جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
ثلاثاء الغباء الحزين
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
بصفاقة ليست عجيبة إنتقدت حكومة ( جورج المالكي ) قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بسحب قوات الاحتلال من العراق ضمن جدول زمني معلن ، وجاء الإنتقاد منسوخا ، بطبيعة الحال عن ( عميد الأغبياء في العالم ) ولي امر وفقيه ( ديمقراطية ) فرق الموت العاملة في العراق ، كما انه ــ ألإنتقاد ( العراقي ) ــ جاء ببساطة وعفوية من اتباع ( الكلب التهجمي ) للبيت الأبيض الأبله ( تشيني ) ليؤكد ان اتباع البيتين الأبيض الأمريكي ، والأسود الأيراني ، يتواطأون ضد كل ماهو عراقي بشكل مركّب على دلالة سكوت حكومة ( جورج المالكي ) عن الإحتلال الأيراني الذي حصل قبل ايام لمخفر عراقي حدودي شرقي مدينة ( الكوت ) بهّرته ايران بحشيشة ايرانية فأعلنت انها ستنقب عن النفط هناك بعد طرد الشرطة ( العراقية الوطنية ) منه !! .
وقاحة ( علي الدباغ ) المتحدث باسم ( فخامة ) دولة ( جورج المالكي ) في وصف قرار مجلس تشريعي يمثل شعب دولة اجنبية تعد تحت كل المقاييس دولة محتلة للعراق دون مسوغ شرعي ولا مسوغ اخلاقي على وصف يراه الدباغ ( سلبيا ويرسل اشارة خاطئة للمتمردين ) تحلق على اكثر من جناح كلها بعيدة عن الأخلاق ، اولها ان هذا لايعد ــ ما يفترض انه وطنه ــ محتلا من قبل دولة اجنبية بات شعبها يستكثر خسائره غير المجدية ، وثانيها توصيفه لمقاومة وطنية تعترف بها كل شرائع الأرض والسماء بالحق في المقاومة بانها ( متمردة وارهابية ) كما اي بوق ( لعميد الأغبياء في العالم ) او عواء لواحد من جراء ( الكلب التهجمي ) ، وثالثها يؤكد رعب حكومة ( جورج المالكي ) من مصير مماثل وربما اتعس من مصير حكومة مماثلة خلقتها قوى الظلام الأمريكية في فيتنام .
وهذا ( العلي ) الدباغ ، الذي دبغ وجهه بتراب دبابات الاحتلال التي جاء معها ، يرى ان رفع الاحتلال عما يفترض انه بلده ( خسارة لأربع سنوات من التضحيات !! ) اسست لمقابر عراقية اتسعت لمليون شهيد وخياما لأربعة ملايين عراقي مشرد ذنبهم الوحيد انهم عراقيين عربا رفضوا احتلال بلدهم ، وترتقي وقاحة عملاء الإحتلال الى قمة السقوط الأخلاقي والوقاحة في تاريخ الانسانية المعاصر على لسان ( هوش يار زي باري ) وزير حكومة الإحتلال الذي يرى ــ مشكورا من قبل سيده وولي امر نعمته (عميد الأغبياء في العالم ) و ( كلبه التهجمي تشيني ) : ( اي جدول زمني للإنسحاب لن يكون واقعيا !! ) ، بمعنى ان الواقعية بنظر هذا العبقري هي ان يستمر الاحتلال ، على علمه الأكيد بأن الواقعية الوطنية القادمة لامكان فيها للعملاء من ( أل البيتين ) ولا اوجار فيها لكلاب تهجمية او دفاعية او استعراضية ساعدت على احتلال العراق .
وبعيدا عن التفاؤل المطلق ، قريبا من التفاؤل الحذر في سحب قوات الإحتلال ، قال ( هاري ريد ) زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي ، بعد ان وصف ( تشيني ) ب ( كلب تهجمي ) ، واصفا خطة الإنسحاب بانها ( خطة عقلانية لإعادة الإنتشار العسكري وليست انسحابا طائشا ) ، اي ان الرجل لايحلم بمغادرة الشرق الأوسط نهائيا قبل تصفية حسابات عالقة مع اطراف اجنبية اخرى معلومة ، خاصة وان نفط المنطقة صار عصب الحياة الوحيد لأمريكا اليوم ، ولكنه يعني بصريح العبارة والقصد الإبتعاد عن وحول العراق التي صارت اكبر كلفة من كل التوقعات والأوهام التي زرعتها جوقة ( عميد الأغبياء في العالم ) وبطانة الكلاب التهجمية من تجار الحروب العراقيين الذين حضيوا بإحتقار الشعب الأمريكي الذي غشوه وخدعوه فضلا عن احتقار الوطنيين العراقيين .
الجانب الطريف في قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بسحب قوات احتلال عن العراق ، ليس في اهماله التام ( لتضحيات السنوات الأربعة ) التي عناها من دبغ وجهه بالعمالة للأجنبي ولا ( بواقعية ) تويجر الحرب ( هوش يار زي باري ) ، بل في ان مجلس الشيوخ الأمريكي سيقدم القرار الى ( عميد الأغبياء في العالم ) في يوم الثلاثاء الذي يصادف ، عن سابق تصور وتصميم ، اليوم الذي اعلن فيه هذا ( النصر !؟ ) على مدنيين عراقيين عزل من السلاح واحياء معلبة بجدران الكونكريت المسلح بمسامير ( عراقية ) في احذية جنود الإحتلال من امثال من دبغوا وجوهم بتراب العمالة للمحتل !! .
والطرافة المضافة ان الديمقراطيين المرشحين للرئاسة الأمريكية القادمة يرون غير ما تراه عقول ( الديمقراطيين ) من تجار الحروب ( العراقيين ) ، فالسناتور ( باراك اوباما ) مرشح الرئاسة القادم يرى : ان ( الشعب الأمريكي على بعد توقيع واحد فقط من انهاء هذه الحرب ) غير المجدية ، فيما ترى السناتور ( هيلاري كلينتون ) ماهو اكثر صراحة ووضوحا في الأمر في قولها : ( اذا لم يوافق الرئيس على الخروج من العراق فأنا سأفعل ذلك عندما اصبح رئيسة ) .
طبعا هذه إشارات مبكرة لكل عملاء ( عميد الأغبياء في العالم ) وكلابه التهجمية والدفاعية والإستعراضية ، دولية واقليمية ومحلية ، تفيد :
جهزوا حقائبكم للرحيل قبل فوات الأوان !! .
jarraseef@yahoo.com