أحدث المشاركات

الشجرة ذات الرائحة الزكية» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» همسة!» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» أجمع دعاء وأكمله.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» العفو يورث صاحبه العزة.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» مع الظلام» بقلم عبدالله سليمان الطليان » آخر مشاركة: عبدالله سليمان الطليان »»»»» المعية الإلهية فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» كتب محمد فتحي المقداد. الحارس. قصة قصيرة» بقلم محمد فتحي المقداد » آخر مشاركة: محمد فتحي المقداد »»»»» الطبعة الثانية من المنتج الجاهز لعلم عَروض قضاعة 1- 3 - 2024» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» عذْراً فلسطينُ ما عُدْتِ لنا الأّمَا» بقلم حسين إبراهيم الشافعي » آخر مشاركة: شاهر حيدر الحربي »»»»» عطر كل فم [كاملة]» بقلم أحمد صفوت الديب » آخر مشاركة: محمد ذيب سليمان »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الاسد والارنب

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 320
    المواضيع : 85
    الردود : 320
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي الاسد والارنب

    الأسد والأرنب

    يروى والعهدة على الرواية لا على الراوي، لان الراوي يخشى من حمل العهدة اتقاء أن يوسم ببذر حبوب تبرعم الفرقة، وتحمل عناقيدا من الخلاف تستطيع أن ترمي بالناس إلى قعر التهلكة، تهلكة جديدة، تعتبر استخدام الرمز الأدبي نوعا من التشفير الحامل للموت والدمار والتحريض الممنوع في العصر الأمريكي الديمقراطي، فالديمقراطية الحالية تطالب بالوضوح الذي لا يمكن حمله على أكثر من معنى، وضوح يحدد الألوان والأسماء والألفاظ والمصطلحات والكلمات والتعابير بمعجم الإرادة الأمريكية، تلك الإرادة التي تغتال الناس والشعوب بنقاء قمري غير مشوب بالتستر أو الخجل، بنقاء ديمقراطي يمنح الموت حرية التعبير عن شكل الجثة وتلفها، بل ويمنحها الحق في نشر رائحتها في أفاق لا تصطدم بالأنف الأمريكي المبارك، ديمقراطية تستطيع أن تعطي للضحية الحق في الموت دون أي رادع من أخلاق أو وازع من ضمير، فإذا قبلنا فنحن ضحايا رائعة في الموت كما كنا ضحايا رائعة في العبودية، وإذا لم نقبل فان الذي حل بالأرنب سيحل بنا دون أدنى شك أو ريب.

    فما الذي حل بالأرنب؟

    يروى والعهدة كما قلنا على الرواية أن أسدا ضخما كان يحكم إحدى الغابات الواسعة الشاسعة، وهي من الغابات الغنية الممتدة على آفاق شاسعة، تملأها الأشجار العالية الباسقة الشاهقة، وتتفجر حشائشها من خلال تفجر الينابيع والأنهار والجداول، وتقتحم أرضها الأزهار والورود التي تغطي المساحات بالروائح الناعمة المخملية، ارض جميلة، تدين بكل ما فيها من نعم ومن سكان إلى ذلك الأسد الرابض على عرش الأمر والنهي، ولكن، وسط تلك الأبهة والملوكية، تحرك فيض من أنانية المشاعر نحو أرنب وديع جميل، له من الصفات ما يحمل الأشياء والقاطنين إلى الميل نحو حبه والتعاطف معه، ولكن دون أن يصل الحب والتعاطف إلى مرحلة أن يدين له احد بولاء قد ينقص من ولاء الجميع للأسد الملك، هو حب مجرد من كل أنواع السلطة والإتباع، حب الطيب للطيب، والحيوان للحيوان.

    والأنانية مرض خطير، لا يبتعد عن الملوك والعظماء، ولا يجتنب الأمراء وأصحاب الفخامة، بل يسير في النفس سريان الدم بالوريد، وإذا ما تعاظم سرى في النفس سريان الروح في الجسد. ولما كان مقام الملك الأسد لا يسمح له بالاعتداء على الأرنب دون حجة أو مبرر، فقد استدعى الأسد الثعلب إلى ديوانه واسر له بهواجس أنانيته، وتحركات غيرته من وداعة ودماثة الأرنب، وطلب منه أن يفكر له بطريقة تجعله يهين الأرنب ويحط من كرامته أمام محبيه ومريديه، ففكر الثعلب وقدر، قتل كيف فكر وقدر، وقال للأسد:- يا سيدي الملك أدام الله ظلك، وقدس سرك، وتعالى مجدك، وتعاظم أمرك، بعد التفكير والبحث والتنقيب في معاجم الخبث والدهاء، توصلت لحيلة توصلك للمراد، ومفاد الحيلة انك إن رأيت الأرنب سائرا فاطلبه إلى ديوانك، والطمه لطمة قوية على أم خده، فان سالك عن السبب، فأساله لماذا تسير دون أن تلبس قبعة على رأسك؟.


    وان رايته في اليوم التالي يلبس قبعة فالطمه بنفس القوة وأساله لماذا يسير وهو يلبس قبعة على رأسه. فاستحسن الأسد الفكرة، وطابت له خباثة الثعلب، وقدرته على إيجاد المبررات للأنانية التي تعمر قلب الملك الجبار.

    وانتصف النهار، فمر الأرنب من جانب الديوان، فناداه الملك، وجاء الأرنب فاردا بسمته، مهللا بفروض الطاعة والوفاء، لكنه فوجىء بلطمة خضت دماغه ونثرت دماءه، تماسك ونهض والدهشة تقتحم قلبه وفؤاده، ومثل بين يدي الأسد سائلا مستوضحا عن الذنب الذي اقترفه لنيل هذا العقاب، فأوضح الملك العادل الذنب بسؤاله كيف تجرؤ على المرور من بابي دون أن تغطي راسك بقبعة؟ ذهل الأرنب، لكنه اعتذر لذنبه وغادر الديوان، ومن فوره توجه للسوق فانتقى قبعة، ليس لها مثيل أو شبيه، وقف أمام المرآة وارتداها، وتخير لها أفضل الأوضاع وانسب الأحوال، ثم غادر فرحا متهللا يحدوه الأمل ويغريه الولاء.

    وفي الصباح مر كعادته من الطريق الذي يسلكه، وكله ثقة واطمئنان، وتعمد بإرادة المواطن الصالح المتبع لإرادة الحاكم والسلطان أن يظهر قبعته للأسد عله ينال الرضا ويحظى بالقبول، ناداه الأسد الرابض فوق العرش العالي، فجاء الأرنب وهو يقطر ثقة، ويفيض رضا، لكنه فوجىء بلطمة هزت كيانه، وأشعلت النار في فؤاده، وفجرت التساؤل في عقله ودماغه، فسأل بصوت متهدج متكسر عن سبب اللطمة، فجاءه الجواب بالسؤال عن سبب مروره من أمام العرش مرتديا القبعة.

    وطالت الأيام، فأحس الأسد بحاجته لحجة جديدة، فاستدعى الثعلب وقال له:- يا سيد الخبث والدهاء والخطيئة والحيلة، لقد أصبت بالملل من الحجة القديمة، واني لأرى في عيون الحيوانات ما يشي بأنهم بدأوا يتساءلون عن السبب الذي يدفعني للطم الأرنب منذ مدة طويلة لنفس السبب، وأنا لا أحب أن يشار لي بالضعف في إيجاد الأعذار، ولا أريد أن يشار للأرنب بأنه يتلقى اللطمات دون ذنب أو جريرة جديدة، فاعصر ذهنك، وابحث في قاموس خبثك وحقدك عن عذر جديد يمكنني من لطم الأرنب لفترة جديدة.

    فكر الثعلب، قتل كيف فكر، وقال:- يا صاحب القوة والسطوة، ويا سيد الغابة ومن عليها، أنت لا تحتاج إلى عذر أو حجة، فالقوة هي أسمى الحجج والأعذار، وأقوى الأنباء والأخبار، ولكني اعلم كيف تمر الأفكار في مسارب عقلك وإرادتك، وأدرك بعد النظرة التواضعية التي تحملها للضعفاء من شعبك والشعوب المجاورة والنائية، واعلم مدى الحرية ومغزى الديمقراطية التي تود نقلها من غابتنا إلى الغابات المجاورة، وانه لعمل عظيم، تنحني الرقاب لقيمته، وتركع الرؤوس لفخامته، لذلك فان الخبث والمكر والكذب والتدليس أوصلاني لرأي سديد وحجة متقنة، فإذا رأيت الأرنب مارا، استدعه لحضرتك، وبصوت يتناغم فيه الحنان مع التهديد اطلب منه أن يقدم لجلالك دخينة، فان قدمها لك بعقب فالطمه اللطمة التي تشاء، فان سالك عن السبب، فحاسبه وأنبه وبكته على تقصيره في عدم معرفته لأسرار ما يحب صاحب الجلاله، والطمه وأنت تخبره كيف يقدم لك الدخينة بعقب، وان قدمها لك بغير عقب فالطمه على ذلك أيضا، واخبره بان الملوك لا تدخن أي دخينة بغير عقب، وعرفه بمقام الملوك وتمادى في أذيته ولطمه لأنه لم يعرف عن أدب معاملة الملوك شيئا.

    نظر الأسد إلى الثعلب نظرة إعجاب وتقدير ممزوجة بشيء من الحسد والغيرة، فالأسد الذي يملك أسباب البطش والقوة والفتك، لا يملك أي نوع من أنواع هذا الدهاء والمكر والخبث. لكنه استعذب الفكرة، ولكن ما لم يدر في خلد الثعلب الماكر أو الأسد الباطش أن يكون الأرنب قد سمع ما دار بينهما من حوار.

    وفي اليوم التالي كان الأسد يتوسط الرعية، يروي أحاديث البطولة والبطش والفتك، ويلقي في روع المجتمعين هيبة ممزوجة بالرعب والخوف، وفي لحظة التجلي تلك مر الأرنب وهو يحاول ستر ذاته عن عين الأسد، لكن الأسد ناداه بزأرة أرعدت مفاصل وقلوب الجميع، فهرول الأرنب نحو الأسد وهو يرتل آيات الطاعة والولاء، وحين أصبح في وسط الديوان سأله الأسد بلطف غير معهود، لطف الخبث والمكر الذي تعلمه من الثعلب، سأله إن كان يملك دخينة، فأجاب الأرنب بلهجة الواثق المعتد- " يا صاحب الجلالة أتريدها بقمع أم من غير قمع "؟ فلطمه الأسد لطمة أسقطت قلوب الحاضرين بين أقدامهم وهو يسأل-" كيف تجرؤ على المرور من أمامي وأنت لا ترتدي القبعة"؟


    مأمون أحمد مصطفى
    فلسطين- مخيم طول كرم
    النرويج-12-12-2005

  2. #2
    الصورة الرمزية نورا القحطاني قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    الدولة : لنــــدن
    المشاركات : 2,077
    المواضيع : 71
    الردود : 2077
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مأمون أحمد مصطفى

    سلم فكرك وسلمت يدك التي خطت هذه القصة الجميلة المعبرة.

    أعجبتي بحق وخصوصا نهاية القصة..فقد ضحكت..من قلبي..!!
    رحم الله حال أمتنا من هذا الضعف والاستكانة.


    كن بخير أيها الرائع


    *
    *
    *
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحية ورد
    نـورا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. زئير الاسد
    بواسطة أحمد النعيمي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 21-01-2018, 07:59 PM
  2. تحية الى القادة الاسد/ عباس/ مشعل/ شعر لطفي الياسيني
    بواسطة لطفي الياسيني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-06-2008, 11:46 AM
  3. نطالب بمحاكمة عادلة للسفاح المجرم رفعت الاسد .
    بواسطة ابو نعيم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 19-11-2004, 11:06 PM
  4. يالــــــعــــــــراق الفرس الشجاع اذا جرحته السيوف يابتســـــم--صبرا ايها الاسد
    بواسطة نعيمه الهاشمي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 29-05-2003, 06:21 PM