70- الرسول يأتي أبا بكر
وضع القناع وسار نحو خليلهُ = أخرج أبا بكر فحان الموعدُ
هذا صباحُ الخيرِ أقبل باسماً = يهب الوجود تبسماً ويرددُ
فأتي أبا بكر يشدُ بعيرهُ = نحو النبي يعينهُ ويمهدُ
لكن أحمد قال أدفع قيمةً = فالله يجمع رأيهم ويُسددُ
71- الخروج من بيت أبي بكر
من خوخةٍ في بيته خرجوا إلى = دربُ المدينةِ يبتغون مسيرهم
ساروا مع "الليثي" في درب لهم = يهديهم المولى لخير سبيلهم
أسماء تربط بالنِطاق جرابهم = وبآخرٍ في ِقربةٍ لتعينهم
رحلوا ورب البيت هيئ أمرهم = من ذا سواه موفقٍ تدبيرهم
72- في الغار
في غار ثورٍ كان بدء مسيرةٍ = لله للإسلام يسطع فجرهُ
نسجت على أبوابه بيتاً لها = العنكبوت وأيقنت ما سرهُ
بل والحمامة رتبت عشاً لها = حتى يغيب فليس يُدركُ أمرهُ
تصريفُ رحمنٍ يصونُ كما يرى = أمرَ العبادِ يزيدُ فيهم خيرهُ
73- أبو بكر وخوفه على النبي
لا يزال يبحث في الشقوق مخافةً = من حيةٍ أو عقربٍ قد يلدغُ
يخشى على طه وذلك معدنٌ = فيه الأمانة والبراءةُ أبلغُ
لكن أحمد هادئاً متيقنا = فالله من خيرٍ علينا يسبغُ
ومثبتاً لخليله بمقالهِ = صبراً فإن النصر آتٍ ينبغ
ثاني أثنين
في هجرة الإسلام آزر أحمد = واللهُ في الغار المُنير مُرافقُ
وهو الذي أمٌ النبي بأمرهِ = وهو الذي فيه الجميع توافقوا
اللهُ يأبى والنبي محمدٍ = إلا أبا بكرٍ لنا ،ونوافقُ
فبهِ استقام الأمر بعد محمدٍ = نعم الخليفة للنبي موافقُ
أخلاقهُ أخلاق أحمد إنهُ = رجلٌ يُقاس بإمةٍ ويُطابقُ
74- انتقام قريش
ألمٌ أَلَمِّ بهم وليس بقاتل = لكنهً جرحٌ يُذل بفعلهِ
صاحوا: ألا سيروا على أثرٍ لهُ = ردوه كي نشفي الصدور بقتلهِ
جعلوا لمن يأتي بأحمد مكسباً = ما شاء من دنيا تهون لأجلهِ
جَدّتْ فوارسهم وزاد طِلابهُ = والكلُ يسعى جاهداً في نيلهِ
75- قريش عند الكهف
بلغوا إلى غار النبي يراهمُ = الصديق يخشى منهم ويكررُ
ويقول لو نظروا لأسفل إنهم = سيرون منا ما نخاف ونحذر
لكن أحمد قال صبراً إن يكن = كبروا علينا إن ربي أكبرُ
فالله ثالثنا وحارس أمننا = فالحمد للمولى بهِ نستقدرُ
76- ثلاثة أيام في الغار
لبثوا على ما كان من حال بهم = في الغار حتى يستبين طريقهم
هم يعلمون بما يُبيْت خصمهم = والخصم لاهٍ ، لا يرى تدبيرهم
حتى إذا هدأ الجميع تهيئوا = نحو الخروج وغيروا ترتيبهم
شدوا الرحال وخالفوا درباً بها = لقريش معرفةً بهِ فتعيدهم
77- جائزة قريش للقبض على النبي
آيست قريش فأحمد في دربهِ = يمضى فماذا بالمقابل تصنعُ
جعلوا لمن يأتي بأحمد مكسباً = زادوا لعل المال فيهِ سينفعُ
عرف الطريق سراقةٌ فمضى إلى = ذاك الطريق لعلهُ لا يُخدعُ
ولعله يأتي قريش بمغنمٍ = فالأمر جدٌ والجميعُ يُطّمِّعُ
78- سراقة بن مالك
هي حكمةُ المولى يصون نبيهُ = بيد الذي قد جاء في طلبٍ لهُ
خدع الجميع سراقةً أخفى الذي = عرفوه من درب وبَدَّلَ قولهُ
وأتى النبي فما استطاع بلوغهم = يكبو الجواد ، وضاع منهُ حولهُ
أخذ الكتاب بوعد أحمد ذلكم = وعدٌ حقيقٌ والجميع يُجلهُ
79- قصة أم معبد
بلغوا لخيمة أم معبد ،خيمةً = ما كان فيها من طعامٍ يؤثرُ
قالوا: سنشري هل لديك بضاعة؟ = قالت وما عندي لكم ما أظهِرُ
مسح النبي بظهرِ شاةٍ ما بها = لبناً ،فدرت ما يفيض ويكثرُ
شربوا جميعاً ثم زاد فأكرموا = واللهُ يُعطي من يشاء ويؤثرُ
:)