لا ينبغي
لنبيّ أن يهلك خارج أورشـليم
أورشـليم...
أورشـليم...
يا قاتلة الأنبياء .. وراجمة المرسـلين
كمّ مرّة أراد الّلـه أن يجمع أبنائها؟؟
وكم من مرّة عاد هيرودس لقتلهم؟؟
دعني أبدأ من حيث كانت النهاية
فبداية النهاية هي نهاية البدايات
لم يكن قراري
بل وجدت نفسـي محاصـرا.. لن أحاصر مرّة أخرى ..
ولا رغبة لي في القتال
من أقاتل؟؟
ولماذا أقاتل؟؟
فها قد أتّحد
الشـقيق مع العدوّ
وعاد يهودا ليدلّ هيرودس إلى بيت لحم
فطوبى..
للرهبان.. للشـبّان من كلّ الأديان
موتوا تبارك الّلـه فيكم
فهذا النّاصـري لن نراه حتّى يأتي يوم نقول فيه
تبارك الآتي من بلاد
الشـــام
لمّا اتكأت على منحدر جبل الزيتون لاح لي يسـوع النّاصـري
يسـير ومن خلفه أطفال القدس يتباركون فأعاد التاريخ نفسـه...
فقال البعض: يا معلّم انتهر تلاميذك !!
فقال: أقول لكم لو سكت هؤلاء لهتفت الحجارة !!
هذاالمشـهد لم أكتبه أنا
هو بداية النهاية
أو نهاية البدايات
إذا هو اختبار الّلـه لنا
يا الّلـه زد في عمري يوما كي أراك
إلى متى يدوم اختبارك؟؟
حررنا بمعجزة من المعجزات
وحّدنا بكل الكتابات وبكل اللغاتْ
بكلّ الأديان.. بالقرآن ..بالإنجيل وبالتوراة
أنزل
بنا سـورة الثورات ووحدنا بآيات!! (الشــهيدة آيات الأخرس)
إذا هو اختبار اللّــه ..
يا الّلـه زد في عمري يوما كي أراك..
إلى متى يدوم اختبارك؟؟
فها هي ســــنّة النفط المقدّس
تبيح دمائنا في زبد الصـحراء؟
قدّمت ما قدّمت لتعلو فوق جراحي
أنت اللّغز فمن ســمّاك ؟؟
أرسـلت فينا نبيّا .. فصــلبناه
أرسـلت فينا رســولا .. فكذّبناه
يا الّلـه زد من جراحي جرحا كعنقاء الرماد
طرّزني وشـما على صدر أمي كي تغفر لي
هي نقطة العبور إلى عاشـوراء
فمن بغداد إلى جربة
من يثرب إلى المغرب ... كذّبنا كلّ الخلفاء
إذا اتّحد الشـقيق مع العدوّ
اتّحد العدوّ مع العدوّ
لهذا
لا تحبّ الشــقيق
ولا تكره العدوّ
بل قل
هو اختبار الّلـه
يا اللّــه زد في عمري يوماً كي أراك
قدّمت ما قدمت فنسـيناك
عاد يهودا
ليبيعنا غصـبا عن عرش العرب
عاد هيرودس ليذبحنا فرحا لنحلال العرب
عاد الغرب إلى حضن العرب
من الشـرق .. إلى الغرب
من المحيض إلى الجحيم إلى الخليج إلى الوســط
تبّت أياديكم وتب
دعني..... دعني .... دعني
دعني
أكمل الرسـالة فينا .. فالفقهاء خانوا الأنبياء
هي بداية النهاية أو نهاية البدايات
لمّا اقترب من أورشـليم بكى عليها وقال:
((ليتك عرفت طريق السـلام
لكنّه حجب عن عيناك
سـوف يأتي زمن يلفّك أعدائك بالمتاريس،يحاصرونك،يضيقون عليك
الخناق من كلّ جهة،يدمّرونك وأبنائك الّذين هم فيك، ولا يتركون فيك حجرا على حجر)) (اجيل لوقا 19 )
التاريخ يعيد نفســه.. ثانية
إذا هو اختبار الّلـه لا محال
ياألّلـه.. زد في عمري يوما كي أراك
قدّمت ما قدّمت
فنسـيناك
أتينا بالغرب ليصـبحوا عربا
من باب الصلاة على النّبي
وفتوى
عاصـفة الصّـحراء
طردهم صـلاح الدّين من عكّا
فأعادهم أحفاده إلى مكّة
دخلــوا عجما ليصـبحوا عربا وفقهاء
الآن .. لا وقت للفرح ولا دمعة في العين
الآن .. صـباح الخير وصـباح الخبز يا أمّي
هو اختبار الّلـه
يا ألّلـه .. زد في عمري يوما كي أراك
كي أكمل رسـالتي:
((فإذا رأيتم
أورشـليم وقد حاصـرها الجند فاعلموا أنّ خرابها قريب.))
(لوقا 19)
الآن أتممت رســالتي
هي بداية النهاية أو نهاية البدايات
لا رغبة لي في القتال.. فقد
اتّحد الشقيق مع العدوّ
واتّحد العدوّ مع العدوّ
فيا أهل البيت ويا أهل الكتاب الوداعا
هشــام الخطيب
توضــيح:
هيرودس هو قاتل يوحنّا المعمدان.
جربة هي جزيرة في تونس وفيها محجّ لليهود..حيث يحجّوا إليها كلّ عام.
هذه القصــيدة كتبت مابين عامي 2000 و 2001