أحدث المشاركات
صفحة 6 من 13 الأولىالأولى 12345678910111213 الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 125

الموضوع: سرادق الموت

  1. #51
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الأخ الحبيب الأديب والمفكر والشاعر
    الاستاذ الدكنور توفيق حلمي

    اشكر لك مرورك الكريم , وكلماتك الحميمية التي تنبعث من قلب محب , هي انجم ساطعات ارصّع بها قصيدتي , واضمّها في قلبي الى الرصيد الكبير الذي احمله لك , لقد اعادتني كلماتك , التي اقتبس منها :

    " يكتب الشعر بسلاسة وكأنه يتكلم لا يعيقه وزن ولا قافية . يبدو أن هذا الشاعر لا يزورنا كثيراً لأنه يعاني من الإحباط لهذا الكم الهائل من الانهزامية التي تعيشها أوطاننا.
    أضرمت الآلام في معين الشجون ، كتبت النتائج وليتك تطرقت للأسباب التي قادت لها وهي تراكمات لجرائم ساسة العرب في الخمسين سنة الأخيرة.
    هو إرث أجبرونا جبراًعلى أن نرثه. "

    لقد اعادتني كلماتك الى جلسة ادبية وفكرية , هي نقطة علاّمة في مسيرة حياتي , عندما جلست اليك , في منزلك الجميل العامر في القاهرة الحبيبة , وأنت تبثني آلامك وحزنك , لما آلت اليه امور امتنا , ثم ذهبت تحلل المشوار السياسي والاحداث التي مرت بها الأمة خلال العقود الماضية , وأنا اصغي اليك باعجاب , للالمعية العالية في التحليل وفهم الاحداث , وتمثّل المؤشرات , وكنت استمع باعجاب في محراب نبلك وحزنك على حال الأمة , يومها اسمعتني قصيدة مؤثّرة لاانساها , فجّرت مشاعري ولامست احاسيسي , وعندما شعرتني وقد وصل بي الحزن شغاف القلب , عندما احسستني محبطا ممزقا , رحت تبثّ في الامل , بكلمات ايمانية لاتنسى , تبثّني الأمل بهذه الأمة , وأن لابد أن يأتي اليوم الذي يحمل الفرح , كنت تقول لي إنه واجب كل منّا , أن يسعى ويعمل ويقدّم لنشر الوعي وانتشال الناس من ظلمات ماهم فيه , لابد أن نغيّر ما بأنفسنا , نبني الانسان ونعيد صياغة الفكر .
    لقد كتبت لك ذات مرة , أنك مثّلت بمعرفتي بك , محطة مضيئة , افخر أن مررت بها , أرجو أن تتذكر ذلك .
    تقبل محبتي

    أخوكم
    السمان

  2. #52
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    العالم الكبير

    الدكتور / محمد حسن السمان

    شعرت بمشاعرك قبل شعرك ، فدقات قلبك تنفذ لنا كي تعلمنا كيف الشعور ، كيف النقاء ، كيف الصدق ، أخشى من الخوض في غمارات رائعتك ، فلا أوفيها حقها ، بل أخشى فعلا بقلمي الصغير أن أقف بجوار كلماتكم الفخمة العظيمة .
    دمت لنا شاعراً
    وأباً حنوناً .

  3. #53
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الأخت الأديبة الراقية القديرة
    أسماء حرمة الـلـه

    اشكر لك مرورك الكريم , وأنت التي اعرف عنها رقة المشاعر , ونبل الاحاسيس , سمعت الأخوة والأخوات من ادباء الواحة , يصفون شفافيتك وسمو معدنك , بالاضافة الى تمكنك من نواصي الأدب واللغة , وأعرف صدقهم , وعندما كتبت في مداخلتك على القصيدة , قراتك بين السطور , واسمحي لي أن اقتبس هذه الفقرة من مداخلتك :

    بغدادُ جرحٌ مغروسٌ في قلوبنا، لن يتوقّف عن النزف حتّـى يندمل بالحرية، بالأمن والأمان، بإشراقة صباحٍ تعيد له بسمةَ الفرح من جديد ..

    مازال وجهـك يابغـداد يحزننـي
    والعمر يمضي وقلبي دائم الحـزن

    اعود لأقول , لقد سمعتهم يقولون , لو أن احدا غضب من آخر , في الواحة المباركة ( ونحن بشر خطاؤون ) , فإن الأخت الفاضلة اسماء حرمة الـلـه لاتنام الليل , وهذه حروفك التي اقتبست , تشع بالاحساس المرهف , تشعرين بعمق الجرح , الذي سوف يظل نازفا , حتى يندمل بالحرية , بالأمن والأمان , ثم اعود لاجدك ترسمين الأمل بسمة وفرحا , في نظرة ايمانية تفاؤلية , فليحقق الـلـه هذا الأمل , إنه على كل شيء قدير .
    تقبلي احترامي وتقديري

    اخوكم
    السمان

  4. #54
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 18
    المواضيع : 1
    الردود : 18
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

    افتراضي

    في كلماتك نبض آخر ..
    حقاً لأول وهلة وجدت نفسي أتعثر في القبول.. والتفاعل مع النص..
    قرأت التعليقات .. بدأت علاقتي بالنص تقوى..

    نعم أنت كما حدثني عنك قريب..
    اعذرني في سرعة ردي وعمومه ..
    في قلبي وفكري لك أكثر يا سيدي..

    دمت بتألق إحساسك الطيب وروعة استنطاقك لقواعد النحو الجامدة

  5. #55
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    الدولة : مصر - الشرقية
    المشاركات : 7
    المواضيع : 2
    الردود : 7
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    ذاب القلب في كلماتك أيها الشاعر الجميل..
    أستاذنا الحبيب..
    لا يمكنني أن أقول إلا تعقيبا بعد تعليق صاحبي وأن أكرر ما قاله: النص هنا يطرح السؤال الذي قاله أحمد حسن بجدية..
    كان يناقشني فيه منذ قليل وأنا عن نفسي اقتنعت به يثير نصك هذه الطرح
    لماذا لا نأخذ من النص أسول ومبادئ نقده..
    أشهد لك بالإحساس القوي ..
    وما كان أدهشني من الشطر لثاني في البيت الأول في ذكر عام بعد خاص..
    أستاذي الطيب
    لك ألف تحية طيبة

  6. #56
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الأخ الغالي الأديب حمزة الهندي

    اشكر لك مرورك الكريم , ايها الأبيّ حرفا وموقفا , عرفتك دوما في الطليعة الرائدة , تحمل هم الأمة بكل ما اوتيت , تتفاعل مع كل حدث , بقلب يكاد ينفطر اسى وحزنا , واسمح لي أن اقتبس بعضا , من حر تفاعلك مع القصيدة , وأنت ترى مشهد المأساة , فتتفجر منك الكلمات جروحا تنزف دما :

    "سرادقُ الموتِ....
    هي الجروح يا سيدي ..لا تأكل العالم والمعالم فقط بل تأكل حتى المشاعر..
    يتحول الحمل فيها إلى وحش كاسر.. عشاق الحياة يغدون كارهين لها ..
    لاشيء سوى رائحة الموت والكراهية ..تلك هي الحرب ... والآن حرب طائفية
    د. محمد حسن االسمان..
    هنا طبقات حرفية من النقش والرقش
    انهار آلام من الحلم العربي العراقي
    وهناك الكثير من الجلادين يسفكون الدم في رواق هذا الحلم ... !
    لقد بكيت هنا لذكرى العراق التي كانت ! "

    تقبل محبتي وتقديري

    اخوكم
    السمان

  7. #57
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.26

    افتراضي

    الحبيب الأديب د. مصطفى:

    دعني أشكر لك ردك الكريم والذي يبرز أكثر ما يبرز هذا الحب الكبير الذي تكنه لأخي الحبيب الأثير د. محمد السمان. وتالله إنه ليسعدني أن أجد منك هذا ، ولو كان الأمر يتعلق بالشخص وحبه والحرص عليه لما وجدت من هو أولى مني بأحد أحب الناس إلى قلبي هو يعرف هذا وأنا أعرفه وليعرفه من شاء.

    ثم دعني أثني بالقول أن ما كان أخي الحبيب هو من قبيل المماحكات الأدبية التي لا تكون إلا مع الكبار كي نستفز فيهم رغبة الإفادة والتوضيح ، وإنما يكون الحديث على حسب القدر والمقام. ثم إن شئت فليكن هذا الأمر من قبيل دفع العين عن أبيات أخي الحبيب د. محمد التي فاجأنا بها وبهذا الإبداع الذي ربما من حقه أن ننصفه بالشكل الذي يبرزه ويرفعه. ولعل هذا يبين أن ما قلت لم أقل بأنه خطأ بل وجهة نظر قابلة للأخذ والرد.

    ثم لعلني قبل أن أرد بود بما لدي أحب أن أركز على أن الحوار مع الكبار يكون بمستواه بما لا يعوز المرء أن يتحدث عن المسلمات أو حتى ما فوقها احتراماً لعقلية المتحاورين. وبهذا فإني سأجتهد في أن أقول ما أرى بشكل مختصر بإشارات تكفي.

    أما في النقطة الأولى التي علقت عليها فنعم تختلف الدلالات ولكني هنا لم أجد ما وجدت أنت. وبغض النظر عن معاني لفظة "حزن" والتي أؤكد لك بأنني أعرفها حقا فإن الفعل كاف حقاً لتأكيد استمرار الحزن وثبوته كونه فعلاً مضارعاً جاء هنا مؤكداً الاستمرارية ولو كان قال "أحزنني" لربما كان فيما قلت ما يبرر. ثم إن ما اقترحته "الشجن" هو أشمل للمعنى من الحزن ذلك أنها يشمل هذا الإحساس إضافة إلى إحساس الهم والتأثر والانكسار بالعجز وغيره مما يوافق هذا المعنى.

    وأما في النقطة الثانية فإني أحيلك إلى عدد من معاجم اللغة لتعلم أن الجسم اسم شامل لجسد الإنسان وبدنه فهو يعني المجسم الذي يمكن تأطيره بحجم وقياس. وإسهابك الرائع في تعريف الفروقات اللطيفة بين هذا وذاك مما يفيد القراء حقاً فإني أؤكد لك هنا على ما قلت وأستعين معك بفقه اللغة الذي يفهم في السياق هنا بغير ما استخلصت أنت. البدن هو الجسم بلا روح ، والجسد هو الجسم ما دون الرأس وكلا الأمرين لا يوصلان إلى ما خلصت إليه على الأقل في تقديري المتواضع.
    أما ما قدمت من اقتراح بأن يكون "بقايا الروح والبدن" ففيه معنى أكثر تأثيراً وعمقاً كما أرى ، إذ يمكن الإسهاب في شرح المعنى هنا بما يتعلق بالميت وبالحي ، ولا يغيب عنك المقابلة في البناء بينهما.
    وعلى أية حال ، ورغم أنني لا أحبذ أن نستعين بشواهد نادرة وفي غيرها سعة إلا أنني أؤكد مجدداً أن الأمر لم يشر إليه كخطأ بل كرأي.

    وأما النقطة الثالثة فأنت مصيب حقاً ، وأنا ممن استخدم هذا الأمر في بعض أحايين بدون غضاضة ، ولا أحسب إلا كل شاعر يستخدم هذا ، وما أشرت إليه إلا من باب أنني لم أستحسن تكرار أين هم في الصدر والعجز ووددت لو كان هناك فعل يزيد المعنى عمقا.


    ومهما يكن من أمر فإن ما كان هو مماحكات في حضرة أخ حبيب له رزانته ولي دلال عليه ، وما هو إلا رأي قلته في هذه النقاط الثلاث على خلاف النقطتين المتبقيتين وهما مما ليس فيها رأي.
    إن كنت أحسنت فمن حسن أدبكم وإن كنت أسأت فمن جهل نفسي وسوء ذائقتي ولكم العذر.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #58
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الأخ الغالي الأديب والمفكر الاستاذ خليل حلاوجي

    اشكر لك مرورك الكريم , وأنت القريب الحبيب , الذي اودعت قلبي لديه , حبّا وخوفا وقلقا عليه , عندما اتصل بك أو اكتب لك , فأنا احس احساسك , واعيش معك الحالة , وأشفق على شعورك وأنت البهي بالعراق , والمفاخر بانتمائك للأرض والانسان والأمة , كنت اسمع كلماتك وانت تحدثني , وقلبي يتمزق حزنا وألما , نبرات صوتك تخترق قلبي مثل رصاصات , أتمزق حزنا على حال العراق , قبلة الحضارات , وأحد تيجان تاريخنا الذي نعتز به .
    لقد كتبت لي :
    "واحرقلباه على عراق بنار الزيف يصطلم

    لاعدمتك يابن عم تبكينا وقد مزقتنا الامم

    فديتك .... هذا قلبي لك الفدا "

    كتبت لي يابن عمي , واشهدك انني افخر بهذا , وادعو الـلـه مخلصا , أن يجمعنا معا في العراق الحبيب , وقد شفي من الجرح .
    تقبل محبتي

    اخوكم
    السمان

  9. #59
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري مشاهدة المشاركة
    لكنني أستأذن في أن أخالف الجميع هنا لأشير على استحياء إلى بعض ما وجدت علي القصيدة:
    مازال وجهـك يابغـداد يحزننـي
    والعمر يمضي وقلبي دائم الحـزن
    تكرار اللفظ والمعنى مما يضعف البناء هنا فقولط :يحزنني" ثم قولك "دائم الحزن" يقع في إطار الحشو غير المحبذ وكان يمكنك أن تقول مثلاً:
    مازال وجهـك يابغـداد يحزننـي
    والعمر يمضي وقلبي دائم الشجن
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    أولا: فيما يتعلق بقولك الكريم:
    مازال وجهـك يابغـداد يحزننـي
    والعمر يمضي وقلبي دائم الحـزن
    تكرار اللفظ والمعنى مما يضعف البناء هنا فقولط :يحزنني" ثم قولك "دائم الحزن" يقع في إطار الحشو غير المحبذ".
    فأشير هنا إلى اختلاف دلالة صيغة الاسم عن صيغة الفعل؛ فقد استعمل الشاعر في البيت الأول صيغة الفعل المضارع ؛ للدلالة على تجدد حدوث الحزن ،
    وفي القافية "الحزَن" استعمل الاسم للدلالة على ثبوته فكأنه أراد أن الحزن في الواقع متجدد كل حينٍ ولكنه في قلبه ثابتٌ مقيم .
    هذا إذا عددنا الحزَن (بفتح الزاي) والحزْن (بسكونها) واحدا
    أما إذا فسرنا الحزَن هنا بأنه من الشدة والصعوبة كما يفهم من حديث أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله( صلى الله عليه وسلم )، قال : « اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا ، وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت »
    صحيح ابن حبان : كتاب الأدعية
    فالفرق واضح جليّ
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري مشاهدة المشاركة
    أما في النقطة الأولى التي علقت عليها فنعم تختلف الدلالات ولكني هنا لم أجد ما وجدت أنت. وبغض النظر عن معاني لفظة "حزن" والتي أؤكد لك بأنني أعرفها حقا فإن الفعل كاف حقاً لتأكيد استمرار الحزن وثبوته كونه فعلاً مضارعاً جاء هنا مؤكداً الاستمرارية ولو كان قال "أحزنني" لربما كان فيما قلت ما يبرر. ثم إن ما اقترحته "الشجن" هو أشمل للمعنى من الحزن ذلك أنها يشمل هذا الإحساس إضافة إلى إحساس الهم والتأثر والانكسار بالعجز وغيره مما يوافق هذا المعنى.
    تحياتي

    ما زال وجهك يا بغداد يحزنني = والعمر يمضي وقلبي دائم الحزنِ
    قد يكون الخلاف أتى أو تغاير وجهات النظر أتى من اعتبار البيت من أوله إلى آخره متعلق تعلقاً تاما ومحددا بالنداء الذي يطرح وجع الشاعر وحزنه في أحداث بغداد.. ولكن أنا أرى أنه من الجائز والجائز جدا أن يكون الواو هنا قبل "قلبي دائم الحزن" مستأنفة بعيدا عما قبلها فيكون معنى الحزن هنا غير مثبت لحادثة بغداد وحدها ولكن هو حزن عام عام عموم أيام العمر وكانت بداية تذكره حوادث بغداد..
    وهنا لا يكون هناك وجه إطلاقاً للاعتراض القائل بأن الجملة المذيل بها البيت تحصيل حاصل لما قبلها من الفعل المضارع..
    وقد تكون حالية أي حال قلبي دائم الحزن والهم وهنا تكون حدث الحزن البغدادي في أول البيت جزءاً من الحزن القلبي الدائم..
    وأما إن عدت عاطفة فليس هذا بدليل أبداً على تشابه المعنى إلا على احتمال وتفسير من زاوية ما.. فهناك عطف الخاص على العام ومفصل على المجمل وغير ذلك..
    فأن يكون الفعل والاسم الذي وقع في آخر البيت بمعنى واحد .. فلا قطع فيه وكذلك لا إشكال من جهات..
    فأما أنه لا قطع فيه فلأن اللغة كما قال الزمخشري هي مجاز.. فمن أراد بالقطع فليأت بمعنى الكلمة بدءا في اللغة ثم ليحكم..
    وأما أنه لا إشكال فيه فلأن اللغة تحمل إمكانيات –وقت التركيب- لا حصر لها فكما أن هناك اختلافا في تفسير الحزن في (وقالوا الحمدُ لله الذي أَذْهَبَ
    عَنَّا الحَزَن) أو بمعنى آخر تعديد وتنويع كل حسب زاوية فهمه وقدرته على البحث في محتويات الكلمة والظروف التي قيلت فيها.. فمن المحتمل جدا أيضا أن يكون الشاعر قصد التعديد أو ذكر أكثر من نوع من الحزن فهناك حزن الغداء والعشاء وهناك حزن عذاب وهناك حزن موت.. هذا لا أقطع به.. ولكني أحاول التفاهم مع النص بقدر إمكاني فإن فشلت فاللوم علي والنص بريء من قلة حيلتي فيه..
    وأنا أود أن أسأل سؤالاً بسيطاً جدا لكل من أدلى بدلوه هنا ألا يجوز أن يكون الشاعر قصد في كلمته الأخيرة لفظ "الحزْن" بتسكين الزاي ثم حركها –وذلك جائز بالطبع- بسبب ///ه كيانا للتفعيلة الأخيرة في البيت..
    وحين إذن يكون قد أضاف صورة لا تتشابه إطلاقا مع الفعل ومعناه إلا ببعض المقدمات والنتائج..
    ثم هناك احتمال آخر وهو أن يكون الشاعر قصد هنا معادلة تامة بين ما يحدث في الواقع وقت الشكوى أوالتعبير عما يجيش بالصدر من ألم ووجع وحزن .. فأحيانا تكون الجمل التي يقولها الشاكي تبدو للمستمع جملا استئنافية وللوهلة الأولى تتصل بعضها ببعض في موضوع الشكوى .. الشاعر هنا يبدأ طوفان شكواه بالجملة الأولى "ما زال وجهك يا بغداد يحزنني" ويستأنف بجملة ثانية "والعمر يمضي" ويستأنف بجملة ثالثة "وقلبي دائم الحزن" وأنا أكثر ما أعرفه عن الرجل يشكو ظرفا أو الشاكي عامة رجلا كان أم امرأة حين يشكو ظرفا معينا ولنجعله مثلا "ضياع مال" ونعادله هنا بالجملة الأولى في البيت،
    أليس يقول على سبيلل المثال.. "ضاع مني اليوم مال كثير يا حسرتي لقد ضاع المال.. "
    طيب أليس من المحتمل أن يأتي في نهاية الكلام ويقول "أنا عارف نفسي أنا دايما ما يتبقى معي قرش"..
    أليس الفن ذوبانا ومحاكاة للواقع وبالذات إن كان محاكاة لحالة شعورية تهز الوجدان وقت متابعتها..
    طيب وبغير احتمال أن يقول تلك الجملة "أنا عارف نفسي... " وإنما اكتفى بالجملتين قبلها، أفلم يتكرر المعنى "ضاع من اليوم مال كثير" و "لقد ضاع المال" نعم تكرر وفي هذا أشد مبرر إقناعا إن كان الشاعر كرر نفس المعنى فالموقف حال الشكوى والتعبير عن الحزن يكون التكرار من أهم سماته كما رأينا، هذا على احتمال التكرار أو التشابه أو التطابق بين المعنيين..
    وأنا أعجب من أن يرى الناقد التشابه الحاصل في الاستمرارية بين "يحزنني" وبين "دائم الحزن" ويعتبرها حشواً، ولكنه يمر على نفي النفي الأول في "لا زال" ولا يضمه إلى قائمة المشابهات ألا يجدر لو كان هذا ديدن البلاغة العربية أن تحذف "لا زال" هي الأخرى ويبقى الفعل المضارع وحده، وهو كفيل بالاستمرارية المطلوبة؟!؟
    أما اقتراح كلمة "الشجن" بالحزن" فمن وجهة نظري أنا أرى أن في تكرار حرف الحاء ما يبرر نظرة الشاعر واختياره ومهما كان من قيمة الشين الصوتية والجيم المجاهرة بالوجع فإن للحاء مذاق الحرقة واللذوعة ولكل الحرية التامة أن يكتب بما يحسه أو يكتب ما يسمعه ويراه داخل نفسه من أحاسيس ومشاعر ورؤى
    وهناك أمر آخر وهو المفارقة الواضحة جدا من الناحية النحوية بين الجملة الفعلية التي وقعت خبرا فكان نصبها على المحل وما كنا استنتجناه من ذلك.. وبين الاسم الذي من نفس لفظ الفعل وهو يأتي واضح حركة الإعراب (الكسرة).. وبعيدا عن مدى ما توحي به هذه الحركة الإعرابية من انطفاء وانكسار فأنا أسأل هل إذا غيرت كلمة "الحزن" بكلمة أخرى كان سيكون لها نفس المذاق الفكري الحاصل من كون اللفظين "الفعل والاسم" من مادة واحدة مع اختلاف في الإعراب محلاً أو لفظاً..
    ولنأت لنرى مدى التشابه والاختلاف..
    يحزنني مضارع يفيد تجدد واستمرار الحدوث،
    هو لفظ وحده يفيد الاستمرار..
    واتصل بضمير المتكلم وكان الشاعر مفعولا به..
    وليس عليه أي تشكيل فلا أحد يدري هل هو ثلاثي أو رباعي..
    دائم الحزن.. دائم أفادت الاستمرار، والحزن مصدر أي دل على الحدث بدون وعاء الزمن..
    وهناك خلاف أرجو من الشاعر ألا يقطع فيه في نوع الحزن هنا إن كانت الكلمة بفتح الزاي أصلا، أو يذكر لنا أنه قصدها مثلا بتسكين "الحزْن" واضطر للتحريك للوزن..
    لو قلنا وقعت كلمة "دائم" صفة مشبهة والكل يعرف مدى إيحاءات الثبوت في الصفة المشبهة بشكل أقوى من المضارع، وكذلك إن أخذت على اسم فاعل فهناك فارق من حيث المعنى بين المضارع "يحزن" واسم الفاعل "دائم" على سبيل المثال..
    ولنقل إنها اسم فاعل أو صفة مشبهة فالفعل لها "ثلاثي" قطعاً وليس رباعي ترجيحا كما في "يحزنني" فهل يمكن ان نقول إن المرأة التي سئلت عن حبها لأولادها فقالت أحبهم كلهم قطعاً، ولكن يزيد حبي للغائب والمريض.. فأي روعة تبدو من كون الفعل "يُحزنني" رباعياً والزيادة في المبنى زيادة في المعنى.. وأي روعة أكثر في احتمالية ثلاثيته إذا كان الشاعر أراد أن يقول إن حزن عمره الدائم في آخر البيت يفجره حزنه على بغداد هنا وهو حزن لا يختلف وهنا يشهد وجه الشبه "الثلاثية" بغربة الشاعر ووجعه الشامل على كافة الأصعدة وتساويه وليس مثل الأم التي لديها أحد الأبناء غائب ولكن هناك آخر إلى جانبها قد اطمأنت عليه..!!!
    لو جئنا للفاعل والمفعول في البدء كان فاعل الحزن هو وجه بغداد بحذف المضاف وإقامة "وجه" مقامه، والمفعول به هو ياء المتكلم. وإن جئنا لأن يكون الشاعر مفعولا به ففي هذا ما يثبت العجز عن التصرف العملي أو المنقذ لبغداد.. أفلا يكون وقتها التشابه على فرض وجوده مبرَّراً مبررا مبررا.. ولكن نأتي لفاعل دائم وهو "الحزن" فهل هو نفس الفاعل القديم.. إضافة إلى أن الفاعل القديم مضاف وليس مضافا إليه .. هناك أضيف حزن إلى "وجه بغداد/ الفاعل" وحذف المضاف كمحاولة لغوية قبل كل شيء ولكن هي محاولة نفسية في الثبوت والصمود وتأكيد احتماله أو محاولة نفسية للتخفيف وطرد الإحساس بالمكروه ومن ثم التعبير عن ذلك المكروه.. ولكن هل يدوم كتمان الوجع وبالذات إن كان أشد ما يكون؟ لم يمكن الشاعر هنا أن يخبئ الألم فذكر الفاعل/المضاف المحذوف سابقاً –ذكره في آخر الكلام ولكنه فاعل هنا مضاف إليه..
    فهل هناك تشابه مما ظنه بعض النقاد هنا؟!؟
    الحزن وقعت مضافا إليه.. أضيف إليها معنى الديمومة .. فواللـه ما أروعها تركيبا فهي تعبر عن مراحل نفسية يمر بها الشاعر مرورا عجيباً..
    الشاعر الذي كان كلاً كاملا (في ظل ياء المتكلم التي تعبر عن الشخص بكامله) ثم صار جزءاً من الكل "وقلبي/ قلبه ) فلم يعد يذكر إلا قلبه مما يذكرني بالحديث الشريف "فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" هل هناك تشابه بين تركيب الجملتين بما يؤذي النص.. أم وجوه الشبه بما خدم النص وأغناه إلى درجة الترف الفكري الممتع الموجع وكل التناقضات الشعورية والفكرية الممكنة في تركيب غني فريد ثري كهذا التركيب الرائع الوجيز الذي يشهد للدكتور محمد حسن السمان بنحو فطري وقدرة لغوية وبلاغية (واعية/أو / غير واعية) رااااااااااااااائعة..
    حسنا اسمحوا لي أن أعود مرة ثالثة في كلمتي البدن والجسم وهل وفق الشاعر فيهما أم لم..
    مع احتجاجي الشديد على أن نحكم على الشعر بما يعادل كلمتي والخطأ والصواب

  10. #60
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    أستاذي الغالي د. محمد حسن السمان
    من المرات القليلة التي أقرأ لك فيها شعرا
    فعلى ما يبدو أنك من أصحاب الحوليات
    نكأت جراحنا بهذه القصيدة المسايرة للحدث
    ففي بغداد جراح لا تندمل
    بوركت أيها الأديب الشاعر الكبير
    و لك خالص الود
    د. جمال
    البنفسج يرفض الذبول

صفحة 6 من 13 الأولىالأولى 12345678910111213 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تأملات شاردة في محراب سرادقٍ نبيل: "سرادق الموت لشاعرنا الفذ الدكتور محمد حسن السمان
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 14-09-2012, 01:57 AM
  2. اللغة / الصورة / الاستدعاء .. في (سرادق الموت) عند الشاعر الدكتور محمد حسن السمان
    بواسطة أحمد حسن محمد في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 31-05-2007, 11:04 AM
  3. الخليلية/كتابة القصيدة ترجمةً للحركية الفكرية والنفسية والجسدية للشاعر في سرادق الموت
    بواسطة أحمد حسن محمد في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 17-05-2007, 05:11 PM
  4. حركية الكلمة وامتدادات دوائرها في سرادق الموت للشاعر د. محمد حسن السمان
    بواسطة أحمد حسن محمد في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 14-05-2007, 04:39 PM
  5. الموت هيّن والبلا : وش ورا الموت ..؟!
    بواسطة سلطان السبهان في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 20-05-2006, 04:41 AM