أحدث المشاركات
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 15 من 15

الموضوع: لن تهزمني رائحة الدم

  1. #11
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : لا حاجة
    المشاركات : 305
    المواضيع : 52
    الردود : 305
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    أخي مجدي محمود جعفر
    أسعدني مرورك الكريم وأن أبقى بين أضلع عرين الذاكرة من يدري ربما نلتقي.
    سأحاول أن أزور القاهرة لأرتوي من ماء النيل، فما زلت عطشى للقاء أبناء هذا الماء .
    دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

  2. #12

  3. #13
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : لا حاجة
    المشاركات : 305
    المواضيع : 52
    الردود : 305
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    أخي مجدي كلامك المختصر أوفى القصة حقها وأعطاني ما أريد، يكفي أنك مررت من هنا وزيلت توقيعك بكلمات ستظل في عرين الذاكرة محملة بكل تقدير
    دمت بخير صافي محبتي

  4. #14
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سها جلال جودت مشاهدة المشاركة
    لن تهزمني رائحة الدم !
    لن تهزمني رائحة الدم، ولن أكون غير ذاتي، أيها القادم من ريح الوجع توقف ما عدت أحتمل أن يُسلخ من جلد ذاكرتي حلمي الكبير، عنادك وإصرارك على تراجعي كاد يخنقني، سأفعل فعل الخيول البرية في الدفاع عن حقي. حين قررت أن أعانق مدينة أخرى، تركت الخوف وتسللت في هزيع الليل أستجر خطواتي كامرأة حبلى، فهذا الرحيل ليس كغيره، خرج من بطن القرار لقلب كان يركض في كل اتجاه بحثاً عن هدفه.
    فتات من الليرات كانت في جيبي، سبع ليرات يا سبع العائلة للغذاء والكساء والمبيت والشارع طويل ، طويل، كل شيء باردٌ، والرصيف الذي لم يعرف رائحة الدم بعدُ، كنت أرمقه بنظراتي الغضبى حين أراه قد ودع كل الناس وتركني للوحدة وكوابيس الليل .
    سبع ليرات وسبع ليال ولكن ليست بعشر جعلت الخوف يوزع شظايا ألمه داخل نفسي، هل أصبحت كئيباً؟ هل سأفقد آخر ما بقي معي من الليرات السبع لأعيش جوعاً ماطراً بالأحزان والريح حين تهب ستأكل كل شيء حتى أنا.
    عند صراخ الموج على الحياة كنت أتدثر بقماش سفن الصواري وأنا أرتمي بجسدي المنهك فوق الرمال، أي القلوب احتواه قلبك حين رفضت أن أحقق حلمي، قل لي ما الفرق بين الطبيب والفنان؟ بعفوية تغلب جموح نفسي الصاهلة أضحك، بل أقهقه مثل غضب الريح وأغمض عيني أريد أن أنام، وهل تغفو عين المتوجع؟
    كنت في حياتي رمزاً للقوة والرجولة والاندفاع نحو الحياة قلت لك والدي:
    - إنه حلمي.
    أجبت بصرامة لم تمسحها ذاكرتي:
    - صالح لن أتراجع عن قراري.
    حدثتك عن حلمي عن خيال أبيض يسكنني والدموع تترقرق في عيني، كان من الصعب عليك أن تسايرني، فتهت داخل دوامة من الجنون الصامت، أيها الأب قبلت التحدي ولن أتراجع، وهل يتراجع عاشق الحلم عن حلمه؟
    صورتك الآن ترتسم أمام عيني وأنا أنزف من الوجع والبرد والجوع مرايا صور لم تلتقطها كاميرا فنان عابر.
    طعام الفقير الهارب من مدينة إلى أخرى كان رغيف خبز مدهوناً بالماء والسكر وأمواج البحر تعزف سيمفونية التعجب.
    كان من الصعب جداً عليّ أن أتراجع، نهضت ومضيت أبحث عن عمل كي أستطيع أن أؤمن عيشي وأقساط الجامعة، مهنتك التي حفظت بعضاً من إصلاحاتها ساعدتني، قدمت العون لي نكاية بك وبالفقر، خرجت من عنده كمن يخرج من جامع توضأ فيه وصلى، لأن الحلم أصبح يعلن عن انتصاره بعد كل هذا التعب، صوتك الأجش يطعن دماغي حين أكرر سماع الكلمة الفجة القاسية: لا!
    ساندني من لم يكن أبي، فاخضرت الدنيا في روحي وانتشت نفسي كمن شرب نبيذ الملوك فرحت أسعى بكل جهدي كي أوازن ما بين العمل والجامعة لتنصرف عني أحزاني ويزهر ربيع عمري.
    - ما اسمك أيتها الساحرة الجميلة؟
    - جانيت
    حينئذ عزف قلبي نشيد الحب وبدأنا نحقق المشوار معاً، غمرتني بدفء حنانها فمنحتها من حب الرجولة ما تشتهيه كل أنثى.
    أصابعي بدأت تناديني، صلصال الأرض صار طوع يدي، يهمس في أذني : أيها الفنان اصنع.
    شعرت برائحة الطين تخرج من ساعدي كرائحة عطر الربيع أو البحر، رفعت التمثال عن الأرض، دهش صاحب العمل من إبداعي فطلب مني أن أصنع له واحداً لرئيس الجمهورية فبدأت أدرس التفاصيل بكل ما أوتيت من حب لهذا الفن الذي هجرت لأجله وطني وأهلي.
    وضعت يدي في جيبي فلم أجد الليرات السبع، كان كل شيء قد تحول، الرئيس وهبني سيارة وجانيت بقربي تبني معي مستقبل الحب الناصع كغيمة بيضاء، شهور قليلة وتتناول ذاكرتي البشرى:
    - صالح أنا حامل.
    أشرف على العالم من أمامي، أيها الناس لا تخشوا مني فأنا إلهة الحلم، دعوني أصنع من وجوهكم خمائر للقادم الآتي، لجيل يهمني أن يقرأ كوامن الشخصية على حقيقتها، تعالوا انظروا لقد حفرت على حجارة من الصوان وجوهاً وأشكالاً، جعلت الحجر ينطق، أتسمع يا أبي بما فعله ولدك صالح حين حقق حلمه بانتمائه لذاته.
    في عالمك الذي ينتمي إلى سلطة "الأنا" جعلتني أغادر لأعيش حرماناً قاسياً من الحنان وروابط الأهل، أنا أحبك كنت وما زلت أعشق رائحة عرق جسدك، بارك لي أيها الأب القوي سامحني ودعني أعد إليك مع حبيبتي جانيت، لأنك ستصير جداً، إنني قادم إليكم فما عدت أحتمل الشوق.
    لم أكن أصغي إلى صرخات الاستغاثة التي كنت أسمعها وأنا داخل مرسمي ألون لوحاتي بألوان الحياة، ما هذا يا جانيت؟
    - إنها الحرب الأهلية يا صالح.
    وتتغير ملامح المدينة الموارة بالحياة، أزيز من هنا وعواء قنابل من هناك وقتلى وجرحى وروائح دم، أمضي نحو رصيف البداية، ما عاد خالياً من رائحة الدم وجثث الضحايا:
    - هيا يا جانيت دعينا نخرج إلى مدينة أخرى .
    تجلس إلى جانبي ودوي محرك السيارة يتداخل مع دوي القذائف وصوت الرصاص، أيها الوحش المجنون تراجع لا تقترب من حبي، لأني سأفضحك ذات يوم، ألم تعرف أن في أصابعي كل قوى العالم، يصمت جنون الوحش ويسألني: متى كانت الأصابع مثل القذيفة أو البندقية، أضحك من كل قلبي وبصوت عال أصرخ: من الجهل أن تسألني سؤالاً كهذا السؤال.
    وأحرك المقود باتجاه اليسار، وأضغط بقدمي على البنزين
    يا وطن الأرض الجريحة، اسمع صراخ ونواح التراب، اسكت أيها المجنون فالتراب لا يبكي ولا ينوح ولكن ما هذه الأصوات ؟ هل ضيعتك الجهات وغابت عن ناظريك المزارات، حين انفلتت قذيفة الوحش الذي لا يعرف سوى الغدر لتنثر الدم على زجاج السيارة والمقعد الذي يضمك وجانيت، خرج الصوت كصوت الذبيحة ويد كاملة ترتمي على حضنك، تلمست خاصرتك تلوثت بالدم، نظرت إلى جانيت ومددت يديك إليها لتحملها وأنين صراخها يصعد إلى السماء:
    - صالح خلصني
    قواك بدأت تخور، وقدماك تضربان الأرض تريد الوصول إلى أقرب مشفى لإيقاف نزيف الدم، وطبول تدق في رأسك تريد أن تهشمه من الداخل، التقت عيناك في عينيها فأغمضتهما لا تريد رؤية جانيت مغطسة بالدم، فصرخت هي من جديد:
    - صالح خلصني
    ولكي تتخلص من بعض الآلام صرخت مثل الوحش الكاسر، أيها الخائن دعني، لا تعدْ إلا سيرتي فهذا ليس من حقك، إنه من حقي أنا، فأكثر العشاق يخسرون ليكسبوا الخيبة والمرارة، من هنا لن يمر قطار عمري، موت جانيت منارة تلوح لي في الحلم من بعيد وكلما حاولت الاقتراب منها صحوت على ألم ونزيف قلب يبكي.
    وعاد الصلصال يناديني، يتطعج بين يدي، وكان لابد لي من تكريم حبيبتي فكتبت إليها هذه الكلمات علها تقرأها حين تزورني في الحلم.
    17/ 9/ 2005
    الأديبة سها / تحية
    قراءة أدمنت خمرتها من عروق الواقع الذي يهرق الدم ويصنع من الصلصال وجوه الجبروت ، فنسجد لها خيفة من عيون تغطيها دماء تنزف من شرايين التحدي ليصبح السجان سيدا والفكر عبدا منبوذا يقبع بين خيال ومحال ، أصابع تمهر الخيال بشهادة ميلاد جنين من رحم الثبات ، وسيارة تصارع الصخب والعنف بمقود الحياة ، ووحش يفتك بشهوة القتل ، وسبع ليرات لا تسد رمق جائع أي مفارقات هذه ؟
    صالح ، وأب وجانيت أسماء يتخيلها القارئ بعين اليقين أهله وهو وحبه ومن كره ، ومن التحف بسماء الضياع وافترش أشواك التيه هو نفسه ، استطعت يا سها أن تجعلي المتلقي بطلا ، يستحث الخطا بخيال مشرئب الأعناق يتصور النهاية ، يرسمها بواقعية الشهود ، ليبدو من خلف صخور الأسى كل خيط يشده لعقدة القصة .
    تحياتي
    الحزن يولك الألم ويمنح الصراخ ومضة حياة .
    سها لك تقديري
    إلى مزيد من قصص تحبك على مقاسنا
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #15
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : لا حاجة
    المشاركات : 305
    المواضيع : 52
    الردود : 305
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    أبا القاسم الموقر
    ما ورد هنا ليس مروراً ولا تعليقاً، ما كتب ينم على فكر ناقد واثق من قراءته وتحليله، قرأت نقداً أعجبني بحق، ليس لأنه يحمل الإطراء بل لأنه فند النص على حقيقته.
    دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري وإلى مزيد من كلمات تعلق بالذاكرة

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. لَنْ نلتقي ..!!
    بواسطة محمدحمدالله ابوزيد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 07-07-2021, 12:10 PM
  2. لَنْ أُهاجِر..
    بواسطة دارين توفيق طاطور في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 16-07-2014, 02:26 AM
  3. لنْ نحـــــــرقَ الإنجيل
    بواسطة رفعت زيتون في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 05-04-2011, 06:57 PM
  4. لَنْ أَتوب
    بواسطة الشاعر محمود آدم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 26-11-2008, 07:56 PM
  5. لنْ أتَرَحَّمَ عَليكَ يَا (محمود درويش)!!
    بواسطة حسين العفنان في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 21-08-2008, 07:24 PM