جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــ
كاسحات الكلاب المسعورة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

متأخرا جدّا ، كما هو حال كل من ايّدوا غزو العراق ، من اعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ، إكتشف زعيم الأغلبية الديمقراطية ( هاري ريد ) ان نائب الرئيس ( ديك تشيني ) يمكن ان يوصّف على انه ( كلب تهجمي ) ، ومع ان الرجل كان محقا في التوصيف المتأخر لأهم اغبياء ( عميد الأغبياء في العالم ) ، على دلالة ان هذا ( الكلب التهجمي ) اطلق النار في رحلة صيد على محاميه ظانا انه بطّة دسمة ، ولكن زعيم الأغلبية الديمقراطية ظل مطالبا تاريخيا بتوصيف وتصنيف بقية الكلاب الدولية والمحلية ، الهجومية والدفاعية والاستعراضية ، من متعددي الجنسيات والولاءات الذين مازالوا يعوون باصوات عالية في فضاء السياسة الدولية .

ومن الواضح ان حملة امريكية شعبية تزداد حدّتها كلما اقترب موعد الإنتخابات الرئاسية القادمة ضد الكلاب الهجومية والدفاعية والاستعراضية ، قد تطال كلابا اخرى محلية في الشرق الأوسط ، في آن على اكثر من جناح ودلالة ، إذ قدم النائب الديمقراطي عن ولاية اوهايو ( دينس كوسينيتش ) مشروع قرار لمجلس الشيوخ يطالب فيه بمحاكمة واقالة ( الكلب التهجمي ) الذي ساهم وبفعالية في زج اميركا في وحول العراق ، فتحولت من دولة عظمى مهيبة الجانب الى مسخرة عظمى في مستهل القرن الحادي والعشرين لطخت تأريخها بمقبرة مليونية مازالت تتسع على خلفية اربعة ملايين مهجّر عراقي نالتهم مخالب الكلاب التهجمية الدولية والمحلية .

وذهب مجلس الشيوخ المحلي في ولاية ( فيرمونت ) الى ابعد من من فرز الكلاب التهجمية ، إذ طالب بمحاكمة وإقالة ( عميد الأغبياء في العالم ) ونائبه ( الكلب التهجمي ) الأبله ، والطلب تحت البحث القانوني وفقا للقوانين التي وضعها ( توماس جيفرسون ) والتي ينص احدها : ( في حالة اذا قام كلا المجلسين ــ النواب والشيوخ ــ التشريعيين في اية ولاية من الولايات باصدار قرار للمحاكمة والإقالة فعلى كونغرس الجمهورية التحرك والتعامل مع القضية ) ، وهذا يعني بموجز القول ان العد ّ صار تنازليا لسماع اكبر القنابل القانونية تاثيرا في اوكار الكلاب الهجومية والدفاعية والاستعراضية مع جرائها من تجار الحروب المحليين في الشرق الأوسط .

من جهتها إنتقدت الأمم المتحدة ــ وللتذكير : هي ليست اسلامية فاشية ولا عربية شوفينية ــ حكومة رابطة حرامية بغداد ، بوصفها واحدة من صناعات الكلاب التهجمية ، لأنها رفضت تزويد الأمم المتحدة بعديد ضحاياها من العراقيين وفق صفقة تعايش طفيلي بينها وبين صانعيها ، والتي بلغت حسب هذا المصدر الأممي اكثر من (34 ) الف قتيل واكثر من ( 36 ) الف جريح خلال سنة (2006 ) فقط ، وهو عام الكلب حسب المصادفات الصينية . وهذه الاحصائيات اكبر بكثير من ( احصاءات ) حكومة عام الخنزير ( الوطنية ) لسنة ( 2007) ، وكأن تواطا صدفويا قد حصل بين كلاب واشنطن وكلاب ( ارض السواد ) للتعتيم على حجم المأساة العراقية .

وفي جردة حساب اممية ــ ليست تكفيرية ولا بعثية صدامية ــ اشارت الأمم المتحدة ان تحالف ( الكلاب التهجمية ) الذي غزا بغداد نجح في نقل ( 54 % ) من العراقيين الى خانة من يعيشون على اقل من دولار واحد يوميا تواكبهم نسبة ( 60 % ) من العاطلين من مجموع السكان ، في بلد يمتلك ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم كان يؤوي اكثر من اربعة ملايين من العمال غير العراقيين في ايام عزّه ، وصار في هذه الأيام ( الديمقراطية !! ) تاجا للفساد الدولي بمعنييه المادي والأخلاقي من جراء عضات الكلاب المسعورة .

ولم تسلم ( كردستان العظمى ) ، بوصفها القاعدة الأمينة ( للكلاب التهجمية ) ، من لسان الأمم المتحدة التي اشارت بصراحة وفصاحة الى اكذوبة الديمقراطية التي بناها تجار الحروب الأكراد هناك لإحتضان المزيد من ( الكلاب التهجمية ) حيث ذكرت ان ( مئات المشتبه بهم يحتجزون بدون محاكمة لفترات طويلة وان العنف ضد المرأة وجرائم الشرف في تصاعد ) وان هؤلاء التجار المحليين صاروا ( اقل تسامحا مع وسائل الاعلام ) لشعورهم بخطورة العد التنازلي لرحيل حماتهم ( التهجميين ) عن العراق .

وبين هذا وذاك ،
من الواضح ان إعصارا قد تشكل ، زرعت نواته المقاومة العراقية ، يمتد من ( بغداد ) درّة الشرق الأوسط الى البيت الأبيض لإكتساح كل انواع الكلاب ، تهجمية ، دفاعية ، استعراضية ، او مهجنة على تعدد ولاءات ، وسيصل ذروته خلال الأشهر القليلة القادمة بكل حتمية وتاكيد .

ونحن على موعد في ربيع العام القادم بلا كلاب ضالة .


jarraseef@yahoo.com