قالوا ...كل عقل الرجل لا يساوي عاطفة من عواطف المرأة
جلست والحزن بعينيها تراقب ابنائها العشرة ، اطفالٌ عشرة يلتفون حول المائدة ينتظرون الأمر بالهجوم ..
كل واحد منهم أعد سلاحه ، ينتظر خوض جولة جديدة من جولات البحث عن البقاء والشقاء.
جلست والحزن بعينيها ، مات الاب منذ زمن ، ذهب وحيداً ، كما جاء الى هذه الدنيا وحيداً و ترك اطفالٌ عشرة .
حملي كبير يا ويلي ، ماذا افعل بأفواه الارانب ، يا رب ارحمني وأعني على ماهو قادم .
انتهت المعركة وترك الجميع الساحة لم يبقى شئ ، لا يوجد شئ ، لا جرحى ولا اسرى ولا معتقلين
حتى النفايات لم يبقى لها نصيب من هذه المعركة ،هجرتنا الفئران والقطط نحن بيت بخيل ، بخلاء رغم أنوفنا .
جلست و بدأت تتذكر ، رحيل الحبيب وبرحيله كل شئ تغير ، كانت تقول له وتتذكر ...
اعدادنا في تزايد فيرد عليها... لا خوف وربنا الكريم هو الرزاق فلا نتذمر...
تقول وتتذكر ، الحمدلله ، أسأل الله أن يتحسن حالنا ويتغير ، تقول وتتذكر...
أيامنا سوداء ، ولا أحد يعين أحد ، كلٌ يغني على ليلاه ، لا قريب يسأل ، ولا بعيد يعبأ ، ونادراً ما نُذكر .
أعمل ليل نهار ، اخيط الثياب ، ظهري انحنى آهٍ من كلي، عيوني ذابت من السهر ومن شدة المحن.
الاولاد يكبرون ، وانا أبذل جهدي كي لا يتشردون ، أخاف عليهم من الذئاب، والفقر ملعون.
البنات يصَلون والأولاد تارة يصلون واحيانا كثيرة يتركون ، وكأنهم من اقدارهم يتذمرون .
ماذا افعل حتى يتغيرون ، رحل الفارس مبكراً ، وتركهم صِغاراً ، ليت شعري أي مصير ينتظرون .
يا بنُي صلوا وارجوا عفو الغفور ، ولا تقنطوا من رحمة الله ، وما شاء الله سوف يكون .
مرت الايام والشهور والحال لم يتغير ونحن صابرون وعلى الله متوكلون.
ثم جاء عريس لا بنتها ففرحت ، ومن شدة الفرح لم تسأل عنه من يكون .
مرت ايام وشهور و جاءت البنت غاضبة ، وعلى كتفها طفلة من أجمل ما يكون .
ياأيها الزوج أعدها وأصبري يا ابنتي وتوكلي على الله، وما سيكون سوف يكون،
اماه انه لا يصلي ويضربني ، ولا يعرف حلالاً من حراماً، أكاد أصاب بالجنون .
مرت سنة أخرى وعادت مطلقة وعلى كتفها بنت اخرى ، ماذا يمكنني أن أقول ؟
جلس الجميع حول المائدة ومرة أخرى ستجري حرب من أبشع ما يكون.
جلست الأم تنظر اليهم بقلبٍ حنون وابتسمت ملء شفتيها وهي تقول...
الحمدلله زاد عددنا اثنين ، يا رب عليك توكلت وبدون رحمتك لا أكون.