أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: تجليات رؤيوية فى شعر العامية

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    العمر : 57
    المشاركات : 77
    المواضيع : 14
    الردود : 77
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي تجليات رؤيوية فى شعر العامية

    تجليات رؤيوية
    فـي شعـر العـاميـة
    بدمياط



    جمال سعد محمد
    - 1 -
    في دمياط تتسع الرؤيا باتساع التاريخ وعبقرية المكان وتضيق العبارة بقدر المخزون الموروث منذ آلاف السنين , و الذي تختزله الثقافة الشعبية في طيات الجيولوجيا الإنسانية لتعيد إنتاجه .
    دمياط تلك البيئة الكريمة المعطاءة التي ما زالت ترفد الإنسان بزاد لاينتهي , حينما تمشي في دروبها وحول نيلها فأنت تنتقل بين دفات المعاجم وكتب التاريخ ومرافئ الحكايات الشعبية وساحات الإنشاد الديني

    لكن ربما تتقافز الأسئلة بعد هذه المقدمة عن علاقة البيئة الدمياطية بالمشهد الإبداعي وعن أثر كل هذا الغني في التجارب الإبداعية وعن قدرة هذا " المكان " البطل علي صياغة الثقافة وشحن الطاقات الوجدانية والانفعالية بمدد متعدد الدلالات .
    وأتصور أن دمياط ليست مجرد حيز جغرافي يكتسب خصوصية ما , بل أعتقد أنها اختزال للشخصية المصرية في أبرز خصائصها وتجلياتها . وإذا كان ( من الصعب تحديد سمات فارقة بين إبداعات الأدباء في دمياط وبين الإبداعات في الساحة الأدبية , فالحركة الأدبية في دمياط جزء غير منعزل عن الحركة الأدبية في مصر , و إن ظهرت في إبداعات بعض أدبائها سمات البيئة الجغرافية والنفسية ومن أهم تلك الكتابات في شعر العامية أشعار محروس الصياد حيث تبدو عناصر البحر والصيد والطيور المهاجرة كعناصر تشكيل الصور الشعرية وأشعار سمير الفيل التي تعتمد علي عناصر عديدة من أهمها أجواء الحارة الشعبية الدمياطية والسمات النفسية للشخصية الدمياطية كما تعتمد أشعار محمد الزكي علي عناصر الأسرة الدمياطية التقليدية ومعتقداتها وتلك الروح الخاصة جدا التي تسري بين أفرادها , ويقف السيد الجنيدي رائد شعر العامية في دمياط شامخا برغم توقفه عن الكتابة من بداية السبعينات حيث أدخل عناصر تعبيرية ذات خصوصية بيئية في قصائده ) ( 1 )

    .

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    العمر : 57
    المشاركات : 77
    المواضيع : 14
    الردود : 77
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    - 2-
    وأتصور أن هذه المقدمة التي طالت ليست مجرد هامش لمقاربة نقدية لأشعار العامية في دمياط , بل هي متن رئيس يشكل مفتتحا ضروريا للإطلالة علي المشهد الإبداعي بشكل عام والعامية بشكل خاص.
    ودونما اتفاق معلن تخاطفت فكرة " الموت " عتبات القصائد ومضمارها كتعبير عن فلسفة تري في الموت حياة وخلودا , وهو ما يرتبط بالثقافة المصرية القديمة , وتري الحياة تخرج من بطن الموت , كما يتطابق مع الرؤية الإسلامية وربما ارتبط الموت – حينا – بالمفهوم التطهري النفساني أو بمفهوم الخلاص المسيحي .
    ففي كل الأحيان ثمة حضور طاغ لفكرة الموت تبدي ذلك في عناوين الدواوين والقصائد ( شباكين للموت , كلام عن الاحتضار , مرثية الولد المفتون , رحيل , البقية في حياتي , ... ) وأيضا في ثنايا التجارب الشعرية .
    فعند ضاحي عبد السلام " ديسمبر "
    ديسمبر الفتان جبان
    عرف شتايا بمقتلي
    وإزاي يخش من الهدوم
    للعضم للقلب الكليم .. ( 2 )
    و في الإهداء عند سمير الفيل في ديوانه " سجادة الروح " حيث يقول :
    إهداء
    إلي الموت
    خلاني أعيد ترتيب أوراقي
    لأني زي كل المصريين
    اللي يحبوا الحياة
    بالصمت والغنا ( 3 )
    أما كامل الدابي في ديوانه " شوية كلام " فيري الموت بطريقته الخاصة في قصيدته التي تحمل عنوان الكتاب :

    ( ننضرب
    شكرا كلينتون
    ننجلد
    شكرا كلينتون
    لو سلخت الجلد
    احنا بنشكرك
    لو قتلت أولادنا
    برضه بنشكرك
    حتي أشلاء الضحايا
    كل حته بتشكرك ) ( 4 )
    ويكتب أيمن عباس هاشم حكاية أم الشهيد في ديوانه " توتة الحلم القديم " ليحول الموت إلي لحن شجي :
    ( كان اللحن الشجي
    جوه النشيد
    إبني اللي مات شهيد ) ( 5 )
    حتي السيد عامر الموغل في الرومانسية في ديوانه " ناعسة وأنا " يقرأ الفاتحة لأبيه فيقول :
    ( الفاتحة لراجل كان بيموت
    وبيسعي
    لجل ان مات بيموت في الأرض ) ( 6 )

    و بالطبع في هذه القراءة لن أستطيع - أو يستطيع غيري فيما أظن – الإحاطة بكتابات شعراء العامية بدمياط وتجارب أصحابها أو رصد القيم الجمالية في الأعمال الشعرية , لكن حسبنا في هذه المقاربة تمثل بعض النماذج التي توحي بظلال التجربة , بطريقة دالة عليها ..

    -

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    العمر : 57
    المشاركات : 77
    المواضيع : 14
    الردود : 77
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    3 -
    1 – أحمد الشربيني ( مواسم الأحزان )
    في هذا الديوان نقف علي رمزين مهمين يدور حولهما شعر أحمد الشربيني بل موقفه النفسي والفكري هما رمز ( الموت ) و الميلاد :
    ( اخترت فين موطنك
    احكيلي بأمانة
    واشرحلي هزة دماغك
    قبل الفراق ما يطول ) ( 7 )
    والشاعر لايقع في موازنة بين ( قديم ) و ( حديث ) لأن ذلك ليس هدفا مقصودا لذاته , بل النقد الشاعري والتهكم الفني والاحتكاك الواعي هو القصد والغاية لذا نراه ملتفتا إلي المظاهر الحديثة في البيئة ومن وراء ذلك نجد فكرا يفكر ورأيا يعلو صوته وحكمة تتجسد كحكمة الفلاسفة والصوفية :
    ( جربتش
    طعم الغربة في مسقط راسك ؟
    وتدوق ( اليتم ) في زحمة أهلك
    وما بين ناسك ؟ ! ) ( 8 )
    ونري الشاعر يقرر ألفاظا بعينها لتجسيد رمزية المتقابلين في ( الموت ) و ( الميلاد ) فيبدأ أولي قصائد الديوان بأحاسيس مزيفة تزيد من قسوتها , ويسأل عن كبوته وتتواري الحقيقة فلا يعرف ( ليه جايز أبات مهزوم وانا الفايز ) وتهزمه ( دموع الغضب ) وهو يعيش مأساته من خلال مفردات حياتية مكررة ( زيف – حزن – حرمان - قسوة – هزيمة – مأساة – خوف – قلق – جراح – اغتراب – مجهول – حصار - ... )
    إن معجم ( الموت ) و ( الميلاد ) في مواسم الأحزان نجدها مقابلة تقوم علي تفسير الرمزين بما تشعه الكلمات من إيحاء وما اكتسبته مع مرور الزمن عليها في الاستعمال اللغوي , ثم ثالثا بمعناها الأصلي , وأخيرا بسياقها في النص .
    ونمضي مع ( أحمد الشربيني ) في تجربته الشعرية لنجد إلحاح هذين الرمزين في ( 21 ) قصيدة من قصائد الديوان وعدتها ( 28 ) قصيدة وهو قدر كبير ولا يعني ذلك خلو القصائد

    الأخريات من هذين الرمزين بل أعني أن التجربة الرمزية تجلت هنا : أكثر من هناك بل نكاد نجزم أنه لم تخل قصيدة من قصائد الديوان منه .
    إن الشعر إذن عند ( أحمد الشربيني ) بديل للبكاء عند الحاجة إلي البكاء , والغناء عند الرغبة في الغناء وتحطيم اللعب والدفاتر بديلا عن الاعتراف , لذا نري أن قصائده تمثل تاريخه النفسي والسمة العامة للتصوير عند ( أحمد الشربيـني ) البساطة والتلقائية وأنه لايحاول أن يتكلف أو يظهر بغير حقيقته أو يقول مالا يعتقد ؛ أو يمدح - مثلا - من لا يري أنه أهل لثناء أو مدح وإنما هو حريص كل الحرص علي التزامه بهذه السمة سمة الصدق في التعبير




    2 – السيد الغواب :
    السيد الغواب ابن بار للثقافة الشعبية واشكال التعبير الشعبي , وتتلخص تجربته في المزج بين روح الزجل وبنية الموال الإيقاعية والوزنية و يعلن في رباعيته :
    الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن
    و الناس الطيبين لموا لي حق الكفن
    وحياة عمري إللي راح لو مت مش ح ارتاح
    عشان مفيش في البيت حفان دقيق يتعجن ( 9 )
    حتي الموت لايريحه لأن قلبه معلق بكل من يكابدون العوز والإهمال .
    واللافت للنظر في زجل السيد الغواب القيمة التكرارية الدالة لكلمة الناس ومشتقاتها ثم الضمير النائب عنها بالإضافة للدلالة الصوتية لقوافيه التي تأتي حادة موحية بالحتمية والجذرية التي تحكمها الخبرة الطويلة التي تمتع بها السيد الغواب طوال حياته - رحمه الله -
    وفي حمارياته يمزج السيد الغواب بين قانون الحكاية الشعبية وبنية الموال الخماسي وطرافة الزجل ومفارقاته . فيقول في وصيته :
    ياحمير بلادنا تعالـوا وبسرعة مدوا الأيادي
    واياك تقــولوا عليا بسيط وراجل عادي
    أنا بدي أقول الوصية لـومت يعني السنادي
    تلـموا كل الحمـير اللي تلاقوها في بلادي
    وتعمــلوا لي تابوت من صنع أمـهر أيادي
    والدفنة لازم تفــوت ع القلعة قبـل المعادي
    وتغسلوني بميه من المحيط الهادي
    " هي البساطة والسخرية والتهكم والصدق والبعد عن التغريب والتأويل والمحاكاة عن قرب للأهل والناس والدرامية فيما يكتب ( 10 )

    3 – محمد العتر ( نغبشة ) :
    نستطيع توزيع سياقات التجربة الشعرية عند محمد العتر في أكثر من دائرة .
    الدائرة الأولي يمكن أن نلمح هذه البكائية لدي الشاعر خلال السياق والشفرة في ثنائية تجمع بين ( الحزن ) و( الإحباط ) تتضح في ( وهج الموت / دفاتر موتي / رحيل / غنوتك بتموت / يشيلك موته / سابتني أموت ... ) إلي غير هذا من المفردات التي يزخر بها الديوان , ونستطيع أن نري لواعج الحزن خلال عنونة القصائد بشكل أفقي دونما هبوط إلي البنية الشعرية ( وهج الموت , دفاتر موتي / من كام شتا / رحيل / مساءات رحلة / وشوشة ) إذ يلحظ الحزن في موجات متتابعة إلي عديد من المساحات التي يختلط فيها الحزن بالإحباط :
    ( ياروح ما بعدك روح
    شمس الأصيل بتنوح
    مين اللي قالك روح
    راجع كما المدبوح ( 11 )
    وعلي هذا النحو نستطيع أن نري في قصائد محمد العتر حالة من الغربة التامة التي تسيطر علي كيانه , وتتسرب من خلال وحدات قصائده الداخلية , لترسم علاقات محدودة لهذه اللوحات متمثلة في كثير من خيوط التجربة الشعرية وهي تتوزع دائما بين ( الحزن ) و ( الإحباط ) مرة والخوف من السقوط والضياع ,
    إننا إذن أمام ثنائية ( الحزن ) و ( الإحباط ) وثنائية ( الخوف الغارق في خاطرنا ) ونلحظ أن كل كراسات التجربة الشعرية – وحداتها – تمضي في متوالية محورية لاتتوقف قط طيلة القصائد لتشكل في تتابع مستمر لا يتوقف .
    وهنا يظهر لنا مستويان في تغيير البنية الداخلية عند الشاعر المستوي السلبي القائم والذي هو بالتالي مستوي إيجابي يتمثل في الحلم الذي تتعدد فيه عوالم الأسي والحنين والدموع ولكنه في نهاية المطاف يصنع ( شفرة ) التنبؤ بالكارثة الآتية ويضحي التنبؤ نوعا من أنواع الحلم الذي يؤدي بالإنسان لإرادة حادة لصنع غد آخر يفترض فيه الخلاص ويفترش فيه الفجر بداية عالم جديد .

    4 – كامل الدابي ( شوية كلام ) :
    وللمرة الثانية نحن أمام شاعر عركته الحياة وامتصت رحيق أزهاره , فبانت الحكمة البليغة التي تختزل الرحلة هي كعبة عمره المقدسة ومضمار أشعار عمره المليء بتجارب ومعاناة تضيف للإنسان عمرا فوق عمره الحقيقي .
    وكامل الدابي شاعر مطبوع , تجربته الشعرية حافلة بالجماليات والقدرات التشكيلية والتصويرية التي يتفوق بها – علي حد رؤيتي – أهل الحرفة الكبار , ففي قصيـدته ( شوية كلام ) نحن أمام صور ومشاهد تشكل معادلات رمزية وموضوعية لما يعانيه إنسان العصر :
    ( احرقونا
    ادعقونا
    ما احنا متنا من زمان
    و اترمينا للكلاب
    للديابة
    تنهش اللحم اللي باقي
    والقبور في أرضنا
    حتي رافضة تلمنا
    ما احنا نستاهل واكتر ) ( 12 )
    ولم يكن غريبا أو صدفة أن يزخر معجم كامل الدابي اللغوي للقصيدة بالألفاظ الدالة علي الموت والذل مثل ( قتلت – كل اللي اتقتل – المدافع والقنابل – احرقونا - متنا – صرخة الأطفال .. )
    وفـي قصيدة ( إلحقونا ) نري دور الشاعر و وحي الكلمة و قدرة الاثنين معا علي الحياة :
    ( إلحقونا
    زعقة القاتل
    وهو بيرتوي بدم الضحية
    إلحقونا
    إحنا ح نضيع إلحقونا

    لم أصحابه .. و حبايبه اتجمعوا
    في بيت القتيل
    والمحاكمة اترتبت .. من غير دليل
    والقضية اتوضبت
    والقتيل دمه سايح
    لسه مرمي ما اندفنش ) ( 13 )

    5 – ضاحي عبد السلام ( بريزة فضة ) :
    ومن اللحظة الأولي يصدمك العنوان وتأويلاته التي تطرح العديد من الأسئلة لكن الشاعر فطن للغز العنوان , فعكف علي قصيدة بنفس العنوان ( بريزة فضة ) ليفسر لنا ما عناه فيقول :
    ( ...
    طلعت بريزتي الفضة ترف لفوق
    وتجيبني ملك
    والملك مفيش
    ينشق عمايا بصوت درويش
    يا جناح بلا ريش
    لا باموت ولا اعيش
    وبأقول بغباوة
    مسألة ما تخصش غير الله
    بترف كتابة .. ( 14 )
    ويمكن رصد تجربة ( ضاحي عبد السلام ) في ديوانه عبر متابعة الذات في تجلياتها صعودا فوق تخلخل وانزياح عالم الطفولة للوراء مع انقسام وتشظي واقع ملتبس يعكس بتشققاته الجروح والندوب التي طبعت ملامحها علي ذاته .
    وانعكاسا لتلك العلاقة يدخل الشاعر في معظم قصائد الديوان في خلق أو استعادة علاقات – في شباكين للموت – مع أصوات قريبة جدا منه ( جيهان ) مستخدما المنولوج / حوار النفس ليجسد بحضوره هذه الأصوات لحظات من الشعرية تبدو كالتماعات البرق الخاطف في بناء تتابعي يقوم علي التصوير والتنامي والكشف مع تعدد في الأصوات :
    ( ...
    علمت قلبي النبض للناس كلها
    فما كنش يزعل غير ل أخويا
    لما يفتح شباكين للموت
    ويقول تبارك من جعلنا

    منذورين للخوف
    والخوف جدار الغرقانين ف الضل
    والضل عتمة بنتركن ليها
    ما يرن جوه أيامنا إلا خربشات العمر
    لما بنقلب صفحات نشيب ) ( 15 )
    كتابة ضاحي عبدالسلام كتابة تصور مرارة التجربة ببساطة وعادية , لكنها متفجعة أيضا دون إلحاح أو مأساوية كما أنها كتابة تعمل علي تزاوج التاريخ مع الحكاية الشعبية وهي أيضا كتابة انسلخت من رومانسيتها الأولي ودخلت معترك التشكيل وخلق جماليات خاصة لمشروعه الشعري بالاستفادة من أطروحات قصيدة النثر مع ارتباطه بالموسيقي التفعيلية , لكنه فعل الأصوات والأقنعة والحوار والسرد والفنون الأخري وأدخلها في تشكيل ملامح عالمه الشعري .

    6 – سمير الفيل ( سجادة الروح ) :
    في ( سجادة الروح ) الذي يهديه سمير الفيل إلي الموت سعي إلي التوحد , فلا تكاد تخلو قصيدة من توجيه الخطاب إليه من ( أنا ) الشاعرة في شكل ( أنا أوياء المتكلم وفي مقابلها نجد كاف الخطاب , كما يأخذ الخطاب إلي ( هو ) شكل النداء , أو شكل الاستفهام في معظم القصائد
    والشاعر ابن البحر فماذا لو زاد وعي الشاعر بالمكان ؟ لاشك أنه سيكون رؤيته ورؤاه معا إذ سيجعل هذا المكان بمثابة البيئة الشعرية له سواء أكانت هذه البيئة هي البيئة الواقعية كما يحياها ويراها أم هي البيئة المثالية يتخيلها ويتمناها ويحلم بها .
    هنا يخلق ( سمير الفيل ) مدينته كما يتخيلها ويتمناها ويحلم بها تطلعا إلي مكان جديد لعالمه الشعري والمدينة عند الشاعر تعني دلالات ثرية في ديوانه ( سجادة الروح ) ففيه كل ما يراه لدي الشعراء حول المدينة الواقعية الكبيرة التي تسحق الصغير والضعيف وتدوسه أو تقتله كما حدث لشاعرنا في قصيدة ( اللوري 48 ) :
    ( يمكن أغمض .. وأفتح التانية
    وأحسب جميع اللي باقي ف عمري بالثانية
    ما يهمنيش عيني اللي مطروفة
    ولا لوري عدي علي صدري عشر مرات ) ( 16 )
    إنه سمير الفيل يقدم للمأساة وأسبابها فأصحاب العقول يتعبون و أصحاب المتع الجسمية ينعمون في الثراء بلا حدود وهذا الشعر يرتبط بعنصر الزمن حتي يصل إلي الانسحاب من الحاضر :
    ( ... يفوت اللوري من فوقي
    لحد جسمي ما استوي والأرض
    فبقيت برق ورقة البفرة
    لحم و عضام ودم وأفكار ) ( 17 )
    وسمير الفيل في هذا الديوان لايمثل ما يتعلق بموقفه من الحياة رفضا للحاضر وتبرما بالدنيا ولا يمثل وحدة معنوية متآلفة وعلاقة منسجمة متكاملة الأطراف والعناصر و إنما هو مرحلتان :

    عتمة ويضم قصائد ( اللوري 48 , تراب الفلوس – كلام عن الاحتضار – خدوش – الدروب – البقية في حياتي – الداء – سهاري – كان الوجع لبلاب )
    نور ويضم ( العزا باب الفتوح _ الضي المسكين – سجادة الروح – في القاهرة المملوكية – الأرض فاس جديد )
    هاتان المرحلتان ( نور – عتمة ) هما مرحلتان بارزتان يصدران عن معني واحد هو الحياة والإحساس بالزمن الحاضر _ المميت والسياق المكتنف لحياة الفنان ولكنهما مختلفان في المعاني الفرعية المولدة من الأصل إلي حد يمكن معه الحديث عن مقابلة كبري في صلب هذا الديوان ومنعرج حاسم في مجري التجربة الشعرية لدي سمير الفيل


    7- أحمد راضي ( من غير سلام ) :
    ويجتر أحمد راضي أحزانه المخزونة في الضلوع ويكتب حكايته بالدموع عبرفلسفة الموت في رحلة تصاحب الإنسان من مهده إلي لحده , ويتجادل مع النهار ويصارع الفجر الظلمة في الوقت الذي يحجب فيه الحزن ضوء الشمس وتتواري رحلة الموت مع رحلة الأيام :
    أنا اللي جبت الكفن قبل ما موت بسنين
    أحسن ما يوم خرجتي ييجو يشتروه بالدين
    ويقولوا ساعة العزا أهو د اللي بكي العين
    عامل حساب الرحيل وزاهد الدنيا
    دا مهما طال الأجل الدنيا أهي فانية
    والفايز اللي اشتري بالدنيا يوم الدين ) ( 18 )
    ويمكنني أن أطلق علي قصيدة أحمد راضي ما يسمي بقصيدة الحس السياسي الذي يغلفه الشاعر بأبعاد تهكمية تتغلغل في بنية نصية ابتعدت تماما عن الدعائية واتخذت سمات الترميز الخفي الدال .
    وأحمد راضي امتلك بامكاناته الشعرية القدرة علي التفاعل مع القارئ والمستمع معا لأنه لم يتوقف عند مشروع خفة الظل والنقد اللاذع للألوان المختلفة من البشر , ولهذا النوع من الزجل - زجل أحمد راضي – قاعدة عريضة من محبيه لأنه يواكب الأحداث و يترجم التصورات البريئة نحو كافة الأجهزة المنوطة بالفعل , ولكنه في نفس الوقت يقدم وعيا فكريا جديدا بالرغم من اعتماده علي السائد والعادي فلا ينحسر دوره في الجلجلة والموسيقي الشعرية , وهو بالفعل يقدم الزجل الناقد الذي ينفذ إلي تفاصيل الحياة ويري ألوان التسيب الأخلاقي والادعاء والزيف فيفضحه وتلك كتابة وإن كان يمارسها عدد لايحصي علي خريطة الشعر العامي استنادا إلي مفاهيم أولية بريئة تقود إلي دور الشعر الذي تحول من مناهضة الاستعمار علي يدي " عبد الله النديم " و " بيرم التونسي " إلي شعر احتفالي يصفق له في المحافل والمناسبات . يبقي شعر أحمد راضي متفردا يلتقط السلبيات الاجتماعية وينتقدها ببساطة وسهولة من قلبه ليدخل مباشرة إلي قلوب المستمعين إليه فهو لا يعرف التعالي علي الناس لكنه يلتحم بجمهوره الذي هو منهم .

    8 – السيد الموجي ( بيكيا ) :
    يقدم الشاعر سيد الموجي في ديوانه بيكيا قصيدة حب كبيرة لمصر تعكس معاصرته لأحداث كبيرة , ويشارك بشعره في المناسبات المختلفة ولا تخلو تجربته من النقد الاجتماعي بغرض حيوي من اغراض الشعر وفي معظم قصائده يفيض محبة عارمة لمصر .
    ولأننا أمام شاعر يمتلك ناصية المفردة وأدائها , فإن شعره ينهض في إنسيابية جعلت من نفسه فداء لحب مصر .
    و ديوان بيكيا يحفل بالحركة وكأن قصائده مجموعة من القصص التي يحركها الحدث ويحرك شخصياتها فتبدو الملامح سواء بالفرحة أو الحزن , القبول أو الرفض , الحركة أو السكون واضحة أمام القارئ .
    ففي قصيدة " قرقر " التي يحاور فيها الشاعر حماره ويحثه علي الصبر والعمل وهي عبارة عن لوحة متنامية تعرض لحال شريحة من الشعب في لحظات الحنو والصداقة و الغضب و الحنق وفي درامية رائعة يعرض لنا الشاعر نهاية حمار :
    ( بابكي ليه
    بعد اللي صابني بتسألوني بابكي ليه
    هو فيه في الدنيا شئ
    غير الحمار أبكي عليه
    طب ياريت القطر كان خطي علي رقبتي أنا
    كان عيالي هيحزنولهم شهر أو حتي سنة
    بس كانو حيلقوا لقمتهم ويناموا في دار
    العيال ممكن يعيشوا بالحمارمن غيري أنا
    بس ممكن يعيشو بي من غير الحمار )

    وهنا يواجهنا السيد الموجي بحقيقة مرة حيث يري أن الإنسان لا قيمة له و لا احترام لآدميته و برغم حزن هذه الصدمة إلا أن الاحتفاء بالحياة هو أساس تجربة السيد الموجي رغم عتمة الألفاظ في بعض القصائد وتبنيه للحزن كآية من آيات الوجود في مصر حيث


    تعكس الصور في القصيدة تجليات الموت في تماهيه مع مفردات الكون و الطبيعة كمعادلات رمزية لصورة الإنسان في رحلته الوجودية في الحياة

    9 – شاكر المغربي ( مرثية الولد المفتون ) :
    يلخص شاكر المغربي في أول دواوينه عصره ويسكبه في قصيدته متقطرا شعرا , ينفجر ويتفجر و يواجه و يجابه ومن ثم فلغة قصائد الديوان مشحونة بالتوتر ومسكونة بالقلق والتوجس .
    إن الذات الإنسانية عند شاكر المغربي تتعايش في كونين أو محيطين , أولهما ذلك الكون المحيط بنا أي الطبيعة بشروطها الموضوعية , وحدودها الزمانية والمكانية والتي تفرض وجودها وكينونتها علينا , ولسنا سوي شئ من أشيائها :
    ( سيبه نايم
    نبشك في جرحي ضعف منك
    متقولش إنك جزء مني
    لا ف يوم فرحت
    ولا يوم بكيت
    ولا يوم لمحت في نظرتك إحساس بجد
    مقدرش أكونك
    ولا يمكن أنك تبقي سري
    أو يوم تحس بطعم مري
    طول ما انت حاضن رغبتك في الموت ) ( 19 )
    وثانيهما ذاتية الذات وفرادة الفرد التي هي نقيض مغاير لجبرية ( الطبيعة ) فهي كينونة الكون الروحي للذات وهي كون الذات بكل ما يعتمل فيها من مشاعر وعواطف ومواقف وإرادة وباختصار لكل ما يميز ذات الشاعر عن ذوات الآخرين .
    ويلعب شاكر المغربي في هذا الديوان بأمرين ويعتمد عليهما في توليد الشعور الفوري لدي المستمتع بشعرية ما يقول , ولأنه يخاطب أسماع الناس ويهدف إلي التأثير المباشر عليهم يري أن شاعر العامية يفقد كثيرا من فاعليته وشرعيته – شرعية إبداعه – إن تنازل عن اللعبتين جريا وراء غواية الشعر المثقف وانخراطا في مداراته المختلفة .
    واللعبة الأولي هي الإيقاعات الموسيقية المعتصرة من كلمات الحياة وموازياتها وتقابلاتها في الصيغ المكرورة و المحفورة في الوجدان هي التي ينبهنا فجأة إلي أن هذه اللغة الأليفة التي نمارس

    بها حياتنا اليومية حبلي بالإمكانات الموسيقية والإبداعية , تحتاج فقط إلي من يعرف كيف يستولدها أجمل ما لديها .
    أما اللعبة الأخري هي ( الطرافة ) وطرافة شعر شاكر المغربي أكثر طزاجة وحرقة لأنه يتعامل مع لغة سائلة لا يتوقف إنهمارها العفوي ولا تطورها اليومي أية قواعد مسبقة , ثم جهد الشاعر في توليد الطرافة مضاعفا لأنه يريد أن يدهشنا بالكلمات نفسها التي نستخدمها كل يوم , يريد أن يفاجئنا بإمكانات تعبيرية وتصويرية تخرج كالسحر من جيب ردائنا اليومي .
    10 – أحمد عفيفي ( ح تصدقي ) :
    في هذا الديوان ينتج الشاعر تجربته داخل القصيدة الغنائية والقصيدة العاطفية بكل مفرداتها ومعجمها الصوري ولكنه ورغم الغنائية والإيقاعية العالية جنح بسفينة التجربة إلي مرافئ الحزن الإنساني كسابقيه :
    ( اليوم أربعتاشر
    والولد مازال ع الشط , وشارد
    شيخون البارد , حرنان
    ومحاسن صابرة
    الواد عبد القادر شاف الدانة وهم
    الدانة الشاردة تتخطي حسام
    الواد عبد القادر حبس الدم
    الدم خلاص بقي نهر !!
    حسام وشوشلي ساعتها وقال : /
    المهر تمام ؟ ) ( 20 )
    ويلاحظ القارئ لشعر أحمد عفيفي أنه يتراوح بين ضميري المتكلم والمخاطب في معظم قصائد الديوان لدرجة أن يكون سيرة ذاتية للشاعر , ينتقل فيه من موقف إلي آخر أو من محطة إلي أخري في سلسلة من المشاعر المترابطة والتي تدور حول الذات و موقفها من الآخر المخاطب لا الغائب .
    ويعني هذا أن القارئ يصحب الشاعر في رحلته الذاتية الصادقة المعبرة في أغلب المواقف عن محاولات الفلسفة واستخلاص حكم الحياة وسبر أغوارها لاستنباط طبائع البشر أو خلاصة التجارب , فهو شعر وجداني في أغلب نماذجة يتعرض لمشاعر المبدع تجاه تجارب الحياة الخاصة به .
    ويعتمد أحمد عفيفي علي الجمل القصيرة , تتأرجح الجمل الخبرية الاسمية والفعلية , تتخللها الجمل الإنشائية المعتادة التي تفيد التعجب أحيانا والاستفهام الاستنكاري أحيانا .



    ويتوقف عفيفي أمام عاطفة الحب ويقدم إيماءات مختلفة للشعور النبيل وفي كل الأحوال لا يعتبر نفسه في حالة تخصه وحده , فالحب لايمكن أن يكون جميلا و دافئا إلا مع وجود الآخرين .
    وثمة محددات وظيفية للغة التي يعتمدها أحمد عفيفي تدلك علي وعيه الجمالي المرهف وحسه الاستشراقي المدهش والذي يؤكد أننا أمام شاعر يخوض غمار الدنيا بعقل واع وقلب متيم بالبشر مهما كانت عيوبهم ومثالبهم , لأنه ينتمي إليهم فهو يأخذ ملامحه من نفس ملامحهم التي يقترن عل صفحتها الحزن بأمل وفرح إنساني أكيد .

  4. #4
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    العمر : 57
    المشاركات : 77
    المواضيع : 14
    الردود : 77
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    4 –
    لقد توجه متن هذه القراءة السريعة إلي مجموعة من المجموعات الشعرية , و أعترف أن اختيارها لم يكن محكوما بإطار منهجي صارم , وإنما كان محكوما بميل خاص دفعني إلي الإبحار في عالمها , ولا شك أن مثل هذا الميل يمثل نوعا من الخلل المنهجي لكني آثرت أن أستجيب لهذا الميل علي أن أخضع لمنهج إنتقائي يحتكم إلي الزمنية حينا ومعيار القيمة حينا آخر , وأظن أن هذه خطوة أولي تليها خطوات لن تتوقف بمشيئة الله .
    ومع ما وقع من تجاوز منهجي أتمني أن أجبره في قراءات لأعمال شعراء العامية في دمياط مع اهتمام أكثر بأعمال الشعراء ( محمد الزكي و محمد النبوي سلامة و السيد عامر و محروس الصياد و صلاح عفيفي و أبو الخير بدر و إبراهيم عوض و حسنين بدر و شوقي الدمرداش و محمود العباسي و شاكر صبري و آمال الحطاب و جمال البلتاجي و محمد وهيب و طه شطا و إسماعيل الصياد و غيرهم .
    ولا شك أن اقتصار القراءة علي هذه المجموعات الشعرية يعلن عن قصور بالغ سوف يغضب الكثيرين وقد يكون لهم بعض الحق في هذا الغضب لكن عذري أنني مهما حاولت قراءة مجموعات أخري فلن أتمكن من تحقيق القراءة الاستغراقية .
    ومن ثم فإن الغضب سوف يظل قائما , لكن الذي أؤكده أن مجموع الاختيارات لم يعتمد علي حكم بالقيمة بحال من الأحوال وإنما اعتقد أنني اعتمدت علي نصوص بعينها لكشف ظاهرة محددة .
    وأملي عظيم في أن يتسامح الشعراء الأحبة في طرح سؤالهم الحتمي :
    لماذا اخترت هذا وتركت ذاك ؟


    حمال سعد محمد
    الزرقا – دمياط


    الهوامش :
    محمد علوش . سامر الأشجان . آفاق الإبداع في دمياط . الهيئة العامة لقصور الثقافة 1996 . المقدمة ص 9 .
    ضاحي عبد السلام . بريزة فضة . الهيئة العامة لقصور الثقافة . ثقافة دمياط . إصدارات الرواد العدد 73 مارس 2002 ص 7
    سمير الفيل . سجادة الروح الهيئة العامة لقصور الثقافة . إقليم شرق الدلتا الثقافي 2000 ص 3 .
    كامل الدابي . شوية كلام . ثقافة دمياط 2000 ص 7 .
    أيمن عباس هاشم . ثقافة دمياط 2000 ص 7.
    السيد عامر . ناعسة وأنا . ثقافة دمياط إصدارات الرواد 46 لسنة 99 ص 8
    أحمد الشربيني . مواسم الأحزان . ثقافة دمياط 2000 . إصدارات الرواد . ص 22 .
    السابق ص 48 .
    شعر العامية في دمياط . إصدارات الرواد 24 يناير 199 .
    السابق ص 44 .
    محمد العتر . نغبشة . ثقافة دمياط ص 51 .
    كامل الدابي . شوية كلام ص 9 .
    السابق ص 29 .
    ضاحي عبد السلام . بريزة فضة . ص 88 .
    السابق ص 17 .
    سمير الفيل . سجادة الروح . ص 9 .
    السابق ص 9 .
    أحمد راضي . من غير سلام . ثقافة دمياط 2000 ص 34 .
    شاكر المغربي . مرثية الولد المفتون . ثقافة دمياط 2000 ص 11 .
    أحمد محمود عفيفي . ح تصدقي . نشر خاص ص 58

  5. #5
    أديب وناقد
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : بعلبك
    المشاركات : 1,043
    المواضيع : 80
    الردود : 1043
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    الأخ العزيز جمال سعد محمد
    يخطئ من يظن أن الشعر الشعبي أقل رتبة و إبداعا من الشعر الفصيح
    الشعر شعر مهما لبس من ثياب و مهما تقمص من أشكال طالما أنه يختزن الصور المكثفة و يحلق في دنيا الخيال و الجمال على متن إيقاع موسيقي عذب .
    أعشق هذا النوع من الشعر .
    شكرا لطرحك الهادف
    دمت في خير و عطاء

  6. #6

  7. #7

  8. #8
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 91
    المواضيع : 2
    الردود : 91
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    أيها الولد الملائكى المشاغب صفحة النيون , عسى أن تبوح لك بأسرارها , التى ما أعلنتها , منذ فجر التاريخ / جمال سعد
    أولا :
    كنت أتمنى أن تكون الدراسة عن الشعر فى مصر وفقط , بعيد عن الأطر السائدة , ما بين الفصل والوصل بين العامية والفصحى , خاصة وأن العامية المصرية قد قطعت شوطا كبيرا _ وأنت تعلم ذلك _ من فؤاد حداد , صلاح جاهين , أحمد فؤاد نجم , الأبنودى , سيد حجاب 000ألخ
    أصبح للعامية المصرية الآن يا عم جمال , دروب ومسالك وطرق كثيرة , بل أكثر عنفوانا وقوة من الكثير من شعر الفصحى المعاصر , وهذا ليس تحاملا على الفصحى , ولكنها شهادة على العصر السائد الذى تعلمه ويعلمه الجميع 0
    ثانيا : تقريسبا كافة الأسماء التى كتبت عنها فى هذه الدراسة النقدية الممتعة باالفعل , بعضهم أساتذتى الذين تعلمت منهم ومازلت , وبعضهم أصداقائى , وإذا مررت على حركة فوران العامية المصرية من الصعيد الجوانى , حتى الأسكندرية , ومن بحرى دمياط وحتى أقصى محافظات مصر _ حاليا _ لا أستطيع أن أفعل هذه التفرقة _ الغير إبداعية , بين عامية دمياط مثلا , وعامية طنطا , أو بين ما يكتبه رمضان عبد العليم مثلا , وما يكتبه ضاحى عبد السلام , أو بين ما يكتبه محمد عبد القادر , وما يكتبه الشاعر النبيل سمير الفعل , هذه أمثلة بسيطة يا خال جمال , لأننى أتخيل _ بعيد عن جغرافية المكان _ أننا جميعا ننهل من معين واحد , لا أقول بمنتهى الأمانة على مستوى مصر , بل على مستوى العالم العربى كافة , وإن أختلفت اللهجة من مكان لمكان , لأنه هنا كتابتى تكون عن الحالة الإبداعية , الحالة الإنسانية , من الهموم , الأفراح , التوتر , القلق , الخوف من القادم , الإرتياب , وغيرها من الأشياء , أتصور إذا وضعنا الحالة النفسية والإبداعية للكاتب نصب أعيننا _ بعيدا عن اللهجات المختلفة , لأكتشفنا أننا جميعا فى الهم شرق , وهذا لآ يقلل من قدرك فى هذه الدراسة الجميلة والرائعة باالفعل , ولكن ربما لمعرفتى بك , هذا ما جعلنى أطالبك دائما وأبدا باالمزيد , فأنت أهل له يا جميل0000
    هنا إصدراتى الكاملة


    khtab_55@hotmail
    khtab20042005@yahoo

  9. #9

  10. #10
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    دراسة جميلة
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ترنيماتٌ نيلية ٌفى قصر ِ الرشيد...!!
    بواسطة عبدالوهاب موسى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 30-11-2011, 09:39 PM
  2. "مخلوع في زمن الحب" .. نقطة مضيئة في صرح شعر العامية المصرية / محمد الشحات محمد
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-11-2010, 07:17 PM
  3. ( وانا مالي ) تجربة أولى مع شعر العامية
    بواسطة محمود جابر في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 10-06-2008, 04:30 PM
  4. رؤيوية الحدث و استطالة القامة في نص ( موت آخر ) للقاصة لبنى ياسين
    بواسطة حاتم قاسم في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-05-2007, 07:33 AM
  5. أبحاث مؤتمرديرب نجم ال7(4) شعر العامية أ"
    بواسطة علاء عيسى في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-03-2007, 05:54 PM