رافت ابوطالب
10-07-2015, 11:41 PM
حقيقة الخلافة الاسلامية :
ان أصل الصراع فى العالم الاسلامى الأن وصراع الكفار معهم سببه هو مفهوم الخلافة الاسلامية لدى الجميع
فالصراع بين افراد العالم الاسلامى هو النظر الى حتمية ان يحكم الجميع رجل واحد حتى وان كان الحكم بغير شرع الله سبحانه وتعالى وتلك فكرة بعض الجماعات تحت مسمى توحيد الكلمة قبل كلمة التوحيد وكانت فكرة المعتزلة وفكرة دولة العبيديين وكل صراع دار فى التاريخ الاسلامى بين المسلمين كان اساسه تلك الفكرة فصار كل فرد يرى نفسه أفضل من غيره
والصراع مع الكفار فى أن الكفار لا يريدون أن يكون هناك جمع لأهل الاسلام تحت أى مسمى كان وخاصة صحيح معنى الخلافة الاسلامية
ولا يقبلون جمعهم الا تحت رايتهم كتابع لهم وفق دعوتهم
بينما اصل مفهوم الخلافة الاسلامية يحقق الخير للجميع حتى للكفار انفسهم الذين رضوا أن يظلوا على كفرهم ويحيون فى ظل الخلافة الاسلامية بقوانينها
وحقيقة الخلافة الاسلامية انها تعتمد على التعدى بالحسنى على نفسها وعلى غيرها من الاجناس الاخرى بمعنى ان تكون هناك البشرية التى تملك من صفات التعدى على ما حولها من الخلق فى التبديل والتغيير بالحسنى بالتالى كان هناك شبه سلطان للبشرية على غيرها من الخلق الذين جعلهم الله سبحانه وتعالى فى اطار سلطة البشرية
بالتالى كان هناك شبه ربوبية للبشرية على ما سواها من الخلق حولها
لكن تلك الربوبية كى تكون فى اعلى درجات الكمال لابد ان تكون وفق مراد الله سبحانه وتعالى لتكون للبشرية البعد الغيبى فى الكمال كنتيجة لافعالها فلا يكون هناك بؤس قط أو شقاء قط نتيجة فعل البشرية لذلك باتباع البشرية لكل امر من اوامر الله سبحانه وتعالى فى اقوالها وافعالها وقوانينها فى معاملة كل الخلق كانها اسقطت كلمات التشريع الاسلامى والذى هو حكم الله سبحانه وتعالى فى صورة عملية على الخلق حولها فصار هناك ربوبية لها على كل ما حولها من خلق فكانت الحسنى هى مدار خلافة البشرية على نفسها وعلى ما حولها من خلق
والخلق كلهم يحيون فى صورة أمم لكل امة منهجها الذى صبغها سبحانه وتعالى بها فى الحياة حتى الجمادات التى نراها بيننا
لذلك لا تجد خللا قط فى منهج امة من الامم سواء فى علاقة افراد جنسها او فى علاقتها بالاجناس الاخرى وهناك ترابط بين كل الامم قاعدته ان الكل جزء من حلقة الكمال للاخر لذلك لابد ان يكون الكمال هو مناط الدائرة التى تجمع كل الخلق
لذلك كل ذرة فى الكون لها صفات نفس ذرات عنصرها فى سلوكها مع نفس ذرات عنصرها أو مع غيرها من ذرات العناصر المختلفة كذلك كل شىء
فلما كانت صفات الله سبحانه وتعالى هى الصفات العلى لزم ان يكون تشريعه سبحانه وتعالى الذى يقوم به الخلق اجمعين له تلك الصفات فكان الكمال المطلق فى ادارة الخلق حولنا
ثم كانت البشرية التى تختلف على غيرها من الامم فى ان لها سلطان الخلافة على سائر الأجناس وسلطان الخلافة على غيرها من الخلق لم تأخذه اكتسابا ولكنه فضل من رب العالمين سبحانه وتعالى
بالتالى كى تحقق البشرية الكمال فى اقوالها وافعالها الظاهرة والباطنة لابد ان يكون مرجع اقوالها وافعالها هو توحيد الله سبحانه وتعال ابتداءا
وتوحيد الله سبحانه وتعال ليس وفق هوى البشرية ولكن وفق مراد الله سبحانه وتعالى بالكيفية التى بينها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
والله سبحانه وتعالى ارسل الرسل جميعا وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم كى تحقق البشرية توحيد الله سبحانه وتعالى
وتوحيد الله سبحانه وتعالى هو اصل معنى الخلافة لاهل الاسلام
وهذا الأصل غائب عن كثير من الجماعات الاسلامية فى عصرنا الحديث لذلك تجد هناك من يحاول الجمع فى الدين بين من يسب زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته صلى الله عليه وسلم وبين أهل الاسلام تحت مسمى توحيد الكلمة قبل كلمة التوحيد ظنا منه ان ذلك من باب زيادة قوة لذلك الجمع
فى حين ان أصل قوة أهل الاسلام هو تحقيق ذلك المنهج الاسلامى الذى يجعل صفاتهم عليا فى كل شىء
فتكون لهم عزة القدر والقدرة والامتناع ويكون لهم من كل صفة من صفات الله سبحانه وتعالى نصيب من خلال تحقيق كلمة التوحيد
وذلك أن توحيد الله سبحانه وتعالى ينقسم علما الى :
توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات
وتوحيد الربوبية هو الايمان بان الله سبحانه وتعالى رب العالمين سبحان هو خالق كل شىء ومالك كل شىء ومدبر امر كل شىء
بالتالى جمعت الربوبية بين أن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شىء ثم أن ذلك الخلق كله ملك لله سبحانه وتعالى ثم أن الله سبحانه وتعالى هو مدبر امر كل ذلك الخلق بصفاته العلى سبحانه وتعالى
فلما كان ذلك هو ايماننا لزم
الا نتحدث عن الله سبحانه وتعالى فى اسمائه وصفاته الا بما ثبت عن الله سبحانه وتعالى وعن رسوله وهذا هو توحيد الاسماء والصفات
لذلك لزم الا يصرف قول او فعل ظاهرا او باطنا من البشرية الا لله سبحانه وتعالى وفق مراده سبحانه وتعالى ولا يكون ذلك الا بالعلم بمراده سبحانه وتعالى والذى هو تشريع الاسلام وهذا هو توحيد الالوهية
والله سبحانه وتعالى خلق أدم عليه السلام وهو أول فرد من الجنس البشرى
ثم جعله سبحانه وتعالى ابتداءا بين الملأ الأعلى
والملأ الأعى مكون من :
الملائكة
ابليس
ثم أدم المخلوق الجديد الحادث عليهم
وصفات الملائكة انهم خلقوا من نور لذلك فهم نور فى خلقهم وفى أفعالهم أقوالهم
و قال تعالى فى وصف الملأئكة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6
بالتالى فتحقيق الاسلام صفة من صفاتهم
أما ابليس فهو من الجن
قال تعالى {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً }الكهف50
وقد خلق من نار
قال تعالى {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }الأعراف12
وإبليس جعل افضليته نتيجة صفاته الذاتية فى سرعته وقوته وخفائه
بينما الأفضلية عند الله سبحانه وتعالى فى تحقيق مراد سبحانه وتعالى بتقواه
وكلما كان المخلوق عابدا لله سبحانه كلما فاز باثر صفات الله سبحانه وتعال فتكون قوته نتيجة معية الله سبحانه وتعالى له
والله سبحانه وتعالى له الصفات العلى بالتالى لا صفة لمخلوق تذكر بجوار صفاته سبحانه وتعالى
وهنا نذكر بداية الصرع بين ابليس والبشرية
الله سبحانه وتعالى امر الملائكة أن تسجد لادم
فسجدوا له الا ابليس
وابليس والملائكة فى مجلس واحد لأن علم ابليس بالله سبحانه وتعالى والتزامه بمقتضى ذلك العلم كالملائكة الا أن قيامة بعبادة الله سبحانه وتعالى قيام امانة أى اقام نفسه على عبادة الله سبحانه وتعالى وله اختيار معصيته سبحانه وتعالى
الا ان وجود ادم والذى له نفس امانة عبادة الله سبحانه وتعالى جعل هناك صراع لدى ابليس والله سبحانه يعلم ذلك الا ان سبحانه من صفاته انه لا يعاقب الا باقامة الحجة والبينة على من استحق العقاب
قال تعالى {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15
فلما جاء امر سجود التشريف لأدم ابى ابليس تنفيذ أمر السجود وله الإختيار فى ذلك إلا انه سيفقد صفة رضى الله سبحانه وتعالى فى انه من الملأ الاعلى وانه من المؤمنين مع احتفاظه بصفة انه ينافس الملائكة فى ثبات علمه بالله سبحانه وتعالى وأن علمه بالله سبحانه وتعالى فى اعلى درجات الصحة كعلم الملائكة بالله سبحانه وتعالى
ثم يكون السؤال فلماذا ترك فى الجنة تلك بعد ذلك العصيان لله سبحانه وتعالى
الاجابة ان الجنة مكان وصفة وصفتها لا تكون الا لمن اطاع الله سبحانه وتعالى اما مكانا فهو فعلا بالجنة الا ان غضب الله سبحانه وتعالى عليه احال بينه وبين ان يتمتع بشىء منها إذ انها خاصة لمن حقق مراده سبحانه وتعالى
إلا أن هناك إختبار لأدم لكون ادم اختار هو ايضا ان تكون عبادتة لله سبحانه وتعالى امانة يحملها لزم أن يكون الشيطان موجودا بتلك الجنة إذ انه المخلوق الوحيد الذى له صفة الوسوسة لأدم لذلك وجود ابليس تلك المدة حتى خرج منها ليس الا لذلك الاختبار لادم
والله سبحانه وتعالى خلق حواء زوجة لأدم وعبادتها لله سبحانه وتعالى ايضا امانة تقوم بها مع أدم
فلما جاء الاختبار
قال تعالى {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ }البقرة35
والله سبحانه وتعالى بين لأدم وحواء ان الشيطان عدو لهما ويجب ان يقوما بما يلزمه اعتبار ان ذلك عدو لهما
قال تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى{116} فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى{117}) طه
والذى له صفة الوسوسة لادم فى الجنة هو ابليس وابليس يعلم أن اعلى الصفات للمخلوق هو ان يكون مخلدا وان يكون له صفات الملائكة فى كمال الخلق والخلق وهما الصفتان التى كان يحياهما فى الملا الاعلى فقد فقد صفة كونه فى الملأ الأعلى بصفات الملائكة فى كون ان الملائكة بجانب صفات عبوديتهم الا أن صفاتهم الخلقية ايضا لا تبلى وصارت صفة الخلد له الى قيام الساعة بعد ذلك العصيان محل شك له
لذلك فهو يعلم ان تلك الصفتين محل اعتبار لكل الخلق
فكانت وسيلته فى غواية ادم وحواء عليهما السلام
فكانت وسوسته
قال تعالى {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ }الأعراف20
قال تعالى {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى }طه120
وعصى ادم وحواء مراد الله سبحانه وتعالى فى امرين هنا
الاول عدم اعتبار ان ابليس عدو لهما فقاما بالاستماع له اتباعه
والثانى الاكل من الشجرة المنهى لهما الاكل منها
ثم جاءت المرحلة الثانية وهو هبوط اهل المعصية من الجنة الى الارض الا ان ابليس هبط وله صفة الخلد الى يوم القيامة مع علمه بتحقيق صفة انه من اهل النار المخلدين بها بالتالى فهو شقى بتلك الدنيا لانه منع من ان يكون صفة الغفور والتواب كسبا له
قال تعالى (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ{13} قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{14} قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ{15} قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ{16} ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ{17} قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ{18}) الاعراف
الأن على الأرض :
أدم وحواء عليهما السلام ومن صفاتهما الثابتة لهما النسيان
أبليس ملعون يعلم جيدا انه من اهل النار ولا مغفرة له كما انه لا ينسى وصفاته الخلقية اعلى من صفات ادم وذريته
وهو على علم بصفات الله سبحانه وتعالى وعلى علم بمراد الله سبحانه وتعالى من ادم وذريته الى قيام الساعة الا وهو عبادتة وعدم الشرك به سبحانه وتعالى واتباع شرعه فى القول والفعل
الله سبحانه وتعالى علم ادم الاسماء كلها لأن اوامر الله سبحانه وتعالى عندما يقول كل كذا ولا تأكل كذا وتجنب كذا يلزمه العلم بكل الأسماء المحيطة به كى تكون الاوامر والنواهى ذات معنى لدى ادم عليه السلام والله سبحانه غفر له ذنبه السابق هو زوجته حواء
بالتالى هبطا الى الارض وهما نقيين من اثر المعصية الا ان مكان وجودهما فقط هو الذى تغير
وابليس يلازمهما فى كل مكان
الا ان الله سبحانه وتعالى انزل مع ادم ذلك التشريع الذى به تكون نجاته من كل سوء كان سواء من الشيطان او من اى شىء كان فى الارض
اذ ان الارض الحياة بها تختلف عن الجنة والارض صالحة ولا سوء قط بها اذ كل الخلق بها قبل ادم من جماد وطير ونبات فى البر والبحر يسبح الله سبحانه وتعالى
والكائن الوحيد الذى يكون السوء نتيجة له هو ذلك الكائن الذى يحمل العبادة امانة فكلما حقق الاسلام ظاهر وباطنا كلما كانت الحسنى نتيجة له اما ان خالف امر الله سبحانه وتعالى وتعدت تلك المخالفة الى ما حوله من خلق لزم ان يكون هناك السوء المقابل لتلك المخالفة فكانت الأوبئة والامراض والصراعات وكل ما يحمل من سوء واتباع التشريع الاسلامى هو النجاة من كل ذلك السوء
لذلك فكلما كانت البشرية مقيمة للاسلام كلما تجنبت ذلك السوء
اذ ان الاسلام يحقق الحسنى لكل الخلق مما يلزم ان تكون البشرية فى نقاء من أى سوء كان اذ السوء ينتج أثره نتيجة المخالفة لامر الله سبحانه وتعالى
وتتابعت الرسل كلما كانت المخالفة اصلا لدى البشرية وتلاعب بها ابليس وفقدت السبيل الصحيح للنجاة
حتى جاء خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم الذى كانت صفته
قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
ورسول الله صلى الله عليه وسلم حقق الكمال فى الحسنى
وما نحتاجه الان هو نقل صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم الى البشرية بشرط ان تكون تلك الصفات ظاهرة وباطنة وصفات رسول الله صلى الله عليه وسلم هى الاسلام ذاته
فعندما سوئلت ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت (كان خلقه القران )
لذلك فالقران هو المجمل ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبين باقواله وافعاله ذلك المجمل
فكان كلام الله سبحانه وتعالى فى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وافعاله واقواله صلى الله عليه وسلم هى المفسرة للقران
والان نحن فى احتياج الى البيئة التى يتحقق بها ذلك الاسلام فكانت دعوته صلى الله عليه وسلم ببيان صفات الله سبحانه وتعالى وان صفاته سبحانه وتعالى هى الصفات العلى فاختار كل من له عقل وقلب سليم ان يكون تبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فامنوا به واتبعوه صلى الله عليه وسلم فكانوا الصحب الطيب ابتداءا رضى الله عنهم
بالتالى خرجت صفة الاسلام من كونها فى شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده الى صورة قيامها فى الجماعة ومنها الى البشرية كلها
لذلك لزم ان يكون هناك تشريع ادارة دولة الاسلام لتكون صفة دولة الاسلام مجتمعة هى صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى انها بالاسلام تكون بمثابة الجسد الواحد
وبعد ان كمل الاسلام وكمل بيانها لدى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحتى لا يكون هناك الاختلاف على الصحابة رضى الله عنهم زكى الله سبحانه وتعالى خيار الصحابة وهم اصحاب بيعة الرضوان والعشرة المبشرون بالجنة
كما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل ابو بكر الصديق رضى الله عنه هو أفضل الصحب على الاطلاق
لما سئل من احب الناس اليك( قال صلى الله عليه وسلم عائشة ) ومن الرجال ( قال ابوها)
ومعنى الاسلام واقامة البشرية على الاسلام صار واضحا جليا لدى الصحابة اجمعين
أن اقامة الاسلام هو اقامة الحسنى علاقة بين البشرية مع العلم بالله سبحانه وتعالى والايمان به سبحانه وتعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم
أى ان البشرية من اجل ان تكون الحسنى وصفا لها لابد ان يكون منهج ادارتها هو الاسلام لتكون مع الكون فى دائرة التسبيح لله سبحانه وتعالى
وبعد ان كمل الاسلام مات محمد صلى الله عليه وسلم وبقيت رسالته واضحة جلية لدى الصحابة زلا ينقص منها شىء مطلقا
واجتمع الصحابة على ابى بكر الصديق رضى الله عنه ليكون خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى ادارة المسلمين فكانت دولتهم
ودولة الاسلام الان فى اعلى درجات العلم بالله سبحانه وتعالى ولا ينقص الا نقل ذلك العلم من ارض الى اخرى لتحقيق البلاغ للناس اجمعين
ياتى السؤال كيف تتحرك تلك الدولة وتقف امام صفات دول مثل الروم والفرس
كما قلنا ان دولة الاسلام عندما يكون الاسلام فى اعلى درجات الكمال بينها إدارة وتوحيدا فان صفاتها فى تلك الحالة تخرج من صفة التقص البشرية الى معية الله سبحانه وتعالى فيكون لها من كسب صفات الله سبحانه وتعالى ما يجعل صفاتها اعلى من صفات غيرها من البشر مهما بلغت من قوة فى ظاهر امرها ولا ينقص الا ان تتصادم تلك الصفات ببعضها البعض
قال تعالى {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }التوبة14
فالصحابة هنا قاموا بتنفيذ امر القتال لكن التعذيب ونتيجة تلك الحرب من الله سبحانه وتعالى
اى ان الله سبحانه وتعالى اجرى صفاته على الصحابة رضى الله عنهم فاختفت الصفة البشرية الناقصة المحدودة لما صارالصحابة فى نطاق توحيد الله سبحانه وتعالى والعمل بشرعه على بصيرة ويقين
وأن اى هزيمة كانت للصحابة لم تكن هزيمة للتشريع الاسلامى ولكن بعض الصحابة خالفوا الاسلام فى شىء ما بالتالى فقدان ما يلزم من معية الله سبحانه وتعالى لكن بمجرد ادارك ذلك الخلل سرعان ما كانت المعية محيطة بهم فكانت صفات الله سبحانه وتعالى فعالة لهم فى أمرهم
فلما كان ذلك هو منهج الصحابة رضى الله عنهم ومنهج حكمهم ملكوا الارض واقاموا الحسنى فصارت دولة الاسلام كالجسد الواحد
وصارت كنوز الارض من الزرع والماء وكل شىء تجرى بين العالم كله كما تجرى الدماء بالجسد
وصار افراد الدولة المسلمة كالخلايا بالجسد الواحد وكما ان الخلايا بالجسد تعمل فى صورة مؤسسات فان دولة الاسلام تعمل فى صورة مؤسسات فكان الجيش والشرطة والصناعة والزراعة وكل مجال من العلوم الدنيوية فى صورة مؤسسات
فكان بيت مال المسلمين بمثابة القلب الذى يضخ الدماء الى كل خلايا الدولة الاسلامية الكل يعمل بتلك الثروات والاموال سواء ملكا له او قرضا ثم يعيده الى بنك الدولة الاسلامية ليضخ ثانية ليكون هناك دورة انتاجية جديدة
فاختفى الفقر والجوع والفردية والعزلة فى اهل دولة الاسلام فكانوا كالجسد الواحد لا يمكن الاساءة لاى فرد فى دولة الاسلام طالما انه يقف عند حدود الاسلام
كما ان الفرد الواحدى دولة الاسلام له حق حماية الدولة كلها بالضيط كدفاع كل سائر الجسد من اجل حماية خلية من خلاياه
ولم يشهد العالم اجمع عدلا ولا حسنى الا فى ظل تشريع من له الصفات العلى سبحانه وتعالى على ايدى الصحابة رضى الله عنهم ومن سلك سبيلهم فى اقامة الاسلام وادارة دولة الاسلام على سبيلهم
ثم بدات الخلافة التى تجعل العالم الاسلامى كالجسد الواحد تتحول الى صورة ملكا جبريا عيوبه أن صار هناك تشريعين تشريع خاص بولاة الامور تتكسر عليه الحدود والتشريع الاسلامى العام الذى يقام على الرعية فصارت كنوز العالم الاسلامى تدور فى ولاة الامور هؤلاء
ثم بدا هؤلاء الامراء يتفككون كل ينصرف بما لدية من دولة وبمرور الوقت تفكك العالم الاسلامى وبظهور الفرق المخالفة للاسلام وحكمها لدولة الاسلام فترة من الزمن جعل هناك الجهل باصل الاسلام لتكون دولة الاسلام بعد ذلك فريسة سهلة لتحتل من قبل كفار الارض
ثم مكث هؤلاء الكفار جيلا من الزمن تم تثبيت ما تم تحريفه ليضمن لهم خروج نشء لا يعلم عن الدين شيئا الا ما تم تحريفه
لنصل الى ما نحن فيه الان من حال
لذلك من اجل العودة الى ما سبق من عهد الخلافة لابد ان تسيطر الطمانينة على الجميع حتى كفار اهل البلاد الاسلامية ولصوصها من المسلمين لابد ان يشعر الجميع بالطمأنينة فى ان اقامة الاسلام لا تعنى قتلهم او أخذ اموالهم
ولكن ما سيحدث هو ان يرضى كفار بلاد المسلمين ان يحكمهم الاسلام وان حكم الاسلام لهم يعنى الخير المطلق لهم فى كل شىء دون ان يلزمهم بدخول الاسلام الا ان اموال الجميع ستدور فى دولة الاسلام بالاسلام كما تدور الدماء من القلب الى خلايا الجسد ليحيا الجميع الخير
فان كان هذا هو الاسلام اليس من الطبيعى اقامة الحدود على من خالف وارادها فوضى
كما ان الخليفة الذى يقيم فينا ذلك الاسلام الذى لا يجعل الاعتبار الا للتقوى اى الذى يلتزم بحدود الاسلام سواء كان كبيرا فى القوم أو صغيرا بهم هل نسعى لعزله أو ازالته من الحكم
لذلك فنحن فى حاجة الى طمانينة من بالحكم أننا لا نسعى لازالتك عن الحكم فى شىء ولكن اقم فينا شرع رب العالمين سبحانه وتعالى بالتالى فتلك المؤسسات الموجودة حاليا كل ما سيتم تغيره هو منهج ادارتها فبدلا من كونه منهجت بشريا يحمل صفات النقص التى لدى البشرية سيكون منهجها هو منهج من له الصفات العلى سبحانه وتعالى ويتم تفعيل كل المنهج الاسلامى فى كل شىء وبيانه
وان علماء الدولة الاسلاميه دورهم بعد الحكم بالاسلام هو بيان الاسلام لعامة المسلمين كى يقيموه فى الاسواق وان تكون هناك لجان بالاسواق تبين لهم منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى البيع والشراء ويتم اخراج البرامج التى تطبيق فى المعاملات المالية لتكون هى اسلوب التعامل فى البنوك والاعمال فى دولة الاسلام
ولا تدور الاموال الا فيما كان طيبا وفق الاسلام
ثم يكون هناك بطاقة ائتمانية لكل افراد دولة الاسلام يسجل بها معاملاتهم المالية ليسهل حساب زكاتهم وقروضهم واحتياجاتهم
لتكون هناك شبكة تربط اهل الاسلام فى كل دولة فتكون الدولة كالجسد الواحد فى كل حركتها
فان تم ربط كل دول الاسلام مع بعضها البعض فى كل امورها مع جعل هناك مجلسا موحدا به يتشاورون فى امورهم وجعل هناك رئيسا لهم ليس بافضل من أحدهم فى شىء الا انه رباط لهم كانت الخلافة الاسلامية
ان أصل الصراع فى العالم الاسلامى الأن وصراع الكفار معهم سببه هو مفهوم الخلافة الاسلامية لدى الجميع
فالصراع بين افراد العالم الاسلامى هو النظر الى حتمية ان يحكم الجميع رجل واحد حتى وان كان الحكم بغير شرع الله سبحانه وتعالى وتلك فكرة بعض الجماعات تحت مسمى توحيد الكلمة قبل كلمة التوحيد وكانت فكرة المعتزلة وفكرة دولة العبيديين وكل صراع دار فى التاريخ الاسلامى بين المسلمين كان اساسه تلك الفكرة فصار كل فرد يرى نفسه أفضل من غيره
والصراع مع الكفار فى أن الكفار لا يريدون أن يكون هناك جمع لأهل الاسلام تحت أى مسمى كان وخاصة صحيح معنى الخلافة الاسلامية
ولا يقبلون جمعهم الا تحت رايتهم كتابع لهم وفق دعوتهم
بينما اصل مفهوم الخلافة الاسلامية يحقق الخير للجميع حتى للكفار انفسهم الذين رضوا أن يظلوا على كفرهم ويحيون فى ظل الخلافة الاسلامية بقوانينها
وحقيقة الخلافة الاسلامية انها تعتمد على التعدى بالحسنى على نفسها وعلى غيرها من الاجناس الاخرى بمعنى ان تكون هناك البشرية التى تملك من صفات التعدى على ما حولها من الخلق فى التبديل والتغيير بالحسنى بالتالى كان هناك شبه سلطان للبشرية على غيرها من الخلق الذين جعلهم الله سبحانه وتعالى فى اطار سلطة البشرية
بالتالى كان هناك شبه ربوبية للبشرية على ما سواها من الخلق حولها
لكن تلك الربوبية كى تكون فى اعلى درجات الكمال لابد ان تكون وفق مراد الله سبحانه وتعالى لتكون للبشرية البعد الغيبى فى الكمال كنتيجة لافعالها فلا يكون هناك بؤس قط أو شقاء قط نتيجة فعل البشرية لذلك باتباع البشرية لكل امر من اوامر الله سبحانه وتعالى فى اقوالها وافعالها وقوانينها فى معاملة كل الخلق كانها اسقطت كلمات التشريع الاسلامى والذى هو حكم الله سبحانه وتعالى فى صورة عملية على الخلق حولها فصار هناك ربوبية لها على كل ما حولها من خلق فكانت الحسنى هى مدار خلافة البشرية على نفسها وعلى ما حولها من خلق
والخلق كلهم يحيون فى صورة أمم لكل امة منهجها الذى صبغها سبحانه وتعالى بها فى الحياة حتى الجمادات التى نراها بيننا
لذلك لا تجد خللا قط فى منهج امة من الامم سواء فى علاقة افراد جنسها او فى علاقتها بالاجناس الاخرى وهناك ترابط بين كل الامم قاعدته ان الكل جزء من حلقة الكمال للاخر لذلك لابد ان يكون الكمال هو مناط الدائرة التى تجمع كل الخلق
لذلك كل ذرة فى الكون لها صفات نفس ذرات عنصرها فى سلوكها مع نفس ذرات عنصرها أو مع غيرها من ذرات العناصر المختلفة كذلك كل شىء
فلما كانت صفات الله سبحانه وتعالى هى الصفات العلى لزم ان يكون تشريعه سبحانه وتعالى الذى يقوم به الخلق اجمعين له تلك الصفات فكان الكمال المطلق فى ادارة الخلق حولنا
ثم كانت البشرية التى تختلف على غيرها من الامم فى ان لها سلطان الخلافة على سائر الأجناس وسلطان الخلافة على غيرها من الخلق لم تأخذه اكتسابا ولكنه فضل من رب العالمين سبحانه وتعالى
بالتالى كى تحقق البشرية الكمال فى اقوالها وافعالها الظاهرة والباطنة لابد ان يكون مرجع اقوالها وافعالها هو توحيد الله سبحانه وتعال ابتداءا
وتوحيد الله سبحانه وتعال ليس وفق هوى البشرية ولكن وفق مراد الله سبحانه وتعالى بالكيفية التى بينها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
والله سبحانه وتعالى ارسل الرسل جميعا وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم كى تحقق البشرية توحيد الله سبحانه وتعالى
وتوحيد الله سبحانه وتعالى هو اصل معنى الخلافة لاهل الاسلام
وهذا الأصل غائب عن كثير من الجماعات الاسلامية فى عصرنا الحديث لذلك تجد هناك من يحاول الجمع فى الدين بين من يسب زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته صلى الله عليه وسلم وبين أهل الاسلام تحت مسمى توحيد الكلمة قبل كلمة التوحيد ظنا منه ان ذلك من باب زيادة قوة لذلك الجمع
فى حين ان أصل قوة أهل الاسلام هو تحقيق ذلك المنهج الاسلامى الذى يجعل صفاتهم عليا فى كل شىء
فتكون لهم عزة القدر والقدرة والامتناع ويكون لهم من كل صفة من صفات الله سبحانه وتعالى نصيب من خلال تحقيق كلمة التوحيد
وذلك أن توحيد الله سبحانه وتعالى ينقسم علما الى :
توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات
وتوحيد الربوبية هو الايمان بان الله سبحانه وتعالى رب العالمين سبحان هو خالق كل شىء ومالك كل شىء ومدبر امر كل شىء
بالتالى جمعت الربوبية بين أن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شىء ثم أن ذلك الخلق كله ملك لله سبحانه وتعالى ثم أن الله سبحانه وتعالى هو مدبر امر كل ذلك الخلق بصفاته العلى سبحانه وتعالى
فلما كان ذلك هو ايماننا لزم
الا نتحدث عن الله سبحانه وتعالى فى اسمائه وصفاته الا بما ثبت عن الله سبحانه وتعالى وعن رسوله وهذا هو توحيد الاسماء والصفات
لذلك لزم الا يصرف قول او فعل ظاهرا او باطنا من البشرية الا لله سبحانه وتعالى وفق مراده سبحانه وتعالى ولا يكون ذلك الا بالعلم بمراده سبحانه وتعالى والذى هو تشريع الاسلام وهذا هو توحيد الالوهية
والله سبحانه وتعالى خلق أدم عليه السلام وهو أول فرد من الجنس البشرى
ثم جعله سبحانه وتعالى ابتداءا بين الملأ الأعلى
والملأ الأعى مكون من :
الملائكة
ابليس
ثم أدم المخلوق الجديد الحادث عليهم
وصفات الملائكة انهم خلقوا من نور لذلك فهم نور فى خلقهم وفى أفعالهم أقوالهم
و قال تعالى فى وصف الملأئكة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6
بالتالى فتحقيق الاسلام صفة من صفاتهم
أما ابليس فهو من الجن
قال تعالى {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً }الكهف50
وقد خلق من نار
قال تعالى {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }الأعراف12
وإبليس جعل افضليته نتيجة صفاته الذاتية فى سرعته وقوته وخفائه
بينما الأفضلية عند الله سبحانه وتعالى فى تحقيق مراد سبحانه وتعالى بتقواه
وكلما كان المخلوق عابدا لله سبحانه كلما فاز باثر صفات الله سبحانه وتعال فتكون قوته نتيجة معية الله سبحانه وتعالى له
والله سبحانه وتعالى له الصفات العلى بالتالى لا صفة لمخلوق تذكر بجوار صفاته سبحانه وتعالى
وهنا نذكر بداية الصرع بين ابليس والبشرية
الله سبحانه وتعالى امر الملائكة أن تسجد لادم
فسجدوا له الا ابليس
وابليس والملائكة فى مجلس واحد لأن علم ابليس بالله سبحانه وتعالى والتزامه بمقتضى ذلك العلم كالملائكة الا أن قيامة بعبادة الله سبحانه وتعالى قيام امانة أى اقام نفسه على عبادة الله سبحانه وتعالى وله اختيار معصيته سبحانه وتعالى
الا ان وجود ادم والذى له نفس امانة عبادة الله سبحانه وتعالى جعل هناك صراع لدى ابليس والله سبحانه يعلم ذلك الا ان سبحانه من صفاته انه لا يعاقب الا باقامة الحجة والبينة على من استحق العقاب
قال تعالى {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15
فلما جاء امر سجود التشريف لأدم ابى ابليس تنفيذ أمر السجود وله الإختيار فى ذلك إلا انه سيفقد صفة رضى الله سبحانه وتعالى فى انه من الملأ الاعلى وانه من المؤمنين مع احتفاظه بصفة انه ينافس الملائكة فى ثبات علمه بالله سبحانه وتعالى وأن علمه بالله سبحانه وتعالى فى اعلى درجات الصحة كعلم الملائكة بالله سبحانه وتعالى
ثم يكون السؤال فلماذا ترك فى الجنة تلك بعد ذلك العصيان لله سبحانه وتعالى
الاجابة ان الجنة مكان وصفة وصفتها لا تكون الا لمن اطاع الله سبحانه وتعالى اما مكانا فهو فعلا بالجنة الا ان غضب الله سبحانه وتعالى عليه احال بينه وبين ان يتمتع بشىء منها إذ انها خاصة لمن حقق مراده سبحانه وتعالى
إلا أن هناك إختبار لأدم لكون ادم اختار هو ايضا ان تكون عبادتة لله سبحانه وتعالى امانة يحملها لزم أن يكون الشيطان موجودا بتلك الجنة إذ انه المخلوق الوحيد الذى له صفة الوسوسة لأدم لذلك وجود ابليس تلك المدة حتى خرج منها ليس الا لذلك الاختبار لادم
والله سبحانه وتعالى خلق حواء زوجة لأدم وعبادتها لله سبحانه وتعالى ايضا امانة تقوم بها مع أدم
فلما جاء الاختبار
قال تعالى {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ }البقرة35
والله سبحانه وتعالى بين لأدم وحواء ان الشيطان عدو لهما ويجب ان يقوما بما يلزمه اعتبار ان ذلك عدو لهما
قال تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى{116} فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى{117}) طه
والذى له صفة الوسوسة لادم فى الجنة هو ابليس وابليس يعلم أن اعلى الصفات للمخلوق هو ان يكون مخلدا وان يكون له صفات الملائكة فى كمال الخلق والخلق وهما الصفتان التى كان يحياهما فى الملا الاعلى فقد فقد صفة كونه فى الملأ الأعلى بصفات الملائكة فى كون ان الملائكة بجانب صفات عبوديتهم الا أن صفاتهم الخلقية ايضا لا تبلى وصارت صفة الخلد له الى قيام الساعة بعد ذلك العصيان محل شك له
لذلك فهو يعلم ان تلك الصفتين محل اعتبار لكل الخلق
فكانت وسيلته فى غواية ادم وحواء عليهما السلام
فكانت وسوسته
قال تعالى {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ }الأعراف20
قال تعالى {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى }طه120
وعصى ادم وحواء مراد الله سبحانه وتعالى فى امرين هنا
الاول عدم اعتبار ان ابليس عدو لهما فقاما بالاستماع له اتباعه
والثانى الاكل من الشجرة المنهى لهما الاكل منها
ثم جاءت المرحلة الثانية وهو هبوط اهل المعصية من الجنة الى الارض الا ان ابليس هبط وله صفة الخلد الى يوم القيامة مع علمه بتحقيق صفة انه من اهل النار المخلدين بها بالتالى فهو شقى بتلك الدنيا لانه منع من ان يكون صفة الغفور والتواب كسبا له
قال تعالى (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ{13} قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{14} قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ{15} قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ{16} ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ{17} قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ{18}) الاعراف
الأن على الأرض :
أدم وحواء عليهما السلام ومن صفاتهما الثابتة لهما النسيان
أبليس ملعون يعلم جيدا انه من اهل النار ولا مغفرة له كما انه لا ينسى وصفاته الخلقية اعلى من صفات ادم وذريته
وهو على علم بصفات الله سبحانه وتعالى وعلى علم بمراد الله سبحانه وتعالى من ادم وذريته الى قيام الساعة الا وهو عبادتة وعدم الشرك به سبحانه وتعالى واتباع شرعه فى القول والفعل
الله سبحانه وتعالى علم ادم الاسماء كلها لأن اوامر الله سبحانه وتعالى عندما يقول كل كذا ولا تأكل كذا وتجنب كذا يلزمه العلم بكل الأسماء المحيطة به كى تكون الاوامر والنواهى ذات معنى لدى ادم عليه السلام والله سبحانه غفر له ذنبه السابق هو زوجته حواء
بالتالى هبطا الى الارض وهما نقيين من اثر المعصية الا ان مكان وجودهما فقط هو الذى تغير
وابليس يلازمهما فى كل مكان
الا ان الله سبحانه وتعالى انزل مع ادم ذلك التشريع الذى به تكون نجاته من كل سوء كان سواء من الشيطان او من اى شىء كان فى الارض
اذ ان الارض الحياة بها تختلف عن الجنة والارض صالحة ولا سوء قط بها اذ كل الخلق بها قبل ادم من جماد وطير ونبات فى البر والبحر يسبح الله سبحانه وتعالى
والكائن الوحيد الذى يكون السوء نتيجة له هو ذلك الكائن الذى يحمل العبادة امانة فكلما حقق الاسلام ظاهر وباطنا كلما كانت الحسنى نتيجة له اما ان خالف امر الله سبحانه وتعالى وتعدت تلك المخالفة الى ما حوله من خلق لزم ان يكون هناك السوء المقابل لتلك المخالفة فكانت الأوبئة والامراض والصراعات وكل ما يحمل من سوء واتباع التشريع الاسلامى هو النجاة من كل ذلك السوء
لذلك فكلما كانت البشرية مقيمة للاسلام كلما تجنبت ذلك السوء
اذ ان الاسلام يحقق الحسنى لكل الخلق مما يلزم ان تكون البشرية فى نقاء من أى سوء كان اذ السوء ينتج أثره نتيجة المخالفة لامر الله سبحانه وتعالى
وتتابعت الرسل كلما كانت المخالفة اصلا لدى البشرية وتلاعب بها ابليس وفقدت السبيل الصحيح للنجاة
حتى جاء خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم الذى كانت صفته
قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
ورسول الله صلى الله عليه وسلم حقق الكمال فى الحسنى
وما نحتاجه الان هو نقل صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم الى البشرية بشرط ان تكون تلك الصفات ظاهرة وباطنة وصفات رسول الله صلى الله عليه وسلم هى الاسلام ذاته
فعندما سوئلت ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت (كان خلقه القران )
لذلك فالقران هو المجمل ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبين باقواله وافعاله ذلك المجمل
فكان كلام الله سبحانه وتعالى فى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وافعاله واقواله صلى الله عليه وسلم هى المفسرة للقران
والان نحن فى احتياج الى البيئة التى يتحقق بها ذلك الاسلام فكانت دعوته صلى الله عليه وسلم ببيان صفات الله سبحانه وتعالى وان صفاته سبحانه وتعالى هى الصفات العلى فاختار كل من له عقل وقلب سليم ان يكون تبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فامنوا به واتبعوه صلى الله عليه وسلم فكانوا الصحب الطيب ابتداءا رضى الله عنهم
بالتالى خرجت صفة الاسلام من كونها فى شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده الى صورة قيامها فى الجماعة ومنها الى البشرية كلها
لذلك لزم ان يكون هناك تشريع ادارة دولة الاسلام لتكون صفة دولة الاسلام مجتمعة هى صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى انها بالاسلام تكون بمثابة الجسد الواحد
وبعد ان كمل الاسلام وكمل بيانها لدى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحتى لا يكون هناك الاختلاف على الصحابة رضى الله عنهم زكى الله سبحانه وتعالى خيار الصحابة وهم اصحاب بيعة الرضوان والعشرة المبشرون بالجنة
كما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل ابو بكر الصديق رضى الله عنه هو أفضل الصحب على الاطلاق
لما سئل من احب الناس اليك( قال صلى الله عليه وسلم عائشة ) ومن الرجال ( قال ابوها)
ومعنى الاسلام واقامة البشرية على الاسلام صار واضحا جليا لدى الصحابة اجمعين
أن اقامة الاسلام هو اقامة الحسنى علاقة بين البشرية مع العلم بالله سبحانه وتعالى والايمان به سبحانه وتعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم
أى ان البشرية من اجل ان تكون الحسنى وصفا لها لابد ان يكون منهج ادارتها هو الاسلام لتكون مع الكون فى دائرة التسبيح لله سبحانه وتعالى
وبعد ان كمل الاسلام مات محمد صلى الله عليه وسلم وبقيت رسالته واضحة جلية لدى الصحابة زلا ينقص منها شىء مطلقا
واجتمع الصحابة على ابى بكر الصديق رضى الله عنه ليكون خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى ادارة المسلمين فكانت دولتهم
ودولة الاسلام الان فى اعلى درجات العلم بالله سبحانه وتعالى ولا ينقص الا نقل ذلك العلم من ارض الى اخرى لتحقيق البلاغ للناس اجمعين
ياتى السؤال كيف تتحرك تلك الدولة وتقف امام صفات دول مثل الروم والفرس
كما قلنا ان دولة الاسلام عندما يكون الاسلام فى اعلى درجات الكمال بينها إدارة وتوحيدا فان صفاتها فى تلك الحالة تخرج من صفة التقص البشرية الى معية الله سبحانه وتعالى فيكون لها من كسب صفات الله سبحانه وتعالى ما يجعل صفاتها اعلى من صفات غيرها من البشر مهما بلغت من قوة فى ظاهر امرها ولا ينقص الا ان تتصادم تلك الصفات ببعضها البعض
قال تعالى {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }التوبة14
فالصحابة هنا قاموا بتنفيذ امر القتال لكن التعذيب ونتيجة تلك الحرب من الله سبحانه وتعالى
اى ان الله سبحانه وتعالى اجرى صفاته على الصحابة رضى الله عنهم فاختفت الصفة البشرية الناقصة المحدودة لما صارالصحابة فى نطاق توحيد الله سبحانه وتعالى والعمل بشرعه على بصيرة ويقين
وأن اى هزيمة كانت للصحابة لم تكن هزيمة للتشريع الاسلامى ولكن بعض الصحابة خالفوا الاسلام فى شىء ما بالتالى فقدان ما يلزم من معية الله سبحانه وتعالى لكن بمجرد ادارك ذلك الخلل سرعان ما كانت المعية محيطة بهم فكانت صفات الله سبحانه وتعالى فعالة لهم فى أمرهم
فلما كان ذلك هو منهج الصحابة رضى الله عنهم ومنهج حكمهم ملكوا الارض واقاموا الحسنى فصارت دولة الاسلام كالجسد الواحد
وصارت كنوز الارض من الزرع والماء وكل شىء تجرى بين العالم كله كما تجرى الدماء بالجسد
وصار افراد الدولة المسلمة كالخلايا بالجسد الواحد وكما ان الخلايا بالجسد تعمل فى صورة مؤسسات فان دولة الاسلام تعمل فى صورة مؤسسات فكان الجيش والشرطة والصناعة والزراعة وكل مجال من العلوم الدنيوية فى صورة مؤسسات
فكان بيت مال المسلمين بمثابة القلب الذى يضخ الدماء الى كل خلايا الدولة الاسلامية الكل يعمل بتلك الثروات والاموال سواء ملكا له او قرضا ثم يعيده الى بنك الدولة الاسلامية ليضخ ثانية ليكون هناك دورة انتاجية جديدة
فاختفى الفقر والجوع والفردية والعزلة فى اهل دولة الاسلام فكانوا كالجسد الواحد لا يمكن الاساءة لاى فرد فى دولة الاسلام طالما انه يقف عند حدود الاسلام
كما ان الفرد الواحدى دولة الاسلام له حق حماية الدولة كلها بالضيط كدفاع كل سائر الجسد من اجل حماية خلية من خلاياه
ولم يشهد العالم اجمع عدلا ولا حسنى الا فى ظل تشريع من له الصفات العلى سبحانه وتعالى على ايدى الصحابة رضى الله عنهم ومن سلك سبيلهم فى اقامة الاسلام وادارة دولة الاسلام على سبيلهم
ثم بدات الخلافة التى تجعل العالم الاسلامى كالجسد الواحد تتحول الى صورة ملكا جبريا عيوبه أن صار هناك تشريعين تشريع خاص بولاة الامور تتكسر عليه الحدود والتشريع الاسلامى العام الذى يقام على الرعية فصارت كنوز العالم الاسلامى تدور فى ولاة الامور هؤلاء
ثم بدا هؤلاء الامراء يتفككون كل ينصرف بما لدية من دولة وبمرور الوقت تفكك العالم الاسلامى وبظهور الفرق المخالفة للاسلام وحكمها لدولة الاسلام فترة من الزمن جعل هناك الجهل باصل الاسلام لتكون دولة الاسلام بعد ذلك فريسة سهلة لتحتل من قبل كفار الارض
ثم مكث هؤلاء الكفار جيلا من الزمن تم تثبيت ما تم تحريفه ليضمن لهم خروج نشء لا يعلم عن الدين شيئا الا ما تم تحريفه
لنصل الى ما نحن فيه الان من حال
لذلك من اجل العودة الى ما سبق من عهد الخلافة لابد ان تسيطر الطمانينة على الجميع حتى كفار اهل البلاد الاسلامية ولصوصها من المسلمين لابد ان يشعر الجميع بالطمأنينة فى ان اقامة الاسلام لا تعنى قتلهم او أخذ اموالهم
ولكن ما سيحدث هو ان يرضى كفار بلاد المسلمين ان يحكمهم الاسلام وان حكم الاسلام لهم يعنى الخير المطلق لهم فى كل شىء دون ان يلزمهم بدخول الاسلام الا ان اموال الجميع ستدور فى دولة الاسلام بالاسلام كما تدور الدماء من القلب الى خلايا الجسد ليحيا الجميع الخير
فان كان هذا هو الاسلام اليس من الطبيعى اقامة الحدود على من خالف وارادها فوضى
كما ان الخليفة الذى يقيم فينا ذلك الاسلام الذى لا يجعل الاعتبار الا للتقوى اى الذى يلتزم بحدود الاسلام سواء كان كبيرا فى القوم أو صغيرا بهم هل نسعى لعزله أو ازالته من الحكم
لذلك فنحن فى حاجة الى طمانينة من بالحكم أننا لا نسعى لازالتك عن الحكم فى شىء ولكن اقم فينا شرع رب العالمين سبحانه وتعالى بالتالى فتلك المؤسسات الموجودة حاليا كل ما سيتم تغيره هو منهج ادارتها فبدلا من كونه منهجت بشريا يحمل صفات النقص التى لدى البشرية سيكون منهجها هو منهج من له الصفات العلى سبحانه وتعالى ويتم تفعيل كل المنهج الاسلامى فى كل شىء وبيانه
وان علماء الدولة الاسلاميه دورهم بعد الحكم بالاسلام هو بيان الاسلام لعامة المسلمين كى يقيموه فى الاسواق وان تكون هناك لجان بالاسواق تبين لهم منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى البيع والشراء ويتم اخراج البرامج التى تطبيق فى المعاملات المالية لتكون هى اسلوب التعامل فى البنوك والاعمال فى دولة الاسلام
ولا تدور الاموال الا فيما كان طيبا وفق الاسلام
ثم يكون هناك بطاقة ائتمانية لكل افراد دولة الاسلام يسجل بها معاملاتهم المالية ليسهل حساب زكاتهم وقروضهم واحتياجاتهم
لتكون هناك شبكة تربط اهل الاسلام فى كل دولة فتكون الدولة كالجسد الواحد فى كل حركتها
فان تم ربط كل دول الاسلام مع بعضها البعض فى كل امورها مع جعل هناك مجلسا موحدا به يتشاورون فى امورهم وجعل هناك رئيسا لهم ليس بافضل من أحدهم فى شىء الا انه رباط لهم كانت الخلافة الاسلامية