محمد حمود الحميري
07-12-2017, 05:16 PM
نُـوْرُ النُّبُــوَّةِ
[FONT="]عَطَّرْتُ قَلْبِيْ على طُهْرٍ وَإنْشَادِيْ=بِذِكْرِ رَبِّيْ ، وَذِكْرَى مَوْلِدِ الهَادِيْ
على بُرَاقِ اشْتِيَاقِيْ جِئْتُ مُحْتَفِلًا=أُهَدْهِدُ البَـوْحَ في مِعْـرَاجِ إنْشَادِ
أتَيْتُ أنْثُرُ مِـنْ فَيْضِ السَّنَا دُرَرًا=آيَاتُ مَعْبُوْدِ في أبْيَاتِ عُبَّــادِ
فَحَلَّقَ الحَـرْفُ مَسْرُوْرًا وَمُنْتَشِيًا=ما دَوْزَنَ العَزْفَ إلَّا البُلْبُلُ الشَّادِيْ
بُشْرَى مِنَ العَرْشِ هَزَّتْ لَيْلَ إرْقَادِ=فَاهْتَزَّتِ الأرْضُ إيْذَانًا بِمِيْـلادِ
وَأنْجَبَتْ أحْمَدًا ، طِفْلًا وَفي فَمِهِ=نُوْرُ النُّبُـوَّةِ يَمْحُوْ لَيْـلَ إلْحَادِ
مِنْ خَلْفِهِ الرُّوْحُ،وَالرَّيْحَانُ في يَدِهِ=وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ ـ إيْحَاءاتُ إسْعَادِ
الهَاشِمِيُّ الذي هَبَّتْ بِمَـوْلدِهِ=رُوْحُ الحَيَاةِ، وَدَبَّتْ بَيْنَ أجْسَادِ
المُنْقِذُ العَامُ في الدَّارَيْنِ مَكْرَمَةً=وَالمُرْشِدُ التَّامُّ تَأهِيْلات إرْشَادِ
كَأنَّـهُ يُوْسُفٌ ، وَالثَّـوْبَ مِلَّتُـهُ=وَلَيْسَ يَعْقُوْبُ إلَّا أُمَّـةَ الضَّـادِ
هَدِيَّـةُ الغَارِ، هَدْيًا يُسْتَضَاءُ بِهِ=نُـوْرًا يَرَاهُ خَبِيْثُ الطَّبْعِ بِالْكَادِ
تَجَلَّتِ المِلَّةُ السَّمْحَاءُ بَاسِطَةً=بِالعَـدِلِ أجْنِحَةً ذلَّتْ لِوُفَّادِ
رَأى المَسَاكِيْنُ فِيْهَا الفَضْلَ فَاتَّبَعُوا=سِرًا، وَجَهْرًا، فَكَانُوا خَيْرَ رُوَّادِ
وَاسْتَيْقَظَ النَّاسُ وَالمِيْزَانُ مُنْتَصِبًا=صَـارَ العَبِيْـدُ بِـهِ أسْيَادَ أسْيَادِ
نَادَى الرَّسُوْلُ إلى التَّوْحِيْدِ فَاتَّحَدَتْ=بَرَاثِنُ الغَـدْرِ وَامْتَدَّتْ بِأحْقَادِ
فَجَاءَهُ الإذْنُ إيْذَانًا بِهِجْرَتِهِ=مِيْلادُ تَارِيْخِ في مِيْعَادِ أمْجَادِ
كأنَّ يَثْرِبَ بُسْتَانٌ يَفُوحُ شَذًا=مِسْكُ النُّبُوَّةِ بِالْرَّيْحَانِ وَالكَادِيْ
بَدْرٌ أطَلَّ عَلَيْهَـا وَهْيَ مُظْلِمَة=فَاسْتَقْبَلَتْ ُ ــ بِتَرْحِيْبٍ وَإنْشَادِ
هُنَاكَ أرْسَى على الأخْلاقِ مَمْلَكَةً=قَامَتْ على مَنْهَجِ الشُّوْرَى بِأجْنَادِ
جَيْشًا بَنَاهُ على التَّوْحِيْـدِ، دَاسَ بِهِ=على رُؤوسِ طَوَاغِيْتٍ ، وَأوْغَادِ
فَأدْبَرَ الظُّلْمُ مَهْزُوْمًا وَمُنْكَسِرًا=وَأقْبَلَ العَدْلُ مِلْئ السَّهْلِ وَالوَادِيْ
مُحَمَّـدٌ، يا بنَ عِبْدِ اللهِ بِيْ وَجَعٌ=ما كُنْتُ أُبْـدِيهُ ، لَوْلا أنَّهُ بَادِيْ
أطْفَأتَ بالأمْسِ نَارَ الفُرْسِ وَانْدَحَرَتْ=كَتَائبُ الرُّوْمِ، زَحْفًا تَحْتَ مِرْصَادِ
وَهَاهُـمُ اليَوْمَ عَادُوا فَاتِحِيْنَ على=طَرِيْقَةِ العَصْرِ في أذْنَابِ أحْفَادِ
إذَا تَذَكَّرْتُ ذِيْ النُّوْرَيْنِ ، تُفّ على=أنْصَافِ حُكَّامِ ، أوْ أتْبَاعِ أعْـوَادِ
وإنْ تَذَكَّرْتُ سَيْفَ اللهِ ، مَعْذِرَةً=فَأيْنَ مِنْ خَالِدٍ أشْبَاه قُـوَّادِ !
مَحَمَّدٌ يَا رَسُوْلَ اللهِ ، تُخْجِلُنِيْ=أيْضًا ، وَتَسْألُنِيْ في غَيْرِ مِيْعَــادِ
أخْزَى السُّـؤالُ جَوَابِيْ، لَسْتُ مُعْتَرِضًا=لَكِنَّهُ كَدَرٌ في صَفْوِ أعْيَادِ
إنْ كُنْتَ تَسْألُ عَنْ مَسْرَاكَ، مَعْذِرَةً=قَضِيَّةٌ لَمْ تَعُـدْ تَحْظَى بِأبْعَادِ
[FONT="]قَدْ أعْلَنَ القُدْسَ لِلْمُحْتَلِّ عَاصِمَةً=وَوَقَّعَ القِـرْدُ عَنْ خَمْسِيْنَ مُنْقَادِ
أوْ كُنْتَ تَسْألُنِيْ عَنْ أُمّتِيْ عَدَدًا ؟=غُثَاءُ سَيْلٍ، وَلا تُحْصَى بِتَعْــدَادِ
كَأنَّهَا قَصْعَةٌ ، عَنْ كُلِّ نَاهِشَةٍ=فَـمٌ يُمَزِّقُهَا ، أنْيَابُ حُسَّادِ
فَفِيْ العِرَاقِ، وَفي شَامٍ، وفي يَمَنٍ=دَمٌ يُرَاقُ بِإيْمَاءاتِ ( مُوْسَادِ )
هَا نَحْنُ في يَمَنِ الإيْمَانِ، وَا أسَفَا=كُنَّا بِخَيْرٍ إلى أنْ جَاءَنَا ( هَادِي )
مَنْ لَمْ يَجَـدْ حَتْفَهُ قَصْفًا بِطَائرَة=حَتْمًا يَجِدْهُ بِرَشَّاشَاتِ ( صَمَّادِ )
وَالرُّعْبُ جِسْرٌ، وَلَكِنْ كَيْفَ يَعْبُرهُ=مَنْ أمْنهُ بَيْنَ سَفَّاحٍ وَجَلَّادِ ؟!
وَالنَّاسُ خَيْرٌ وَشَرٌّ ، لَكِنْ اخْتَلَطَتْ=بِالخَاثِرِ المُجْتَبَى أحْمَـاضُ زَبَّادِ
دَمْعِيْ لِدَمْعِكَ يا خَيْرَ الأنَامِ فِدًى=فِدَاكَ نَفْسِي، أبِيْ، أُمِّيْ، وَأوْلادِيْ
مَا جِئْتُ أشْكُوا، وَلَكِنِّيْ بَكَيْتُ دَمًا=وَبِالمِدَادِ بَقَايَا دَمْعِ أكْبَادِيْ
أزْكَى الصَّلاةِ خِتَامًا وَالسَّلامِ ، رَجَا=عَيْنِيْ تَرَاكَ ، فَتُرْوِيْ غُلَّهَا الصَّادِيْ
:os:
********
محمد الحميري
7 / 12 / 2017 م
19 ربيع الأول 1439 هـ
[FONT="]عَطَّرْتُ قَلْبِيْ على طُهْرٍ وَإنْشَادِيْ=بِذِكْرِ رَبِّيْ ، وَذِكْرَى مَوْلِدِ الهَادِيْ
على بُرَاقِ اشْتِيَاقِيْ جِئْتُ مُحْتَفِلًا=أُهَدْهِدُ البَـوْحَ في مِعْـرَاجِ إنْشَادِ
أتَيْتُ أنْثُرُ مِـنْ فَيْضِ السَّنَا دُرَرًا=آيَاتُ مَعْبُوْدِ في أبْيَاتِ عُبَّــادِ
فَحَلَّقَ الحَـرْفُ مَسْرُوْرًا وَمُنْتَشِيًا=ما دَوْزَنَ العَزْفَ إلَّا البُلْبُلُ الشَّادِيْ
بُشْرَى مِنَ العَرْشِ هَزَّتْ لَيْلَ إرْقَادِ=فَاهْتَزَّتِ الأرْضُ إيْذَانًا بِمِيْـلادِ
وَأنْجَبَتْ أحْمَدًا ، طِفْلًا وَفي فَمِهِ=نُوْرُ النُّبُـوَّةِ يَمْحُوْ لَيْـلَ إلْحَادِ
مِنْ خَلْفِهِ الرُّوْحُ،وَالرَّيْحَانُ في يَدِهِ=وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ ـ إيْحَاءاتُ إسْعَادِ
الهَاشِمِيُّ الذي هَبَّتْ بِمَـوْلدِهِ=رُوْحُ الحَيَاةِ، وَدَبَّتْ بَيْنَ أجْسَادِ
المُنْقِذُ العَامُ في الدَّارَيْنِ مَكْرَمَةً=وَالمُرْشِدُ التَّامُّ تَأهِيْلات إرْشَادِ
كَأنَّـهُ يُوْسُفٌ ، وَالثَّـوْبَ مِلَّتُـهُ=وَلَيْسَ يَعْقُوْبُ إلَّا أُمَّـةَ الضَّـادِ
هَدِيَّـةُ الغَارِ، هَدْيًا يُسْتَضَاءُ بِهِ=نُـوْرًا يَرَاهُ خَبِيْثُ الطَّبْعِ بِالْكَادِ
تَجَلَّتِ المِلَّةُ السَّمْحَاءُ بَاسِطَةً=بِالعَـدِلِ أجْنِحَةً ذلَّتْ لِوُفَّادِ
رَأى المَسَاكِيْنُ فِيْهَا الفَضْلَ فَاتَّبَعُوا=سِرًا، وَجَهْرًا، فَكَانُوا خَيْرَ رُوَّادِ
وَاسْتَيْقَظَ النَّاسُ وَالمِيْزَانُ مُنْتَصِبًا=صَـارَ العَبِيْـدُ بِـهِ أسْيَادَ أسْيَادِ
نَادَى الرَّسُوْلُ إلى التَّوْحِيْدِ فَاتَّحَدَتْ=بَرَاثِنُ الغَـدْرِ وَامْتَدَّتْ بِأحْقَادِ
فَجَاءَهُ الإذْنُ إيْذَانًا بِهِجْرَتِهِ=مِيْلادُ تَارِيْخِ في مِيْعَادِ أمْجَادِ
كأنَّ يَثْرِبَ بُسْتَانٌ يَفُوحُ شَذًا=مِسْكُ النُّبُوَّةِ بِالْرَّيْحَانِ وَالكَادِيْ
بَدْرٌ أطَلَّ عَلَيْهَـا وَهْيَ مُظْلِمَة=فَاسْتَقْبَلَتْ ُ ــ بِتَرْحِيْبٍ وَإنْشَادِ
هُنَاكَ أرْسَى على الأخْلاقِ مَمْلَكَةً=قَامَتْ على مَنْهَجِ الشُّوْرَى بِأجْنَادِ
جَيْشًا بَنَاهُ على التَّوْحِيْـدِ، دَاسَ بِهِ=على رُؤوسِ طَوَاغِيْتٍ ، وَأوْغَادِ
فَأدْبَرَ الظُّلْمُ مَهْزُوْمًا وَمُنْكَسِرًا=وَأقْبَلَ العَدْلُ مِلْئ السَّهْلِ وَالوَادِيْ
مُحَمَّـدٌ، يا بنَ عِبْدِ اللهِ بِيْ وَجَعٌ=ما كُنْتُ أُبْـدِيهُ ، لَوْلا أنَّهُ بَادِيْ
أطْفَأتَ بالأمْسِ نَارَ الفُرْسِ وَانْدَحَرَتْ=كَتَائبُ الرُّوْمِ، زَحْفًا تَحْتَ مِرْصَادِ
وَهَاهُـمُ اليَوْمَ عَادُوا فَاتِحِيْنَ على=طَرِيْقَةِ العَصْرِ في أذْنَابِ أحْفَادِ
إذَا تَذَكَّرْتُ ذِيْ النُّوْرَيْنِ ، تُفّ على=أنْصَافِ حُكَّامِ ، أوْ أتْبَاعِ أعْـوَادِ
وإنْ تَذَكَّرْتُ سَيْفَ اللهِ ، مَعْذِرَةً=فَأيْنَ مِنْ خَالِدٍ أشْبَاه قُـوَّادِ !
مَحَمَّدٌ يَا رَسُوْلَ اللهِ ، تُخْجِلُنِيْ=أيْضًا ، وَتَسْألُنِيْ في غَيْرِ مِيْعَــادِ
أخْزَى السُّـؤالُ جَوَابِيْ، لَسْتُ مُعْتَرِضًا=لَكِنَّهُ كَدَرٌ في صَفْوِ أعْيَادِ
إنْ كُنْتَ تَسْألُ عَنْ مَسْرَاكَ، مَعْذِرَةً=قَضِيَّةٌ لَمْ تَعُـدْ تَحْظَى بِأبْعَادِ
[FONT="]قَدْ أعْلَنَ القُدْسَ لِلْمُحْتَلِّ عَاصِمَةً=وَوَقَّعَ القِـرْدُ عَنْ خَمْسِيْنَ مُنْقَادِ
أوْ كُنْتَ تَسْألُنِيْ عَنْ أُمّتِيْ عَدَدًا ؟=غُثَاءُ سَيْلٍ، وَلا تُحْصَى بِتَعْــدَادِ
كَأنَّهَا قَصْعَةٌ ، عَنْ كُلِّ نَاهِشَةٍ=فَـمٌ يُمَزِّقُهَا ، أنْيَابُ حُسَّادِ
فَفِيْ العِرَاقِ، وَفي شَامٍ، وفي يَمَنٍ=دَمٌ يُرَاقُ بِإيْمَاءاتِ ( مُوْسَادِ )
هَا نَحْنُ في يَمَنِ الإيْمَانِ، وَا أسَفَا=كُنَّا بِخَيْرٍ إلى أنْ جَاءَنَا ( هَادِي )
مَنْ لَمْ يَجَـدْ حَتْفَهُ قَصْفًا بِطَائرَة=حَتْمًا يَجِدْهُ بِرَشَّاشَاتِ ( صَمَّادِ )
وَالرُّعْبُ جِسْرٌ، وَلَكِنْ كَيْفَ يَعْبُرهُ=مَنْ أمْنهُ بَيْنَ سَفَّاحٍ وَجَلَّادِ ؟!
وَالنَّاسُ خَيْرٌ وَشَرٌّ ، لَكِنْ اخْتَلَطَتْ=بِالخَاثِرِ المُجْتَبَى أحْمَـاضُ زَبَّادِ
دَمْعِيْ لِدَمْعِكَ يا خَيْرَ الأنَامِ فِدًى=فِدَاكَ نَفْسِي، أبِيْ، أُمِّيْ، وَأوْلادِيْ
مَا جِئْتُ أشْكُوا، وَلَكِنِّيْ بَكَيْتُ دَمًا=وَبِالمِدَادِ بَقَايَا دَمْعِ أكْبَادِيْ
أزْكَى الصَّلاةِ خِتَامًا وَالسَّلامِ ، رَجَا=عَيْنِيْ تَرَاكَ ، فَتُرْوِيْ غُلَّهَا الصَّادِيْ
:os:
********
محمد الحميري
7 / 12 / 2017 م
19 ربيع الأول 1439 هـ