هل هناك لحظات عابرة يحس المرء خلالها أن لا جدوى من الكلام ( كل الكلام ) ؟!!
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
كلامٌ كنتُ أسكنهُ ،
وأحملهُ على ظهري
فبات اليومَ يسكنني
ويُطْبِقُ لي على صدري
وكنتُ لروحهِ المعنَى
فأصبح لي بلا معنى
وحان الوقتُ كي أمضي
وأتركَهُ إلى غيري
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
لحرفٍ كان يكتبني
ويصنع لي مواويلي
لزيتٍ كنتُ في الماضي
أضيءُ به قناديلي
لدمعٍ بات يملأ لي مناديلي
لبحرٍ كان يسبح في تفاعيلي
فأمسى اليومَ يُغرقني
بصمتٍ ما له آخرْ
ويفصل عالمي الماضي عن الحاضرْ
فلا أطفو على ماءٍ ،
ولا أرسو على برِّ
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
للحنٍ كسَّر الدنيا
وغنَّتهُ العصافيرُ
مهاجرةً ، وكان لهُ ،
صدىً فيها وتأثيرُ
يحرضها على الطيران للخلفِ
وبات اليوم منفرداً ، ولا يكفي
ليُسكِت صوتَ قنبلةٍ
ويَكبحَ آلةَ الشرِّ
ويأخذها من المنفى
لتعبرَ ضفةَ النهرِ
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
كلامٌ ، كان في عيني هو الأحلى
كلامٌ كان يجذبني ،
ويصعد بي إلى أعلى
وصار اليومَ عادياً كأي كلامْ
أُحِسُّ إذا مررتُ به ،
بأني كنتُ في أوهامْ
أعيشُ ، بدون أن أدري
وداعا للكلام الحلو والمرِّ
لأغنيةٍ حرقْتُ بها أحاسيسي
لأشعلَ للهوى شمعةْ
أُغنِّيها فتحرقني
وتملأ مهجتي لوعةْ
وتسألني ،
لماذا في مقاطعها
غَلِطْتُ وبُحْتُ بالسرِّ ؟
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
لصوتٍ كان في أُذُني له رنَّةْ
يُغنِّي لي ،
كطيرٍ حالمٍ يشدو
أغاني الحب في جنةْ
ويهمسُ لي ، بصوت ناعمٍ مغرِ
أحبكَّ أنتَ يا عمري
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
وداعاً للذي أعطى
إليكَ الدفقة الأولى
وكانت ، يا كلامُ ، له
غداة صعودك العالي اليدُ الطولى
وكان صديقكَ الأولْ
وكان الوردةَ الأجملْ
ولا يكفي ، له ، شكري
وداعاً ..
يا رفيق العمرِ ، يا روحي
ويا نبضي
ويا شِعري !