراه في فوائد بول الإبل .. الخ , يمارسون كل ذلك وهم يعرفون تمام المعرفة أنهم يكذبون ويدجلون ويمارسون شعوذة لا علماً , ويؤلفون نصباً لا ابداعاً , ويركنون إلى الدعة والتراخي .
_ من كتاب “وهم الإعجاز العلمي”
- المؤلف خالد منتصر
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
كيف سنرد على خالدٍ هذا ؟ وماهي حجتنا ؟
لنتأمل ذلك !!
خليل حلاوجي
17-12-2012, 03:51 PM
الكتابة عمل انقلابي
_نزار قباني _
“الفرق بين رأس الإنسان وحبة الفاصولياء .. أن حبة الفاصولياء محكومة بقوانين فصيلتها النباتية لا تستطيع أن تتمرد عليها او تتجاوزها . في حين أن رأس الانسان صندوق سحري مليء بالاحتمالات والمفاجاءات ..
في حياة حبة الفاصولياء لا يحدث إنقلاب يغير مجرى حياتها .. فهي منذ أن كانت , لها ذات الشكل , وذات الأوراق , وذات الطعم . إنها لا تنتمي الى حزب , ولا تسير في مظاهرة , ولا توزع منشوراً سياسياً .. فهي تولد .. وتكبر .. وتموت .. بنفس الطريقة .
أما رأس الإنسان فهو رحم لا تعرف ماذا يخرج منه .. وماذا يحدث فيه .. وما هو نوع المخلوقات التي تتشكل بداخله ..
ولأن رأس الإنسان بحكم حرية اختياره , هو مجموعة من المجاهيل , فإن الحياة تنتظر منه أن يبدع , ويجدد , ويخرج عن سلسلة العادات والقوانين التي تتحكم بنمو الشجر .. وسقوط المطر وهبوب الريح .
بكلمة واحدة . على الكاتب الذي يحترم نفسه , ويحترم الآخرين أن لا يكون حبة فاصولياء .”
خليل حلاوجي
17-12-2012, 09:38 PM
عــــــشْ مجبراً أو غير مجبر ...فالخلق مربوب مقدّرْ
والخيــــــــــرُ يُهمس بينهم ...ويقـــامُ للسوءات منبرْ
المعري : رحمه الله.
خليل حلاوجي
17-12-2012, 10:01 PM
الكثير من الناس يرفضون التعلم والمواكبة ليس لأنهم أغبياء فقط لكنهم لا يريدون معرفة حقيقة عقولهم الممتلئة بالفراغ .
خليل حلاوجي
17-12-2012, 10:04 PM
مجتمع يشمئز من الآثم واللص والشرير والفاجر، ولكن لو ابتسم الحظ لواحد من هؤلاء فنال سلطة، أو أصاب ثروة فسرعان ما يبتسم له المجتمع أيضا ويستقبله استقبال الأمجاد الأبطال
توفيق الحكيم
خليل حلاوجي
18-12-2012, 04:03 PM
الوجوه المبتسمة لا تعني إختفاء الأحزان ؛ بل تعني أن أصحابها قادرين على التعامل معها
شكسبير
خليل حلاوجي
18-12-2012, 04:06 PM
ما انبل القلب الحزين الذي لا يمنعه حزنه من ان ينشد اغنية مع القلوب الفرحه ,,, جبران
زهراء المقدسية
18-12-2012, 05:36 PM
إفتحوا النوافذ يا إخوة وجددوا هواء الفكر الذي ركد
د - مصطفى محمود
خليل حلاوجي
19-12-2012, 01:28 PM
منذ سنوات خرج الأسير المصري محمود السواركة من المعتقلات الإسرائيلية، بعد أن قضى فيها اثنتين وعشرين سنة، حتى استحق لقب أقدم أسير مصري، ولم يجد الرجل أحداً في انتظاره من "الجماهير" التي ناضل من أجلها، ولا استحق خبر إطلاق سراحه أكثر من عنوان في جريدة ما ...
أقول هذا وأنا مندهش لمنظر ... المسؤلين لأمن مطار القاهرة وهم يحاولون تهريب نجم "ستار أكاديمي" محمد عطيّة بعد وقوع تَدَافُع مئات الشبّان والشابّات ووقوع جرحى ...
هل نقول : عاش الفن الهابط ؟
أم نقول عاش الـــــــــ........ :
حيرة .
خليل حلاوجي
19-12-2012, 01:32 PM
أجمل الأشياء ... تلك التي يقترحها الجنون ... ويكتبها العقل .
اندريه جيد.
خليل حلاوجي
19-12-2012, 01:57 PM
لامعنى للحرية ...
في وطن : مجرموه .... أحرار.
خليل حلاوجي
19-12-2012, 02:05 PM
نرحل عن الأرض ... وتبقى آثار حبرنا وآثار نبضنا ..
وتلك هي الشهادة الكبرى ... والكفن الأبيض.
خليل حلاوجي
19-12-2012, 02:09 PM
الحياة مجموعة اختيارات ... لحفنة تناقضات
وفي كل يوم نرسم بفرشاة الحلم : أقدارنا
خليل.
خليل حلاوجي
19-12-2012, 02:11 PM
المهم اللغة التي نتحدث بها لأنفسنا وليست تلك التي نتحدث بها للآخرين...
أحلام مسغانمي
خليل حلاوجي
19-12-2012, 02:12 PM
"إننا - بلا عقيدة - شعب سهل رخو متميع سريع الانحلال .وبالعقيدة نصنع المعجزات . .وتاريخنا كله هو هذه الحقيقة ."
محمد قطب (معركة التقاليد)
خليل حلاوجي
19-12-2012, 02:24 PM
( الجنون يقود الإنسانية ... كثرة المجانين مرهون بنوم العقلاء عن ساحة الوعي ) : خليل .
خليل حلاوجي
19-12-2012, 04:33 PM
يسألنا د. قيس الخفاجي السؤال الآتي:
لماذا نربط بين الحكاية والجدة حصرا، فنقول: حكايات جدتي؟
قلت :
الجدة : في ذاكرتنا الحضارية تمثل العمق الجيني لثقافتنا ... وهنا يتضح ملمح قد غفل أغلبنا عنه ... أننا نرسم صورة المفاهيم عبر تغذية راجعة للبيئة والتنشئة الاجتماعية ... نحن نتعلق بكل ماهو قادم من الماضي ... وهو أمر سليم لولا أننا لم نتعود غربلة هذا الإرث العظيم ... فترانا نكرر أخطاء جداتنا بل وندافع عن خطيئاتها وأخطاءها .. فلا ننتفع
خليل حلاوجي
20-12-2012, 11:57 AM
هل كل الشهداء ...في الجنة ؟
أقول :
الجنة في القرآن للعقلاء الذين سنعمون بنعمتين : 1- الخلود 2- الفرح بما آتاهم ربهم ... وهاتين النعمتين متعلقة بما سيرثه الإنسان فوق الأرض .. فمن ترك عيالاً صالحين أو علماً ينتفع به أو إصلاح بين الناس فله الجنة وأما من ترك السوء والضلال وأباطيل الأحقاد فلن يشم ريح الجنة ... جاء في الحديث الصحيح أن النار أول ماتسعر بأمثال من يقاتلون كي يقال عنهم أنهم أبطال أي بمعنى أنه ذو غاية دنيوية متعلقة بمصالحه الشخصية وليس مصالح المجتمع الإنساني
والله أعلم .
خليل حلاوجي
20-12-2012, 01:08 PM
توقف عن التعلم, وأبدأ المعرفة. هكذا يقول لنا ...الرومي
فهل أن : الدهشة آلة من ادوات المعرفة ؟
ولكن الإنسان يغلق عن الدهشة بصيرته وبصره ..الدهشة تأتي قبل المعرفة .. إنها التأمل في كل مايحيطنا ..
ومعلوم أن كل طفل يجيد .. آلية الدهشة ليتوصل من خلالها إلى المعرفة ولكن ... بيئته وتنشئته ، في البيوت والمدارس تقتل تلك الآلية حيث لايسمح له بالدهشة إلا من خلالنا .. من خلال عقول الآباء والمعلمين ... يقننون كل رأي يتوصل إليه الطفل .. حيث الطفولة ... دهشة
قال لي صديقي :
الفرق بين الدهشة والإستكشاف ماهو ؟
قلت له : هل تنتظر زوجتك مولوداً منذ أشهر ... الدهشة أنك تتأمل : قبل ان تلد ووضعت احتمالات الدهشة ، بكل صورها وأكرر - بكل صورها - ومنها انها ستلد طفلة بعيون خضراء ، أو انها ستلد سبعة أطفال أو أنها ستلد طفل يتكلم وعمره أشهر ..
لكنك تأملك لن يقودك لإحتمال أنها ستلد : طفلاً سيطير من دون جناحين أو غير ذلك من الإحتمالات غير اللائقة وغير المتوافقة مع سنن الله في خلقه !!
إذن :
الدهشة : أداة معرفية توصلنا للمعرفة من قبل ان نكتشف ذلك
انا أشعر بخيالي ونظراتي لكل تفاصيل أي مسألة ... من زاويتي أنا ، وأنت كذلك تنظر للمشهد ذاته ولكن بتفاصيل أخرى ومن زاويتك أنت !!
ولو تدربنا على استغلال الدهشة .. وتسخير مايخطر في بالنا .. وتمحيصه عقلياً ... لأجدنا استغلال : الدهشة
وهنا يجب التنبيه على أن : لايوجد شئ اسمه العدم ... كل فراغ في الكون هو ... شئ لانراه نحن ولكنه موجود .
كل فراغ في الكون هو ... شئ لانراه
وهنا تكمن دهشتنا بالوجود ..
/
مودتي لك أيها المندهش .
خليل حلاوجي
20-12-2012, 03:48 PM
أعمالنا .. هي أصلنا وفصلنا
وحين تكون فلسفة الدولة قبول الإنسان وفقاً لمهاراته .. لا إنتماءاته ... سنبدأ طريق النهضة
أبو لهب من قريش وسيصلى ناراً ذات لهب ... وبلال حبشي ليس من العرب : وسمع الرسول صوت نعليه في الجنة.
ماهر يونس
20-12-2012, 04:16 PM
خليل
أنا دائما أستيقظ من النوم مدهوشا.وفي مرة استيقظت فلم أكن مدهوشا...دهشت D:
ثم،
أشكرك أيها البهي النقي
خليل حلاوجي
20-12-2012, 04:21 PM
قال الأستاذ د. علي الربيعي :
في مشكلات السياسة : أن واحدة من كبرى مشكلات السياسة في العالم العربي اليوم هيً:تطابق الجماعة الدينية مع الجماعة السياسية.
وأقول :
في حين كان من العدل أن يقود العقل الديني الإسلامي أي جماعة سياسية وهنا يكمن الخلل المفاهيمي بين الطرفين
فلاسلطة فوق سلطة الفقيه ... ولكن أي فقيه هذا الذي يستطيع بقرار منه أن يزيل عروش الظالمين كما فعل : عطاالله افندي زمن الدولة العثمانية ؟؟
خليل حلاوجي
20-12-2012, 05:37 PM
عوائق الحداثة
العوائق التي تحول دون تحقيق الحداثة في العالم العربي، الأول : عائق فكري، ويتمثل في معارضة الحداثة باعتبارها مروقا وتنطعا وجهالة، والثاني: يتجلى في كل ما يعوق تحرير الفرد من مختلف التبعيات السياسية والاجتماعية العائلية... عبدالله العروي
خليل حلاوجي
21-12-2012, 01:40 PM
لن يكون الأشياء معنى إلا إذا فهمنا ... معكوسها : فلن ندرك المسرة حتى نذوق الحزن ولن ندرك الراحة حتى نذوق التعب ..
ولهذا جعل الله الناس فريقين : فريق في الجنة وفريق للجحيم
خليل حلاوجي
21-12-2012, 05:16 PM
من الافضل ان لايكون للحياة معنى من ان يكون لها معنى لا اقبل به.
أشلي بريليانت .كاتب انكليزي
بهجت عبدالغني
21-12-2012, 07:33 PM
عوائق الحداثة
العوائق التي تحول دون تحقيق الحداثة في العالم العربي، الأول : عائق فكري، ويتمثل في معارضة الحداثة باعتبارها مروقا وتنطعا وجهالة، والثاني: يتجلى في كل ما يعوق تحرير الفرد من مختلف التبعيات السياسية والاجتماعية العائلية... عبدالله العروي
عن أية حداثة نتكلم هنا ؟
عبدالصمد حسن زيبار
21-12-2012, 08:22 PM
ما رأيكم :
لا تمشي أبدا على الطريق المرسوم لأنه يقودك حيث ذهب الآهرون .
غراهام بل
خليل حلاوجي
21-12-2012, 09:01 PM
قمران في ليلة واحدة ... أحسد نفسي أنا بك بهجت وبك عبد الصمد ... أيا قمرا الخليل ..
1- الأستاذ بهجت : عن الحداثة التي نتلمس تحقيقها في بلاد عالمنا الإسلامي .
2- الأستاذ عبد الصمد : استشفع بما قاله علي شريعتي : [ عندما تصنع لنفسك رأياً , فأنك تعمل على تشكيل كيانك وشخصيتك , آرائنا تمثلنا وتعكس عمقنا الثقافي والمعرفي]
أقول : أمتنا سارت طرقاً متشابهة [ قومية ، اشتراكية ، علمانية ....] وثبت فشل كل تلك المشاريع واليوم نحن نجرب الفوضوية ... في الربيع العربي وننتظر بقلق !!
بالغ مودتي ... أحبتي.
خليل حلاوجي
21-12-2012, 11:37 PM
عندما يسقط متعب ابن تعبان في امتحان حقوق الانسان
الشاعر نزار قباني
مواطنون دونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق ..وموتى دونما كفن
نحن بغايا العصر
كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن
نحن جوارى القصر
يرسلوننا من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من مالك لمالك
ومن وثن إلى وثن
.......
وحولنا أولادنا
احدودبت ظهورهم وشاخوا
وهم يفتشون في المعاجم القديمة
عن جنة نظيرة
عن كذبة كبيرة ... كبيرة
تدعى الوطن
***************
مواطنون نحن فى مدائن البكاء
قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء
حنطتنا معجونة بلحم كربلاء
طعامنا ..شرابنا
عاداتنا ..راياتنا
زهورنا ..قبورنا
جلودنا مختومة بختم كربلاء
لا أحد يعرفنا فى هذه الصحراء
لا نخلة.. ولا ناقة
لا وتد ..ولا حجر
لا هند ..لا عفراء
أوراقنا مريبة
أفكارنا غريبة
أسماؤنا لا تشبه الأسماء
فلا الذين يشربون النفط يعرفوننا
ولا الذين يشربون الدمع والشقاء
***
معتقلون داخل النص الذى يكتبه حكامنا
معتقلون داخل الدين كما فسره إمامنا
معتقلون داخل الحزن ..وأحلى ما بنا أحزاننا
مراقبون نحن فى المقهى ..وفى البيت
وفى أرحام أمهاتنا !!
حيث تلفتنا وجدنا المخبر السرى فى انتظارنا
يشرب من قهوتنا
ينام فى فراشنا
يعبث فى بريدنا
ينكش فى أوراقنا
يدخل فى أنوفنا
يخرج من سعالنا
لساننا ..مقطوع
ورأسنا ..مقطوع
وخبزنا مبلل بالخوف والدموع
إذا تظلمنا إلى حامى الحمى
قيل لنا : ممنـــوع
وإذا تضرعنا إلى رب السما
قيل لنا : ممنوع
وإن هتفنا .. يا رسول الله كن فى عوننا
يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع
وإن طلبنا قلماً لنكتب القصيدة الأخيرة
أو نكتب الوصية الأخيرة
قبيل أن نموت شنقاً
غيروا الموضوع
******************************
يا وطنى المصلوب فوق حائط الكراهية
يا كرة النار التى تسير نحو الهاوية
لا أحد من مضر .. أو من بنى ثقيف
أعطى لهذا الوطن الغارق بالنزيف
زجاجة من دمه
أو بوله الشريف
لا أحد على امتداد هذه العباءة المرقعة
**********
أهداك يوماً معطفاً أو قبعة
يا وطنى المكسور مثل عشبة الخريف
مقتلعون نحن كالأشجار من مكاننا
مهجرون من أمانينا وذكرياتنا
عيوننا تخاف من أصواتنا
حكامنا آلهة يجرى الدم الأزرق فى عروقهم
ونحن نسل الجارية
لا سادة الحجاز يعرفوننا .. ولا رعاع البادية
ولا أبو الطيب يستضيفنا .. ولا أبو العتاهية
إذا مضى طاغية
سلمنا لطاغية
*************************
مهاجرون نحن من مرافئ التعب
لا أحد يريدنا
من بحر بيروت إلى بحر العرب
لا الفاطميون ... ولا القرامطة
ولا المماليك … ولا البرامكة
ولا الشياطين ... ولا الملائكة
لا أحد يريدنا
لا أحد يقرؤنا
فى مدن الملح التى تذبح فى العام ملايين الكتب
لا أحد يقرؤنا
فى مدن صارت بها مباحث الدولة عرّاب الأدب
********************
مسافرون نحن فى سفينة الأحزان
قائدنا مرتزق
وشيخنا قرصان
مكومون داخل الأقفاص كالجرذان
لا مرفأ يقبلنا
لا حانة تقبلنا
كل الجوازات التى نحملها
أصدرها الشيطان
كل الكتابات التى نكتبها
لا تعجب السلطان
*****************
مسافرون خارج الزمان والمكان
مسافرون ضيعوا نقودهم .. وضيعوا متاعهم !!
ضيعوا أبناءهم .. وضيعوا أسماءهم ... وضيعوا إنتماءهم
وضيعوا الإحساس بالأمان
فلا بنو هاشم يعرفوننا .. ولا بنو قحطان
ولا بنو ربيعة .. ولا بنو شيبان
ولا بنو ' لينين ' يعرفوننا .. ولا بنو ' ريجان '
يا وطني .. كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التى تحترف الحرية
فهى تموت خارج الأوطان
خليل حلاوجي
21-12-2012, 11:55 PM
"كل الحقائق تمر بثلاث مراحل: الأولى أن تتعرض للسخرية، والثانية أن تقاوم بعنف، أما الثالثة فأن يتم اعتبارها من المسلمات."
آرثر شوبنهاور
خليل حلاوجي
22-12-2012, 02:48 PM
فإلى متى صمتي وحولي أمة ... يلهو بها السلطان والدرويش
هذا بسبحته وذاك بسيفه .. وكلاهما مما نــــكـّــد يعــــــــــيش
محمد اقبال : رحمه الله
خليل حلاوجي
22-12-2012, 03:13 PM
** الجواهـــري عن بعض شجون الغربـــة ...1967
------------------------------------------------------
سَهِرتُ وطالَ شوقي للعراقِ...وهلْ يَدنـو بعيـدٌ باشـتياقِ
….
أحبتيَ الذين بما أُمَنّي... بلُقْياهُمْ أهوّنُ ما ألاقي
أرى الدنيـا بِهِم. فإذا تَـخَـلّـوا... فهمْ دنيايَ تؤذِنُ بافتراق ....
…………..
وإني ـ والشّجاعةُ فيّ طبعٌ ـ. ..جَبانٌ في مُنازلةِ الفِراق
خليل حلاوجي
24-12-2012, 03:01 AM
روي عن الإمام علي "عليه السلام": أنه قال - ولم أعثر على مصدر موثق من كتابه - والله أعلم بمن قالها:
ليس بين الحق والباطل إلا أربع أصابع. فسُئل عليه السلام عن معنى قوله هذا، فجمع أصابعه ووضعها بين أذنه وعينه ثم قال:
الباطل أن تقول سمعت
والحق أن تقول رأيت!
خليل حلاوجي
24-12-2012, 10:57 PM
أحلام مستغانمي
إدمَاننا على الأشخاص ، أشَدُّ فتكاً بنا من الإدمان على السموم.
خليل حلاوجي
25-12-2012, 12:57 AM
يورد : د. علي الربيعي عن [ برنارد لويس ] وهو يربط التجربة السياسية التاريخية الإسلامية بجوهر الدين نفسه وهذا أجتراء واضح على الدين، أنه يعبر عن موقف مسبق ومنحاز ضد الدين كدين
برنارد لويس يقول : لقد غلبت على الفكر السياسي للإسلام أقوال مأثورة عن أن الظلم أفضل من الفوضى وينبغي إطاعة الحاكم ..
وأن الحكم ارتبط بالقانون الديني «وكان هذا القانون مقبولاً كحاكم عادل يحفظ سلطة القانون الديني (الشريعة) التي تحفظه بدوره. لكنه كان متسلطاً، وظالماً في الغالب وطغيانياً أحياناً
أقول :
لكن برنارد .. يعيب النظرية السياسية الشرعية في حين أننا نتفق على نقد تطبيق تلك النظرية فحسب وهنا مكمن الخطيئة لبرنارد
خليل حلاوجي
25-12-2012, 01:05 AM
قال الشيخ محمد جواد مغنية: «ان مهمتي كرجل دين ان ابصر الناس بحقوقهم وواجباتهم، وابث فيهم روح الشجاعة والاقدام على تحطيم القيود والاغلال التي تقف في طريق حياتهم من الدينية والدنيوية»
أقول : ومثل هذا الشيخ سيعيش غريباً بين سائر المشايخ وكما يقول ' توفيق الحكيم '"كل عظيم غريب بين أهله""
خليل حلاوجي
25-12-2012, 03:32 AM
اصل الدولة : من ثلاث مقومات :
عقل
ثم
نظام
ثم
سلاح
الفكر يتأرجح بين تلك الأضلاع الثلاث
هكذا أراه .. الأمر.
خليل حلاوجي
25-12-2012, 10:44 PM
النجاح الوحيد في الحياة : هو أنكَ تستطيع أن تحياها بالطريقة التي تريدها
جبران خليل جبران
خليل حلاوجي
26-12-2012, 12:35 AM
سأل أحد الصحفيين المسرحي محمد الماغوط : لما تأخر كثيراً ازدهار فن المسرح في الوطن العربي؟
فأجابه : الماغوط رحمه الله:
المسرح فن جماهيري، قوامه الحوار، و الحوار معدوم في المجتمعات العربية فكيف للمسرح أن يزدهر؟
أقول :
العلاقة بين المعرفة والمعتقد علاقة لاتزال مرتبكة في عالمنا الإسلامي .. والتثقيف يتم باعتماد آلية [ التلقين ] أسهم في قتل روحية التساؤل في : بيوتنا ومدارسنا ومساجدنا ..
في حين أن القرآن يقص علينا خبر [ الثقيف عبر التساؤل ] في قصص كل أولنقل أغلب الأنبياء فهذا إيبراهيم عليه السلام يشك في اختبار عقيدته ليربطها بالمعرفة فيقول عن الشمس التي هي أكبر من القمر.. أنها أيضاً من الآفلين ..
ثم أنه وبعد أن يرى ملكوت السماوات ...
يشك في [ الكيفية ] لإحياء الله الأموات ... فقال : أرني كيف تحيي الموتى
فهل لنا أن نتدبر ؟
خليل حلاوجي
26-12-2012, 12:51 AM
أمرٌ واحدٌ بيِّن نوعًا ما، ألا وهو أننا يجب أن نغيِّر طريقةَ عيشنا تغييرًا كليًّا. يجب أن تتمَّ ثورةٌ جذريةٌ عميقةٌ في حياتنا، ثورةٌ ليست سطحية، اقتصادية أو اجتماعية، وحسب، ليست قَلْبًا للمؤسَّسة القائمة لإحلال مؤسَّسة جديدة محلَّها، بل علينا أن نهتم للكيفية التي يستطيع بها الذهنُ البشري، المشروط إلى هذا الحد، أن يكابد تحولاً جذريًّا، كيف يمكن له أن يحيا ويعمل ويشتغل في بُعد مختلف كليًّا
~ 'جدو كريشنامورتي'
خليل حلاوجي
26-12-2012, 12:54 AM
" لا أحب الأشخاص الذين لم يجرّبوا طعم السقوط والفشل، إن فضيلتهم جوفاء وبلا حياة ولا قيمة لها بالمرة.. إن الحياة لم تبدِ جمالها لهؤلاء".
بوريس باسترناك
خليل حلاوجي
26-12-2012, 01:02 AM
سألنا الأخ فائز السراج :
هذا سؤال طالما تهربنا من اجابته , ونكون احيانا مجبرين على استعادة
الماضي لحظةً بلحظة , نقلب أوراقه بتمعن مميت , و نعيد رسم الوجوه القديمة , وجوه ملت الحياة برونق الإحساس ...
لكن ..
الحيرة تسيطر علينا حينها , فلا نستطيع التفكير , ونبدأ بالانسحاب بهدوء ,لنكون ضعفاء أمام
الذكريات .
: السؤال :
((لو منحت 60 دقيقة لتعود بها الماضي , أين ستذهب بها ))
من تختار من الناس كي تقضيها معه
وماذا ستقول له
وماذا تختار له من أرق العبارات وأبسطها
قلتُ له :
أختار أن ألتقي المستقبل .. وأسأله عن ولي أمره كيف يتعامل معه في تربيته ؟
خليل حلاوجي
26-12-2012, 02:58 AM
فرق كبير بين حرية المبادئ ... وحرية الغرائز
ألبير كامو.
خليل حلاوجي
26-12-2012, 03:00 AM
سأل رجل الشيخ بن عثيمين قائلا:
أنا متزوج ، و أريد الزواج بالثانية.. بـ نية إعفاف فتاة ..
فقال له الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله-:
اعط المال لشاب فقير يتزوجها وتأخذ اجر الاثنين
خليل حلاوجي
27-12-2012, 12:14 AM
في الكثير من المواقع الالكترونية نجد من يقدح سيدنا البخاري ونجد من يمدحه
القرآن وضع لنا معادلة في كل ميراثنا قال الله { نتقبل عنهم أحسنَ ماعملوا ونتجاوز عن سيئاتهم } وهنا يجب أن نضع البخاري في مكانه الصحيح فهو ليس برجلٍ عادي لأنه قام بعمل غير عادي فهو أفضل من كثير منا وفي الوقت ذاته هو ليس بالمعصوم فهو كأي من البشر يخطئ ويصيب ، وقف له أهل الصنعة بالتصويب بالطرق النقدية العلمية لا كما نفعل نحن بين مادح وقادح ، قام ابو يعلى الموصلي قبل مئات السنين بنقد مئة حديث في صحيح البخاري ليست بصحيحة وأما شيخنا بن حجر العسقلاني فقد كتب دفاعاً عن البخاري العملاق كتاب إغلاق التعليق قام فيه مدافعاً بنقد كل الأحاديث المعلقة التي لم يصح سندها .. أحبتي : أرى من الذوق عدم سب أي رجل علم سادتي ، وأنا ملزم أخلاقياً أن أقبّل جبين البخاري كرجل علم ...
بوركت قلوبكم أحبتي
زهراء المقدسية
31-12-2012, 06:18 AM
والمعلوم ان فكره المؤامرة لا يتبناها الا المهزوم و الغير قادر علي تجاوز هزائم متتالية ، دون أن ينظر في داخله ليري الاسباب الداخلية لهزائمه و احيانا - كما في حالتنا - نصر علي عدم وجود اي اسباب داخلية تستدعي النظر ، اذن لابد ان الاسباب تكمن خارجنا انها المؤامرة الصليبية الاستشراقية الصهيوينة .. وهلمّ جر.
د . سيد القمني
زهراء المقدسية
02-01-2013, 04:20 AM
1. التعصب على أنواعه من مصادر الشرور الرئيسية. فهو يدفع لتبرير أقبح الأفعال (من الكذب وحتى القتل) بواسطة انتماءات بدائية يضعها فوق الأخلاق، أو بواسطة "قضايا" يضعها فوق الخير والشر.
2. الغرور من أشد أنواع الغباء فتكًا. فهو يمنع من ابتلي به من تشخيص قدراته، وفهم الواقع، كما يدفعه، حتى حين لا يعرف، للاستهانة برأي من يعرف والاستهتار بمعلوماته.
شهدنا مؤخرا اجتماعهما القاتل والمدمر في السياسة.
عزمي بشارة
محمد صلاح علي
18-01-2013, 02:21 AM
صاحب القلب الأبيض الأستاذ الفاضل " خليل حلاوجي " السلام على روحكَ الطاهرة ,
باركَ الله بكَ أخي و في رسائلكَ ، فما تأتينا به إلا خير فبوركَ سعيكَ ,
صدقـًا أخي دخلت إلى هذا المتصفح عشرات المرات بل قل المئات ,
أتعلم أيها الخلوق ,, مجرد الدخول هنا هو تجارة رابحة ,
احترامي وتقديري , حفظكَ ربي ...
زهراء المقدسية
18-01-2013, 05:37 AM
حرر نفسك من العبودية الفكرية , لأن لا أحد غيرنا بإمكانه تحرير عقولنا
~ ' بوب مارلي '
خليل حلاوجي
23-01-2013, 07:07 AM
الجميع في بلادي يمتهن : التمثيل ..
نعم ، لسان حال الموطن يقول : أصبحتُ ممثلاُ .
والسلاح الذي يملكه المخرج وهو يوجه قرار المشهد هو : الضجر
وأما الجمهور فيكتفي بالصمت ...
وستبقى الكواليس : بطل العمل المسرحي .
وجميع المصفقين : نيام.
والغريب أننا نتفق على الحدث ولانتفق على الفكرة ولو اتفقنا سنتختلف على تسمية المسرحية .. مابين:
بلاد يسرقها اهلها
أو
مظاهرات
أو
مؤامرات
أو
خيانة النفاق
أو
تشوه وعي
أو
طفولة سياسية
خليل حلاوجي
23-01-2013, 08:20 AM
أن تنتمي : هو أن نتتقي ، وتحارب في الولاء الذي تختار شروطه !!
لتصطف مع أي الفريقين :
إما انك تكره أكثر الذين وصفهم القرآن بأن أكثرهم للحق .... كارهون
أو أنك تخترع لغة تجيد حبك معاني مفاهيمها ... فأنت على الدوام في صراع ( البرهان / الابتزاز ) وتدفع كل آن الثمن من دمك ومالك وأعصابك وأوقاتك ومستقبلك ..
وفي الحالين : هنيئاً لك بقلبٍ هو الصفاء ... والجنة.
فوق الأرض وفي السماء
خليل حلاوجي
24-01-2013, 07:23 PM
في عالمنا الإسلامي اليوم تتنوع أشكال السلطات ، تبدأ من الآبائية الاجتماعية وسلطة القانون الدستورية وسلطة رجال الدين الكهنوتية وسلطة أساتذة الجامعات الثقافية وهذه الأشكال تتناغم فيما بينها وفق منظومة نخبوية شمولية ورغم أنها غير معلنة لكنها تتآخى وتتآزر لتتكون في الظاهر المشاهد شكلين من أشكال النخب:
1- نخب تحيط صاحب السلطة الأكبر ( الحاكم السياسي )
2- نخب مغتربة عن الواقع مهمشة فلا تؤثر ولا تتأثر في عالمنا الإسلامي وهو يسير ويرسم مستقبله يوماً بيوم . فمنهم من اختار الهجرة إلى بلاد الغرب ، ومنهم من اختار الهجرة إلى صفوف الناس كالذين لايملكون أي سلطة فهم منصاعون لأمر غيرهم.
بعد الربيع العربي اجتهدت النخب المغتربة للعودة لساحة التأثير ..وهي تحاول التوفيق أو التلفيق مع سلطات الدولة ومعلوم أن للمجتمع سلطاته ( المرتبطة بثقافته وقيمه ومستوى تحضره ) وهكذا نلحظ أن ثمة علاقة غير منظورة بين هاتين السلطتين وعلى من ينشد الإصلاح التنبه إلى أثر السلطتين في بعضها البعض ، لأن المنطق يقر باستحالة أن يكون الشئ وهو جزء من المشكلة أن يكون جزءً من الحل . وهنا نستذكر رؤيتين متضادتين حين دعا جمال الدين الأفغاني إلى إصلاح النظم السياسية على عكس دعوة الإمام محمد عبده إلى إصلاح المجتمع أولاً
( المواطنة ) وهي ثقافة تؤسس لعلاقة المجتمع بالسلطة لمنع ابتزاز وتسخير أحدهما للآخر ، فالمجتمع الذي تنبه لقيمة العمل المشترك والانضباط والإتقان في جوانب التعليم والاقتصاد والسلوك الحضاري بشكل عام ، هو الذي سيجعل السلطة تنبه لقيمة النظام والأمانة في مؤسسات ونظم تحفظ للمواطن كرامته قبل أن – ومع – حفظها لحقوقه ، وهكذا يسهل إدارة الخلاف فيما بينهما ، فهي ثقافة تعلم الجميع فن إدارة الأزمات حين تتعارض ثرواتنا مع ثقافتنا وحين تتعارض المسؤولية مع المساءلة وحين تتعارض سلطة القائد مع سلطة المقاد وحين تتعارض الأشكال والمظاهر مع الجوهر والحقيقة سنتخلص من آثار مفهوم ( السلطوية ) التي كانت ومازالت تقود الحياة :
تختلف سلطة الدين عن غيرها من أشكال السلطة كونها ترتكز على ( ايدلوجيا تقديسية ) فلاينسب إليها الفساد ولكن القرآن يوجب على المسلم متابعة السلطة حين تنتج الفساد ويطلب منه التخلص من جهله بآليات تسلط أي حاكم عليهم في أي مضمار سواء كانت (أسرة أو مدرسة أو مصنع أو ثكنة عسكرية أو بنك أو مؤسسة الحكومة ...)
المعضلة الكبرى ستكون حين يصبح للدين سلطة فاسدة هي : كيف سنؤشر هذا الفساد البشري !! وهنا يتضح دور سلطة العقل الجمعي الواعي لأشكال التحدي السلطوي بعقلانية ورشاد ..وكما يقول الشيخ محمد الغزالي : ( من المألوف في تاريخ النهضات ..أن اليقظة العقلية تسبق دائماً النشاط السياسي والاجتماعي ) ولكننا حين نتأمل علاقة الثقافة بهموم الناس وبمعنى أدق العلاقة بين صُنّاع القرار وعقلاء المجتمعات ، تسعفنا الاستعانة بالرؤية التاريخية للثقافة الإسلامية كمظهر لتحليل هذه المشكلة . ففي موقف الأزمة .. شاهدنا الرسول الذي نزل القرآن على قلبه وبه شرع للناس وقاد تفاصيل حياتهم هو رسول - الدنيا والدين - لأنه رسم أبعاد البرنامج التكليفي لمعاملات أفراد المجتمع ضمن قاعدة [ افعل / لاتفعل ] ثم وضع مخططاً لطقوس العبادات . ومع هذا لم يكن الرسول ليتسلط على الناس تسلط الإله على الناس وهذا القرآن يؤكد هذا المعنى :قال تعالى : { فَذَكِّرْ إنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْت عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ } فبعد أن تبين للناس كلام الله وشاعت دعوة الإسلام وانتشرت فلم يبقَ للرسول من سلطة على ذهنية المتلقي لهذا القرآن ، لقد تبين الرشد العقلي متميزاً عن الضلال العقلي
فهل آن الأوان لترشيد مفهوم : السلطة ؟
خليل حلاوجي
25-01-2013, 04:19 AM
القصيدة كلمات خارجة عن المألوف تؤشر أزمة فكرية لاسقاطات فوازع الواقع .. ربما هو فن جديد من الاحتجاج النخبوي .. نصل معه في ختام المشهد القيمي إلى حافات : الربيع الشعري : واحسرتاه.
دعونا نقرأ للشاعرة : جمانة حداد
أنا أكذوبةُ بابا نويل
وأصدّقني الى اليوم
أنا رائدةُ الفضاء وكنتُ أحلم بأن أصيرها
وأنا تجاعيدُ جدّتي المنتحرة
أنا جبيني متكئاً على حضنها الناقص
أنا الصبيّ (هل كان اسمه جاك؟) الذي شدّني من شعري ولاذ بالهرب
أنا الذي أبكاني فأحببتُه أكثر
أنا
قطّتي الصغيرة
درّاجةُ ابن الجيران التي دهستني ولم أحتجّ
(قد بعتُ أرواح قطّتي لقاءَ نظرةٍ من ابن الجيران الوسيم هذا)
أنا الابتزازُ فاتحةُ رذائلي
وأنا الحربُ
وجثّةُ الرجل التي جرجرها المقاتلون أمامي
ورِجْلُه المخلوعة تحاول اللحاق به
أنا
الكتبُ التي لم تلائمني، طفلةً، وقرأتُها
(والتي الآن أكتبها ولا تلائم)
أنا مللي السريع سيكارتي الأولى عنادي المتأخّر
أنا الفصولُ مرّتْ
حفيدةُ الطفلة التي كنت:
أنا افتقارها إلى غضبي؛ وخيباتي؛ وأظفاري؛ ومتاهاتي؛ وشهواتي؛ وأكاذيبي؛ وحروبي؛ وندوبي؛ وانحرافاتي؛
أنا الحنانُ أحمله رغماً مني؛ وأنا إلهي؛ وجشعي؛ وغياباتي الملأى بموتايَ؛ وأنا موتايَ اللاّينامون؛ وقتلايَ اللاّينامون؛ وأنا زفراتُهم الأخيرة على وسادتي كلَّ فجر
و
أنا
تأفّفي؛ وعدوايَ؛ وخطري؛ وهربي من جبنٍ إلى أسوأ؛ أنا انتظاراتي اللاّتَفْهَمُ الوقتَ؛ واللاّتَفْهَمُ المسافةَ؛ أنا صمتي الذي تعلّمتُ؛ وصمتي الذي لم أتقنه بعد؛
وحدتي تدبّ فوق روحي كحشرة.
أنا حفيدةُ الطفلة التي كنتُ:
افتقاري إلى الطيش الغافل،
وإلى كمالها يصغي إلى ذاته.
أنا كارثةُ الحب
وأقع
أنا ذئابُ الشعر تركض في دمي
وأنا، حافيةً، معها أركض
أنا الباحثةُ عن صيّادها
لا تجد صيّادها
أنا مياهي تفور كلّما شهوتي أومأتْ الى شهوتي
أنا تَعاقُبُ الألسنة ترتوي بفورانها
أنا حمرةُ شفاهي مستبقةً جوعَ الألسنة
وأنا أيضاً: أظفاري. وما تحتها. وما به تنوء: وأنا ذاكرةُ جروحها، وذاكرةُ حنقها، وذاكرةُ ضعفها، وذاكرةُ قوتها التي لا تحتاج الى برهان، وأنا قِطَعُ اللحم الصغيرة مُغتَنَمةً من ظهورهم في كلّ نشوة
خليل حلاوجي
25-01-2013, 11:22 PM
يقول هاشم صالح " المفكّر الكبير طبيب يجيئ في اللحظة المناسبة ، لكي يشفي العصر من مرض خطير "
ولكن وظيفة المفكّر اليوم مهددة ما لم يتخلّ عن فكرة أنه المنقذ والمخلص وأنه رسول الحقيقة
عليه أن يرسم طريق الخلاص للآخرين ليكسبوا وعي ماهو مطلوب منهم ... فهم : العلة والشفاء وهم الطبيب والمريض وهم القاضي والمتهم ..
جمعتكم مودة .
خليل حلاوجي
25-01-2013, 11:44 PM
يقول هاشم صالح " المفكّر الكبير طبيب يجيئ في اللحظة المناسبة ، لكي يشفي العصر من مرض خطير "
ولكن وظيفة المفكّر اليوم مهددة ما لم يتخلّ عن فكرة أنه المنقذ والمخلص وأنه رسول الحقيقة
عليه أن يرسم طريق الخلاص للآخرين ليكسبوا وعي ماهو مطلوب منهم ... فهم : العلة والشفاء وهم الطبيب والمريض وهم القاضي والمتهم ..
وحين يتغلب العربي على شهواته اليومية ، وعن مطامعه الشخصية والأنانية، ويتحلى بالشجاعة الفكرية التي أوصلت أجدادنا إلى تحقيق التمدن
لا أنكر أنه شرط صعب التحقق ولكن.. رغم ذلك فهو شرط قابل للتحقق.
جمعتكم مودة .
خليل حلاوجي
26-01-2013, 01:27 AM
( العقل الإيماني : نبي )
المعجزة الحقيقة لرسولنا هي رسولنا ذاته الذي يمشي كل لحظة في ضمائرنا وهو يحيي موت الضمير ويبعث الهمة للتصحيح ويرمم البناء الحضاري .. ويؤكد على مكارم الأخلاق أن نتمم نحن كما هو - بأبي وأمي أنت - ياحبيبي يارسول الله ..
أما الإنشغال بمادون ذلك فهو من المعطلات لمسيرة الصحوة .. رغم علمية أي حوار يرد ويقر صحة أي حديث دون اسقاط الحديث على واقعنا اليوم .. معالجاً ومداوياً
أخي الحبيب : أحبتي الكرام :
ختمت النبوات بمحمد عليه الصلاة والسلام وغادر الوحي الأرض وعاد إلى السماء
ولم يبقَ سوى : العقل الاستدلالي على صحة اليقين ،( فالعقل الإيماني : نبي ) على حد قول محمد إقبال
العقل المنشغل بتحديات المستقبل .. حيث كل كلام لايترتب عليه عمل : فهو لغو.
العقل الذي يميز وبوضوح بين ( المعرفة ) و ( المعتقد )
العقل الذي لايصبر على سكونية الفكر بل يؤمن بتجدد وتطوير وتنمية المعرفة ( المتجددة) بعد الإستئناس والطمأنينة للمعتقد ( الثابت ) يقيناً وعقلاً
لقد أصبح النص يتقدم العقل ... وهما تؤأمان .. فانظر كيف الخروج من المأزق أخي الحبيب ؟
/
تقبلوا مودتي
خليل حلاوجي
26-01-2013, 11:24 PM
المظاهرات ... في بلادنا اليوم : إظهار وعرض (سفك الدم) وليست عرضاً للرأي ضد الرأي الآخر ..
فأي ديمقراطية هذه ؟
الخشية أن تتحول الديمقراطية الى شعار فضفاض " يقول كل شئ عن اللاشئ ، أو اللاشئ عن كل شئ " كما يقول عالم الاجتماع الفرنسي بيربورديو
ولازال تساؤل كانط الذي يقول :
"إن الديمقراطية لا تصلح الا لشعب من الملائكة "
هو التحدي الأكبر .. أمام الشعوب الملائكة وهي اليوم في امتحان عسير لتخلص صفوفها من شعوب الشياطين .. القتلة والقساة والكذبة والكسالى والجبناء والمترددين والمذبذبين والمنافقين والمهزومين نفسياً والخونة والسرّاق ...
لا خيار أمام الجميع من خوض تلك المعركة والنضال الثقافي ومصارحة أنفسنا بطبيعة الداء المستفحل في بيئتنا .. واقتراح الدواء ثم تجرع هذا الدواء وفي نهاية المشهد : التأكد من صلاحية هذا التحول على أرض الواقع ..
خليل حلاوجي
27-01-2013, 12:35 AM
كيــــف اصــبحت شــجاعة ؟
امـــرأة عــراقــية قصـــة يتـــداولها الاطــفال في أوربــا وأمـريكا !
أمرأة بصراوية شجاعة موظفة في مكتبة البصرة المركزية هي السيدة عالية محمد باقر وقصتها كما يلي
في أذار 2003 عندما كانت الحرب تلوح اجواء البصرة دخلت قواة عسكرية عراقية لتنصب مضادة للطائرات فوق مكتبة البصرة المركزية التي تضم كتب ثمينة ومخطوطات قديمة وعندها كانت السيدة الفاضلة تخشى من نسف وحرق التراث العراقي الموجود في المكتبة فطلبت من السلطة العراقية نقل الكتب لبيتها لكن رفض طلبها فعندها جازفت بشجاعة وقامت بتهريب الكتب ليلا و بمساعدة أهل المنطقة وصاحب مطعم وخباز المنطقة وهم لايجيدون القراءة والكتابة وبعد ان تمكنوا من تهريب 30000 كتاب وذلك بنقلها بستائر المكتبة وبغضون عدة ايام احترقت المكتبة ولكن الكتب كانت بامان في بيت عالية وعندما علمت الكاتبة الانكليزية جنيت وينتر بشجاعة هذه السيدة كتبت كتاب اطفال بهذه القصة لتشيد بشجاعة ووطنية هذه السيدة ولتكون عبرة ومثال لاطفال اوروبا واميركا والان هذا الكتاب واسمه "موظفة مكتبة البصرة" يقرأه اطفال العالم كما صورت القصة بمسرحيات عالمية اما مكتبة البصرة المركزية فقد اعيد بناءه وعندها اعادت السيدة عالية الكتب الى مكانها وتعينت بدرجة مديرة للمكتبة .
خليل حلاوجي
27-01-2013, 12:51 AM
تلاقى الجمال والقبح ذات يوم على شاطئ البحر، فقال كل منهما للآخر هل لك أن تسبح؟
ثم خلعا ملابسهما، وخاضا العباب.
وبعد برهة عاد القبح إلى الشاطئ وارتدى ثياب الجمال، ومضى في سبيله.
وجاء الجمال أيضاً من البحر، ولم يجد لباسه ، وخجل كل الخجل أن يكون عارياً، ولذلك لبس رداء القبح، ومضى في سبيله.
ومنذ ذلك اليوم والرجال والنساء يخطئون كلما تلاقوا في معرفة بعضهم البعض.
غير أن هناك نفراً ممن يتفرسون في وجه الجمال، ويعرفونه رغم ثيابه. وثمة نفر يعرفون وجه القبح،والثوب الذي يلبسه لا يخفيه عن أعينهم.....
جبران خليل جبران
خليل حلاوجي
27-01-2013, 05:19 AM
في الحديث الصحيح : خير صلاة المرأة في بيتها وفي رواية في مخدعها ..
نعم : الخيرية هنا تخص العبادات ..
ولكن في جانب المعاملات .. لابد أن نضع بوصلة تطبيقية شرعية ، فالطبيبة : أفضل مكان لها غرفة العمليات ، المدرسة غرفة التدريس ، المحامية قاعة المحكمة ، الوزيرة في الوزارة ، الشيخة في حلقة العلم ،ولابد أن تكون الصلاة في بيتها ، ولابد ولكن الحياة تنتظرها ..
خليل حلاوجي
27-01-2013, 06:05 AM
قصة تستحق القراءة...!!!!!
ليتعلم كل مسؤول من قصة هذا الطفل ويتخذه رمزا !!!
ذهب طفل إلى محل ليستعمل الهاتف وقف الفتى فوق الصندوق ليصل إلى أزرار الهاتف و بدأ باتصال هاتفي!!!! انتبه صاحب المحل للموقف و بدأ بالاستماع إلى المحادثة التي يجريها الفتى
قال الفتى: سيدتي : أيمكنني العمل لديك في تهذيب عشب حديقتك ؟؟
أجابت السيدة: لدي من يقوم بهذا العمل..
قال الفتى : سأقوم بالعمل بنصف الأجرة التي يأخذها هذا الشخص..
أجابت السيدة بأنها راضية جداً بعمل ذلك الشخص و لا تريد استبداله..
أصبح الفتى أكثر إلحاحا و قال سأنظف أيضا ممر المشاة و الرصيف أمام منزلك و ستكون حديقتك أجمل حديقة في المدينة..
و مرة أخرى أجابته السيدة بالنفي تبسم الفتى و أقفل الهاتف!!!
تقدم صاحب المحل الذي كان يستمع إلى المحادثة إلى الفتى….
و قال له : لقد أعجبتني همتك العالية وأحترم هذه المعنويات الإيجابية فيك..
و أعرض عليك فرصة للعمل لدي في المحل..
أجاب الفتى الصغير لا ، وشكرا لعرضك إنّي فقط كنت أتأكد من أدائي للعمل الذي أقوم به حالياً…
فإنني أعمل لهذه السيدة التي كنت أتحدث إليها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ما أحوجنا لمثل هذا المنهج في التقويم الذاتي ومحاسبة الضمير بشكله العملي الواقعي بدون رفع شعارات فارغة ..
احبتي : ليراجع كلٌ منا حساباته ..
خليل حلاوجي
27-01-2013, 09:08 PM
إنه من الخير للأمة المسلمة أن تبقى مبادئ منهجها سليمة ناصعة قاطعة، وأن يوصف المخطئون والمنحرفون عنها بالوصف الذي يستحقونه - أياً كانوا - وألا تُبَرّر أخطاؤهم وانحرافاتهم أبداً بتحريف المنهج وتبديل قيمه وموازينه. فهذا التحريف والتبديل أخطر على الإسلام من وصف كبار الشخصيات المسلمة بالخطأ أو الانحراف؛ فالمنهج أكبر وأبقى من الأشخاص.
سيد قطب
فهل نستطيع أن نطبق هذه الفكرة .. مع الفقيه والقاضي والمفتي وامام المسجد والمدرس والأب والوزير والحاكم .. ؟؟ أم أننا نخلط بين نصاعة المنهج ووجاهة الشخص وحضوره ..
والذين يبررون .. كيف صدقناهم ونصدقهم ؟
متى نعي أن الإسلام أكبر بكثير من أي مسلم .. ؟؟
خليل حلاوجي
27-01-2013, 11:49 PM
لازال الكثير من النخب الفكرية محايداً عندما نضع صور الطغيان السياسي عبر تاريخنا .. فالحجاج الثقفي رمز التشوه الفكري لنخبنا ... فهو عند البعض أميراُ وعند آخرين : ملعوناً ..
ربما السبب : أن ما تختزنه ذاكرتنا في عقلنا الباطن .. صورة مرتبكة تحاول بين تفضيل الخيار بين السلطوية والفوضى ... ولحد هذه اللحظة : نحن لم نحسم موقفنا.
نخشى الإطاحة بالإمام الظالم خشية الفتن الفوضوية ...
خليل حلاوجي
28-01-2013, 02:02 AM
المشكلة ليست في الكلمة التي ننطقها .. بل في العقل الذي يعطي إيعاز النطق والعقل الذي يعطي إيعاز الإستقبال لما ننطقه ... وبالتالي فالكلمة بريئة ونحن من يشحنها ، تارة حين ننطق ، وتارة أخرى حين نستقبل ...القرآن حسم المسألة وأخبرنا عمن ينصت للكلمة فقال الله تعالى ... (( .... وتعيها أذن واعية...))
وحسم المسألة وأخبرنا عن النطق فقال الله تعالى (( ... وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب ... )) في مستويين متوازيين ، الحكمة , فصل الخطاب .
بابيه أمال
28-01-2013, 07:39 AM
لازال الكثير من النخب الفكرية محايداً عندما نضع صور الطغيان السياسي عبر تاريخنا .. فالحجاج الثقفي رمز التشوه الفكري لنخبنا ... فهو عند البعض أميراُ وعند آخرين : ملعوناً ..
ربما السبب : أن ما تختزنه ذاكرتنا في عقلنا الباطن .. صورة مرتبكة تحاول بين تفضيل الخيار بين السلطوية والفوضى ... ولحد هذه اللحظة : نحن لم نحسم موقفنا.
نخشى الإطاحة بالإمام الظالم خشية الفتن الفوضوية ...
البوادر تقول أن الموقف لــن يحسم بعد.. والفكر ما زال بعيدا عن نقط الخيار السليم..
إلى ذلك الحين.. كن بخير دوما خليل الواحة
بابيه أمال
28-01-2013, 07:41 AM
لم يتسن للتاريخ الهندي تقديم صورة متكاملة عن عصر الاكتشافات، فسيف ذلك الوافد الأول إليهم ظل مختفيا وراء الشراع، كما كانت يده أسرع إلى البارود من الخيال.. بهذا ظلت المفاجأة والترقب الحذر أسئلة مرعبة على جماجمهم المتعفنة كما ماتت وجهة نظرهم معهم.. تاركين للمكتشف مهمة تقديم إنجازاته التاريخية رفقة من جلب معه من الظامئون للذهب والدماء..
كذلك في الواقع أوشك أن يصبح عليه الحدث الذي نباركه نحن باسم "عصر الثورات الكبرى"، والذي أصبح ملحمة من دم وأشلاء دامت أكثر من سنتين.. واكتشافات تقدم فيها الغرب كالعلق الضخم نحو أطراف أرض العرب وأطراف جنوب إفريقيا: فعربي ذاب فيهم وعربي طالب بالحذر.. وإفريقيا تيمن بالصليب وآخر دعا بالويل والثبور..
خليل حلاوجي
29-01-2013, 05:45 AM
الحرب : قصيدة انثى تنعى : أمة
إذ تعيش مع الماضي فصول مستقبلها .. وهناً وغموضاً .. وبعض خرافات.
والواقع يصفعنا : يطردنا من حضيرة : التصحيح
ومسارات الشعراء تغازلنا ... أن ادفنوا من في القبور : من جديد.
خليل حلاوجي
30-01-2013, 06:37 PM
قال كلود ليفي ستراوس "يجب ان تسهر الثقافات التي ترتبط بأسلوب حياة وبنظام قيم على خصوصيتها ، وهذا اجراء سليم وغير مقبول في آن ...ذلك ان كل ثقافة تتطور بفضل تبادلاتها مع ثقافات أخرى ، لكن ينبغي ان تخلق كل منها مقاومة خاصة بها ، والا فسرعان ما ستفقد كل شيء يمكن مبادلته ، ان لكل من غياب الاتصال والافراط فيه خطره "
أقول :
وهكذا نجد الثقافة الإسلامية تفعل بالثقافة العربية ... علاقة متمم
فلماذا لا نجد الثقافة الإسلامية تنسجم مع الثقافة الغربية .. وعلاقتهما متأرجحة بين التضاد والتبسيط الظاهراتي لمتون كلاً منهما ؟
خليل حلاوجي
30-01-2013, 06:44 PM
((( لا يمكن تدريس الفلسفة إلا في الساحات العامة أو الحدائق أو في بيوتنا.
كرسي الجامعه هو قبر الفلسفة وموت كل فكر حي.
الكرسي هو العقل في حداد))) هذا ما يقولهُ اميل سيوران
أقول :
من بيده الهيمنة .. هو الذي يصنع القرار ، ولكن التاريخ يقول : أن الكلمة تسبق الفعل عند أناسٍ غير عاديين كالأنبياء والمصلحين ... وهذا يؤكد القاعدة : التغيير يبدأ بدون قرار فلسفي
فماذا تقولون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خليل حلاوجي
01-02-2013, 01:05 AM
يدعو بسام طيبي إلى ما يسميه "إخماد الرؤية الدينية واستبدالها برؤية ذاتية"
قلتُ :
إن تخليص الذاتي من الرؤية الدينية هو السبيل الأجدى .. وليس العكس ، بمعنى أن نجعل قراءة التدين ذات معطى شمولي ونفك قيود النص الديني من أنانية تأويلات المفسرين .. وهنا تظهر المشكلة : فمن يقوم بهذا العمل ؟ لا أحد مؤهل !!
تحياتي ..
خليل حلاوجي
01-02-2013, 02:49 PM
فقد غير المغول لون دجلة الى الازرق فرط ماالقوا به من الكتب ، اما المغول الجددفقد كانوا من الذكاء بحيث لم يلقوا كتابا واحدا في دجلة ، لقد القوك انت فيها يا ( مقص الرقيب ) فتغير لون دمائنا.
د. وليد الصراف
جريدة الزمان.
قلتُ :
كان المقص ذو حسب ونسب .. دخل المدارس ونال الشهادة بأنه مقص عقلاني له اصول عمل وضوابط مهنة وقواعد معرفية ومدركات حسية ... للمقص روح إنسانية وحس وجداني .. لقد ذهب كل ذلك وعاد المقص قطعة من حديد جامدة الحضور .. فما الذي جرى ؟ وكيف نحيي الأموات ؟ سؤالان يختصران حكاية واقعنا اليوم .
ببساطة : لم يعد كل شئ في محله المناسب فالأسافل أعالٍ والأعالي أسافل والخائن يؤتمن والأمين يخوّن .. ومن يعيش وفق مبادئه فكأنما يعاقب ذاته النقية .. لقد انتصرت الصورة على السطور ، وسرق رجل المال رجل الدين ، والمدارس تحتضر ، والجوامع صامتة ، وصلواتنا تقف عن قبولها عدم نهينا عن الفحشاء وعدم انكارنا المنكر .. والحل : أن نعي جميعنا بشاعة وضعنا هذا ... ثم في مرحلة لاحقة نرفضه ..
تقبل مودتي
خليل حلاوجي
01-02-2013, 02:51 PM
ليست الأرض سوى قطعة من تراب لكنها ذاكرتنا وجذورنا وعمقنا ومسارنا وغدنا ... من أجل هذا نتشبث بها ولأجلها نحيا
خليل حلاوجي
01-02-2013, 03:02 PM
وزارة التربية : هل هدفها ( التربية )
ثمة جدار عازل يفصل طلابنا اليوم عن ( المعلم ) إنها المادية الجديدة فالعلاقة باتت محكومة بالدرجات وماادراك .. بل إن وزارة التربية اليوم ومعها كلياتنا .. لتضع دوراً ثانياً وثالثاً وربما بعد قليل رابعاً للامتحانات ، ولسان حالها يقول للطلاب : دخيل الله بس انجحوا .. فليس المهم ولامن اهدافنا أن تفهموا ....
لله درك يا ..... تعليم.
خليل حلاوجي
02-02-2013, 03:29 PM
الأصل في الأحزاب الإسلامية أنها تروج فكرة العقيدة ، وتغفل عن ترويج الثقافة العقائدية وهي تتبلور وتتفاعل وتتداخل في صميم اللحظة الزمنية المتتالية ، خذ مثلاً مناهج التعليم في المساجد والكليات الشرعية وتأمل فلسفة التعليم كيف تتقاطع مع ( انسانية الإسلام ) فهي مناهج ترفض انتاج ثقافة التسامح وثقافة قبول الآخر .. فالأرض : دار حرب أو دار إسلام
إن حاجة الإنسان او حاجة المجتمعات الى التعدد والاعتراف بالآخر لاتعني بأي شكل من الأشكال الانصياع والخضوع الذي أورثه لنا عهد الاستعمار ... لسبب بسيط : أن هذا الاستعمار غيّر من استراتيجياته وثيابه الفكرية .. فالقول ( بصراع أو حوار ) الحضارات يقابله في الإسلام اصطفاف الحضارات ..
العقيدة الإسلامية في الدرس الثقافي مهتمة بوصول الثروة الى مستحقيها (تغليظ جرم الظلم بكل أشكاله ) والضامن قدسية العمل كمقياس للثروة وهذا مانجده مبثوثاً في المعمار الفقهي واضحاً ، ولكن الذي لانجده في ثقافتنا هو : مفهوم التداول السلمي للسلطة من دون تعسف ، هناك ثقافة تأويلية يخضع لها المسلم في ثقافته التي تنقسم إلى ثقافة سرية وعلنية ، ففي العلن يقف الصوفي والسلفي في صف واحد لأداء الصلاة وفي السر نجدهما يحملان ثقافة لاتعترف بقبول الآخر فتصبح قيمة التسامح او قبول الآخر قيمة أخلاقية
فماهو المطلوب ؟
اعتقد أن مراجعة مفهوم ( قبول الآخر ) لاينطلق من مراجعة متون الشريعة الغراء بقدر ماهي مهمة مراجعة متون الثقافة وهي من عمل العلماء الفضلاء في الــ ( تفسير ، حديث ، فقه ، التعليم ، الفلسفة ..) وفصل رؤيتهم عن اللحظة الزمنية التي عاشتها الأمة الإسلامية ، هذا من جانب ومن جانب آخر مراجعة
الساحة الواقعية لمن يحمل شعار ( الاسلامية ) وهو يقود مؤسسة الدولة مثل ( تركيا ، تونس ، ايران ، السعودية .. ) أو الأحزاب التي ترفع ذلك الشعار (الاخوان - حزب التحرير - ولاية الفقيه - النهضة ..)
وبالتالي مطابقة كل هذا الجهد البشري مع أصل الرؤية الشرعية في (القرآن وصحيح السنة) لعلنا نكتشف بعض الأنوار كدليل لعتمة الواقع ... والله ولي التوفيق.
الثقافة
خليل حلاوجي
03-02-2013, 03:15 AM
يـُحكى أن غاندى كان يجرى بسـرعة للحـاق بالقطار وأثناء ذلك سقطت فردة من حذائـه على سكـة
القطـار فبسـرعة خلع الفردة الأخـرى ورماها بجوار الفـردة الأولى ، فتعجـب زمـلاؤه مما فعل وسـألوه ما حملك على ما فعلتْ؟ قال ؛ أحببت الفقير الذى يجد الحذااء؛ أن يجد الفردتين فيستفيد منهما؛ فلو وجد فردة فلن يستفيد منها وكذلك انا الآخـر لن استفيد بالتى هى معى ..
هكذا الايثار .. والتخلص من حب الذات ..
وقلت أن الأنانية اليوم من كبائر الذنوب ..
خليل حلاوجي
03-02-2013, 03:33 AM
مابعد الحداثية: دلالات متنوعة لمفهوم هلامي:
د. علي عبود
سأسرد هنا مجمل المحاولات التعريفية بما بعد الحداثية، التي منها:
1- مابعد الحداثية بوصفها مصطلح تاريخي: يقصد به المرحلة التي تتجاوز زمنيا مرحلة الحداثة فهي المرحلة التي تسم عالمانا المعاصر، بما يحويه من تقدم تكنولوجي وإعلامي وثورة معلوماتية، وتحول في القيم نحو التعدد والشعبية والفرعية .
2- مابعد الحداثية بوصفها حساسية جديدة دامجة للمتفاوتات: وتدل هنا على رفضها لمعادلة المعيارية التي أتت بها الحداثة من تفضيل قيم وثقافة وعرق معينيين على غيرها، متمثلة بالدمج والانحياز، فهي تدمج العليا بالدنيا(ثقافياً) والبالية بالمتجددة (قيمياً)، والأبيض بالملون(عرقيا)، لتنتج خليطاً إنسانيا يحمل مشعل التعدد المطلوب لغرض التعايش في علام التفاوت المعاصر.
3- مابعد الحداثية بوصفها وعياً بأزمة منزلة المعرفة : وهذه الدلالة هي ماقدمها [ليوتار] في مشروعه (الوضع مابعد الحداثي) في كشفه لمشاكل المعرفة والثقافة المتجلية على شكل مرويات كبرى تحاول أن تفسر العالم والتاريخ والإنسان، وذلك فحال مابعد الحداثة هو حال يعي هذه الأزمة ويحاول أن يثبت أن خطابات الحداثة وما قبلها قد استنفدت وقد حان وقت تجاوزها.
4- مابعد الحداثية بوصفها وضعاً متميزاً بواقعيته الافتراضية: وهذه الدلالة هي الاخرى ترتبط برمز من رموز مابعد الحداثية وهو[ بودريار] في فكرته عن الواقعية المفترضة – الافتراضية، والتي كانت نتيجة لتطور الوضع المعلوماتي وثقافته التي دمجت بين ماهو واقعي وماهو افتراضي إلى حد جعل الإنسان عاجزاً عن التمييز بينهما.
5- مابعد الحداثية بوصفها للأوضاع الثقافية للرأسمالية المتأخرة: ويقصد بها أن مابعد الحداثية ستهتم بالجانب الاقتصادي الجمالي وليس في غرضية السلعة الربحية في الإنتاج، فالوعي المعاصر للمستهلك اخذ بالاهتمام السلعة الجمالية.
6- مابعد الحداثية بوصفها التخمة الإعلامية في المجتمعات الغربية المعاصرة: وذلك نظرا لما نشهده من دور كبير وفعال لوسائل الإعلام في صنع الحقيقة وإلغاء الفارق الزمكاني، وتفاوت الآراء وإمكانيات دعم الهويات وصنعها.
7- مابعد الحداثية بوصفها نقدا للثابت والقواعد المتعالية: فان الموقف مابعد الحداثي يفرض فهما جديدا للتاريخ والعالم والإنسان والمعرفة – بنقده للموقف الحداثي- إذ " ليس ثمة ثابت يحكم المتحول، وليس ثمة عقل يفسر تفسيراً ،غير متحيز، أوجه النشاط الثقافي البشري، كما لاوجود لثقافة عالية نخبوية وأخرى دونية جماهيرية، بل كل ماهنالك هو تشكيل مستمر لايمكن تبريره أو تفسيره بالإحالة إلى نموذج متعال، وإنما يقبل التفسير فقط من داخله، مما يجعل التفسير نفسه محكوم بأشكال مادته الخاصة وليس نتيجة ثوابت لاتتحول أو تتبدل".
مجزوء من بحث لنا نشر في مجلة الاداب - جامعة الكوفة.
خليل حلاوجي
03-02-2013, 03:48 AM
يقول بوبر : ( في المعرفة لا يهمني ان أخالف بقدر ما يهمني ان أكون على صواب !! )
واعترض هنا على بوبر : في المعرفة يهمني ان أخالف بقدر ما يهمني ان أعثر على صواب !! .. لأن المشكلة تكمن في تحديد الصوابية ... فالصواب نسبي !!
خليل حلاوجي
03-02-2013, 05:49 AM
معنى الأنا حسب لالاند
نقرأ في معجم لالاند الفلسفي في معنى الأنا Moiما يلي: "وعي فردي، بوصفه منشغلا بمصالحه ومنحازا لذاته"، وأيضا: "الميل إلى إرجاع كل شيء إلى الذات". ويستشهد لالاند بعبارة للفيلسوف واللاهوتي، العالم الفرنسي، بليز باسكال يقول فيها: "للأنا خاصيتان، فمن جهة هو في ذاته غير عادل من حيث إنه يجعل من نفسه مركزا لكل شيء، وهو من جهة أخرى مضايق للآخرين من حيث إنه يريد استعبادهم، ذلك لأن كل "أنا" هو عدو، ويريد أن يكون المسيطر على الكل".
مفهوم "الأنا" مبني على السيطرة، سيطرة الذات على ما تتخذه موضوعا لها، سواء كان هذا الموضوع أشياء الطبيعة أو أناسا آخرين. وفي هذا المعنى كتب ماكس هوركهيمر يقول: "من الصعب جدا أن يحدد المرء بدقة ما أرادت اللغات الأوربية في وقت من الأوقات أن تقوله وتعنيه من خلال لفظ ego (الأنا)، إن هذا اللفظ يسبح في تداعيات غامضة قاحلة. فمن حيث أنه مبدأ "الأنا" الذي يحاول جاهدا كسب المعركة ضد الطبيعة على العموم وضد الآخرين من الناس على الخصوص، كما ضد الدوافع السلوكية التي تحركه، يبدو (الـ ego ) مرتبطا بوظائف السيطرة والحكم والتنظيم (...). ولم يتحرر مفهوم الأنا في أي وقت من حمولاته وشوائبه الأصلية الراجعة إلى نظام السيطرة الاجتماعية. وحتى الصياغات المثالية لنظرية الأنا عند ديكارت تنطوي بالفعل، فيما يبدو، على معنى السيطرة. إن اعتراضات جاساندي على "التأملات" (=اسم كتاب لديكارت) تضع موضع السخرية تصور روح صغير، الـ ego أو "الأنا"، يقوم من داخل قلعته المخبأة في أعماق الدماغ […] بالتنسيق بين ما تنقله الحواس ويصدر أوامره إلى مختلف أجزاء الجسم".
من خلال هذا التصور لـ "الأنا" كمبدأ للسيطرة يتحدد موقع "الآخر" ودلالته ووظيفته في الفكر الأوربي، أي بوصفه موضوعا للسيطرة أو عدوا، أو بوصفه قنطرة تتعرف الذات من خلاله على نفسها. يقول سارتر: "أنا في حاجة إلى توسط الآخر لأكون ما أنا عليه".
------------------------------------------------------------------
منقول
خليل حلاوجي
03-02-2013, 06:12 AM
مابعد الحداثية: دلالات متنوعة لمفهوم هلامي:
د. علي عبود
سأسرد هنا مجمل المحاولات التعريفية بما بعد الحداثية، التي منها:
1- مابعد الحداثية بوصفها مصطلح تاريخي: يقصد به المرحلة التي تتجاوز زمنيا مرحلة الحداثة فهي المرحلة التي تسم عالمانا المعاصر، بما يحويه من تقدم تكنولوجي وإعلامي وثورة معلوماتية، وتحول في القيم نحو التعدد والشعبية والفرعية .
2- مابعد الحداثية بوصفها حساسية جديدة دامجة للمتفاوتات: وتدل هنا على رفضها لمعادلة المعيارية التي أتت بها الحداثة من تفضيل قيم وثقافة وعرق معينيين على غيرها، متمثلة بالدمج والانحياز، فهي تدمج العليا بالدنيا(ثقافياً) والبالية بالمتجددة (قيمياً)، والأبيض بالملون(عرقيا)، لتنتج خليطاً إنسانيا يحمل مشعل التعدد المطلوب لغرض التعايش في علام التفاوت المعاصر.
3- مابعد الحداثية بوصفها وعياً بأزمة منزلة المعرفة : وهذه الدلالة هي ماقدمها [ليوتار] في مشروعه (الوضع مابعد الحداثي) في كشفه لمشاكل المعرفة والثقافة المتجلية على شكل مرويات كبرى تحاول أن تفسر العالم والتاريخ والإنسان، وذلك فحال مابعد الحداثة هو حال يعي هذه الأزمة ويحاول أن يثبت أن خطابات الحداثة وما قبلها قد استنفدت وقد حان وقت تجاوزها.
4- مابعد الحداثية بوصفها وضعاً متميزاً بواقعيته الافتراضية: وهذه الدلالة هي الاخرى ترتبط برمز من رموز مابعد الحداثية وهو[ بودريار] في فكرته عن الواقعية المفترضة – الافتراضية، والتي كانت نتيجة لتطور الوضع المعلوماتي وثقافته التي دمجت بين ماهو واقعي وماهو افتراضي إلى حد جعل الإنسان عاجزاً عن التمييز بينهما.
5- مابعد الحداثية بوصفها للأوضاع الثقافية للرأسمالية المتأخرة: ويقصد بها أن مابعد الحداثية ستهتم بالجانب الاقتصادي الجمالي وليس في غرضية السلعة الربحية في الإنتاج، فالوعي المعاصر للمستهلك اخذ بالاهتمام السلعة الجمالية.
6- مابعد الحداثية بوصفها التخمة الإعلامية في المجتمعات الغربية المعاصرة: وذلك نظرا لما نشهده من دور كبير وفعال لوسائل الإعلام في صنع الحقيقة وإلغاء الفارق الزمكاني، وتفاوت الآراء وإمكانيات دعم الهويات وصنعها.
7- مابعد الحداثية بوصفها نقدا للثابت والقواعد المتعالية: فان الموقف مابعد الحداثي يفرض فهما جديدا للتاريخ والعالم والإنسان والمعرفة – بنقده للموقف الحداثي- إذ " ليس ثمة ثابت يحكم المتحول، وليس ثمة عقل يفسر تفسيراً ،غير متحيز، أوجه النشاط الثقافي البشري، كما لاوجود لثقافة عالية نخبوية وأخرى دونية جماهيرية، بل كل ماهنالك هو تشكيل مستمر لايمكن تبريره أو تفسيره بالإحالة إلى نموذج متعال، وإنما يقبل التفسير فقط من داخله، مما يجعل التفسير نفسه محكوم بأشكال مادته الخاصة وليس نتيجة ثوابت لاتتحول أو تتبدل".
مجزوء من بحث لنا نشر في مجلة الاداب - جامعة الكوفة.
النقطة السابعة تتقاطع مع الرؤية الشرعية : فالنص المقدس ( كلام الله وصحيح كلام الرسول )ثابت يحكم المتحول ( الحدث المتناهي )، وبامكان العقل النقدي أن يفسر أوجه النشاط الثقافي البشري
د عثمان قدري مكانسي
03-02-2013, 06:14 AM
والمغول الجدد ألقوا الشعب كله في بحار الدماء
فما أسوأ مغول اليوم!
خليل حلاوجي
03-02-2013, 05:33 PM
د. عثمان : مرورك عطر الصباح ...
/
لا توجد في السياسة طائفة على صواب ، و طائفة على خطأ .
إنما المصيب أو المخطئ هو من يحقق للناس المنافع ويضمن لهم مصالحهم .
خليل حلاوجي
07-02-2013, 12:08 AM
"ليكن كلامكم حافزاً لأفكار الغير. وسكوتكم حافزاً لأفكاركم. إنما الكلمات سُفنٌ تمخر عباب الفضاء وترسو في موانئ كثيرة لتعود في النهاية إلى المرفأ الذي أبحرت منه مشحونة بكل ما شحنتموها"
ميخائيل نعيمة
كتاب : مرداد
خليل حلاوجي
07-02-2013, 01:53 AM
يقسم محمد باقر الصدر اليقين إلى ثلاثة أقسام هي :
1) اليقين المنطقي وقصد منه الذي ينتج عن أو في القياسات المنطقية والقضايا التضمنية فمثلاً لو تيقنا ان (زيد إنسان عالم) فأن قضية (زيد إنسان) هي بالتأكيد يقينية لأنها متضمنة في القضية الأولى .
2) اليقين الذاتي أو النفسي : وهو قائم على الاعتبارات الذاتية والنفسية المحظة مثلما يحصل لدى الكثير من الناس من اليقين تبعاً لحالات التشاؤم والتفاؤل –مثلا- وان يعوزها المبررات الموضوعية الكافية...
3) اليقين الموضوعي : الذي هو نتاج المبررات الموضوعية الخاصة بتراكم الحسابات الاحتمالية تبعا للدليل الاستقرائي ...
وبعبارة أخرى إن لليقين الموضوعي خاصيتين احدهما انه يعبر عن عملية سايكلوجية تحتم على الذهن – لاشعوراً إن يحول المعرفة الياً وذاتياً من مرحلة الاحتمال إلى اليقين إما الأخرى فهو إن يخضع إلى المبررات الموضوعية التي تضفي عليه الطابع المنطقي
منقول عن : محمد يحيى : الاستقراء والمنطق الذاتي ،ص 412 .
فأجاب الأستاذ : أحمد زهاء الدين عبيدات فقال :
هذه المجازات توسيع لمعنى اليقين كأنها تدخل في اليقين ما هو ضده.
1- كيف لليقين العقلي كالحساب أن يصيح بمنزلة النفساني...أوليس هذا هو التوهم؟
2- وكيف للموضوعيات كعلم الوراثة أن تصير يقينية وفيها قدر هائل من الاحتمالات.
لابد أن يبقى لليقين تفريق عن المتوهم والاحتمالي.
فماذا تقولون أنتم أحبتي ؟
خليل حلاوجي
07-02-2013, 02:10 AM
يقول الأستاذ : أحمد زهاء الدين عبيدات
من أهداف نظرية المعرفة الأساسية فهم وتفسير العلم الطبيعي (لكن لا على الحصر). فــ
1- ديكارات كان ساعيا للوصول لليقين ولله
2- اسبنوزا لروح الطبيعة التي سماها الله
3- لايبنتز لنظام العالم من خلال المونادولوجي
4- وكانط لنظام العقل الذي يشكل شكل العالم والذي منه يمكن معرفة صحة الميتافيزيقا من عدمها
5- وحتى بوبر طبق العقلانية التكذيبية على الانظمة الشمولية في كتابه العقل المفتوح وكذا على المادية التاريخية في كتابه بؤس التاريخية لحل اشكالات ايدولودجية
6- أما رسل فقد طبق الذرية المنطقية والتحليلية عموما لنسف اللاهوت المسيحي مرارا.
الحاصل أن لنظرية المعرفة أركاناً اربعة هي :
1- العقليات 2- والطبيعيات 3- والاجتماعيات 4- والانسانيات.
فأما العقليات فهي الرياضيات والمنطق، وأما والطبيعيات فهي العلوم الطبيعية والتقنية ومنهجيتهما وأما الاجتماعيات فهي أثر السلطة والثروة والتاريخ في توجيه المعرفة وأما والانسانيات فهي علاقة كل ما سبق في توجيه الفنون والاخلاق والتصور الديني.
وعليه فتصور نظرية المعرفة هو تصور للفلسفة نفسها أوقل هي الفلسفة أحيانا.
[فكل ابستملوجيا تنتج ميتافيزيقيا واللتان بدورهما تنتجان أخلاق وجمالا وسياسة] – طبعا هذا عند الفلاسفة المتسقين والشموليين أما الجزئيين والعابثين فلا نفع منهم. ولذلك حاول بلانشارد في تسمية هذه المظاهر الأربعة في الكتاب أعلاه بطبيعة الفكر - وقد أصاب.
خليل حلاوجي
07-02-2013, 04:38 AM
يقول ستانلي ميلغرام في كتابه (الانصياع للسلطة) ان درجة انصياع الانسان لاوامر المسؤولين عالية جدا وان كان ذلك على حساب البشر حتى ولو خالف ذلك المسؤول معتقدات ذلك الشخص . بما يعني ان الانسان استطاع ان يروض الانسان بسلطته . وهذا يدفعنا للاعتقاد بان الانسان استطاع ان ينشيء طبقات من البشر على مر الزمن .
وربما يكون فعلا هناك طبقات من البشر على المستوى البايلوجي . او ان الانسان استطاع ان يغير من ماهية الانسان فأثر على تركيبته البايلوجية فصار هناك انسان تابع و آخر متبوع .
ويعيد ستانلي ميلغرام القول بان الانسان الذي لا ينتمي لاية معتقدات او افكار اقل قابلية لتنفيذ الاوامر .
ويقول ايضا : “لقد قمت بإجراء اختبار بسيط لقياس كمية الألم التي يمكن لشخص عادي أن يسببها لشخص آخر، تنفيذا لأمر صدر عن عالم يشرف على اختبار، سلطة مجردة تتعارض مع مبدأ (عدم إيذاء الآخرين) وهو ما يفترض أنه أحد أشد أخلاقياتنا صرامة، هذا (المبدأ) وتلك (السلطة) يلتقيان في تحد سافر على صدى صرخات الضحية (الممثل) وتفوز السلطة في هذا التحدي أكثر مما يمكن لنا تصوره.”
فهل هذا يعني ان الانسان الذي لا ينتمي الى اعتقاد معين لم يتأثر كما تأثر الانسان الاخر ؟ و الى اي مستوى سيصبح ذلك حقيقية في ضوء ما نراه اليوم من الصراعات البشرية . ونحن ندرك جيدا ان الناس اليوم ينقسمون الى (جماهير) و (نخب) وتمتلك النخب زمام امور الجماهير في تسييرهم دون حتى ان تدرك الجماهير ماهية الفعل الموجه لهم .
ولا ينطبق ذلك على الدين فحسب كما يدعي اللادينيين بان الدين هو الموجه الاكبر للانسان بل هذا يشمل كل الافكار و المعتقدات على كافة الاصعدة .
راجع في هذا الشأن :
Stanley Milgram , Obedience to Authority: An Experimental View Taylor & Francis, 1974 .
والشكر موصول لصديقي الأستاذ عمر جاسم العبيدي / ماجستير تاريخ / كلية الآداب / الموصل.
خليل حلاوجي
08-02-2013, 03:02 AM
جاء في الصحيحين : (يُهلِكُ أمتي هذا الحي من قريش ) قالوا : فما تأمرونا ؟ قال : (لو أن الناس اعتزلوهم)
البخاري 3604 ومسلم2917
الحل النبوي : الاعتزال
وبمعنى أدق : العصيان المدني والامتناع عن الوقوف مع الحاكم الذي يهلك الناس بالقتل والقهر
والمظاهرات صورة من صور الاعتزال والله أعلم
يقول : د.سلمان العودة كتابه أسئلة الثورة ،ص 131 [ سقوط ديكتاتور متسلط هو سبب لاحتفاء عظيم ]
بوركتم جميعاً
خليل حلاوجي
08-02-2013, 03:17 AM
قال الله تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}في القرآن نلمس تفريقاً بين السلطات الثلاث : السلطة التشريعية (الكتاب ) والسلطة القضائية ( الميزان ) والتنفيذية ( الحديد )
خليل حلاوجي
08-02-2013, 03:20 AM
والقرآن يرفض الحكومة الثيوقراطية فالسلطة بشرية وليست كهنوتية وشر الاستبداد عند توافق السياسي والاقتصادي والعسكري ..- كما في لغة القرآن - فرعون وهامان وجنودهما
خليل حلاوجي
08-02-2013, 11:18 PM
سئل “غاندي” لماذا لا تلعب لعبة “الشطرنج” ؟
قال :
لا أرغب بتعلم الشطرنج لسبب بسيط .. و هو أنني لا أريد أن يموت الجميع .. كي يحيا الملك.
خليل حلاوجي
09-02-2013, 12:03 AM
القرآن لا يعترف برجال الدين ، ولا يخولهم حق الفتوى نيابة عن الناس ، ولا يميزهم بلباس مميز كما فعل كتًاب العهد القديم ( الصادق النهيوم : محنة ثقافة مزورة ، رياض الريس للكتب ، دمشق ، 1996 ،ص93
أقول :
بل يخولهم ذلك فهم أهل الذكر المتخصصون في علم الشريعة وأما في حال خالفوا مقصد الشريعة وكلياتها .. فليس أمام الناس من أصحاب الوعي إلا أن يخالفوا تلك الفتاوى وهنا نجد مبدأ قرآني هام ، قال الله تعالى {نتقبل عنهم أحسن ماعملوا ونتجاوز عن سيئاتهم}
خليل حلاوجي
12-02-2013, 02:47 AM
كلما فكرت في الارادة أقف حائراً بمدى ماهو متحقق لي من حرية ، فالارادة بدون حرية كلمات لامعنى لها وهنا أعود إلى ذاتي وأنا أفكر ... ترى هل التفكير يضر بالارادة ؟ فاكتشف أن الارادة ليست واحدة بل هي ارادات ( ارادة خير ، ارادة شر ، ارادة حياد ..) لينطلق السؤال الجديد : أيهما يستقر في ذهني : الفكر أم الارادة ؟
خليل حلاوجي
13-02-2013, 12:42 AM
مهام المشروع النهضوي :
1- دراسة المشاريع الفكرية التي أخفقت منذ مئة عام خلت.
2- تحليل أسباب ذلك الاخفاق .
3- محاولة التوفيق بين ماحصل وماهو مطلوب
4- عرض الممانعات المفترضة والواقعية لأي مشروع قادم
5- الشرط البنيوي : نقد الذات ونقد النقد.....
خليل حلاوجي
13-02-2013, 02:22 AM
يقول – هشام جعيط
أنَ الدولة العربية مازالت لا عقلانية ، واهنة ، وبالتالي عنيفة ، مرتكزة على العصبيات والعلاقات العشائرية ، على بنية عتيقة للشخصية "
أقول :
رغم أن العولمة أفرزت مفهوم ( مابعد الدولة ) إلا أننا لم نصل خط الشروع المؤسساتي وبالتالي التنافسي فنقول أن المواطن يحتمي بالدولة .. المواطن هو الضحية والجلاد ورجل الدولة استغل هذا التناقض ..
خليل حلاوجي
13-02-2013, 03:38 AM
مابين الفقه والقانون علاقة ينبغي أن تكون متلاحقة ضمن المستجدات الحياتية ضمن اطار الزمان والمكان .. ومن الأفضل لرجل الفقه أن يمارس دور القاضي ليكون أكثر واقعية وأكثر دقة في تحصين الواقع بالنص .
خليل حلاوجي
13-02-2013, 04:58 AM
كل يوم يرسل إليّ الأصدقاء طلباً بالمشاركة مع حملة مليونية للصلاة على الرسول فيكون جوابي : المهم أن يتم ذلك قولاً وعملاً ..نصالح من خاصمناه ، نرد الحقوق لكل من ظلمناه ، نجتهد لانتكاسل ، نتجرأ لانخاف ، ننافس الأمم لا ننسحب من الساحة هكذا تكون الصلاة على الرسول. وهكذا يفتخر الرسول بأمته ..
تقبلوا بالغ تقديري لقلوبكم النقية التقية ..
خليل حلاوجي
14-02-2013, 01:41 AM
مفهوم الفرقة الناجية له خطاب تأسيسي لكل الأديان بل والحركات والأحزاب .. كمفهوم تمايز عن الآخر ... لكن المشكلة تكمن في إساءة قراءة هذا المفهوم ضمن الشريعة الإسلامية التي تقر أن الله هو رب العالمين وليس رب المسلمين حصراً ، وأن القرآن هو كلام الله لعباده دون تخصيص ، وأن الرسول - بنص القرآن - هو رسول الله إلى الناس جميعاً زماناً ومكاناً ... هنا نكتشف المفارقة !!
خليل حلاوجي
15-02-2013, 05:17 PM
أشار البعض الى ان الكلام في الـ "مابعد" انما هو ضرب من الانفصال عن الواقع والتطلع الهمومي والنظالي لمجتمعاتنا، والتي يلزمها ان تؤسس القاعدة التي تلحق بها بادءة الـ "مابعد" التجاوزية، كما قَلِقَ البعض الاخر من جدوى فاعلية هذا المشروع في كونه يتطلب استيعاباً وفهماً وتجربةً لما قبلها، لكي يكون الكلام في مابعدها شرعيا!، بينما اجد ان مختلف مطالب هذه الخطابات هي سيرورة ضرورية لفهم واقعنا وانجاز مشاريعنا، فمابعد الميتافيزيقا ومابعد العلمانية تعيد وزن مشكلنا مع تطرفات عمّال المقدس وحراسه، والميثوسية بالعموم. كما ان النتائج المترتبة على مابعد الحداثة من قبول المختلف والايمان بالتعدد واعادة المعنى للهامش بعد تاريخ اقصاء طويل، يجعلنا نستطيع مراجعة امكاناتنا في الحضور في عالم عانى ماعانى من مركزياته، ولاتخفى اهمية المقول مابعد الايديولوجي في تجاوزه لاعتى نظم عرفتها البشرية في احتكارها لمساطر الحقيقة، وكما ان مراجعة جدوى الفلسفة نفسها والبحث في مقولة نهايتها او تجاوزها في قالبها الخالص، يضعنا امام معادلة صعبة تعيد تشكيل المصنع الثقافي برمته. فأنى- بعد ذلك كله- يمكن ان نستغني عن مراجعات المابعد وكيف لنا ان نستقيل عن الخوض فيها؟!
من كتاب د. علي عبود
القادم تحت الطبع : "خطابات الـــ "مابعد":
خليل حلاوجي
16-02-2013, 12:19 AM
القرآن لايقول بمطابقة المرأة للرجل .. في الميراث مثلاً والجهاد وأداء بعض العبادات المشروط ... ولكن ... الخطاب القرآني يقر بكائنية المرأة ودورها المساوي للرجل فهي عضو فاعل في المؤسسة الأسرية بمعناها العقائدي من حيث الأسرة المجتمعية ... فما الذي حصل ؟ الجواب : تشوه الفاعلية الاجتماعية جعلت الدور للمرأة في حال نكوص وتراجع إلى البيت بالمعنى الضيق ومن ثم حجبها وحجابها ..
جمعة مباركة ..
خليل حلاوجي
22-02-2013, 02:50 PM
مقتطفات من كتاب الهوية والتواصلية للمفكر التونسي الناصر عبداللاوي(الفلسفة الالمانية المعاصرة)
المقدمة العامة
إذا ماتناولنا مسألة الهوية من جهة حيز اشتغالها في سياق الفكرالغربي المعاصر، فإن مسالة الهوية تعدّ أحد المسائل الجوهرية في تفكيرهابرماس النقدي، على اعتبار أنها واقعة فكرية تنطوي على جدة لم نفرغ بعد من استجلاء معناها . فهي تشكل بذلك مناظرات جديدة داخل الفكر الفلسفي المعاصر.
إن ما دفع هابرماس بكل جدية لتناول إحداثية التواصل كأفق جديد يجد حضوره الفعّال في التطور الاجتماعي مساهمته التي تكمن في افتراضه " الفعل التواصلي مقاما منهجيا غير مسبوق لإعادة بناء التطور الاجتماعي بوصفه لم يعد مجرد مفعول لعلاقات الإنتاج ، بل صار يتشكل و يعمل وفقا لمعايير معيارية " . لذلك وجد هابرماس نفسه ، مثلما أشار هو نفسه إلى ذلك ، مضطرا إلى رفع الا لتباس الذي ينطوي عليه مفهوم التفكير الذي ورثه من المثالية الألمانية .
القسم الأول
الهوية في طور "التفكّر الذاتي"
الفصل الأول
مستويات الهوية ودلالاتها
إن الوقوف على على الدلالة المعجمية لكلمة الهوية التي نتابع فيها مساراتها اللغوية التي ساهمت في بلورة مفهوم الهوية. قد مهدت مسألة الهوية التداولية لحضور فاعلية الخطاب الفلسفي المعاصر في تفكير هابرماس . حيث سعى فيه جاهدا لوضع أسس صلبة لصياغة دلالة الهوية التي تظل من المفاهيم الأشد عسرا في التحديدات الفلسفية ،نظرا لإختلاف السياقات من لسان لآخر. ووكذلك لاتساع الحقول المتعددة التي نشأت فيها . وهي مرتبطة بابستمية معينة تحدد الزمنية التي فكر من خلالها الفلاسفة . ولهذا نجدها زئبقية في رصدنا لدلالتها .
الفصل الثاني
هوية الأنا كمقاربة بين "بنى الوعي"و"البنى الاجتماعية"
إن هوية الأنا تحيل ضرورة إلى معنى الذات في تفردها ووحدتها. وتشمل في أفق اشتغالها الوعي بالذات. يضمن الأنا العملي هوية الشخص في إطار" البني الإبستيمية للأنا عموما". حيث يقارب هابرماس الهوية من جهة الشخصية بكل ما تحمله من إثراء في المعنى . وما تضفيه من تدفق هيرمينوطيقي يتجاوز الأحادية المشوبة بإقصاء الآخر وتهميشه. تظل الهوية مرتبطة ارتباطا عضويا بالشخص باعتباره يمثل الفاعلية التي من دونه تستحيل الهوية.
تطور الأنا في مقاربة علم النفس النشوئي
إذا ما اتخذنا كتاب بعد ماركس سندا فلسفيا ننطلق منه، نظرا لمساحة البحث الذي نتناوله فان في مستوى الفصل الذي عنونه ب"المادية التاريخية وتطور البنى المعيارية" يحاول هابرماس تحديد دلالة هوية الأنا في خضم الحقول المعرفية المتنوعة والمتشعبة في عالمنا المعاصر . إذ ينطلق من علم النفس النشوئي في تحديد دلالة الهوية من جهة ما أسماه"الكائن-الفرد" .و هابرماس في تحليله يتخذ المماثلة منهجية تمكنه من تقصي المفهوم والتعمق في تحليل المعاني والوقوف على"الأنسال" .
الفصل الثالث
مسألة الهوية وملابسات الحداثة في الفكر الهابرماسي
إنّه لحريّ بنا أن نرصد الأفق الذي تبلور البحث فيه عن مسألة الهوية بكل رهاناتها. وهذا ما يستدعينا للوقوف على خطاب الحداثة باعتباره مركز الثقل الذي يطرح مسألة الهوية انطلاقا من منظورات متعددة . ولكن ما يهمنا في هذا البحث أن نكتشف الإمكانيات الفلسفية التي أخرجها هابرماس من مساءلته للحداثة خصوصا إذا استحضرنا اليوم فلسفة التنوير،والمعين الذي استقى منه هابرماس آليات اشتغال الحداثة عنده ،بمعنى هل أن هابرماس يأخذ في تناوله للقضايا السياسية و الإيتيقية "فلسفة الحداثة"أم "فلسفة ما بعد الحداثة"؟ كيف بلور هابرماس مسألة الهوية في ظل المفارقة التي تطرحها الحداثة و مابعد الحداثة في الفلسفة المعاصرة؟
الذاتية كأفق للتفكير المعقلن
إنّ تناول هابرماس لمسألة العقلنة تتحدد بوصفها بني تتشكل وتتطور داخل نطاق رؤية معيّنة للعلم تعبّر عن نفسها من خلال مؤسسات رمزية هي التي يستمدّ منها الأفراد والمجتمعات نمط الانتماء الذي يخصّها. و العقلنة كما يفهمها هابر ماس تتجسّد في بني هي بالأساس "بنية معيارية اتفاقية مرتبطة بأدوار اجتماعية محددة,تكوّنت بشكل مؤسساتي ضمن أنساق من التعلّم ودرجة من التطوّر علينا كتابة تاريخها المادي.
هيغل وتأسيس الحداثة على مبدأالمعقولية
إنّ الوضع "الحداثوي" يعود إلى هيغل، وانطلاقا من هذه المسلمة، ترتبط الحداثة من منظور هابرماس بالمماثلة التي أرسى معالمها هيغل من جهة العلاقة الداخلية بين الحداثة والمعقولية. وهو ما يعطي شرعية مشكل الحداثة في تفكيرنا المعاصر . إن الأساس الذي أكد من خلاله هابرماس على المقاربة الهيغلية هو اعتماده في و في كتاب (هيغل:مبادئ فلسفة الحق) الذي أكد فيها على الذاتية كأفق للتفكير المعقلن"إن مبادئ العالم الحديث هو بعامة حرية الذاتية"
الحداثة وبلورة الخطاب الليبرالي
إذا ما عدنا بعبارة الليبرالية لجذر اللسان الفرنسي نجدها مشتقة من كلمة حر، وهي تعود أساسا إلى الأصل اللاتيني "ليبار" وتعني أن الحرية هي الأصل في المطلب الإنساني والتي ما بها يكون التاريخ ممكنا ومقاصدها الأساسية يقوم على أن الإنسان سيد ذاته ويمتلك كل مقومات حقوقه الجوهرية النابعة من طبيعته الإ) نقد الحداثة في ظل هيمنة العقل التقني
قد شهدت دلالة الهوية تحوّلات جذرية في حراك الفكر الحداثوي. ولعلنا أصبحنا من الناحية الفلسفية في حاجة لمراجعة الفكر الحداثوي من خلال مقاربات معيارية تخرجنا من الشكل الصوري والآداتي للمعرفة لخطاب فلسفي يجد حضوره في البعد الايتيقي التي تناسته المعقولية العلمية نسانية
منهج هابرماس في بلورة الهوية
يسعى هابرماس لجعل التصور الماركسي معاصرا لنا وذلك من خلال استعادة المسائل المعيارية التي وقع إخراجها من دائرة "الوعي الاقتصادي" بما هو أساس التصور الماركسي في بلورته لفلسفته المادية التي تجد صلابتها العلمية في الاقتصاد السياسي ولهذا نلحظ هابرماس يحاول ترتيب البيت الماركسي من خلال المناهج المعاصرة الألسنية والتأويلية،دون أخذ "العلموية" كمنطلق في مقاربته لإعادة البناء.
في إعادة بناء التفسير المادي للتاريخ
يسعى هابرماس لإعادة قراءة الماركسية وفق منظوريه جديدة تأخذ من الواقع الرمزي القاعدة الأساسية التي تنطلق منها لتقديم رؤية جديدة تتماشى ومقتضيات عالمنا المعاصر. ولعل هذا ما شرع لهابرماس اقتحامه المعيارية التداولية من جهة مباشرته للغة . يختلف بوضوح عن ما هو عليه في الفلسفات الميتافيزيقية،فهو ليس عملية إجرائية منطقية توجه الخطاب في فعل البحث عن تأسيس لماهية الأشياء على شاكلة الفصل الانطولوجيا لدى أفلاطون لأن المقاربة الهابرماسية تستمد مقوماتها من التصور الوضعي لان شاغله الأساسي هو ربط النظرية بالممارسة.
تشريع البنى المعيارية
المنهج الذي يؤكد عليه يعنى بالتشريع البني الذي اتسم بالدقة والثراء لما يسميه "المجال البرجوازي العام" وقد سعى لتقصي حقيقة المفهوم في مستوى البني الاجتماعية المشكلة له,والوظائف السياسية الذي سعى لبلورتها "لقد حللت في هذا الكتاب بعض نزعات الرأسمالية الأمريكية التي أدت إلى مجتمع مغلق لأنه يتحكم في كل أبعاد الوجود العام والخاص ويختزلها."
القسم الثاني
الهوية المعيارية في الفكر الهابرماسي من خلال"إعادة البناء"
الفصل الرابع
الهوية التداولية كأفق جديد لبلورة خطاب "ما بعد-ميتافيزيقي
إن النظرة المتروية وفق التعبير الهابرماسي "اللغة ومفرداتها التي تتبدل تعابيرها وقضاياها بتبدل الاستعمالات والمقاصد التي تكن وراءها " وهو يجعل مسألة الهوية تنخرط داخل اللغة باعتبارها الإحداثية الجديدة التي دشن من خلالها وضعية جديدة لتفكير ما بعد ميتافيزيقي.وهذا التحول الفكري المعاصر الذي يستعيد أفق بحثه ضمن خطاب وضعي باعتبار أن الفكر ظاهرة تتجسد فيما ينجزه الإنسان وفق رؤية منظوريه تجد حضورها في الواقع الاجتماعي بما هو ترجمة لموضوعاته التي تتقصى إنجازاته الرمزية إذا ما اعتبرنا أن اللغة هي التي تتجسد فيها معنى الحياة بكل فاعلية .
احداثية اللغة ومنعرج الهوية التداولية
نلاحظ أن هابرماس قد كان واعيا بالتحولات الألسنية والنقاشات السائدة حول المدرسة التوليدية والوظيفية من جهة والتصور الفلسفي للغة الذي يعطي الإبداع الذاتي في إثراء المرجع ،ولبلورة منزلة البحث الالسني .وقد عاين هابرماس النقاش الدائر بين علماء اللسانيات المعاصرة . قد استند إلى مسلمة "التحول التداولي " في دراسة أوجه العلاقة بين المتكلم واللغة وذلك باستخدام أوجه ثلاثة لفعل القول ويعود الفضل فيها إلى أوستين (1911-1960) الذي اختزالها في دراسة مقاصد المتكلم ،أدائه اللغوي وأخيرا الإيعازي(الفعل الداخل للقول ).................
مقتطف من المفكر الفلسفي:الناصر عبداللاوي-تونس
فاتن دراوشة
08-03-2013, 02:36 PM
رسائل في صندوق – العقل –
قضايانا الراهنة هي امتحان كبير لعقولنا ، كيف سرق الصهاينة قدسنا وكيف اجتاح المارينز بغدادنا وكيف تسيل في بيروت وغزة دماؤنا ؟
كيف ؟
وهزيمتنا وهي مرض فكري أصيب به إنساننا اللامحرر وهو يبغي تحرير ماسلب منا فهو مريضنا الذي يرفض الاعتراف بعللنا
إنساننا وهو اليوم يُمتحن والآن تتقرر صورة غدنا ...
دعونا نكتب له رسائل الامل ونحفزه ليرينا قوة بأسه في تلقي بل وقبول العلاج ..
هذه رسائل في صندوق – العقل – أردتها الترياق لأوبئتنا
و في محاولتي لتعديل اسلوبنا في المعرفة والاعتراف ... سأصدح بنقد نفسي بنفسي وأكف عن المديح لذاتي ... وسأكون رجل إطفاء لنيران مآسينا ..
ونحن اليوم امام تحدي الحياة لا تحدي الموت فإن قناعاتنا العميقة، هي المحددات الحقيقية لسلوكنا
أحبتي الكرام : هل سمعتم عن إستعمار الجماجم ؟ النوع الثالث والأخير من انواع الاستعمار ، بعد ان كان مفهوم الاستعمار يتضمن استغلال الأقوى للأضعف وسلب موارده البشرية والمادية عن طريق قوة الجيوش ، ثم مالبث ان فطن المستعمر لطريقة أسهل هي طريق إستغلال الدولة الأسرع نموا ً لتلك الأبطأ نموا ً .
الآن ... فوق ترابنا الطاهر يستخدم المستعمر طريقته الثالثة ...
اليوم يحاول ان يفلح عن طريق تصنيع الطاعة له ولمقرراته ...لدى الشعب المستعمر
دعونا اذن ... نفشل محاولاته
فهل ترافقوني ؟
نحن بالفعل نرزح تحت سيطرة فكريّة يفرضها علينا المحتلّ، وأكثر المستهدفين منّا هم طبقة الشّباب التي يسعون إلى زرع عقولها بالفكر الفاسد
وبحبّ الموبقات وحثّهم على الابتعاد عن تعاليم الدّين وترك الصّلاة وهجر كتاب الله.
دعوة فكريّة راقية لا يمكنني إلاّ قبولها وأرجو من الله أن يوفّقنا لنردع تأثير عدوّنا الفكريّ علينا وعلى شباب أمّتنا جميعا
مودّتي
فاتن
فاتن دراوشة
08-03-2013, 02:49 PM
الرسالة الثالثة
الثلاثاء 29\5\2007
تذكر الرواية أن العالم ( طاووس ) دخل على الخليفة الأموي ( هشام بن عبد الملك فحياه ثم قال له كيف أنت ياهشام ؟ ثم جلس بجانبه ؟! فظهر الغضب في وجه الخليفة حتى كاد أن يأمر بقتله ، فنصحه من حوله بالتريث !! فتمالك هشام نفسه والتفت إليه وقال له ويلك ماحملك على ماصنعت ؟؟ قال طاووس وماصنعت ؟؟ قال خلعت نعليك بحاشية بساطي ، ولم تكنني ، وناديتني ياهشام ، وجلست بجانبي !! قال طاووس : أما أنني خلعت حذائي بحاشية بساطك فإنني أخلعهما بين يدي رب العزة خمس مرات في اليوم ولايغضب مني !! وأما أنني ناديتك ولم أكنك فإن الله كنى أعداءه فقال تبت يدا أبي لهب ، ونادى أحباءه وأنبياءه وأصفياءه فقال : ياموسى ياعيسى ياإبراهيم ، وأما أنني جلست بجانبك ، ألا أني سمعت الحديث الذي يقول من أراد أن ينظر الى رجل من أهل النار فلينظر الى رجل جالس والناس من حوله قيام .....
تقول الرواية أن الخليفة زلزل مرتين من حضور الأجوبة وجاهزيتها وقوتها وجرأة متكلمها فالتفت الى طاووس وقال له : عظني ياطاووس : قال : إني سمعت أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب يقول : إن في جهنم حيات وعقارب كالبغال تلدغ من لايعدل في رعيته ... ثم قام وانصرف
\
العلم سيبقى سلاحنا الامضى والاجدىلي
انه ينير لنا دروب معتمة ويلهم القلوب الغافلة فيجعلها عقلا ً آخر لنا ... لاعلينا
فاين هم علماء الملة من فراعنة الالفية الثالثة ؟
شهادة الحقّ لدى سلطان جائر هي من أهمّ أبواب الجهاد في سبيل الله والتي بتنا نحتاجها بحقّ في زمن التملّق والتزلّف
كم نحن بحاجة لأئمّة يحملون الحقّ رسالة ونبضا، ويسعون لتعمّ العدالة هذا الكون.
وأظنّ أنّنا عندما نبدأ بذواتنا ستكون الرّحلة قد بدأت بالقصر، لأنّنا نكون قد بنينا لبِنة واحدة في بُنيان الحقّ الذي نرجوه.
دمت بودّ أخي
فاتن
فاتن دراوشة
08-03-2013, 03:05 PM
ويمتاز العقل (النقدي) بالمقابل يمتاز بثلاث: مراقبة الأفكار وفلترتها بدون ملل.
وإدخال التصحيح على الخطأ.والتحرر من المعصومية، فليس أحد فوق الخطأ أو دون النقد، وتكوين آلية نقدية تعمل ذاتياً لتشكيل (النفس اللوامة )
ما أحوجنا لهذه الفلترة الواعية عند تقبّل المعطيات والمعلومات الجديدة
وأن نأخذ بعين الاعتبار حين الفلترة مصدر هذه المعطيات، مدى صحّتها، ومدى ملاءمتها لديننا الحنيف ولسنّة رسولنا الكريم وللقيم والمبادئ التي غرسها قرآننا الكريم في العقول والقلوب.
رسائل غاية في الرّوعة أخي
وسأكون بقربها على الدّوام
مودّتي
فاتن
بابيه أمال
27-03-2013, 07:39 PM
منذ غابر الأزمان.. سادت حضارات وبادت بسبب تفوق حضارات أخرى عليها.. وسر التفوق هذا نجده دائما في التقدم الذي يعد العلم والتعلم أهم ركائزه.. فالبلد الأقوى ليس البلد الذي يملك أعدادا بشرية ضخمة ولا ثروة طبيعية هائلة.. بل هو البلد الذي يملك طاقة بشرية مدربة تدريبا حسنا وملائما.. وليس المهم عدد رؤوس هذه الطاقة البشرية فالمسألة هي مسألة كيف لا كم أو مسألة نوع لا عدد..
خليل حلاوجي
16-04-2013, 04:23 PM
الأستاذة فاتن :
علينا أن لا نتعود على أية عادة ... بعدها ... سنكتشف ذواتنا
/
مرورك : شفاء.
بابيه أمال
17-04-2013, 08:59 PM
كثيرا ما تقوى الإرادة بقوة الميل، وكل ميل خاص يدعو إلى اتجاه الإرادة وقوتها في ناحيته الخاصة، لذا وجب على من يود تقوية إرادته على العموم أن ينمي في نفسه ميولا متعددة، أو ميلا متعدد النواحي. ولا يكون ذلك إلا بتربية عاطفة احترام النفس والاعتداد بالذات وتقويتها..
ليس معنى هذا أن يغلو الإنسان في الاعتداد بنفسه فيطلب المحال، أو يعرض حياته للآلام والأخطار المحققة، أو يسير في طريقه لا يلوى على أحد وهو غير واثق من نتيجة عمله، فإن ذلك عيب من عيوب الإرادة الممقوتة قد يؤدي إلى الجمود العقلي أو العناد أو الزهو، أو الاستهانة بقوانين الطبيعة البشرية وسنن الله الكونية..
لكن معناه أن يحترم الإنسان نفسه احتراما تاما حتى ما يسعى إلى تكميلها بجميع الوسائل ، ولا تكمل النفس إلا إذا اتسع أفقها بحيث يشمل جميع نواحي الحياة. ومن يعتد بنفسه وكرامتها لا يهنأ له بال حتى يستطيع قهر ما يعترضه من الصعوبات، والتغلب على ما يصادفه من الأهواء الخداعة، إلى أن يصل إلى الغاية المحمودة التي يضعها نصب عينيه بعد أن يجزم يقينا أنها غاية مرغوب فيها.
خليل حلاوجي
18-04-2013, 05:21 PM
ان كيدهن عظيم :)
==========
لاحظت بابربارا وولتز أن السيدات فى أفعانستان يسيرون خلف الرجل ب 5 خطوات وكان ذلك قبل الحرب وفي زيارة حديثة لاحظت أن النساء مازلن يفعلن ذلك رغم إنهاء سيطرة نظام الطالبان !!
فاقتربت من مجموعة من النساء وسألتهن:
لماذا تبدون في سعادة غامرة بالعادات القديمة التي حاولتم التخلص منها ؟؟
فجاوبوها بغير تردد:
الألغام يا عزيزتي!!!
/
منقول.
خليل حلاوجي
22-04-2013, 07:05 PM
يقول : (الصادق النيهوم)
الملك كالطفل . عندما يبكي الجميع يحاول ارضائه . وعندما يضحك .يضحك من حوله جميعاً.
/
اليوم نحن نرى البعض وقد جعلوا ملوكهم : زوجاتهم أو أموالهم أو مناصبهم أو خواءهم الفكري ...
خليل حلاوجي
22-04-2013, 07:06 PM
إن المستقبل الواعد سيكون ملكا للمجتمعات التي تنظم أنفسها من أجل التعلم
( فؤاد زكريا ) ..
خليل حلاوجي
25-04-2013, 04:49 PM
تأملات من أجل حياة أفضل:
- لا تتردد بتغيير رأيك:
لن نحترق من أجل آرائنا لأننا غير متأكدين منها، لكن يمكننا الاحتراق من أجل حق امتلاك وتعديل آرائنا.
- لا تفكر سلبياً:
إذا حدقت طويلا في هاوية ما فسوف تحدق فيك.
- لا تخشى الخطأ فهو مدرسة:
الأخطاء هي التي رَبَّت الإنسان.
- كن جزءاً من الجماعة لا أناني:
من ينظر إلى الناس كقطيع ثم يهرب منهم حالما يستطيع، فإنهم سيدركونه بالتأكيد ويضربونه بقرونهم.
- الصداقة سر النجاح في الزواج:
ما يتسبب في الزيجات التعيسة ليس غياب الحب، بل غياب الصداقة.
- انتبه لأسلوب عرض أفكارك على الناس:
كثيرا ما نرفض فكرة ما لمجرد أن النبرة التي قيلت بها تثير النفور.
- كذبة واحدة قد تجعلك تخسر ثقة الناس:
حيث قال : ما أحزنني ليس كذبك علي، بل أنني لن أصدقك بعد الآن.
- اغفر لأصدقائك بإرادتك:
الحب أعمى، والصداقة تغمض عينيها.
- اقبل الرأي الأخر:
لك طريقك، ولي طريقي، أما الطريق الصحيح؛ الطريق الوحيد، فهو غير موجود.
- لا تكن سيئاً مثل عدوك مهما كانت الظروف:
خذ حذرك وأنت تقاتل الوحوش حتى لا تصبح واحدا منهم.
نيتشه : ت 1900
خليل حلاوجي
27-04-2013, 07:40 AM
ستيفن هوكينغ في سخرية من عقل تواكلي : يقول
لاحظت أن كل من يدّعون بأن كل شي مقدر ومكتوب مسبقاً، يلتفتون يميناً ويساراً قبل عبور الطريق
خليل حلاوجي
27-04-2013, 01:32 PM
سألوا جحا يوما كم عمرك ؟ قال ثلاثين سنة. رجعوا إليه بعد ثلاثين سنة فسألوه من جديد يا جحا كم عمرك؟ قال ثلاثين سنة. تعجب القوم من الجواب! قال جحا: الرجل عندنا رجل صاحب كلمة لا يغير كلامه قط.
خليل حلاوجي
01-05-2013, 10:59 PM
المنطق سيأخذك من النقطة " أ " إلى النقطة " ب " .
الخيال سيأخذك إلى أي مكان ..
البرت ايناشتين
خليل حلاوجي
02-05-2013, 01:04 PM
اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة
اسم حسين صالح
الحوار المتمدن-العدد: 4080 - 2013 / 5 / 2
توطئة
تهدف هذه الدراسة الى تبيان دور اللاوعي الجمعي في الشخصية العراقية في أربع قضايا اساسية :صناعة الدكتاتور،صناعة الأزمات ،الاحتراب الطائفي،وصراع الهويات..وتلقي الضوء على رهاب العلمانية والحداثة ومقاومة التغيير. وننوه مقدما الى انه سترد فيها افكار قد تثير عدم رضا أو انزعاج او استفزاز بعض من تستقر في لاوعيهم ما يعدّونه مقدسا او معتقدات يجب عدم الاقتراب منها.وتأتي اهميتها من حيث أن العقلية العراقية لن تتقدم الا بغربلة كلّ ما تحتويه لتتخلص من ثقل ما لم يعد نافعا كي تسرع أكثر في اللحاق بعصر الثورة المعلوماتية والحياة المدنية قبل ان تكون خارج زمنيهما.وهذا مطلوب شرط ان يكون الحوار علميا وبأسلوب مهذّب يفضي الى تبيان الدور الذي ينبغي ان تلعبه الثقافة بشكل عام والجامعة بشكل خاص في اللاوعي الجمعي العراقي،الذي لم ينل من الدراسة ما يستحق مع انه احد الأسباب الخفية في الازمات والكوارث التي شهدها العراق في الزمن الديمقراطي.
لماذا..اللاوعي الجمعي؟
كثيرون لا يدركون دور اللاوعي الجمعي سواء على صعيد الفرد او المجتمع.ولتوضيح ذلك نشير الى أن اللاوعي او اللاشعور الجمعي هو (ثقافة)..لأنه يتضمن أفكارا ومعتقدات وقيما ورموزا واساطير،وأن تشابه الناس في سلوكهم واختلاف الأفراد في تصرفاتهم يعود الى (الثقافة).فاختلاف رجل الدين عن الارهابي مثلا يعود الى اختلافهما في المنظومة الثقافية لدى كليهما.هذا يعني أن الثقافة أشبه بـ(جهاز تحكّم)..يحدد نوعية تصرفات الفرد والأهداف التي يسعى الى تحقيقها.وبما ان اللاوعي الجمعي عنصر رئيس من عناصر الثقافة هذه..فان دوره يكون فاعلا في حياة الفرد والجماعات.ولقد اكتشف هذا الدور في عشرينيات القرن الماضي،وجرى ابراز اهميته في الفن والأدب اولا(في السوريالية ومسرح القسوة ومسرح اللامعقول وعدد من الروايات العالمية..) ثم انتقل الى علم النفس السياسي وعلم الاجتماع السياسي،واستخدم في تحليل ما يجري من تحولات بعد قيام الثورات.
ومع ان المجتمع العراقي شهد تحولا جذريا بانتقاله من اقسى نظام دكتاتوري الى نظام ديمقراطي،فان دور اللاوعي الجمعي العراقي لم يدرس مع انه كان سببا رئيسا فيما حدث من احتراب عامي 2006 و2007 وفيما حصل ويحصل من أزمات يبدو انها لا تنتهي مادام العقل السياسي العراقي متورم بماضوية اللاوعي الجمعي،وانه يوظف هذه الماضوية في خلق أزمة تضمن بقاءه في السلطة.
تحديد مفهوم
يعني اللاوعي الجمعي او اللاشعور الجمعي COLLCTIVE UNCONSCIOUS هو ذلك الجزء من العقل الذي يتضمن الرموز وخبرات الانسان التي اكتسبها عبر الاجيال وأساليب التعبير عنها،التي يشترك بها كل البشر وتشكل مصدرا للأديان والأساطير والفنون تتشابه عبر الحضارات المختلفة.
ويعود اكتشاف اللاوعي الجمعي بالمفهوم اعلاه الى الطبيب النفساني السويسري كارل يونغ(1875-1961).غير انه جاء بعد اكتشاف الطبيب النفسي النمساوي فرويد(1856-1939) اللاشعور..اذ نظر فرويد الى الشعور او العقل الواعي بأنه يتضمن عمليات عقلية بسيطة مقارنة بعمل اللاشعور او العقل اللاواعي UNCONSCIOUS MIND ،الذي يعني به ذلك النشاط العقلي الذي لا نكون على دراية به..اي اننا نقوم بافعال او تصرفات تبدو لنا واعية غير ان دوافعها الحقيقية تكون خفية في اللاشعور،لاسيما دوافع الجنس والعدوان..وانها،والصراعات الناجمة عنها تؤثر في سلوكنا مع اننا نعتقد بعدم وجودها..على ما يرى فرويد.
ومع ان يونغ اتفق مع فرويد ان الجانب الاكثر اهمية في سيكولوجيا الانسان هو ليس العمليات العقلية او السلوك الذي نكون على دراية به،بل هو العمليات العقلية التي لا نكون على دراية بها،فان يونغ ابتكر مفهوم اللاوعي الجمعي وعدّه أكثر اهمية في حياة الفرد والمجتمع من اللاوعي الخاص بالفرد الذي اكتشفه فرويد.بهذا المعنى يمكنك ان تصف اللاشعور الخاص بالفرد بأنه الذاكرة الثقافية الفردية واللاوعي الجمعي بأنه الذاكرة الثقافية الجمعية،بما فيها المخزون المعرفي الأسطوري والسلوكيات الممارسة من قبل اسلافنا.
من هنا جاءت اهمية اللاوعي الجمعي بكونه يحمل خبرات او معتقدات مشتركة لدى شعوب او جماعات داخل شعب معين..تحدد سلوكها او تصرفاتها او ما تقوم به من افعال.ومن هذا المفهوم ظهر مفهوم حديث نسبيا هو السلوك الجمعي COLLCTIVE BEHAVIOR ويقصد به (السلوك غير المنظّم الذي ينشأ تلقائا،ولا تكون له خطة تحكم مساره فيصعب التنبؤ بتطوراته ،ويعتمد على التأثير المتبادل بين الأفراد المشاركين فيه).ومن انواعه:الدعاية التي تسعى الى اقناع الناس لتقبل أفكار جاهزة دون تمحيص،والرأي العام الذي يمثل اجماع جماعة معينة على وجهة نظر معينة،والتظاهر والاحتجاجات التي تهدف الى احداث تغيير اجتماعي ،والثورة التي تهدف الى تغيير كامل في نظام اجتماعي ما يتسم بالعنف، وسلوك أو غريزة القطيع الذي يشيع في المجتمعات المتخلفة ويندر في المجتمعات المتقدمة،وسلوك الغوغاء التي تستهدف جموعها القيام باعمال عدوانية مثل تخريب الممتلكات او نهبها او اشعال النار فيها،كالذي حصل في نيسان 2003 حيث نهب العراقيون وطنهم..وحتى ذاكرتهم التاريخية!."1"
آليات اللاوعي الجمعي
قد يبدو اللاوعي الجمعي لكثيرين أشبه بشخص (فاقد الوعي)،غير انه يعمل بآليات توحي بعكس ذلك..وفيما يأتي أهم هذه الآليات:
1. يتعامل اللاوعي الجمعي مع بعد زمني واحد هو الماضي،ويحيط نفسه بجدار كونكريتي يصد كل مؤثرات الحاضر.
2. يغلّب العقل الانفعالي على العقل المنطقي في سلوك الفرد والجماعة،ويعطّل العقل المنطقي في اوقات الأزمات.
3. يستقطب الناس في مجموعتين متضادتين،جماعة الـ(نحن)التي ينتمي لها وجماعة الـ(هم )الاخرى.
4. يتصف بأنه (أحول عقل)..يرى في الـ(نحن)الايجابيات ولا يرى السلبيات،ويرى في الـ(هم)السلبيات ولا يرى الايجابيات..ويخرج بتعميمات خاطئة أن جماعته هي الأفضل في كل شيء.
5. يفهم الصراع على انه (أكون أو لا أكون)،وأنه اما غالب أو مغلوب،ولا يرى الجانب الايجابي في الصراع.
6. يؤمن بفكرة (المخلّص)..وبأنه سيظهر في يوم ما شخص بمواصفات استثنائية يقيم العدل بين الناس.
آليات السلوك الجمعي
1.العدوى:في كتابه:(الجموع..دراسة في العقل الشعبي)توصل لوبون الى أن الانسان الفرد قد يكون مثقفا ومتحضرا ولكنه وسط الجموع يصبح بربريا.بمعنى ان تصرّف الافراد في الجموع يكون مختلفا عن تصرفهم حين يكونون لوحدهم.وهنالك عمليات نفسية تتحكم بسلوك الفرد حين يكون بين الجموع، اهمها:
أ.تقبل الايحاء Suggestability
في هذه الحالة تسارع الجموع الى التصرف على وفق ما يوحى اليها به،وتتراجع الشخصية الواعية ليتولى "اللاوعي الجمعي" توجيه سلوكها.ومع ان معظم علماء النفس المعاصرين لا يتفقون مع هذا الرأي ،الا أن فرويد يرى أن وجودنا في جمع من الناس يسمح لأنماط السلوك المكبوتة الأنطلاق من عقالها.ويضيف بأننا نخضع للقوى المسيطرة سواء تجسدت في السلطات او في الجماعات نتيجة لعلاقات السيطرة التي عشناها مع آبائنا والتي طورت لدينا الحاجة الى الخضوع.
والايحاء يلعب دورا هاما في خلق الاشاعة التي تمثل مظهرا مهما من مظاهر السلوك الجمعي.وان ارتفاع مستوى الايحاء يجعل الاشاعة امرا مهما في المواقف التي تسودها الاثارة الجمعية.
وتعني الاشاعة بأنها خبر غير مؤكد وغير كاذب بالضرورة، تنتقل شفهيا في الغالب في موقف يسوده القلق والتوتر، ويتغير مضمونها ويتشوه نظرا لضيق الادراك الناجم عن الموقف المشحون عاطفيا والنزعات الشخصية والأفكار المستقرة في اللاوعي الجمعي.
ب.العدوى الاجتماعية Social Contagion
تعني العدوى الاجتماعية عملية نفسية يؤثر فيها الأفراد على بعضهم البعض اثناء وجودهم في الجماعة فتتصاعد حدة الانفعالات كما تتصاعد سرعة الاستجابات .فعندما تستثار الجموع فأنها تحتاج لأن تفرّغ انفعالاتها الجياشة فتندفع نحو السلوك الذي يوحى اليها به حين يكون ذلك الاتجاه متسقا مع دوافعها.
2.نظرية التقارب:
تقول هذه النظرية ان سلوك الجموع ينشأ عن تجمع عدد من الناس يتشابهون في حاجاتهم ونزعاتهم وأهدافهم،ومن مظاهرها (العدوى الانفعالية المنظبطة)..تكون ذات فائدة اجتماعية عندما تتوجه وجهات بناءة كما يحدث في مباريات كرة القدم حيث تؤدي العدوى الانفعالية الى تفريغ التوتر فيشارك الجميع في الهتاف والتصفيق.
3.معايير الموقف.
ترى هذه النظرية انه بالرغم من اختلاف جموع الشغب في اهدافها الا انها تخرج الى حيز الوجود نتيجة لأحساس جماعة ما بالظلم واتفاقها على ادراك الواقع على هذا النحو،فينبثق عن هذه العدوى الاجتماعية معايير من الموقف الذي تكون فيه تبرر القيام بعمل مشترك تضع حدودا لسلوك الجموع المشاركة..بمعنى أن معاناة جماعة او طائفة معينة وادراكها للظلم الواقع عليها،والحماس الذي يتأجج بفعل عمليات العدوى الاجتماعية تقود الى نشوء معايير تبرر سلوك الجمع وتحدد مساره.
تساؤل: استعد من الذاكرة حالات الجموع (تظاهرات،نهب،احتجاجات...)ال ي حدثت بدءا من السقوط الى تظاهرات 2013..ترى اي تحليل ينطبق عليها؟..وكم نحن غافلون لدور اللاوعي الجمعي العراقي؟!.
خليل حلاوجي
02-05-2013, 05:00 PM
فــمــهــا يُـــرتـــل آي ربــــــك بـيـنــمــا
يـدهــا تـديــر عـلــى الشـعـيـر رحـاهــا
بــلـــت وســادتــهــا لآلــــــئُ دمــعــهــا
مـــن طـــول خشيـتـهـا ومـــن تـقـواهـا
محمد اقبال
خليل حلاوجي
03-05-2013, 08:50 AM
للشاعر المعري :
قد اختَلّ الأنامُ بغيرِ شَكٍّ، فجدّوا في الزّمانِ وألعَبوهُ
وظَنّوا أنّ بوهَ الطّيرِ صَقرٌ، بجَهلِهمُ، وأنّ الصّقرَ بُوهُ
وَوَدّوا العيشَ في زمنٍ خؤونٍ، وقدْ عَرَفوا أذاهُ وجَرّبُوه
ويَنشأُ ناشىءُ الفتيانِ، مِنّا على ما كانَ عَوّدَهُ أبُوه
وما دانَ الفتى بحِجًى، ولكنْ يُعَلّمُهُ التّدَيّنَ أقرَبُوه
أطاعوا ذا الخداعِ وصَدّقوه، وكم نَصَحَ النّصيحُ، فكَذَّبوه
وجاءَتنا شرائعُ كلّ قومٍ، على آثارِ شيءٍ رَتّبُوه
وغَيّرَ بَعضُهُمْ أقوالَ بَعضٍ، وأبطَلَتِ النُّهَى ما أوْجَبوه
فلا تَفرَحْ، إذا رَجّبتَ فيهمْ، فقد رَفَعوا الدّنيَّ، ورَجّبُوه
رَجَوْا أن لا يخيبَ لهم دُعاءٌ، وكم سألَ الفَقيرُ، فخَيّبُوه
سَعَوا بَينَ اقترابٍ واغترابٍ، يَمُوتُ بغَصّةٍ متَغَرِّبوه
إذا أصحابُ دِينٍ أحكَموهُ، أزالوا ما سِواهُ وعَيّبُوه
أُديلَ الشرُّ منكم، فاحذَرُوه، وماتَ الخَيرُ منكمْ، فاندبوه
—
عبدالصمد حسن زيبار
04-05-2013, 10:51 PM
شمولية الاسلام من وحدة الوجود و الموجد
عبدالصمد حسن زيبار
04-05-2013, 10:57 PM
... لن يحدث الفصل والتجزئة بين الاشياء، في الإسلام، فالعلم متصل بالدين والعمل مرتبط بالايمان والفلسفة مستوحاة من النبوة، والنبوة متصلة بالعقل. هذه الوحدانية في مفهوم الحضارة ومفهوم الجماعة يحتاج إليها عالم اليوم المجزأ في كل شيء وهذا ما جذبني نحو المفهوم الإسلامي للوجود .
الفيلسوف الفرنسي و أستاذ علم الجمال روجي كارودي رحمه الله
لانا عبد الستار
06-05-2013, 02:55 AM
رسائل عاقلة من صندوق عقلك لصناديق عقول تستفيد إن وعت
أشكرك
خليل حلاوجي
06-05-2013, 04:44 PM
على مدى ثلاث ساعات :
أشرح لصديقي معنى مصطلح (مابعد الحداثة)
بعدها :
قال لي : فهمت ( مابعد) ولم أفهم (الحداثة)
قلت له :
ذكرتني بالامام الغزالي حين أراد تفسير ( الحقيقة الصوفية ) لرجلٍ لم يعش مقاماتهم ومعاناتهم ولا يعرف حقيقة أو سر التصوف .. ضرب له الغزالي مثلًا بالعسل .. قال له
مهما تكلمت لك عن العسل ... لن تدرك ما أقول لأن قولي عندك لا يوصلك الى حقيقة العسل
الا بعد أن تشرب ملعقة من العسل
وهكذا فإن تجريب الغزالي يغني كثيرا عن النظر ويصل الى حقيقة الشيء
تحياتي
خليل حلاوجي
11-05-2013, 09:46 PM
أنتم، يا محبيْ المعرفة! ماذا فعلتم جرّاء الحبِّ لأجل المعرفةِ حتّى الآن؟ هل اقترفتم سرقةً أو قتلاً، من أجل التعرّف على ما في روح السّارِق أو القاتلِ؟
نيتشة
خليل حلاوجي
11-05-2013, 09:55 PM
الحضارة الغربية قد بدأت بإعلان موت الإله باسم الإنسان ومركزيته ولكنها انتهت في الأخير بإزاحة الإنسان من المركز لتحل محله مجموعة من المطلقات المادية "
د.عبد الوهاب المسيري ، الحداثة وما بعد الحداثة
خليل حلاوجي
13-05-2013, 07:25 PM
حين نفهم أن الحرية هي أن تنجح في رفض أي فعل لا ترغبه ... ستدرك أن الانصياع للسلطة بأي صورة من صورها : التربوية والدينية والسياسية هو ناتج عن لحظة طاعة عمياء كرستها تنشئة مرتبكة عن ولاءات لولي الأمر ، وولي الأمر هذا هو الأب والمعلم وشيخ القبيلة أوكبير العائلة أو رجل الدين وكل من تمتع بسلطة ما جعل القهر ولغة الاستعباد وسيلته للتحكم بمصيرنا
الحرية أن نفهم حدود الطاعة
الحرية أن نفهم حدود الطاعة
الحرية أن نفهم حدود الطاعة
خليل حلاوجي .
خليل حلاوجي
13-05-2013, 09:48 PM
لاتعط للبشر حرية اكبر مما يستحق ؟؟
ماريَّنا ابراموفيك قامت سنة 1974 بخوضة تجربة لتتعرف أكثر على تصرفات البشر اذا منحت لهم حرية القرار بدون شرط .. فقامت بالتجربة التالية قررت أن تقف لمدة 6 ساعات متواصلة بدون حراك واتاحت للجماهير ان يفعلوا بها ما يريدوا .. ووضعت بجانبها طاولة بها العديد من الأدوات منها سكين، ومسدس، والأزهار .. وهكذا
ببداية الأمر كان رد فعل الجماهير سلمي فاكتفوا بالوقوف امامها ومشاهدتها .. ولكن هذا لم يستمر كثيراً فبعدما تأكد الجماهير انها لن تقوم بالقيام باى رد فعل مهما كان تصرفهم تجاهها .. أصبحت الجماهير أكثر عدوانيه .. فقاموا بتمزيق ملابسها .. وقام احدهم بوضع المسدس على رأسها - ولكن أحد الاشخاص تدخل وأخذ المسدس منه - وقاموا بنكزها ببطنها بأشواك الازهار .. وتحرش البعض بها .. وبعد أن انتهت ال، 6 ساعات تحركت مارينا من مكانها بدون اتخاذ اى رد فعل عدوانى تجاه الجماهير ... وبمجرد أن بدأت بالتحرك هم الجماهير بالفرار.
هذا التجربة أثبتت لمارينا ان البشر الذين نتعامل معهم يومياً مهما اختلف عرقهم وسنهم وخلفياتهم قادرون على أرتكاب أفعال شنيعة ولكن أن اتحيت لهم الفرصة فقط
هذا ما يجبرنا على ان نقر دوما ان السلطه بحاجه الى القوه وان الحريه لا يمكن ان تمنح بصوره مطلقه دون رادع او قانون ينظمها ان حريتنا الشخصيه تقف عند حدود الاخرين اتمنى ان يفهم الانسان الحريه قبل ان يطالب بها ويعتصم من اجلها ويقطع الطرق ويقتل الابرياء
منقول
خليل حلاوجي
14-05-2013, 11:11 PM
الكلام في الظرف المستقر يختلف عنه في ظرف متشنج تحكمه ردود الأفعال المتسارعة ... الواجب شئ والأوجب شئ مختلف تمامًا ...
تقبل بالغ تقديري
خليل حلاوجي
16-06-2013, 11:24 PM
في محاضرة الدكتور عطا بركات عن التفاؤل بالتفاؤل والمرح الشديدين، تناول فيها أنواع الناس الستة
(إنسان يصنع الحدث، إنسان يشارك في الحدث، إنسان يشاهد الحدث، إنسان يسأل عن الحدث، إنسان ليس له علاقة بالحدث)
خليل حلاوجي
18-06-2013, 08:40 PM
كتبت : عفراء جلبي تقول :
واحد كاتب تعليق عندي أن "السنة تاج راسك."
لأ، يا عزيزي. السنة مو تاج راسي، ولا الشيعة أعدائي.
الحق تاج راسي والباطل عدوي.
هل كان هناك شيعة وسنة أيام الرسول (ص)؟
لماذا سنحدد هويتنا على الخلافات التي صارت بين اصحابه وأقرباءه بعد مماته؟ والأدهى أننا نريد أن نرسم حدود هذه الهويات من خلال الأخطاء التي ارتكبوها!
قدوتنا الأنبياء وليس أتباعهم وما ارتكبه هؤلاء الأتباع حسب تصوراتهم البشرية الضيقة. أتباعهم مثلنا مثلهم. الله يعينهم والله يعيننا. تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ونحن أمة تعيش الآن لها ما تكسب الآن. إذا جن البعض من الأمة، لا تضيعوا البوصلة وتتيهوا في متاهات ما أنزل الله بها من سلطان. "إنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى." (النجم).
"تعرفون الحق والحق يحرركم." (المسيح عليه السلام.)
ولذا يا أحبتي، لا تعرفون الحق بالطوائف!
خليل حلاوجي
19-06-2013, 02:06 PM
الجينوم القرآني والمنجز الألماني
للقرآن مظهر ومضمون ، كلام ومفاهيم ، صور وقيّم ، ظاهر وباطن ، تفسير وتأويل ، افعل ولا تفعل ، انساني وسماوي ، للقرآن منطق خاص كونه نزل من السماء على بشر من لحم ودم !!
وقراءة القرآن يتطلب أن نعتمد الأدوات اللغوية، لنحاول الوصول للغاية عبر تلمس وتحديد العديد من المفاهيم، من حيث انه - أي القرآن - يصدم فينا الكثير من المسلمات وبالتالي فهو ينظّم طريقة تفكيرنا ؛ في لاءات ثلاث : لا أسرار - لا كهنوت - لا رهبانية.
والمهم في ذلك أن نميّز في فهمنا وتفسيرنا لمراد الله إلى تشابك العلاقة مابين كلمات القرآن واسقاطات ذلك على الواقع للفرد من جهة وللمجتمع من جهة ثانية ، فالبشر يسمعون الكلمة القرآنية ويختلفون في معاني تلك الكلمة ، فكلمة مثل ( الشهيد ) تعني عند اللغوي غير ما تعنيه عند الفقيه وغير ما تعنيه عند المفسر وغير ما تعنيه عند الاصوليين ، وهذا ما اشار إليه ( محمد إقبال ) أن مصادر المعرفة هي ليست النصوص بل الطبيعة والتاريخ.
من يقرأ كتب التفسير لمشايخنا يجد العجب العجاب _ انظر كتاب التفسير والمفسرون لمحمد حسن الذهبي - فلكل مفسر مدرسة ينتمي إليها ولكل مفسر منهج خاص به يستنفر مافي ذهنه وتنشئته المتأثرة بمستجدات عصره ، فتفسير ابن كثير مثلا متأثر بزمن عاشه ابن كثير ونحن كقراء لجهد ابن كثير علينا أن نتوقف عن استيعاب مفاهيم مكررة لا تفرق بين الجديد والقديم ، فما كتبه مفسرون سابقون يجب أن ندرك اختلافهم عن مفسرين معاصرين ، ذلك أن اجترار ما مضى لن يعطينا أي عمل إبداعي.
ومن أجل ذلك انشغل علماء ألمان بالدراسات الشرقية فقاموا هذه الأيام بعمل مثير وغريب في نفس الوقت : يعكف حاليًا فريقان من العلماء على محاولة فك الجينوم القرآني - ومصطلح الجينوم نحته د. خالص جلبي - ومعلوم أن أول من قام بمثل هكذا دراسة هو المستشرق (تيودور نولدكه) قبل عقود من خلال دراسته عن (تاريخ القرآن) التي ترجمت بحوالي 800 صفحة
ثم هو اليوم أخذ المشروع اسم (الماموت Mammutproject) نسبة للفيل العملاق المنقرض، بدأته (د. انجيليكا نويفيرث ) بميزانية مليوني يورو وبسقف زمني ثماني عشرة سنة.سوف يجمع اولاً (بنك معلومات Databank) حيث الكود القرآني مكوّن من 114 سورة وأكثر من 6200 آية وهو عمل يشبه ما ظهر في كتاب ( فهرس الحديث ) قبل خمسين عامًا وهو كتاب ضم مدخلا لكل حديث ومظنة وجوده في أي صحيح من الصحاح التسعة ، ثم تأتي المرحلة الثانية لينفذ تحليل العمل الأول ، فيتم تفكيك الآيات وتاريخها ونزولها وفقهها وقراءاتها وما قاله علم اصول الفقه عنها وما قاله علم مصطلح الحديث عنها والنحو والبلاغة والسيرة .. وبمرحلة ثالثة تضع القرآن تحت المجهر التطبيقي كلمة كلمة لنجد فهماً جديداً للآية في عملية هضم معرفي ناضج وفق علم الدلالة ، ويشرح لنا د. خالص جلبي ما قام به الشيخ السوري [جودت سعيد] وطرحه لفكرة عن الآيات المفتاحية والأجنة القرآنية، وهي تطبيقات قام سعيد بتسليط الضوء على عدد من الآيات لاستخراج كنوز جديدة وبناء مفاهيم حيوية تخص لحظتنا المعرفية الراهنة ، ومن هذه الآيات : آية البقرة عن الاستخلاف( إني جاعل في الأرض خليفة ) ، وآية السير في الأرض من سورة العنكبوت ( قل سيروا في الأرض )، وآية زيادة الخلق من سورة فاطر. (ويخلق ما لا تعلمون).
ولننتظر المزيد...
خليل حلاوجي
19-06-2013, 07:27 PM
لو لم تكن طرْقُ هذا الموت موحشةَ
مَخشيّةً، لاعتراها القومُ أفواجا
وكان مَنْ ألقَتِ الدنيا عليه أذىً
يَؤمُّها تاركاً، للعيش، أمواجا
كأسُ المنيّةِ أولى بي، وأروَحُ لي
من أن أُكابدَ إثراءً وإحواجا
في كلّ أرضٍ صروفٌ، غيرُ هازلةٍ
يلعبنَ بالنّاسِ أفراداً وأزواجاً
أبو العلاء المعري
خليل حلاوجي
19-06-2013, 07:34 PM
حبُّ الســــــــــــــــــــــ ـلامةِ يثني هم صاحبهِ***عن المعالي ويغري المرء بالكســـــــــــــــــلِ
فإن جــــنــــحــــتَ إليه فـــاتـــخـــذ نــفــقـــاً***في الأرض أو ســــلماً في الجـــــــــوِّ فاعتزلِ
ودع غمار العُــــــلا للمقــــــــــــــــدمين عـلى***ركــــــــــوبــــه ـا واقـــتــنــعْ مــنــهـــن بالبللِ
يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مســـــــــــــكنهُ***والع ـــــــــــــــزُّ عند رســــــــــيم الأينق الذّلُلِ
فادرأ بها في نحــــــــور البيد جــــــــــــــــافِلةً*** عارضــــــــــــــــــــ ـــات مثاني اللُّجم بالجدلِ
إن العـــــــــلا حــــــدثتني وهي صــــــــــادقةٌ***فيما تُحــــــــــــــــــــــ ـــدثُ أن العز في النقلِ
الطغرائي.
خليل حلاوجي
20-06-2013, 02:32 PM
الانقلابات الفلسفية
على مدار العصور يستعرض رجال الفلسفة الفكر وتقلباته سواء في الماضي أم في الحاضر. من سقراط، أفلاطون، أرسطو، ديكارت، سبينوزا، كانط، هيغل، فويرباخ ، نيتشه، ميشيل فوكو، جيل ديلوز، الخ... لنجد انفسنا مع تحولاتهم الفكرية ..ذلك أن الفلاسفة هم أشخاص مغامرون انقلابيون يتشربون بفكر زمنهم ثم لا يلبثوا أن ينقلبوا عليه !! ورغم أننا نشاهد الفيلسوف وهو الشخص الهادئ والحكيم وربما المنعزل إلا أن حقيقة أمرهم عكس ذلك ، فهم هواة مجازفة تعيد رسم مسارات الفكر ، حين يكتشفون مسارات لم يسلكها أحد من قبلهم ، اويستكشفون مناطق مجهولة او ينيرون مواضع مظلمة .. إنهم الباحثون عن الحقيقة. غايتهم التوصل إلى معارف متجددة ويقينيات خالدة موثوقة.. واليوم نجد أن فلاسفة الحداثة أصبحوا أكثر دقةً في منهج بحثهم ، فلم يعودوا يعتقدون بإمكانية التوصل إلى حقائق خالدة أو ثابتة، وانما كان سعيهم لغثبات أن حقائق نسبية و متغيرة.
طالما حدثنا بديكارت وهو أول فيلسوف حديث قام بانقلاب على الفلسفة القديمة التي كانت مسيطرة منذ أرسطو .فقام بدراسة الأفكار من بداياتها، من جذورها المعرفية ، لينجح في العثور على أرضية توثيقية للفلسفة ، فالفلسفة التي كانت تستخدم الفكر الديني طيلة تلك الفترة لم تكن تتناول العقلانية والمنهج المنطقي كما ينبغي أن تفعل. حتى ظهر ديكارت ليحررها من القيود كي نفهم العالم من غير خرافات فقد كان مولعاً بالرياضيات معتقدًا بإمكانيتها على تفسير جميع ظواهر الكون عن طريق المعادلات الرياضية وتحويل كل الظواهر الى أرقام وقياسات حسابية... وليت ديكارت كان يعرف أن منهجه سيؤدي الى تشويه الطبيعة التي تحكمها الرياضيات التي سيطرت على تفاصيلنا الإنسانية فبررت الحروب وايقظت الاستعمار !! هل كان ديكارت يعرف ان الرياضيات ستنقلب علينا وتفقدنا كل نزعة انسانية وتروج لنظام رأسمالي يبتلعنا بالنفعية المقيتة والفردية البغيضة وترفع شعار (الربح ) كقيمة عليا وكمعيار لوجودنا البشري؟
/
وحين ننتقل إلى هيغل الذي كان يعتقد بإمكانية التقدم، والتوصل إلى الحرية السياسية عن طريق العقل . وكان متفائلاً بمسيرة التاريخ البشري على الرغم من المآسي التي قد تحصل على الطريق. فالتاريخ يسير إلى الأمام وهذا الرجل الذي درس كيفية تشكل الثقافة الأوروبية وتأمل صعودها ليقول لنا أن التاريخ له مسار منطقي عقلاني برغم مظاهر التناقض واللاعقلانية التي توهم بالعكس. فلا صدفة تحكم التاريخ ولا فرد يشكل التاريخ بالقياس إلى الحركة العامة للتاريخ. وهكذا نجد هيغل وهو يقرر المصالحة بين المثال النظري وبين الواقع المعاش .. فالتقدم لا يحصل بدون جهودنا ودماءنا فكل جهد للهدم تعاكسه جهود للبناء مضادة له ، والتفاعل الجدلي بينهما هو الذي يحرك التاريخ ويولّد التقدم والتراجع
/
نصل إلى شوبنهاور وهو يقدم تصوراً مختلفا تماماً. فالعقل لا يمثل الحقيقة العليا، بل هو أداة محدودة وانتهازية نستخدمها للتوصل إلى غاياتنا ... فالطبيعة تعمل على شكل إرادة عمياء بدون هدف محدد... والبشر هم على الأرجح دمى تلعب بنا الغرائز والشهوات دون دراية سر هذه اللعبة ، فالتغير دائماً نحو الأسوأ...
وعلى عكس تفاؤل(هيغل) الذي آمن بإمكانية تقدم البشرية ، نجده يائسًا معتقدًا أن ما حصل وما سيحصل لنا هو شيء متواضع وكان يمكن أن يحصل ما هو أبشع.
اروربا مع هذين العملاقين انقسمت .. فجاء ماركس تلميذاً لهيغل ، ووجدنا نيتشه تلميذاً لشوبنهاور ..
يتبع ..
خليل حلاوجي
20-06-2013, 08:13 PM
قصة الولد الغبي والحلاق :
كلما ذهب هذا الطفل الصغير لمحل الحلاقة
يهمس الحلاق للزبائن : هذا أغبى طفل في العالم !!!
انتظروا وأنا أثبت لكم ذلك ’
وقام الحلاق بوضع جنيه بيد و ربع جنيه باليد الاخرى!!
ونادى الولد وعرض عليه المبلغين أخذ الولد الربع جنيه ومشى
*قال الحلاق: ألم أقل لكم هذا الولد لا يتعلم أبداً…وفي كل مرة يكرر نفس الأمر
وعندما خرج زبون من المحل قابل الولد خارجاً من محل الايس كريم فدفعته الحيرة أن يسأل الولد
تقدم منه وسأله لماذا تأخذ الربع جنيه كل مرة ولا تأخذ الجنية ؟؟؟
*قال الولد: لأن اليوم الذي آخذ فيه الجنية تنتهي اللعبة..!!ا
_____________
أحيانا يعتقد البعض انهم هم الاذكى و ان الناس أقل ذكاء ...
والواقع انهم يستصغرونهم على جهل في انفسهم
فمن الخطاء تحقير الاخرين و الاستهزاء بهم
*فالغبي فعلا هو من يظن ان الناس أغبياء
******************************
منقول من مواقع التنمية البشرية.
خليل حلاوجي
21-06-2013, 12:49 AM
قوة العادة:
لماذا نفعل ما نفعله بحكم العادة وكيف نغيره
لمؤلفه شارلز دوهيج
لماذا نفعل الأمر ذاته بنفس الترتيب كل مرة؟.. كيف تتكون العادات؟..لماذا يستطيع البعض التخلص من عاداتهم السيئة بينما يفشل البعض الآخر في ذلك ؟
هل النجاح في الحياة والعمل يرتبط بشكل أو بآخر بعاداتنا ؟ وإلي أي مدي ؟وكيف يمكننا التحكم في الأمر؟.. أسئلة كثيرة يحاول هذا الكتاب الإجابة عليها مقدما دليلا إرشاديا لقارئه مستعرضا نماذج وقصصا واقعية من الحياة استطاعت أن تحرز تقدما في الحياة الخاصة والحياة المهنية عبر فهم العادات والتحكم فيها سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات وشركات أو حتي مجتمعات.
يؤكد المؤلف أن العادات تلعب دورا مهما في تشكيل حياتنا سواء في الحاضر أو المستقبل لأنها تشكل40 % من روتين حياتنا اليومية وقد تبدو في كثير من الأحيان مستعصية علي الحل أو التفسير, حيث تتمسك بها أدمغتنا وتستبعد كل شيء آخر في كثير من الأحيان حتي ولو كان ذلك هو الحس السليم, إلا أنه يري في نفس الوقت أنها أمر يسهل التحكم فيه وتغييره, موضحا أن تكون العادة يبدأ من المخ عبر ثلاث خطوات تبدأ بتلميح أو إشارة في موقف معين تخبرالمخ بالذهاب لوضع تلقائي بعينه وكيف يتعامل مع هذا الأمر و أي سلوك يتخذه ليبدا بعد ذلك تكرار ذلك الروتين والحفاظ عليه, سواء كان روتينا جسديا أو عقليا أو عاطفيا وعادة ما يتم ربط ذلك بالمخ بمكافأة ما كعامل مشجع علي الاستمرار, مشيرا إلي كلود هوبكنز الذي روج لفرش الأسنان في عام1900 كان التلميح الخاص به رؤيته لفيلم غريب عن الأسنان فصمم إعلانات قدم من خلالها حلا للمشكلة رفعت شعار فرشاة كل صباح وكانت المكافأة هي الحصول علي أسنان نظيفة وصحية, وهكذا منذ يومها تشكلت لدينا جميعا عادة غسل الأسنان بشكل متكرر يوميا وارتباط ذلك بالحفاظ عليها.
وكما تنشأ العادات الإيجابية تنشأ أيضا العادات السلبية بنفس الطريقة, فالتلميح أو الإشارة قد يكون الشعور بالحزن لأي سبب كان, ويبدأ المخ في تكوين روتين بالتدخين أو تعاطي الممنوعات أو الإفراط في تناول الطعام, وتكون المكافأة هنا هي نسيان المتاعب وسبب الحزن ولو حتي بشكل مؤقت, لذا ينصح المؤلف من يريد تغيير عاداته بالعثور علي الإشارة أو التلميح المناسب واختيار وتحديد المكافأة بنفسه, ولا شك أن الأمر يعتمد بشكل كبير علي توافر قدر من الفهم والإدراك للذكاء العاطفي والاجتماعي والقدرة علي ضبط النفس وبالتأكيد فهم للعادات ولماذا أصبحنا نؤديها بهذا الشكل حتي يمكننا تغييرها؟!.
ويشير أيضا إلي أنه من خلال فهم طبيعة العادات يمكننا التأثير علي سلوك المجموعة, مدللا علي ذلك بأمثلة تحولت فيها الشركات من الخسارة إلي الربح بعد فهمها عادات عملائها المستهدفين وقيامها بتوظيف ذلك في حملتهم الإعلانية وتسويق منتجاتها للتأثير علي عادات الشراء لديهم, ضاربا المثل بمحال البقالة التي تضع الفواكه والخضروات في واجهة المحل لأن معظم الناس الذين وضعوا هذه المواد الصحية في عربات التسوق هم أكثر عرضة لشراء الوجبات السريعة وكذلك قبل خروجها من المتجر., وكيف استطاع المسوقون في شركة بروكتر أند غامبل ملاحظة نمط جديد في عادات الناس ساهم في بيع منتج جديد كان يحقق خسائر وأصبح فيما بعد يجني أرباحا بملايين الدولارات سنويا.
أنها دورة تعتمد على 3 خطوات :
1- العلامة الرمزية أو Cue ثم ..
2- روتين متكرر routen ثم
3- المكافأة. reword
ولتبسيط الفكرة شرح المؤلف قصة تجربة معملية على القرود، موصول بأدمغتها إبر دقيقة لقياس النبضات الكهربية داخل دماغ كل قرد. التجربة قامت على جعل القرد يجلس على كرسي، ثم يضع يده على مفتاح للضغط عليه، وجعله يشاهد شاشة تعرض أشكالا هندسية ملونة مختلفة، ثم وصل أنبوب بلاستيكي بفم القرد لضخ قطرات من عصير حلو يحبه كل قرد.
التجربة قامت على مكافأة القرد عندما يضغط المفتاح تفاعلا مع ظهور أي شكل على الشاشة. في البداية كانت القرود تقاوم بشدة الجلوس ساكنة، لكن مع وصول العصير إلى فمها، بدأت شيئا فشيئا تهدئ وتجلس، ثم بدأت تسكن تماما في انتظار الشكل الهندسي الذي على أساسه تحصل على المكافأة. بمرور الوقت لاحظ العلماء زيادة مفاجئة في النشاط الكهربي لمخ القرد حين يحصل على قطرات العصير. بمرور الوقت أكثر، بدأت أدمغة القرود تظهر هذا النشاط الكهربي المفاجئ لمجرد رؤية الشكل الهندسي الذي كانت تكافئ بسببه، كما لو كانت القرود حصلت على المكافأة.
بعد انتظام هذه الحالة من ردود فعل القردة، بدأ العلماء تغيير هذه العادة، وذلك بأن تركوا القردة بدون مكافأة، أي يشاهد القرد الشكل فيضغط المفتاح ويتوقع العصير ثم لا يحصل على شيء. وجد العلماء أن القرود التي ترسخت لديها هذه العادة أظهرت علامات الغضب العارم لعدم حصولها على العصير. القردة التي لم تترسخ لديها هذه العادة بسبب عدم مرور وقت طويل على تكرار العادة، أظهرت بعض الغضب، ثم تحولت لأشياء أخرى تشغلها.
العلامة الرمزية كانت رؤية الشكل. الروتين كانت الضغط على المفتاح. المكافأة كانت العصير. لعل كلنا سمعنا أو قرأنا شيئا قريبا من هذا المعني، الجديد هنا هو انتقال النشاط الكهربي الدماغي، من وقت نيل المكافأة، إلى ما قبل نيل المكافأة، ثم إلى ما قبل ذلك أيضا، بما يشبه الادمان. دعونا نقف عند هذه النقطة لنعود إليها بعد فقرة تالية.
قبلها شرح المؤلف عنصر صغير في المخ اسمه بصل جانجليا أو العقد القاعدية. هذا الشيء الصغير في المخ له وظيفة بسيطة: أي شيء يفعله المخ بتكرار، ينقله المخ إلى هذا الشيء الصغير، لينوب هذا الشيء الصغير في المستقبل عن المخ في أداء الوظائف المتكررة، وهذا مثلا ما يسمح لك بأن تقود سيارتك بحرفية تامة في عز الزحام بينما أنت مشغول بآخر تدوينة كتبها شبايك وكيف أنها هراء كبير.
هذه طبعا لفتة جميلة من المخ وتفسيرها كما يقول العلماء هو أن المخ يريد أن يستمر في التفكير في الجديد، لكن هناك جزئية سلبية صغيرة. لكي يبدأ عمل وتحكم بصل جانجليا، لا يلزم الأمر سوى أن يلاحظ المخ العلامة الرمزية (التي ذكرناها من قبل)، ثم ينتقل التحكم لا إراديا ولا شعوريا إلى بصل جانجليا. أي بكلمات أبسط، إذا كانت لك عادة، فستجد نفسك تكررها دون أن تدري، فالمخ يأنف من التكرار والملل، ولذا يعهد إلى أجزاء أخرى داخله لتتولى هي تكرار الأوامر، في محاولة من المخ البشري للنجاة من براثن الملل.
لهذا حين تجلس مع أناس يأكلون، فستجد نفسك تأكل معهم دون أن تدري، وكذلك حين تشاهد التلفاز فتشعر برغبة شديدة في شطيرة شهية أو مشروب بارد.
المصيبة هي أن المرء منا قد لا يشعر أو يدرك حين تبدأ بصل جانجليا في العمل، أو حين تنشأ العادة لدينا، فهذه الأمور تتطلب تركيزا عاليا جدا من المخ ليدرك أنه أسير عادة ما، فالعادات لا تكشف عن نفسها بكل وضوح لنا.
غني عن البيان أن غالبية صناعة الإعلانات تلعب على هذا الوتر الحساس، فحلم أي شركة هو بيع منتج يدمنه العملاء ويشترونه باستمرار، على أن تحقيق هذا الادمان له شروط كثيرة، ويضرب المؤلف المثل ببداية فترة التسعينات من القرن الماضي، حيث اشتهر معجون أسنان جلب للشركة المنتجة له ملايين عديدة من الأرباح. قامت فكرة الإعلان على أمر بسيط: رسالة مفادها عزيزي الانسان، هل تعلم أن هناك طبقة رقيقة تتكون على أسنانك، فتجعل لونها باهتا، وتحرمك من الابتسامة الساحرة؟ هيا حرك لسانك فوق أسنانك لتشعر بهذه الطبقة. اشتر هذا المعجون لتزيل هذه الطبقة وتعود لك ابتسامتك الساحرة.
/
منقول .
خليل حلاوجي
21-06-2013, 03:45 PM
الليبرالية الجديدة
يظل موضوع تدخّل الدولة في الاقتصاد شائكًا ، ويلعب دورًا مهمًا في شرعنة مصالح الطبقة الحاكمة والطبقة المحكومة على مستوى الدول فيما بينهم(الخارج) وعلى مستوى الدولة الواحدة ( الداخل). حيث "الحرية" الاقتصادية محكومة بدور الدولة كمتدخّل ضامن ومسيطر في فرض الحماية لتلك الحرية فصرنا نسمع عن "الاقتصاد الحر" المسؤول عن الظروف المناسبة لتحقيق الأرباح
للشركات "القومية" من منافسة الشركات المنافسة ، والواقع يرينا السياسي المتمثل بقوانين ( الدولة) وقد أصبح أداة بيد الاقتصادي على عكس ما شهدناه عبر التاريخ ، فقوّة الدولة وتفوقها مرهون بفرض شروطها على الدول الأخرى وذلك بغاية تحسين وضعها في المنافسة العالمية. وهذا مشروط بالبقاء على اقتصاد قوي لاتؤثر فيه المنافسة بل تزيد من قوته.
قامت المدرسة الليبرالية بانتشار أفكار (آدم سميث )في كتابه (ثروة الأمم) عام 1776. حين دافع عن إلغاء تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية، وطالب بإزالة جميع الحواجز والقيود على التصنيع وعلى التجارة ، وعدم فرض التعريفات الجمركية. وأدى غياب ملكية الدولة إلى تنظيم عمليات الصناعة والتمويل، وبالتالي خلق مرونة في أسواق العمل الدولية ..فالدولة الأقوى هي التي تفرض المناخ الدولي لنشاطها أمام الدول الأضعف من خلال وضع القيود لحماية ذاتها خصوصًا بعد انهيار الاشتراكية وتفرد النمط الرأسمالي وقد غدت حرية الاقتصاد تؤسّس لنفي الحرية ذاتها وذلك بإبتكار انماط الاحتكار تفضي إلى انهيار شركات دول اوربا وآسيا وتمركز أخرى في رأسمالية اميركية تستغل تلك الدول ، وهو ما شهدته شركات بالغة الضخامة (متعدية القومية) مارست احتكار دفع الشركات الأقل ضخامة إلى الإفلاس عبر الاندماج المبرمج في النمط الرأسمالي جعلها متفوّقة تستحوذ بالتراكم العلمي والمعرفي واستثمار سعة الأسواق لصالحها سواء تم تنفيذ ذلك عن طريق مؤسسات مثل (صندوق النقد ) و(البنك ) الدوليين أو عن طريق اتّفاقات الشراكة أوعبر الضغط السياسي أو العسكري لأميركا. فشهدنا تراجع الدخل العام للعمال والموظفين بل وحتى تشريد مئات آلاف منهم ، حيث أصبح الاقتصاد تابعا لقرار الرأسمال الإمبريالي ..
في ثلاثينيات القرن الماضي ظهر الكساد العالمي ، فقام الاقتصادي البريطاني ( جون مينارد كينز) بوضع نظريته التي تقر بتدخل الحكومات والبنوك المركزية لزيادة فرص العمالة وانقاذ الموقف . وصمم الرئيس الأمريكي (فرانكلين روزفلت) وفق مقتضى تطبيق إصلاحات الاقتصاد لإنقاذه من الركود. فعادت الدولة لتلعب دورًا جوهريًا لضمان تحقيق النفع العام
حتى جاءت الثمانينات من القرن الماضي ، ومعها تقليص معدلات الأرباح للشركات المملوكة من كبار الرأسماليين. وظهور الليبرالية الجديدة كعقيدة اقتصادية مسيطرة على الفكر الاقتصادي خلال الربع الأخير من القرن الماضي وحتى يومنا هذا وذلك عبر برامج واسعة تستهدف: خصخصة وحدات القطاع العام ، وإزالة القيود الحكومية ، والفتح الكامل لأسواق السلع ورأس المال ، وإتباع سياسات اقتصادية كلية متشددة ... واعتلى الليبراليون الجدد سدة الحكم في كبرى الدول المتقدمة والمؤسسات المالية الدولية
ومن أجل كل هذا ظهر مفهوم الليبرالية الاجتماعية كحركة إصلاحية ترى أن من واجب الدولة الليبرالية توفير فرص العمل والرعاية الصحية والتعليم كحقوق مدنية. وهي حركة تدعو إلى احترام الحرية الفردية وتهتم بقدرة الأشخاص على المشاركة في العمل وتعتبر أن حق العمل وحق أجر مناسب على العمل لا يقل أهمية عن حق التملك ، فكانت تسعى لتقليل نسب التضخم وتقليل البطالة لتحقيق موازنة بين الحرية الاقتصادية والمساواة بما يخدم الصالح العام.
لقد ظهرت بعض الأحزاب الليبرالية الاجتماعية كحزب (الديمقراطيين الأحرار) في بريطانيا ليعالج تعارض أخلاق التسلط الليبرالي ويسعى لإشراك العمال والموظفين في صناعة القرار والقيام بتشجيع انشاء مؤسسات باحثة التوفيق بين الحرية والمساواة
وخلال حقبة التسعينات من القرن الماضي، كان الضغط من أجل تطبيق برامج الإصلاح الليبرالية الجديدة على الدول النامية أشد وأوسع حين فشلت الإصلاحات التي تم تنفيذها في حقبة الثمانينات بعد أن زاد اعتمادها المالي على الدول المتقدمة وعلى مؤسسات التمويل الدولية. كما ساهم انهيار الشيوعية في تتبع فروض الليبرالية الجديدة. وهنا علينا تأمل القيود التي تربط أيادي حكامنا
وهي مكبلة بتطبيقات الليبرالية الجديدة المفروضة من الخارج! لنعود إلى ما بدأنا به هذا المقال من أثر وتأثير تدخل الدولة في الإقتصاد .. حيث "الحرية" الاقتصادية محكومة بدور الدولة كمتدخّل ضامن ومسيطر في فرض الحماية لتلك الحرية .. ولكن وللأسف فإن دولنا محكومة بقرار خارجي مفروض عليها يصعب الفكاك عنه خصوصًا بعد الربيع العربي المشوش في رؤيته لأساسيات الأقتصاد لدولنا .
خليل حلاوجي
22-06-2013, 11:30 PM
البابا المستقيل و«علامات الأزمنة»
رضوان السيد
أجرى الفيلسوف البارز يورغن هابرماس، حوارا مع الكاردينال جوزيف راتسينغر عام 2004 عن الإيمان والعقل. وفي عام 2005 وعلى أثر وفاة البابا يوحنا بولس الثاني، انتخب مجمع الكرادلة راتسينغر خلفا له فسمّى نفسه: بنديكتوس السادس عشر. وأشهر الذين سُمُّوا بهذا الاسم في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية كاهنان: بنديكتوس مؤسِّس الرهبانية البندكتية في القرن الثاني عشر الميلادي، وهي طائفةٌ شديدة التقشف - وبنديكتوس الخامس عشر، الذي كان بابا روما في الحرب العالمية الأولى، واشتهر بإعطاء كلّ ما تملك الكنيسة لخدمة فقراء ومُصابي تلك الحرب.
وقد سأل بيتر سيفالد، كاتب سيرة البابا الجديد وصديقه الفيلسوف هابرماس عن الفروق بين شخصيتي الرجلين: بنديكتوس ويوحنا بولس من وجهة نظره، فقال بعد تردُّد: أمّا راتسينغر فتشغله مسألة الإيمان، واستعادة «روح الكنيسة» من طريق الالتزام بالتقاليد المسيحية العريقة، وأما يوحنا بولس فإنه يريد تغيير العالم! وعلى اختلاف شخصيتيهما؛ فإنّ يوحنا بولس الثاني، عندما أراد الانطلاق لتغيير العالم (من بولندا وحركة التضامُن، وشعار: الإيمان والحرية)، عيّن الكاردينال الألماني راتسينغر رئيسا لمجمع الإيمان، أي أنه ائتمنه على «استقامة العقيدة» في الكنيسة، وانصرف هو لهدم الشيوعية بالاشتراك مع رونالد ريغان والولايات المتحدة والإنجيليات الجديدة.
وفعل البابا بنديكتوس عكس ذلك تماما: انكمش على نفسه، وانصرف إلى جمع «الخراف الضالة»، واعتبر أنّ خلاص الكنيسة من الدنيوية الهائلة والمتصاعدة، والعلمانيات، وإنجيليات البروتستانت، وتكاثر أعداد المسلمين، إنما يحصل بالعودة إلى الذات وتحقيقها، والابتعاد عن التفسيرات الاجتماعية والسياسية للدين. وما استجاب لأي من مطالب شبان العالم، وشبان الكاثوليكية: من تكهين النساء، وإلى زواج المثليين، وإلى الإجهاض، فإلى لاهوت التحرير. وهكذا فقد ظلَّ مصرا على القيام بالمهمة التي كلّفه بها صديقه يوحنا بولس منذ عام 1981 حين عينه رئيسا لمجمع الإيمان، أي العمل على تجديد شباب المسيحية في اعتقاده من طريق بعث حرارة الإيمان في قلوب المؤمنين، واستعادة «التقاليد» التي استقرت عليها الكنيسة منذ قرون، حين اضطرّت إلى مُغادرة الطموحات الإمبراطورية إنما بعد فوات الأوان، أي بعد أن صارت المسيحية مسيحيتين، وقامت الدول الوطنية العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة، وأعملت الثورة الفرنسية سيوفها في أعناق الكهنة، وفصلت الدين عن الدولة فصلا عنيفا!
هل كان البابا بنديكتوس «رجعيا»، لأنه ما أصغى لعلامات الأزمنة ومتغيراتها؟ هو لا يعتقد ذلك. لقد عمل طوال حياته - كما قال - على وعي المسيحية الصحيحة (أي الكاثوليكية) باعتبارها حارسةً للإيمان بالله من خلال خدمة الناس، وعمل الخير، وإنتاج الأخلاق الصالحة، بعيدا عن مطامح وجبروت التشبُّث بالدنيا وزينتها. وهذه «البساطة» الظاهرة، ليست آتيةً من ثقافته البسيطة؛ فهو أحد أكبر أساتذة اللاهوت الكاثوليكي في القرن العشرين. وهو ما كان ليُنكر على العلمانية جبروتَها المتمثّل في ثقافة وعقلية الإنكار، والاقتناع الأعمى بالاستغناء عن الله، لو أنّ ذلك اقتصر على الاستئثار بإدارة الدول والسلطات. وإنما أنكر عليها محاولتَها - في أزمنة الحداثة - إخراج الدين من المجتمع. وكيف يمكن أن تستمر المجتمعات البشرية، ويستتبَّ السلام، ويتقاسم الناسُ خيرات العالم بالرحمة والصبر، إذا خرج الإيمان، وخرجت «الثقة» التي تنشرها أخلاقيات الدين الحقّ بين الناس؟
هكذا فقد اعتبر أنّ مشكلات الكنيسة (بل وسائر الأديان) آتيةٌ من أمرين اثنين: اعتقاد الاستغناء بالعقل (العملي) عن الدين وأخلاقياته، وشهوة التملُّك والسلطة والسلطان. والمخرجُ من هذين المأزقين يكونُ ببثِّ نور الإيمان في عوالم العقل، والتسديد على طريق الخير والحق والحقيقة من خلال «التقليد» الموروث. وقد قال له هابرماس: لكنّ التقليد لا يمكن تجديده من داخله؟ فأجاب: إنّ هذا هو البلاءُ الذي نزل بالبروتستانت؛ إذ لدى شبانهم تلك الجذوة المشتعلة، والإرادة الطيبة، لكنّ تنكُّرهم للطريق ومعالمه (أي للتقليد أو للكنيسة) هو الذي جعلهم في كل وادٍ يهيمون. أمّا مشكلةُ المسلمين فهي في استيلاء شهوة التملُّك والسلطة والسلطان على أجيالهم الجديدة، مغترين بالأعداد المتكاثرة، ومعتبرين أنّ ذلك من مقتضيات الدين وأخلاقه وشريعته، رغم أنّ «التصوف» كان جزءًا أصيلا من تجربتهم التاريخية. ولا يختلف الأمر مع اليهود؛ إضافة إلى أنّ قلّة الأعداد نمّت إحساسا لديهم بالخصوصية والتفوق! ولذلك ورغم التأكيد المستمر من جانب البابا بنديكتوس على النية الطيبة والإرادة الطيبة تجاه جميع البشر وعلى اختلاف أديانهم؛ فإنه أثار غضب المتحررين والعلمانيين، والإنجيليين واليهود والمسلمين. وبعد كلّ أزمةٍ، كان البابا يسارع للاعتذار بأنه لم يقصد هذا الأمر أو ذاك أو هذا المعنى أو ذاك. وما حظي برضاه وإعجابه غير الكنيستين الأرثوذكسيتين في روسيا واليونان: «لرقة القلوب وشفافيتها وللمعاناة الطويلة في التاريخ والحاضر، وكيف تستقيم أخلاقُ الدين والثقة دون مُعاناة؟».
استقال البابا إذن، ففعل ما لم يفعلُه بابا آخر منذ القرن الخامس عشر. لكنّ بابا القرن الخامس عشر الذي استقال كان مرغما على ذلك، لإنهاء الانقسام بداخل الكنيسة والناجم عن وجود اثنين يتنازعان شرعية المنصب: فهل استقال بنديكتوس مرغما أيضا؟ هو يقول إنه استقال بسبب تقدمه في السن، وعدم قدرته الذهنية والجسدية، نتيجة ذلك، على القيام بمهامّ منصبه على الوجه الأفضل. والذين يعرفون البابا يقولون إنه صادقٌ ونزيهٌ في القرار الذي توصَّل إليه. لكنه يضيف في كلمته: إنّ التحديات تكاثرت، وتحتاج إلى من هو أقوى منه لمواجهتها. ورغم أنّ الكنيسة الكاثوليكية ما تزال تنمو بقوة خارج أوروبا بحيث زادت أعداد الكاثوليك على المليار؛ فلا شكّ أنّ القضايا والمسائل غير المحلولة تتزايد وتتكاثر: ومن عزوبية الكهنة واعتداء مئات منهم على الأطفال خلال العقود الماضية، إلى التنظيم الهرمي والعقدي المتشدّد للكنيسة، والفساد الإداري والمالي في جسدها العريق والهشّ في الآن نفسه. وقد اعتقد البابا أنّ النهج الذي سار عليه مع يوحنا بولس (الاعتصام بالداخل، والانطلاق الظاهري باتجاه العالم) ولعدة عقود قد نجح، بدليل عدم تفكك الكنيسة، وعدم ظهور «إحيائيات» فيها، شأن الأديان الأُخرى جميعا. بيد أنّ استمرار النبي سليمان في «الاتكاء» شاخصا على كرسيه، لم يحُلْ دون موته!
هذه العبارة ذكرها لي زميل البابا وخصمه البروفسور هانز كينغ، الكاثوليكي الليبرالي المعروف. فقد قال لي إنه صالح البابا بعد انقطاع الكلام بينهما منذ السبعينات من القرن الماضي، وعندما سألتُه: هل سبب ذلك خوفك وقد شِخْتَ أيضا أن تموت خارج الكنيسة؟ فلم يضحك بل أجاب بعد تفكُّر: بل يا مستر سيّد لأنني اكتشفت أنّ الإيمان لا حلاوة له دون الاعتصام بتقليدٍ عريق! وهكذا فقد تكون المفارقة أنّ كينغ الليبرالي الراديكالي، اكتشف أهمية «التقليد»، وأن بنديكتوس المحافظ، اكتشف أنّ «التقليد» ما عاد يمكن تجديده من داخله!
عرفت البابا المستقيل أستاذا للاهوت الكاثوليكي في مطلع السبعينات من القرن الماضي بجامعة توبنغن، واستمعتُ لبعض دروسه، ثم غادرته إلى كينغ. وما رأيت عنده كاريزما كينغ، ولا الكاريزما التي عرفناها من بعد لدى يوحنا بولس الثاني. وأنا أزعُمُ على قصر مدة الدراسة عليه، أنه شديد الصدق مع نفسه، ويملك ما يشبه «الإحساس الطهوري» المعروف عن البروتستانت وليس الكاثوليك في العادة. فاستقالتُهُ تشبه شخصيته، وشخصيات ألمان كثيرين، يتوقفون طويلا أمام «علامات الأزمنة» فإما أن يكسروها، وإما أن تكسرهم!
خليل حلاوجي
22-06-2013, 11:46 PM
يورغن هابرماس
فيلسوف وعالم اجتماع ألماني معاصر (18-06-1929 دسلدورف - ) يعتبر من أهم علماء الاجتماع والسياسة في عالمنا المعاصر. ولد في دوسلدورف، ألمانيا وما زال يعيش بألمانيا.يعد من أهم منظري مدرسة فرانكفورت النقدية له ازيد من خمسين مؤلفا يثحدث عن مواضيع عديدة في الفلسفة وعلم الاجتماع وهو صاحب نظرية الفعل التواصلي...وهو الفيلسوف الوحيد الذي فرض نفسه على المشهد السياسي والثقافي في ألمانيا كـ"فيلسوف الجمهورية الألمانية الجديدة" وفقاً لتعبير وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر، وذلك منذ أكثر من خمسين عاماً.
انه بالفعل يعتبر الوريث الرئيسي المعاصر لتركة مدرسة فرانكفورت كما يعبر عن ذلك ايان كريب، وعلى الرغم من أن هناك افكارمشتركة واضحة بينه وبين أسلافه، فإنه نحا بهذه المدرسة منحى مختلفاً. واذا كان ما يجمع أعمال أدورنو وهوركهايمر وما ركوزه الاهتمام الشديد بحرية الإنسان مهما بعدت إمكانية وجود تلك الحرية عن أرض الواقع، فإن هابرماس أقل حماسا في هذا الجانب رغم وجوده.إنه يتحرر من التذبذب بين التفاؤل والتشاؤم ويركز جل تفكيره بدلاً من ذلك على تحليل الفعل والبنى الاجتماعية، ولا جدال في انتماء هابرماس إلى اليسار، إلا أنه، وربما بشكل غير متوقع ينتقد التقاليد الفكرية التي تنتمي إليها، الأمر الذي اتنهى به إلى النأي بنفسه عن الحركة الطلابية التي ظهرت في الستينات. ويمكن النظر إليه، أولا، باعتباره متماسكا بتصور يزاوج بين البنية والفعل في نظرية كلية واحدة.وثانيا، بوصفه مدافعاً عن مشروع الحداثة، بالأخص عن فكرتي العقل والاخلاق الكليين.أما حجته في ذلك فهي أن مشروع الحداثة لم يفشل بل بالأحرى لم يتجسد ابداً ،ولذا، فالحداثة لم تنته بعد. ويظهر أن هذا الموقف يضعه في اتجاه معارض تماماً مع أسلافه بالنظر إلى موقفهم من نقد عقل التنوير، إلا أن موقفه يتضمن الإصرار على جدل التنوير، أي أن عملية التنوير لها جانبان: يتضمن أحدهما فكر البناء الهرمي والاستبعاد، في حين يحمل الجانب الآخر إمكانية إقامة مجتمع حر يسعد به الجميع على الأقل.إن نظرية ما بعد الحداثة تفتقد حسب هابرماس إلى هذا العنصر الأخير.
أما المصالح المعرفية فتعني عند هابرماس أننا دائما نطور المعرفة لغرض معين، وتحقيق ذلك الغرض هو أساس مصلحتنا في تلك المعرفة، والمصالح التي يناقشها هابرماس هي مصالح مشتركة بين الناس جميعاً، بحكم أننا أعضاء في المجتمع الإنساني، فيذهب هابرماس إلى أن العمل ليس وحده ما يميز البشر عن الحيوانات، بل واللغة أيضاً، فالعمل يؤدي إلى ظهور المصلحة التقنية، وهي المتمثلة في السيطرة على العمليات الطبيعية واستغلالها لمصلحتنا. وتؤدي اللغة، وهي الوسيلة الأخرى التي يحوّل بواسطتها البشر بيئتهم إلى ظهور ما يدعوه هابرماس "المصلحة العملية" وهذه بدورها تؤدي إلى ظهور العلوم التأويلية. ويذهب هابرماس إلى أن المصلحة العملية تفضي إلى نوع ثالث من المصلحة وهي مصلحة الانعتاق والتحرر، وهذه الأخيرة تسعى لتخليص التفاعل والتواصل في العناصر التي تشوههاعن طريق إصلاحها ومصلحة الانعتاق والتحرر تؤدي إلى ظهور العلوم النقدية.
يتوجه هابرماس في أعماله الأخيرة وبخاصة في" نظرية فعل التواصل" (1984-1987) إلى فلسفة اللغة ابتغاء توسيع أساس التظرية النقدية وقد قدم أطروحة صعبة سنجملها في مراحل ثلاث:
1- المرحلة الأولى: يدعو إلى ضرورة التحررمما يدعوه "بفلسفة الوعي" التي يعني بها الفلسفة التي ترى العلاقة بين اللغة والفعل كالعلاقة بين الذات والموضوع (أي التحرر من منظومة الفكر التجريبي).
2- المرحلة الثانية: يمكن أن يتخذ الفعل صورتين، الفعل الاستراتيجي وفعل التواصل. الأول يتضمن الفعل الغائي العقلاني، في حين أن فعل التواصل هو ذلك الفعل الذي يرمي للوصول إلى الفهم.
3- يترتب على فعل التواصل الأولية عدة أمور:
أولاً، العقلانية بهذا المعنى ليس مثالا نقتنصه من السماء، بل هو موجود في لغتنا ذاتها، إن هذه العقلانية تستلزم نسقاً اجتماعياً ديمقراطياً لا يستبعد أحداً.
ثانياً، ثمة نظام أخلاقي ضمني يحاول هابرماس الكشف عنه، وهو الأخلاق الكلية الذي لا يتوجه إلى تحليل مضمون المعايير بقدر توجهه إلى طريقة التوصل إليها، والتوصل إليها -حسب هابرماس- يكون عبر نقاش حر عقلاني.
ويمكن ملاحظة أن مناقشة هابرماس للرأسمالية الحديثة تفتقد للحماس الذي اتسمت به أعمال الرعيل الأول لمدرسة فرانكفورت. فهابرماس يرى في الرأسمالية، أساساً، مرحلة يمكن أن تنحرف فتؤدي إلى كارثة، لكنها عنده ليست شراً مستطيراً. ولقد ركز شأن الرعيل الأول على ظاهرة الهيمنة التقنية والعقل الأداتي السائد في هذا النظام. وحول ماركس يرى هابرماس أن الجزء المبدع لأعماله أصبح مدفوناً تحت خرسانة النزعة الأداتية والوصفية. ويرى هابرماس أن مسؤولية ذلك على عاتق ماركس نفسه، وعلى تركيزه تركيزاً شديداً على العمل باعتباره الخاصية المميزة للبشر.
لقد وجهت لهابرماس مجموعة انتقادات أهمها اثنان:
1- لم يثبت ولا يستطيع أن يثبت أولوية فعل التواصل على الفعل الاستراتيجي.
2 – مرتبط بالنقد الأول، أن أطروحته حول الانعتاق والتحرر لم تثبت، ليس هذا فقط، بل إن محاولة إقامة النقد على التفرقة بين النقد والحياة اليومية تقوض وضع التحرر الذي يزعمه والمشكوك فيه أصلاً. وبذلك يظهر أن مشروع هابرماس يعاني بمجمله من تناقض في الأهداف، فإن أخذنا مشروعه الأكبر بأوضح معانيه، فسيظهر أن محاولة تأمين أولوية التواصل في فلسفة اللغة، تجهضها تلك التفرقة التي يقيمها بين النسق والحياة اليومية. وهكذا إن إعطاء الأولوية لطرف على آخر في معادلة الفعل أو البنية تقوض النظرية من عروشها.
في سياق علم الاجتماع، مساهمة هابرماس الرئيسية كانت تطويرالنظرية الشاملة للتطور الاجتماعي الحضاريِ وتركيز الحداثة modernization على الاختلاف بين العقلانية - المذهب العقلي الذي يقول بأن العقل غير مسعف بالوحي الالهي، والعقل هو الهادي الوحيد إلى الحقيقة الدينية أو المعرفة والعقلانية التواصلية من ناحية إستراتيجية /العقلانية الأداتية. هذا يتضمن نقد من وجهة نظر صريحة لنظرية التفاضل أو التمايز differentiation- المؤسسة للنظم الاجتماعية المطورة من قبل نيكلاس لوهمان، وتالكوت.
دفاعه عن الحداثة والمجتمع المدني modernity and civil society كان مصدر إلهام للآخرين، واعتبر كبديل فلسفي رئيسي لتنويعات ما بعد البنيوية poststructuralism. وقد طرح أيضا تحليلا مؤثرا ً للرأسمالية المتأخرة.
رأى هابرماس في العقلانية، والأنسنة humanization، ودمقرطة المجتمع من الناحية المؤسساتية institutionalization الإمكانية للعقلانية المتأصلة في الفاعلية التواصلية communicative competence التي هي حالة متفردة للنوع الإنساني. اعتقد هابرماس أن الفاعلية التواصلية طورت من خلال مسار التطور، لكن المجتمع المعاصر- الذي يقمع في أغلب الأحيان عن طريق المجالات الرئيسية للحياة الاجتماعية، مثل السوق، الدولة، والمنظمات - سيطر عليه عن طريق العقلانية الإستراتيجيِة / الأداتية.
يقدّم هابرماس مفهوم “ إعادة بناء العلوم ” Reconstructive science لهدف مزدوج: لوضع “ نظرية عامة للمجتمع ” بين الفلسفة وعلم الاجتماع، ولرأب الصدع الحاصل بين “ التنظير ”theorization و“ البحث الميداني ” empirical research. نموذج “ إعادة بناء العقلانية ” يمثّل الخيط الرئيسي للمسوح حول "بنى" عالم الحياة ("الثقافة" و"المجتمع" و"الشخصية") واستجاباتها "الوظيفية" الخاصة (إعادة الإنتاج الثقافي، التكامل الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية). لهذا الهدف، فإن الجدل حول “ التمثيل الرمزي ”symbolic representation “ يجِب أن يعتبر الحاق البنى لكل عوالم الحياة (العلاقات الداخلية) و“ إعادة الإنتاج المادي ” للنظم الاجتماعية في تعقيداتها (“ العلاقات الخارجية ” بين النظم الاجتماعية والبيئة). يجد هذا النموذج تطبيقاً، قبل كل شيء، في “ نظرية التطور الاجتماعي ”، بدءاً من إعادة بناء الشروط الضرورية للفيلوجينيا phylogeny (التطور العرقي) لصيغ الحياة الثقافية الاجتماعية ("الانسنة") حتى تحليل تطوير “ الصيغ الاجتماعية ”، التي يقسّمها هابرماس لصيغ معاصرة وحديثة وتقليدية وبدائية.
هذا الطرح محاولة، أولاً، لصياغة نموذج “ إعادة بناء منطق التطوير ” “ الصيغ الاجتماعية ” لخصت من قبل هابرماس من خلال التفاضل أو التمايز بين العالم الحيوي والنظم الاجتماعية (، وضمّنها، من خلال “ عقلنة عالم الحياة ” و“ النمو في تعقيدات النظم الاجتماعية ”). ثانياً، يحاول البعض عرض التوضيحات المنهجية حول “ تفسير الديناميكيات ” “ العمليات التأريخية ”، وبشكل خاص، حول “ المعاني النظرية ” لمقترحات النظرية التطورية.
حوار مع بابا الفاتيكان بنيديكت السّادس عشر :
في أوائل 2007، صحيفة إجناتيوس Ignatius نشرت حوارا بين هابرماس وبابا الفاتيكان بنيديكت السادس عشر Benedict XVI، عنون ب"جدلية العلمانية" Secularization. عالج الأسئلة المعاصرة المهمة من مثل: هل الثقافة العامّة للمنطق والحرية المنظمة ممكنة في عصر ما بعد الميتافيزيقا؟ هل هذا الانحراف عن العقلانية يشير إلى أزمة عميقة للدين نفسه؟
في هذا النقاش، التغيير الأخير لهابرماس أصبح واضحاً. بشكل خاص التفكير ثانية بالدور العام للدين. تصريحات لعلماني صرف نصف قرن وهو يجادل ضد الحجّة الأخلاقية للدين، بعض تصريحاته كانت مدهشة، في مقالة 2004 المعنونة ب "عصر التحول" كرر: "المسيحية، ولا شيء ما عدا ذلك، المؤسسة النهائية للحرية، والضمير، وحقوق الإنسان، والديمقراطية. إلى يومنا هذا، نحن ليس لدينا خيارات أخرى. نواصل تغذية أنفسنا من هذا المصدر. كل شيء آخر ثرثرة ما بعد الحداثة"!!.
منقول ..
خليل حلاوجي
24-06-2013, 07:28 PM
كتب الدكتور عمارأحمد يقول ..
عبدُ الله ابني .. وحيدي .. بكى بحرقةٍ وأبكى أمَّه؛ لأنّي لمْ أشترِ له مسدسا أو سلاحا رشّاشا .. يا عبدَ الله يا قرةَ عيني ..يا لبَّ كبِدي، ونبضَ قلبي: إنَّ روحي تبكي معك .. ولكنْ .. لنْ اشتريَ لك سلاحا ..
اهنأ بألوان براءتك الآن، لأبرِّأ ذمتي من طفولةِ ألوانك..
ستكبرُ وتعرفُ أيَّ سلاحٍ يجبُ أنْ تَستخدِم .. ثمةَ عدوٌّ حقيقي .. يضحكُ الآن ملْء بشاعتِه ثَمِلا بعداواتِ الأخوة الطائفينَ دمًا وأشلاءً على جداولِ الطوائف ..!!
خليل حلاوجي
24-06-2013, 08:00 PM
الأشخاص الطيبون ستجدهم في كل زاوية في الأرض !! ولكن للأسف الأرض ليس بها زوايا ..
سعد نجم.
خليل حلاوجي
26-06-2013, 07:52 PM
يحاذرني حتفي كأني حتفه .. وتنكزني الأفعى فيقتلها سمي
(المتنبي)
وما أنا وَحدي قلتُ ذا الشّعرَ كُلّهُ
ولكنْ لشعري فيكَ من نَفسه شعرُ
المتنبي
خليل حلاوجي
29-06-2013, 01:43 PM
محمد عساف : أزمة الجمال.
حين قرأت ما كتبه الشيخ القرضاوي والشيخ النبهاني في مسألة الغناء ... تأكدتُ أن الخطاب الشرعي منشغل بالجدل أكثر من اتشغاله بالواقع المفزع ، وتأكدتُ أن محاولات التوفيق بين التعميم والتخصيص لم تزل بحاجة إلى معالجات متجددة .. وأن تفاوت توظيف مشكلاتنا اليومية يضخم هذه المشكلات .. فنحن اليوم بحاجة إلى أن نستوعب أي حدث - أولًا - ثم تجاوزه - ثانيًا - لنصل إلى توظيف التدين لأجل تجمّل الحياة .. فالأصل في الأشياء الإباحة كما تقّر ذلك قواعد اصول الفقه .. وقضيتنا الحقيقية ليست ( جدوى عساف بالقياس إلى ضرره ) .. وقضيتنا الحقيقية أن يسهم عساف مع رجل السياسة ورجل الدين ورجل الجيش في تحرير قدسنا .. وقضيتنا الحقيقية توضيح رؤيتنا عن حقنا المسلوب في القدس وفضح الصهاينة وعدوانهم ..
محمد عساف .. يحمل ثلاث هويات ، فهو : إنسان ومسلم وفلسطيني .. صوته جميل .. حائر بين نداء فلسطين الأم ( الأرض ) والحبيبة ( الحلم ) ..
ومن يسمع محمد عساف .. يحمل أحد ثلاث هويات ، فقد : يظن أنه سبب لضيِاع فلسطين .. أو يظن أنه سبب لتحرير فلسطين .. أو يظن أنه صورة لجمال فلسطين ..
أما الذين لا يسمعون ... فهم يعتقدون ويريدوننا أن نعتقد معهم .. أن غناء عساف لا غاية له إلا زيادة حسرتنا وخساراتنا .. وأن الوطنية ممنوعة عمن يغني لفلسطين ونحن ننتظره أن يحررها !!
القاسم المشترك عند كل هؤلاء ... أن صوت عساف : جميل
وأن الجمال أن تستمتع قلوبنا .. في صوت خرير ماء او هفيف شجر او غناء برئ لبشر ..
دعونا نجتمع .. لا نتفرق .. سواء الرافض منا والموافق ..
دعونا نتجاوز سوء فهمنا لبعض .. ثمة فرصة متجددة لأن نهتم بواجبنا تجاه وجودنا المستقبلي ... لا تجعلوا عساف صورة ( عدو أو صديق ) فقد مضى زمن التفكير بطريقة ( إما / أو )
دعونا ننشغل بتحرير طريقة تفكيرنا ...
خليل حلاوجي
29-06-2013, 03:49 PM
دعونا نتعلم من هذه الفطرة ... فالمعدة تعمل بنظام ( قبول الآخر ) ثم تجاوز الضار إلى جهاز الإخراج .... إنها تجمع النقائض لكنها قوية بمكان بحيث أنها تقبل ماينفع وتطرد مايضر دون هياج أو صراخ أو عنف ... ثمة عمل دؤوب ..
نعم : المعدة تعمل بصمت ... فتنجز.
للأسف : نحن منشغلون بتجسير الفجوات .. لا نفكر في تسمية التناقضات بمسمياتها .. لانمتلك ثقافة المصارحة للواقع ومبدعون في تجميله بالفذلكات اللغوية حيناً والفكرية احياناً ... والفلسفة تريد تعليمنا : بدل أن نصف خراب بيتنا أن نبني للآخرين بيتاً جديداً وهم سيسكنونه طواعيةً ...
لنجتهد في تغيير طريقة تعاطينا لأصل المشكلة ... قبول الآخر.
أصدقائي .. لنحاول !!
خليل حلاوجي
29-06-2013, 06:34 PM
قال شيخنا محمد الشعراوي رحمه الله:
كنت أناقش أحد الشباب المتشددين فسألته: هل تفجير ملهى ليلي في إحدى الدول المسلمة حلال أم حرام ؟
فقال لي : طبعا حلال وقتلهم جائز .
فقلت له : لو أنك قتلتهم وهم يعصون الله ما هو مصيرهم ؟
... قال : النار طبعاً ..
فقلت له : الشيطان أين يريد أن يأخذهم ؟
فقال: إلى النّار طبعاً
فقلت له : إذن تشتركون أنتم والشيطان في نفس الهدف وهو إدخال النّاس إلى النار !
وذكرت له حديث رسول الله صلى الله وآله عليه وسلم لمّا مرّت جنازة يهودي أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يبكي فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟؟ قال : نفس أفلتت منّي إلى النار
فقلت : لاحظ الفرق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يسعى لهداية الناس وإنقاذهم من النار
بعضنا في واد والحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في واد !!!
مودتي.
خليل حلاوجي
01-07-2013, 03:16 PM
إن الدين الذي يبرّر الفقر ويحرص على بقائه كان يبرر العبودية أيضا وكان يخدّر الناس ويخدعهم لصالح الملأ والمترفين.
الدين القائل "إن الله لا يهتم بكظّة ظالم وسغب مظلوم" يجعل من الشعور الديني مادة تخدير تعزل الناس عن المجتمع وتزهّدهم في الأمور المادية لصالح أولئك الملأ الذين يستأترون بها دون غيرهم.
إن الدّين الذي أنكر دائما مسؤولية الناس في حقهم في تقرير مصيرهم وبرّر الوضع الظالم عبر التاريخ مستغلا بذلك معنوية الناس وشعورهم الديني القوي.هو الذي كان يوحي للناس بأن الجوع والحرمان والمرض هو علامة على رضا الله ودليل على وجود الأهليّة اللاّزمة للتكامل والكمال وهو الذي يفتح لكل شخص حسابا خاصّا بالنسبة للإعتقاد بالنسبة بما وراء الطبيعة ليبدّل الجمع إلى أفراد والحضور إلى انزواء.
وهو الذي يسلب من الناس حق الحياة والتمتّع والتملك والتّحكم ويقوم بكل هذا من أجل الطبقة الحاكمة مستخدما بذلك الوعد والوعيد والتبرير”
لقد كان دين " الملأ " ينتج الأفيون للمجتمع بإنتاجه لمواعظ من هذا القبيل : " أنتم لستم مسئولين لأن كل ما يحصل هو حاصل بارادة الله ومشيئته ! "
" لا تشكوا من الحرمان ولا تتألموا فأنكم ستجزون في مكان آخر ! "
" اصبروا على كل شئ لكي يضاعف الله لكم الأجر ! "
هكذا كانوا يخمدون احتجاج الفرد و يجمدون حركته الإرادية .
كان الجبابرة يستخدمون العنف في مواجهة الناس و اخماد ثوراتهم . لكن الدين كان ينتهج طريقة أُخرى في وأد النهضة وردّ الانتقاد و اخماد ثائرة الغضب و الاحتجاج وهى تبرير الموقف بطريقةٍ كهذه : " إنّ كل ما حصل قد حصل بمشيئة الله , فأي احتجاج و اعتراض سيكون بمنزلة الاحتجاج على الله ومشيئته ”
إن دين عبادة الطاغوت الذى كان يتمتع بكل شئ طوال التاريخ كان بدوره آلةً في يد الطبقة الحاكمة لاستثمار الطبقات السحيقة وقمعها و إقناعها , ولقد ظهر هذا الدين بشكليه الجلى والخفي في كل حقبة من حق التاريخ”
.. ألم تصبح " الاشتراكية الديمقراطية " في اوربا اكبر مدافع و محافظ على النظام الرأسمالي وأقوى مانع لحصول الثورة العمالية العارمة .. رغم أنَّ الاشتراكية والديمقراطية كانتا ثمرتي ازكى الدماء واعز الشهداء و أرقى الرسالات الفكرية التحررية البشرية ؟!”
― علي شريعتي, كتاب : دين ضد الدين
خليل حلاوجي
01-07-2013, 03:36 PM
جاك بيرك وإعادة قراءة القرآن
د. عباس عبد الحليم عباس
"إعادة قراءة القرآن "كتاب للمستشرق الفرنسي ، وعالم الاجتماع المشهور ، الأستاذ في الكوليج دي فرانس جاك بيرك ، ترجمه الدكتور منذر عياشي بعنوان آخر هو "القرآن وعلم القراءة " مع أن ما بين "إعادة القراءة / وعلم القراءة " مسافة لا شك أنّ العياشي يدرك شسوعها ، وبرغم حسن النية ، والله أعلم ، فإنّ ما قدّمه المترجم من عذر لهذا التغيير غير مقبول ، غير أن ما يغفر له صنيعه هذا ، تلك المقالة الجميلة التي افتتح بها الترجمة بعنوان "قراءة الذات للقرآن" في نحو أربع عشرة صفحة نؤجَّل الحديث عنها.
لقد سيطرت فكرة التجديد علي منهجية التفكير عند جاك بيرك ، فهو يرى أنها من أبجديات منهجية الحياة الإسلامية ، جاعلاً حديث الرسول : " إن الله تعالي يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " دليلاً علي ذلك ، (1) وأصلاً من أصول التفكير في الحياة المعاصرة التي تدفع المجتمعات العربيَّة إلي عملية تطور جوهرية طالما نادى بها هذا المفكر(2) ؛ الغريب القريب معاً للنهوض بأمة رزحت طويلاً تحت قوى استعمارية إمبريالية ناهبة لخيراتها مفرقة لأبنائها ، شرط أن يكون النهوض المطلوب قائماً علي الموازنة بين المادة والروح في وقت واحد ، وكيف لا ؟ونحن أمام واحد من أكبر تلامذة المستشرق الفرنسي المشهور لويس ماسينيون المعروف بدراساته وأبحاثه الدينية والروحية في حضارة الإسلام ، وأمام ناقد معاصر وباحث متعمق يعد الإسلام ديناً " يحفظ طبيعة الإنسان والطبيعة بشكل عام ، ولا يرغم الإنسان إلا على طاعة القانون الإلهي" (3). فضلاً عن هذا وذاك ، فإنّ بيرك يمَّثل وجهاً خاصاً من أوجه الخطاب الاستشراقي المعاصر، تمتزج فيه الصداقة الحقة ، والموضوعية الحقة ، فيما يخص التاريخ العربي الإسلامي ، وصورة المجتمعات العربيَّة المعاصرة والاهتمام الشديد بثقافة العرب وتراثهم وخدمة قضاياهم (1).
تأتي دراسة المستشرق الفرنسي بيرك "إعادة قراءة القرآن" مواجهة بين نمطين قرائيين للنص القرآني ، أولهما يتمثل في "قراءة الذات" ، والثاني في "قراءة الآخر"، ولا تعني هذه المواجهة خلافاً بالضرورة ، لأنّ قراءة الذات مؤسّسة علي خطاب منهجي يتسق مع ثقافة هذه الذات وحضارتها ، أما قراءة الآخر فتعكس تركيزاً أساسياً على " أنّ الإسلام ثقافة وعلاقة حسّاسة مع الآخر ، وإدراك شعري للخلق " (2). وأنّ النص القرآني المؤسَّس لدين الإسلام وحضارته نصّ متفردّ بما يضفيه علي هذه الحضارة من صفات الحركة والتقدم والديمومة . لذلك جاءت إعادة قراءة جاك بيرك للقرآن – وهو الذي أمضى خمسة عشر عاماً يترجم معانيه إلي الفرنسية – جاءت لتعني "تجديد استنباط وتوسيع دوائر الاستنتاج وتوليد دلائل ، وتجنيد نتاج اللٌّغة والاجتماع والمنطق والأناسة ، والصوت والبلاغة ، والتركيب والآثار للحصول علي مفاهيم مؤسَّسة لمعالم منظومة إنسانية واعية هادفة "(3). ومن هنا جاءت ترجمة د. منذر عياشي المعروف بأبحاثه ودراساته اللسانية والدلالية لهذه النَّص من قبيل مناسبة المقال لمقتضى الحال . ولا شك أن قراءة فاحصة للفصل الذي جعله فاتحة لهذا العمل تكشف عن إيمانه العميق بجهود علماء الأصول في مجال العلم بالخطاب وأجناسه والعلم بالنص ومكوناته ، وهى دراسات سارت بنفسها مساراً لسانياً وأسلوبياً وسيميولوجياً يكاد المرء يحسب أنه أمام أحدث ما أنتجته المعرفة الحديثة في إطار "علم القراءة".
(1) انظر مقالة بيرك: نحو علم اجتماع جديد، ترجمة إبراهيم الكيلاني ، مجلة المعرفة ، ع 37 ، 1965م ، ص 14.
(2) للمزيد انظر : جاك بيرك ،العرب .. تاريخ ومستقبل، تعريب خيري حماد ، الهيئة المصرية العامة ، 1971م.
(3) بدر الدين عرودكي ، مغامرات الأصالة ، قراءة أولي في كتاب جاك بيرك :كلمة العرب للعالم الجديد، مجلة المعرفة ع 162 ، 1975م ، ص 104.
(1) د. عبد السلام العجيلي ،جاك ببيرك الذي رحل ، مجلة المعرفة ، ع 387 ، 1995 ، ص 188.
(2) محمد بنونة ، القرآن وعلم القراءة : المقدمة ، ص 25.
(3) د. محمود عكّام ، القرآن وعلم القراءة : تقديم ، ص 8.
هنــا محمد
02-07-2013, 01:16 PM
رسائل فكرية مميزة
نحن في عالم باتت فيه بعض العقول أشبه
بصندوق مظلم مهماحاولنا البث الفكري
السليم فيه
لا يعمل ويفقدنا فقط الطاقات
لا يمنحنا سوى الشعورالذريع
بالفشل
هذا الفكر يستهويني للبقاء بين صفحاته
متابعــة
عميق تقديري وإحترامي
لك أيها الرائع
خليل حلاوجي
02-07-2013, 09:45 PM
حسب القانون 47 لكتاب شطرنج القوة (لروبرت غرين)
فإنه يحذر بأن لحظة الانتصار قد تدفع إلى الغطرسة والثقة المفرطة بالنفس والاندفاع إلى ما هو أبعد من الهدف الموضوع. وخلق أعداء أكثر من الذين تدحرهم فلا تدع النجاح يدير رأسك. ضع نصب عينيك هدفاً وعندما تصل إليه توقف.
ولكن إذا اعتاد النمر أكل لحم الإنسان استعذبه فلم تمنعه طلقة الصياد، ويقول (توينبي) عن مناط الحقيقة “إن السيف الذي انغمس في الدم لن يحال بينه وبين العودة إليه” وجميع أولئك الذين يتخذون السيف بالسيف يفنون. والشيء الوحيد الذي لا يمكن فعله بالحراب الجلوس على أسنتها.
منقول.
خليل حلاوجي
02-07-2013, 09:51 PM
رسائل فكرية مميزة
نحن في عالم باتت فيه بعض العقول أشبه
بصندوق مظلم مهماحاولنا البث الفكري
السليم فيه
لا يعمل ويفقدنا فقط الطاقات
لا يمنحنا سوى الشعورالذريع
بالفشل
هذا الفكر يستهويني للبقاء بين صفحاته
متابعــة
عميق تقديري وإحترامي
لك أيها الرائع
الأديبة الأريبة ... هنا محمد ..
رسائل ابجدية النور / 413
لغة التفاوض : تتأرجح بين الإتفاق والإختلاف ..
والعاقل من يستثمرهما معًا .
/
أوافقك الرأي ...
وربما هو قدرنا ... أن نزرع الحكمة في بستان الأمل ..
تقديري.
خليل حلاوجي
05-07-2013, 04:52 PM
الثقافة الإسلامية لم توفر مفهوماً واضحاً عن صلاحيات (الرئيس ) فهي لم تتوقف كثيراً عن الحديث النبوي الشريف الذي أعطى سقفاً زمنيًا أمده ثلاثون عامًا للتحول من الرئيس على منهاج الشريعة إلى الرئيس ( الملك ) الذي وصفه الحديث بأنه ملك عضوض .. وعليه .. لايرى البعض أن الإسلام له رؤية سياسية فهو ناقش مفهوم الفرعنة .. المرض الذي أصاب تطبيق النظرية الشرعية حين لم تفهم مغزى (التوحيد) كقيمة تتحكم في تفاصيل حياتنا الواقعية .. نعم فالتوحيد ومع كونه مسألة عقائدية نراه يدخل في كل تفاصيلنا الدنيوية ... وهذا التناقض نراه اليوم مع مرسي الذي ارادنا أن نتصور ( مرجعية الشعب ) ونسي أنها قد تتعارض مع ( مرجعية النص ) وفي هذا الحال يتوجب التأويل لأحدهما كما فعل ذلك الحسن بن علي حين تنازل عن حقه في الحكم وهذا ما فعله المعتصم حين جلب الجيش التركي وبنى له مدينة سامراء ليفرض مفهوماً جديداً للسلطة... كي نتحول من التنظير إلى الواقعية لابد من قوة تفرض الواقع .
الكلمات وحدها لا تصنع الواقع .. الحق اليوم يقف مع القوة ..والقوة مع المصالح والمصالح تعيد تشكيل الحق وأهله...
هنــا محمد
12-07-2013, 10:05 PM
قراءة للأحداث بحيادية تامة
ولكن بوصولنا لهذه المعادلة
قد يصبح هٌنا منبت الخطر
إذا ما تعارضت المصالح مع الحق
طغت القوة !
أنت رائــع أستاذي
خليل حلاوجي
10-08-2013, 11:36 AM
صرخ محمود درويش فينا فقال :
سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراك
بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في
خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ
سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ!
قُلْ للغياب: نَقَصتني
وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ!
خليل حلاوجي
14-08-2013, 06:51 PM
ردع الديمقراطية
تخدعنا الشعارات الفضفاضة ، وتتلاعب بعقولنا الأحداث هذه الأيام ، هذه عشر أساليب تستغلها السلطة كي تتحكم بالبشر .. وهذه بعض من اسرار الدول المتسلطة
من هذه الاستراتيجيات:
1- اشغل الناس دوما بقضايا تافهة ، وابتكر لهم ما يلهيهم عن التفكير في قضاياهم اليومية والمستقبلية الحقيقية.
2- اخترع شكلا من الفوضى المبرمجة كي تقيس ردود أفعالهم . اصنع أزمات أمنية أو اقتصادية وتجارية أو اجتماعية
3- أطرح حلولا يتنازل الناس بموجبها عن حرياتهم وحقوقهم.
4- لا تلزم الناس بما يرفضونه دفعة واحدة بل بالتدرج ..ارفع الأسعار والضرائب بالتدرج
5- قدم المنجزات علي مراحل ،مثل : زيادة رواتب ، فتح طرق ، اعلان وظائف.
6- حاول اشاعة ثقافة البذل الكاذب ، واجعل الناس تود أن تضحي اليوم لتستريح غدا ، واجعل الكل في قلق من المستقبل.
7- خاطب بلغة العواطف والمشاعر والغرائز، إياك أن تخاطب العقول
8- اشاعة فكرة ( الخوف من المجهول )
9- اجعلهم يتصورون أن تعاسة الواقع سببه نقص ذكائهم وقدراتهم وليس بسبب سياساتك.
10- استخدم كل المعارف ( القانون ، الفلسفة ، الإعلام ، التربية ، علم الأحياء ، بيولوجيا الأعصاب ،علم النفس ، وتقنيات الاتصالات ) مسخرة لقبضتك.
للمزيد ...اقرأ كتاب"أوهام ضرورية" للمفكر ناعوم تشومسكي، وهو يفضح السياسة الأمريكية، واساليبها الميكافيلية
خليل حلاوجي
14-08-2013, 07:32 PM
نحن كما يقول المفكر الصادق النيهوم : نعيش ازمة ثقافية مزورة ، استوردنا مصطلحات غربية واخطأنا في ترجمتها فاستبدلنا الشورى بالديمقراطية والشعوبية بالقومية ، وانجذبنا للثقافة الغربية وتركنا ثقافتنا التي سبقتهم بألف عام . ويقول :
تطور الغرب واكتشف العالم الغني الجديد بمساعدة خرائط وخبرات البحارة العرب وحين منّ الله علينا بنعمة النفط لم نستغل ذلك.
النيهوم يكرر في مؤلفاته أن الحل يتمثل في دستور (الشرع الجماعي) عن طريق المؤتمرات الدورية في الجوامع وتعزيز مبدأ المسؤولية الشخصية الذي يقوم عليه الشرع الاسلام ويعني
ان المواطن لايمثله مواطن آخر ولاينوب عنه فقيه او حزب اوطائفة ..
إنه يدعوا ألايصمت الناس ويتحدث الفقهاء عنهم ..
وقال : إن لغتنا العربية هي أساس الشرع الجماعي لانها مرتبطة بالنص القراني والقرآن
هو دستور الادارة الجماعية بمعنى اننا لسنا بحاجة الى انظمة ومصطلحات غربية
خليل حلاوجي
23-08-2013, 01:22 PM
عن هابرماز والايرانيون : يقول د. علي الربيعي :
يقول هابرماز سألوني - عندما كنت في طهران - : هل تعتقد ، أن العلمانية بوصفها طريقا أوربيا خاصا ، في حاجة الى تصحيح ومراجعة من وجهة نظر سوسيولوجيا الدين ومناهج المقارنة الثقافية ؟
قلت معلقاً :
هابرماس ... غير مقتنع بأطر مابعد الحداثة ولم يزل هو المدافع الصارم عن منجز الحداثة ... دعني أتأمل جوابه في طهران جنديًا يقاوم خلف حصون العلمانية غير المعولمة ... بالغ تقديري.
عمر الحجار
23-08-2013, 01:30 PM
اقول نقدا للحالة العربية
تصير الثورة محافظة على طريقتها الخاصة، فلا تقاتل من أجل الماضي، بل تقاتل دفاعا عن الحاضر. ولا شيء يساعدها على ذلك أفضل من أتباع الطرق والأساليب التي مارسها النظام السابق عليها للمحافظة على ديمومته.
خليل حلاوجي
30-08-2013, 08:03 PM
وأنا لا أقول أن التماهي بين العقل والوحي حاصلاً ؟
الوحي : وحي وليس عقلاً ، والنبي بشر وليس وحياً .. والقدسية المشتركة بينهما لها حضور حين يحضر المقدس الذي هو هنا ( القرآن : كلام الله تعالى ) ولاننسى أن فكرة الحديث القدسي تكون من جهة الوحي وليس اسلوبه وترتيب ألفاظه فهي من اختصاص النبي ولذلك قال النبي عن نفسه ( أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ) ..
أما قدسية السنة النبوية فهي مرتبطة بالوظيفة الابلاغية للنبي التي حصرها القرآن في قوله تعالى ( فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ) وهذا البلاغ لاعلاقة للعقل فيه وقد حدد القرآن وحصّن (كلام الله)وميزه عن(كلام الرسول) فقال الله ( وماينطق عن الهوى)
وحين تأخر الوحي عن الرسول ... ماذا حصل ؟
حزن الرسول وخاف من غياب الوحي !!!
لنأتي أنا وأنت بعد مئات السنين ونقول : أن الله تعالى يرزق ويخلق ويحيي ويميت ولكن النبي وكذلك الوحي لايفعلون ذلك فجميع مخلوقات الله تنتظر قرار الله فهو الآمر وجميع مخلوقاته مأمورين ... وعند البخاري جاء في كتاب (الاعتصام بالكتاب والسنة) يقول : (باب ما كان النبي يُسأل مما لم ينزل عليه الوحي ) فيقول : (لا أدري ، أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي ) ولم يقل برأي عقله ولم يستخدم القياس العقلي
فما الذي حصل ؟
العقل : ليس مقدساً
لسبب بسيط هو : لاعلاقة له بقدسية كلام السماء( القرآن والسنة الصحيحة)
فالعقل : هو آلة ووسيلة من وسائل تحصيل المعرفة للبشر
وسبب آخر - خفي - هو : لادخل لعقل النبي في نقل النص من السماء إلى الأرض .. وإلا صار كرسول النصارى
وبعد كل ماسبق :
أين نضع( العقل ) في فهم واستيعاب النص المقدس ؟
الجواب :
هنا ثلاث مستويات :
1- العتاب القرآني للنبي :في آيات عدة تخص وقائع عدة مثل قوله تعالى (لم تحرم ما أحل الله)
2-النسخ القرآني لتشريع النبي كما حصل في حادثة سرقة بني ابيرق ( الآية 102 النساء) وكما في قوله تعالى(لاتصل على أحد منهم )
3- العتاب النبوي للصحابة (أنتم أعلم بأمور دنياكم)
نعم الرسول هو ( مشرّع ) يصحح له القرآن ويرفض تشريعه .. ( المستوى الأول والثاني) والرسول أيضاً يترق وقث بشريته فيصلي العصر ركعتين ناسياً ثم يتدخل في تفاصيل حرفة مزارعين ثم يقول لهم أنت أعلم .
ونحن نتبع الرسول في تلك الفضاءات الثلاث ... ولكن مو موقف الاتباع فلانشرّع بل نتبع تشريعه
وعند هذه الجزئية نقف مع ( العقل الفقهي ) في وثقة لاحقة أخي بهجت ..
اعترف أني القاصر فما كان حقاً فمن الله وماكان باطلاً فمن عقلي ..
أسعدك الله برضاه.
وجزيتم اخواني كل الخير ..
بوركتم.
خليل حلاوجي
01-09-2013, 03:07 PM
نظرات في كتاب " الحرية أو الطوفان " د حاكم المطيري ومواجهة أخوية معه
سليمان بن صالح الخراشي
سعدتُ كثيرًا بقراءة الكتاب لما حواه من تحفيز لعودة مرحلة الخطاب السياسي الشرعي المـُنـزّل إلى عالم الحكم في بلادنا ، وهو ماكان عليه الحال في الفترة الراشدة ؛ حيث الشورى والعدل الذي يكفل للمسلمين عيشًا كريمًا ، وحياة عزيزة ، لا تخضع لتسلط ظالم خاضع هو الآخر لتسلط الكفار ( إن لم يكن راضيًا في بعض الأحيان ) .والكاتب – رعاه الله – وهومن دعاة السلفية وقد كدرت كتابه بعض الهنات بسبب ضغط الواقع السياسي المعاصر ، الذي أوقع الدكتور في مجاملة للآخرين ( وأسميها هزيمة نفسية أمام استعلائهم بأفكارهم السياسية ) ، ومحاولة حشر تاريخنا أو نظرتنا السياسية في لبوس ليس لها .
- يقول الدكتور في مقدمة رسالته ص7-: "هذه دراسة موجزة عن الخطاب السياسي الإسلامي ومراحله التاريخية، وعن طبيعة كل مرحلة وأبرز سماتها" أجاب فيه عن أسئلة تدور في أذهان كثيرين –منها-: "كيف بدأ الإسلام ديناً يدعو إلى تحرير الإنسان من العبودية والخضوع لغير الله –عز وجل- إلى دين يوجب على أتباعه الخضوع للرؤساء والعلماء مهما انحرفوا وبدلوا، بدعوى طاعة أولي الأمر".
وستأتي مناقشته في هذه الكلام وبيان ما فيه من مبالغة غير لائقة منه؛ لأن من يدعو إلى طاعة أولي الأمر –بضوابطه المعروفة- لا يدعو إلى "خضوع" للرؤساء والعلماء! إنما هو ينفذ أوامره صلى الله عليه وسلم تديناً وقربة، مع إنكاره لانحرافات الظالمين بالطريق الشرعي، وعدم رضاه عنها، فضلاً عن "خضوعه" !
- ثم قسَّم الدكتور مراحل الخطاب السياسي الإسلامي –وعليها مدار كتابه- إلى ثلاثة أقسام:
1-مرحلة الخطاب السياسي الشرعي الـمُنـزل، وهي فترة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، وهي ما يدعو المؤلف إلى محاكاته.
وأبرز ملامحها:
أ-أنه لا دين دون دولة.
ب-لا دولة دون إمام.
ج-لا إمامة دون عقد.
د-لا عقد إلا برضا الأمة واختيارها.
هـ-لا رضا بلا شورى.
و-لا شورى بلا حرية.
ز-أن الحاكمية والطاعة المطلقة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
ح-تحقيق مبدأي العدل والمساواة.
ط-حماية الحقوق والحريات الإنسانية الفردية والجماعية وصيانتها؛ وهي "حق الحياة – الحرية"
ي-وجوب الجهاد في سبيل الله.
2-مرحلة الخطاب السياسي المؤول . وأبرز ملامحها:
أ-مصادرة حق الأمة في اختيار الإمام، وتحول الحكم من شورى إلى وراثة.
ب-مصادرة حق الأمة في المشاركة في الرأي والشورى.
ج-غياب دور الأمة في الرقابة على بيت المال.
د-تراجع دور الأمة في مواجهات الظلم والانحراف.
3-مرحلة الخطاب السياسي المبدل –من عام 1350 تقريباً إلى اليوم- :
وأبرز ملامحها : تنحية الإسلام عن الحكم بدعوى أن الإسلام دين لا دولة، ومحاربة أهل الإسلام من قبل المنافقين.
ثم عقد الدكتور خلاصة قال فيها ( ص 319 ) : " إن الخطاب السياسي الشرعي الـمُنـزل هو الخطاب الذي يمثل تعاليم الإسلام الحق، وأن ما عداه إما مؤول أو مبدل يجب رده ورفضه، والتمسك بما كان عليه الخلفاء الراشدون في باب الإمامة وسياسة شؤون الأمة ؛ كما جاء في الحديث: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور"، وأن التمسك بهذا الخطاب هو السنة والسلفية، وما سواه هو من البدع التي أحدثها الملوك، وتابعهم على أهوائهم العلماء والفقهاء، اتباعاً منهم لسنة القياصرة والأكاسرة؛ كما أخبر بذلك النبي r: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع".
ثم قال -مبيناً الحل الذي يراه-" هذا الخطاب لن يتحقق إلا بمواجهة الخطاب المؤول والمبدل فكرياً، ثم بالعمل على نشره ودعوة الأمة وحكوماتها إلى تبنيه الطرق السلمية، لتبادر ما فاتها، وإلا فالواجب العمل على تغييرها بكل وسيلة ممكنة، سواء بالعمل السياسي السلمي أو بالعمل الثوري، إذ بقاؤها بقاء للاستعمار ولا سبيل إلى زواله إلا بزوالها" .
********************
- يظهر جلياً لمن تأمل كتاب الدكتور أنه كتبه بعد تشبع بالواقع السياسي المعاصر لمعظم الدول الغربية – كما سبق - ؛ حيث شعارات : الأحزاب المتنوعة، وتيارات المعارضة، ، والتعددية الفكرية والسياسية ، والتداول السلمي للسلطة.. إلخ مكونات هذا الواقع [حسب الظاهر بغض النظر عن صدقه أو كذبه على أرض الواقع ] . هذا التشبع انطبع على نظرة أو قراءة الدكتور لتاريخ المسلمين السياسي –سواء فترة الخلفاء الراشدين أو ما بعدها- مما أوقعه في تكلفات، وأحياناً تجاوزات تغاضى عنها في سبيل أن ينطبق واقع تلك الدول الغربية السياسي على تاريخنا.
- انساق الدكتور مع المنادين بأفكار الحرية ومناهضة الاستبداد وهي أفكار –بلا شك- تسلب الألباب لأول وهلة – كما سبق - ؛ لأن الإنسان مفطور على كراهية الاستعباد والظلم والنفور منهما، يكاد يتفق على ذلك بنو آدم. ولكن هذه الحرية والمناهضة للاستبداد... إن لم تُضبط وتُقيد بنصوص الشرع –وإن كانت كُرْهاً لبعض الأنفس- وإلا جمحت وضرت مجموع الأمة وأصابتها بفتنتها.
فكأن الدكتور –وفقه الله- بكتابه هذا يقول للآخرين : إن دعاة السلفية لهم حظ وافر من الدعوة إلى الحرية ومنابذة الاستبداد التي اشتهر بها غيرهم ! وهذا حسَنٌ لو تجاوز صاحبه بعض الأخطاء أو المجاملات التي تنبئ عن هزيمة نفسية تجاه الآخرين ، ومثلها رفع الأسافل لمجرد اتفاقهم معه في هذه الشعارات ( المطاطة ) . وحسنٌ لو قُيدت هذه الحرية بقيود الشرع ؛ لأنه ما كل حرية يجيزها الشرع ، وتسميتها حرية هو من التلبيس ، كمن يسمي الربا المحرم " فائدة " ، فلا ينبغي للداعية أو العالم أن يضعف أمام استعلاء الآخرين بباطلهم ، بل يأخذ منافعه ، ويحذّر من مفاسده ، ويواجههم بها .
الملاحظات التفصيلية :
1- يقول الدكتور في مقدمة كتابه ( ص 7-8) : " لِمَ لَمْ يعد أكثر علماء الإسلام ودعاته اليوم يهتمون بحقوق الإنسان وحريته والعدالة الاجتماعية والمساواة ؟
كيف تم اختزال مفهوم الشريعة لتصبح السياسة الشرعية، وحقوق الإنسان، والحريات، والعدالة الاجتماعية، والمساواة؛ كل ذلك لا علاقة له بالشريعة التي يراد تطبيقها والدين الذين يُدعى الناس إليه اليوم؟!
كيف تم تفريغ الإسلام من مضمونه، فصار أكثر الدعاة إليه اليوم يدعون الناس إلى دين لا قيمة فيه للإنسان وحريته وكرامته وحقوقه، إلى دين لا يدعو إلى العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية، بل يرفض تغيير الواقع ويدعو إلى ترسيخه بدعوى طاعة ولي الأمر ؟!!
كيف ندعو شعوب العالم الذي تساوى فيها الحاكم والمحكوم حيث الشعب يحاسب رؤساءه، وينتقدهم علانية ويعزلهم بطرح الثقة بهم، ولا يستطيع الحاكم سجن أحد أو مصادرة حريته أو تعذيبه؛ إذ الحاكم وكيل عن المحكوم الذي يحق له عزله؛ إلى دين يدعو أتباعه اليوم إلى الخضوع للحاكم وعدم نقده علانية، وعدم التصدي لجوره، والصبر على ذلك مهما بلغ فساده وظلمه؛ إذ طاعته من طاعة الله ورسوله؟! كما يحرم على هذه الشعوب الحرة أن تقيم الأحزاب السياسية أو تتداول السلطة فيما بينها لو دخلت في الدين الجديد ؟!! " .
قلتُ : هذه العبارات المنتشية ، والمصطلحات الجميلة : ( الحرية – المساواة – العدالة الاجتماعية .. الخ ) تُطرب النفوس ، وتأسر الألباب مادامت في المخيلة ، لكنها عندما تنزل للواقع تحتمل أكثر من وجه ، منها الصالح ومنها غير ذلك . وهي – مع هذا - تشهد لمدى تأثر الدكتور بالفكر السياسي الغربي . كما سبق . فماكان ينبغي له أن يسير مع إطلاقاتها ، دون توضيح .
2- قال الدكتور ( ص 8 ) : " هذا وقد أخذت على نفسي والتزمت ألا أورد من الأحاديث إلا الصحيح، ولا من الأخبار والروايات التاريخية إلا المقبول، وقد اجتهدت في دراسة أسانيد الروايات التاريخية –مع ما في ذلك من عسر ومشقة- لأتجنب الروايات الموضوعة، فلم أورد من الأخبار التاريخية إلا ما كان صحيحاً أو مشهوراً بين المؤرخين؛ إذ للتاريخ والمؤرخين منهج يختلف عن منهج أهل الحديث في كثير من التفاصيل " .
قلتُ : هناك من الحكايات والأخبار المشهورة بين المؤرخين ما هو في عداد الموضوعات والأكاذيب عند العلماء ؛ لأن غالب المؤرخين أصحاب " جمع " لا " تحقيق " ، وقد نبه بعضهم إلى هذا في مقدمة تاريخه ؛ كالطبري . فشهرة الرواية وانتشارها في كتب أهل التأريخ لا يجعلها بمجرده صحيحة مقبولة ، وإلا لقبلنا روايات كثيرة لا أظن الدكتور يرتضيها . ومع هذا فقد خالف الدكتور شرطه كما يأتي – إن شاء الله - .
3- قال الدكتور ( ص 40 ) : " من ذلك : الحكاية التي تقول أن عمر – رضي الله عنه - قال لصهيب – رضي الله عنه - " أحضر عبدالله بن عمر ولا شيء له من الأمر، وقم على رءوسهم – أي أهل الشورى - فإن اجتمع خمسة ورضوا رجلاً وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف، وإن اتفق أربعة فرضوا رجلاً منهم، وأبى اثنان فاضرب رءوسهما، فإن رضي ثلاثة رجلاً منهم، وثلاثة رجلاً منهم فحكموا عبدالله بن عمر، فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلاً منهم، فإن لم يرضوا بحكم عبدالله بن عمر، فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلاً منهم، فإن لم يرضوا بحكم عبدالله بن عمر، فكونوا مع الذين فيهم عبدالرحمن بن عوف، واقتلوا الباقين إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس " .
قلت: هذه الحكاية ألمح شيخ الإسلام في المنهاج ( 4/180) إلى شذوذها ، وقال : " ولو قدر أنه فعل ذلك لم يكن عمر قد خالف الدين ، بل يكون قد أمر بقتل من يقصد الفتنة ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : من جاءكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان
. والمعروف عن عمر رضي الله عنه أنه أمر بقتل من أراد أن ينفرد عن المسلمين ببيعة بلا مشاورة لأجل هذا الحديث ، وأما قتل الواحد المتخلف عن البيعة إذا لم تقم فتنة فلم يأمر عمر بقتل مثل هذا ولا يجوز قتل مثل هذا " .
وقال الدكتور عبدالعزيز محمد نور ولي في رسالته " أثر التشيع على الروايات التاريخية " ( ص 321) : " وقد تضمنت الروايات الشيعية – في قصة الشورى – عدة أمور غريبة ، وهي : - زعمهم أن عمر أمر صهيبًا أن يقتل من يخالف من الستة إذا اتفق خمسة أو أربعة منهم على رجل " ثم ضعفها بذكر من رواها . فلتراجع . وتُنظر : رسالة " عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة " للدكتور ناصر الشيخ ( ص 1048) . وللفائدة ، فإن نسخة تاريخ ابن شبة سقيمة ، أفاده الشيخ سعد الحميد .
4- بسبب النظرة المُشبعة التي ذكرت أن قراءة الدكتور لتاريخ المسلمين السياسي استسلمت لها ، نجده يقول ( 49 ) : " وإذا كانت المعارضة الفردية لسياسة الخلفاء هي الأبرز في عهد أبي بكر وعمر، فقد دخل العمل السياسي والمعارضة السياسية طوراً جديداً، وأخذا بعدا أكثر تنظيماً في عهد الخليفتين عثمان وعلي، فقد بدأت المعارضة تأخذ طابعاً جديداً، حيث ظهرت جماعات منظمة معارضة لسياسة عثمان رضي الله عنه وقد بدأت في البصرة والكوفة ومصر، ثم أصبحت أكثر انتشاراً، واستطاعت أن تستقطب إلى صفوفها بعض الصحابة كعمار بن ياسر الذي أرسله عثمان رضي الله عنه لمعرفة أخبار هذه المعارضة في مصر، فانضم إلى صفوفها " !!
قلت : لا أدري أولا : هل الدكتور يتحدث عن تاريخنا الذي نعرفه أو عن أحد التواريخ الثورية في عالمنا المعاصر ؟!
ثانيًا : ولع الدكتور بالأحزاب والمعارضة ...الخ اضطره إلى تصوير قتلة عثمان والثائرين عليه – قبحهم الله – بغير صورتهم ! عندما زعم أنهم معارضة مشروعة ، وفيهم بعض الصحابة ! وكان يسعه أن يقول كما قال ابن عساكر - ونقله عنه ابن كثير رحمه الله - : " إن عثمان لما عزم على أهل الدار في الانصراف ولم يبق عنده سوى أهله ، تسوروا عليه الدار وأحرقوا الباب ودخلوا عليه ، وليس فيهم أحد من الصحابة ولا أبنائهم إلا محمد بن أبي بكر... " . ( تاريخ دمشق (ترجمة عثمان رضي الله عنه ) ص503-505، البداية والنهاية 7/202 ، 203) .
وكما قال ابن تيمية -رحمه الله - وهو يدفع مزاعم الرافضي - " ومعلوم بالتواتر أن الأمصار لم يشهدوا قتله ... ولا أحد من السابقين الأولين دخل في قتله ... " (منهاج السنة 8/313) ، وقبلهما قال الحسن البصري - رحمه الله - وقد سئل : أكان فيمن قتل عثمان أحدٌ من المهاجرين والأنصار ؟ قال : " كانوا أعلاجاً من أهل مصر " (تاريخ بن خياط ص176) ، وفي طبقات ( ابن سعد ) : كان - قتلة عثمان - رضي الله عنه : حثالة الناس، ومتفقون على الشر (3/71) . ( ويُنظر رد الدكتور سليمان العودة على منقذ التأريخ ! حسن المالكي ) . ( ورد الأخ علي رضا على المالكي – أيضًا – في مسألة صحبة ابن عديس وابن الحمق . ولعله ينشره هنا ما دام مشاركًا في منتدانا ) .
5- قال الدكتور ( ص 57) : " كما تؤكد حادثة السقيفة أن اشتراط القرشية في الإمامة لم يكن معروفاً ولا معلوماً بين الصحابة، وإلا لما نازع فيها الأنصار، ولما احتج أبو بكر وعمر بمثل هذه الحجج، ولقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذا الأمر في قريش ويحرم عليكم أن تنازعوا " .
قلت : شرط القرشية – كما يقول الدكتور الدميجي في رسالته الإمامة ( ص 265وما بعدها ) : " من الشروط التي وردت النصوص عليه صريحة وانعقد إجماع الصحابة والتابعين عليه ، وأطبق عليه جماهير علماء المسلمين ، ولم يُخالف في ذلك إلا النزر اليسير من أهل البدع ؛ كالخوارج وبعض المعتزلة وبعض الأشاعرة " ، وقال : " أول من قال بعدم اشتراط القرشية : الخوارج الذين خرجوا على علي " . وأما شبهة الدكتور حاكم فقد رد عليها وعلى غيرها ، وقال : " أما استدلالهم بقول الأنصار : منا أمير ومنكم أمير ، فواضح البطلان ، وذلك لرجوعهم رضي الله عنهم عن هذا القول في تلك اللحظة بعد أن سمعوا النص الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي رواه أبوبكر رضي الله عنه في قوله : ولقد علمتَ يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد : قريش ولاة هذا الأمر ، فبرُ الناس تبع لبرهم ، وفاجرهم تبع لفاجرهم ، فقال له سعد : صدقت ، نحن الوزراء وأنتم الأمراء . فيحتمل أنهم قالوا هذا القول قبل أن يعرفوا النص الذي يُثبت الخلافة في قريش ، ولهذا رجعوا إلى رشدهم لما عرفوا الحقيقة " . مع الانتباه إلى أن شرط القرشية يكون حال الاختيار لا الاضطرار والتغلب – كما بين العلماء - .
6- قال الدكتور ( ص 58 ) عن علي ومعاوية – رضي الله عنهما - : " وقد اتفق الحكمان على خلعهما وإرجاع الأمر للأمة شورى بينها لتختار من تشاء منهما أو من غيرهما " .
- قلت : قصة التحكيم كما ذكر الدكتور مكذوبة ! وبيان ذلك على هذا الرابط :
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/77.htm
وهذا :
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/11.htm
7- تحدث الدكتور عن تقبل الخلفاء الراشدين للمعارضة ما لم تحمل السلاح ! ثم قال ( ص 61 ) - عن الخوارج - : " قال ابن قدامة: إذا أظهر قوم رأي الخوارج؛ مثل تكفير من ارتكب كبيرة وترك الجماعة، واستحلال دماء المسلمين، وأموالهم، إلا أنهم يخرجوا عن قبضة الإمام، ولم يسفكوا الدم الحرام فإنه لا يحل بذلك قتلهم ولا قتالهم .. الخ "
قلتُ : لم يُكمل الدكتور النقل ! وفيه اختيار الإمام مالك أنهم " يُستتابون ، فإن تابوا وإلا ضُربت أعناقهم " ، وفيه حجة من يرى " تكفيرهم " . وكذا لم ينقل رأي ابن قدامة القائل : " والصحيح أن الخوارج يجوز قتلهم ابتداء ، والإجهاز على جريحهم ، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم ، ووعده بالثواب مَن قتلهم .. الخ " .
8- قال الدكتور ( ص 64) : " كما أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في أول دخوله المدينة حيث وضع صحيفة المدينة ، التي تُعد أول دستور عرفه العالم، وحدد فيها الحقوق والواجبات التي على المسلمين ومن معهم من أهل الكتاب " .
قلتُ : يُنظر ضعف خبر هذه الصحيفة في رسالة الأخ ضيدان بن عبد الرحمن اليامي " بيان الحقيقة في الحكم على الوثيقة " ، وقال بعد أن ذكر أسانيدها وضعفها جميعًا: "فعلى هذا يتضح لك ضعف هذه الصحيفة وما ورد فيها" .
"ومن ثمَّ لا ينبغي الاحتجاج بها " . وللزيادة تُنظر رسالة " محمد عمارة في الميزان " .
9- قال الدكتور ( ص 69 ) معددًا فوائد حديث " إلا أن تروا كفرًا بواحًا .." : " حق الأمة في خلعها – أي السُلطة - والخروج عليها إذا تجاوزت حدود ما أنزل الله، وأظهرت كفرا بواحاً وهو المعصية الظاهرة كما في بعض الروايات –انظر فتح الباري 13/8- قال النووي: (المراد بالكفر هنا المعاصي –شرح مسلم 12/229- وهذا إذا أمكن بلا فساد " .
قلت: هنا تلبيس تمنيت لو لم يقع من الدكتور – عفى الله عنه - ؛ لأن كلام النووي رحمه الله صريح وواضح في نقيض دعوى الدكتور ، ولو أكمله لتبين هذا ، ولكن !
وإليكم كلامه بالنص : قال " والمراد بالكفر هنا المعاصي ومعنى عندكم من الله فيه برهان أي تعلمونه من دين الله تعالى ، ومعنى الحديث لا تنازعوا ولاة الأمور في ولايتهم ولا تعترضوا عليهم إلا أن تروا منهم منكرا محققا تعلمونه من قواعد الإسلام ؛ فإذا رأيتم ذلك فأنكروه عليهم وقولوا بالحق حيث ما كنتم . وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين " . فإنكار المنكر الذي يعنيه النووي غير الخروج الذي يعنيه الدكتور !
10- قال الدكتور ( ص 93 ) : " كما له – أي المسلم - الحق في الانتماء إلى أي حزب أو جماعة شاء، فإذا جاز لغير المسلم الانتماء للأديان الأخرى والتحاكم إلى شرائعها الخاصة ورؤسائها في ظل الشريعة الإسلامية، فالانتماء إلى الجماعات الفكرية والسياسية جائز من باب أولى، ولهذا السبب لم يعترض عثمان ولا علي –رضي الله عنهما- على الانتماء للجماعات السياسية أو الفكرية، كالخوارج إذ لم ير علي رضي الله عنه أن له حقاً في منعهم من مثل هذا الانتماء، ما لم يخرجوا على الدولة بالقوة، لوضوح مبدأ: لا إكراه في الدين " .
قلت : عجبًا للدكتور – هداه الله - ، فهو في سبيل تقرير " التعددية الفكرية " المنقولة من الغرب ، سوّغ للمسلم أن يلحق بأهل البدع – المختلف في تكفيرهم - ! مهوّنًا من هذا الأمر الشنيع الذي حذر منه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وتوعدا عليه .
11- قال عن مرحلة الخطاب المؤول ( ص 107 ) : " وقد انتهى عصر الخلفاء الراشدين سنة 40 هـ ، وبدأ العصر الأموي ، حيث بدأ تراجع الخطاب السياسي الممثل لتعاليم الدين المُنَزل ، وبدأ خطابٌ سياسيٌ يُمثل تعاليم الدين المؤول ، حيث بدأ الاستدلال بالنصوص على غير الوجه الذي أراد الله ورسوله ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : أول من يُغير سنتي رجلٌ من بني أمية " .
قلت : الحديث المذكور ضعيف مُنقطع ، أعله البخاري والبيهقي وابن كثير ، يُنظر لبيان ذلك : البداية والنهاية لابن كثير ( 6/234) ، و تعليق الأستاذ محمد ناصر العجمي على " الأوائل " لابن أبي عاصم ( رقم 63) . فلا عبرة بمن حسّنه غافلا عن علته . فمابال الدكتور – عفى الله عنه - يحتج به مخالفًا شرطه ؟ ثم يحمله على معاوية – رضي الله عنه - ! رغم أن من تسامح في إيراده ذكره عند ترجمة يزيد . وشتان بينهما لمن أنصف .
12- ثم قال الدكتور ( ص 107 ) عن مرحلة الخطاب المؤول : " وقد بدأت هذه المرحلة بعد عهد الخليفة الراشد عبدالله بن الزبير سنة 73 ، وهو آخر خليفة صحابي ، وامتدت إلى سقوط الخلافة العثمانية " .
قلت : تحديد الدكتور بداية هذه المرحلة بهذا التأريخ ( 73هـ) مناسب ؛ لأنه سيعافيه مما تورط فيه كثيرٌ من أهل البدع– خاصة الرافضة – ومن تابعهم من " الثوريين " في طعنهم بمعاوية – رضي الله عنه - ، وتحميلهم إياه أخطاء وتجاوزات كل من حكم بعده ! وكأنه مسؤول عنها ! والسبب أنه اجتهد في اختيار مَن يحكم المسلمين بعده ، وسيأتي عُذره في هذا – إن شاء الله - .
إلا أنه – أي الدكتور حاكم عفى الله عنه - رغم هذا التحديد المناسب لم يثبت عليه ! حيث نحى بعد صفحات باللائمة على معاوية – رضي الله عنه – في توليته يزيد ، فجعل القارئ في حيرة من أمر بداية هذه المرحلة " المؤولة " ! هل تبدأ من عام 73هـ أو من حكم معاوية – رضي الله عنه - ؟!
والسبب لهذا الاضطراب – في نظري – هو تزاحم بل تصارع فكرتين في ذهن الدكتور ، الأولى سلفية تربأ عن جعل أحد الصحابة مجالا للوم أو النقد ، والثانية متشبعة بقراءات من سبق ، ممن لا يتورعون عن اللوم والنقد ، بخيالات مريضة ، وأسباب واهية . فكان هذا الاضطراب والقلق .
ولو قال – وفقه الله – بما قال به بعض أهل الورع و التحقيق ، ممن يرون أن معاوية – رضي الله عنه – وإن لم يكن من الخلفاء " الراشدين " المُخبر عنهم بحديث : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين .." ، وحديث : " ..ثم تكون خلافة على منهاج النبوة " ، إلا أنه يُعد من الخلفاء الاثني عشر الذين بشّر بهم النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " لا يزال الإسلام عزيزًا إلى اثني عشر خليفة .. كلهم من قريش " رواه مسلم . قال القاضي عياض : " يحتمل أن المراد من يعز الإسلام في زمنه ، ويجتمع المسلمون عليه " . وللتفصيل تُنظر رسالة الدكتور خالد الغيث " مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه في تاريخ الطبري " ( ص 155-167) .
لو قال بهذا ، وجهر به ولم يجامل فيه أحدًا ؛ لسلم من التنازع الذي صبغ عباراته وفكرته .
13- قال الدكتور ( ص 142 ) عن خروج جيش ابن الأشعث ومن معه على الحجاج : " وقد التقوا هم والحجاج وجيشه إحدى وثمانين وقعة، كان النصر فيها حليفهم، حتى كانت آخر وقعة وهي يوم دير الجماجم سنة 83هـ. " . قلت : ليته أكمل بأنهم هُزموا شرّ هزيمة في هذه المعركة ! فأصبحوا ما بين قتيل وشريد وسجين – عفى الله عنهم - ، حتى تمنى من شارك فيها أن لو لم يفعل . وذهبت انتصاراتهم الثمانين ! هباء منثورا .
14- قال الدكتور ( ص 150 ) مستبشرًا بنجاح العباسيين في خروجهم على الأمويين ، وأن هذا دليل على صحة هذه الطريقة في التغيير : " وبهذا قامت دولة بني العباس على أنقاض دولة بني أمية؛ ليثبت بطلان نظرية الحسن البصري وادعائه عدم قدرة القوة على التغيير، وأن التوبة هي السبيل إلى تغيير الواقع ورفع الظلم، وأنه ما أفلح قوم خرجوا على إمامهم قط " .
قلت : هنا ثلاثة أمور : 1- أن نجاح الوسيلة – أحيانًا – في الوصول للمراد ، لا يدل على شرعيتها من عدمه ، بل ذلك يُعرف بالأدلة . وإلا لجوزنا السرقة للوصول للحق مادامت ستؤدي إليه أحيانًا دون تعرض لخطر ، ومثله تجويز السحر للوصول للمودة بين الزوجين مثلا .. وهكذا .
2- أن الدكتور جزم " بنجاح " هذا الخروج لأنه أزاح حاكمًا " بني أمية " وأحل آخر " بني العباس " ! فهل هذا هو نهاية مقصد الدكتور ومن يؤيده على هذه الوسيلة ؟ دون النظر إلى ما تحققه من مصالح للإسلام والدعوة والخير ؟ وما تُفوّته ؟
إذًا : ما الفائدة من هذا الجهد والتعب إذا كانت النتيجة مجرد تغيير " حاكم " لا تغيير " واقع " ؟ بل ازداد " الواقع " سوءًا لمن تأمل . ومهما حاول الدكتور أن يُرجّح حكم العباسيين على الأمويين ليتوافق ذلك مع فكرته ، فإن الواقع – بشهادة كل منصف – يقول غير هذا . فشتان بين الحكمين ؛ عزة للإسلام وظهورًا للسنة .( وليس هنا مكان الموازنة ) .
3- أن بعض العلماء ؛ كشيخ الإسلام – رحمه الله - يخالف في نجاح هذا الخروج ؛ لأن الخارجين كانت عاقبتهم غيرحميدة . قال – رحمه الله - : " وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير ؛ كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة ، وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق ، وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان ، وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم بخراسان أيضا ، وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة وأمثال هؤلاء .
وغاية هؤلاء إما أن يغلبوا وإما أن يَغلبوا ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة ، فإن عبد الله بن علي وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلقا كثيرا ، وكلاهما قتله أبو جعفر المنصور، وأما أهل الحرة وابن الأشعث وابن المهلب وغيرهم فهُزموا وهُزم أصحابهم ، فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا ، والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا ، وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين ومن أهل الجنة " .
15- قال الدكتور ( ص 252-263) عن الدولة السعودية الأولى : " لقد عاد الخطاب السياسي الشرعي بعد قيام الدولة الإسلامية الجديدة في نجد إلى مفاهيم الخطاب السياسي المؤول، كما تقرر في كتب الأحكام السلطانية، كمشروعية العهد بالأمر إلى الأبناء كما كان عليه الحال في عصر بني أمية وبني العباس، دون جعل الأمر شورى بين المسلمين كما كان عليه الحال في عصر الخلفاء الراشدين ..
ولو نجح الشيخ في إحياء هذه المفاهيم لكان للدعوة صدى أكبر وأثر أبلغ في تغيير واقع العالم الإسلامي، ولكانت نموذجاً راشدياً يقتدى به ويقتفى أثره. وقد يكون السبب الذي حال دون ذلك هو الظروف التي أحاطت بالدعوة، مع أن الظروف التي أحاطت بالدولة في عصر الخلفاء الراشدين كانت أشد وأقسى ..
ويمكن عزو أسباب عدم التجديد في الخطاب السياسي الشرعي بعد قيام الدولة إلى عدم حاجة المجتمع إلى مثل هذا التجديد آنذاك، بل كانت حاجته إلى إصلاح العقائد، وإقامة الشرائع، وتحقيق الأمن والعدل، فهذا كل ما كان يحتاجه أهل الجزيرة العربية في عصره، إلا أن الدعوة إلى السلفية تقتضي إحياء سنن الخلفاء الراشدين في الحكم وسياسة شئون الأمة، والاقتداء بهديهم، واتباع طريقهم من رد الأمر شورى، والحيلولة دون توريث الإمامة، إذ هو الطريق إلى الاستبداد، ومن ثم السقوط " .
قلت : أولا : الشيخ محمد – رحمه الله – تعامل مع عصره بواقعية وذكاء ، ولم ينسق وراء الخيالات أو الطموحات التي قد تعيق دعوة التوحيد عن الانتشار ، فقدّم المصلحة العليا التي لأجلها بُعثت الرسل – عليهم السلام – على أي أمر آخر لايعدو أن يكون مجرد وسيلة لتحقيق هذه الغاية . لاسيما وهو المحتاج للنُصرة لتبليغ دين الله .
ومع هذا فيذكر المؤرخون أن الشيخ – رحمه الله – كان له النصيب الكبير في تسيير أمور الدولة ، ومن ذلك قول ابن بشر – رحمه الله - في ترجمته : " كان رحمه الله هو الذي يُجهز الجيوش ، ويبعث السرايا ، ويكاتب أهل البلدان ويكاتبونه ، والوفود إليه ، والضيوف عنده ، والداخل والخارج من عنده " . وقال عنه ( ص 15 ) : " فكانت الأخماس والزكاة وما يُجبى إلى الدرعية من دقيق الأشياء وجليلها كلها تدفع إليه بيده، ويضعها حيث شاء، ولا يأخذ عبد العزيز ولا غيره من ذلك شيئاً إلا عن أمره، بيده الحل والعقد والأخذ والعطاء، والتقديم والتأخير، ولا يركب جيش، ولا يصدر رأي من محمد وابنه عبد العزيز إلا عن قوله ورأيه، فلما فتح الله الرياض، واتسعت ناحية الإسلام، وأمِنَت السُّبُل، وانقاد كل صعب من باد وحاضر، جعل الشيخ الأمر بيد عبد العزيز ، وفوّض أمور المسلمين وبيت المال إليه، وانسلخ منها، ولزم العبادة وتعليم العلم، ولكن ما يقطع عبد العزيز أمرًا دونه، ولا ينفذه إلا بإذنه" .
ثانيًا : أن عبدالعزيز بن محمد – رحمه الله – كان هو المؤهل للحكم – دينًا وسياسة - ، وهو تلميذ الشيخ النجيب الذي تربى على عينه ، قال عنه ابن بشر : " كان عبد العزيز كثير الخوف من الله والذكر ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، يُنفِّذ الحق ولو في أهل بيته وعشيرته، لا يتعاظم عظيماً إذا ظلم فيقمعه عن الظلم، وينفذ الحق فيه، ولا يتصاغر حقيراً ظُلم، فيأخذ له الحق ولو كان بعيد الوطن... وكان لا يخرج من المسجد بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس، ويصلي فيه صلاة الضحى. وكان كثير الرأفة والرحمة بالرعية وخصوصًا أهل البلدان ؛ بإعطائهم الأموال وبث الصدقة لفقرائهم ، والدعاء لهم ، والتفحص عن أحوالهم ..
وكانت الأقطار والرعية في زمنه آمنة مطمئنة في عيشةٍ هنية، وهو حقيق بأن يُلقّب مهدي زمانه، لأن الشخص الواحد يسافر بالأموال أي وقت شاء، شتاء وصيفاً، يمناً وشاماً، شرقاً وغرباً في نجد والحجاز واليمن وتـهامة وعُمان، وغير ذلك، لا يخشى أحداً إلا الله، لا سارقاً ولا مكابراً، وكانت جميع بلدان نجد من العارض والخرج والقصيم والوشم والجنوب، وغير ذلك من النواحي في أيام الربيع يُسيِّبون جميع مواشيهم في البراري من الإبل والجياد والبقر والأغنام وغير ذلك ليس لها راعي ولا مُراعي ..
وكان يوصي عماله بتقوى الله ، وأخذ الزكاة على الوجه المشروع ، وإعطاء الضعفاء والمساكين ، ويزجرهم عن الظلم ، وأخذ كرائم الأموال " .. الخ صفاته الجليلة – رحمه الله - .
فهل يُراد من الحكم إلا ما فعله هذا الموفق ؟!
وكيف يسوغ للشيخ – رحمه الله – بعد هذا - تقديم غيره عليه ؟!
16- قال الدكتور ( ص 135 ) : " إن الحال قد تغير بعد العهد الراشدي، فصار الخليفة يتصرف في بيت المال بذلاً ومنعاً بلا حسيب ولا رقيب إلا من ضميره، وأصبح له مطلق الحرية في ذلك، وقد بدأ هذا الانحراف منذ العهد الأموي، فقد خطب معاوية في يوم جمعة، فقال : إنما المال مالنا، والفيءُ فيئُنا، من شئنا أعطينا، ومن شئنا منعنا، فلم يَرُدَّ عليه أحد، فلما كانت الجمعة الثانية قال مثل مقالته، فلم يرد عليه أحد، فلما كانت الجمعة الثالثة قال: مثل مقالته، فقام إليه رجل ممن شهد المسجد، فقال: كلا، بل المال مالنا، والفيء فيئنا، من حال بيننا وبينه حاكمناه بأسيافنا، فلما صلى أمر بالرجل فأدخل عليه، فأجلسه معه على السرير، ثم أذن للناس فدخلوا عليه، ثم قال: أيها الناس، إني تكلمت في أول جمعة فلم يرد علي أحد، وفي الثانية، فلم يرد علي أحد، فلما كانت الثالثة أحياني هذا، أحياه الله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيأتي قوم يتكلمون فلا يُردُّ عليهم، يتقاحمون في النار تقاحم القردة"، فخشيت أن يجعلني الله منهم، فلما رد هذا علي أحياني، أحياه الله، ورجوت ألا يجعلني الله منهم) رواه أبو يعلى الموصلي، ح رقم (7382) وقال في مجمع الزوائد: (رجاله ثقات)، وصححه الألباني في الصحيحة رقم (1790).
قلت : سبحان الله ! هذه الحكاية – لمن تأملها – فيها منقبة لمعاوية – رضي الله عنه – حيث لم ينطبق الحديث عليه ، لأنه لم يرض هذا الأمر لنفسه ، فكيف أصبحت عند الدكتور مذمة ؟!!
17- قال الدكتور ( ص 253) : " غير أن حركة فكرية جديدة بدأت تشق طريقها وتجدد خطابها السياسي بقيادة جمال الدين الأفغاني (1838م- 1897م) المولود في إمارة كنر في أفغانستان من أسرة حسنية علوية شهيرة –وهذا ما أكد المؤرخ الأديب شكيب أرسلان في ترجمته له، وقد التقى أرسلان قبل الحرب العالمية الأولى في الحج أحد أشهر سادات كنر الأفغانية فأكد له أن جمال الدين من أسرتهم، وكذا أكد ذلك جميع سفراء حكومة أفغانستان روجالها للمؤرخ أرسلان- بعد أن رأى ما آل إليه وضع الشرق الإسلامي من ضعف وتشرذم وسقوط تحت سيطرة الاستعمار، وغياب لدور الشعوب عن مجريات الأحداث؛ لجهلها بما يدور حولها، فأشعل جمال الدين شرارة النهضة وصرخ فيها كما قال المفكر الجزائري مالك بن نبي: (في هدأة الليل، وفي سبات الأمة الإسلامية العميق انبعث من بلاد الأفغان صوت ينادي بفجر جديد، صوت ينادي: حي على الفلاح، فكان رجعه في كل مكان، أنه صوت جمال الدين الأفغاني، موقظ هذه الأمة إلى نهضة جديدة ويوم جديد) شروط النهضة ص22... وكان هدفه الأول: أن يقوض دعائم نظم الحكم الموجودة آنذاك، كما يعيد بناء التنظيم السياسي في العالم الإسلامي على أساس (الأخوة الإسلامية) التي تمزقت في صفين، وبددتها النظم الاستعمارية نهائياً " !!
قلت : لقد اختلطت الأمور عند الدكتور – هداه الله - ؛ بسبب إغراقه في قضية " مواجهة " الاستبداد ؛ مما أداه إلى رفع الأسافل والدفاع عنهم وعن أفكارهم ومحاولة تلميعهم ، عندما وافقوه في هذه الجزئية ، كما فعل هنا مع الأفغاني " الرافضي " " الماسوني " الذي كان هدفه إشعال الثورات في العالم الإسلامي ، لتكون النتيجة في النهاية من صالح الدول الاستعمارية المتربصة ! ، إضافة إلى فساد عقيدته وسلوكه .. الخ مخازيه التي بينها العلماء والكتاب المخلصون الناصحون لأمتهم ؛ ممن لم يغتروا بشعاراته الكاذبة ، ولمن أراد معرفة حقيقة أصله وأفكاره – بالأدلة - فليرجع إلى رسالة " دعوة الأفغاني في الميزان " للأستاذ مصطفى غزال ، ورسالة " المدرسة العقلية " للدكتور فهد الرومي ، ورسالة " العصرانية قنطرة العلمانية " على هذا الرابط :
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/22.htm
وفيها بيان أن دعوته المسماة زورُا بالجامعة الإسلامية – أو كما يقول الدكتور : الأخوة الإسلامية ! – ما هي إلا دعوة " شرقية " لا تُفرق بين مسلم وكافر !
18- ثم قال الدكتور ( ص 267 ) : " إلا أن صدى حركة الأفغاني كان هو السبب الرئيس في بعث روح الأمة من جديد لمواجهة الاستعمار الغربي؛ إذ قام أتباعه في كل مكان يستنهضون همم المسلمين للتصدي له وإخراجه من الشرق الإسلامي، وقامت الثورات في كل مكان، وخرج الاستعمار العسكري " .
قلت : هذا غير صحيح ؛ بل كانت دعوته في مصر سببًا لاحتلال الإنجليز لها !! وتفصيل ذلك على هذا الرابط :
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/39.htm
19- نقل الدكتور عن مالك بن نبي قوله : " ولقد شاءت الأقدار أن تجعل من هذا الرجل .. الخ " ، ولم يتعقبه . وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن قول : " شاءت الظروف أن يحصل كذا وكذا ، وشاءت الأقدار كذا وكذا " ؟
فأجاب : " قول : " شاءت الأقدار " ، و " شاءت الظروف " ألفاظ منكرة ، لأن الظروف جمع ظرف وهو الزمن ، والزمن لا مشيئة له ، وكذلك الأقدار جمع قدر ، والقدر لا مشيئة له ، وإنما الذي يشاء هو الله عز وجل ، نعم لو قال الإنسان : " اقتضى قدر الله كذا وكذا " . فلا بأس به . أما المشيئة فلا يجوز أن تضاف للأقدار لأن المشيئة هي الإرادة ، ولا إرادة للوصف ، إنما الإرادة للموصوف " انتهى . "مجموع فتاواه " (3/135) .
20- الدكتور – وفقه الله – يعد كل من " ثار " على الدولة الأموية إنما يريد " الشورى " ! ( ص 146 ومابعدها ) ، لهذا تراه يحتفي بهذه الثورات . ولا أدري أي شورى أقامها العباسيون عندما حكموا ؟!
21- قال الدكتور ( ص 181 ) : " لقد غابت المفاهيم التي تُمثل مبادئ الخطاب السياسي الشرعي المـُنزل ، وشاع مفهوم : اسمع وأطع وإن أُخِذ مالُك ، وضُرب ظهرك " ، ثم ضعف الحديث في الهامش . وليته اكتفى بهذا ، لكنه أوهم القارئ أن الشيخ الألباني يرى ضعفه أيضًا عندما اقتصر على ذكر تضعيفه للسند ! ومن رجع للموضع الذي نقل منه الدكتور " الصحيحة ، رقم 1791" وجد الألباني – رحمه الله – يقول بعد هذا : " لكن تابعه نصر بن عاصم الليثي عن خالد به نحوه وفيه " فإن كان لله يومئذ في الأرض خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك فالزمه " أخرجه أبوداود وأحمد . قلتُ – القائل الألباني - : وهذا إسناد حسن " انتهى . وتُنظر السلسلة الصحيحة ( 2739) فقد صحح الحديث الأول – أيضًا - .
ولو تنزلنا مع الدكتور في تضعيفه لهذا المتن ، فأين يذهب عن عشرات الأحاديث الآمرة بطاعة ولاة الأمر ، والصبر على جورهم وظلمهم ، طلبًا لمصلحة أعلى ، ودرءًا لمفسدة أعظم ؟! هل سيقدح فيها أيضًا ؟! وأربأ به عن ذلك ؛ لأن هذا من مسالك أهل الأهواء . أو يستجيب لوصية محمد صلى الله عليه وسلم – وإن كان كُرهًا لبعض الأنفس - ، ويعلم أن ثمّ الحكمة والفلاح ؟ ويتهم رأيه ، ولا يُجامل أحدًا في دينه .
خليل حلاوجي
01-09-2013, 03:09 PM
22- تعليقًا على ما اختاره الدكتور من حل ، وما جاء في كتابه من " تهييج " على الخروج ومنازعة الحكام ، كتبتُ التالي :
منهج أهل السنة في التعامل مع الحكام
لقد كتب كثير من أهل العلم في هذه المسألة – ولله الحمد - ، وبينوا ووضحوا أن منهج أهل السنة في هذا الباب معتمد على النصوص النبوية الصحيحة الصريحة التي تأمر بالصبر على جور الحاكم المسلم الظالم ، مع عدم ترك النصيحة له ، ونشر الخير بين المسلمين إلى أن يستريح بر أو يُستراح من فاجر ، أو يجعل الله بعد عسرٍ يسرا ، أما الحاكم الذي صدر منه كفر بواح عندهم فيه من الله برهان ، فالواجب تغييره إذا تحقق شرط القدرة . كل هذا وضحه العلماء ، ولم يأتوا به من كيسهم ، إنما التزامًا منهم بأقواله صلى الله عليه وسلم ، وفيها الخير كله ، لا محبة في سواد عيون الحاكم ، الذي جاءت النصوص بترهيبه وإيعاده بالخيبة والخسارة إن هو استمر على ظلمه وجوره .
وليس معنى هذا كما يفهم السذج وأصحاب الأهواء أنهم يرضون عن ظلم الحاكم أو يؤيدونه أو لا يناصحونه ، بل هم أصحاب المواقف المشرفة في بذل النصيحة ، والتحذير من التجاوزات ، ومن شذ عن هذا فإنما هو يمثل نفسه ، وقد جاءت النصوص بالتحذير من فعله .
ومن عاب على أهل السنة طريقتهم الشرعية في التعامل مع الحكام ؛ فإنما يعيب – شعر أو لم يشعر – على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي شرع هذه الطريقة ، فهل يستطيع الجهر بهذا ؟!
والعجيب الغريب أن كثيرًا ممن يعيب على أهل السنة طريقتهم – سواء من أهل البدع أو العصريين أو من تأثر بهم - تجده ( واقعًا ) يلتزم بها ، ولا يدعو إلى خروج أو ثورة خشية من المفسدة ( قد تكون المفسدة أحيانًا دنياه ومصالحه ! ) ، ولكنه عند التنظير ينقلب إلى أسدٍ هصور على أهل السنة . فتأمل .
واللوم يعظم عندما يقع في هذا من يعلم أن أهل السنة متبعون لا مبتدعون .
وما أجمل ما قاله الدكتور عبدالله الدميجي في رسالته " الإمامة العظمى " ( ص 548 ) بعدما عرض لطريقة أهل السنة :
" يلاحظ تشديد السلف رضوان الله عليهم في النهي عن الخروج على أئمة الجور بالسيف ، والأمر بالصبر عليهم ، وذلك لما يلي :
أ عملا بالأحاديث الواردة في ذلك كما سبق .
ب- حرصًا على تجنب الفتن وتعريض الأمة لها ، وإراقة الدماء في غير محلها .
ج – ومحافظة على هذا المنصب الجليل في الأمة ، التي متى ضعف استهانت بهم أعداؤهم ، ومتى قوي خافتهم وهابتهم .
ولا ينبغي أن يُفهم من ذلك أنه الإجلال لأولئك العصاة واحترامهم ، ولا الخوف منهم ، ولا الطمع فيما في أيديهم ، وكسب رضاهم . يدل على ذلك سيرتهم معهم ، وما يلقونه بسببهم من المحن ، وهي مشهورة منشورة ، ومدونة في بطون الكتب " .
وقد أحببتُ أن أذكر هنا كلامًا قيّما لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - ، يُلخص فيه طريقة أهل السنة في هذا الباب ، ويُحذر من مخالفتها ، رغم أنه ممن ناله الأذى من حكام المسلمين الجهلة الظلمة ، ولكن هذا ليس مسوغًا له أن ينساق وراء العاطفة ، فلا يعدل في هذه المسألة .
قال – رحمه الله – في " منهاج السنة ، 4/527-544 " : " ففي الجملة أهل السنة يجتهدون في طاعة الله ورسوله بحسب الإمكان كما قال تعالى ( فاتقوا الله ما استطعتم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم . ويعلمون أن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بصلاح العباد في المعاش والمعاد وأنه أمر بالصلاح ونهى عن الفساد ، فإذا كان الفعل فيه صلاح وفساد رجحوا الراجح منهما ، فإذا كان صلاحه أكثر من فساده رجحوا فعله ، وإن كان فساده أكثر من صلاحه رجحوا تركه .
فإن الله تعالى بعث رسوله صلى الله عليه وسلم بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها ، فإذا تولى خليفة من الخلفاء كيزيد وعبد الملك والمنصور وغيرهم ؛ فإما أن يقال يجب منعه من الولاية وقتاله حتى يولى غيره كما يفعله من يرى السيف ؛ فهذا رأى فاسد ؛ فإن مفسدة هذا أعظم من مصلحته ، وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير ؛ كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم بخراسان أيضا وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة وأمثال هؤلاء
، وغاية هؤلاء إما أن يغلبوا وإما أن يَغلبوا ثم يزول ملكهم ، فلا يكون لهم عاقبة ، فإن عبد الله بن علي وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلقا كثيرا وكلاهما قتله أبو جعفر المنصور ، وأما أهل الحرة وابن الأشعث وابن المهلب وغيرهم فهُزموا وُهزم أصحابهم فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا ، والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين ومن أهل الجنة ، فليسوا أفضل من علي وعائشة وطلحة والزبير وغيرهم ، ومع هذا لم يحمدوا ما فعلوه من القتال ، وهم أعظم قدرا عند الله وأحسن نية من غيرهم ، وكذلك أهل الحرة كان فيهم من أهل العلم والدين خلق ، وكذلك أصحاب ابن الأشعث كان فيهم خلق من أهل العلم والدين ، والله يغفر لهم كلهم .
وقد قيل للشعبي في فتنة ابن الأشعث : أين كنت يا عامر ؟ قال : كنت حيث يقول الشاعر :
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى *** وصوت إنسان فكــــــدت أطير
أصابتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء .
وكان الحسن البصري يقول : إن الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ، ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع ، فإن الله تعالى يقول : ( ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ) ، وكان طلق بن حبيب يقول : اتقوا الفتنة بالتقوى، فقيل له : أجمل لنا التقوى،فقال : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله ، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله ، رواه أحمد وابن أبي الدنيا.
وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة ؛ كما كان عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد ، وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث ، ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم ، وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين .
ومن تأمل الأحاديث الصحيحة الثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب واعتبر أيضا اعتبار أولي الأبصار علم أن الذي جاءت به النصوص النبوية خير الأمور ، ولهذا لما أراد الحسين رضي الله عنه أن يخرج إلى أهل العراق لما كاتبوه كتبا كثيرة أشار عليه أفاضل أهل العلم والدين كابن عمر وابن عباس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن لا يخرج ، وغلب على ظنهم أنه يُقتل ، حتى إن بعضهم قال أستودعك الله من قتيل ،وقال بعضهم لولا الشفاعة لأمسكتك ومنعتك من الخروج ، وهم في ذلك قاصدون نصيحته ، طالبون لمصلحته ومصلحة المسلمين . والله ورسوله إنما يأمر بالصلاح لا بالفساد لكن الرأي يصيب تارة ويخطيء أخرى .
فتبين أن الأمر على ما قاله أولئك ، ولم يكن في الخروج لا مصلحة دين ولا مصلحة دنيا ، بل تمكن أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتلوه مظلوما شهيدا ، وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن حصل لو قعد في بلده، فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء بل زاد الشر بخروجه وقتله ونقص الخير بذلك ، وصار ذلك سببا لشر عظيم ، وكان قتل الحسين مما أوجب الفتن كما كان قتل عثمان مما أوجب الفتن .
وهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد ، وأن من خالف ذلك متعمدا أو مخطئا لم يحصل بفعله صلاح بل فساد ، ولهذا أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الحسن بقوله : إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين . ولم يثن على أحد لا بقتال في فتنة ولا بخروج على الأئمة ولا نزع يد من طاعة ولا مفارقة للجماعة .
وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابته في الصحيح كلها تدل على هذا ؛ كما في صحيح البخاري من حديث الحسن البصري : سمعت أبا بكرة رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول : إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين . فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيد وحقق ما أشار إليه من أن الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ، وهذا يبين أن الإصلاح بين الطائفتين كان محبوبا ممدوحا يحبه الله ورسوله ، وأن ما فعله الحسن من ذلك كان من أعظم فضائله ومناقبه التي أثنى بها عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو كان القتال واجبا أو مستحبا لم يثن النبي صلى الله عليه وسلم على أحد بترك واجب أو مستحب .
ومما ينبغي أن يُعلم أن أسباب هذه الفتن تكون مشتركة فيرد على القلوب من الواردات ما يمنع القلوب عن معرفة الحق وقصده ، ولهذا تكون بمنزلة الجاهلية ، والجاهلية ليس فيها معرفة الحق ولا قصده والإسلام جاء بالعلم النافع والعمل الصالح بمعرفة الحق وقصده ، فيتفق أن بعض الولاة يظلم باستئثار فلا تصبر النفوس على ظلمة ولا يمكنها دفع ظلمة إلا بما هو أعظم فسادا منه ، ولكن لأجل محبة الإنسان لأخذ حقه ودفع الظلم عنه لا ينظر في الفساد العام الذي يتولد عن فعله .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض
. وفي الصحيح من حديث أنس بن مالك وأسيد بن حضير رضي الله عنهما أن رجلا من الأنصار قال : يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلانا ؟ قال : ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض
.وفي رواية للخباري عن يحيى بن سعيد الأنصاري سمع أنس بن مالك حين خرج معه إلى الوليد قال : دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار إلى أن يقطع لهم البحرين ، فقالوا : لا إلا أن تقطع لإخواننا من المهاجرين مثلها ، فقال : أما لا فاصبروا حتى تلقوني على الحوض فإنه ستصيبكم أثرة بعدي
. وكذلك ثبت عنه في الصحيح أنه قال : على المرء المسلم السمع والطاعة في يسره وعسره ومنشطه ومكرهه وأثرة عليه
، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم عن عبادة قال:بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقول أو نقوم بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم
، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بأن يصبروا على الاستئثار عليهم وأن يطيعوا ولاة أمورهم وإن استأثروا عليهم وأن لا ينازعوهم الأمر ، وكثير ممن خرج على ولاة الأمور أو أكثرهم إنما خرج لينازعهم مع استئثارهم عليه ولم يصبروا على الاستئثار،ثم إنه يكون لولي الأمر ذنوب أخرى فيبقى بغضه لاستئثاره يعظم تلك السيئات ويبقى المقاتل له ظانا أنه يقاتله لئلا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، ومن أعظم ما حركه عليه طلب غرضه إما ولاية وإما مال
كما قال تعالى (فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ) ، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء يمنعه من ابن السبيل يقول الله له يوم القيامه اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا إن أعطاه منها رضي وإن منعه سخط ورجل حلف على سلعة بعد العصر كاذبا لقد أعطى بها أكثر مما أعطي
.فإذا اتفق من هذه الجهة شبهة وشهوة ومن هذه الجهة شهوة وشبهة قامت الفتنة ، والشارع أمر كل إنسان بما هو المصلحة له وللمسلمين ؛ فأمر الولاة بالعدل والنصح لرعيتهم حتى قال : ما من راع يسترعيه الله
رعية يموت يوم وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه رائحة الجنة
، وأمر الرعية بالطاعة والنصح ، كما ثبت في الحديث الصحيح : الدين النصيحة ثلاثا ، قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
، وأمر بالصبر على استئثارهم ونهى عن مقاتلتهم ومنازعتهم الأمر مع ظلمهم ؛ لأن الفساد الناشىء من القتال في الفتنة أعظم من فساد ظلم ولاة الأمر ، فلا يُزال أخف الفسادين بأعظمهما
، ومن تدبر الكتاب والسنة الثابته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتبر ذلك بما يجده في نفسه وفي الآفاق علم تحقيق قول الله تعالى ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) ، فإن الله تعالى يري عباده آياته في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أن القران حق ، فخبره صدق وأمره عدل ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) " .
قلتُ : رحم الله شيخ الإسلام . وقد سبق التنبيه إلى أن عدم الخروج أو المنازعة لا يعني الخضوع أو الركون عن الدعوة وتعليم الناس العلم ، ومواصلة " التصفية " لأحوال المسلمين في جميع المجالات ، و " تربيتهم " على أحكام الإسلام ، فبهذا الفعل والجهد المستمر ، سيجد المسلمون العاقبة الحميدة في الدنيا قبل الآخرة ؛ لأن المسلمين إذا صلحوا فإنهم لن يرضوا بغير حكم الإسلام بديلا ، ولن يجد المنافقون لهم مكانًا بينهم . وليس معنى هذا أن يكون المسلمون كلهم كذلك ، لا .. بل يكفي " مجموعهم " ممن يؤثرون في المجتمع ، كما كان الحال في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، رغم وجود المنافين والجهلة .
لماذا اختار معاوية - رضي الله عنه - ابنه يزيد للحكم ؟!
من الأمور التي يحسن عرضها تكميلا لما سبق : الموقف من تولية معاوية – رضي الله عنه – الحكم من بعده لابنه يزيد ، وهو الأمر الذي شنع به عليه خصومه – وما أكثرهم ! - ، بدءًا من الرافضة المخذولين ، ومن تبعهم من الزيدية والمعتزلة والتنويريين والثوريين . فقد جعل هؤلاء من معاوية – رضي الله عنه – شماعة لفشلهم وخيبتهم ، وشنعوا عليه بأبشع العبارات – والعياذ بالله - ، دون خوف أو ورع ، وتفننوا في اختراع الأكاذيب والحكايات الباطلة التي تخدم غرضهم ، ومن لم يكذب ويفتري صدق ونقل دون تمحيص أو تدقيق . وليس هنا مقام عرض أقوالهم الكاسدة .
أما أهل السنة ، فقد حفظوا لصحابة محمد صلى الله عليه وسلم حقهم ، وكانوا واضحين في موقفهم ؛ حيث لم يدعوا العصمة لأحد منهم ، لكنهم عذروا وأحسنوا الظن ، وكفوا ألسنتهم . ودافعوا عنهم وردوا على خصومهم . وهم يعلمون أن معاوية – رضي الله عنه – ليس من كبار الصحابة وأفضلهم ، ولكنهم اضطروا لتكرار الحديث عنه ، لدفع بهتان خصومه ، ولو سكت أولئك لسكت أهل السنة .
وأما في قضية توليته ليزيد ، فقد تفهم أهل السنة الواقع ، والتمسوا له المعاذير اللائقة به ، لاسيما مع عدم وجود النص الشرعي الذي يُحرم تولية الابن بعد أبيه ، مادام سيحكم بالشرع . ورغم هذا فهم وإن عذروه فإنهم ( عند الاختيار ) لا يعدلون بطريقة الخلفاء الراشدين غيرها . وهذا هو الفرق بينهم وبين أهل الأهواء المشنعين دون بينة ولا برهان ولا فهم للواقع أو عذر لأهل الإيمان .
ولتوضيح ملابسات القضية ، وليظهر عذر معاوية – رضي الله عنه - ؛ فإني أورد هنا ما ذكره الدكتور محمد بن عبدالهادي الشيباني – وفقه الله – من أسباب دعت معاوية لهذا الفعل ، في رسالته " مواقف المعارضة في خلافة يزيد بن معاوية " ( ص 126-140 ) :
قال : " أولاً: السبب السياسي (الحفاظ على وحدة الأمة) :
يجب أن نعرف أن الظروف التي بويع فيها أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، تختلف اختلافاً واضحاً عن تلك الفترة التي أخذ فيها معاوية البيعة لولده يزيد.
فقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه لا يشك أحد في أنه أفضل شخص بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ولهذا لم يبرز خلاف في أفضليته وأهليته بالخلافة، فشخصيته تحظى بتقدير واحترام المسلمين، وذلك لقاء ما قدمه من تضحيات، وتحمله الآلام في سبيل هذا الدين.
ثم أوصى أبو بكر بالخلافة لعمر بن الخطاب، وهو من هو في الفضل والمكانة، ويعرف المسلمون أنه أفضل شخص بعد أبي بكر، ولهذا انعقدت له البيعة وانقاد المسلمون له ولم يخالفه أحد.
ولما أصيب عمر رضي الله عنه أوصى بأن يكون الخليفة أحد الستة المبشرين بالجنة وهم: (عثمان بن عفان – وعلي بن أبي طالب – والزبير بن العوام – وعبدالرحمن بن عوف- وسعد بن أبي وقاص- وطلحة بن عبيد الله) رضي الله عنهم.
وهنا أصبحت الخلافة محصورة في واحد من هؤلاء الستة، حيث كان لهم من الآهلية والفضيلة والسابقة المحمودة في الإسلام، والبشارة لهم بالجنة، ما يجعل الناس تقر لهم، وتعترف لهم بالفضل والسابقة في الدين.
وبعد استشارة واستقصاء لأراء الصحابة رضي الله عنهم، وقع الاختيار على عثمان رضي الله عنه، وذلك باعتباره أفضل المرشحين الستة لخلافة المسلمين، وبرزت الفتنة في أواخر خلافته، وحوصر وقتل مظلوماً شهيداً رضي الله عنه.
وتولى الخلافة من بعده علي رضي الله عنه ولم يجمع الناس على بيعته، حيث برزت التهم الموجهة له ولأهل المدينة بأنهم تواطؤا، أو تساهلوا مع الثوار حتى قتل عثمان رضي الله عنه بين أظهرهم.
وكانت بلاد الشام بقيادة معاوية رضي الله عنه تمثل هذا التيار المعارض، وكان يسيطر على أهل الشام شعور جارف بوجوب الانتقام من قتلة عثمان الذين يمثلون قطاعاً من جيش علي رضي الله عنه، وحدث القتال والفرقة، وقتل من قتل من المسلمين، وهنا ظهرت فرقة الخوارج التي تكفّر المسلمين وتستحل قتالهم، وفرقة الشيعة التي بدأت تغالي في علي وأبنائه رضي الله عنهم.
وأمام هذا التغيّر في بعض معتقدات وأفكار فئة من المجتمع الإسلامي، حتمت الظروف وواقع المجتمع –في تلك الفترة- على معاوية أن يعيد النظر ويتبصر فيمن سيكون خليفة للمسلمين من بعده .
فأهل الشام الذين انتصروا لقتل عثمان رضي الله عنه أثبتوا أنهم أناس مخلصون لمبادئهم وأهدافهم، لهذا حقق بهم معاوية –بإرادة الله- انتصاراته على أهل العراق.
وأهل العراق الذين ينضوي تحت قبائلهم الثوار المتهمون بقتل عثمان رضي الله عنه لم يربط بينهم روابط دينية محددة، فيوجد في صفوفهم الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين، ويوجد الشيعة التي تبلورت لديهم نظرة متطرفة حول الإمامة، وأصبح البعض منهم يرى أن الخلافة إنما هي قصر على آل البيت دون سواهم، وأصبح مذهبهم يميل إلى السرية ، علاوة على كثرة أهل الشقاق، ومحبي الفتن في هذا الإقليم، والذين كانوا أحد الأسباب في خذلان علي رضي الله عنه، وكانوا مصدر أذى وبلاء عليه وعلى أبنائه من بعده .
وأما أهل الحجاز، ففيهم الصحابة وكبار التابعين، أهل الفقه والراسخون في العلم ويعتبر الحجاز في تلك الفترة المكان الذي يمثل الإسلام أحسن تمثيل، فلا يوجد فيه أصحاب العقائد الفاسدة، ولم تظهر فيه المنكرات والبدع، وكانت بيئة أهل الحجاز بيئة علم ودين وتقى لوجود الصحابة وأبنائهم في كل من مكة والمدينة.
ويبرز من أهل الحجاز أبناء الصحابة الكبار أمثال الحسين بن علي، وعبدالله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، كأفضل المرشحين ليتولى أحدهم الخلافة بعد معاوية رضي الله عنهم .
وهنا يبرز سؤال ملح وهو، لماذا إذاً لم يرشح معاوية أحداً من هؤلاء الأربعة ؟
وللإجابة على هذا السؤال فإنه يلزمنا الرد على سؤال آخر يطرح نفسه: وهو من هم أهل الحل والعقد الذين يمكن لهم اختيار الخليفة ومن ثم مبايعته ؟
ولكي لا نبعد عن الحقيقة يمكننا أن نقول: إن تطبيقات النظام السياسي في الإسلام لم تأخذ حقها من الممارسة الطويلة حتى تتضح الصورة بجلاء حول اختيار الخليفة؛ والخلافة وما يتعلق بها من أحكام.
فمن هم أهل الحل والعقد في عهد معاوية؟ أتراهم أهل الشام الذين يمثلون الثقل السياسي والعسكري والقيادي في الدولة؟ أم هم أهل الحجاز؟ وهل يدخل في نطاقهم الأنصار وغيرهم، أم هم قريش فقط ؟
ومن أهل الحل والعقد في العراق، أتراه الأمير المعين من قبل الدولة وأمراء الجند؟ أم هم زعماء القبائل العربية مع ما يمثلون من اختلاف في مشاربهم واتجاهاتهم ؟
ومن يا ترى أهل الحل والعقد في مصر، هل هم العثمانية الذين برزوا كقوة مناصرة لمعاوية وأهل الشام أثناء النـزاع بين علي ومعاوية؟ أم يكونوا أمراء الجند ومن ينضم معهم من عليه القوم هناك ؟
في الحقيقة إننا لا نستطيع أن نحدد بدقة أهل الحل والعقد في كل بلد؛ ومن ثم يبدو افتراض أن معاوية سينجح في جمع الكلمة على رجل واحد أشبه بالمستحيل.
فأهل الشام ينظرون لأهل العراق كموطن للثوار الذين اغتالوا عثمان، وليس من المعقول أن يتنازل أهل الشام عن مكاسبهم ومبادئهم التي قاتلوا من أجلها وهي نصرة الخليفة المظلوم والأخذ بثأره .
فكيف يمكن لأهل الشام أن يسمحوا بترشيح شخص يحظى بدعم أهل العراق.
وأهل المدينة خصوصاً وأهل الحجاز عموماً ينظر الشاميون لهم على أنهم يشتركون اشتراكاً فاعلاً في تحمل المسؤولية عن قتل عثمان رضي الله عنه، فقد حوصر أكثر من شهر ثم تسور الثوار المنـزل عليه وقتلوه بين أظهر أهل المدينة، فإذاً ليس من المعقول –حسب نظرة أهل الشام- أن يقبلوا بمرشح من أهل المدينة.
هذا تقريب لنظرة أهل الشام لمن سيكون مرشحاً للخلافة من هذه الأقاليم.
ولا تبعد كثيراً نظرة أهل العراق عن نظرة أهل الشام فيمن سيكون خليفة بعد معاوية رضي الله عنه . أهل العراق يؤيدون بقوة الحسين بن علي رضي الله عنه، ومن الصعوبة أن يقتنعوا بشخص آخر يحل محله .
ثم إن الأشخاص المرشحين لن يحظوا بتأييد كامل من أقرانهم، فالأمويون لا يرغبون في تحول الخلافة لشخص من غيرهم، فهم أكبر قبيلة في قريش، وهم أهل السيادة والإمارة، كما أنهم على خلاف مع بعض أبناء الصحابة في المدينة.
ثم إن نفس المرشحين للخلافة الذين يفترض أن الخلافة ستنحصر في أشخاصهم لم يجمعوا أمرهم على شخص بعينه، بل إن كل واحد منهم يرى في نفسه الأحقية والآهلية التي تجعل منه خليفة للمسلمين .
وحتى ابن عمر رضي الله عنه الذي ربما اجتمعت عليه الآراء، ويجمع غالب المسلمين على ترشيحه، موقفه من الخلافة معروف، وهو من أزهد الناس فيها .
وحسماً للخلاف الذي ربما أدى بالأمة إلى نزاعات جديدة، وفتح ثغراث في كيانات الدولة، نظر معاوية إلى ابنه يزيد على أنه المرشح الذي سيحظى بتأييد أهل الشام الذين يمثلون العامل الأقوى في استقرار الدولة. وقد أبرز معاوية رضي الله عنه السبب الذي دعاه لاختيار ابنه يزيد وذلك أثناء جمع التأييد له من كبار أبناء الصحابة رحلته الأخيرة للحج، إذا كان الدافع لمعاوية رضي الله عنه عندما سارع في أخذ البيعة ليزيد هو خوفه من الاختلاف، الذي قد يطرأ على الأمة بعد موته، وربما تنخرط في قتال جديد لا يعلم سعته ومداه إلا الله عز وجل .
ثانياً: السبب الاجتماعي (قوة العصبية القبلية) :
لقد خاض معاوية رضي الله عنه الحرب، وتولى الخلافة بنصرة من أهل الشام، وكانوا من أشد الناس طاعة لمعاوية ومحبة لنبي أمية.
كانت عندهم نظرة متأصلة تجاه أهل المدينة وأهل العراق، بأنهم السبب في قتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه .
ومن الدلائل على تلك الطاعة والمحبة هو أن معاوية رضي الله عنه لما عرض خلافة يزيد بن معاوية على أهل الشام وافقوا موافقة جماعية ولم يتخلف منهم أحد، وبايعوا ليزيد بولاية العهد من بعد أبيه .
هل كان أهل الشام يرضون بأن يتولى الخلافة أحد غير بني أمية، بالمقابل هل سيرضى كثير من أهل العراق أن يتولى الخلافة رجل من غير آل البيت؟ لقد كان هناك شعور قوي بأهمية بقاء الخلافة في بني أمية، وفي بلادهم.
فمثلاً لما بايع بعض أهل الشام لابن الزبير اعترض كثير من أشراف أهل الشام على ذلك وقالوا: إن الملك كان فينا فينتقل إلى أهل الحجاز لا نرضى بذلك.
وكانت الدولة الإسلامية في بدايتها - أي في عصر الخلفاء الراشدين - يسيطر عليها الوازع الديني ، إلا أنه منذ خلافة معاوية كانت العصبية قد قويت، والوازع الديني قد ضعف في النفوس واحتيج إلى الوازع السلطاني والعصباني، فلو عهد إلى غير من ترتضيه العصبية لردت ذلك العهد وانتقض أمره سريعاً، وصارت الجماعة إلى الفرقة والاختلاف.
إن نظرة ابن خلدون هذه واستنتاجه لجدير بالاحترام والتأييد، وخصوصاً وأن ابن خلدون خاض الحياة السياسية ودخل في غمارها، فاستنتاجه هذا مبني على تجربة، هو أدرى بظروفها ونتائجها.
وبالذات فإن منعطفات السياسة، يكتنفها في الغالب الغموض وعدم الوضوح، فليس بوسع أي شخص أن يدرك هذه الحقائق منذ الوهلة الأولى.
ثم لا ننسى قوة قبيلة كلب من حيث الوجود والكثرة بين قبائل أهل الشام، وهم أخوال ليزيد.
وإذا أردنا أن نميز قوة القبيلة وبالذات قبيلة كلب، ودورها في تقرير السلطة، لنتذكر ما عمله حسان بن مالك بن بحدل سيد قبيلة كلب وهو من أخوال يزيد، هذا الزعيم القبلي هو الذي شد الخلافة لمروان بن الحكم فيما بعد.
ويذهب إبراهيم شعوط إلى إعذار معاوية فيما اتخذه من العمل على أخذ البيعة ليزيد فيقول: "لما كانت العصبية والقوة في بني أمية، فقد أصبح تصرف معاوية بتولية يزيد أمراً طبيعياً يقره المنصفون ويحرص عليه العقلاء".
ثم إنه من الناحية العلمية كان نقل الخلافة من الأمويين إلى غيرهم في ذلك الوقت مطلباً يكاد يكون مستحيلاً، فالولاة على الأقاليم كانوا من بني أمية أو من أتباعهم، وإسناد الخلافة إلى أحد من أبناء الصحابة في الغالب هو عزل لهؤلاء الولاة، وقد يرفض البعض قرار العزل، ثم ستتكرر معارك الجمل وصفين على نطاق واسع.
ومن الدلالة على قوة العصبية في بلاد الشام لبني أمية، أن مروان بن الحكم تمكن من الانتصار بأهل الشام على عمال عبد الله بن الزبير، ثم تبعه بعد ذلك ابنه عبد الملك بن مروان، حتى تمكن من الانتصار بأهل الشام على ابن الزبير وقتله عام 73 رضي الله عنه، ومع ذلك لم نجد أهل الشام انقادوا لابن الزبير، بل إن أهل العراق غدروا بأخيه معصب بن الزبير ومالوا مع عبد الملك بن مروان ، فلماذا لم تجتمع الأمة على ابن الزبير وهو في ذلك الحين لا يشاركه أحد في فضائله ومكانته ؟ بل نجد العكس: أن عبد الملك بن مروان الذي يعتبر في السن كأحد أبناء عبد الله بن الزبير، تمكن من تولي زعامة المسلمين.
ثالثاً: أسباب شخصية في يزيد :
لقد تجلت في يزيد بعض الصفات الحسنة من الكرم والمروءة والشجاعة والإقدام، والقدرة على القيادة، هذه المزايا جعلت معاوية ينظر ليزيد نظرة إعجاب وإكبار وتقدير.
وليس معاوية ذلك الرجل الذي يجهل صفات الرجال ومكانتهم، وهو ابن سلالة الإمارة والزعامة في مكة، ثم هو الذي قضى أربعين سنة من عمره، وهو يسوس الناس، ويعرف مزايا القادة والأمراء والعقلاء، ويعرف لكل واحد منهم فضيلته.
لا شك أن الصحابة وأبناءهم أفضل من يزيد وأصلح، ولكن مع ذلك فإن معاوية ربما رأى في ولده مقدرة لم تكن لغيره في قيادة الأمة، بسبب عيشته المتواصلة مع أبيه، ومناصرة أهل الشام وولائهم الشديد له، ثم اطلاعه عن قرب على معطيات ومجريات السياسة في عصره وقد أنس معاوية رضي الله عنه من ولده يزيد حرصاً على العدل، وتأسياً بالخلفاء الراشدين، فقد كان يسأله عن الكيفية التي سيسير بها في الأمة فيرد عليه يزيد بقوله: "كنت والله يا أبة عاملاً عمل عمر بن الخطاب".
لقد كان معاوية رضي الله عنه يدرك أن كثيراً من المزايا موزعة بين الشباب القرشي، وأن هذه المزايا مع تلك الطموحات الشخصية التي ظهرت فيما بعد ربما تدخل الأمة في حروب وفتن كثيرة، فمع أن يزيد يشارك بعضهم في بعض ما يمتازون به إلا أنه يمتاز عليهم بأعظم ما تحتاج إليه الدولة، أي القوة العسكرية.
بيد أن معاوية يرى هذا التدبير على ما فيه من غمط حقوق الكفاءة للخلافة أضمن لسلامة الدولة، وتتقى به شرور قد تستطير بين الناس كلما مات لهم خليفة، أو قوي أعداؤه فأرادوا استلاب الخلافة منه، ويخشى إذا ظل المسلمون على تناحرهم، أن يجمع أعداؤهم شملهم، ويعيدوا الكرة عليهم في صميم جزيرة العرب، والله أعلم ما تكون النتيجة على الإسلام والمسلمين.
ولايُتهم الإمام في هذا الأمر وإن عهد إلى أبيه أو ابنه لأنه مأمور على النظر لهم في حياته، فأحرى أن لا يحتمل فيها تبعته بعد مماته، خلافاً لمن قال باتهامه في الولد والوالد، أو لمن خصص التهم في الولد دون الوالد.
فإنه بعيد عن الظن في ذلك كله، لا سيما إذا كانت هناك داعية تدعو إليه من إيثار مصلحة، أو توقع مفسدة، فتنتفي الظنة عند ذلك رأساً، كما وقع في عهد معاوية لابنه يزيد، وإن كان فعل معاوية مع وفاق الناس له حجة في الباب.
قال ابن بطال: "وعقد الخلافة من الإمام المتولي لغيره بعده جائز على عامة المسلمين لإطباق الصحابة ومن معهم على العمل بما عهده أبو بكر لعمر، وكذا لم يختلفوا في قبول عهد عمر إلى الستة: وهو شبيه بإيصاء الرجل على ولده لكون نظره فيما يصلح أتم من غيره فكذلك الإمام"
لقد كان ابن عباس يشهد ليزيد بالفضيلة، وبايعه، وكذلك بايعه ابن عمر، ولم يبق إلا الحسين بن علي الذي كان رضي الله عنه يغرر به أهل الفتن في حياة معاوية، ونهاه الحسن عنهم، وعزم على الذهاب لهم بعد وفاة معاوية، وقد حذره الصحابة ونهوه عن ذلك فأبى عليهم وحدث ما حدث.
أما ابن الزبير رضي الله عنه عنه فكان معاوية يحذره من تصرفاته، ثم تمنى أخيراً بعد الحصار أن معاوية حياً فيخلصه مما هو فيه، وندور المخالف معروف.
معاوية رضي الله عنه وولاية المفضول مع وجود الفاضل .
لقد عدل معاوية عن الفاضل إلى المفضول حرصاً على الاتفاق واجتماع الأهواء، الذي شأنه أهم عند الشارع، ولا يظن بمعاوية غير هذا ؛ فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك.
لقد كان النجباء من أبناء الصحابة كثير، منهم: ابن عمر وابن عباس وابن الزبير والحسين بن علي وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم ، ولم يكن أبناء الصحابة فيما بينهم يجمعون على شخصية واحدة، فهذا ابن عباس لم يبايع ابن الزبير بعد وفاة يزيد بن معاوية ومبايعة كثير من الأقطار له. بل كان يوجه إليه الانتقادات ويلومه في بعض أعماله.
وكذلك محمد بن الحنفية، وابن عمر لم يبايعا ابن الزبير، إذاً فمن الذي يضمن تراضي جميع الأطراف على شخصية واحدة؟!
لقد اشترط الفقهاء شروطاً عديدة فيمن يصلح للإمامة من ضمنها القرشية، والاجتهاد، والعدالة، والعلم والقوة، والسياسة، والحنكة، وحسن التدبير وغيرها.
ويروى عن الإمام أحمد إسقاط اعتبار العدالة والعلم والفضل.
والذي يظهر من سيرة عمر في عمّاله الذين كان يؤمرهم في البلاد، أنه كان لا يراعي الأفضل في الدين فقط، بل يضم إليه مزيد المعرفة بالسياسة مع اجتناب ما يخالف الشرع منها، فلأجل هذا استخلف عمرًا ومعاوية والمغيرة بن شعبة، مع وجود من هو أفضل من كل منهم في أمر الدين والعلم، كأبي الدرداء في الشام وابن مسعود في الكوفة.
ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إني لأبعث الرجل وأدع من هو أحب إلي منه، ولكن لعله يكون أيقظ عيناً وأشد بأساً أو قال مكيدة".
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل خالد بن الوليد على الحرب مع أنه أحياناً يعمل ما ينكره النبي صلى الله عليه وسلم وكان أبو ذر أصلح منه في الأمانة، والصدق، ومع ذلك فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً وإني أحبُ لك ما أحب لنفسي: لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم".
فنهى أبا ذر عن الإمارة والولاية لأنه يراه ضعيفاً.
وكذلك استعمل أبو بكر خالد بن الوليد، مع أنه يرى منه هفوات، ولم يعزله من أجلها ، بل ذلك لرجحان المصلحة على المفسدة في بقائه.
ونزع شرحبيل بن حسنة وقال: "تحرجنا من الله أن نقرك وقد رأينا من هو أقوى منك".
وعن ثابت مولى سفيان قال: سمعت معاوية وهو يقول: "إني لست بخيركم وإن فيكم من هو خير مني: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وغيرهما من الأفاضل، ولكني عسيت أن أكون أنكاكم في عدوكم وأعلمكم ولاية، وأحسنكم خلفاً".
فإذا تعين رجلان أحدهما أعظم أمانة، والآخر أعظم قوة، قدم أنفعهما لتلك الولاية، وأقلهما ضرراً فيها، فيقدم في إمارة الحرب، الرجل القوي الشجاع، وإن كان فيه فجور، على الرجل الضعيف، وإن كان أميناً. فالواجب في كل ولاية الأصلح بحسبها .
"سئل الإمام أحمد عن الرجلين يكونان أميرين في الغزو، أحدهما قوي فاجر، والآخر صالح ضعيف مع أيهما يغزى؟ فقال: أما الفاجر القوي، فقوته للمسلمين، وفجوره على نفسه، وأما الصالح الضعيف، فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين، يُغزى مع القوي الفاجر".
ومعظم المقصود من نصب الأئمة حياطة المسلمين، ودفع عدوهم، والأخذ على يد ظالمهم، وإنصاف مظلومهم وتأمين سبلهم، وتفريق بيت مالهم فيهم، على ما أوجبه الشرع، فمن كان ناهضاً بهذه الأمور ونحوها فبه يحصل مقصود الإمامة، وينتفع الناس بولايته، ويشملهم الأمن والدعة، ويطيب عيشهم، ويأمنون فيه على أنفسهم وأموالهم، وحرمهم، وإن كان غيره أكثر علماً منه، أو أوسع عبادة، أو أعظم ورعاً ؛ فإنه إذا كان غير ناهض بالقيام بهذه الأمور، فلا يعود على المسلمين من علمه أو ورعه وعبادته فائدة، ولا ينفعهم كونه مريداً للصلاح وإجراء الأمور مجاريها الشرعية مع عجزه عن ذلك وعدم قدرته على إنفاذه.
وقال الجويني: "والذي صار إليه معظم أهل السنة أن يتعين للإمامة أفضل أهل العصر إلا أن يكون في نصبه هرج وهيجان فتن، فيجوز نصب المفضول، إذا كان مستحقاً للإمامة، كيف ولو تقدم المفضول في إمامة الصلاة لصحت الإمامة".
وهكذا يتضح لنا من خلال النصوص السابقة أن ولاية المفضول ثابتة وجائزة شرعاً.
ويزيد بن معاوية لا شك أنه مفضول وليس بالأفضل مع وجود كبار الصحابة وأبنائهم رضي الله عنهم، ولكن هناك بعض الأسباب التي حاولنا مناقشتها والتي ظهرت لنا من عزم معاوية على تولية يزيد، وأيضاً هناك بعض الأمور التي قد تخفى علينا والتي من أجلها أكد معاوية بيعة يزيد " . انتهى . وتُنظر - أيضًا - : رسالة " العالم الإسلامي في العصر الأموي " للدكتور عبدالشافي محمد عبداللطيف ، ص 129-
خليل حلاوجي
01-09-2013, 04:48 PM
من شعر : ابن الوردي
إن نصف الناس أعداء لمن //ولي الأحكام هذا إن عدل
ليس يخلو المرءمن ضد ولو //حال العزلة في رأس الجبل
خليل حلاوجي
15-10-2013, 10:51 PM
صديقي العزيز ..
لو كنت مع اهل الطائف هل ستسمع لخطاب النبي ام تقذفه بالحجر؟
كي ندخل التاريخ علينا مراجعة قناعاتنا الراسخة .. أليس كذلك ؟
خليل حلاوجي
21-10-2013, 09:15 PM
ما صحة حديث: قال صلى الله عليه وسلم (إنّ نبيّ الله إبراهيم أوشك أنْ يدعو على العراق فأوحى الله أن لا تدعو عليهم فإني جعلت خزائن علمي فيهم وأسكنت الرحمة قلوبهم)وحديث (إنّ في العراق خيرا يوشك أنْ لا ينفذ إلى يوم الدين)وجزاكم الله خيرا. الأسم: محمد خليل الراويالرد:وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.الحديث الأوّل: ورد عن سيّدنا معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: (قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: اللهمّ بارك لنا في صاعنا ومدّنا وفي شامنا وفي يمننا وفي حجازنا، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله وفي عراقنا؟ فأمسك النبيّ صلى الله عليه وسلم عنه، فلمّا كان في اليوم الثاني قال مثل ذلك، فقام إليه الرجل فقال: يا رسول الله وفي عراقنا؟ فأمسك النبيّ صلى الله عليه وسلم عنه، فلمّا كان في اليوم الثالث قام إليه الرجل فقال: يا رسول الله وفي عراقنا؟ فأمسك النبيّ صلى الله عليه وسلم عنه، فولّى الرجل وهو يبكي، فدعاه النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: أمِنَ العراق أنت؟ قال: نعم، قال: إنّ أبي إبراهيم عليه السلام همّ أنْ يدعو عليهم فأوحى الله إليه: لا تفعل فإني جعلت خزائن علمي فيهم وأسكنت الرحمة قلوبهم) الخطيب البغدادي وابن عساكر رحمهما الله تعالى في تاريخهما.قال ابن عساكر رحمه الله تعالى: فيه أبو عمر محمد بن أحمد الحليمي منكر الحديث مقلّ.ومع ذلك أرى أنّ معناه صحيح إذ له ما يؤيّده، فعن سيّدنا أنس رضي الله تعالى عنه (أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نظر قِبَلَ العراق والشام واليمن فقال: اللهمّ أقبل بقلوبهم على طاعتك وحط من ورائهم) الإمام الطبراني رحمه الله تعالى.وورد عن سيّدنا عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال: (العراق جمجمة العرب وكنز الرجال ومادة الأمصار ورمح الله في الأرض فاطمئنوا فإنّ رمح الله لا ينكسر) تاريخ ابن أبي خيثمة (4/385).وقال يونس بن عبد الله الأعلى الصدفي رحمه الله تعالى: (قال لي الشافعي هل رأيت بغداد؟ قلت: لا، فقال: ما رأيت الدنيا، وقال الشافعي: ما دخلت بلدا قط إلا عددته سفرا إلا بغداد فإني حين دخلتها عددتها وطنا، وقال بعضهم: الدنيا بادية وبغداد حاضرتها، وقال ابن علية: ما رأيت أعقل في طلب الحديث من أهل بغداد) البداية والنهاية (10 /102).قال الصاحب بن عباد رحمه الله تعالى فيها (بغداد في البلاد، كالأستاذ في العباد) التدوين في أخبار قزوين (1/196)، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (1/406).وقال ابن زريق الكاتب رحمه الله تعالى:سافرت أبغي لبغـداد وساكنها مثلا قـد احتـرت شـيـئـا دونه اليــــاسهيهـات بغـداد والـدنيـا بأجـمـعـها عندي وسكان بغـداد هـم النــــاسأمّا الحديث الثاني فنصّه: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو نفذ الخير بالجزيرة أين نذهب يا رسول الله؟ قال: اذهبوا إلى اليمن، قالوا: لو نفذ الخير باليمن أين نذهب؟ قال: اذهبوا إلى الشام، قالوا: إن نفذ الخير بالشام أين نذهب؟ قال: اذهبوا إلى العراق، قالوا: إن نفذ الخير بالعراق أين نذهب؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ فيه خيراً لن ينفذ إلى يوم الدين) وهو منتشر على صفحات الأنترنت لكن لم أجده في كتب السنّة، والثابت هو ما رواه سيّدنا ابن حوالة رضي الله تعالى عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيصير الأمر إلى أنْ تكونوا جنودا مجندة جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق، قال ابن حوالة: خِرْ لي يا رسول الله إنْ أدركت ذلك، فقال: عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبى إليها خيرته من عباده، فأمّا إنْ أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غُدُركم - جمع غدير - فإنّ الله توكل لي بالشام وأهله) الإمام أبو داود رحمه الله تعالى.والله عزّ وجلّ أعلم.
منقول
عبدالصمد حسن زيبار
21-10-2013, 10:27 PM
صديقي العزيز ..
لو كنت مع اهل الطائف هل ستسمع لخطاب النبي ام تقذفه بالحجر؟
كي ندخل التاريخ علينا مراجعة قناعاتنا الراسخة .. أليس كذلك ؟
خليل
هذا ما نبهنا كتاب الله إليه
( بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ( 22 ) وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ( 23 ) قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون ( 24 ) فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ( 25 ) وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون ( 26 ) إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ( 27 ) وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ( 28 ) )
نقد العقلية الاتكالية
بتنا أمة أجرت عقلها لغيرها
خليل حلاوجي
30-10-2013, 08:54 PM
خليل
هذا ما نبهنا كتاب الله إليه
( بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ( 22 ) وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ( 23 ) قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون ( 24 ) فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ( 25 ) وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون ( 26 ) إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ( 27 ) وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ( 28 ) )
نقد العقلية الاتكالية
بتنا أمة أجرت عقلها لغيرها
لا تزال أخطار العقلية التي نحملها :
التكرار والاغترار .. والاجترار.
قلبي يحبكم. يارجل.
خليل حلاوجي
03-01-2014, 08:56 PM
أي ثورة لا تستند على ( أفكار ثورة ) هي عمل يهدف إلى التغيير فقط ... وليس التغيير الشامل
الثورة استبدال نظام بقيمه وأفكاره بنظام أكثر واقعية
لايوجد في الثورة مصالح قديمة ومصالح جديدة ..
ثورة لا ترفع شعار : اذهبوا فأنتم الطلقاء .. لن تتنفس الهواء من جديد .. هي ثورة مخنوقة وستخنق الثوار .. فهي ثأر وليست ثورة ..
بابيه أمال
07-01-2014, 12:28 AM
ليس غريبا أن تجد الكاتب أكثر الناس شقاء.. هو لا يحس آلامه فقط، بل يضيف لذلك الحس، حسا آخر، أكبر وأعمق، كثيرا ما يتمثل في آلام الآخرين، ومصائبهم ومعاناتهم، فيكون الإحساس عنده مضاعفا، قويا، يحفر العمق منه لتأتي ردة فعله على غير المعتاد.. وقد تثير دهشة من هم حوله أو سخريتهم.
وكل هذا لا ينفي أنه معصوم من الخطأ، فمثله مثل أي شخص آخر، له زاوية تجيد الاختفاء، وفي نفسه غابات من المشاعر البدائية لم يطلها التهذيب.. قد تحتوي الأنانية، وحب الظهور، وقد تحتوي أي خطأ يمكن أن يقع عليه فعل بشر..
ولعل أنظف ما في الكاتب ضميره لحظة معاناة.. ويمكن القول أن بعض الكتاب يهربون من الارتياح.. خوفا من أن يخفت وهج ضميرهم، أو يتثاقل إحساسهم بالوجود.. فنجدهم ميالون للحزن دوما، يحملون مصابيح ينورون بها الدروب إلا دروبهم.. ويأتون بحلول تكشف معضلات الناس إلا معضلاتهم..
والكاتب الأصيل إن كان أشد الناس شقاء، فهو أكثرهم سعادة أيضا.. ففي أعماقه دوما ذلك الإحساس المسالم الذي يغمر روحه.. ويجعله يقدر تواجد الجانب الشرير في النفس الإنسانية بمثل ما يقدر تواجد الليل مهما بلغت درجة حلكته. فلهما نفس الدور تقريبا.. الأول يخدم الخير من حيث لا يدري، والثاني يتوهج الضياء من حلكته، فيبزغ من خلاله الفجر أكثر سطوعا..
خليل حلاوجي
07-01-2014, 05:36 PM
قال لي .. يا أستاذ : قرأت كل اشكال الدعاء قبل أن ادخل الإمتحان وبعد الدخول وبعد الخروج ... فجاءت النتيجة ... غير مرضية لي .. لماذا ؟
قلتُ له ..
ياولدي : خطط قبل الامتحان ... ثق بنفسك ... لا تتردد ... ضع اجابتك بكل همّة ..
هل رأيتَ فلاحًا يحصد قبل أن يزرع ؟
وهل رأيت فلاحًا يزرع التين فيحصد الرمان ؟
انتهي وقت العجائب في هذا الزمان ... للنجاح شروطه ومستلزماته ومنها الدعاء طبعًا
ضع بذارك ثم انتظر الثمار ..
وبعدها قل يارب كن عونًا لي
يارب لا تنسى عبدك النشيط الصادق مع نفسه ... يارب يارب يارب ...
خليل حلاوجي
15-01-2014, 06:40 PM
(( ليس تقليداً .. لكنه مسؤلية ))
الأستاذ الدكتور
عماد الدين خليل
كما أنّ أي مهندس أو طبيب لا يستطيع أنْ يستقل بعمله إلا بعد استكمال أدوات العمل ومهارات التخصص وخبراتهما .. وكما إنه ليس لرجل اعتيادي أو مريض إلا أنْ يستشيرهما بصدد بناء بيت أو علاج مرض ... كذلك (موقف المسلم) إزاء المسائل الفقهية والقضايا التشريعية ..
إنه ليس تقليداً ذلك الذي يمارسه المسلم (المسؤول) في مسائل حياته جميعاً ، وهو يرجع إلى معطيات أبي حنيفة ، أو الشافعي أو مالك، أو ابن حنبل ، أو غيرهم .
وليس تقليداً ذلك الذي يعمله المسلم وهو يستفتي في أية مشكلة تعرض له ، هذا الفقيه أو العالم ، أو ذلك .
ليس تقليداً ولكنه شعور بالمسؤولية ، وتقدير لموقع الإنسان في خارطة المجتمع ، واحترام ملزم لشريعة الله .. فليس في مقدور أي مسلم عادي ، قبل أنْ يستكمل أدوات التعامل مع الشريعة ، ويتمكن من خبرات الاجتهاد ، ويحيط علماً بمقاييس الا ستنباط والمناظرة والتفريع أن يشترع على هواه ، وأن يصدر الأحكام كما يشتهي ، وأن يفتي لنفسه وللناس بما يرتأيه..
ولو جاز لكل إنسان أن يمارس مهنة الطب أو الهندسة دون أن يدرس شيئاً عنهما، بل دون أن يستكمل سائر ضرورات التخصص في حقولهما المختلفة، لجاز للمسلم أن يجتهد في أمور دينه دون أن يلزم نفسه بالرجوع إلى أحد الأساتذة أو الشيوخ المتخصصين في مسائل الاجتهاد ، والتشريع ، أولئك الذين أفنوا أعمارهم وهم يضربون في بحر الضرورات العلمية التي تفرضها مهمة (الاجتهاد) الشاقة العسيرة على كل الراغبين في اقتحام خضمّها العميق
... إنّ الدور الكبيرة التي يبنيها أناس لا خبرة لهم بمسائل الهندسة المدنية ، ستنهار على رؤوس أصحابها يوماً ... والأمراض الخطيرة التي يعالجها رجال لا يعرفون عن الطب شيئاً ستؤول بالذين يعانون منها إلى الدمار والموت ..
وكذلك تخرج الشريعة عن أهدافها ، وتنزع عنها ملامحها ، وتنشق عن شخصيتها وتميّزها... عندما تغدو لعبة ميسورة في أيدي كل الناس ، يعملون فيها ـ على هواهم ـ بمشارطهم لكي يستخرجوا منها حلاً لمشكلة عويصة ، أو فتوى لوضع اجتماعي معقد ... وما أكثر المشكلات والأوضاع المستجدة في عالم لا يكف عن الحركة والتمخض...
إن ثمة نوعين من الرجال يدعوننا إلى أن نتخذ هذا الموقف من شريعة الإسلام .. هذا التعامل المجاني السهل ، الرخيص ، مع منهاج الله .. ساذج أو خبيث ...
ساذج يتصور أن إخراج الإسلام عن عزلته المعاصرة لا يتم إلا بتحويـــــل كــــل المسلمـــين إلى مجتهدين ، وتوزيع شهادات التخصص عليهم ، دون أن يدرك أن(العزلة) ليست في هذا ، وإنما في حجب الإسلام عن الوصول إلى (الحكم) في عالمنا الراهن... الحكم الذي هو البداية الحقيقية والطبيعية لمجابهة مشكلات الحياة والمجتمع ، بالاجتهاد العلمي ، الواقعي ، المسؤول ..
وخبيث يدرك جيداً أنه متى تحول المسلمون جميعاً إلى (مجتهدين) فقدت الشريعة صلابتها وقوتها ، وتماسكها ، وانسلخت عن شخصيتها وملامحها وتميزها ، وتفتت قواعدها شيئاً فشيئاً ، لكي ما تلبث أن تندمج في مجرى الحياة الصاخب ، وتتفكك وتذوب ...
وفي مقابل هذا الرفض المسؤول الذي يتوجب أن يكون عليه المسلمون تجاه قضية التشريع ، فإن ثمة رفض آخر يتحتم عليهم :
ألا تتوقف حركة الاجتهاد ... أن تظل مدارسها تعمل، ورجالاتها المتخصصون يتخرجون، ومشايخها وأساتذتها يزدادون خبرة، ومقدرة، ونشاطاً ..
إننا إذا قدرنا على أن نتصور مجتمعاً حيوياً متطوراً يخلو كلية من مهندس أو طبيب ، ثم يصل إلى أهدافه ببساطة ... جاز لنا أن نتصور مجتمعاً إسلامياً حركياً يخلو من مشرع أو مجتهد ، ثم يصل إلى أهدافه التي علمنا إياها الله ورسوله ...
إنهما حدان قاطعان كالسكين ، أن نتحول جميعاً إلى مجتهدين ، أو أن لا يكون في مجتمعاتنا المعاصرة أي مجتهد على الإطلاق...
خليل حلاوجي
18-01-2014, 05:40 PM
نتأمل أن نتخلص من ترسخ ثقافة معاداة الابتكار
خليل حلاوجي
30-10-2014, 05:02 PM
المعيار الحيوي للزمـــــــــــــن
د.فارس المدرس
كنت نشرت في وقت سابق موضوعا عن البعد السادس للزمن ( اختراق الزمن). وهو موضوع معقد أثبته العلم لكنه عجز عن تحقيقه، مع أن هناك شواهد تاريخية واعتقادية تؤكده.
واليوم طرأت لي فكرة اطرحها بشكل مبسط جدا، واعترف بأنها تحتاج إلى توسع فلسفي وعلمي كبير. لكنها ليست سوى لمحة يفيد منها من أراد. ومفادها:
...أن البشر يعتبرون أنفسَهم فريدين مِن نوعهم؛ لذلك قاموا ببناء نظريتهم الكاملة عن تواجدهم الأول على وفق وحدات القياس، المعروفة فيزيائيا؛ وهي قياسات تصح في أماكن وتخطئ في أماكن وظروف أخرى، وهي قياسات تقيس الحالة الآنية للأشياء، أو تقرب لنا سلوكها وحالتها ليس إلا.
وليس كل النظم التي وضعها الإنسان هي نسخ كربونية يكون فيها: 1+1 = 2 كما عرفناه. لأن 1+1 لا يساوي 2 دائما.
والواقع لا توجد أرقام أو حروف إلا وجودا تجريديا؛ وإننا نحن مَن قمنا بتقييم تواجدنا لنجعله مطابقا لتصوراتنا؛ وليكون قابلا للفهم، وصنعنا موازين ومقاييس تنسينا عدم إمكانيه قياس الأشياء؛ لنريح أنفسنا من وحشة الأسئلة المغلقة تجاهها.
ولمَّا كانت الحياةُ في حركة مستمرة؛ وآخذةٌ في التغيِّر فان مواقف الناس تجاه تلك التغيرات لابد أن تتغير أيضا، لكن تغير الحياة وصيرورتها أكبر من مَدارِكهم أحيانا؛ أو أن المجهول لا يريح عقولَ الناس؛ بل يبعث فيهم على الخوفَ؛ لذلك هم لا يطلبون مِن المعارف إلا ما يمحو شعورَهم بالجهل تجاه الأشياء، ويبدد إحساسهم بالغرابة، والضعف أمام المجهول.
وإذا لم يكن للبشر وحدة القياس حقيقية، والعالم ليس محكوما طبقا لقوانين الحساب في كثير من الأحوال؛ فما الذي يحكمه إذن ؟
أنظر إلى سيارة تسرع في الطريق دائري واسع، قم بتسريع حركتها باستمرار سرعات فائقة؛ ما لذي سيحدث في النهاية ؟ سيحدث أن السيارة ستختفي؛ ولن تراها؛ لذا ما الدليل الذي لدينا على وجودها ؟
الوقت هو الذي يمنح التواجد حضوره في مداركنا.
الوقت هو الوحدة الحقيقية للقياس، وهو الذي يمنح تواجد المادة على الأقل بالنسبة لمداركنا. ومن دون الوقت ... لن نتواجد. فالزمن هو الوحدة الحقيقية والفريدة للقياس.
لكن للأسف معرفة الإنسان بالزمن معرفة بائسة فجة إلى حد بعيد، لذلك هو يجهل الأمور الأكثر خطورة وحيوية عن وجوده وحقيقته.
وهذا يجرنا إلى لازمة عانت منها البشرية قرونا ضاربة في عمق التاريخ؛ مفادها أن نظريات المعرفة وأكثر الفلسفات كانت خاضعة لحركة التباطؤ، ولم تتفلت من قيود الحس البطيء؛ لذلك - وعلاوة على تضاربها وسخف الكثير منها وخضوعها للنسق والأهواء- لم ترتق بالبشر إلا ارتقاءا متأخرا.
وهذا التطور المادي الباهر سخيف جدا بالقياس إلى ألوف السنين مرت والإنسان في ضحالة، فضلا عن تأخره النفسي والاجتماعي الذي ما زال يوغل في إسفافه.
وفقط بعض من الافكار الصوفية وبعض الشواهد الاعتقادية، والاخرى تاريخية كالتي وصلتنا عن الفراعنة امكنها الربطه بين الخلية الحية وسلطة الزمن؛ بوصفه مقياسا لحركة النمو والتطور في عمر الخلية أو فنائها.فإذا تم التأثير على الخلية في تحسسها للزمن فإن أمورا كثيرة ستحصل تفوق خيال البشر وتوقعاتهم، يترتب عليها ما يروّع من تغيرات في نمط حياتهم
خليل حلاوجي
18-11-2014, 04:43 PM
قال الله تعالى : { أم خلقوا من غير شيء }
تأمل ..
لا يمكن أن يحصل شيء من لا شيء، ولا أن نؤمن بالمفاجئات ، ولا أن يأتي الحدث من مصدر غير موجود ..
لكل شيء جذر وتاريخ وأصل وبداية .. بداية زمانية ومكانية وسببية ..
خليل حلاوجي
20-11-2014, 03:54 PM
بحث التخرج في جامعاتنا .. وسواها .
الفارق نوعي .. تبعًا لجدوى الباحث ومراده من زيارة المكتبة ، نحن بحاجة إلى تفكيك مصطلح ( باحث ) ففي جامعاتنا المهم ليس مشكلة البحث بل عدد أوراق البحث في حين أن التدقيق نجد أن المهم الاعتراف بالمشكلة قبل كتابة البحث وبالتالي يأتي جهد الباحث كونه المؤهل لإعمال العقل وتثوير الفكر وخدمة المجتمع عبر القيام بالبحث هذا .. الباحث ليس حدادًا ولا نجاراً ولا بائع فجل .. إنه طبيب فكري ... لكن ليت قومي في جامعاتنا يعلمون !!
خليل حلاوجي
20-11-2014, 03:56 PM
حروبنا اليوم ليست بالمسدس والصاروخ فحسب بل إنها مواجهة فكرية !!
خليل حلاوجي
07-12-2014, 04:30 PM
مصطلحات مرتبكة في دلالتها ..
1- العقل والفكر والدماغ والمخ.
ما رأيكم ؟
يتبع ..
خليل حلاوجي
07-12-2014, 04:41 PM
هل رأيتَ فلاحًا يحصد قبل أن يزرع ؟
نعم :
أول فلاح فكّر في الحصاد فبدأ الزراعة ...
السؤال الآن .. الفكر قبل الموجودات أم العكس؟
وبمعنى أدق : العقل قبل المعقولات أم ماذا؟
خليل حلاوجي
08-12-2014, 03:21 PM
التفكير هو : عملية تجرى في الدماغ و هي عبارة تفاعلات كهربائية و حيوية عضوية في حيز مادي من خلال التعامل مع معلومات تصل عن طريق الحواس أو التداعي والتأمل .ومن المهم ادراك أن [التفكير] وكما هو [العقل] ليسا ماديان و لكنهما إجراء حركي لتفاعلات متواصلة في حيز مادي. من ذلك عملية خزن الذكريات و تنظيم المعلومات وفهرستها وفق قواعد المنطق و علاقات السببية ... فمن المنطق أن السمك لا يطير وأن الواحد نصف الاثنين وأنه لايجوز الجمع بين نقيضين فتقول مثلا أن الساعة الآن العاشرة صباحا ومساء ... إلى غيرها من أسس منطق التفكير وثبت أن هذه العلاقات محفوظة لأنها تتغذى باستمرار فالمخ له شكل مادي يستديم عمله من الغذاء من سكريات و بروتينات. وبالضبط هو كالحاسبة لها جزء مادي ( هاردوير) وجزء برمجي( سوفت وير) .. التفكير هو السوفت وير والمخ هو الهارد وير .. هذا باختصار .. والله أعلم وأحكم
خليل حلاوجي
14-12-2014, 08:06 PM
ركب النبي البراق لا ليسابق الزمن بل ليفضح لنا حتميته .. النبوات فوق معيار الزمن .. وكل أسوة دون النبوة ماهي بأسوة سوى سباق مع الزمن الأ‘مى على خط اغتيال الإنسانية التي تسكن أعماق الإنسان .. هاهي غرب الأرض تأن وتشتكي عقم غاياتها وفجائع وقائع حروبها التي لا تنطفئ حتى تأخذ أخضرهم بيابس تاريخهم ..
ركب النبي البراق لا ليسابق الزمن بل ليفضح لنا حتميته .. ليقول لك أيها الإنسان تعالى وترفع وحلّق إلى السمو والرفعة والطمأنينة وتخلص من طينك القاسي الذي يجعل القلوب كالحجارة بل أشد قسوة .....
ركب النبي البراق لا ليسابق الزمن بل ليفضح لنا حتميته .. ويخلصنا من سجن الهيمنة فلا مهيمن على زمننا سوى الله موجدنا .. نتحرر من حصون التأخر والجمود .. قم أيها الإنسان وازرع في الأرض لجنتك .. عمّرها .. جددها .. سابق الريح ..لا تتوقف.
ضرب الله مثلًا .. عبد هو كلّ وعالة على الناس ، وعبد هو من يصنع مصيره .. كن أنت أي الرجلين وتأمل كيف .ركب النبي البراق لا ليسابق الزمن بل ليفضح لنا حتميته ..
خليل حلاوجي
15-02-2016, 12:01 AM
(العقل حارس، والطباع محروسة، والنفس عليهما موقفة، فإن كان الحارس أقوى من طباعها، كان ميل النفس معه طبعاً، لأن شأن النفس الميل إلى أقوى الحارسين وأمتن السببين، ومتى كانت القوتان متكافئتين كان الفعل اختياراً ومن حد الغلبة خارجاً)
الجاحظ
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir