المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متمردون للشاعر الفرنسي جاك رضا



عبد الغفور مغوار
08-04-2013, 04:50 PM
سيرة جاك رضا
الشاعر والناقد الموسيقي الفرنسي.

ولد جاك رضا في لونفيل سنة 1929 . بعد دراسة غير مكتملة للقانون ، انتقل إلى باريس سنة 1953. حيث سيصبح عضوا من أعضاء لجنة القراءة لإصدارات دار غاليمار ، وقبل أن يصبح رئيس تحرير المجلة الفرنسية الجديدة من سنة 1987 حتى سنة 1995. حاصل على جائزة الشعر الكبرى للأكاديمية الفرنسية في عام 1997، سيتم مكافأته بجائزة غونكور للشعر سنة 1999.

ديوانه الأول، "آمين" (1968) « Amen » ، يصور مسبقا ماذا سيكون عمله: عملا رثائيا، في بحث عن أسرار خفية وراء سطح العالم الغامض . رضا هو متنزه. مع "توصيات للمشاة" (1988) « Recommandations aux promeneurs » أو "اتجاه السفر" (1990) « Le sens de la marche » ، اعترف أولا بتنزهه في دوائر باريس، محطات أو مدن المحافظات الصغيرة حيث وصل إليها من باريس على دراجة من نوع "سوليكس"، وذلك قبل أن يتوه عن الطرق الخلفية، وبعد أن عانى من كل أنواع الحوادث.

أكثر من أي كاتب آخر فرنسي معاصر، يمكن أن ينظر إلى رضا وكأنه تقاطع جميع التيارات الأدبية والشعرية بعد الحرب. بحث رضا هو السعي لرصد أنقاض الحداثة. إنه هو سيد البيت الطويل "l’alexandrin" الحديث ومؤلف لعمل رقيق، حاد البصيرة و ساخر مهدى لرحلات مشيه وتسكعه ، سواء في ضواحي باريس كما في الأركان القصية في أعماق فرنسا. "أطلال باريس" (1977) « Les ruines de Paris » أو "عشب المنحدرات " (1984) « L'herbe des talus » يظهران الدقة الاستثنائية للإدراك السمعي و البصري. في وقت لاحق، في "تهدئة" (1989) « Retour au calme » ، يطور العلاقة بين التجربة التجريبية والأسئلة الميتافيزيقية . كما أنه، في "اتجاه السفر" (1990) « Le sens de la marche» ، يلاحظ تليف بين النثر والشعر.

على الرغم من أهمية السفر أو التنزه، عمل جاك رضا ليس أدبا للرحلات (أو المشي .(سواء في فرنسا أو في الخارج، فإنه لا يحاول التقاط جو المكان، وروح المكان. جاك رضا، ممثل مميز للأدب الحميمي ومراقب يقظ ومتبصر للحياة اليومية، يبحث قبل كل شيء وجودا في الأماكن العادية جدا والأكثر رتابة، والتي هجرتها الحضارة الحديثة، وتحت سطح خشن (الأطلال) للواقع المعاصر. في " الذهاب إلى ميرابل " (1991) « Aller aux mirabelles » ، السيرة الذاتية النثرية ، يشهر الأشياء الصغيرة في الحياة، والتفاصيل الصغيرة التي ستصبح هامة وهي توقظ الذكريات، الحكايات، والأسرة، ... في بعض الأحيان لا يحتاج للذهاب بعيدا لإشهار الأشياء الصغير هاته. في "لنتحرر « Affranchissons-nous » " (1990)، فإنه يحتفل بالعمل البسيط: الذهاب إلى مكتب البريد واختيار الطوابع وإرسال بريده الخاص.

جاك رضا ليس مجرد شاعر. بل هو أيضا من محبي الموسيقى، وهو ناقد الجاز بأذن واثقة و ذوق انتقائي. إلى جانب إسهاماته في مجلة الجاز، "الغير متوقع " (1980) « L'improviste » و "لعب اللعبة" (1985) « Jouer le jeu » تحتوي على نصوص وقصائد مكرسة لموسيقى الجاز، و في عام 2002 نشر "السيرة الذاتية لموسيقى الجاز ". يحدد فيها التوازي بين الموسيقي الذي يعبر عن نفسه من خلال آلته والشاعر من خلال كلماته، بالاعتماد كل منهما على إيقاع وروح كل ما يحيط بهما، و يفسر بأن الموسيقى والشعر هما وسيلتان للفنان ليؤكد على أنه على قيد الحياة، وهذا على الرغم من خطر الموت الذي لا مفر منه.
" Rebelles هذا و أتشرف بنقل ترجمة شخصية لقصيدته النثرية متمردون "

وأعد إخواني و أخواتي في واحة الخير بوضع مجموعة من نصوصي ترجمتها عن هذا المبدع الكبير


متمردون

مثل المجانين عضوا الأرض بملء النواجذ،

حجزوا العشب الأسود والقاطع بملء الأيادي،

ألقوا بجبينهم ضد جبين الصروح

التي تتأمل عندنا الموت والعدالة.

كما الحمقى أوثقنا أيديهم و

كواحلهم،
حرقنا اللسان وكسرنا العظام على سلالم العدالة
ثم عبأنا الأرض العبقة والناعمة على

جباههم الدامية.
هم الآن مسالمين؛ المهددين أكثر

بيننا،
الليل، وسط الحشد من القتلى القدامى يراهم مارين،
يمسكون وعاء فارغا أو ناقوسا خشبيا، وفمهم

الأدرد

يفتح لابتسامة أنى يرتج نومنا.

بابيه أمال
12-04-2013, 02:23 AM
أخي عبد الغفور

رائعة ومعبرة بما يكفي ترجمتك للقصيدة النثرية الدالة على فكر هذا الإنسان "جاك رضا".
وقد أتت واصفة غباوة من يعتقد أن التمرد - رغم كل قيود التكبيل - قد يجنح يوما ما نحو الاستسلام دون تحقيق أهدافه.
فقط ليتك أضفت النص الأصلي باللغة الفرنسية ليكتمل العطاء.

للخير دمتَ أخي.

لانا عبد الستار
21-04-2013, 12:32 AM
تقدمة رائعة عرفت بالكاتب وتوجهه وهيأت للنص
وترجمة جميلة شيقة
مع عدم معرفتنا بأصل النص
أشكرك

عبد الغفور مغوار
21-04-2013, 10:31 PM
لك شكري و مودتي يا آمال على المرور و التعليق
هو ذاك طرحك ما ذهب إله الشاعر
العدالة لا تترسخ إلا بالعناد و الصلابة يعني بصمود منشديها
اما النص الغالي فاتني أن أنقله
ها انا افعل فقراءة ممتعة:



Jaques Réda
Rebelles

,Comme les fous ils ont mordu la terre à pleines dents

,Saisi l'herbe noire et coupante à poignées

Jeté leur front contre le front des monuments

.Qui méditent chez nous la mort et la justice

Comme à des fous nous leur avons lié les mains et les

,chevilles
,Brûlé la langue et brisé les os sur les escaliers de justice
Puis nous avons tassé la terre odorante et molle sur leurs

.fronts sanglants
Ils sont paisibles maintenant ; les plus menacés d'entre

,nous
,La nuit, parmi la foule des vieux morts les voient passer
Tenant une sébile vide ou une crécelle, et leur bouche

édentée

عبد الغفور مغوار
21-04-2013, 10:33 PM
لانا لك كل تقديري
ممتن على الاطراء
حاولت جهد افمكان ان اترجم مع الحفاظ على نفس اللمسة الأدبية البديعة
أرجو ان أكون قد وفقت في هذا
النص الأصلي تجدينه أعلاه
مودتي

عبد الغفور مغوار
21-04-2013, 10:41 PM
أنقل هنا نصا آخر مترجما للشاعر جاك رضا وأنوي أن تكون هذه الصفحة خاصة بما ترجمت لهذا المبدع
فقراءة ممتعة للمهتمين و المتتبعين

المقيمة و المقام

تبدو الروح ممرا حيث خطى ترن مترددة
ولكن أبدا لا أحد يأتي.
في الخارج، الظل الذي

يرتجف
في زوايا الباب وتحت الدرج،
هو الروح كذلك، عندما يـُجمـد الليل على طول الجدران
موجات من المياه الباردة والشاحبة حيث كنا سعداء

بالنزول.
ومن تحدث إذن للروح عن الخلاص أو عن الضياع.
بينما هي جاثمة في رعشتها ومع ذلك
دوما تتعرض أكثر إلى الرياح التي تهب في هذا الممر؟
لتختفي أو تجول، أنصت: إنها تخرج عن مسارها، بما أنها
المقيمة والمقام لعزلة بدون اسم.




L'habitante et le lieu
Par Jacques Réda

,L'âme semble un couloir où des pas hésitants résonnent
.Mais personne jamais ne vient
Dehors, l'ombre qui
tremble
,Dans les encoignures de porte et sous les escaliers
C'est l'âme encore, quand la nuit fige le long des murs
Les flots d'eau pâle et froide où l'on est heureux de
.descendre
.Et qui donc parlait de salut ou de perte pour l'âme
Alors qu'elle est blottie en son frisson et cependant
?Toujours plus dénudée au vent qui souffle en ce couloir
Qu'elle se cache ou rôde, écoute : elle s'égare, étant
.L'habitante et le lieu d'une solitude sans nom