صوت ما أيقظ ذكريات غافية,التفت إلى الوراء طفولة حائرة زائغة العينين وهمس فيه حرارة ذوبت المحيط ففاض بنهر الحياة الخالد , تذكرتك طفلا يبني على الشاطئ قصرا تحطمه الأقدام, فتهرع مسرعا تجمع الأصداف تزخرف بها بوابات القصر ونوافذه ,أظل في مكاني أتامل سعيك بين الرمل والبحر وبي شوق أن أسابقك نحو موجة فرح ,أراقبك بشغف وأنت منهمك في لعبتك الحلوة, شيء ما يجعلني أشعر بأنني لم أكن يوما طفلة ربما كبرت فجأة! فاكتست بطابع الجد ملامحي, غادرت عالمك الطفولي رغما عني واقتسمت الآهات مع رفيق عمري حينما شاخت ملامحه مبكرا, تغمرت عينيه الحيرة يرنو إلى الربيع في أيامي المهدد بالأفول, يستغيث ربه مطرا أو طلا يروي العطش غادرت عالمك بطوعي حينما علمت أن أمامي رحلة طويلة ,أجاهد فيها وأكدح لعلني أصل إلى الغايات البعيدة, طمأنينة أحسها جنة الله في الأرض ، راحة يهبها الصالحين من عباده وهم في أوج الأزمات ,أنت لا تدرك الآن معنى ما أردده من كلمات، مازلت غرا تدهشك الحياة بتقلباتها .........
وتحتار بين ليلها الهامس ونهارها المغمور بالضجيج, كم أحن لذاك المساء حينما عانقتني نظراتك، تسألني السير في طريق طويل رأيته محفوفا بالأسرار, نما بداخلي خوف غريب بدد متعتي عندما رأيت العمر يسرع بك الخطى ليصرخ في وجهي:
لم أعد طفلا, حاولت جاهدة أن لا ترى دموعي أن تبقى سرا دفنته هناك تحت الرمال , لعلك تشتاق لأيام الصبا, فتعود يوما...........