ريم بدر الدين
09-08-2007, 11:54 AM
اوشينارا
حكاية هندية
كان الحكيم اوشينارا يحيا حياة متواضعة في قصره البهي ،و يقدم المأوى للمعدمين و جوابي الافاق الذين كانوا يتجولون طوال العام بين شواطىء الغانج المقدس و جبال الهملايا المنورة.
ذات يوم حين كان الحكيم اوشينارا جالسا في البهو يتلو الويد* و اذا بيمامة تطير مذعورة نحوه و قد انتابها هلع شديد و في اثرها رخم* سريع الجناح.
حطت اليمامة المرتجفة على ركبة الحكيم متضرعة حمايته و كان الرخم قد ادركها . انقذ اوشينارا اليمامة
- أيها الحكيم ، قال الرخم مخاطبا اوشينارا ، إن الجوع يمزق احشائي . أنت ترتكب جريمة بحجبك الطعام عن الجائع فاعطني يمامتي !
اوما اوشينارا بيده رافضا .
مضى الرخم يقول :
- اوشينارا، المعروف عنك انك رجل تفي بواجبك ، فلماذا تخرق الوفاء ؟ لماذا تقضي علي بالجوع؟
- اجاب اوشينارا معترضا :
- إن هذه اليمامة المستضعفة التي يعتريها هلع مهلك لجات إلي طالبة الحماية . فهل تجهل أنت أيها الرخم العظيم أن من أولى واجباتي هي عدم تسليم المستجير للعدو . ان حجب الحماية عن الضعيف اكثر جرما من اقتراف أفظع الجرائم ، أفظع من اغتيال براهما*.
- و لكن أيها الحكيم، ان على كائن ان يتغذى كي يعيش .واذا حرمته من الطعام ، فسوف تقطع حبل الحياة . وبانتزاعك اليمامة مني ، انما تحكم بالموت ليس علي فحسب ، بل و على صغاري
- أنت حكيم في محاجتك ، أيها الرخم والطائر القوي ، و لكن ابميسوري أن أدفع باليمامة المسكينة إلى الهلاك ؟ لن يكون هذا بتاتا! إن أبواب قبوي مشرعة أمامك . فاذهب وخذ ما تشاء من لحم الغزال او الخنزير البري اطلب ما شاء و سألبي طلبك.
- لا ، يا اوشينارا ، هذا ناموس الطبيعة .الرخم لا يقتات إلا على لحم اليمام ، فاعطني يمامتي
- أيها الرخم ، قال اوشينارا متضرعا ، سوف أهبك كل ما تبغي . ليس في مقدوري أن أحكم بالهلاك على اليمامة التي استجارتني فأجرتها .
- أجاب الرخم : أيها الحكيم ،إذا كنت ترأف باليمامة ، اعطني بدلا منها ما يعادل وزنها من لحم جسدك.
- أجل انت محق في كلامك ، قال اوشينارا بارتياح و أعقب ، يسرني أيها الرخم أن أقدم جسدي فدية .
علقوا في سقف البهو ميزانا .
وضع اوشينارا اليمامة على أحدى كفتي الميزان ، ووضع في الكفة الأخرى قطعة لحم اقتطعها من جسده.لكن اليمامة كانت اكثر وزنا . اقتد قطعة أخرى ، و لكن اليمامة بقيت أكثر وزنا . راح يقطع المزيد والمزيد من لحمه و يضعه في كفة الميزان ،غير أن وزن اليمامة كان يزدادا كل مرة.
عندئذ اعتلى اوشينارا نفسه كفة الميزان وهو ينزف دما ...
هتف الرخم:
أنا هيندرا*حاكم الكون ، و اليمامة روح هاغني *الملتهبة .لقد جئنا لاختبار فضائلك .لك المجد الخالد يا اوشينارا ، فقد ضحيت بحياتك من أجل انقاذ يمامة صغيرة .لقد أضفيت على اسمك سؤددا لا يخبونوره. أنت بحق ، وفي لواجبك المقدس .
*الويد مسلة المراجع الدينية الهندية القديمة
*الرخم طير جارح
*براهما :أحد آلهة الهند القديمة
*هيندرا:إله الخير عند قدماء الهنود
*هاغني: آلهة النار و حامية الوجاق .من اقدم آلهة الهند
النص مأخوذ من مجموعة حكايات العم اوهان
للكاتب الارمني افيتيتك اساهاكيان
ترجمة موفق الدليمي
حكاية هندية
كان الحكيم اوشينارا يحيا حياة متواضعة في قصره البهي ،و يقدم المأوى للمعدمين و جوابي الافاق الذين كانوا يتجولون طوال العام بين شواطىء الغانج المقدس و جبال الهملايا المنورة.
ذات يوم حين كان الحكيم اوشينارا جالسا في البهو يتلو الويد* و اذا بيمامة تطير مذعورة نحوه و قد انتابها هلع شديد و في اثرها رخم* سريع الجناح.
حطت اليمامة المرتجفة على ركبة الحكيم متضرعة حمايته و كان الرخم قد ادركها . انقذ اوشينارا اليمامة
- أيها الحكيم ، قال الرخم مخاطبا اوشينارا ، إن الجوع يمزق احشائي . أنت ترتكب جريمة بحجبك الطعام عن الجائع فاعطني يمامتي !
اوما اوشينارا بيده رافضا .
مضى الرخم يقول :
- اوشينارا، المعروف عنك انك رجل تفي بواجبك ، فلماذا تخرق الوفاء ؟ لماذا تقضي علي بالجوع؟
- اجاب اوشينارا معترضا :
- إن هذه اليمامة المستضعفة التي يعتريها هلع مهلك لجات إلي طالبة الحماية . فهل تجهل أنت أيها الرخم العظيم أن من أولى واجباتي هي عدم تسليم المستجير للعدو . ان حجب الحماية عن الضعيف اكثر جرما من اقتراف أفظع الجرائم ، أفظع من اغتيال براهما*.
- و لكن أيها الحكيم، ان على كائن ان يتغذى كي يعيش .واذا حرمته من الطعام ، فسوف تقطع حبل الحياة . وبانتزاعك اليمامة مني ، انما تحكم بالموت ليس علي فحسب ، بل و على صغاري
- أنت حكيم في محاجتك ، أيها الرخم والطائر القوي ، و لكن ابميسوري أن أدفع باليمامة المسكينة إلى الهلاك ؟ لن يكون هذا بتاتا! إن أبواب قبوي مشرعة أمامك . فاذهب وخذ ما تشاء من لحم الغزال او الخنزير البري اطلب ما شاء و سألبي طلبك.
- لا ، يا اوشينارا ، هذا ناموس الطبيعة .الرخم لا يقتات إلا على لحم اليمام ، فاعطني يمامتي
- أيها الرخم ، قال اوشينارا متضرعا ، سوف أهبك كل ما تبغي . ليس في مقدوري أن أحكم بالهلاك على اليمامة التي استجارتني فأجرتها .
- أجاب الرخم : أيها الحكيم ،إذا كنت ترأف باليمامة ، اعطني بدلا منها ما يعادل وزنها من لحم جسدك.
- أجل انت محق في كلامك ، قال اوشينارا بارتياح و أعقب ، يسرني أيها الرخم أن أقدم جسدي فدية .
علقوا في سقف البهو ميزانا .
وضع اوشينارا اليمامة على أحدى كفتي الميزان ، ووضع في الكفة الأخرى قطعة لحم اقتطعها من جسده.لكن اليمامة كانت اكثر وزنا . اقتد قطعة أخرى ، و لكن اليمامة بقيت أكثر وزنا . راح يقطع المزيد والمزيد من لحمه و يضعه في كفة الميزان ،غير أن وزن اليمامة كان يزدادا كل مرة.
عندئذ اعتلى اوشينارا نفسه كفة الميزان وهو ينزف دما ...
هتف الرخم:
أنا هيندرا*حاكم الكون ، و اليمامة روح هاغني *الملتهبة .لقد جئنا لاختبار فضائلك .لك المجد الخالد يا اوشينارا ، فقد ضحيت بحياتك من أجل انقاذ يمامة صغيرة .لقد أضفيت على اسمك سؤددا لا يخبونوره. أنت بحق ، وفي لواجبك المقدس .
*الويد مسلة المراجع الدينية الهندية القديمة
*الرخم طير جارح
*براهما :أحد آلهة الهند القديمة
*هيندرا:إله الخير عند قدماء الهنود
*هاغني: آلهة النار و حامية الوجاق .من اقدم آلهة الهند
النص مأخوذ من مجموعة حكايات العم اوهان
للكاتب الارمني افيتيتك اساهاكيان
ترجمة موفق الدليمي