هنا إذن مسألتان أخي شاعر :
الأولى : أنك تمنع وقوع الشرك في جزيرة العرب بعد محمد صلى الله عليه وسلم !
وتستدل له بحديث : إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب !
وانا أقول لك أخي الحبيب خذ هذا البحث في هذه المسألة علّ المولى ان يفتح
علينا وعليك :
عزيزي من المقرر أن الشرك واقع في هذه الأمة كما دلت على ذلك النصوص
الصحيحة ، والواقع يؤيد ذلك .
وقد ارتد أكثر العرب بعد وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وكثير منهم رجع إلى
عبادة الأوثان .
جاء في الحديث الصحيح:
( لا يذهب الليل والنهار حتى تُعْبد اللات والعزى ) ، وفي رواية : ( حتى
تضطرب أليات نساء دوس عند ذي الخلصة )
واما الحديث فللعلماء فيه تخريجات معلومة في كتبهم وإليك بعضها :
1- أن الشيطان قد أيس أن يجمع كل المصلين على الكفر . لدلالة أل : التي تفيد العموم .
واختار هذا القول العلامة ابن رجب الحنبلي . الدرر السنية (12/117)
2- أن هذا إخبار عما وقع في نفس الشيطان من اليأس لما رأى الفتوح ، ودخول
الناس في دين الله أفواجاً ، فالحديث أخبر عن ظن الشيطان وتوقعه ، ثم كان الواقع
بخلاف ذلك لحكمة يريدها الله عز وجل . واختار هذا القول الشيخ ابن عثيمين
رحمه الله . القول المفيد (1/211)
3- أن الشيطان أيس من المؤمنين كاملي الإيمان ، فلم يطمع فيهم الشيطان أن
يعبدوه ، واختاره الألوسي . وانظر دعاوى المناوئين . (224)
4- أن ( أل ) في كلمة ( المصلون ) للعهد ، والمراد بهم الصحابة .
والأقوال كلها قريبة ، وأقربها الثاني ، والله أعلم .
انظر " أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين " (2/232-
238) .
وهذه التخريجات إنما فُتح بابها لن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لايمكن
ان تتعارض حالكونها صحيحة صريحة يا أخي .
هذا ما لديفي المسألة الأولى .
المسألة الثانية :
هل التوسل والاستغاثة والتبرك من مسائل الأصول ام من مسائل الفروع ؟!
عزيزي شاعر التوسل عند أهل السنة والحق نوعان : مشروع وممنوع
والمشروع ما دلت عليه الأحادث كالتوسل بالعمل الصالح وغيره مما هو معلوم
،وإن كنت تقصد التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته او بجاهه فهذه
عبادة والعبادة تحتاج لدليل أخي ..فأين اللدليل ؟
تقول سيدي : إن الجواز هو مذهب اهل المذاهب الأربعة ..
انا أطلب منك سيدي أن تاتيني بنصوص مالك واحمد والشافعي وأبي حنيفة في هذه
المسألة !!
دام الود والحوار الراقي بيننا