-تقابل وصفحات الجريدة ، تصفح الوريقات ، وتصفحت شاشات التلفاز .. فيلم يحبه ... مسرحية...نشرة الأخبار... عالم المرأة يروق لي ... تململ من خلف قناعه ،لم يرهبني تململه ، إن ضاق به المقام فالرحيل حليفه .. تلك مملكتي وحدي ، أعي تماماً أنه لا يقرأ بل .... يهرب.
-كم كنت أحبها ... سنوات قذفتها من نافذة العمر ، كزهور ترحيب بدقات قلب تهتف لها ، كنا نسير معاً على طريق الصمت ، توقفنا محطات النظرات ... نقتات منها كي نحظى بحياة ، انتهى بنا الطريق إلى هناك ، حيث تهافتت السنون على اللقيمات ، فما عدنا نقوى على أهوال الطريق ... فسكن الموت داخلنا ...
-كان دائماً يقولها : أحبك ... لا يتركها ولا تتركه ، أحببت سماعها حتى قرأتها بكتب الإحصاء والرياضيات ، ورأيتها شتاءاً تضىء عتمة أغطيتي الثقيلة ، كلمة وعد وقعنا صحيفتها سوياً ، وعلقناها قلادة على صدورنا ، فأحرقتها شمس صيفية فبليت رماداً مع رحيل ألاح له خارج الوطن- فرصة العمر كما يقول - ، أراد مني توقيع صحيفة الإنتظار ... لكن العادات هي من وقعت صحيفة زواجي مع زائرنا الأول ...
-حاولت أن أحبها ... لكن دائماً الماضي يرسل إلى بجيوشه الجرارة ... دخلت المعركة ... هزمت ... حاربت ... ثم هزمت .. وما زلت أحارب والنهاية حتمية ، يقف أمامي دائماً كمرآة شخصي المزعجة ، التساؤلات تتكاتل كي تعزلني ... أقاوم ...أستجيب ... والحقارة تلفني بالأنا الأعلى .
-أعرف ما يحويه تماماً ، أقرأ في كل لحظة مانشيتات الندم بعينيه ، يتعذب ... وأخفي عذابي ، أشعر بآلام عند قراءته ، تعتليني النشوة مع آخر كلمة أقرأها ، ربما هي الشماتة أو الإنتقام الملفع بأوهام حالية ، سرعان ما أتذكر نجاحي في إخفاء مشاعري داخل جيوب أسراري الأنثوية ، لم يخطر بباله لحظه أنني أحتفظ بمسودات الماضي الذي رحل ...
-
-أحبك ... كيف أقولها ؟ كيف أمنحها حروفها وأنا لا أملكها؟ ... لكني أقولها حتى وإن دهستني مرآة نفسي ، ألمح إشراقات و أهلة تنبعث من وجنتيها ... وآلام تشع من صدر لعن قلبه لسان ينطق بها ، لكن وهي زوجتي كيف أحجبها عنها ، فيلم درامي أقوم فيه بدور البطولة ، قد لا أحتاج لكاميرات أو إضاءات أو حتى مخرج يلوح بيديه ويرسم الخطوات والعبارات ، والعرض مستمر....
الكويت : 18/7/2005
محمد سامي البوهي