هديل الرّوح ( هَمَسات النّسرين)

[نسرين بن لكحل]

أركب هودج الصّمت بين قاطرات الفوضى..أعبر فيافي الشرود و أجتازُ نفسي ،أجتاز الوقت و حزن في الرّوح يلازمني،لست أخجل إن قلتُ أن الحزن يعشقني،هو قريني،إنه يعرفني كالظل يعرف الشمس،لا ينكرها..بل يقفز نحو الأشياء ليقول لها : هنا أضئتِ ..هنا أنا حيث أنتِ .

[نسرين بن لكحل]

حبّك حملني إلى بر الأمان،حبّك أخرج من صمتي انسانا،حبّك صيّرني نجمة متلألئة تسبح في الأجواء..
و طهّرني من درن الدنيا،فلا شغل لي بالنّاس إلا بكَ ،و لا غاية للروح تصبوا لها إلا أن تلقاك باسما راضيا فترضى و تقنع، هل بعد هذا الحب نقول أنّ الحبّ خطيئة ؟

[نسرين بن لكحل]

حبّك حملني إلى برّ الأمان،حبّك أخرج من جوفي انسانا آخر،حبّك صيّرني نجمة متلألئة تسبح في الأجواء....و طهّرني من درن الدّنيا،فلا شغل لي بالنّاس،و لا حديث لي معهم إلا عنْكَ.و لا غاية للرّوح تصبوا لها، إلاّ أن تلقاك باسمَا راضيَا فأرضى و أقنع، فإن كان الحب خطيئة ،أعلن أني عاشقة و حبّك أنبلُ خطيئة ارتكبتها في حياتي..

[نسرين بن لكحل]

الحزن ليس ضعفا لكنّ الانصياع له جبن و مذلّة .

[نسرين بن لكحل]

في القلب أنتَ،في مخيّلتي،في نفسي و في أشيائي،و قرب روحي،في دمي قاطن، بل دمي أنتَ.كيف أقلع عن التفكير بكَ،و أنت المتربّص بي حال صمتي و شرودي،حال بوحي و انزوائي لركن قصيّ غير بعيد منْ نفسي،
أدمنتك و قضي الأمرُ،إني أتحسّس قلبي في صدري،هل هو فيه أم أنّه غادرني،أظنّي أصبتُ بمسّ ،ربّما نسيت أن أحصن نفسي ، سأتلو عليكَ آية الكرسي،علّك ترحل لكنّي أخشى أن ترحل معك نفسي،فلن أجدها بعد فقدانها مرّتين،
سأكتفي بتعويذة تحميك من العينِ،كي لا يحسدوني فيكَ ..تربّص بي و اترك شيطان شِعرك يتخبّطني من المسّ؛كي أكتب بديع الكلم و بليغ النّثر ..و أبدع أنتَ في نظم القوافي و أطربني بسحر الشّعر..

[نسرين بن لكحل]

لا تمت بنصل الجبن و طعنة في الصّدر أنتَ صاحبها.

[نسرين بن لكحل]

يا من تكبر معَ النّبض،يشيب الرأس و لا يهرم حبّك في قلبي،خاصمتُ فيك بعضي و بعضي هذا فيه سلواي و أمني..مزّقت رسائل الشوق و قذفتُ بقصاصتها في يمّ العين.
لماذا حين نحبّ تؤرقنا الهواجس؟
أخاف أن أحبك أكثر،فترحل و ينكسر بعدك القلب..أتعبتُك بهواجسي و أثقلتُ كاهلك فوق ثقلهِ بظنوني الخائبة.

[نسرين بن لكحل]

أيّها الفرح أَلبسني ثوبكَ العاري،ثوبك الذي لا يسترني إلا قليلا ..فيكشف مزيدا من سوءاتي..
ألف آهة متقطّعة و بسمة تذوي ..
أيّ طعم للفرح و الغصّة بين صعود و هبوط ؟و العين الحبلى بالوجع،تجهض الحزن بدمعة حين الفرحِ..

[نسرين بن لكحل]

كن حرّا و أنت السّجين في قلبي،كن حرّا و حلّق في فضائي،إنّ سمائي واسعة،لا تكدّرها غيوم الظنون و لا تضيق من ثقل الهواجس، و إنّي معكَ حرّة كالهواء،إني ألفيت نفسي بين جنبيكَ، و يرونني الأسيرة و أنا الملكة فيكَ ..أمَة لهواكَ و أنت مارد الفرح في مدني..

[نسرين بن لكحل]

اللّيل ملاذ المتعبين..و السّهر حضن العاشقين، المناجاة كفّ حانية و أذن واعية تصغي للمعذبين أمّا الوسن فوسادة المشتاق المتقلّب على جمر الحنين الذي يقضم أصابع الصبر ..يقبّل رقّاص الوقت شوقًا و يستجدي الليل أن يطول ليحضن المحبوب طيفًا بعد أنْ حرمه الصباح لقاء طويلا ..

[نسرين بن لكحل]

يقول جوستاف لاروميه:
" إن الأسلوب شخصيٌ كلون الأعين و نبرة الصوت و من الممكن أن يتعلم المرء مهنة الكتابة ولكنة لن يتعلم أن يكون لهُ أسلوب. إنّه من الممكن أن يُصبغ الأسلوب كما يُصبغُ الشعرُ ولكنه من الواجب عندئذ أن نستأنف نفس العملية كل صباح، إن تعلم الأسلوب يبلغ من عدم جدواه أننا ننسى كل يوم ما نتعلمه عنه، و عندما تضعفُ قوة الحيوية تضعف جودة ما نكتب، و المِرانُ الذي يُنمي الملكات الأخرى كثيرا ما يُضعف هذه الموهبة..

[نسرين بن لكحل]

هو الموج يصفع الرمال بلا رحمة أحيانا ..يحاول أن يمسح عن ذاكرتها تلك الوجوه التي عبثت بوجدانها
و بعثرت ذراتهاو نثرت لآلئها ، و تركت ندوبا في القلب قبل الأديم ..و يمتد بغضبه الى الصخور
الممتدّة على الساحل فيغسل قلبها علها تلين و تحن قليلا .ففي بعض الصفعات اِفاقة من لحظات الغفوة.

[نسرين بن لكحل]

في الشتاء تأخذ الشمس قيلولة و تعدل عن وخز الأجساد لتكتفي بلثم الوجوه و تقبيل الخدود قبلات كافية لبعث الدفء دون اضفاء اللون الحنطي على الجسد .. أمّا الغيم فتراه يعانق بعضه بعضا حتّى التعرّق فتتسرب من المسام زخّات مطر تغسل جسد المدينة ، تستحمّ بها الطرقات فتنفض عنها غبار الأتربة العالقة و تنكشف به سوءات الأشغال التي تستزف المال العام ..الدمع يغسل القلوب من ذنوبها فيطهّرها .أمّا المطر فيعرّي المدينة من نقابها و يفضح سوءاتها ..فيكشف عن ساق النفاق و الغشّ الممارس من طرف المقاولين ..

[نسرين بن لكحل]

اجعلني في عينيك محرابا و حجّ إلي بأشواقك ..

[نسرين بن لكحل]

عيناك مجرّة و ما دونها تجاويف فراغ ..
عيناك قصيدتي ..والشمس فيها تنام ..
يا عاشقي ..ليس يكفيني عمر واحد كي أحبّك ..أحتاج ألف عمر و لن ينفذ الغرامُ.

[نسرين بن لكحل]

سأحبّك بكلّ ما أوتيتُ من حياة ..

[نسرين بن لكحل]

الحب مغامرة ..و إنّي قامرت بقلبي و أشواقي،
قالوا : ألست تخشين الخسارة ؟و الخسارة في قانون الحبّ موت..
قلت: قد ربحت الحبّ ..و إن متّ بعده حسبي أني قد ذقت فيه الحياة ..

[نسرين بن لكحل]

أتعبني الرّكض فرارا من الخيباتُ، و أصبحتُ هشّة من الصفعاتُ..

[نسرين بن لكحل]

أصعبُ الأحلامُ أن تكون داخل وطنِك و تحلم بحضن وطنٍ.

[نسرين بن لكحل]

حين يصبح التّغابي ذكاءً في زمن المتملّقين و المرائين فاقرأ على الصّدق السلام ..

[نسرين بن لكحل]

أسمع صوتكَ في أصواتهم،و أقرأ كلماتك في شفاههم،و أضحكُ و أنا أشهد ضحكتك في رنين ضحكاتهم،
و أراك في وجوههم،أنتَ معي أينما كنتُ و حيثما حللتُ ، أراك في كلّ الأشياء ..في وجه الشمس و في كفّ الرياح، في دمع الغيم،و ضياء القمر ..

[نسرين بن لكحل]

أودّ اليوم أنْ أقول لك:أحبّك،أعشقكَ،أو من الأفضل أن تسمع منّي: نحبّك،نبغيك، نشتيك ؛
فهي أصدق و أبلغُ ..
معك أيقنتُ أن جمال الكلمات ليس في بلاغتها بل في صدقها الذي يلامس القلوب،
فاجتنبتُ تنسيق حروفي و ترتيب كلماتي،و أصغيتُ لقلبي و جعلت أناملي طوعا لهُ،
أخطّ الحرف مثلما أتى،و أكتبك بنبضي،فالنبض أبلغُ حديثًا من اللّسان..

[نسرين بن لكحل]

الغيرة المجنونة موت بطيء للحبّ..

[نسرين بن لكحل]

لا ترتّبني و لا تعد تشكيلي،دعني كما أنا،فلا أنا أكون أنتَ،و لا أنتَ بمستطيع أن تكون أنا ..فقط هو الحبّ ينسّق ايقاعنا، و يحيل لحننا عذبا جميلا لا تسمع لهُ نشازا..كقائد الأوركسترا يوحدّ أنّات الكمان
و دندنات العود ..فيكون اللحن متناغما متجانسا منسجما ايقاعهُ..

[نسرين بن لكحل]

أصعبُ الأحلامُ أن تكون داخل وطنِك و تحلم بحضن وطنٍ..و الحضنُ سكينة و أمن..
براءة الأطفال تغتال اليومُ ..زهرة تذبل قبل الأوان،و فرحةُ بدمية لم تكتملُ ..
ما ذنبُ العيون البريئة ؟ ما ذنبُ حلم قد نهض لتوّه ؟
من المجرم ؟ سكّير ..منحرف ..ذو سوابق ..منتقم ..كثيرة هي الاحتمالات لكنّ الخوف يتسرّب إلى العائلات كلّها..
القضية الآن أنّنا بدل أن نعوّد أطفالنا على الذهاب وحدهم و الاعتماد على أنفسهم ..سنصبح مصابين بهاجس الخوف عليهم. سنقتلهم من فرط الحرص و الخوف ..
أيّ أمن و أنتَ ستودّع طفلكَ بقبلة صباحيّة لتتلّقاه بعد يومين في كيس قذر..
قضايا الاختطاف و الاعتداء و التحرّش بالأطفال و ماخفي قد يكون أعظم ممّا نسمع به أو تتناقلهُ وسائل الاعلامُ ..

[نسرين بن لكحل]

أشتاق إليكَ كلّ الشوق،و أشتهيك كلّ صباح كقهوتي،أرتشف كلماتك على مهل،و أتألم في غيابكَ و إِن كان غيابك عني لا يجاوز اللّحظات،
للشوق لذّة و ألم، يستهويني أن أتذكّر كلماتك،ضحكتك و صوتك ،فأبتسم و أضحك و أفرحُ ثمّ سرعان ما أتوجمّ و أكتئبُ من صولة الفقدِ و الحنين.أ رأيتَ ساديّا يتلذّذ بتعذيب ضحيتّه، هكذا أنا يحلو لي أنْ أهشّم ضلعي و أهزم شغفي و أحطّم أواني الشّوق في بعدكَ بضربة واحدة أهزّ بها خزائن ذاكرتي المملوءة بكَ..

[نسرين بن لكحل]

هارون ..ابراهيم ..
و مازال الوجع يقتصّ من نبضاتي ،غصّة كبّلت أنفاسي،و الدّمع ملح حارق ..و يا لحرقتي..
آخر الدواء كيّ ؛و إنّي هممتُ بكيّ جراحي ..
أ أبكيك يا قلبُ و أواسي نفسي بالدّمع و الدّعوات ؟ أم أنعيكَ في حلم صادره السّفاح ..و جريمة مرتكبها واحد و المتواطئون خلفهُ بالعشرات ..
طفلان بريئان و نحنُ المجنيّ عليه و الجناةُ ..و الخوف يغزو دمي ..
ويحي ..لو قريبي غدا في صفحة الأحداث ..مختطف ..فقتيل ممزّق الأوصال ،مرميّ قرب قمامتي ..
العني الشيطان و اخرسي،و كفى هواجسا..سيقول البعض : ليس الوضع بسيء جدّا كما يروّج له فلا تبتئسي ..و الله خير حافظ .
أي و ربّي ..سبحانهُ خير حافظ..لكنّكم هزمتم الأخلاق بالتملّق و النفاق ..و الفساد و إدّعاء العفة و و كلّ يرمي غريمهُ ..و كلّ يقول : أنا خاطيني ..

[نسرين بن لكحل]

يَا صَاحبي ضَربتُ كفّا بكف و فركتُ أصَابعي،ثمّ تأمّلتُ مِنْ جديد خُطوط كفّي..فلم أبْصِر إلاّكَ زورقًا يمخرُ في عروقي؛ليرسو في وريدي،
إنّي أحببتك سَهْوًا،لا بلْ عمدًا ،أبدًا لا هذا و لا ذاك إنّما كان قدرًا..و يا لهُ من قدر..

[نسرين بن لكحل]

أ حقّا مازال للحبّ وجود ؟ و مكان بين قلوب ماديّة أثقلتها غواية الملذّات ..
دائمًا هناك حاجز بين الحبّ و اللاحبّ،و فاصل بين الأرض و السّماء ..لندرك أنّ الحبّ متأصّل في القلب متجذّر في الوريد،هو جليّ كالشمس،غامض كالرّوح ..هو لا يغادرنا إلّا بالموت،هو النّبض و الأنفاس،هو بنكهة الشّهد إذا ما امتزج بالصفاء،و مرّ كالحنظل إذا ما سقتهُ الشكوك و الهواجس..
هو الحبّ مقدّس و طاهر لا يدنّسه إلا من كان قلبهُ مريضًا، فالأصحّاء فقط يدركون نعمة الحبّ و حلاوتهُ و لذّتهُ بكلّ اشتهاء...

[نسرين بن لكحل]

ما أجمل اللّقاء بعد طول غياب،و إن كان الغياب أيّامًا معدودة،فيوم المحبّ بألف عام ،
عدنَا و العودُ أحمد..

[نسرين بن لكحل]

أحتاجك ..و أحتاجك جدّا..و رغم فاقة الرّوح فإني وهبتك روحي و ما أوتيت من فرح ..
ضنين هو الحلم..و سخيّ هو الشّوق يجود رغم البعد و رغم النّصب..محتاجة لصدرك كي أستريح ،
و إني لو كنتُ معك لأجلستك فوق قلبي لترتاح أنتَ ..إني بك أشفى من دائي،إني معكَ أولد من جديد.

[نسرين بن لكحل]

كأننّي أحببتكَ،هكذا أقولُ لنبضي و أهمس في أذنه أن اصْدقني القَول،كيْ أكفّ عن السّؤال الصّعبِ،هل ما بي حبّ أم هواجسُ قلب؟ و تصْرخُ الرّوح فيّ: أيْ وربّي نعم؛هُو ذا الحبّ سيّد الايّاب و اللّعنة المطاردة للغيَاب،هو الحرْف الأوّل من القَصيدة،هُو بيتُ الختامُ،هوَ الكلامُ الجليّ و المعنى الخفيّ، هو النّبض بعد الفراغ،و الموتُ بدهشَةِ الحضور فَالحياة برَعشة اللّقاء، هُو الموجود المعلّق مُنذ الأزل،في انتظار الولادة المؤجّلة بقرار القَدر.

[نسرين بن لكحل]

أجمل الأشياء أنتَ ..بل أنت الحياة لهذا القلب النّابض بالحبّ،لم يكن يخطر في بالي أن أحبّ،لأنّ الحبّ في واقعنا قرين الخيبة،فكنتُ أحصن قلبي صباح مساء و أحكم وثاق عصابتي،كي لا أرى في داخلي سواي..
كان قدرا أن ألتقيك لأدرك أنّ بامكان القلب أن يحبّ رغم الخوف من الحبّ،بل و يتيّم أيضا ، و يراودني السؤال اليوميّ لم أحببتُك لأجدني ضائعة في متاهة الاحتمالات،و أتوه عن الجواب ..هناك فقط أدركت أنّ حبّك يقين في دمي،يقين لا يخضع لمنطق و لا لسبب،هو كالإيمان نهتدي إليه أحيانا دونما سبب.
و تقول تستحقّين منّي كلّ الحب،و أقول لكَ تستحقّ الأفضل و قد يكون الأفضل غيري،حتما يربكك كلامي، لأنّك تخاف الفقد ..و لأني أحبّك أتمنّى لك الأفضل و إن كان الفراق راحتك،فإنّي أؤثر سعادتك قبل هنائي..لأنّ الحبّ الحقيقي هو ايثار المحبوب على النّفس.

[نسرين بن لكحل]

هي الحياة بكلّ ما فيها غريبة،صاخبة فيها العجب العجاب،و كلّ لحظة هي اكتشاف جديد لنا يزيدنا خبرات و معارف،و تذيقنا خيبة و ألف حسرة،و لا يعيد النّدم ساعة مضت،و لا يغيّر القدر استعجال و لا حرص، و كلّ احتمالاتنا تصطدم بعلم الله الذي يفوق عقلنا القاصر،كلّ يوم أدرك أكثر أنّ الخوف من الآتي لعنة ..
لا شيء يفقد نكهة الحياة كالخوف،أن تخاف من المجهول و أنت لا تعلم هل تعيش إلى غد..أيقنتُ أنّ اللحظة لذّتها أن نعيشها حاليّا في حدود ما شرّعه الله،و لا نفكّر في غد ،فغد في علم الغيب ..

[نسرين بن لكحل]

و إن سئلتُ عنه أقول:هو المستأثر بالنّبض و الحرف،السّاكن بين ضلوعي،المتغلغل في عروقي،هو الذّي إن نطقت اسمه ارتبكت السّماء،و اختفت الشمس خلف الغيم خجلا،و إن همست أني أحبّه انحنى ظهر الوقت،كي يعجّل باللقاء..

[نسرين بن لكحل]

و يسألني كم أحبّه؟
و عجزت عن الجواب،.إن قلت بحجم السماء كذبتُ،فحبي أكبر،و إن قلتُ بعدد الأبجديات فحبّي متجدّد يفوقها عددا، أحبّك بعدد حبّات الرمل،و عدد النّجوم،أحبّك أقولها أردّدها فلا تسألني كم أحبّك،أخشى أن أموت و لم أوفيك حقّك...

[نسرين بن لكحل]

قال الشّعر أنا و الحبّ توأمانُ، حقيقتنا الكاملة في قلب الشّاعر أو المتيّم الولهان،و قالت الأسطورة هو الحبّ قريني،إذ نصنع بالقلب ما لا يقبلهُ منطق، فنخضع الروح للخيال باسم المعجزات،و قالت الخرافة هو الحبّ مثلي،كذبة الوهم للحقيقة،محض تخيّلات ،بطلها الواقع و أطوراها السّراب، جوهرها افتراء. لا يصدّقها إلا المغفّل، كالعرّاف يكذب فيصدّقه الجاهل الجبان .

[نسرين بن لكحل]

سلام على صدر بين حناياه وطن يسع الأرض و الأهل و الحبيب.و لا يضيقُ ،و قد صارت الأوطان لساكنيها منفى .

[نسرين بن لكحل]

سلام على حلم يصلب كلّ فجر..أو يموت جلدا بسياط الشمس..حتّى صار الصّبح لعنة،بعد أن كنّا نلعن الظلام صرنا نحكم اغلاق الستائر كي لا يباغتنا النور فيفجعنا في أحلامنا التي نعانقها خلسة.

[نسرين بن لكحل]

يا ذاكرة الدفء هاتي جذوة منكِ؛أوقد منها قبسا للعشّاق حين يُحتجب القمر، امنحيني السّلام إني أفقتد الهدوء و الوجد الصاخب يركض في دمي،و إني أحمل على كتفي شغفي،بيان و عطر الياسمين،الحبّ العميق
و أنا الموعودة باللقاء، يحملني الشوق إلى مدن النور فالحبّ شمس مشرقة .

[نسرين بن لكحل]

مِنْ أجلكَ أرتّق حُلمي بملح الدّمْع،و أمْلأ تَجاويفَ ذاكِرتي-إنْ وُجدتْ - بشَمع الرّوح،كي لا يتسرّب للقلب يأس أو ملل،و لا يرهقني الصّبر في غيَابك....
لأجلكَ أعصِر ليمونة الغِياب و أرتشفها عَلى مهل،و كلّي حنين إليكَ..

[نسرين بن لكحل]

قال الشّعر أنا و الحبّ توأمانُ، حقيقتنا الكاملة في قلب الشّاعر أو المتيّم الولهان.
و قالت الأسطورة: هو الحبّ قريني،إذ نصنع بالقلب ما لا يقبلهُ منطق، فنُخضع الرّوح للخيال باسْم المعجزات،
و قالتِ الخرافة :هو الحبّ مثلي،كذبة الوهم للحقيقة،محض تخيّلات ،بطلها الدّهشة و أطوارها السّراب، جوهرها افتراء. لا يصدّقها إلا المغفّل، كالعرّاف يكذب فيصدّقه الجاهل الجبان .
و قال الحبّ أنا المعجزة الكبرى أحيل روحين روحًا واحدة في جسدين، أنا الأسطورة الخالدة،الكلّ يهذي بي،منكم من يقدّسني و منكم الذّي يرميني سوءًا؛و أنَا البريء من قلوب مدنّسة بالآثام،أنًا الكذبة الصّادقة إذْ يقولُ العاشق لمعشوقه :في غيابك موتي،و لكنْ في الغيابِ أكبرُ أنَا ..

[نسرين بن لكحل]

الموسيقى تراث و حضارة،هي اللّغة التي لا تحتاج إلى ترجمة،يكفي أن تنسجم روحك مع دندنات العود
و أنّات الكمان،و صوت الفنّان ،و إن جهلتَ معاني الكلمات،أغمض عينيك و سافر بقلبك رفقة اللّحن الشجيّ،و اكتب بنفسك كلماتك التّي تنسجم مع النّغم،اعزف لحنك الخالد و قل : هذي نغمتي لي وحدي،نغمتي التي إن نسيتُ كلماتها فإنّي لن أنسى لحنها ..

[نسرين بن لكحل]

لمساء ليس كأي مساء،فيه فاحت رائحة الشّوق فداعبت خياشيمي بعطركَ؛والذي لا يشبه سواكَ.أشتهيكَ هذا المساء قهوة أو قطعة من السكّر،أشتهيكَ فاكهة أخشى على نفسي أن أقضم أصابعي من حلاوة مذاقها ..لمساء ليس ككلّ مساء وجدتني أدندن هذا اللّحن،و أشتهي زهر الياسمين.

[نسرين بن لكحل]

قهوتي .و همسات فيروز برفقتي،تغنّي للرّوح أعطني النّاي و غنّ،و إني أنا أردّد في صمتي: للقهوة مذاق الحنين على الشفاهِ و أغنية الّذكرى بلحن الهمس،و عزف نايات التّوق على أوتار الأمس، .و انعكاس الرؤى على أديم الفنجان .للقهوة كما للناي أسطورة الخلود في القلوب..

[نسرين بن لكحل]

أو تصدقين الخرافات يا حبيبتي؟ عجبي لكَ و قد صدقنا الحبّ ..و الحبّ سيّد الخرافات ..الحبّ و الخوف يتنفسّان من رئة واحدة..يا حبيبي تقول أم لابنها خوفا عليه:
لا تبتعد كثيرًا عنّي ..
إنّ الغول لا يرحمُ يا ولدي ..ما عاد من رآه ..ما عاد حيّا قلب صادته العنقاء ..
و أقول حبّا فيك : لا تبتعد عن فؤادي،إن الغياب غول يا حبيبي،ما عاد الأوّلون كي يدحضوا الخرافة، ما عاد غائب في الحبّ مثلما كانَ ..

[نسرين بن لكحل]

لأنّ الحبّ لا يخضع لمنطق الزمان أو المكان،الحبّ متمرّد على أعراف القبيلة؛ و إنْ انتهت قصص العشاق فإنّ العاشق لسكّين القبيلة ما أحنى رأسهُ.و ما سلّم قلبه للنّسيان..
لأنّ الحبّ أقوى من الرّيح،و فوق السّحاب،و كالدم يمخر عبر العروق ليرسو في الوريد،لأنّ الحب بنكهة تفاح الجنّة المنزّه من خطيئة الانسان،هو صولجان الأمنيات و سلّم الأحلام،لأنّه كالحمام ينقر حبّ روحنا،و يسقينا كالغيم ماءه الزلال ..أهديك همس المساء ،لحن حبّ و ترانيم وفاء ..أحبّك.
[
url]http://www.youtube.com/watch?v=FL3OZ5GICk4[/url]

[نسرين بن لكحل]

قد هوى نجم إلينا،أمْ لاح نور خلف السّنا؟ ! أو تُراكَ قنديلٌ فتيلُه أضَاء الدّجى، أو ملاك نزلَ من السّماء ..أنتَ روحي،و بعد الروح تهاوت الأسماءُ،أنت رسولٌ للعاشقين ؛نظمتَ شعرًا فألقينا السّمع،أرواحنا تُصغي و بالنّبض و الأنفاس مُنصتين، مُعجزة الحبّ تجلّت في كلماتك ؛إنّ الشّعر وحيُ العشّاق،إنّ العشق أسطورة العائدين من الموت أحياءًا،فالحبّ موت و حياة ..

[نسرين بن لكحل]

أحبّك ..و الّنبض الهارب من صدري إليك يقول للوجود : كل شيء عداه سراب،و الحياة دونه موتٌ ..حتّى الفرح إن لم يكن منك و معك فهو وهم؛كبسمة على شفاه ميت،تدهش الناظر و صاحبها فاقد الشعور.أحبّك و الشوق نديمي و أنت المقيم في قلبي ..ساكن لا تبرح خيالي.. تشاركني رؤياي،أحاديثي و فكري..أحبّك في كل حين أكثر من أيّ وقت مضى..أحبّك و أحببتُ يومي لأنك معي،أحببت ليلي لأنك مؤنسي،أحببتُ غدي لأنّي أرقبك فيه.

[نسرين بن لكحل]

أهداني صورة لوردة تلمسها يداه،
قال:هي لكِ يا وردتي..لم أقطفها،لأنّها تسقى من نبع شوقنا.و حبّنا المعتّق بأريجها يداعب أفئدتنا..أراكِ أمامي كلّما لمحتها.
قلت:يا رفيقي يدكَ التّي مدّت إلى الوردة أنْستني تَعب يومي،كأنّما تربتُ عَلى كتفي و تهدهني كيْ أنام، جميل مَسائي معكَ،و كلّ أوقاتي مُذْ أحببتُكَ بلون الوَرد و نَسيمي عبيره..أنْتَ روضة قَلبي..شكرا لكَ..

[نسرين بن لكحل]

ربّما يصبح الحلم يومًا في كفّنا مثل غيمة ،نمزقها ألفًا و نشكّلها بين أصابعنا كرة نلهو بها في الصحو قبل المنام..ربّما ألقاك يومًا آتيًا نحوي،فاتحا ذراعيك و الفرح يسبقني إليكَ ليضمّنا معًا..ربّما يأتي زمان يصبح فيه الحبّ سلطانَا .فيشدو الهزار في حناجرنا، و ينبتُ العشب في القلوب..قد مللنا رائحة الحقد ..و سئمنا نواح الحمام فوق السّطوح..

http://www.youtube.com/watch?v=DnLfbiHuoko

[نسرين بن لكحل]

أحبّك لأنّك ببساطة تحترمُ الإنسان الذّي بداخلكَ.

[نسرين بن لكحل]

يا حب إني انتظرتك طويلا ..طويلا،فلمّا أتيتني آمنتُ بالمعجزات ..قلبي يركض كالغزال حين ألقاه،و البسمة تولد في العينين،تغفو حين الغياب،و تكبرُ عند اللقاء.يا حبّ هذا حبيبي ملك الفؤاد برقّة حرف،إنّ الحروف مهدُ السلام ،رسائل الطّهر في زمن اللّاحبّ أنّى تنقّبت القلوب بزيف الكلام..علّمتنا يا حب أنْ نجود بودّ و إن تعالت صيحاتُ النفاق،كسخاء الكريم في حضرة اللئام،يا حب إني حملتُ الشّقاء على كفّ من طين،فصقلتها يداكَ فصارت من رخام...فما همّني إن جارت عليّ رياح أو سقطت فوقي سماء،فهو لي الأرض و هو لي السّماء.يا حب إني أحب و حسبي من الحب نبضة فرح و رعشة حياة ..

[نسرين بن لكحل]

يسرقني الحبّ من نفسي،و يسرق العمرُ نبضي ..و بين المجرمين كنتُ أستبٌق خطاهما لأختلس منهما بعْضًا مِنْ سعادتي ..

[نسرين بن لكحل]

أين أنتِ ؟ و أين حرفك ؟ اشتقتُ إليك ..إلى هديل بوحك و همس قلبك ..
أنا هنا يارفيق ..أسلّي القلب بالآمال ..و أعلّق فرحي على سارية الأمل ..ليس الغياب اختيارا...قد تجبرنا الظروف عليه ..نحنّ ..نحنّ ..و يكبر الحنين كلّ يوم..لو كان بذرة لأينعت زهرا و أثمرت..

[نسرين بن لكحل]

أيها الرائع أتمناك لي ، شكرا لحب جعل قلبك نابضا بي و لي،و إني أرتجي من القدر أن يجعل بقية عمري في جوارك،لأحمل اسمك و أكون أما لأبنائك ،و لست بعد هذا أطمع في شيئ ،فإن ملكتك فكأنما سيقت لي الدنيا بحذافيرها ..أحبك

[نسرين بن لكحل]

حنيني أنيسي و رجفة في القلب تسري كلّما اغتسلتْ عيوني بدمعي ..لست أخاف الموت ..لست أخاف الزمان ..و لست أخافك أو أخافني،إني أخاف الغدر.و طعنة بنصل الرياء..و إني أمقتُ المجيء بطعم الغياب . لا تغب ..لا تخن عهدي ..و لا تسقني كأس الندم ..بالحبّ أحيا فلا تقتلني بالذّي هو لي الحياة .

[نسرين بن لكحل]

أحبّك..أحبّك بالأمس و اليوم و غدا..لا حبّ قبلكَ ،لا حبّ بعدك، ،أنتَ صرخة الولادة لي و رعشة الحياة، أنتَ السّكن،المنفى و الميقات الأخير لهذا القلبُ،أنتَ دهشة الروح،و كم ضئيلة هي الدهشات..قبلك العدمُ و بعدكَ الموتُ، لا حبّ يأتنا مرّتين،الحب كالموت حين يأتي لا يطرق الأبواب..

[نسرين بن لكحل]

و كأنّي الآن فقط عرفتني !!..

[نسرين بن لكحل]

بعض المدن تهرم يا قلبي،و قليلة تلك التي تظل يافعة في الذاكرة،رغم البعد عنها و الحنين الذي يكبر يوما تلو آخر،تنام في حنايا الذاكرة و تصحو بأول ضربة لقاء،بنفس العمر الذي فارقناها فيه قبل سنين،هكذا هي " بونة " دائما :تلك المدينة التي لا تشيخ أبدا رغم عراقة تاريخها و شواهدها،هي الصبية الحسناء كما فارقتها منذ سنين أزورها اليوم و في القلب ذكريات تجمّعت كلّها أمامي تدكّرني بأيّام خلت حين كان للحلم يدا تشدّ همّتي نحو غد أفضل ..إلى أيام الجامعة أعودُلألقي السلام على حلم ودّعته ذات فراق.
13/05/2013

[نسرين بن لكحل]

يا أنتَ يا واحة قلبي الفيحاء ، ساكن أنت بين الضلوع كما النواة بين شقّي التمر فإني أشتهيكَ هذا المساء تمرة أكشف ما بين شقّيها بأناملي،غير أني لن ألفظ النواة بعيدَا ..سأحتفظ بها ..فهذا المساء كل ما وقعت عليه يدي يستحق أن يُحفظ في صندوق حاجاتي المميّزة .

[نسرين بن لكحل]

مُذ أطلّت شمس عينيك نسيت شمسنا،فاشراقة روحي أنت مبعثها،يا من تسرج قناديل الفرح في مدني،
إنّي أقايض اللّيل بجدائلي كي يطول،حسبي شمسك تشرق فتنير كوني.

[نسرين بن لكحل]

ما غبتُ عنك "بونة "ففي القلب أنت ساكنة،مررت سريعا كمرّ سحابة صيف لا تسقي حرثا و لا تروي ظمأ ..و رغم عجلة اللقاء كان مع كل خفقة قلب ذكرى تستيقظ من مرقدها،عدتُ كعودة غريب من المنفى ،"بونة "الخفقة الأولى و الخيبة الأولى ..و الحلم و الأمنياتُ فيك و زهور ذبلت قبل الايناع،و اجتمعت الذكرى بالحسرة و تجمّدت الدموع في المقل.
عدتُ و الأشواق تسكن ذاكرتنا .. أنا و قلبي و الحب الذي ظنّ نفسهُ فيما مضى قد حطّ رحاله في صدري،لكنّه أخطأ المسير،فما عرفتُه قبل اليوم ،إلا حين سَرت منّي روحي و أنا أنظرها بعيني تغادرني إلى حيث تقطن روحهُ.
"بونة "هذا حبيبي معي الآن في قلبي،هل ميّزت صوتهُ من صوتي ؟ و هل عرفت شكلهُ من ملامحي ؟ "بونة"هذا القلب عاشق فلا تنازعيني فيه بعد اليوم ..عدتُ إليك من جديد و القلب يغنّي ..فصفصافة الروح ما أسقطتها زوابع الخيبات بعدكِ .
"بونة" فلتشهد سماؤك و أرضك،شواطئك و بحارك أني أعلنتُ فيك عشقي ،و دفنتُ فيك ذاكرتي القديمة ،فلكل منّا ذاكرتان ..ذاكرة تصلح للمستقبل و ذاكرة للماضي لابد من قبرها .قد جئتك بقلب واثق مغرم و حلم أصحبهُ نمضي معا،لا يقودني أو أقودهُ،فقد أيقنتُ بعد فتوّتي أن الأحلام كبعض البشر لابد أن نرفق بها و نرافقها حتّى المسير الأخير.
13/05/2013

[نسرين بن لكحل]

يا عبق نعناع يعطّر رئتي،و المسكُ و الزعترُ و نسمات الحب تفوح من شرفتنا،ما ضاق الفضاء بالهواء و ما بقيت تجاويف فارغة في الكون إلا و ملأتها ذرّات أنفاسنا،هو الحب يا عمري هواؤنا الذي نتنفسه صباحا و مساء ،رقودا و أحياء ..هو الهوى هواؤنا فلا نعكّره بغبار الوساوس و نفسد ريحهُ برائحة الغدر التي تشبه الجيفة في رائحتها المتعفّنة ؛و التي تصلك سمومها و اِن واريتها بالقش و الثياب.


http://www.youtube.com/watch?v=iaAv0Z-4-Po

[نسرين بن لكحل]

مالي حبيب سواك،و هاك النبض فاسألهُ ينبيك عن شوقي الذي يستأثر بأنفاسي.

[نسرين بن لكحل]

يا وجع الحنين في دمي،و رعشة الوجد الممزوجة بدمعي،فتضطرب أوصالي،كقطرة النّدى تلامس خدّ الياسمين فترقص البتلات،حبّك السّلام لقلبي،يا دحنون الرّوح حضنك جنّتي،
حبيبان نحنُ و الحبّ طفل يركض بيننا ،ينشد أنشودة الوفاء بلحن الأبدية ،و نغمة كتغريد البلابل حين يناجي الرّبيع،فيها من الجمال جمال السماء بقوس قزح،و من الرهبة بحّة الكمنجة في حضرة الناي،هي الفتيّة كزهرة تفتّحت للتّو،و هي الّتي شاخت قبل الميلاد،بعمر الوقت منذ الصرخة الأولى للحياة.

[نسرين بن لكحل]

امنحني يا قدر لحظتين بعد موتي كي أردّد بعد المنيّة أني أحبّه ..ودعني أختلس من النّبض الهارب منّي نبضة أسكبها في جوفه؛كي تمنحه بعد عمري عمرًا جديدا ..فو الذي أسرى روحهُ في روحي ما كان أحجية هذا الحب بل أسطورة ما فكّت طلاسمها الأذهان،إنّي صحوت في حبه و من قبل كأن الشمس تائهة عن مداري،كأنّ ليلي سرمد و صبح وجهي و فتيل نجمي خلّان..ها قد أبصرت اليوم دربي و انقشعت عن عيني غشاوة الحرمان،فلي الزهر و الفرح و الأمنيات و لي من الدنيا حبه و كنت أقول : من أوتيتُ حبّ قلبه فقد حظيت بكنز ما أوتي مثله انس أو جان.

[نسرين بن لكحل]

الذاكرة هي المدينة الوحيدة التي لا تعرف السكون ...هي مدينة الضوضاء
و الضجيج في الصحو و الحلم. .

[نسرين بن لكحل]

أحبّك يا نبضي و يا حياتي ..دونك موت يراودني عن الحياة. و غيابك كفن يلفّ فرحي..و شوقي إليك رسول و لهفتي نبوءة الروح و معجزة القلب نبض يهتف باسمك ما بين خفقة و أختها.

[نسرين بن لكحل]

يا قلبُ و أنت تختلس من العمر لحظات البهجة تذكر أن تدّخر قليلا من فرحك و تخبئه ذخرا لأيام الخيبات..وحدها الخيبة انتكاسة القلب في لحظة ابتسام..تفاجئك بغتة .

[نسرين بن لكحل]

أنا لا أحبّك ..أنا أحبّ فيك فرحي..فإن لم تمنحني الفرح فلا حاجة لقلبي بك..لي مدّخر من الحزن و خيبة بحجم السماء ترافقني كلعنة منذ فتحتُ عيني ..كأنّي في قلبي طمرتُ الألم ..فصارات الآهات تجاوز أنفاسي عددا ..و تفوق نبض قلبي عمرا..
أنا ما أحببتك ..إني فتنتُ بك يا صاحبي و الفتنة أشد من القتل ..أ فلا رحمتني قليلا .. ترفق بي و أنت تركض بين أنفاسي خفف الوطء و امشي الهوينا ..فعروقي ممردة من قوارير ..و قلبي المسجى بالشغف قاب قوسين أو أدنى من السقوط في لجتّك .

[نسرين بن لكحل]

أُدني شفتي من فنجاني،فألمح طيفك فأرتشف قهوتي على مهل كأنّما ألثم وجهك فيها .آه ياليت البخار الصاعد منه يحمل لكَ ندى شفاهي .

[نسرين بن لكحل]

كم مرة قضمت أصابع اللهفة و قلّمت أظافر الوجد كي أنساك ..و كلما قلت نسيتك باغتتني ذاكرتي بطيفك و صورك و كلماتكالتي تتساقط عليّ تباعا،و أنا المثقلة بهواجسي المحلّقة فوق السحاب بآمالي أجدني أبوء لك بالفضل علّك تترفق بي كي نقرّ عيني بعد أن لفّها الأرق و أضناها السهاد ..

[نسرين بن لكحل]

حين أقف عند قبرك أستحي أن تري دمعتي في عيني ..و غصة تكاد تقتلع روحي..فأقول لك أنا بخير يا أمّي ..أنا بخير لكن شوقي إليك يصرخ داخلي ..ليقول : لست بخير دونك أمي ..أحن إلى حضنك و يدك تربت على كتفي..أحن إليك ..إلى قلب تفرشينه لي دفئا و عطفا كي أنام .

[نسرين بن لكحل]

الفقد يتم يا صاحبي،و قلبي اليتيم لا رغبة له في الانفصال عن حضن حنون مرّتين ..
لا حضن يضاهي حضن أمي ..قد قلتها يوما حين كانت تلك الطفلة بداخلي؛أكبرُ لكنّها تصبح أصغر مني بخيبة و أكبر من حزني ببراءتها و طيشها الصّبياني .. ..
بحاجة أنا إلى حضن أمّي ..هلّا أعدتني إليّ ..لتعود معي تلك الطفلة التي لا تشيخ أحلامها ..تلك الطفلة التي تقنع بوعد مؤجّل و دمية تلاعبها و تمارس معها دور الأمومةاستجابة لميولها الأنثوية ..
يا صاحبي ‘نّ الذين يرسمون البسمة و يسكبون الفرح في القلوب الجوفاء أشبه بالملائكة و القدّيسين، كن قدّيسي و أعدني للحياة،فليس كل من يستقبل شهيقا و يودّع زفيرا بحيّ ..
أعدني طفلة بعمر الخامسة .و حسبك منّي الفرح ..فالبنون زينة الحياة الدنيا فلْأكن لك زينتك يا صاحبي ..هبني اشراقتي كي أهبك السعادة ..

[نسرين بن لكحل]

إنّي يا صاحبي ألقيت بمواجعي في جبّ الرّوح،و قبرتُ ألمي في صدري لأجلكَ ..نعم من أجل أن أهبك الفرح لابد لي من ابتسامة لا تفارق شفتي،فشكرًا لمن جعلني أبتسم و حين أمرّ بجانب النهر المتحجّر من دمعي أقف لحظة صمت أحدّث وجعي ،ألمي و أنتصر لفرحي،ثمّ أمسح عيني و أمضي،كمن مرّ على شاطئ و لوّح للعابرين قربه بكفّه.

[نسرين بن لكحل]

آه ..ما أجملك ..و ما أقربك لقلبي ..يا فرحي المؤجل..و يا دمعتي اليتيمة ..يا ابتسامة طفل رأى سحابة بيضاء فظنّها حلوى البنات ..كم أحتاجك و كم تحتاجني ..
أصرخ ملء صوتي و أصدح بحنجرتي أني أحبّك و أشتهيك ..و أني أريدك يا رجائي..
كم مضى من العمر ..عشرون نجمة سقطت من سمائي؛فهوت في قبر اللارجوع، و خمس يحملن نعش السّادسة على مهل كي تُوارى مع شقيقاتها.و لكل نجمة في العمر وميضها و فتيلها ،خفوتها و بهوتها..
فيا قمري هلّا احتفظت بما تبقّى لي من نجوم في جوارك كي أعيش العمر بنورك..

[نسرين بن لكحل]

يا رجل الحضور المبهر ..لبعض الحضور رهبة تفقدنا القدرة على الكلام ..و هذي أنا حين تأتي ..تشل معازفي و يكبّل لساني و أنسى عتابي و ألقي خلفي حسرتي و تأسّفي
،منذ أن أحببتك نسيت صخبي و استسلمت للهدوء ..و كأني للتّو ألقاك.. لا لوم بيننا ..لا هواجس تفصل بيننا و تدنو المسافة بيننا،و أدنو منك أكثر فأكثر .

[نسرين بن لكحل]

يا وجعي ..يا وجعي،موجع هو غيابك،و موجع أكثر حضورك المفرغ من كل تفاصيل الحضور ..و الشبيه بالغياب ..
يؤسفني أني أحبك بكل جنون،و أنك تحبني بكل تعقّل ..
ثرثرتي يا صاحبي و سردي لكل تفاصيل يومي من لحظة استيقاظي حتى غفوتي تعجبك و أكثر،فتصغي كما يصغي الأطفال لحكايات الجدّات بكلّ انتباه .
بالله عليك أو ليس من حقّي أن أصغي لثرثرتك و أنا الطفلة في عينك،سمّها ترّاهات و خرافات و تذكر أننا من طينة تدهشها الخرافة و يأسرها الغموض،و إن كنّا نكذّبها فيما بعد إلا أنّ فضولنا في معرفتها لا يمحوه طبيب ..

[نسرين بن لكحل]

أشتاق لي في غيابك ..فروحي حين تُسرف في الغياب أفقدها ،هي معلّقة بحبل مجيئك،فإن أتيتني عادت لي الحياة.

[نسرين بن لكحل]

لأنّي لا أستطيع مع غيرتي صبرا أعلنتُ الانسحاب !!.
مؤلم هذا القرار يا نفسي،و أنا التي أعدّ النبض بدل الثواني كي ألتقيه ..بودّي لو أخبرك كم أحبّك ..و كم أتألم الآن ..
لأني أحبّك ابتعدتُ ،و لأني أخشى عليك منّي ابتعدت ،و لأني أحبك أكثر من حبي لنفسي ابتعدتُ ..
آآه و ألف آه ..ليتني أملك الجرأة لقول هذا ..و كل ما يؤسفني على الرغم من أنك تحبني ..لكنّي لا أستطيع صبرا ..

[نسرين بن لكحل]

يقال فاقد الشيء لا يعطيه،غير أنّ اليتيم برغم الفقد يفوق حنانه سواه،عيبه الوحيد أنّه ينتظر بالمقابل حنانا ضعف حنانه من غيره عليه.

[نسرين بن لكحل]

و أكيد لك بشوقي و أنا المكيودة فيك بعطرك .
لعمركَ ما قتل القلوب غيرة زير النساء ..و إنما تقتلهن فتنة غواية النساء ..
أ أختبر فيكَ صبري و صبري تلاشى أمام محن الزمن ..يا كائدي و يا قاتلي و يا صاحب الأمر في القلب قبلي كم أحبّك ..و كم أغار من شعرة سقطت من رموشك على وجهك َ ..
لم أكن أعلم أنّ عقرب الوقت لادغ إلا حين أحببتكَ .و لم أكن أدركَ أنّ في بعض الأشياء منافع تتاح لنا من الألم الذي نراه فيها..فحين أصابني الحب بسهم في الصدر عادت لي الحياة .فيا أسفي على عمر مرّ قبلاً دون طيفكَ ..و يا لهفي إلى يوم أكون فيه قربكَ . و يحق لي أن أنادي باسمك أمامهنّ . .فلا تربكني غواية النساء لك من بعدي ..

[نسرين بن لكحل]

إذا مات الانسان فينا ..فكل إثم نرتكبه،تسوّله لنا أنفسنا على أنّه أمر مباح ..

[نسرين بن لكحل]

ما عدت أعرفني ..حروفي خذلتني و الأبجديات نأت عني ..و كل الدروب خانتني .. ظلي حاد عني ..حين انزوى الى ركن قصي و انغمس في الظلال ..و بقيت وحدي أجمع ما تناثر من نبضي بين تجاويف الفراغ ..
مثقل بالهواجس هذا القلب ..قد أتعبته الأماني ..و مازال يرتشف التعب ..أمضي خلف أنفاسي أقتفي وجعي..لطالما كان الحزن دليل حياة ..فالقلب حين يبكي يكون انسانا ..

[نسرين بن لكحل]

هرمتُ بعدك يا أميّ..و شاب الدّفتر قبل الرأس من وجعي ..
كلّ المرايا فرّت من وجهي ..و جفّ الدمع و ضاق الصبر من صبري.

[نسرين بن لكحل]

يا قارئة الفنجان دعي عك فنجاني،لا تقرئيه ..فلن تبصري في الفنجان وجههُ ..فالنور محيّاه،و أخشى عليك من وهج سراجه ..إن الشمس تلفحنا بلهيها؛ إنْ سمّرنا فيها أعيننا مِن دون حجاب .

[نسرين بن لكحل]

أحبك ،و يكبر الحبّ في قلبي..يسامق بآماله أنفاسي....يركض بي نحو جنان العاشقين،فالحب جنتنا على الأرض و قد يكون الجحيم ..و حبّك دحنون حارتنا،نجمة مضيئة هي الدليل لدربي ..حبّك الشهد
و الندى ..المسك و العبق الفوّاح،و ظل الفرح يرافقني حيث أسير..

[نسرين بن لكحل]

أحبّ الحب لكنّ النّهايات تخيفني ..لست أعني الموت،فالموت بداية النّهايات؛لكني أخاف الفقد في الحياة؛و الفقد موت واحد بألف ممات .

[نسرين بن لكحل]

صباحك دفء قلبي ..و الرّوح بيدر الأمنيات،و في العين بهجة عرس ..و ما بين كفيّ حبّ كبير،هو ذخر الصبّا و حصاد الحنين ..صباحي زنابق تغنّي و الماء من حولها عكر .. صباحي أنتَ و الشمس تلثمني بقبلة منكَ .. صباحي خير و الخير أنتَ .

[نسرين بن لكحل]

لا شيء يخيفنا في الحبّ كالموتِ،و لا شيء يدنينا من الموت سوى الخوف ..فلا تخف يا قلب و احمل الفرح معك ..و عش اليوم حبّا ..فليس كالحب مارد يهبنا الفرح في لمسة كف و نظرة شغف و همسة حنين ..

[نسرين بن لكحل]

"إنّ الذين يقولون لك لا تدع الأشياء الصغيرة تزعجك لم يجرّبوا النوم مع ناموسة في غرفة واحدة"
كاترين شاندلر
كاترين يا كاترين ..أ تدرين أكثر ما يؤرقني تلك الأشياء البسيطة بيننا،يسمّيها هو بالتفاههات و أسمّيها بملح العلاقة ..عبثا أتعلّم الكتمان معهُ ،و عبثا أواري تلك الأشياء البسيطة في طيّ النسيان ..
إن صمتّ كان كلامي باردا ليس كالمعتادُ ..للأسف لا أجيد تنميق مشاعري بكلام زائف .. شعوري البريء عفويّ و كل ما يقلقني أبوح لهُ به فورًا ..و طبعًا هي تفاهات لا تستحق كلّ هذا الهوس و الانزعاج ...
يخطر ببالي أن أقول لهُ : أتمنى لك الليلة ناموسة لا تفارقك كي تزعجك كثيرا ..

[نسرين بن لكحل]

تخوننا الذاكرة في رسم الملامح و عكس الصور على المرايا ..لكن محال أن يخوننا صدى الروح في ترديد صوت من نحب .. فلصوتك قدسية الدهشة في الذاكرة ..وحدهُ صوتك مؤنسي حين أشتاق ،و الشوق نديمي ..فإن كنتُ أحفظ كلماتك فبصوتك يرددها الصدى داخلي.. تواري الكلمات جزء دفينا منا .لكن الصوت يفضح جوارحنا .هو رسول القلب .و لم يحدث أن خذل رسول رسالتهُ . لذا أحب صوتك ..و لا أملّ سماعهُ ..و إن اكتفيت بالصّمت حسبي أنّي أصغي لأتفاسك .

[نسرين بن لكحل]

قل لعصفورة الرّوح لا تغادريني ..قد يكون اليوم الوداع
و غرّدي ملء صوتك ..إنّ النسيم يحب الأغاني ..يحبّ هديل الحمام .و بهجة الياسمين ..
يحبّ تهجّد النّاي و صوت الكمنجات تصدحُ بابتهال ..
إذا ما تفتّق وشاح الليل .. فقولي السلام السلام ..
ها قد أطلّ فجر ..و يوم جديد و حلم يغدو بصيرا ..بعد صحوة من منام .
قد يكون الوداع الأخير قريبًا ..فقطّع حبال الصّمت الآن ..و قل تعالي إليّ ..فسوف أجيئك قبل المجيء بعام..
أجيئكُ ملء روحي ..أطلبُ السقيا و من روحي أسقيكَ ..يثقلني التّعبُ..فأحملك على كتفي ..
و أهدهدكَ بكفّي كي تنام ..
قد يكون الوداع الوداع ..فانثر القمح قوتا للطيور ..إنّ مواسم الحنطة كل عام ..
و قل كلاما جميلا بهيّا ..و عانقني بابتسام ..فقد يكون الوداع الوداع..و حسبك أن يكون العناق مسك الختام..

[نسرين بن لكحل]

لي في عينيك ألف أمنية،و آمال بعمر الأزل .و قصيدة فرتّ منها القوافي خجلًا..إنّ الحروف في رحاب الحبّ خرساء ..فمن ذا تسعفه القوافي كي يصفَ الشّمس، و في عَينيك هيَ تَنامُ،و في دمك يزهر اللّوز،و في رحابكَ تنتفض الرّوح بعد تثاقلها و تشهد أنّ حضورك حياة .

[نسرين بن لكحل]

هذي الرمالُ تراقص ظلّكَ ..و الأصداف من ثغرك المبتسم تغارُ .و الموج يهديك زبدهُ ،ففي الزّبد رغوة البحر و قد فاضت حنينا حناياهُ ..
تعال حبيبي إليّ ..مدّ يديك إليّ ..فالحب لجّة فيها الدرّ كامنُ،زبرجد اللهفة و لآلئ الهيام ..تعال نبحر سويّا ..نغص في بحار الشوق و نرسو على شاطئ الغرام.

[نسرين بن لكحل]

يسرقني الحبّ من نفسي،و يسرق الزمنُ نبضي ..و بين اللّصين أؤثث متكأ لحلمي و أمهّد بالأمل يومي،فأجمعُ ما تفرّق من دمعي،حزني،وجعي و ابتسامتي علّني أقتاتُ منهم بعْضًا مِنْ الفرح ..
كم مضى أمّاه من عمري ..عام ..عامان ..أم جاوزت العشرين عاما بفرحي، و فوق العشرين نبض يمدّ بعضه بأمل. يصارع الخيبات و يجاهدُ الحزن بالرجاء ..فإني هاهنا اليوم و قد امتلأت جيوب القلب بالحبّ ..فليت لي بدعواك ترافقني أن يحفظ الله ثوبي،فلا يتفتّق و إلّا ينثر الرّيح ما هو لي ذخر .. قمح روحي و لا أمن من سنين عجاف،فالدّهر غير مؤمون فيه حدوث الكدر ..
نبض ذهب منّي،و شمعة أطفأتها لأصنع بدخانها غيمة تصعد إلى السماء بآمالي ..علها تجري بها رياح لواقح فتغدق عليّ بزلال الرّحمات بعد القحط .. .

[نسرين بن لكحل]

بكَ أحْتمي من وجَعي؛إنّ للوَجع سياط حادّة، وَوحدك أنتَ دِرعي المتينة ..

[نسرين بن لكحل]

مُتعب هَذا القلب من كلّ شيء حتّى من الحلم ..أحتاج طفولة أخرى لأحلم ..

[نسرين بن لكحل]

عدت بنصف النّبض و خيبة ..عدت بكامل نقصاني و خاصرة أدمتها شوكة ..لا أبغي اكتمالا ..فالعمر موعود بالرحيل و حلم الغريب عودة ..عدتُ و في القلب غصة ..و حرقة و دمعة أخفيتها تحت الجفن ..و عانقت الفضاء ببسمة ..

[نسرين بن لكحل]

ليس من السهل على المرأة أن تمنح نفسها إلا لصاحب قلبها ..و ليس كل إمرأة تتزوج بمن تحب .. قد تحيا نصف حياة بقلب معلّق ..يتخبط كعصفور مكسور الجناح ..و تستكين لواقع فرض نفسه هربا من حب مؤلم لم يخلّف في قلبها إلا الذكريات القاسية ..فتلجأ هربا من قلب تحبه و يوجعها إلى حضن رجل يحبها كي تشفى على يديه ..و قد لا تجد الشفاء ..فتسبب الألم لنفسها مرّتين .. و تؤذي من استكانت لعطفه ..
لا شفاء من الخيبة بكذبة ..نحن نصبح أكثر قسوة حين نتخذّ ممن مدّوا لنا أيديهم سندا ..لنجعل منهم سلّما نرتقي به أدراج النسيان ..لا ننسى إلا بالمواجهة و الاصطبار ..الهرب أقرب السبل للعودة من حيث انطلقنا ..

[نسرين بن لكحل]

حبّك شهقتي السابعة و لم أمت..غَصّتي الخانقة و مازلت أتنفّسك ..حبّك البيداء و أبحث لي فيها عن جبّ ..حبّك المنفى لكني أؤمن أنّك الوطن ..كغريب شارد أمرّ على وجعي ألقي السلام ..لأوقظ ما نام من جسدي أبحث عن رغيف،و رغيف الرّوح قلب يئنّ من حنين.لا يوجع الأموات شوق ..أنت حيّ إذ تحنّ ..أنت حيّ بالأنين ..صمت النبض موت ..و لا صراخ يسمعه الحيّ من الميّتين ..

[نسرين بن لكحل]

حبك وجعي ..يا صخب ذاكرتي بأشواقي ..و يا امتلاء الروح بنقصاني ..غيابك الحضور فكل مافيك يحاصرني؛ فتختنق الآهة بأنّات اغترابي ..و لا صوت يعلو داخلي إلا حشرجة الحنين و صرخة مكتومة يكبّلها اصطباري ..ما كنتُ أعلمُ أنّ الحنين مقاتل شرس ..حتّى التمرّد بضراوته يخرّ أمامه مستسلمًا ..إلا حين ساقني إليك ادماني ..ها أنا أفرّ مني إليكَ ..فآتيك ببعضي و كلي لديكَ أسير يعاني ..

[نسرين بن لكحل]

ما كان خطأك ..ما كان خطئي ...هكذا أريد لنا أن نفترق ..
أبدا يا أنت ..من الجبن أن نجعل من القدر شمّاعة نعلّق عليها هفواتنا الصغيرة ..الحب منزّه عن هواجسنا ..بريء من حماقانا كبراءة التفاح من إثم الخطيئة ..رفيقين كنا و غريبين صرنا ..انهزمنا و خرج الحب منتصرا ..نحن ضحاياهُ حين أثبتنا أن الحبّ أقوى منّا ..الحب لا يعمّر في القلوب الضعيفة ..

[نسرين بن لكحل]

حين يضيع الصوت بين آجام الصّمت،و تختنق الآهة في الجوف ..لا يمكننا أن نصرخ ..نكتفي بالعضّ على شفة الحنين ..تاركين شفاه الحسرة تشرب أنفاسانا على مهل ...فالصمت موجع أكثر من الكلام..ضجيجه الصاخب يزعج الذاكرة فلا تنامُ . .

[نسرين بن لكحل]

يقول القلبُ حين الوداع :لا حظّ لي و قد أفلستُ من الفرح،و خانني الحلم الكذوب ،لا حبّ يمنحنا ما نشتهي..فقط هي شهقة واحدة ليتها تأتي لأسلم الرّوح للرّحيل الأخير ،و تمضي الأيّام و تلتئم الجراح حتّى يحاصره حب آخر فيقول :ليتني أُمنح عمرًا أطول كي أعيش ..مازال في القلب متّسع للفرح ،قد كنت من قبلُ واهما و ها قد ألفيت نصفي الشّريد.و أنت يا حب نبضي ،أنت المشتهى و المنتهى و سارية أعلق عليها آمالي الكبيرة ..أنتَ بداية تاريخي الجديد .
يا حبّ أيّها البريء من هواجسنا..يامن في يمنيك فرحي،حلمي و حفنة الأمل التّي تكفيني كي أمضي في دروب عسيرة ،و في شمالك منفاي و بعدي و عذابي ،و شوكة في الخاصرة تدميني وخزا و لست بنازعها و لا أستطيع صراخا ..
يا حبّ أشهدُ أنّك القوي و لكي أحياك نبضا لا بدّ لي من صبر متين .

[نسرين بن لكحل]

في رحاب الحضور يسطو الحب على مقاعد الذاكرة ..فتكتظّ بأنفاس اللّقاء و تمتلأ بعيون الشغف.أمّا في الغياب فشاغرة محطّات الهيام إلاّ من صرير الذكرى و نحيب المقل و أنّات روح تتفحّص وُجوه العَابرين ..

[نسرين بن لكحل]

قَالَ أحْبَبتك مِنْ أوّل النّبض بعْدَ مِيلادي ،فأنتِ شهقة الرّوح مِن بين أضْلعي ..كَلمة الله أنْ "كُوني" فَكنتِ وَتيني ..ولدنا معًا،ثمّ انفصَلنا؛فكَانتْ صرختي الأولى جزعًا لفقدكِ.غَادرتني لِتعودي ..فَمَا تنصّل جزء مِن كلّ إلاّ عَاد إليه مؤمنا بأنّ السّمك لا يعيش إلاّ في المَاء ..هَا قد عُدتِ إليّ ليكتمل فِيك إيمَاني ..

[نسرين بن لكحل]

الغيابُ خَطئية في أعْراف العِشق و العَاشق المتمرّس لا يُلدغ مِن جُحر الغِياب مَرّتين ..

[نسرين بن لكحل]

تقول عاشقة صامدة أمام وجه العتمة: كلّهم ضدي إلاّ أنا وحدي أقف في صفّ نفسي.. فغالبا ما يقتضي الحب أن تكذّب حدسك لتصدّق نصف حقيقة على أنها كاملة.. ما زلتُ أصرّ أنه بامكاني ترميم ما انقضّ من جدار حلمي ..و مازلتَ أنت تمارس هوايتك في ذبح النّور كي لا يلامس ورود مدائني ..يقولون أنّ زمن المعجزات انتهى و أجزم أنّ كلمة واحدة منكَ كافية لمنحي الحياة أو لتهوي بي في الدرك الأسفل من الخيبة ..
أقرّ بأن فيك موتي لكني أشهدّ أنّ موتي دونكَ أشدّ ايلامًا على الروح..فسكرة واحدة لا تكفي و ألف شهقة لاستئصال روحين من جسد واحد موجعة جدّا..

[نسرين بن لكحل]

قلْ للغيابِ :إنْ قُدّت الأشْواق فيكَ فهيتَ لكَ ..قدْ حَامت غربانكَ حَول حمانَا،فأضْحت ليالينا المشْرقة حَالكات..أفل سِراج لهفتنا و اكُتستحت عتمة الجَفاء سماءنَا..قَدْ خَاب ظنّنا حين قلنا لن نطيق ثانية بُعدِ.فطالت هامةُ الصّبر و انكسر عُود الحنين من فرْط اليَباس .
يا غيابُ " ما كَانَ خطبك حَديثًا يفترى،بل كانَ ديدنًا لكلّ منْ سوّلت له نفْسه في الحبّ الانصياع لصولتكِ .قد قلتَ : من اتّخذني خَليلاً فقَد ارتدّ عنْ شريعة العشق..فالحُضور كالنّبض إنْ توقّف مَات الفُؤاد .

[نسرين بن لكحل]

هذا المَساء ليْس كأيّ مَساء، قَدْ فَاحت مِن تلَابيبه رائِحة الشّوق فَدَاعبتْ خَياشيمي بعطركَ الفتّاك؛ و َ أنَا أجالس وِحْدتي; أضبطُ رقّاص قلبي عَلى توْقيتِ الذّكرى، لأتصفّح كتابَ ذاكرتي ، أرتشفُ قهوةً بطعم الوجْد. فللقهوة مَذاقُ الحنين فِي الشّفاهِ و أغنية الّصّبا بلَحن الهَمس،و للبُخار الصّاعد منها رسَائل كتبتْ بصدى الأنفاسِ و خُتمتْ بشَمع الرّوح.

[نسرين بن لكحل]

حِين تصحو و في قَلبك احْباط أسْحم يلفّ عينيك،فيجعَلك تفرّ مِن الشّمس كأنّ بك رمد فهذا هو أكبر افلاس ، أنِ تستقبل يومك بلا أمل هُو أكبرُ فاقة للرّوح و شَقاء موجع .
***
نقول بأنّ الأمل خلّ وفيّ يمدّ يده لك دائمًا كلّما استصرخت به.فقط كلّ ما عليك أن تظل متشبّثا به.. لكن يحدث أحيانا أن يمدّك الوهم بأمل كاذبٍ زائف .. حين تكذّب حدسك و تضرب بالبدايات عرض الحائط في انتظار حدوث معجزة تقلب الموازين و ترسم لك النهاية السعيدة،و أنتَ تدرك أنّ عهد المعجزات ولىّ و اندثر..فحتّى الأمل لم يسلم من ادّعائتنا ..نلبسه الثّوب الذي نراه مناسبا و إنْ كان ضيّقا آئلا للتفتّق فقط لنجعل أحلامنَا قريبة منّا.

[نسرين بن لكحل]

أنا بكَ أحيا ..إنّي و الأمواتُ سيّان دونكَ .فَكفّ عني رسلكَ و نُذُرك..أشْهدُ أنّك الحيّ في جَسدٍ مُتثاقل النّبض إن غبت عنهُ .و أنّي النابضةُ بالحياة إنْ تنفّستْ رئتي من شذاك .آمنتُ بكَ مِن أوّل العمرِ .مِن الخفقة الأولى و انحناءة الرّوح في رحابكَ ..جعلتني أؤمنُ بأنّ الحب كالرّوح نفخةُ مِن الله تحيي القُلوب الجوْفاء .

[نسرين بن لكحل]

ﻫﻠّﺎ ﺃﺑﺼﺮﺕ ﺑﺮﻭﺣﻚ ﻗﻠﻴﻠًﺎ..ﺳَﺘﺮﺍﻫﺎ ﻓﻮﻗﻚَ ﻣﺎﻛﺜﺔ ..ﺗﺘﺒﻌﻚَ ﻛﻌﻴﻦٍ ﺣﺎﺭﺳﺔ .ﻫِﻲ ﻧﺠﻤﺘﻚَ ﺍﻟﺘّﻲ ﻟﺎ ﺗﺄﻓﻞ ﺇﻟﺎّ ﻟﺘبرزَ ﺷﻤﺴًﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻙ،ﻫﻲ ﺍﻟﺪّﻟﻴﻞ ﺇﻟﻴﻚَ ..ﻣﻨﺎﺭﺓ ﻛﻞّ ﺟﺪﺭﺍﻧﻬﺎ ﺗﺸﻲ ﺑﺄﻥّ ﺍﺳْﻤﻚ زيت ﻗﻨﺎﺩﻳﻠﻬﺎ؛كأنّها النّور في ديجور الغياب ،تبدّد كلّ عتمة باشراقة ساطعة،و كأنّ لها أناملَ تمشّط ضفائرا من جدائلِ اللّهفة إذا ما تنفّس القلبُ اشتياقا ،و تصنعُ للقلب رغيفًا من سنابلِ العمر ذُخرا للسّنين القاحلة..تقول : قوّة البصيرة تُختبرُ عند عتمة الشّدائد ..الحبّ يصبحُ أشدّ وضوحا حين تحاصرهُ الصّعاب مِن كلّ صوب ..أغمضْ عينيكَ و مدّ يديكَ ..هاكَ نجمتك فتيل روحك في اللّيالي الحالكة .

[نسرين بن لكحل]

قلتُ أحبّك ،فقالوا : إنّ الهوى ذنبٌ ..كفّري عن خطيئتكِ بالهجر و النّسيانِ .
فقلتُ :أبوءُ بذنبي هَذا.أنتَ خَطيئتي التي أقترفهَا سرّا و جهرًا ..يثنيني عنكِ البعضُ ؛لكنْ يَسوقني إليكَ نبضي ..حتّى أنه كلّما قلتُ تبتُ عنكَ تبرّأ مِنّي كلّي..سآوي إليكَ يا مَلاذي الآمن ..ففي حُضنك الموبوءِ بالآثام طُهْري ..

[نسرين بن لكحل]

يا هبة الله لروحي غيمةٌ أنتَ جادتْ بالغيث بعدَ سنيني العِجاف .قدْ كنتُ قبلكَ أجهلُ الحبّ ..و أعجبُ مِن عاشقٍ يهذي؛ أنْ اختطفت قلبهُ عنقاء الفقدِ .و قصمَ ظهر الصّبر فيهِ معولُ الغيابِ .
و عجبْتُ لدمعةٍ مالحةٍ حارقة للخدّ ،تترنّحُ وجدًا تَحت الجفنِ ..كيفَ يجزمُ العاشقُ أنّها كاللؤلؤ المنثورِ في كفيّه..لامعة و تسحرُ الأنظار كقطرة ندى تتمايلُ غنجًا بين البتلات ..
هزئتُ بعين اكتحلتْ باللّيل من فرط السّهاد ..و نأيتُ عنِ قلوب لا تجيدُ إلاّ مُسامرة القمرِ مِن دون العبادِ ..و قلتُ : ويكأنّ الحب محض عذاب ..و حين قذفَ الله باسمكَ في فؤادي شهدتُ بعد الجحُود بأنّ الحبّ نعيم يتراءى لمنكرهِ بأنّه ويلٌ فيهِ سوء العذابِ .

[نسرين بن لكحل]

أقولُ :لا تغبْ ..بعضُ الغيابِ إثم ؛و كثيرهُ لعنة إنْ حاقتْ بصَاحبها أرْدتهُ صريعًا في قبو النّادمين .. ففي غيابكَ ُتحتضر الثّواني و يتثاءبُ المساءُ ..فهلّا أتيتَ ليرتدي الوقتُ ميقاتهُ ،و يزهرَ اللّوز في دمي ،و تجودَ بالمطر غيمة تشْرين.
و كأنّك تقولُ :أغيبُ كَي أحبّك أكثر ،كيْ أرى هَشاشتي دُونكِ ،و انغماس قَلبي في ظلال الحنينِ..و انزواءَ روحي في ركنٍ قصيّ تتهجّد بِذكرك بعيدًا عن العالمين.
في غيابك أوقنُ أنّكِ البعث ُلي ..إذْ يتّسعُ الكونُ لنَا ليضيق بغيرنَا .أبْرأ مِن جُرحي بلمْسة منكِ ،و تنتظمُ دورة دمِي بعدَ تصلّب شراييني..فأعودُ إليكِ بكَامل نقصاني مُوقنًا أنّ فيكِ اِكتمَالي،فأنتِ النّصر لي ..فَبِحجْم ضَعفي في غيابك يَكونُ انتصاري في رِحَاب ضعفكِ حين الحضُور.

[نسرين بن لكحل]

وَطنٌ بنصفِ مَلامح قَلبي في غِيابك..وَ ذاكرةٌ مثقوبة تتسرّبُ مِنها أنفَاسي كلّما أوْمئ لي الحنينُ بأصبعهِ؛و هَذا الحنينُ قَريني لا يبرحُ نبْضي طَرفة عينٍ،و إنْ غَادرني بُرهةً فإنّهُ يعودُ ليسلّطَ عليّ جندهُ و يتسربلَ بدمي ..فلا خَلاص لي مِنهُ إلاّ باغماضة عين أحسبهَا ملاذي و لكن فيهَا سجّاني ..إذْ بهَا متواطئة مَع الحلم الذّي يَأتيني بكَ.فَلا مفّر منكَ إلّا إليكَ في صَحوي أوْ منامي.

[نسرين بن لكحل]

يا شظيّةً سقطتْ من يد الشّهابِ و علقتْ في ضُلوعي ..أمَا سمعتَ أنينَ اللّهبِ الصّاعدِ من جَوفي يستجيدكَ رحمةً؛ فَجمرة مِنكَ كوتْ نيراني ..
يا سيّدي حبّك يفْتلني و يلْويني في عُنق الرّهبةِ ،إنّي أراكَ تبوّأتَ مِن النبضِ نصْفهُ و تركتَ نصفهُ الثّاني لمطرقةِ الحنينِ تدقّهُ دقّا شديدَا .
أعِدني إليّ بكاملِ رُشدي و تَكويني و حَيرةَ الطين في نشأتِي ..أعِدني نجمةً مُضيئةً و أحجيةً أعجزتْ الألباب و مُعجزة اللهِ في نفخة واحِدة ..أعدْني لأوّل العُمرٍ كيْ أحبّكَ ضِعف الحبّ ألفًا؛عمرٌ واحد لا يفيكَ تبتّلاَ و لا يكْفيني لأُشهدُ الدّنيا أنّكَ وريدي..

[نسرين بن لكحل]

للمارّين مِن هنا سلام و محبّة ..

:001::0014::001:

[نسرين بن لكحل]

حينَ يلتفّ القلبُ بنبضهِ ،و تُعانقُ النّوايا الصّفاء ..كَمَا يحضنُ الماءُ بعضهُ ،و يتنصّلُ الموجُ مِن زبدهِ يكونُ للاخْلاصِ آية .و عندمَا تبكي الغيمةُ و تئِنّ في السّواقي ناياتُ المطر الحزين ،و تهتزّ الأرض برقصة واحدةٍ يكونُ للفرج بهجَة .و حينَ يعجزُ الكَلام المنمّق عَن رسْم الحقيقة شمسًاّ،يصبحُ فتيل الصّمتِ سراجًا يُسرجُ جذواتهُ في عيونِ الصّادقين،فتكونُ المكيدةُ مصْيدةَ الخائنين،و النظرةُ الواثقةُ نبراسَ الطّهر في القلوب .

[نسرين بن لكحل]

ها أنا أقضم وجه الورق من فرط الجوى،و هذاَ قلمي يتلوّى بين أصابعي كعصفور مكسور الجناح،و هذا وجع يملأ تجاويف الفراغ يردّد كلمات بُترت منها المعجزات؛حرف مبهم و حروف تحتضر في لجّة الصّمت مفرغة من المعاني.

[نسرين بن لكحل]

و في كل إغفائة عين ألاحق أطياف المنى لأمسك بتلابيب الحلم؛علّني أحظى ببعض اليقين كي أكمل المسير في دروب الهوى؛ و إنّ دروبه عارية من الّثبات و قليل من اليقين فيها كثير ..

[نسرين بن لكحل]

بكامل الحنين الملتفّ حولي ،أزفّ لك مع أنفاسي خفقة خالصة؛سلافة النّبض المنزّه من درن الهواجس..هذه أنَا و في يدي زهرة العمرِ في ربيعها المرتقبِ؛أحملُ في جعبتي نصفَ الحلم المؤجّل و نصف الوطن المنفيّة فيه أمنياتي؛أمنحك دفء الرّوح تحنانًا، و فرحا نقتسمُه نصفين؛فمواقدُ الحبّ لا تخبو جذواتها؛إنْ كانت النّوايا صادقة.

[نسرين بن لكحل]

أنا ما أحببتك فقط،إنّي افتتنتُ بك يا صَاحبي و الافتتنان غواية مهلكة،و مغامرة جريئة..هلّا رحمتني قليلا .. ترفّق بي و أنت تركض بين النّبض و النّفَس، خفّف الوطء و امشِ الهوينا؛فعروقي ممرّدة من قوارير،و قلبي المسجّى بالشّغف قاب قوسين أو أدنى من السّقوط في لجتّك.

[نسرين بن لكحل]

ضنين هو الحلم إذْ يجيء بكَ،فلا تكاد تمتدّ طرفي إليكَ حتىّ يقرصني الصّحو،فأفيق على حسرة التمنّي..و سخيّ هو الشّوق يجود رغم البعد و رغم النّصب،فأبتاع التّوق بأنفاسي،و أقايضُ الوقتَ عمره بشرودي و ذهولي و انغماسي في ظلال الهوى أقبّل يدَ اللهفة أستجدي اللقاء رحمة بقلبي.

[نسرين بن لكحل]

ما أذنبَ الفنجانُ،و ما كذبت عيوني إذْ أبصرتكَ فيه.لكن كذبَ الظنّ،و ارتدّ النبضُ حين أغواني باقتفاء ملامحي فيك؛فاتّبعته و أنكرتُ أنّ الحبّ فيك نصف ايماني .

[نسرين بن لكحل]

لا تبتئس إن قلتُ أحبّك ألف مرّة أو يزيد في لمحة من ثوانٍ،و لا تخشَ نفاذَ الحنين من جراري، ففي قلبي يا رفيقي حبّ كخندق؛كلّما زاد اتّساعًا؛زدتُ فيكَ غرقًا و تعلّقا و هيامًا..و في جعبتي نبضات لمْ تصّففها أنامل الأشواق بعدُ، ما زال كثير من الشوق لأحبّك،و ما زال للحبّ نفَس يمدّنا به لنحبّ كثيرًا .

[نسرين بن لكحل]

أمرّ بين نبضكَ المتماوج ما بينَ خفقة حنينٍ و رعشة التقاء، ذاهلة كناسكٍ في حضرة المعجزات، أتصيّد نفَسي فيكَ، أنزوي إلىَ حيتُ يميل وجهك؛كالسّنابل تتلقّف وهج الشّمس عندَ كلّ انحناءة..

[نسرين بن لكحل]

شكرًا لمن طوى حنينكَ ثم في جبّ النّسيان رماهُ ..
شكرًا لمنْ ألفيتَ فيه أنسًا؛ ثمّ بعدَ الميل جفاكَ ..
شكرًا لمنْ يلقاكَ باسمًا، و منْ خلفكَ تأبّط حقدًا؛ فلا يوردُ من ذكرك إلا سيّئاتك..
شكرًا لمنْ بايعتهُ روحكَ،و بثمنٍ بخس باعَ هواك..
شكرًا لمنْ سعيتَ في غاياتهِ كدحًا؛ فجازاكَ بدل الاحسان نكرانًا.
شكرًا لمنْ أغمضتَ عينكَ في حضرة هنائه اكرامًا، فمشى في سيرتكَ يمزّقها حسدًا و بهتانا.
شكرًا..و الشكر لله أنْ كشفَ زيفهم، فالزيفُ موقوت و الحقّ أزليّ، لا يعمّر سواهُ.

[نسرين بن لكحل]

أحبّكَ يا مهدَ آمالي، يَا منتهى غاياتي، و عبقَ الوقتَ إذْ يمرّ كقرنفلة في دمي..أحبّكَ يَا سندَ ظهري إذا ما احدودبَ بي العمرُ ..أحبّكَ؛ فهاكَ نبضي أفرغهُ في جوفكَ حياةً..هاكَ يدي في كفّها الأمانُ نمَا و استكان الحنينُ، هاكَ عينيّ منارةً تشي قناديلها بأنّ اسمكَ لي الضياءُ.

[نسرين بن لكحل]

أمّي..كأنّي إذْ أحنّ إليكِ؛أحنّ إلى وجهي المكتنزِ باشراقةِ غدي..

[نسرين بن لكحل]

حملة لنلتمس عذرا:
لنلتمس عذرا للمواعيد المؤجّلة و العهود التّي تُقطع مواثيقها قبل إستيفاء آجالها..
لنلتمس عذرا للخيبات التّي لا ذنب لها أنْ ساقها ميعادها إلينا.
لنلتمس عذرا لبائع الورد الذّي لا يفرّق بين العطر و النّدى..فلا يخشى الذبول على وروده البلاستيكيّة.
لنلتمس عذرا، لعامل النّظافة الذي استقال من عمله، لأنّ أوساخنا تفضل واجهات البيوت و الأرصفة على حاويات القمامة..
لنلمس عذرا للحمام الذّي هجر بريدنا، فرسائلنا لا تُقرأ غالبا! فما جدوى الصراخ و لا صدى لأصواتنا!
لنلتمس عذرا..للحمق إن مارسناهُ هواية في زمنٍ أضحى العاقل فيها منبوذا.
لنلمس عذرا..لمن خذل الحياة، فقد علّمته الخذلان ذات إحتراق من رجاء خائب..
لنلمس عذرا..إن قسونا، ففي قسوتنا ما يجعلنا ننجو من ضعف يغذّي غرور الساديّة في معذّبينا.
لنلتمس عذرا لكل شيء، لكن يا ترى من يلتمس لنا الأعذار إن نحنُ أخطأنا؟.

[نسرين بن لكحل]

كجنديّ ناجٍ من القصفِ هرع يتحسّسُ جسده، علّه فقد منه جزءا؛ أخذتُ أتحسّس قلبي في صدري!
يا عجبي! منذ فترة لم أكتب عن الحب، لم أكتب لأحد من الأحياء، ويحي أ تُراني اعتكفت في صومعة الرهبة و زهدتُ عنه، أم أنّي أفلستُ من الوجع؛ غالبًا ما يقترن الحبّ بالوجع اللّذيذ، العذاب الجميل الذّي لا يُذلّنا إلا لينفخنا لاحقا بالكبرياء، حتّى أنّنا نكنّي من نحب بالمصيبة!
لا أدري.أو ربّما أدري أن لا حباّ يخنقني، فأتحرّر منه بإزهاق روحه حبرا على الورق!

[نسرين بن لكحل]

للحبّ أيضا سياط حادّة ، و حبالٌ إنْ لُفّت بإحكام أعيتْ مُمسكها، و خنقتْ ضحيّتها..فلا تحبيّه حدّ رغبة الامتلاك حتّى لا تخنيقه، اِملكيه بالحبّ حتّى الأسر المسالم، اِمنحيه حرّيته التّي تجعله مقيّدا بك دون سواكِ، و يرى فيك كلّّ حسنٍ، فغايةُ المحبّ إفتتان بما يهوى؛ و الحُسن فاتن فتنة لا خلاص منها!

[نسرين بن لكحل]

رسالة إلى سيوارن :
نحن أحقّ بالحكمة أنّى وجدناها، فشكرا لكل حكيم ، و إن اختلفنا معه في شي، سنجد ما يجعلنا نأخذ عنه..
سيوارن، إيميل سيوارن، لن أقول أنّك حبيبي، حتّى لا أحشر في زمرة الذّي يقدّسون كلّ ملحد؛ عدميّ و معتوه مصاب بالجنون..جنون الكتابة..تهمتك اللصيقة بك، و لا براءة لكاتب منها، فلولا جنون العظماء ما وجد الابداع، لكنّي لن أخفي كما يفعل البعض من فلاسفة العصر الذّي قرأوا لك كثيرا للحدّ الذّي جعلهم لا يفرّقون بين خواطرهم و شذراتك..أنّي غصت فيما قرأته لك حتّى الجنون، و حتّى الكآبة التّي لم تُصبني بمسّ إلا لتجعلني أنتفضُ داخلي، فأتحسّس أنفاسي، أرتبّها وفقا لعجلة العقل الذّي ينتشي بالتفكير، و يتجمّد بالخمول..
قلت و أنت القائل أنّك تتنفّس..اعتبرته مجرّد برنامج روتينيّ ممل، لكنّ الذي يتأملك عن كثب يدرك بأنّك تفكّر حتى في نفسك، لعناتك الموبوءة بتمجيد الجحيم و نبذ كلّ ما يجعل الحياة ممكنة، تقديس الذات و الكفر بلاهوت المعتقدات، اعتبار العدم حقيقة لا جدال فيها..و اعترافاتك الصادمة و المخيّبة للذوق البشري غالبا تفتح أفقا من المعرفة..تأمّل الجزء الفارغ من الكأس بدقة يجعلك تنتبه للقطرة العالقة على حافة الكأس، سقوط هذه القطرة على أرض يشكل حياة لنملة مثلا... حتّى الكراهية أيضا تريك ما تخفيه عيون المحبّة من اعوجاج..
لم آخذ منك أبدا ما يُسبب لاصراري كدمة أو عثرة تُسقطني واقفة دون حراك، بالعكس و أنت تتحدّثُ عن الموسيقى، الحب..و ضمور الكلمة جعلتني أصفّق ..أرتبك في حضرة البلاغة الموجزة و الحكمة الفريدة..سيوارن الرجل السيء الحظّ، المتشائم القنوع بصيده الوافر من الخيبات، الفاشل في تعجيل موته إلا بالانتحار غرقا في فوهة المحابر، و السقوط صريع الذهول بين أكفّ الورق..
إيميل سيوران لم تكن حياديا في حزنك و لا موغلا في عدميّتك..كنت مكابرا فقط، ضحيّة هواجس داخليّة و تقلّبات في الأجواء...عبثيّ في هواجسك، منظّم في فوضاك، مبالغ في التبرّم، غير أّنك بارع في إغوائي، إن شدّك حزن أحدهم فأعلم أنّه آسر بما فيه الكفاية ليملك زمام نفس توّاقة لما يبعث فيها الفرح ..إنّك توقظ جراحك، كيف لا و أنت الذي اعتبرت أنّ الكاتب الحقيقي هو الذّي يجيد تحريك الجراح. مرّة أخرى أغرق في عمقك حدّ التّيه، و أنهض منّي باحثة عن اليقين، لا أتّفق معك في نقاط كثيرة و لا أؤمن بكل ما تعتقده، لكنّي حتما لا أنكر تأثّري بك، أيها ذا العدميّ الغارق في الكآبة إنّك بجنونك تحرّض على الحياة .حياة تنطلق بفكرة، بثورة و انتفاضة بشذرة أشبه بطلقة لا تقتل صاحبها إلا لتبعثه حيا..مثلك أنا أكتب لأسباب علاجيّة..

[نسرين بن لكحل]

جرّب أنْ تصنع وطنًا على مقاس أحلامك، جرّب أنْ تجتاز حواجزًا وهميّة تفصلك عنْ ذاتك، جرّبْ أن تنتصر للإنسانيّة بعيدا عن تعصّبك الفطري، عن تطرّفك القبليّ و شعورك بأنّك تنتمي إلى عشيرة ستجد أنّك إنسان، و أنّ كلّ المسميّات و الحدود هي مجرّد خطوط على خريطة!
لن أقول أنّي قرأت كثيرا؛ لكنّي أبذل قصارى جهدي لأقرأ إيمانا منّي بأنّ القراءة ترتقي بنا، و تسمو بآفاقنا و شخصياتنا..فأحاول أن ألتهم كلّ ما تلقفهُ يداي أو عيني دون تمييز، بداية بالكتاب الغربيين دون أفكار مسبقة و دون خلفيات إيديولوجية أو فكرية، حسبي من ذلك أنّي إن لم أستفد من أي كتاب ، فعلى الأقل عرفت معنى البساطة أو التفاهة فيما يُكتب..
لكنّي أقرّ بأنّي حين أقرأ لكاتب فلسطينيّ تتملّكني رهبة، و أجدني لا أقرأ فقط بل أبحر و أغوص داخلي حدّ الوجع، إلى الحدّ الذي تفور فيه مشاعري..حيث تُعرينا الحقائق من زيف الأسماء، و تُرينا الوقائع رمادنا المحترق فينا، و خيباتنا المتكرّرة فوق ركام الخذلان..
مذهل أن تتحدّث عن الوجع بلغة تجعلك منبهرا، تنسى أنّك تجزّ عنق الصمت بسكين الكبرياء، طالما كان للرهبة حضور هنا..

[نسرين بن لكحل]

كتبتها إكراما لصديق..رغب في حديث عن القهوة بلسانه؛ فكانت على عجلٍ قهوتي هنا:
وحدي الآن غير أنّي لستُ وحيدا، فنجان قهوتي الآن معي!
على مهلٍ أرتشفُ الحنين، و على مهلٍ يمضي الوقتُ و رائحة القهوة تحملني إلى هناك..هناك حيثُ تحلّق الذكرى كأنّها تمتطي سحابة،
و أسافر و أنت معي..تخرجين مع البخار الصاعد من فنجاني كمارد..لا تُحقّقين لي أمنياتي البسيطة؛ لأنّك أجمل، و أشهى و أبهى الأمنيات..
فبالله كيف يرونني وحيدا، و هذه الطاولة لا تحفل بالمارين ما دمت هنا معي..كم أحبّ قهوتي لأنّك سكرها، و كم أشتهيك ..أريدك..و أحبّ فنجاني ..مدين أنا لهذه الفناجين التّي تصغي لهمسي و نجواي و حديثي إليك؛ فهلّا أدنيتِ فنجانك منك..ستسمعين صدى أنفاسي..

[نسرين بن لكحل]

معذرة من الشّعر الذي لا أجيدهُ إلّا شعورا، كلّما حاولتُ أنْ أكتب قصيدة حادتْ بي الأوزان، فأنساقُ مع السّطرِ نثرًا حتّى توقفني الحواف..
معذرة للشّعر مِنْ صعاليك الوهمِ؛ يلوكونهُ كعلكةٍ تتيبّسُ في أفواههم، يطرحونه كذبًا، و يشترون به البلاط..
معذرة مِنَ الشعرِ منْ كلام مُبهم، و طلاسم لا يفكّ سحرها إلاّ القليل، معذرة حين كانَ المعنى جليّا
و إنْ سيّجتهُ الأبجديّات بكلّ الأحجيات..
معذرةً ..يا شِعرُ ، فالكلّ شاعرٌ، لكنّي أتساءلُ أينك أنت بالذات؟

[نسرين بن لكحل]

صباح الخير يا أمّي، صباح الخير يا وجعي
صباح الخير يا وطني..لا بريد لي أتلقّاه، لا بريد لي أرسله غير بعض الأمنيات و أدعية أتفاءل بها، كم
نحن بحاجة للتفاؤل، للأمل و للفرح الذّي يفصلنا عنه واقع بائس

[نسرين بن لكحل]

أن لا نعيش الحب، لا يعني ذلك التوّقف عن الشّعور بالآخرين، فالحبّ وطن و نحن فقدنا رقعة منه فقط، أيضا أن لا تكتب عن الحبّ لا يجعلك هذا تخذل الأبجديّات الجميلة التّي أتقنت صياغتها فحسب، بل حتّى قارئك يشعر مثلك بالتّعب..لكن يحدثُ أن تفلس من الإحساس المنفرد نحو عالم واحد، لتصيب المعنى بالفلسفة و تلج عوالما عديدة..و كلا الأمرين يتطلّبان مهارة .

[نسرين بن لكحل]

لطالما ناشدتكم أن تقبّلوا عنّي أمهاتكم، الآن سأقول لكم شيئا آخر:
قبيل لحظات أنهيت مشاهدة إعادة لحصة ( جاك المرسول )، و القصة الأخيرة كان بطلها إبن بار بزوجة أبيه، استدعاها لتكريمها، في موقف مؤثر جدا و لحظات جميلة، صدقا من أجمل اللحظات التي شاهدتها لاسيما تلك الحنيّة، و الطيبة و العناق الدافئ، و الكلام الجميل الذي قاله عن زوجة أبيه، و التي منحته من المحبة و الحنان ما قد تعجز أم عن منحه لابنها، هي أكرمته صغيرا فأكرمها كبيرا، فكان جزاء الإحسان إحسانا..
و إن كبرنا و كبرت فينا رؤانا، و أحلامنا يبقى ذلك الحضن ينقصنا، فمن غير الأمهات يعطينا الأمان؟!
قبّلوا أمهاتكم، عانقوهنّ، فلسنا ندري متى يحين الوداع؟

[نسرين بن لكحل]

كلمات الحب صدقة جارية؛ فخذوها عنّ العشّاق الصّادقين، هي كفّارة لما سبق لهم من ذنب إنْ هم عن الوصل حادوا، و حاقت بهم لعنات العناد..فحسبهم شرفًا أنّ غيرهم يعيشُ الحب..
من الآخر، كلمات الحب التّي ألملهما في عقد، لا يهمّني إن سُرقت، لأنّي أعرف آنّها ستنفرط على الأديم من كثرة الأيادي التّي تلتقطها بين شدّ و مد، و من نحبهم ليسوا بحاجة للكلام، فللروح لغة تصاب بخرس إن هي سكبت على الورق!ّ

[نسرين بن لكحل]

مرحبا..هنا الجزائر! عذرا هنا الدزاير، وجه من وجوه أوطانٍ تتشابه في الحرمان لكن تختلفُ في فاجعة البؤس،
هنا، يتّكئ الرايس بكامل ثقله على أنقاض الحكم الجمهوري، و يقول كما قال عادل إمام: اللهم استبدل شعبنا بشعب آخر حتى يستريح الرئيس من وجوه البؤس، هنا يباشر المسؤول عمله و يدهُ و أيدي عشيرته الأقربون تختلسُ من جيوب أحلام الفقراء، و تُشيّد فيلات على رفات الموجوعين، الذّين يلهثون و يكدحون ليلا نهار من أجل لقمة العيش..
هُنا أمّ تدعو الله أن يٌيسر درب وليدها، و يرزقهُ مصدر رزق يجنّبه الزطلة و البيرة و دعاوي الشر، فتفجعها فيه قوارب الموت، هذا إن لم يلتقمه الحوت و يطرحه الموج جيفة للدود..
هنا، يسرق الوزير للرفاهية، و يسرق الفقير فقيرا مثله حتّى يخفّف عنه الذّنب!
هنا يتسوّل الجامعي فرصة للعمل من مسؤول نصّبوه بالمعريفة و الرشوة، فكيف يشعر بتعبك من لم يعرف ما طعم العرق! هنا
تنادي أم ابنها باللقيط حين يرهقها بمشاكساته، ثمّ لاحقا تقول: تبا للشارع، تبا لابن الجارة علّم ابني ما لا يجب!
هنا أحلام تُحتضر، و كلام كثير لم يقل، هنا نختزل النفاق بكلمة فنقول: الشيتة، و نقول: المجد للوطن رغم كيدهم، المجد للدزاير و للبؤساء أينما كانوا، أبناء الميزيرية هم حقا من يستحقون المجد في هذا الوطن..

[نسرين بن لكحل]

نقطة آخر السّطر تؤرّقني..تُشبه حدّ النّهاية، حاجزا بين التوّ و اللّحظة، بين الغفوة و اليقظة..فارقًا بين الشّيء و اللّاشيء؛ فلا تجعل آخر الهمس نقطة ..
لا تغلق نوافذ اللّيل داخل روحك، دعْ للحلم كوّة يطلّ منها حتّى من ثقب صغير على جدار الوقت ..اكتبها أحبّك هكذا بلا فواصل و لا نقاط و دع للحديث بقيّة دائمًا..
ما أجمل شدوك ..همسك و القرنفلات التّي تُزهرُ في دمك، و الحطب الذّي يشتعلُ حرائقًا في دمي ليدفئك..
أحبّك بداية البدايات و منهتى الدّرب حين يجمعني بك، و رجع الصّدى إذا ما قلت أحبّكِ؛ صرخ المدى فيّ أحبّك مثل حبّك لي ..لا بلْ أكثر ..

[نسرين بن لكحل]

أنت..نعم أنت!
تمرّد على السّطر و اكتب، لا تأبه إن قالوا لك ما تكتبه لا يشبه الشّعر، إنّما وجهك يتلبّسهُ كلعنة ..اكتب كيفما شئت، حسبك أن يحتضن الورق وجعك، أن لا يسرق المدى صوتك! و اكتب : وحدي كنتُ هنا غير أنّي لست وحيدا، يؤنسني حنيني و تشربني المسافات، و يحملني رغم التّعب وطن مكابر!
اكتب..لست وحدك، و إن لم يقرأك الآن أحد، ثق بأنّك غدا ستُذكر..غدا ستُذكر فاكتب!

[ناديه محمد الجابي]

كَم جمِيلة هيَ صَباحاتي حينَ أصْحو عَلى صَوتك المنبَعث مِن حنْجــرة كأَنّما ألهَمت الوَحي منْ ربّ السّمَاء،
فأصغي لكلمَاتك كأنّها تَراتيل مقدّسَة تَزفّها نَسمات الفجر و تخَجل مِنها تغاريــد البَلابل ،
و تسْقط أشعّة الشّمسِ أمامها بِانْحِناء.




كم هو جميل الحب .. نسجت أروع المعاني
ونثرت درر الكلام بين سطورك
ما أغنى مشاعرك.
:0014::0014:

[ناديه محمد الجابي]

في البعـْـد نـَار أحْرقتني،فمَا اسْتطعت عَليها صَبرا ؛
فجئتك بِأنِفاسي لاهِثة أشْتكي وجعي..أبثّك لَهفتي و وَلعي..
ألا تكْفيك رؤياي جَاثمة؟ أرجوك ياَسيدي اِرحم ضَغفي و اشْفع لِتضرّعي،
فالحبّ سَهم في القلب نَال مِني فغَشاني مِن الشّوق مَا أتعبني.و كاد يذْهب برشْدي لولا يَقيني أنّك تعَاني مِثل عنائي.
فأشْفقت عَليك لا علَى نَفسي فرَميت بخَوفـــي و ترجّيـــــْت حَيائي أنْ يَمنَحني ردَاء الجرأة ولــَو ثوَاني.
فَأتيتك بِروح ثَكلى وَ قَلب أنْت صَاحبه فإمّا أحييته
و إمّـــــا طرحَتـه في غَيابات الأحْزانِ.



بوح محمل بمشاعر متبلة بمشاعر الحب والإشتياق
تستهويني رومانسيتك الحالمة
وعذوبة كلماتك التي يزيدها صدق المشاعر ألقا.
دام جمال حروفك.
:0014::0014:

[ناديه محمد الجابي]

وَددت لَو أنّ عِشْقي صَار عَجينة بيدي لاصْطنعتها لأجْلك كقلادة و ألقَيت عليَها من نَبضي ،
و علَقتها على صَدرك تعويذة و تميمة تنَبــؤك بحَنيني و تَقيــك أيْنما كنْت،فأنا أحبــّك غَانما سَالما في الصّحو والحلم.




انهمار عاشقة بحرف شاعري وحس رقيق
أسجل انبهاري بهمساتك الندية في معزوفة موسيقية مبهرة
تحياتي لحرفك البديع.
:0014::0014:

[ناديه محمد الجابي]

يَا سَاكن الرّوح ،يَا قَلْبا أعْشَقُهُ ،اسْمُكَ أهْدابُ عَيْني ترْسمُهُ
وشما في الصّدْر ، خالا عَلى الخَدّ ،
فيا آخذا قَلْبي منْ بَين أَضلُعه ،رفقا بقَلْب أنْتَ بَعْدي صاحبُهُ.



بوح رائع بتراكيبه ونبضاته المعبرة وحرفه الأنيق
لك لغتك المميزة ومشاعرك التي تخترقنا.
مودتي والورود.
:0014::0014:

[ناديه محمد الجابي]

سأحبك بأسلوبي ..بجنوني ..و هذياني ..سأحبك و ان بعثر الهوى ملامحي في حضرتك ...سأهمس للأصداف أني أحبك كي تردد من بعدي اسمك.. سأحبك في تشرين و في كل المواسم ..أنت ذاكرتي .هدوئي و عاصفتي .سأزرع حبنا في القلب قمحا.و أسقيه
من نبع الحنين ..فإذا ما أتى ربيعنا أينع ثمرا مما أشتهي و شجرا إليه أفيئ ....


ألتقى جمال حرفك بروعة إحساسك وبشفافية روحك
صور بديعة زاخرة بالمشاعر الجياشة
:0014::0014:

[فاتن دراوشة]

وجبات دسمة من جمال المعنى ونقاء الحسّ والشّعور

أسجّل إعجابي ومداومتي على المتابعة