تداعيات غريبة
في ذكرى غريبة
اليوم، يحتفل الصهاينة بالنصر الساحق الذي حققوه على الأمتين، العربية والإسلامية، واليوم، يقف أحفاد الأوائل من الحركة الصهيونية وهم يستذكرون تضحيات أجدادهم، واستبسالهم ، من اجل اغتصاب فلسطين لتكون وطنا قوميا لليهود، الذين تدافعوا وتقاطروا من عواصم العالم ليغرسوا جذورهم بأرض لا تناسب تكوينهم أو أصولهم.
اليوم، يستطيع أحفاد الصهاينة، أن ينشدوا الأناشيد، وان يطلقوا في فضاء فلسطين المكلوم، ملايين الألعاب النارية، التي تشكل باندماجها في الأفق المفتوح على المجهول، عرفانا بحق الأجداد في الإجلال والتقدير.
واليوم، يقف أحفاد الفلسطينيين على حافة الذهول والضياع، على نصل الغربة المغروس في تاريخ الهجرة والتهجير، وفي ملامح البحر والزيتون، ليشاهدوا الصهاينة يحتفلون بكد الأجداد وتعبهم، على ارض أصبحت بحكم الواقع، وبحكم الخيانة العربية والإسلامية، ملاذهم ووطنهم وحلمهم الناهض نحو البقاء الأزلي، رغم امتداد السيول البشرية العربية والإسلامية، ورغم امتداد الجغرافيا الملتفة حول رقبتهم كحبل يبدو انه قادر على خنق أنفاسهم. لكنهم هناك، باقون، يغرسون جذورهم بالأرض الفلسطينية، لتمتد من تحت التراب، إلى الحدود، ومنها إلى العواصم العربية والإسلامية، لتكون الملامح القادمة، في السنوات القليلة القادمة، ملامحهم، ولتكون الجذور جذورهم.
اليوم يحتفل العرب والمسلمين، بسقوط فلسطين، حين تصل رسائل التهنئة الهاتفية والورقية والرقمية إلى سادة الصهاينة، سادة العصر الحديث، وسادة العرب والمسلمين.
واليوم، اليوم، يقف شاطئ حيفا ويافا وأم الرشراش وبيسان، ليبحث في طيات الزمن عن الأشخاص الذين عرفهم وعرفوه، ويقف أولئك على نوافذ الزمن والجغرافيا، يستذكرون صوت البحر والموج، ويتنشقون رغم البعد، رائحة البحر الساكن بأعماقهم، وهم يذرفون دموع الهزيمة والفرار.
واليوم تحتفل فلسطين، بطريقتها الموزعة بين الدم والموت، "
"غزة مدينة أشباح مع حلول الليل:سبعة عشر قتيلا وأكثر من ستين جريحا حصيلة الثلاثاء الدامي"
"قيادة حركة فتح ساحة الضفة تدعو إلى حل القوة التنفيذية وتشكيل غرفة عمليات مشتركة لضبط الأمن في غزة"
بيت لحم –معا- دعت قيادة حركة فتح ساحة الضفة الغربية، إلى حل القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، متهمة إياها بارتكاب جريمة قتل وإصابة العشرات من أفراد قوات الأمن الوطني في غزة .
كما دعت قيادة ساحة الضفة الغربية في بيان وصل معا نسخة منه إلى تشكيل لجنة تحقيق وطنية في جريمة قتل أفراد الأمن الوطني وتقديم الفاعلين للعدالة وسحب الميليشيات المسلحة من الشوارع وتشكيل غرفة عمليات مشتركة لضبط الوضع الأمني الداخلي في قطاع غزة "
"رام الله –معا- ناشدت اللجنة الوطنية للسلم الأهلي ومنع الاقتتال طرفي الاقتتال في حركتي فتح وحماس الكف عن ارتكاب المجازر بحق بعضهما وبحق أبناء الشعب الفلسطيني والوقوف أمام مسؤولياتهما الوطنية في حقن الدماء الفلسطينية والاحتكام إلى لغة الحوار العقلاني كبديل للغة البنادق"
"غزة – معا أعلنت وزارة الصحة مساء اليوم حالة الجاهزية القصوى والاستعداد التام في كافة مستشفات ومراكز الصحة في محافظات غزة، عقب ارتفاع حالات القتل والإصابات في صفوف الموطنين الناتجة عن استمرار الاقتتال بين فتح وحماس في غزة"
"غزة- معا- دعا احمد بحر رئس المجس التشريعي بالإنابة الفصائل والقوى الفلسطينية وخاصة حركتي حماس وفتح لإيقاف عمليات القتل والتخريب والحرق وإزالة الحواجز التي تحدث في قطاع غزة.
وطالب الرئيس محمود عباس و إسماعيل هنية رئيس الوزراء لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإعادة الأمن والأمان للمواطنين.
وقال في مؤتمر صحفي :"نظراً للظروف الأمنية السائدة في قطاع غزة لم يتمكن المجلس التشريعي من عقد الجلسة المقررة لهذا اليوم الثلاثاء الموافق" 15/7/2007 والتي كانت ستعقد بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسون للنكبة"
"كتائب الأقصى تهدد باستهداف قياديي حماس في الضفة والقطاع في حال المساس بالقيادي ماهر مقداد"
"حماس تحذر من محاولات الاعتداء على الجامعة الإسلامية وتحمل الرئيس عباس المسؤولية عما قد يحدث"
والسؤال: ألا يحق لأحفاد الصهاينة أن يحولوا عيدهم إلى أعياد؟
وألا يدعونا الواقع أن نحول نكبتنا إلى نكبات؟
وهل نحن شعب يستحق الحرية والاستقلال؟
الكتابة ستكون أكثر عقما من امرأة تجاوزت الألف عام، لان العقم المزروع بعقولنا كقادة وشعوب، اشد من عقم المرأة التي تجاوزت الزمن، وتجاوزها الزمن.
لنصمت، خجلا ومروءة وحياء، لنصمت قهرا وكمدا وحزنا، ولنصمت ذلا لا يضاهيه ذل في تاريخ شعب من الشعوب.
مأمون احمد مصطفى
فلسطين – مخيم طول كرم
النرويج – 15 -5 -2007