أيها الأغنياء العابثون بالمال والثروة.

فأنا لا أعرف أين صدر مني فعل جعلك تشعر بأني متناقضة في رأيي، فيجب نقل النص الذي تبين فيه تناقضي، لأقوم بإدراك ذلك وفهم ما قد يكون صدر عن نفس يخرج عن غير إرادتها في بعض الاحيان أمور تعجز عن تفسيرها.

اخت فاطمة
لايحتاج جدول راجعي نصوصك وستجدينها واضحة جدا
منهجك الأرسطي والتنظير ... يذكرني بابن رشد
ومنهجك التنفيذي
لايمت له بصلة ذهنية عربية خالصة
وسلامتك

فهناك في شماله يتكلم السكان لغة بربرية تسمى بلهجة "تاريفت"، وهم يظهرون على شاشة التلفزة وينشدون في فولكلورهم أنشودة "لالة بويا=LALA BOYA .وبعد نشرة الأخبار الرئيسية عند الساعة الواحدة بعد الزوال تسمح لهم وزارة الإعلام ببث ملخص من نفس النشرة بلغتهم المحلية.وما يجمعهم بأبناء الوطن الصلاة، واداء فريضة الحج، والاحتفال بالأعياد الدينية والوطنية، لكنهم يتكلمون إلى جانب اللهجة المحلية، اللغة الإسبانية، وتوجد من بينهم جماعة تكره التكلم باللغة العربية، نظرا لذاكرة تحريض الاستعمار الإسباني للبربر على العرب، ولتميز أصحاب السلطة الذين يدعون الإنتماء إلى بيت النبي محمد (ص) بالقهر والاستبداد وكانوا يحكمون البربر حكما فيه كثير من العنف والعنصرية العربية.
كما يوجد في جنوبه سكان هم بربر أيضا ويتكلمون لغة بربرية تسمى بلهجة تمازيغت، وفي وسطه جماعة اخرى تتكلم لغة تسمى "تشلحيت".
بين هذه الجماعات علاقة، ولغتهم رغم اختلافها تتميز بالتشابه.
أهل "تاريفت" يتميزون بالأنفة والكبرياء والكرم والشجاعة، ومن بين أبطالهم التاريخيين "عبد الكريم الخطابي، وهو رمز وطني حرر المغرب من الاستعمار بفضل مقاومة سكان الريف. تحمل اهل الريف القنابل الفوسفورية التي ألقتها عليهم الحكومة الاسبانية في عهد فرانكو، واستخدم الاسبان هذه الجيوش في حربهم ضد الشيوعيين في اسبانيا، وبفضلهم تم لاسبانيا ان تدخل عصر الاستقرار السياسي، والتقدم الحالي .يلقبون بأهل "العز"
أما أهل الجنوب فيلقبون بأهل الكنز
ويلقب أهل الوسط بأهل "الخنز"
إذن العز والكنز والخنز ثلاث مفاهيم تلخص صفات مواطنين تعايشوا داخل دولة وحدهم فيها الدين الإسلامي، أهل العز ميالين للشجاعة
اهل الكنز ميالين لجمع المال، وتحصيل رؤوس الاموال.
أهل الخنز منشغلين بالغناء والرقص والميل إلى متع الحياة.
والمغرب يعيش توازنا بفضل هذه الجماعات لأنه كيان يسمح لكل هذه الوحدات بممارسة خصائصها الجوهرية ومميزاتها الحياتية.
ولو كنت أفلاطون لقلت أن الدولة تتكون من الطبقة الذهبية والفضية والنحاسية.لكني مع أفلاطون فأقول إن الدولة المغربية تتكون من قوى النفس الثلاث: القوة الشهوية،والغضبية وتشمل هذه الجماعات الثلاث، لكن تبقى طبقة ثالثة لم أتحدث عنها ويتكون منها المغرب كدولة وهي الطبقة التي يسميها أفلاطون بالعاقلة ذات امتيازات، منها الطبقة الحاكمة، وهي تحكم لأنها تنتمي إلى الأسرة العلوية، ولها ارتباط تاريخي باهل النبي محمد (ص).
وطبقة تركها الاستعمار متحكمة في زمام عجلة الاقتصاد والسياسة والثقافة. وهذه الاخيرة، تتكلم اللغة الفرنسية، وبفضل هذه اللغة يتحكم الناطقون بها في الدولة المغربية و نجد قنواتنا التلفزية تضيف إلى لهجة البربر اللغة الفرنسية، وكل برامجنا تقريبا تغلب عليها وتسيطر عليها الثقافة الغربية، كما هو شأن سائر الدول العربية والإسلامية.
فهل تعلم يا أخي الصباح سبب غياب ذهنية عربية خالصة لدي؟ وهل غياب هذه الذهينية ينقص من قيمتي الإنسانية؟ وهل يحول ذلك دون ان أحب المسلمين والعرب والبربر والإنسان بغض النظر عن إنتمائه العرقي والجنسي والثقافي، والتاريخي؟

لكن لم تريدين أن نحرق كوخنا من القش
نحن مثلك

أختي الفااضللة فاطمة:

لا اعلم ولكن أعجبني ما قرأت هنا

دمت بخير

فلنجرب مشاعر الكرامة والرغبة في الحرية والانعتاق؟ لنجرب كيف نعطي أعز ما نملك وليس هناك شيء أعز على النفس من النفس، نقدمها هدية في سبيل قضية عادلة، ما قيمة الكوخ الهش الذي نسكنه، وهو بطبيعته هش لا يوفر طعم الكرامة؟ ما قيمة امتلاك هذه المتع وهذا الاطمئنان الفردي والغنى الفاحش، وهناك جار من جيراني يموت من اجل جعل سقف بيتي من حديد؟

فاطمة لم أفهمك هنا

كيف كيف نعطي أعز ما نملك وليس هناك شيء أعز على النفس من النفس؟؟

وهل للضمير ثمن؟؟؟

ليس هناك ثمن للروح لكن لتستمر الروح ولتستمر الحياة لابد من مواجهة آلة تدميرها، وهذه الآلة الرخيصة التي تدمر الروح هي تلك التي تحلق في سماء لبنان، فتقتل الأبرياء من أطفال لبنان ومن بشرها وحيوانها.
روح العالم في خطر والمدافعين عن البيئة لايقدمون احتجاجاتهم ضد هذا الدمار والخراب الذي تمارسه الطاغية الصهيونية ومعها جورج بوش السفاح.

لا جديد يا أختاه هذا الأمر قديم قدم الانسان

اختنا فاطمة
ليس بالضرورة ان يكون اسلوبك والجموع التي اراها هو الحل
انا اقول ان الجعجعة لن تفرز طحنا
لذلك لا احب السباحة في الدم