المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جسر بيتشوجين.( من الأدب الروسي)



ناديه محمد الجابي
21-09-2020, 11:08 AM
جسر بيتشوجين


بقلم: إ . بيرمياك
ترجمها من الروسية
أ . د . حامد طاهر


في الطريق إلى المدرسة , تعود جماعة من التلاميذ الحديث عن المآثر .
قال الصبى الأول : ما اروع إنقاذ طفل من الحريق !
وتخيل الثاني: أروع منه اصطياد أكبر كركي . . على الفور يعرفه الناس جميعًا .
وقال الثالث: أروع من هذا كله أول من يطير إلى القمر , فإن العالم كله سيعرف صاحبه !
لكن ( بيتشوجين ) لم يفكر في شيء من هذا . فقد كان فتى هادئًا , صامتًا . ومثل باقي زملائه ,
كان بيتشوجين يفضل الذهاب إلى المدرسة من طريق قصير عبر نهر صغير عند شاطئ شديد الانحدار . وكان عبوره وثبًا من أصعب الأمور .


في العام الماضى , لم يتمكن تلميذ صغير من القفز فسقط في الماء , وما زال يرقد في المستشفى . وفي هذا الشتاء , عبرته فتاتان في الجليد
فعثرت أقدامهما عليه . وهكذا تعالت الصرخات منه . وحرمت جماعات التلاميذ الصغار من استخدام هذا الطريق القصير . وكم يكون المسير
مرهقًا وطويلًا , عندما يوجد طريق آخر قصير !


وها هو بيتشوجين يفكر . . ويهتدى أخيرًا إلى ضرورة قطع صفصافه قديمة من هذا الشاطئ ليسقطها على الشاطئ الآخر .
وكانت لديه " بلطة " جيدة , مشحوذة من عهد جده , فراح يقطع في الصفصافة وقد اتضح بعد قليل أن هذا عمل غير سهل .
فقد كانت الصفصافة غليظة جدًا , لا يمكن لإنسان واحد أن يضمها بذراعيه الاثنتين . لكنها بعد يومين من العمل المتواصل سقطت . . راقدة عبر النهر الصغير


ثم كان على بيتشوجين أن يشذب فروع الصفصافة التي تعوق المسير ,وتشتبك تحت قدميه . لكنه - بعد أن قطع الفروع -
وجد أن السير أصعب , لأنه لم يكن هناك شيء يمكن الاستناد إليه وخاصة عندما يسقط الجليد . . وقرر بيتشوجين أن يركب سورًا من أعواد الخشب .

وهكذا ظهر جسر جديد . ولم يعد التلاميذ فقط هم الذين يستخدمونه وإنما كل سكان المنطقة عندما يعبرون من قرية إلى قرية أخرى
, بواسطة طريق قصير . حتى أن أولئك الذين كانوا يستخدمون الطريق غير المباشر , كان يقال لهم:

- هل تريدون أن تقطعوا مسافة سبعة آلف متر ! اذهبوا مباشرة عن طريق جسر بيتشوجين .
وعندما تآكلت الصفصافة , وأصبح المسير عليها محفوظًا بالمخاطر استبدل بها أهالي القرى المجاورة جذع شجرة أخرى جيدة . .
لكن بقي الاسم الأسبق للجسر , وهو: بيتشوجين .

ثم لم يلبث هذا الجسر أن تغير , وأصبح طريقًا معبدًا , وعبر النهر السريع , امتد الطريق , في نفس مكان ذلك الممر الصغير ,
حيث شيدت الحكومة جسرًا كبيرًا , ارتفعت على جانبيه قوائم من حديد الزهر . وكان من الممكن أن يطلق على هذا الجسر الضخم اسم كبير .
لكن أحدًا لم يفكر على الإطلاق في أن يطلق عليه أي اسم آخر سوى: جسر بيتشوجين !

وبهذه الطريقة وحدها , يمكن أن يصبح للإنسان أسم في الحياة !

مازن لبابيدي
23-09-2020, 05:36 AM
الله ، ما أجمل ما تنقلين لنا أختي نادية

وما أجدرنا نحن أمة الخير بهذا الخير وهذا النوع من الجهد

اعمل ولا تنتظر الشكر ولا الأجر ، إلا من الخالق العظيم

تقديري الكبير أستاذتنا الرائعة

ناديه محمد الجابي
24-09-2020, 09:00 PM
الله ، ما أجمل ما تنقلين لنا أختي نادية

وما أجدرنا نحن أمة الخير بهذا الخير وهذا النوع من الجهد

اعمل ولا تنتظر الشكر ولا الأجر ، إلا من الخالق العظيم

تقديري الكبير أستاذتنا الرائعة


حضور زاهي استطاب به النص والنفس
سلم وجودك ومرورك ـ وسلم نبض قلمك الرقيق.
:001::010::0014:

عبدالحكم مندور
08-10-2020, 11:29 PM
إختيار موفق سديد فهي هادفة حاملة لرسالة .. خالص الشكر أديبتنا الرائعة

ناديه محمد الجابي
09-10-2020, 11:28 AM
إختيار موفق سديد فهي هادفة حاملة لرسالة .. خالص الشكر أديبتنا الرائعة


أشكرك على بديع التعليق وجمال القراءة
كثير امتناني لبهاء المرور.
:wow::0014:

أسيل أحمد
05-03-2021, 06:45 PM
قصة جميلة المعنى بمضمون هادف
استمتعت بما اثارت من افكار عميقة
شكرا على هذ الإختيار لهذه القصة الرائعة.

ناديه محمد الجابي
29-12-2021, 07:25 PM
قصة جميلة المعنى بمضمون هادف
استمتعت بما اثارت من افكار عميقة
شكرا على هذ الإختيار لهذه القصة الرائعة.


دمت وسلمت وبوركت لطيب مرورك
فشكرا من القلب ولك
الود والورد.
:wow::0014: