أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: القضية الفلسطينية وتزييف الشعارات

  1. #1
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي القضية الفلسطينية وتزييف الشعارات

    هذه المقالة الثالثة لاستاذنا الدكتور الجوادي في واحتنا الغناء




    القضية الفلسطينية وتزييف الشعارات
    د.موفق سالم نوري.
    ها هي دورة الزمن تحث الخطى نحو اللحاق بالعام الستين على كارثة المسلمين في فلسطين، حينما أعلن اليهود في عام 1948م، إقامة دولتهم على تلك الأرض المقدسة الطاهرة، ذلك الإعلان الذي تزامن مع إخفاق (العرب) في الإمساك بزمام الأمور للحيلولة دون اغتصاب هذا الجزء العزيز من بلاد المسلمين.

    ولكن ليس بعيداً عن ذلك الزمن ثمة كارثة كانت أعظم وأشد فتكاً بحياة الأمة الإسلامية مهدت لتلك الكارثة ـ اغتصاب فلسطين ـ بنحو ربع قرن من الزمن، أعني بذلك إلغاء الخلافة الإسلامية في دولتها العثمانية، ذلك الإلغاء الذي عنى إقصاء الإسلام إقصاءً خطيراً عن دوره السياسي في حياة الأمة، وإحالة الأمر إلى ما أسفر عنه من قيام الأنظمة العلمانية التي فرضتها الحقبة الاستعمارية الأوربية.

    وفي غمرة التداعيات التأريخية الخطيرة لم يفطن الكثيرون إلى تلك العلاقة السببية
    ـ تأريخياً وعَقَدياً ـ بين الحدثين، اغتصاب فلسطين وإلغاء الخلافة العثمانية، وفي إطار هذا الفصل بين الحدثين راحت تتولد المفاهيم والأفكار بشأن الموقف من القضية الفلسطينية وسبل معالجة الأوضاع التي آلت إليها الأحداث، ثم لينعكس ذلك كله على مجمل مواقف الأمة الإسلامية من قضاياها المصيرية الحاسمة.

    فقد أعقب كارثة المسلمين في فلسطين قيام موجة من حركات (الاستقلال)، التي أفضت إلى قيام (النظم الوطنية) و(القومية) و(اليسارية) في العديد من الأقطار العربية، بوصف أن ذلك جاء جزءاً من عملية الرد على كارثة فلسطين، ولاسيما الإخفاقات الشديدة التي وقعت فيها الأنظمة العربية القائمة، التي كانت جزءاً في الأصل من العملية الاستعمارية الغربية، فقد شهد القرن الماضي العديد من (الثورات) التي أفرخت أنظمة (الرد) على الكارثة، فكيف تعاملت هذه النظم (الوطنية اليسارية) مع قضية فلسطين؟ وماذا صنعت بشأنها؟

    عند مراجعة حصاد تلك الأنظمة لا نجد سوى هزائم أخرى رسخت معطيات الهزيمة في النفوس، حتى أصيبت الأمة بدرجة شديدة من الانكسار والإحباط.

    وتجسد ذلك في هزيمة الأنظمة في عام1967، ثم عام1973، ثم اجتياح جيش الكيان الصهيوني للبنان، الاجتياح الذي قاد الجنود اليهود إلى أول عاصمة عربية هي بيروت واحتلال اليهود لجنوب لبنان، ولا أريد الخوض في جدل حول ما حصل في عام1973، فتلك الحرب لم تكن سوى شكل من أشكال الهزيمة أيضاً.
    دعك عن المظاهر والأشكال التي اتخذتها الأحداث في حينه، فالأمر لم يعدُ ممارسة لعبة قذرة أخرى كرّست الوجود اليهودي في فلسطين، إذ توثق ذلك بموجب اتفاقيات ثنائية للسلام تبادل فيها المعنيون الاعتراف بالوجود الشرعي والقانوني، وإنهاء (حالة الحرب) بين الأطراف ذات الصلة، واستمرت مثل هذه التداعيات تتفاعل حتى قادت إلى ما قادت إليه في (أوسلو) ولا تزال بقية الأنظمة العربية تتطلع إلى اليوم الموعود الذي تنجح فيه في عقد مثل تلك الاتفاقيات الثنائية مع دولة اليهود.

    والغريب أن الأنظمة (اليسارية) هي نفسها التي انزلقت إلى هذا المنحدر الخطير في التفريط بالحق الشرعي للأمة الإسلامية في فلسطين، الأمر الذي يجدد التساؤل أيضاً عن حصيلة ما قدمته القوى السياسية التي كانت فاعلة في الساحة في حينها؟ أحزاباً أو اتجاهات اتخذت شكل القوى اليسارية التقدمية.

    ففضلاً عن الهزائم السياسية والعسكرية المتلاحقة، وما ترتب على ذلك من نكوص شامل في حياة الأمة، فإن ثمة إخفاقات بل هزائم فكرية متلاحقة أربكت مسيرة عمل الأمة الإسلامية، ولم تكن أقل خطراً من الهزائم السياسية والعسكرية، بل إنها أسهمت في تكريسها، ومن أمثلة هذه الهزائم الفكرية مجموعة من الشعارات المنحرفة التي أخرت العمل (العربي) على صعيد القضية الفلسطينية، ومنها:

    1. الشعارات التي قدمت القضية الفلسطينية على أنها القضية الأولى في حياة الأمة، وأنها القضية الرئيسة والمحورية في أولويات عمل الأمة وأنظمتها الحاكمة، حتى بات هذا التصور راسخاً في نفوس أفراد الأمة من دون استثناء بما في ذلك القوى السياسية الإسلامية.

    وأقول ابتداءً: إن الاعتراض على مثل هذه الشعارات والتصورات قد يبدو مؤلماً وجارحاً للمشاعر (الوطنية والقومية) حتى يبدو الأمر وكأنه اقتحام لنسيج من الأسلاك الشائكة التي حيكت حول هذه الشعارات، بل ربما ظهر المعترض على هذه الشعارات ـ أي كون فلسطين قضية العرب الأولى ـ وكأنه خائن لهذه القضية، فما هو وجه الاعتراض على مثل هذا الشعار؟ هنا لابد من التنبيه على أن من رفع هذه الشعارات هي مجموعة من القوى والأنظمة (العلمانية) ومثل هذه القوى والنظم فاقدة للمشروعية في ادعائها أنها تمثل مصالح الأمة أو مستقبلها، لأنها لا تنطلق من المعايير الشرعية الإسلامية في التعامل مع واقع الأمة وحقيقة ما تمر به من ظروف تأريخية وحضارية، بل إن نسيجها الفكري تكون عبر تفاعلات فكرية هي مزيج ما بين الحداثة الغربية ومفرزات واقع منحرف بعيدا عن المناخات الشرعية السليمة، إلى الحد الذي وقعت فيه ـ عن قصد أو بغيره ـ في شَرَك المخطط الاستعماري لإبعاد الأمة عن مساراتها الصحيحة لاستئناف حياتها الإسلامية.

    عليه فإن الشعارات التي جعلت من القضية الفلسطينية القضية رقم واحد في تفكير الأمة وفعلها إنما كان الغرض منه إقصاء ما ينبغي أن يحتل المرتبة الأولى في التفكير والفعل حقيقة، أعني العمل الجاد من أجل إقامة نظام الإسلام في حياة الأمة، من خلال إقامة دولة الإسلام التي تحكم بموجب الكتاب والسنة، وليس بموجب النظم والقوانين الوضعية التي يغلب عليها أنها غربية المنشأ، فهذه الشعارات وأمثالها أظهرت هذه الأنظمة العلمانية وكأنها المدافعة فعلاً عن حقوق الأمة في فلسطين، وأنها الساعية حثيثاً على هذا الطريق، وهي ليست كذلك في حقيقتها، فهي لم تحصد سوى الهزائم المتلاحقة، ولم تكن هذه الهزائم سوى ثمرة لحقيقة السياسات المنحرفة لهذه الأنظمة، التي لم تفعل جدياً ما يضعها على الطريق الصحيح لاسترداد فلسطين.

    لقد كانت مثل هذه الشعارات البضاعة التي روجتها الأنظمة (الوطنية والقومية واليسارية) لتكتسي بحلة الشرعية في نظر جماهيرها، ولتكون في الوقت نفسه القيود والأغلال التي حالت دون سعي الجماهير نحو أهدافها الحقيقية بدعوى أن طبيعة (الصراع) مع الكيان الصهيوني مهد على الدوام لـ(حالة الطوارئ)، التي ما انفكت الأمة رازحة تحتها أو تحت مثيلاتها.

    وفضلاً عن ذلك فإن هذه الأنظمة والقوى اتخذت من قضية فلسطين علامة تجارية (مسجلة) وراحت تراهن جماهيرها على شعارات براقة زائفة، فهل أن هذه القوى قادرة حقاً على أن تعيد للمسلمين فلسطينهم؟.

    إن الواقع التأريخي يفند ذلك، فهذا الواقع التاريخي يؤكد أن الصفة (الإسلامية) للأمة ولنظامها السياسي وحدها هي التي تكفلت بحفظ حق المسلمين في هذه البقعة، ولا أدل على ذلك من نجاح (المسلمين) أيام دولتهم الأولى في فتح فلسطين واستعادة القدس التي أبت أبوابها أن تنفتح إلا بيد الخليفة عمر بن الخطاب (رضوان الله عليه) ولما احتلها الصليبيون فإنها لم تعد إلى وضعها إلا بجهود (إسلامية) قادها صلاح الدين الأيوبي (رحمه الله) الذي أعمل جهده العملي والفكري من أجل تهيأة الأجواء الإسلامية التي نجحت في الوصول إلى ما ينبغي الوصول إليه.

    وفي مرة ثالثة فإن الصفة الإسلامية للدولة العثمانية هي التي حظفت فلسطين من أن تباع لليهود لما حاولوا ذلك مع السلطان عبد الحميد الثاني (رحمه الله) الأمر الذي أكد على الدوام أن هوية فلسطين لا يمكن الحفاظ عليها إلا في إطار المفاهيم الإسلامية والحياة الإسلامية، وما سوى ذلك إنما هو متاجرة بهذه القضية ليس إلا.

    ومن أفق هذه التصورات يتبين لنا أن التأكيد على أن فلسطين هي قضية الأمة الأولى، لا يعني في حقيقته سوى تكريس استلاب هذه الأرض المقدسة والطاهرة، لأن هذا الشعار يقصي عن الذهن التوجهات الحقيقية التي هي وحدها القادرة على استعادة فلسطين، واريد بذلك إقامة نظام الإسلام في حياة الأمة وعلى الصعد كافة، عليه فإن قضية الأمة الأولى هي السعي الجاد صادقاً من أجل إقامة دولة الإسلام في حياة الأمة، وان يكون ذلك الشغل الرئيس للأمة، على أن ذلك لا ينفي أية جهود تعمل على مجاهدة اليهود ودولتهم المزعومة...

    2. ومن الشعارات الأخرى التي كان لها راوجاً عملت من اجله معظم القوى والأنظمة السياسية،أن فلسطين هي قضية العرب القومية، وقد ركزت القوى (القومية) كثيراً على هذه المسألة وراحت تصور ان قضية فلسطين هي قضية العرب وحدهم، انطلاقاً من الأفق القومي المحدود لهذه القوى من أجل تجريد هذه القضية من عمقها الإسلامي الحقيقي الفاعل، الذي يمكن أن يشكل عمقاً استراتيجياً يحقق لهذه القضية من الدعم والإسناد ما يكون ضرورياً ولازماً لإنقاذ الأرض المقدسة من دنس اليهود.

    فلقد كان حرياً التأكيد على أن القضية إنما هي قضية المسلمين جميعاً وليس قضية العرب وحدهم، ولاسيما أننا نجد التجاوب الحقيقي يغمر الشعوب المسلمة أزاء مأساة فلسطين من أقصى الأرض إلى أقصاها، وبالتالي فإنه لو وضعت فلسطين في السياق الإسلامي الصميم لها لأمكن صناعة آليات وهيكليات للعمل تشكل عنصر ضغط وتأثير مناسب في رسم مسارات هذه القضية، ولاسيما ونحن نجد أن اليهود يحصلون على دعم دولي كبير مكنهم من تحقيق مكاسب خطيرة على مستوى ادعاءاتهم، الأمر الذي يقتضي السعي من أجل الحصول على دعم وإسناد ينبغي أن لا يقل فاعلية عما يحصل عليه هؤلاء اليهود حتى وإن كان على صعد معينة.

    إن المواجهة في هذه القضية لم تعد مع اليهود وحدهم، بل إنها دخلت في مواجهة الإسناد الغربي الواسع لليهود، ومواجهة من هذا النوع تتطلب أسلمة هذه القضية بجعلها قضية الأمة الإسلامية، غير أن فاقد الشيء لا يعطيه، فالأنظمة والقوى التي كانت فاعلة في الساحة لم تكن تملك العمق الإسلامي الحقيقي في داخلها، بتبنيها للعلمانية، لذا فهي لم تكن تحسن الخطاب الإسلامي، بل قل: إنها لم تكن ترغب فيه أصلاً، لا بل إنه الصِدام قام بأشكال عديدة بين القوى العلمانية والإسلامية، وهو ما رسخ التوجهات العلمانية والقومية لدى تلك الأنظمة والقوى فراحت تُسقط ذلك على طبيعة تعاطيها مع قضية فلسطين.

    إن السياق التأريخي الصحيح لهذه القضية هو أن تكون قضية المسلمين كلهم، ولا يتحقق هذا عبر شعارات منافقة، بل عبر آليات إسلامية حقيقية وشرعية يجري تبنيها عن جد، وبحزم في التعاطي مع هذه المسألة، ولا يتأتى ذلك إلا عبر التوجهات الفاعلة لاستئناف الحياة الإسلامية.

    3. ومن أخطر المفاهيم التي لحقت بالقضية الفلسطينية وجردتها من آليات العمل الصحيحة والمناسبة، وصف هذه القضية بـ(الصراع العربي الإسرائيلي) فبهذه الصياغة جردت القضية من بعدها الجهادي الشرعي، وهذا التجريد جاء بشعبتين، تمثلت الأولى في حصر المواجهة مع اليهود بالآليات والسياقات الرسمية أو الشبه رسمية وحدها، وهو ما جرد القضية من عناصر ضغط ومواجهة حساسة وفاعلة، كما ان ذلك جرد القضية من دلالاتها الشرعية، فالصراع غير الجهاد؛ إذ أن الصراع لا يحمل أية دلالات (دينية – شرعية) وهو ما لم يغفل اليهود عنه أنفسهم فراحوا يمنحون دعواهم بعداً دينياً يوظف كل قدراتهم من أجل حق مزعوم، فعندما يكون الأمر (صراعاً) فإن (النيات) و(الأهداف) و(الآليات) يتم صياغتها بعيدا عن المفاهيم الدينية الشرعية، في حين نجد أن حمل القضية والتعاطي معها على أساس كونها قضية (دينية) يعني نقل الأمر من مجرد كونه صراع إلى كونه قضية (جهاد) بكل ما يتطلبه ذلك من إعادة صياغة للنيات والأهداف والآليات، وهذه ليست مسائل وجدانية وحسب، بل إن ذلك يختلف في طبيعة العمل نفسه، وفي طريقة فهمه، إذ لا يعود الأمر إلى كونه (تحرير الأرض) ولا إقامة (دولة فلسطينية) بل إنه يغدو عمل (في سبيل الله) يستند إلى (الإخلاص) بمعناه الشرعي، وهنا يتحول الفعل إلى نصرة لدين الله تعالى، وعند هذه النقطة فقط يستحق الأمر النصر من عند الله تعالى؛ لقوله وهو أصدق القائلين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، (سورة محمد،الآية7).

    إن العمل على وفق هذه الأسس والتصورات يعني وضع الخطى على الطريق الصحيح، وهو وإن كانت نتائجه ليست قريبة المنال، بيد أنها ليست مستحيلة على وفق المنهج الذي تقدم عرضه وفي الوقت نفسه فإن المنهج العلماني القائم يسعى حقيقة إلى التفريط بحق المسلمين في فلسطين، فبين المنهج العلماني والمنهج الشرعي مسافة بعيدة، يستحيل الجمع بينهما، ويستحيل تلفيق منهج مزيج بين المنهجين، والمنهج الشرعي وحي من الله، ولا ينحرف ولا يضل ولا يحتمل الخطأ، وها هو المنهج اليساري العلماني أثبت إخفاقاته المريرة على كل الجبهات مثبتاً عجزه عن النهوض بواقع الأمة.
    إن خطر الشعارات الزائفة هذه لا يقل عن خطر النكبات نفسها التي تعرض لها المسلمون فيما يتعلق بقضيتهم في فلسطين، لأن هذا التضليل في الشعارات حرف الأمة عن المسار الصحيح الذي يمكنها من بلوغ أهدافها (الشرعية) كما أن هذه الشعارات حرفت أهداف الأمة بعد ما حرفت منهجها، فباتت تسعى إلى غير ما ينبغي أن تعمل له شرعياً من خلال الإرباك الذي حصل في أولويات عمل الأمة الإسلامية، نسأل الله تعالى أن يعيد للأمة رشدها وصوابها في منهج العمل وفي الأهداف والغايات.
    الإنسان : موقف

  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    القضية الفلسطينية وتزييف الشعارات

  3. #3
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي



    أخي خليل سلام الله عليك
    قد ذكرت اسمين في هذه المقالة : الدكتور الجوادي ود.موفق سالم نوري.
    المهم كامل التقدير لما جاء به هذا المقال من حقائق توضح لنا على الأقل الكيفية التي تم بها طمس الكثير من تاريخ النضال المزيف بشعارات لا تخدم قضية شعب عريق شاب الرضيع فيهم ودفن وهي لا زالت على حالها من التردي أكثر فأكثر..

    إضافة صغيرة :
    فلسطين زيفت الشعارات من أجل ترك قضيتها مركونة بين رفوف البارحة واليوم على أيد تعرف بالضبط كيف تتحكم بالوضع، والأمة العربية كلها اليوم تتأرجح بين منهج علماني يسعى لطمر معالمها من الوجود ومنهج شرعي نقرأ مقوماته على الكتب فقط ولا نرى له مكانا في كل المجالات.. وهذا يثبت أن من بيدهم القرار اليوم ومن بيدهم أكثر الصلاحيات في موازنة كل المعادلات الصعبة ليس لهم نية في تطبيق منهج شرعي من شأنه أن يظهر مساوئ فكرهم وتعاملهم السلبي على أرض وااااقع لا يمت لدين الإسلام بصلة.. وكشعوب عربية علينا أن نعيد قراءة منهجنا الشرعي وحفظ مبادئه من جديد مع ملازمة تطبيقها في كل صغيرة وكبيرة لنعرف التمييز بين شعارات علمانية وأخرى تختلف عنها من حيث طريقة الخطاب فقط.. كونها تتخذ من المنهج الشرعي صورة تخدم مصالحها فقط..
    دمت بخير..
    سنبقي أنفسا يا عز ترنو***** وترقب خيط فجرك في انبثاق
    فلـم نفقـد دعـاء بعد فينا***** يــخــبــرنا بـأن الخيــر باقــي

  4. #4
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    عندي الكثير من الاعتراضات على مقالة استاذي الجليل الدكتور موفق الجوادي


    ان امد الله بنا الاعمار اوردتها هنا


    بالغ تقديري

  5. #5
    الصورة الرمزية ليال قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    المشاركات : 982
    المواضيع : 35
    الردود : 982
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    هكذا ينبغي أن تسمى الأشياء بمسمياتها
    تحية لك وللدكتور الجوادي
    مع خالص احترامي وتقديري.
    .

  6. #6
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    الاديبة ليال : احتاج الى رؤيتك هنا

    \

    بالغ تقديري

  7. #7
    الصورة الرمزية ليال قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    المشاركات : 982
    المواضيع : 35
    الردود : 982
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    بداية لابد من الاعتراف بأننا لانستطيع أن نخاطب عقولنا بتجرد من دون أن نشعر وجداننا بالإساءة المتمثلة في التقليل من أهميته ، و بالمثل لايمكن أن نتوجه بالخطاب للوجدان من دون أن يمر العقل بذات الشعور القلق بالتهميش والتجاهل ومع ذلك فسأحاول قدر الإمكان أن أطرح الأمر بموازنة مابين الإثنين ( العقل والوجدان) على أن ألجأ إلى أيهما بقدر ما نحتاج إليه في مواجهه واقعنا المرير، مع إقراري سلفاً بصعوبة هذه الموازنة كصعوبة المشي على حبل معلق ..لكن أهمية القضية التي نحن بصددها تستحق المحاولة على كل حال. أقول هذا لأؤكد على نقطة هامة وهي أن الأحساس بالإهتزاز الفكري ، الإضطراب الواجداني هي عوارض طبيعية مصاحبة لكل تغيير يحدث وهذا الإحساس يتناسب طرديا مع عمق التغيير.
    لماذا التغيير ؟ :
    لأننا أمام واقع جديد يتمثل ليس فقط بتوالي الهزائم والانكسارات ولكن أيضا في تسارع وتيرة هذه الهزائم مقابل جمود تام وتغييب مطلق للوعي بها ، الأمر الذي يفرض علينا التأمل ملياً في المفاهيم التي حفرت في عقولنا و الشعارات ترسخت في وجداننا بغرض تدعيم الصحيح منها وتصحيح الخاطيء.
    و علينا أن نتذكر بأن الذي نواجهه الآن ليس خيارا نتخذه أونتركه، إنما هو حتمية يفرضها تسارع وتيرة الهزائم وتنوع مصادرها، ولعلنا لانملك من أمرنا سوى التحكم في كيفية هذا التغيير القادم إذ لابد أن يكون إيجابيا وإلا!!! ، أنا من المؤمنين قطعاً بأن الرغبة في التغيير تولد القدرة عليه. والتغيير الإيجابي لا يكون إلا بالإدراك التام لماهية مانريد تغييره ولما يجب إن يكون عليه.
    الإدراك والاعتراف:
    مالذي يحتاجه الأمر لندرك ونوقن بأننا نعيش في مهزلة عالمية الثور الأمريكي فيها يمر بحالة إعياء ، لكن من المبكر جدا التنبوء باحتضاره ، والحوت الأوربي الذي ينظر بعين ملؤها التعاطف مع الثور الأمريكي المتخبط ينظر بأخرى يملؤها الطمع باستعادة كنوز الشرق القديمة، أما التنين الصيني فيطل برأسه على المشهد من وراء السور ويتحين اللحظة المواتية لينفث اللهب على الجميع، ماذا عن النمر الآسيوي إنه أيضا في أحسن حالاته ولا يبدو أنه يشكو من شيء.
    وحده الحمار العربي هو الذي يتخبط عشواء في هذه المهزلة وهو دائما لايجيد أداء المنوط به ، مرة لأنه لايحسن قراءة اللغة المكتوب بها نصه ومرة لأنه ممنوع ـ عموماً، ومؤخرا باسم محاربة الإرهاب ـ ممنوع من التحدث ارتجالاً خارج النص والتصرف بما يمليه عليه ضميره وبما تقتضيه مصلحته. وبعناد حموري عربي أصيل يصر على اجترار نفس المواقف وعلى تكرار نفس الأخطاء مرة بعد أخرى!! ( سؤال على الهامش هل أصل العرب من حمير سبأ بكسر الحاء أم فتحها؟! سؤال بريء)... والبقية تأتي.
    شكرا لك على إتاحة هذه الفرصة لقراءة المقال والتعليق عليه وأتمنى أن أجد وقت قريب لمتابعة الحديث فمازال هناك الكثير ليقال. أطيب تحية وسلام

  8. #8
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    استاذي الفاضل :
    الاخوة الكرام :

    دعوني اخالف استاذي ومعلمي وملهمي في نقطة جوهرية ، إذ يعتبر استاذنا ان عودة الخلافة الراشدة هي اولوية في اهداف تحركنا

    وهنا

    لابد من تحرير المصطلح وتخليصه من ماشوشه

    اسمحوا لي ان اضع هنا مقالة قديمة انشرها لاول مرة
    منتظرا ً تعقيبكم وتعليقكم ... ايها الكرام


    ضبابية مصطلح الدولة الاسلامية \ الجزء 1

    ظاهرة الدولة ظاهرة أجتماعية وليست سياسية فمن يقوم ببناء الدولة الاسلامية هو المجتمع الإسلامي وليس سياسيه .
    أما العلاقات الدولية بين المجتمعات فهي ظاهرة سياسية.
    ولأن الدولة كنظام حكومي لم يسبق للمسلمين تجربة إنشائها منذ زوال دولة السلطان العثماني التي استمرت لقرون والتي انتقل بعدها المسلمون الى الظاهرة الاستعمارية فكانوا منشغلين بشرعية التحرر من المستعمر على حساب تشويش مفهوم الدولة.
    كيف نتحرر؟ كان هو السؤال الذي أجل عن وعينا الاجتماعي التفكير في كيف نبني دولة حديثة ؟

    والدولة الحديثة – كما أفهمها أنا إسلاميا ً – ليست هي الدولة التي ظهرت في أوربا
    إنما أعني بهذا المصطلح الدولة التي أرسى دعائم مؤسساتها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، دولة الفطرة كما سماها علي عبد الرازق في كتابه ( الاسلام وأصول الحكم ص52) ، لقد استحدث النبي عليه الصلاة والسلام مفهوما ً جديدا ً عند الناس الذين إرتضوا أن يكون النبي رسولهم وقائد جمعهم والآمر الناهي في دولهتم في يثرب .
    لقد كان مفهوم الدولة عندهم قبل هجرة الرسول اليهم مفهوماً عشائريا ً له مضمون ضبابي في آلية ( الحقوق \ الواجبات )
    لذا رأيناهم ينصاعون لمراد الرسول ودولته الرشيدة حينما تأكدوا انها دولة تتبنى الدفاع عن حقوق الإنسان، المرتبطة بالمجتمع المدني والتي تساعد المجتمع أن يبلغ درجة التعبير الحر عن كل ما يرغب فيه أي إنسان فلا فرق بين أحمر وأسود إلا بالتقوى ، والدولة التي تستمع لما يقوله المجتمع خصوصا ً منهم
    1\ الاقلية الاجتماعية وبلفظة القرآن المستضعفين
    2\ الاقلية الدينية (من يهود ونصارى ) والذين كتب لهم الرسول عليه الصلاة والسلام بنودا ً هامة في الوثيقة التي كتبها في اول ساعات هجرته موضحا ً لهم مايتوجب عليهم إنجازه وموضحا ً لهم حقوقهم ، ولو قرأنا الاية التي يعاتب فيها الله تعالى رسوله في قرآننا المجيد ليحق الحق لرجل يهودي ظلمه رجل مسلم قال تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً{105}.
    إن الطلبات التي يرفعها فقراء الدولة فتصل بها رغباتهم وبسهولة الى زعيم الدولة الذي أعلن على الملأ ان الجميع سواسية فلو أن فاطمة بنت محمد سرقت ففي دولة محمد يجب قانونا ً أن تقطع يدها .
    كان هذا التفاعل بين دولة الحقوق والمجتمع المدني ظاهرة جديدة عند اتباع دولة الفطرة هذه واعتقد ان سر النجاح آنذاك هو التهيئة الفكرية والثقافية لاتباع المنهج السماوي فقد كانت مهمة الرسول في مكة هي الإعداد الايدلوجي لأناس ذاقوا مع الرسول طعم التحرر من عبودية خرافة هيمنة الحاكم على المحكوم فتفككت قيود الطاغوتية وأشرق عصر التوحيد بمعناه الاجتماعي .
    اذن : ظهرت الدولة الاسلامية عندما أكمل المجتمع الاسلامي تخلصه من القيود التي سكنت عقوله عن مفهوم الاستعباد فكان الجذر لقيام الدولة جذرا ً فكريا ً وليس سياسيا ً كما نعتقد نحن اليوم .
    نحن اليوم لانزال واقعين تحت تأثير شرعية التحرر من المستعمر معتمدين على ثقافة سياسية وعلى ثقافة حقوقية في ذلك ولو أنا أدركنا المفهوم الشرعي للتحرر غير متجاهلين البعد التاريخي لفهم شرعية دولة معاوية رضي اللع عنه والظاهرة الاموية ودولة السفاح رحمه الله والظاهرة العباسية لعلنا ندرك ماالذي حصل عند انهيار الخلافة عام 1258 وانتصار هولاكو في بغداد عاصمة الدولة آنذاك وماتلاه من ظهور دولة اسبانيا الاموية ومصر الفاطمية والهند الغزنوية ودولة ربوع افريقيا .
    لدينا جهلا تاريخيا بما حدث في دولنا تلك جهلا ً كمجتمع وايضا ً جهلا ً في تحديد معايير نظم الدولة في كل تلك الحقب .
    ثم نحن لم نكلف أنفسنا لدراسة علاقة مجتمعاتنا بالدولة العثمانية التي كانت تحكمنا لقرون أربعة ولماذا ساهم البعض وبالتعاون مع المستعمر المسيحي على محاربة الجيش العثماني بدعوى التحرر .
    وكما يقول محمد آركون : ان (مفهوم السلطان) في اللغة العربية وفي الفكر الإسلامي له أهمية كبيرة لأنه يدل على عدم المشروعية الإسلامية لدولة السلطان إذا ما قارناها بدولة الخلافة ويضيف : ألغى أتاتورك الدولة السلطانية ولم يلغ دولة الخلافة ، ومع ذلك ظل رشيد رضا وآخرون عندما ألغيت الدولة العثمانية يدعون ويعترضون على أتاتورك بأنه ألغى دولة إسلامية) .
    والسؤال الآن:ماذا يعوزنا لنقيم دولة الفطرة ؟
    يعتقد البعض أن دولنا القائمة اليوم نفسها وهي لم تعتن بتحديث المؤسسات السياسية ولم تأبه للديمقراطية المستوردة من خارج فضاءنا الاسلامي هو علة الضمور في ساحة الانجاز الحضاري لاقطارنا الاسلامية والحق أني أرى العلة تكمن في عدم تحديث المحتوى الثقافي فمن نكد الدنيا على احرار اليوم ان الأمر لمن يملك لا لمن يرى ، يقول المفكر السعودي ابراهيم البليهي : ( إننا بحاجة إلى إعادة تأسيس ثقافي ) ويضيف (يجب أن يرتفع الناس إلى مستوى النخبوية ) ولكن سؤالي هنا كيف سيتم رفع الناس لهذا المستوى النخبوي.
    اعتقد اننا بحاجة الى تأصيل الخطاب الدعوي لنعيد تلك العين المراقبة لآليات سلطات الدولة من قبل استثمار مؤتمر يوم الجمعة فصلاة الجمعة أراها أفضل تجمع تطرح فيه معضلات الاوضاع المفزعة في اقطارنا ولا أعتقد ان خطبة الجمعة مخصصة لعرض المسائل الفقهية فحسب ثم لدينا منابر الجامعات والتي نستطيع وبسهولة تسخيرها لصالح دراسة اوضاعنا
    أكاديميا ً عن طريق دراسة اوضاعنا الصحية والزراعية والتجارية والصناعية يقوم بها طلبة العلم وبحيادية موضحين معيقات استنهاض الامة لاساتذة جامعاتنا فيكون هؤلاء الاساتذة حلقة الوصل بين الطلبة الباحثين وبين مؤوسسات الدولة كلجان البرلمان او حتى يمكنها الاتصال بالوزارات المعنية
    وهكذا يكون الدور الأجدى لرجل العلم وطلبته في واقعنا الآني وربما لو نجحنا في هذه الطريقة سيتسنى لنا عرض الإسلام باعتباره دينا عالميا .

  9. #9
    الصورة الرمزية ليال قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    المشاركات : 982
    المواضيع : 35
    الردود : 982
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    ..
    •عما قريب جداً سيصير عمر فجيعتنا في فلسطين ستون عاما ، ستون عاما هذا هو سن الإحالة إلى التقاعد عادةً، أفما آن لهذا الجرح أن يتقاعد إذن!! سيما إن كانت تطفو على السطح فواجع جديدة غضه وطازجة نستطيع أن نعول عليها كثيرا في إمدادنا بمؤونة من البكاء والتباكي على الأطلال قد تكفي لدهورعدة..شخصيا لا رغبة عندي في البكاء ولا التباكي لكنني وبكل الصراحة لا أعرف مالذي يمكن أن نطعمه لعقول الأجيال القادمة؟! فانتصارت أجداد أجداد أجددنا أنتهت مدة صلاحيتها من زمن بعيد ومزيج انكساراتنا مع انكسارات أجداد أجداد أجدادنا هي من العمق والكثافة والوضوح بالدرجة التي لايمكن معها أن تضيف إليها انكسارا آخر من دون ان يطفح الكأس بما فيه .ولكن لننحي السخرية جانبا وللنفذ مباشرة إلى صلب الموضوع :
    •الكاتب وبرغم علمه المسبق بصعوبة الدق على هذا الوتر المازال حساسا عند البعض يعترض في طرحه على الشعارات التي كرست قضية فلسطين كأولوية في وجدان الأمة لكن عن أي أمة نتحدث ؟..هل عن الأمة العربية أم الإسلامية.
    الحقيقة أنه لاوجود في نظري لكيان أسمه الأمة العربية الواحدة ولن يكون لها وجود على ما اعتقد ، والعرب حين حملوا على عاتقهم عبء تحرير فلسطين "كأولوية عربية" فإنهم لم يفعلوا شيء طوال الستين عاما الماضية ولا أظنهم سيفعلون حتى خلال ستين عام قادمة اللهم إلا إضافة المزيد من الهزائم المناقضة تماما لكل الشعارات التي يتشدقون بها.

    وأخشى إن استمر الحال على هذا النحو أن نصل في نهاية المطاف إلى شعار يقول "أطعمني شعاراً أطعمك هزيمة".
    ولأنني اريد جداً وصدقاً أن اسحب هذا الطرح من منطقة الوجدان المحض إلى المنطقة المحايدة مابين الوجدان والعقل فأنني يجب أن أقر بفضل العرب وأسبقيتهم في الأمة الإسلامية باعتبارهم لسان الأمة أي المتحدث الرسمي للحضارة الإسلامية و أنهم كانوا في أحسن حالاتهم سفراء هذه الحضارة للعالم أجمع، وهذا ما قصدته تحديداً حين قلت انه هكذا يجب أن تسمى الأشياء بمسمياتها، ،وكما ينبغي أن لانبالغ كثيرا في تضخيم الذات العربية في وجداننا فلا ينبغي ايضاَ أن نركن إلى الإنزواء والإنكماش نحو زوايا منسية من وجه العالم.
    إن تخلي العرب عن صفة المتحدث الرسمي بلسان الأمة يخرجهم من اعتبارية تلك الصفة ويحيلهم إلى مجموعة من الرعاع المتناحرين على الدوام .

    •ثم أن مفهوم القومية ابسط بكثير مما يذهب إليه البعض فلايجب أن نحمل هذا المفهوم أكثر مما يحتمل حيث تجلى هذا المفهوم بوضوح وبساطة في مقولة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله).

    •يقول الكاتب "فإن قضية الأمة الأولى هي السعي الجاد صادقاً من أجل إقامة دولة الإسلام في حياة الأمة".
    وأظنك تتفق معه في ذلك يا خليل؟أليس كذلك؟
    فإذا نحن أقررنا بوجود جسد إسلامي مغيب عن الوعي فإن مهمتنا الأولى هي ضح الحياة(الوعي) من جديد في هذا الجسد الذي نحن لسانه ، وكون المسلمين قد جردوا من اسلاميتهم ليوضعوا في مواجهة مع كيان كل ما فيه قائم على الدين وعلى الإيمان ، فهذا يعني أن المسلمين قد جردوا عملياً من سلاحهم الفعال (الإيمان) مباشرة قبل بدء المعركة. وهو يشبه حقن الجسم المسلم بالميكروب الصهيوني اليهودي بعد سحب الأجسام المضادة منه ، وعليه يمكن القول من حيث المبدأ وبدون الدخول في تفاصيل وتشعبات الأولويات، أن السعي نحو إقامة دولة الإسلام يجب أن يكون الأرضية المشتركة التي ينطلق منها كل من يسعى نحو التغيير الإيجابي .

    ولكننا حين نتحدث عن الخلافة الإسلامية فإنه لابد وأن نعي ضرورة أن يكون هناك مناخ واعي يهيئ للوصول لمرحلة الخلافة فالوصول إلى تلك المرحلة يكون تتويج لمراحل عديدة تسبقها. فماهي طبيعة هذه المراحل وفي ايها نعيش الآن ؟..وماذا بعد! ...هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه كمدخل لمسودة للعمل.
    كنت اليوم أتحدث مع أحدى الصديقات عن أولئك الذين يمكن تسميتهم برجال المرحلة وكنت أقول بأنهم الذين يحملون على عاتقهم أرث ماضٍ الذي لم يعيشوه و استحقاقات حاضر لايعيشونه وهمَ مستقبل لن يعيشوه.. إنهم أولئك الذين يفكرون لأبعد من حدود المرحلة ويعملون ضمن تلك الحدود.
    خليل ..كانت هذه المداخلة تتمة لما قدمت إليه في مداخلتي السابقة على مقالة الدكتور الجوادي اردت من خلالها أن اطرح رؤية متواضعة تحاول استقراء الحاضر لتستشرف المستقبل. و لقد قرأت مقالك الثري الذي أعقبه باهتمام وتمعن بالغين ووجدت بأن مساحات الإتفاق بينكما هي اوسع في تصوري من دهاليز الإختلاف ،ولي فيه وقفات عدة على ماجاء في مقالك عما قريب إنشا الله ...اعتذر عن الإطالة ..وليحفظك الله ويساعدك.

  10. #10
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    الاستاذة الكريمة ليال :

    السؤال الهام هو :
    هل أثبتت الحكومات التي رفعت الشعارات الدينية جدارتها ونجاحها في عالمنا المعاصر؟
    وهل الحكومة الدينية هي الحل لمشاكلنا الإنسانية؟
    هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة تاريخية وسير في الأرض لرؤية المكاسب والخسائر التي جلبتها للناس.


    فرافقوني في الرحلة الى الحق الذي يزهق الباطل .... ايها الكرام

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أمسية ناجحة لمناصرة القضية الفلسطينية
    بواسطة عاطف الجندى في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 18-08-2008, 01:19 AM
  2. القضية الفلسطينية في ذروة التفاعل
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-12-2007, 12:35 PM
  3. الانتخابات الفلسطينية فصل خطِر من فصول تصفية القضية
    بواسطة نعيمه الهاشمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-01-2005, 12:26 PM
  4. الانتخابات الفلسطينية فصل خطِر من فصول تصفية القضية
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-01-2005, 09:13 PM