أحدث المشاركات
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 42

الموضوع: عار ما يحدث في غزة الآن - بقلم : د . محمد أيوب

  1. #11
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 283
    المواضيع : 68
    الردود : 283
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام فراس مشاهدة المشاركة
    اسجل حضوري والمي لما نرى ونسمع واضيف ان امتنا دوما مكبلة بمن لم يخلص ولم ويعرف سوى مصالحه الشخصية فكيف يمضي الشرفاء الى غاياتهم؟
    اكتفي بهذا
    ولي عودة باذن الله
    بارك الله فيكم
    الأخت ام فراس
    يفترض فيمن يتصدى للعمل السياسي أن يجيد فن المناورة للوصول إلى تحقيق هدفه بأقل الخسائر ، الخط المستقيم في السياسة ليس أقصر الطرق ، لا بد من التفاهم بدلا من التراشق بالتهم وتقسيم الشعب الواحد إلى شرفاء وغير شرفاء ، مؤمنين وكفرة ، وطنينن وخونة ، لقد مزقتنا خلافاتنا وأضاعت قضيتنا ، متى نستيقظ ونثوب إلى رشدنا .
    مودتي وتقديري
    د . محمد أيوب

  2. #12
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,003
    المواضيع : 52
    الردود : 1003
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    أخي العزيز د. محمد أيوب
    أشكرك لردك القيم والذي ينم عن فكر يتسع لدائرة الحوار كيفما اتسعت وكيفما ذهبت. لكني أخي الكريم وجدت خلطاً كثيراً بين الأفكار والدفوع التي سقتها في حديثك وربما يكون ذلك عن التباس في فهم ما طرحته في ردي السابق وذلك بالتأكيد نتيجة قصور مني في الطرح سأحاول تداركه هنا.
    لم أقل أن الإسلام ينحصر في حماس أو فئة بعينها وإنما هو بلا شك مرسخ في يقين كل مسلم أينما كان ولكني قصدت أن يجلس الإسلام في مقعد السلطة كمعنى يرتبط قادته بالإسلام كمنهجية حكم وشعار يسيرون خلفه . ولم أغفل أخواننا المسيحيين فهم إن وجدوا في أي مجتمع إسلامي فهم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع لهم ما له وعليهم ما عليه وما فتح الإسلام بلداً ليفقد مواطنيه هوية المواطنة أو إنتمائهم للأرض، وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام مرتبطاً دائماً بالحنين لمكة ويبديه في مناسبات عدة فهي موطنه الذي نشأ فيه ولم يغادره إلا مكرهاً فالإسلام لا ينزع الانتماء للأرض وإن كان الانتماء للدين هو الانتماء الأول . ما كان دور الفتوح الإسلامية إلا تحييد سلطة الحاكم الذي يقف حائلاً ومانعاً لوصول دعوة الإسلام لمواطني تلك الدولة ولهم الخيار بعد ذلك في الدخول للدين أو لا. ما انتشر الإسلام كما يروج أعداؤه بمقولة (إسلم وإلا قتلناك)! وما أسلم العدد الكبير من أقباط مصر إلى إلا بعد أكثر من قرنين من الزمان بعد فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه ، وهذا حديث آخر.
    ولم أغفل الضائقة المعيشية التي تجتاح شعبنا في فلسطين ولكني اتجهت لتأصيل المشكلة كي يكون اتجاهنا لمواجهالأساس والأسباب بعيدة المدى وليس التبعات أو الأسباب قصيرة المدى. نعم أخي أوافقك تماماً ، ليس هناك خيار سوى الجهاد والمقاومة ، ولكن هل بيد الفلسطينيين الوسائل التي تمكنهم من مقاومة فاعلة تتغير تحت رحاها الأوضاع وترغم إسرائيل والغرب على تغيير الواقع ؟ أنا أول من يرجو ذلك ولكني أعتقد أن الأمر يحتاج سنداً من خارج فلسطين ، ذلك السند الذي وجده حزب الله من شيعة إيران واستطاع أن يملي كلمته ، ولو كان حزب الله يعتمد على نفسه دون سند لما كان لمقاومته هذه القوة والتأثير. الدعم الخارجي هو أساس أصيل لنجاح أي مقاومة فلسطينية ، ومن هنا كان تحليلي لأسباب عدم وجود ذلك الدعم والأسباب التي أدت له وذلك هو ما عنيته بأصل المشكلة وهو ما قادني لعبد الناصر الذي أرى أنه بفكره الضيق كان ومازال السبب الرئيسي لانهيار المنطقة كلها بما تبعه من تداعيات. ما مات عبد الناصر ياأخي إلا بجسده فقط ولكن أسس نظامه وفكره مازالت هي كما هي حتى الآن وإن تغيرت الأقنعة والأساليب وما قلت أنه كان عميلاً هو أو غيره بل كان جاهلاً مكبلاً بسطحية فكره وثقافته وعقد الاجتماعية بما أسس لمدرسة مازالت قائمة وهي التي أوصلتنا لما نحن عليه وليست هذه (شتيمة) في الرجل كما ذكرت ، فنحن هنا نتحدث عن التاريخ ورجاله بتحليل شخصياتهم وأفعالهم بتجرد والواقع يفرض نفسه فلا يكون الشاهد على العصر شاهداً عدلاً إذا ما أغوته كراهية أو غرض في أشخاص من يتحدث عنهم وأربأ بنفسي أن أكون كذلك. وقد سعدت سعادة بالغة بأن أعرف انك قد عاصرت حقبة عبد الناصر فالنقاش هكذا يكون أسهل كثيراً ، فعندما تحاور أحداً يستقي معلوماته التاريخية نقلاً عن الكتب والإعلام يختلف كثيراً عن الحوار مع من شهد العصر بنفسه ورأى التاريخ بعينيه، ولن أخوض هنا في عبد الناصر في ما له وما عليه ذلك إن كان له شيئاً من الأساس وأرجئ ذلك لموضوع منفصل قد تفتحه لنا للنقاش في ذلك.
    أما ما ذكرت عن أصول العرب التي بدأت في اليمن وانتشرت هنا وهناك في حقب التاريخ المختلفة فذلك ما لا شك فيه ولكن وحدة الدم لا تكفي وإلا صار كل البشر دم واحد فكلهم من آدم ، لقد تغيرت الهوية والعادات والتقاليد واللغة على مر التاريخ بتغير الأماكن والأزمنة والاختلاط والامتزاج حتى أصبحت هناك شعوب مختلفة اختلافاً كلياً وما جمعهم على اللغة العربية إلا الإسلام والقرآن سواء كانوا من أصول عربية أو غيرها ، وأنت تعرف طبعاً أنه عندما دخل الإسلام مصر لم يكن فيها من يتحدث العربية وكان الأصل الفرعوني هو الغالب على شعب مصر والذي دان للمسيحية في ذلك الوقت، وذلك فقط كمثال لبقية دول المنطقة التي كانت لها انتماءاتها المختلفة. إذن الانتماء للإسلام هو الأصل وليس العرق العربي، وإن شئت أن ندخل في تفاصيل ذلك التاريخية والسياسية فأنا رهن أشارتك.
    أخي الحبيب د. محمد أيوب
    أعتز بك مثقفاً واعياً تعرف أصول حوار الكبار وتخلص لقضيتك إخلاصاً جلياً وهو ما يشجعني على التواصل مع شخصية جديرة بالتواصل مثلك.
    تقبل التحية والتقدير ،،،،،،

  3. #13
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 283
    المواضيع : 68
    الردود : 283
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البحترى مشاهدة المشاركة
    أخي العزيز د. محمد أيوب
    أشكرك لردك القيم والذي ينم عن فكر يتسع لدائرة الحوار كيفما اتسعت وكيفما ذهبت. لكني أخي الكريم وجدت خلطاً كثيراً بين الأفكار والدفوع التي سقتها في حديثك وربما يكون ذلك عن التباس في فهم ما طرحته في ردي السابق وذلك بالتأكيد نتيجة قصور مني في الطرح سأحاول تداركه هنا.
    لم أقل أن الإسلام ينحصر في حماس أو فئة بعينها وإنما هو بلا شك مرسخ في يقين كل مسلم أينما كان ولكني قصدت أن يجلس الإسلام في مقعد السلطة كمعنى يرتبط قادته بالإسلام كمنهجية حكم وشعار يسيرون خلفه . ولم أغفل أخواننا المسيحيين فهم إن وجدوا في أي مجتمع إسلامي فهم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع لهم ما له وعليهم ما عليه وما فتح الإسلام بلداً ليفقد مواطنيه هوية المواطنة أو إنتمائهم للأرض، وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام مرتبطاً دائماً بالحنين لمكة ويبديه في مناسبات عدة فهي موطنه الذي نشأ فيه ولم يغادره إلا مكرهاً فالإسلام لا ينزع الانتماء للأرض وإن كان الانتماء للدين هو الانتماء الأول . ما كان دور الفتوح الإسلامية إلا تحييد سلطة الحاكم الذي يقف حائلاً ومانعاً لوصول دعوة الإسلام لمواطني تلك الدولة ولهم الخيار بعد ذلك في الدخول للدين أو لا. ما انتشر الإسلام كما يروج أعداؤه بمقولة (إسلم وإلا قتلناك)! وما أسلم العدد الكبير من أقباط مصر إلى إلا بعد أكثر من قرنين من الزمان بعد فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه ، وهذا حديث آخر.
    ولم أغفل الضائقة المعيشية التي تجتاح شعبنا في فلسطين ولكني اتجهت لتأصيل المشكلة كي يكون اتجاهنا لمواجهالأساس والأسباب بعيدة المدى وليس التبعات أو الأسباب قصيرة المدى. نعم أخي أوافقك تماماً ، ليس هناك خيار سوى الجهاد والمقاومة ، ولكن هل بيد الفلسطينيين الوسائل التي تمكنهم من مقاومة فاعلة تتغير تحت رحاها الأوضاع وترغم إسرائيل والغرب على تغيير الواقع ؟ أنا أول من يرجو ذلك ولكني أعتقد أن الأمر يحتاج سنداً من خارج فلسطين ، ذلك السند الذي وجده حزب الله من شيعة إيران واستطاع أن يملي كلمته ، ولو كان حزب الله يعتمد على نفسه دون سند لما كان لمقاومته هذه القوة والتأثير. الدعم الخارجي هو أساس أصيل لنجاح أي مقاومة فلسطينية ، ومن هنا كان تحليلي لأسباب عدم وجود ذلك الدعم والأسباب التي أدت له وذلك هو ما عنيته بأصل المشكلة وهو ما قادني لعبد الناصر الذي أرى أنه بفكره الضيق كان ومازال السبب الرئيسي لانهيار المنطقة كلها بما تبعه من تداعيات. ما مات عبد الناصر ياأخي إلا بجسده فقط ولكن أسس نظامه وفكره مازالت هي كما هي حتى الآن وإن تغيرت الأقنعة والأساليب وما قلت أنه كان عميلاً هو أو غيره بل كان جاهلاً مكبلاً بسطحية فكره وثقافته وعقد الاجتماعية بما أسس لمدرسة مازالت قائمة وهي التي أوصلتنا لما نحن عليه وليست هذه (شتيمة) في الرجل كما ذكرت ، فنحن هنا نتحدث عن التاريخ ورجاله بتحليل شخصياتهم وأفعالهم بتجرد والواقع يفرض نفسه فلا يكون الشاهد على العصر شاهداً عدلاً إذا ما أغوته كراهية أو غرض في أشخاص من يتحدث عنهم وأربأ بنفسي أن أكون كذلك. وقد سعدت سعادة بالغة بأن أعرف انك قد عاصرت حقبة عبد الناصر فالنقاش هكذا يكون أسهل كثيراً ، فعندما تحاور أحداً يستقي معلوماته التاريخية نقلاً عن الكتب والإعلام يختلف كثيراً عن الحوار مع من شهد العصر بنفسه ورأى التاريخ بعينيه، ولن أخوض هنا في عبد الناصر في ما له وما عليه ذلك إن كان له شيئاً من الأساس وأرجئ ذلك لموضوع منفصل قد تفتحه لنا للنقاش في ذلك.
    أما ما ذكرت عن أصول العرب التي بدأت في اليمن وانتشرت هنا وهناك في حقب التاريخ المختلفة فذلك ما لا شك فيه ولكن وحدة الدم لا تكفي وإلا صار كل البشر دم واحد فكلهم من آدم ، لقد تغيرت الهوية والعادات والتقاليد واللغة على مر التاريخ بتغير الأماكن والأزمنة والاختلاط والامتزاج حتى أصبحت هناك شعوب مختلفة اختلافاً كلياً وما جمعهم على اللغة العربية إلا الإسلام والقرآن سواء كانوا من أصول عربية أو غيرها ، وأنت تعرف طبعاً أنه عندما دخل الإسلام مصر لم يكن فيها من يتحدث العربية وكان الأصل الفرعوني هو الغالب على شعب مصر والذي دان للمسيحية في ذلك الوقت، وذلك فقط كمثال لبقية دول المنطقة التي كانت لها انتماءاتها المختلفة. إذن الانتماء للإسلام هو الأصل وليس العرق العربي، وإن شئت أن ندخل في تفاصيل ذلك التاريخية والسياسية فأنا رهن أشارتك.
    أخي الحبيب د. محمد أيوب
    أعتز بك مثقفاً واعياً تعرف أصول حوار الكبار وتخلص لقضيتك إخلاصاً جلياً وهو ما يشجعني على التواصل مع شخصية جديرة بالتواصل مثلك.
    تقبل التحية والتقدير ،،،،،،
    أشكرك اخي العزيز على التوضيح ، ولكني أود أن أطرح سؤالا بريئا : هل السادات بانقلابه وانفتاحه الاقتصادي بقي امتدادا لعبد الناصر ، لقد أجهض السادات انتصارات أكتوبر العسكرية في ميدان السياسة حين قدم من التنازلات ما لم يتوقعه كسينجر اليهودي نفسه ؟ لقد تنازلنا عن كرامتنا بعد عبد الناصر واستمرأنا الهوان !!! أين مصر وأين موقعها الريادي الذي كان لها في العالم العربي والإسلامي بل وفي العالم كله ؟ هلى كنت تتوقع أن تقوم دول مسوخ في العالم العربي بمنازعة مصر على ريادة العالم العربي ؟ أقسم بالله أنني بت أخجل من القول بانني عربي بعدما هوينا إلى الدرك الأسفل من المهانة بعد ان كنا خير امة اخرجت للناس .
    مودتي وتقديري وأطيب تحياتي
    د . محمد أيوب

  4. #14
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,003
    المواضيع : 52
    الردود : 1003
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    نعم أخي كان السادات وكل ضباط الجيش امتداداً واضحاً لنفس المدرسة الفكرية التي سار عليها عبد الناصر وصحبه وهي فرض الرؤية الشخصية النابعة من شخصية الفرد بتعقيداتها وعدم الانفلات من ذلك لكي يسمو لشخصية الدولة. سمة القادة العظام في التاريخ هي تحييد الميل الشخصي والذوبان في شخصية الدولة ومبادئها ، ولعلني أسوق لك هنا أمثلة من قادة الدولة الإسلامية الذين انسلخوا من شخصياتهم لمصلحة شخصية الدولة مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزير. ولك من قادة وزعماء العالم الكثير، ولعلني هنا أسوق مثلاً واحداً لقائد مثل عبد الناصر انحاز لشخصه وليس لشخصية الدولة وهو جورج بوش الجاهل المسطح الذي يحكم أقوى دولة في العالم بسذاجة الطفل خاضعاً لفكره اليميني المسيحي المتطرف ، أنظر للكم الهائل من الخسائر التي تكبدها شعبه سواء كانت بشرية أو مادية أو معنوية ، لقد جعل المهمة لمن سيأتي بعده صعبة ممتنعة لتغيير صورة الشيطان الأمريكي في العالم كله .
    جمع عبد الناصر ومن أتوا بعده صفات قصور التعليم وسطحية الثقافة والعقد الاجتماعية بما استتبع ذلك من عدم قبول الرأي الآخر ومحاولاتهم الدائمة الساذجة لإشباع مركبات النقص وصناعة بطولات وأمجاد شخصية وإن كان ذلك على حساب مقدرات الدولة ولا عجب في ذلك فإن الجهل يصور لصاحبه أنه أذكى الأذكياء وعالم العلماء ويصير في موقع الحاقد والعدو لنبهاء شعبه حتى يكون هو المعلم والرجل الأوحد وصانع المعجزات والبطولات. لا يستطيع مثل هذا أن ينسلخ من شخصيته المعقدة المكبلة بضيق أفقه ، لا يستطيع أبداً الانسلاخ من نفسه ويرقى لمستوى الجالس على كرسي السلطة والذي تتأثر مقدرات شعب بأكمله لقراراته خاصة إذا كان دكتاتوراً. أدار عبد الناصر ومن جاء بعده الدولة بأسلوب ضابط الجيش الذي لا يقبل نقاشاً في أوامره وعلى أفراد الشعب وهم جنوده الطاعة والانصياع لكل ما يراه وإلا السجن والتنكيل والتشريد والانتقام. الحديث في نظام الدولة المصرية بعد قيام حركة الضباط عام 1952 يحتاج مناقشة منفصلة في موضوع منفصل ولا يتسع لتفاصيله أصل الموضوع هنا الخاص بالمشاكل في غزه.
    مدرسة عبد الناصر أخي العزيز د. محمد أيوب هي التي أوصلتك إلى الحد الذي تخجل فيه من ذكر أنك عربي، ولعلك تذكر قيمة مصر والمصريين في العالم كله قبل عبد الناصر وصحبه، وأذكرك بما كان مكتوباً في جواز السفر المصري قبل الثورة:
    ( حامل هذه الوثيقة مصري من مواطني المملكة المصرية ومن رعايا صاحب الجلالة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، وتجب معاملته بما يليق بهذا المقام )
    وليس هذا تنزيهاً لعصر الملكية من أخطاء فادحة ولكن أخطاء عصر الجمهورية كانت أفدح وأسوأ سبيلاً. العبرة دائماً ياأخي بالنتائج وليس بالتفاصيل، أنظر لجواز السفر المصري الآن وطريقة معاملته في دول الجوار والعالم كله كنتيجة لا يختلف عليها أحد ليترجم لك مدي تغير الحال. ويبقى سؤال، هل لو لم تقم حركة الضباط واستمرت الملكية المصرية بما كانت ستفعله طبقاً للمتغيرات السياسية والاجتماعية خلال الخمسين سنة الماضية، هل كنا سنصبح نحن والمنطقة كلها كما نحن الآن ؟؟ فكر معي أخي وأجب بإنصاف في ضوء الوضع المزري الذي نواجهه والذي لا أرى أسوأ منه على جميع الأصعدة.
    نعم أخي هو نفس فكر عبد الناصر بدكتاتوريته وفاشيته وضحالة وفكره وقرع الطبول لزعامة زائفة والاستمرار في السلطة حتى الموت والعبث بميزان الطبقات في المجتمع وتحييد كل صاحب رأي أو علم وإشباع عقد نفسية يؤججها الجهل والسطحية وشهوة السلطة.
    أخي د. محمد أيوب ... ما مشكلة الرواتب إلا من تبعات فكر عبد الناصر في تصفية القطاع الخاص وجعل الفرد يعتمد على الدولة في كل شيء ، مسكنه ومأكله ومشربه وتعليمه وتوظيفه ولم يبق إلا أن تنجب له ، وما كان ذلك إلا تطبيقاً سطحياً لنظرية كارل مركس (فائض القيمة) والذي يجعل الدولة مالكة للدولة بمن عليها وهذا حديث قد نتحدث فيه يوماً.
    لك أرق التحيات والود الصادق والاحترام الكبير.

  5. #15
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 283
    المواضيع : 68
    الردود : 283
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البحترى مشاهدة المشاركة
    نعم أخي كان السادات وكل ضباط الجيش امتداداً واضحاً لنفس المدرسة الفكرية التي سار عليها عبد الناصر وصحبه وهي فرض الرؤية الشخصية النابعة من شخصية الفرد بتعقيداتها وعدم الانفلات من ذلك لكي يسمو لشخصية الدولة. سمة القادة العظام في التاريخ هي تحييد الميل الشخصي والذوبان في شخصية الدولة ومبادئها ، ولعلني أسوق لك هنا أمثلة من قادة الدولة الإسلامية الذين انسلخوا من شخصياتهم لمصلحة شخصية الدولة مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزير. ولك من قادة وزعماء العالم الكثير، ولعلني هنا أسوق مثلاً واحداً لقائد مثل عبد الناصر انحاز لشخصه وليس لشخصية الدولة وهو جورج بوش الجاهل المسطح الذي يحكم أقوى دولة في العالم بسذاجة الطفل خاضعاً لفكره اليميني المسيحي المتطرف ، أنظر للكم الهائل من الخسائر التي تكبدها شعبه سواء كانت بشرية أو مادية أو معنوية ، لقد جعل المهمة لمن سيأتي بعده صعبة ممتنعة لتغيير صورة الشيطان الأمريكي في العالم كله .
    جمع عبد الناصر ومن أتوا بعده صفات قصور التعليم وسطحية الثقافة والعقد الاجتماعية بما استتبع ذلك من عدم قبول الرأي الآخر ومحاولاتهم الدائمة الساذجة لإشباع مركبات النقص وصناعة بطولات وأمجاد شخصية وإن كان ذلك على حساب مقدرات الدولة ولا عجب في ذلك فإن الجهل يصور لصاحبه أنه أذكى الأذكياء وعالم العلماء ويصير في موقع الحاقد والعدو لنبهاء شعبه حتى يكون هو المعلم والرجل الأوحد وصانع المعجزات والبطولات. لا يستطيع مثل هذا أن ينسلخ من شخصيته المعقدة المكبلة بضيق أفقه ، لا يستطيع أبداً الانسلاخ من نفسه ويرقى لمستوى الجالس على كرسي السلطة والذي تتأثر مقدرات شعب بأكمله لقراراته خاصة إذا كان دكتاتوراً. أدار عبد الناصر ومن جاء بعده الدولة بأسلوب ضابط الجيش الذي لا يقبل نقاشاً في أوامره وعلى أفراد الشعب وهم جنوده الطاعة والانصياع لكل ما يراه وإلا السجن والتنكيل والتشريد والانتقام. الحديث في نظام الدولة المصرية بعد قيام حركة الضباط عام 1952 يحتاج مناقشة منفصلة في موضوع منفصل ولا يتسع لتفاصيله أصل الموضوع هنا الخاص بالمشاكل في غزه.
    مدرسة عبد الناصر أخي العزيز د. محمد أيوب هي التي أوصلتك إلى الحد الذي تخجل فيه من ذكر أنك عربي، ولعلك تذكر قيمة مصر والمصريين في العالم كله قبل عبد الناصر وصحبه، وأذكرك بما كان مكتوباً في جواز السفر المصري قبل الثورة:
    ( حامل هذه الوثيقة مصري من مواطني المملكة المصرية ومن رعايا صاحب الجلالة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، وتجب معاملته بما يليق بهذا المقام )
    وليس هذا تنزيهاً لعصر الملكية من أخطاء فادحة ولكن أخطاء عصر الجمهورية كانت أفدح وأسوأ سبيلاً. العبرة دائماً ياأخي بالنتائج وليس بالتفاصيل، أنظر لجواز السفر المصري الآن وطريقة معاملته في دول الجوار والعالم كله كنتيجة لا يختلف عليها أحد ليترجم لك مدي تغير الحال. ويبقى سؤال، هل لو لم تقم حركة الضباط واستمرت الملكية المصرية بما كانت ستفعله طبقاً للمتغيرات السياسية والاجتماعية خلال الخمسين سنة الماضية، هل كنا سنصبح نحن والمنطقة كلها كما نحن الآن ؟؟ فكر معي أخي وأجب بإنصاف في ضوء الوضع المزري الذي نواجهه والذي لا أرى أسوأ منه على جميع الأصعدة.
    نعم أخي هو نفس فكر عبد الناصر بدكتاتوريته وفاشيته وضحالة وفكره وقرع الطبول لزعامة زائفة والاستمرار في السلطة حتى الموت والعبث بميزان الطبقات في المجتمع وتحييد كل صاحب رأي أو علم وإشباع عقد نفسية يؤججها الجهل والسطحية وشهوة السلطة.
    أخي د. محمد أيوب ... ما مشكلة الرواتب إلا من تبعات فكر عبد الناصر في تصفية القطاع الخاص وجعل الفرد يعتمد على الدولة في كل شيء ، مسكنه ومأكله ومشربه وتعليمه وتوظيفه ولم يبق إلا أن تنجب له ، وما كان ذلك إلا تطبيقاً سطحياً لنظرية كارل مركس (فائض القيمة) والذي يجعل الدولة مالكة للدولة بمن عليها وهذا حديث قد نتحدث فيه يوماً.
    لك أرق التحيات والود الصادق والاحترام الكبير.
    أخي العزيز
    والله كنت أفتخر بعروبتي في عهد عبد الناصر ، بينما صرت أخجل من كوني عربيا بعد وفاته بسبب حالة المهانة التي وصلنا إليها بعده ، من غير المعقول أن نلقي قصورنا على رجل مات منذ ستة وثلاثين عاما ، لماذا لم نفعل شيئا لتغيير الوضع نحو الأفضل وأين من ينتقدون عبد الناصر من محاولات تغيير الوضع الحالي اتقوا الله ولا تظلموا الرجل الذي اغتيل بسم الأكونتين لأنه بدأ يغير من نهجه في العمل السياسي وفكر في أن يترك الحكم ليتفرغ لعملية بناء التنظيم السري في الاتحاد الاشتراكي حتى يستطيع محاسبة الحكومة ومراقبة عملها ، بعد أن اعتمد الميثاق وبيان 30 مارس منهجا فكريا له ، أمأ أن نرى في نظام السادات امتدادا لفكر وعهد عبد الناصر فهذا ظلم فادح ، لقد ألغى السادات القطاع العام وخصخص الاقتصاد ونمت في عهده الآلاف من القطط السمان الذين خربوا الاقتصاد المصري وهربوا رءوس أموالهم إلى الخارج ، بينما لم يترك عبد الناصر في بيته بعد وفاته أكثر من أربعة وثمانين جنيها ولم يترك وراءه آلاف الاستراحات ولم تترك زوجته شركة ليموزين ، هذه السيدة المحترمة أمينة عبد الناصر مستورة ولا يستطيع أحد أن يسئ إليها ، ولم يترك لأسرته بيتا خاصا ، فقد تركت أسرته منزله في منطقة منشية البكري لأن البيت ملك للدولة ، ولم يترك أخا يتلاعب بالاقتصاد المصري مثل عصمت السادات الذي لاحقته المحاكم المصرية بعد وفاة أخيه ، بينما يعيش أبناء عبد الناصر حياة حياة عادية كأي مواطن عادي في مصر ، لقد قدم له أمير الكويت مبلغ مليوني دينار كويتي ليبني له قصرا بعدما رأى بيته المتواضع ، وفي العام التالي زار أمير الكويت عبد الناصر وفكر في أن يزور بيته الجديد فأخذه إلى مصنع بناه بالمال الذي أخذه وقال له هذا هو القصر الذي وفر عملا لعشرات العمال ، لقد حول عبد الناصر المصريين من رعايا كما كان الملك يعتبرهم إلى مواطنين ، كان الجنيه في عهد عبد الناصر يساوي دولارين وستة وخمسين سنتا ، أين أصبح الجنيه الآن ؟ قوة عملة الدولة من قوة اقتصادها ، من الذي أنشأ المصانع الحربية ومصانع السيارات والثلاجات ومن الذي أنصف الفلاحين والعمال وجعلهم شركاء في إدارة المصانع وفي الربح ، ومن الذي صادر هذه الحقوق منهم ؟ الملوك يعتبرون الناس رعايا لهم كأي قطيع يمتلكه أي راعي ، لقد قال الملك حسين يوما : الإنسان أغلى ما نملك ، وكأن البشر ملك له وكأنه فوق مستوى البشر .. إله أو نصف إله أو ملاك ، لسنا رعايا لأحد ولن نقبل بذلك، نحن مواطنون لا رعايا كما قال خالد محمد خالد ذات يوم، رحم الله عبد الناصر رحمة واسعة وجازى من يسيئون إليه بما يستحقونه ،هل ترون في الوضع الحالي قمة الانتصارات العربية والإسلامية وهل ترون أننا في أحسن حال ، ربما !!!!
    مودتي وتقديري
    د . محمد أيوب

  6. #16
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,003
    المواضيع : 52
    الردود : 1003
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    أخي الكريم د. محمد أيوب
    يبدو أن هناك هوة فكرية كبيرة تفصل بيننا مما سيجعل نقاشنا لا يرسو على شاطئ مثل سفينة تمخر في عرض بحر بلا دفة ولا بوصلة تحددان لها موقعاً أو اتجاهاً. ويبدو أيضاً أن الاختصار أو إلقاء نبضات من الضوء على ما نحن فيه من خلاف لن يكون كافياً طالما هناك اختلاف في قواعد الفكر والرؤية ومنهج التحليل من الأساس.
    لذلك أقترح عليك أن تقوم أنت إن أردت بفتح موضوع منفصل نناقش فيه الأوضاع في مصر وما استتبع ذلك من تغيرات في المنطقة كلها منذ حركة الضباط عام 1952 حتى الآن.
    واقترح أن تكون رؤوس المواضيع كالآتي:
    - حركة الضباط ، دواعيها واسباب نجاحها.
    - فكر الضباط وأسسه الثقافية والاحتماعية والنفسية والتاريخية.
    - عبد الناصر ، شخصيته وفكره وثقافته وقدراته وطموحاته.
    - إنفراد عبد الناصر بالسلطة ، اسبابه ونتائجه.
    - إنجازات عبد الناصر وبطولاته:
    من الناحية الاجتماعية.
    من الناحية الاقتصادية.
    من الناحية السياسية.
    من الناحية العسكرية.
    من الناحية التنظيمية.
    من الناحية الإقليمية.
    - فترة حكم عبد الناصر ، المكاسب والخسائر.
    - السادات ، فكره وأسسه الثقافية والاحتماعية والنفسية والتاريخية.
    - هل اختلف نظام حكم السادات عن نظام حكم عبد الناصر ؟
    - - إنجازات السادات وبطولاته:
    من الناحية الاجتماعية.
    من الناحية الاقتصادية.
    من الناحية السياسية.
    من الناحية العسكرية.
    من الناحية التنظيمية.
    من الناحية الإقليمية.
    - نظام الحكم الحالي هل اختلف عن نظام عبد الناصر والسادات.
    - مبارك ، ما له وما عليه دون الطعن في الرجل فقوانين رابطة الواحة تمنع التعرض لقادة الدول العربية والإسلامية الحاليين بالإسم ولكنها لا تمنع المناقشة التي لا تذكر فيها أسماء أو تتعرض لمناقشة ليس فيها تعريض شخصي.

    إن أردت ياأخي الكريم نقاشاً إيجابياً يقوم على أسس منهجية من عمق الفهم والعلم والأرقام ومعطيات التاريخ حتى نصل إلى قناعة لا تحكمها أغراض أو تحيز أو قصر نظر أو انفعال فسأكون أول المرحبين والمشاركين في هذا الموضوع الذي لا أجد عندي رغبة في طرحه بنفسي لما بدا من قلة عدد المتناقشين بمدارسهم المختلفة هنا ، ولكن إن بدأت أنت سأكون عندك.
    لك الود والتقدير والاحترام

  7. #17
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 283
    المواضيع : 68
    الردود : 283
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البحترى مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم د. محمد أيوب
    يبدو أن هناك هوة فكرية كبيرة تفصل بيننا مما سيجعل نقاشنا لا يرسو على شاطئ مثل سفينة تمخر في عرض بحر بلا دفة ولا بوصلة تحددان لها موقعاً أو اتجاهاً. ويبدو أيضاً أن الاختصار أو إلقاء نبضات من الضوء على ما نحن فيه من خلاف لن يكون كافياً طالما هناك اختلاف في قواعد الفكر والرؤية ومنهج التحليل من الأساس.
    لذلك أقترح عليك أن تقوم أنت إن أردت بفتح موضوع منفصل نناقش فيه الأوضاع في مصر وما استتبع ذلك من تغيرات في المنطقة كلها منذ حركة الضباط عام 1952 حتى الآن.
    واقترح أن تكون رؤوس المواضيع كالآتي:
    - حركة الضباط ، دواعيها واسباب نجاحها.
    - فكر الضباط وأسسه الثقافية والاحتماعية والنفسية والتاريخية.
    - عبد الناصر ، شخصيته وفكره وثقافته وقدراته وطموحاته.
    - إنفراد عبد الناصر بالسلطة ، اسبابه ونتائجه.
    - إنجازات عبد الناصر وبطولاته:
    من الناحية الاجتماعية.
    من الناحية الاقتصادية.
    من الناحية السياسية.
    من الناحية العسكرية.
    من الناحية التنظيمية.
    من الناحية الإقليمية.
    - فترة حكم عبد الناصر ، المكاسب والخسائر.
    - السادات ، فكره وأسسه الثقافية والاحتماعية والنفسية والتاريخية.
    - هل اختلف نظام حكم السادات عن نظام حكم عبد الناصر ؟
    - - إنجازات السادات وبطولاته:
    من الناحية الاجتماعية.
    من الناحية الاقتصادية.
    من الناحية السياسية.
    من الناحية العسكرية.
    من الناحية التنظيمية.
    من الناحية الإقليمية.
    - نظام الحكم الحالي هل اختلف عن نظام عبد الناصر والسادات.
    - مبارك ، ما له وما عليه دون الطعن في الرجل فقوانين رابطة الواحة تمنع التعرض لقادة الدول العربية والإسلامية الحاليين بالإسم ولكنها لا تمنع المناقشة التي لا تذكر فيها أسماء أو تتعرض لمناقشة ليس فيها تعريض شخصي.
    إن أردت ياأخي الكريم نقاشاً إيجابياً يقوم على أسس منهجية من عمق الفهم والعلم والأرقام ومعطيات التاريخ حتى نصل إلى قناعة لا تحكمها أغراض أو تحيز أو قصر نظر أو انفعال فسأكون أول المرحبين والمشاركين في هذا الموضوع الذي لا أجد عندي رغبة في طرحه بنفسي لما بدا من قلة عدد المتناقشين بمدارسهم المختلفة هنا ، ولكن إن بدأت أنت سأكون عندك.
    لك الود والتقدير والاحترام
    أخي الكريم
    شكرا لك وبارك الله فيك ، ربما أجد من الوقت ما يتيح لي الخوض في هذه المواضيع التي لن تتفق الآراء حولها مهما حسنت النوايا .
    مودتي وتقديري
    د . محمد أيوب

  8. #18
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.26

    افتراضي

    أعلم أنني تأخرت كثيراً لانشغالي حتى خرج الحوار عن أصل الموضوع في قضايا أكثر جدية وأهمية ، ولكن لا بأس أن نعود على بدء.

    ولعلني أبدأ بالاستغراب لرد أخي الفاضل د. محمد أيوب والذي رغم أنني أدركت من رده أنه فلسطيني مثلي أن يخاطبني بخطاب الغريب للغريب بل بخطاب المناوئ للمناوئ في عصبية ظاهرة ومجادلة واضحة.

    أيها الأخ الحبيب:
    كان أجدر بنا أن نتحاور حوار القريب للقريب وأن نتفاهم تفاهم الأخ لأخيه لا يفقده الود اختلاف ولا التفاف. وأجدر بمن هو في قامتك التي أراهن عليها كثيراً وآمل منها أكثر ، وأنتظر منه أن تكون أحد ركائز ثورتنا الفكرية التصحيحية نحو خطاب إعلامي منصف وحوار سياسي مثمر أن يعتمد منهجية الحوار المرتكز على منهجياته وأساليبه.

    ولعلني أخي أحب أن أوضح لك بأننا هنا في واحة الخير نؤسس لمنهج حوار فكري سياسي ولسنا معنيين بجدل سياسي وتراشق إعلامي كما يحدث في كل مكان آخر. نحن نريد هنا أن نصل إلى كنه الأشياء ومضامين المعاني ومناهج التقييم والتقويم.

    ولعلني هنا قد خطر ببالي ذلك الطفل الذي سأل أبيه عن سبب هبوب الرياح فأجابه بأنها بسبب حركة الأشجار التي تحرك الرياح فتهب باندفاع فآمن الطفل واثقاً بعلم أبيه وباتت هذه حقيقة ويقين لا يتزعزع ، واتهم حتى حين أصبح رجلاً ناضجاً كل من أخبره أن حركة الأشجار هي نتيجة لحركة الرياح وليس سبباً فيها ، وأن المعايير عنده مقلوبة بأنهم كلهم جهلة لا يفهمون ولا يعون.

    إن الخوض في إشكاليات السياسة والانشغال بقشورها لم يأت يوماً بنتيجة مثمرة بل على العكس ، كان في انتصار كل ذي رأي لرأيه ، وارتباط كل ذي ميل بميله ، ودفاع كل ذي مصلحة عن مصلحته ما أوجد البغضاء في النفوس والتنافر في القلوب. وهذا أمر لا نسعى إليه قط من خلال فتح هذا المنبر الفكري السياسي الذي نريد به أن نجمع أصحاب الفكر والرؤية والروية لنتعمق في قوام المواقف ونستقصي آفاق الإشكاليات العالقة بما يكفل نتيجة مثمرة ومنصفة لا تفترض النتائج سلفاً بل تتحرى الحق والحقيقة في جو من الثقة والمصداقية والود.

    ومن هذا المنطلق دعني أرد عليك دون إسهاب متطرقاً إلى إشكاليات المنهج الفكري السياسي العربي النابع من خطاب إعلامي رديء وشعارات أكل الدهر عليها وشرب. ولعلني أبدأ معم فيما نتوافق عليه من رأي في موضوع كنت أرتب لأن أكتب عنه بشأن دخول حماس هذه السلطة المزعومة وهي بهذا قد ارتكبت خطأ كبيراً في تقديري المتواضع وباتت اليوم في موقف المتناقض مع ذاته حين يرفضون الاعتراف بالكيان الغاصب وهم لا يعلمون أنهم قد اعترفوا به ضمنياً بدخولهم سلطة قامت على اتفاقيات أوسلو سيئة الذكر والتي كان أساسها وأهم أهدافها هو ضمان اعتراف الفلسطينيين بحق الصهاينة في الوجود وفي أرض ودولة وحدود وحقوق. هذه إشكالية يجدر بنا أن نتناولها بشكل مفصل ومنصف.

    ولكن ماذا عن اختلافنا في رؤية الواقع وأهم منه اختلافنا في استقراء المرجعيات والانبثاقات في آفاق الوجدان العربي أولاً ثم في أعماق كل فرد منا ثانيا؟؟ هل الحديث الصريح الحر عن هذا الأمر سيفسد ما بيننا؟؟ إن كان ذلك فسأكون أحرص على ودك منه على رأيي أو رؤيتي وسأترك الحوار لحين تفاهم وثقة واتفاق على أننا أخوين قريبين نتحاور ، لا خصمين غريبين نتشاجر.

    وربما أستأذنك أخي الكريم في أمر أثار انتباهي جداً من خلال حوارك مع الأخ الكريم البحتري ، وهو تمجيدك الشديد لعبد الناصر واعتمادك على أنه رجل نظفت يده ومات لا يملك حتى بيتاً ، وبأنه فضل أن يبني لأمته مصنعاً بدل أن يبني لنفسه بيتاً ، ثم أجد منك في موضع آخر تمجيداً يزيد لعرفات الذي ابتلع كل أموال وطنه وسخره لشراء الذمم والرجال والسلاح وبناء امبرطورية تشبه إلى حد بعيد امبراطوريات المافيا حتى إذا مات ذهبت كل أموال الشعب والدولة وأموال المغتربين والمتبرعين إلى حساب من تعلم وأعلم ، ولن أدخل في تفاصيل الصفقات التي تمت بهذا الخصوص بين تفسيم المال وتقسيم السلطة.

    إن تفسير هذا الأمر المتناقض بين الموقفين من الرجلين في تقديري هو أنهما اتفقا في أمور أكثر من هذه أهمها إعلام موجه ، وخطابات براقة ووعود كثيرة ، ونبرة خطابية خادعة تماماً كخطاب صدام بالعزة والنصر في نفس لحظات سقوط بغداد. إنهم خريجون من نفس المدرسة السياسية التي تبيع الوهم ملفوفاً بثوب من حرير.


    أختم بالقول بأننا في الواحة نفتح آفاق الفكر بمنابر منصفة ومتجردة ، ولا نريد أن تتحول هذه المنابر لتراشقات لا يكون منها غير التباغض والتناجش والتباعد. ونحن أخي الحبيب أحرص على الود وعلى استقراء المعاني والمبادئ لا استنفار الأماني للمواقف.

    أرجو أن يكون في كلامي ما يطيب خاطرك ويعيدنا إلى منهج حواري هادف نرجوه بالواحة ونسعى إليه بأمثالك من المفكرين الكرام خدمة لمصالح الأمة ومستقبلها.


    تقبل الود.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #19
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 283
    المواضيع : 68
    الردود : 283
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي أخي العزيز د . سمير العمري

    أخي العزيز سمير العمري
    تحية أخوية وبعد :
    فقد بدأت ردك كما في الرد السابق بالاستغراب من أنني أخاطبك خطاب الغريب للغريب ، تقول :
    (ولعلني أبدأ بالاستغراب لرد أخي الفاضل د. محمد أيوب والذي رغم أنني أدركت من رده أنه فلسطيني مثلي أن يخاطبني بخطاب الغريب للغريب بل بخطاب المناوئ للمناوئ في عصبية ظاهرة ومجادلة واضحة.)ترى أين وجدت ما يوحي بذلك أخي العزيز ؟ أنا أحترم كل أخ عربي ، هل ترى أنني أخطأت حين أرفض أن يراق الدم الفلسطيني بيد أبناء فلسطين مهما كانت توجهاتهم ؟ .
    ثم تشير إلى أنكم في الواحة تريدون الوصول إلى كنه الخير ، والكلام المسكوت عنه يشير إلى أنني على العكس من ذلك ، وأنني أشجع الجدل السياسي وأنني أريد الابتعاد بالواحة عن كنه الخير هذا !!!!، ترى إذا دافع الإنسان عن موقفه يعتبر مجادلا ، تقول أخي الكريم:
    ( ولعلني أخي أحب أن أوضح لك بأننا هنا في واحة الخير نؤسس لمنهج حوار فكري سياسي ولسنا معنيين بجدل سياسي وتراشق إعلامي كما يحدث في كل مكان آخر. نحن نريد هنا أن نصل إلى كنه الأشياء ومضامين المعاني ومناهج التقييم والتقويم. )لا تنس أخي أنني في الأماكن الأخرى قد دافعت عن حق حماس في ممارسة حقها في الحكم ما دام اختيارها قد تم نتيجة انتخابات ديمقراطية المر الذي حدا بالبعض إلى حد اتهامي بأنني من حماس ومن الإخوان المسلمين وأنني أدافع عن صدام حسين وأمثاله من قادة حماس ، غريب أمر كتابتنا عن لم توافقه الرأي فأنت في الصف المعادي !!!
    ثم تشير أخي إلى أنك لن تسهب في ردك فتقول :
    ( ولعلني أبدأ معك فيما نتوافق عليه من رأي في موضوع كنت أرتب لأن أكتب عنه بشأن دخول حماس هذه السلطة المزعومة وهي بهذا قد ارتكبت خطأ كبيراً في تقديري المتواضع وباتت اليوم في موقف المتناقض مع ذاته حين يرفضون الاعتراف بالكيان الغاصب وهم لا يعلمون أنهم قد اعترفوا به ضمنياً بدخولهم سلطة قامت على اتفاقيات أوسلو سيئة الذكر والتي كان أساسها وأهم أهدافها هو ضمان اعتراف الفلسطينيين بحق الصهاينة في الوجود وفي أرض ودولة وحدود وحقوق. هذه إشكالية يجدر بنا أن نتناولها بشكل مفصل ومنصف.) لا أريد هنا أن أضيف أي تعليق لأنه لا خلاف بيننا ، وقد تحاورت مع أصدقائي من حماس وتطرقنا إلى أمور كثيرة لا يمكنني أن أكتب عنها هنا ، لم يغضبوا أو يعاتبوا ، ولكن المفاجأة التي تصدمني بها هي قولك :
    ( ثم أجد منك في موضع آخر تمجيداً يزيد لعرفات الذي ابتلع كل أموال وطنه وسخره لشراء الذمم والرجال والسلاح وبناء امبرطورية تشبه إلى حد بعيد امبراطوريات المافيا حتى إذا مات ذهبت كل أموال الشعب والدولة وأموال المغتربين والمتبرعين إلى حساب من تعلم وأعلم ، ولن أدخل في تفاصيل الصفقات التي تمت بهذا الخصوص بين تفسيم المال وتقسيم السلطة. ) ترى أين اكتشفت ذلك يا أخي العزيز ، والكل يعرف أنني كنت انتقد تصرفات ياسر عرفات في حياته ، ولم أفكر لحظة واحدة في المشاركة في سلطة كنت وما زلت أعتقد أنها ولدت بطريقة غير مقبولة ، ولو كنت قبلت لحصلت على ما أريد ، أنتقدت مسلكيات أخوتنا في فتح وليس ياسر عرفات فقط أمام أبناء فتح وفي ندواتهم الخاصة كما انتقدت أخوتي في حماس في ندواتهم الخاصة ، ما قلته في ردي على الأخ الحريري بالحرف الواحد هو :
    ( سامح الله الذي أوصلنا إلى هذا الوضع ومات بعد أن كان قد حصر كل الصلاحيات في يده واستعان بأشباه الرجال فقط . )أين المديح هنا ؟ ولكني ، ما دام الأمر كذلك ، سأتطرق إلى حادثة وقعت لي في بداية السلطة ، فقد طلب مني أحد الضباط رشوة ، ولما رفضت قام بهدم جدار لي وخرب الأشجار داخل الحوش ، كان يريدني أن أتصرف تصرفا أحمقا وأن أوعز بضربه والاعتداء عليه ، كل ما فعلته باعتباري كاتبا وصحفيا أنني صورت الدمار الذي حصل على شريط فيديو وبالكاميرا ، فاستفز الرجل وقام بإبلاغ الارتباط العسكري بأن شخصا محسوبا على الجبهة الشعبية يصور مواقع عسكرية إسرائيلية فطلب منه ربحي عرفات مسئول الارتباط أن يأخذ الشريط مني وأن يعتقلني ، ولما رفضت ذلك ، أمر الغبي جنديا من القوة التي أحضرها بأن يطلق النار علي ، لم أصب والحمد لله بل توجهت للمسئولين عن المنطقة الذي حاولوا أخذ الشريط بالطرق السلمية ، ولكني رفضت لأفاجأ أنه أبلغ بأنه أطلق النار على شخص من حماس ، هكذا وبكل بساطة انتقلت من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين !!! ولكن ياسر عرفات الذي لم أقابله مرة واحدة وكان على بعد أقل من متر ونصف مني ، لم أصافحه مع أننا كنا مدعوين لمصافحته في العيد ، عندما وصلته الشكوى وشريط الفيديو أمر بتحويل الضابط إلى النيابة العسكرية وتم التحقيق معه مدنيا وعسكريا ، علما بأن أصدقائي فكروا تفكيرا خاطئا بأن يطلقوا النار على الموقع الذي يتواجد فيه الضابط للانتقام لي ولكني رفضت لأنني ضد إثارة الفتن .
    يا أخي العزيز
    لم يعد المواطن آمنا على حياته في قطاع غزة ، فجأة يتناثر الرصاص في الشارع فيصاب من يصاب ويموت من يموت ليتلاقى الإخوة كارامازوف بالأحضان ويعلنان على الملأ أنه تم تجاوز الخلافات وأن الدم الفلسطيني خط احمر لتبدأ عجلة الخلافات بالدوران من جديد ، لا يشعر المواطن العادي بوجود حكومة أو سلطة في البلد ، كل إنسان يفعل ما يحلو له والقانون في إجازة ، ترى من المسئول عن انتشار السلاح في يد كل من هب ودب .
    أما عن مدحي لعبد الناصر ، لا أتردد ولا أخجل من الدفاع عن الرجل لأنني أفتخر بأنني قومي عربي يحب أمته العربية ويتمنى لها كل تقدم وازدهار ، أما بخصوص المقارنة بين ياسر عرفات وعبد الناصر فقد شرب الرجلان من نبع واحد هو نبع الإخوان المسلمين وفي الإساءة إليهما إساءة لحركة الإخوان المسلمين التي كانت أول حاضنة تحتضنهما ، لا أستطيع أن أقول في حق رجل مات مسموما مثل عرفات سوى سامحه الله ، لأن من العيب علي أن أجرح الأموات مهما اختلفت معهم ، فما بالك إذا كنت أحترم رجلا مثل عبد الناصر الذي مات مسموما أيضا بسم الأكونتين .
    وأخيرا يا أخي العزيز تقول :
    ( أختم بالقول بأننا في الواحة نفتح آفاق الفكر بمنابر منصفة ومتجردة ، ولا نريد أن تتحول هذه المنابر لتراشقات لا يكون منها غير التباغض والتناجش والتباعد. ونحن أخي الحبيب أحرص على الود وعلى استقراء المعاني والمبادئ لا استنفار الأماني للمواقف. ) أود فقط يا أخي أن تذكر للقراء في الواحة حالة واحدة قمت فيها بتحويل الواحة إلى منبر للتراشقات ، وأنا أعدك بعد ذلك بأن تكون مشاركتي هذه آخر مشاركة في منبر الواحة الذي دخلته طوعا وشاركت فيه من منطلق الثقة . أما أن يشار إلى من يحمل رأيا مخالفا للبعض بأنه يثير الجدال فهذا أمر غير مقبول ، لقد قمت بالرد على من قام بالتعليق على مقال كتيته ومن واجبي أن أوضح وجهة نظري لأن السكوت يعني أنني سلمت بوجهة نظر صاحب التعليق أو أنني لا أستطيع الرد .
    أخيرا أقدم لك مودتي وتقديري
    د . محمد أيوب
    [/FONT[/B][/SIZE][/COLOR]

  10. #20
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.26

    افتراضي

    الأخ الكريم د. محمد أيوب:

    أجدني مضطراً لالاستغراب في ردي الثالث هنا مما أراه ذهب إلى غير ما أريد. ربما كان ذلك من قصور لغتي أو غموض أسلوبي ، وأنا للحق بحاجة هنا لتوضيحات علها تسعف ما كان من قصورها في توصيل ما أردت.

    أما النقطة الأولى فهو سؤالك عن سبب قولي عن حوار الغريب للغريب وكذا سبب قولي لك بأنك تمجد عرفات ، والحق أخي الكريم كان هذا بالطبع من خلال حديثك السابق سواء في نص الموضوع أو في الردود ، فأنت في حديثك تتحدث عن فريقين ، ونحن وهم وغير ذلك مما قرأته حوار غريب لغريب. وأما عن أمر عرفات فقد رأيتك تتحدث عنه حديث من يراه أسطورة وقديساً وما أكثرهم من هؤلاء المنتفعين والموهومين. هكذا قرأت الأمر كما قرأت أنا وغيري تمجيدك لعبد الناصر من خلال تلميحات وإرهاصات لا تخفى. ومهما يكن من أمر فليس في قولي هذا ما يصيبك أو يعيبك فرأيك لك نحترمه وإن خالف.

    وأما النقطة الثانية فهو قضية زج الشخص في القضية وهذا مما أجده لا يخدم حواراً كأساس عام ، وثق أخي الحبيب بأننا نتضامن معك في كل ما حدث ، بل وثق أكثر بأنك لست وحدك من كان سيستفيد من إغراءات السلطة ، ولست وحدك من أطلق عليه النار في محاولات اغتيال ومن هدد علنا غير مرة. محدثك هنا عرض عليه المناصب العليا في سلطة أوسلو من فتح مرة ومن حماس مرات ، وتعرض لأكثر من محاولة اغتيال ، ولا أحسب إلا أن غيرنا كثير.

    وأما النقطة الثالثة فإن منهج التفنيد في مثل هذا الحوار هو مما لا يخدم الهدف كما أقدر ، هذا الهدف الذي هو استقصاء معالم الحق والحقيقة دون حكم مسبق أو دفاع عن مواقف شخصية كما ذكرت في معرض ردك الأخير. إن أسلوب التفنيد لا يخدم إلا الانتصار من خلال إبراز خطأ الآخر وإثباتهه سواء أكان ذلك صدقاً أم وهماً ، وأنا كررت غير مرة بأننا هنا لا نبحث في الطعن في الآراء ولا في أصحابها بل في البحث عن المنهج واستجلاء كنه الأشياء ومعالم الصواب من كلا الطرفين وبهذا لن يكون هناك خاسر ومنتصر ولا حتى خاسران بل سيكون بالقطع ثلاثة منتصرين ؛ طرفاا الحوار ومنهج الحق.

    وأما النقطة الرابعة التي أحب أشير إليها هنا فهي قضية أسلوب الحوار والقفز إلى الظن والأحوط هو استقصاء المعاني والمقاصد أخي الكريم ، ومن خلال نظرة سريعة على ردك الأخير يجد المتابع أنه رد انفعالي انتصاراً لنفسك بتقدير لقولي ذهبت به إلى نقيض ما أردت منه ، وكان في حسن الظن سعة ورحمة واستعذار. بل وربما كان أجدر أن لا نضيع وقت الحوار في مثل هذا بما لا يفيد قضية ولا يخدم هدفا. ورغم كل هذا فإنا سعيد أن أرى منك في ردك الأخير ما توسمته فيك منذ قرأت لك من رؤية أكثر تجرداً ووعياً ، ورغبة صادقة في إحقاق الحق والانتصار للمنطق وللصواب حيث كان.

    وأما النقطة الأخيرة والأهم فهو أنني أؤكد لك أخي الكريم بأنني ما قصدت من ردي الذي قمت أنت بتفنيده مسهباً أن أتهمك بما جاء في مضمون ما نصبو إليه في الواحة. ودعني أبين لك بأنني لم أكن أحاورك أخي الفاضل بل كنت أتحاور معك والفرق بين هذه وتلك كبيرة. محاورتي معك تعني أننا مهما اتفقنا أو اختلفنا فإننا نسير في ركاب تحري الصواب وتحقيق الهدف ليس لي ولك فقط بل إن الأمر يتجه أساساً إلى كل المتابعين من قراء ومشاركين وثق بأنهم كثير. وإنما أرت من خلال هذا الحوار الراقي ، ومن خلال ما رأيت منك من موضوعية في الطرح إجمالاً ، ومن أدب في الحوار تأكيداً ومن التزام بالمنهج تفضلاً أن أوصل رسالة لكل متابع بأن هذا المستوى من الحوار هو المطلوب وبأن دونه غير مرغوب ، وما كان المقصد بهذا إلا مدح ما نراه هنا من حوار مثمر راقٍ ، وطرح لأسلوب نحب ونرجو ، وحفظ لهذا الموضوع من بعض من قد يدخل متراشقاً ويحول الموضوع إلى مهاترات عاطفية واتناءات حزبية.
    وستعلم قريباً ما كنت أرتب له منذ أيام ، لتدرك حينها ما أحمله لك شخصياً من الود كإنسان والتقدير ككاتب ومفكر.

    أرجو أن يكون في ردي هذا ما يمسح ما أصاب صدرك من ضيق تجاهي ، وأن نتجاوز هذا الأمر لنركز في القادم من الأيام على حوارات حرة وصريحة ومنصفة أعدك بأن تكون الأرقى والأجمل والأصدق بإذن الله.


    تحياتي

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. عار علينا عار
    بواسطة عبدالإله الزّاكي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 11-10-2015, 11:40 PM
  2. مَا لِي فِي الوُجُودِ وَطَن
    بواسطة ربيحة الرفاعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 59
    آخر مشاركة: 03-08-2015, 03:33 PM
  3. عارٌ ..عارٌ
    بواسطة فايدة حسن في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 11-08-2014, 10:09 AM
  4. عًٍ ى دًٍ
    بواسطة اسماء محمود في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-10-2008, 04:11 PM