|
من للفؤادِ الغضّ في أحزانِهِ |
يشكو التعاسةَ في ربيعِ زمانهِ |
عجبا لهذا الدهر كيف تكسّرت |
سفنٌ يكّومها على شطآنهِ |
أبدت له الأحداثُ كلّ فجيعةٍ |
وسقته سُمَّ الموتِ في ريعانهِ |
الهمُّ.. والليلُ الطويلُ.. و فكـرُه |
كتبتْ معاني السُّهد في أجفانهِ |
و فواجـعُ الأيام أدمت قلبـهُ |
نقشت مثالبها على جُدرانهِ |
و قوافل الآلام ما أبقت له |
إلاّ تعاسته و عضّ بنانهِ |
عبست له كل الدُّنا و تواطأت |
جنباتُ أرْبُعِــهِ علـى خـذلانهِ |
يمشي حسيرَ الرأس.. مجهول الخُطا |
و الهمّ كلُّ الهمّ في وجدانهِ |
أخفى له الواشي كمائن عثرةٍ |
و سعى بعسكره إلى عـدوانهِ |
وإذا تحدّث .. و الفضا مصغٍ له |
ضحك المكان على اعوجاج |
يمشي فريد الهمّ بين كهوفهِ |
وصدى الوحوش يعجٌّ في وديانه |
ما عاد ينعشه |
عبيرُ أزاهرٍ |
ما عاد يبهجه الربيع بنفحهِ |
و تبسُّم الآمال في ألوانه |
أيرقُّ من شفق المساءِ فؤادُه |
و دمُ الضياء ملطّخٌ بلبانه |
ترمي به النكباتُ في بيدِ الضنى |
و تُدينه الأحداث من هذيانه |
ويذلّه بأس الزمان.. وربما |
برقتْ له الآمالُ في غثيانه |
ويخاف من غده المريب تجهّما |
فيزيدُه شجنا إلى أشجانه |
ما عاد يؤنسه تحضُّّن دارِهِ |
و معاولُ التهديم ِ في بنيانه |
ما عاد يوسُعُه الفضاءُ بأفقـهِ |
و الضيق يفري في فسيح جَنَانه |
يا هذه ا لدنيا فؤادك جائرٌ |
تُشْقينَ هذا الكون في إنسانه |
هذي مشاعر مهجةٍ مغلوبة |
لمشرد ٍ يأسى على أوطانه |
يبكي بكاء الطفل من فرط الأسى |
ويرى السلامة في عُرى أكفانه |
أفنت بشاشته و بسمة ثغره |
و استبدلت بالبؤس كلَّ كيانه |
يا مــن لصرخة أمّـةٍ مكلومةٍ |
يحنو عليها قبل فوت أوانهِ |
ما أضعف الإنسان في الدنيا إذا |
لم يستمدْ العزم من إيمانه |
و احسرتاه على فؤادٍ فارغ ٍ |
و عوامل التمكين في قرآنه!! |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
|