رحلة الى بغداد

رحلة إلى بغداد
ركب على عجل في شوقاً إلى دار الرشيد
التي غاب عنها طويلاً ,
وهو خارج من المطار ساق الهواء إليه رائحة البارود والنار
وفي الطريق الى وسط المدينة شاهد لوحة إعلانية كبيرة كتب عليها
علاء الدين يفضل ( الهمبرجر, والهوت دوق )
وعندما انعطف الى طريقا آخر
يفأ جاء بلوحة إعلانية أخرى مكتوب عليها
سيبويه يشرب الكوكاكولا ,
ترجل من السيارة وسار بخطوات بطيئة يشوبها الحذر
احترس أنت في منطقة عسكرية خطرة نرجوا الانتباه
أسرع بالخطى لكي يبتعد عن المكان لكن كان
على موعد مع نقطة التفتيش
بطاقتك , ارجوا ان تعطيها الجندي الذي يقف هناك
لكنه لن يستطيع قراءتها , اذهب إليه
ادخل البطاقة في جهازه الصغير , ثم انصرف
وشعور الخوف بدا يطوقه ,
ساقته قدماه الى ساحة أبو جعفر المنصور فوقع بصره
على تلك للوحة الكبيرة التي انتصبت في وسط الساحة
كتب عليها بخط عريض تعالى
الى رياضة القوة الى رياضة الغرب الأمريكي
اقفل عائداً وهو يردد وداعاً بغداد وداعاً ....
فقد ضاع أمنك واستبيحت شوارعك وفقدت معالمك
وطمست هويتك ولم يتبقى منك سوى اسمك .

سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الأديب عبدالله سليمان الطليان

في المرة الأولى التي اقرأ لك نصا قصصيا , اتقدم لك بالتهنئة لنجاحك بالقص , في
هذا العمل ارى ملامح المقدرة والبعد الفني في الرؤية , ولقد كتب العمل بلغة مباشرة ,
وهو نمط مستخدم في كتابة القصة القصية وله روّاده , وإن كنت شخصيا , أميل لمزيد
من الفنيات في القص , مثل تحريك خيال القارئ , وتحريك الصور , لتصبح أكثر حيوية
وتعبيرا , ومهما يكن من أمر , فقد نجح النص بتقديم رسالة هادفة , ومع نجاح القصة ,
لابد لي أن اشير الى بعض ملاحظات , ارى أن لابد من مناقشتها معك , وخاصة في
استخدامك للوحة المفاتيح , فلقد ظهرت بعض الهفوات :

في شوقاً = في شوقٍ , اوربما يمكن أن تكون : متشوّقا الى
وعندما انعطف الى طريقا آخر=وعندما انعطف الى طريق آخر
فأ جاء بلوحة إعلانية =يفاجأ بوحة إعلانية , ولعل الأفضل : فوجئ بلوحة إعلانية
نرجوا الانتباه=نرجو الانتباه
أسرع بالخطى لكي يبتعد عن المكان لكن كان =هنا اجد اللغة ضعيفة , فمثلا اقترح
أن تكتب أسرع الخطى , يريد الابتعاد عن المكان , لكنه وجد نفسه على موعد مع نقطة التفتيش
الى ساحة أبو جعفر المنصور =الى ساحة أبي جعفر المنصور
على تلك للوحة الكبيرة=على تلك اللوحة الكبيرة
كتب عليها بخط عريض تعالى = كتب عليها بخط عريض : تعال
ولم يتبقى منك سوى اسمك =ولم يتبق منك سوى اسمك

ولابد لي أن اذكر الملاحظات التالية رأيتها أنا , ومن الممكن أ لايراها غيري ضرورتها:
- خلو القصة من الحركة النفسية , واكتفى النص بايراد الصور
- عدم استخدام علامات الترقيم
- وضعك للقفلة جيب ( ذيل ) , هو أمر غير ضروري , لانه يستهتر بمقدرة القارئ
على فهم الفكرة .

تقبل احترامي وتقديري

أخوكم
السمان

الدكتور محمد السمان اشكرك على مرورك
واني اتقبل النقد بصدر رحب وخاصة عندما يأتي من انسان على معرفة وقدرة وبعد نظر وتاكد اخي الكريم انني في شوق الى المزيد من نصائحك التي لاتمل
دمت في صحة وعافية
اخوك عبدالله الطليان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الأديب القاص / عبد الله
بالطبع قراءتي للقصة بعد تعقيب المتذوق الناقد الرائع د/ محمد حسن السمان ستكون مهمتي صعبة، لأنه أفاض فعلا ، لكن دعني أتملص من النافذة الضيقة التي تركها لنا الدكتور كي نتواجد هنا :
النص من النصوص الإشكالية ، اعتمد على المباشرة ، في قضية تحتاج الكثير من الترميز ، ولكن وبم أن العدو قد كشف لنا اوراقه فأظن انه لا داعي للترميز حيث (أن اللعب أصبح ع المكشوف ) ، القصة تحكي رحلة الي بغداد ، والرحلة بدأت برائحة البارود التي أبدلت برائحة دجلة والفرات ، بدات تفرد لنا الواقع الجديد من خلال لافتات ، شوهت من الأصالة الماضية (علاء الدين يفضل ( الهمبرجر, والهوت دوق )
& سيبويه يشرب الكوكاكولا &احترس أنت في منطقة عسكرية خطرة نرجوا الانتباه ) فتلك اللافتات أثارت إنتباهي وقد قرأتها ووعيتها صراحة ، أما عن النهاية ، ليتني قد وجدتها قد توقفت هنا ( وداعاً بغداد ، وداعاً ) دون فرض هذا الايحاء الذي جاء بعد ذلك .
دمت مبدعا ..
محمد