بين السطور» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: عدنان عبد النبي البلداوي »»»»» وحدوا الصف» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: عدنان عبد النبي البلداوي »»»»» إلى إبنتي.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» الهارب و صاحب المعطف بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» نصيحة من الكلام اللي يبكيك بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» من أقوال أهل الواحة.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ظلالُ الأراك» بقلم رياض شلال المحمدي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» مع الظلام» بقلم عبدالله سليمان الطليان » آخر مشاركة: عبدالله سليمان الطليان »»»»» وسادتي...» بقلم المصطفى البوخاري » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غرفة الولادة هي التي تقرر مصير القدس وليس ترامب» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
يانجية القمر..
أيتها الأديبة الحاذقة..يا من وقفت على تلة تستعرضين صحراء واسعة وقد جنحت بذراعيك والقمر من علو يشده علوك السامق ،وياسره عنفوان تمردك على الأرض وترابها ..ثم استرسلت في الإصغاء إلى إسراره ،وأطرق هو بعدك لوشوشتك الليلية المتناغمة مع موسيقاه العلية..خبريني بربك من أي العوالم انبثق شدو طيرك ،فعمدت إلى بيان التغريد وكأنما عزفته لك أفنان البراري المائلة على بعضها..
إنك ومذ أرسلت المقطوعة الأولى وللقمر موعد ثابت لا يكاد يخلفه مع شدوك الرقراق ،ومعذرة لو قلت لك يا أديبتي الصغيرة إنك من جمال الصوت مالو صب رنينه في مسمع جدث خاو لدبت فيه الحياة ،ولو رقي به عليل لقام من عقال المرض نشطا طليقا ،ولو أعير لتائه لكان الدليل إلى موطنه ومستقره ..وما إطلاقك لحن المناجاة إلا عنصر ضمن منظومة متكاملة الأطراف ،متسقة الحبات ،مكتملة النظم ،وهي تتألف من ليل ربيعي النسيم ،وهواء مخملي الملمس ،وبدر متقد السراجية كأن سراجه يأخذ بزمام الأرض من مبداها إلى منتهاها في قبضة من إحدى يديه ،ويصافحك بالأخرى نشوان مرحا،ومع ذلك طاعت لبنانك الحروف ،ورقصت في حجر مجمعك المعاني ،فاكتملت بهذا مقاطع الجمال الليلي يا نجيته.
لكن رويدك يا سمو المناجاة فالتخفيف من هذا السحر البياني فيه مواكبة لسير كسير ظلعت راحلته من شدة الوقوف على شدوك الأخاذ ،فرحماك لقد طال به المثول فلم يشعر إلا بوارد الخاطر تلو الخاطر ،وانبعاث الصادر من الدمع تلو الصادر وأيم الله لو تابعت هذا الغناء لعزف عن الدنيا كلها شاردا في مقامات القمر ساعة سمو مناجاته..فترفقي يا سبائك الطرب ،وتأني يا عقود الغناء ،وسيري على سيري المتمهل فإني وربك ما ذقت غمضا مذ ناجيت حتى سكرت أولا من ثمالة السمو الشادي.
رقص الحرف على همس الوتر فتغنى الليل وازدان القمر وتبدت لسمو طلعة كلثام شف عن نظم الدرر ناجت البدر بإسرارٍ وقد وافت النجوى ترانيم السحرْ
يانجية القمر...
تعالي الليلة فما أحلى مناجاته وهو في أتم اكتماله وفرحته،الليلة بدأ يسر لي حديثا ما أظنه إلا نفث سحر من وادي عبقر ،هام وهام وعلى رغم مابي من هيام حتى أسكرتني دندنة هيامه ،وأخذتني أخذ جبار حكم فسيطر ،وتحكم فتجبر..وقال لي:
ياوحيد أرضك مع وحيد سمائه ..كم تسافر معي عبر أخاديد الفضاء ودروبه لعلك تقف على سر مني خفي عنك كنهه ،وأنا الليلة عازم على أخذك إلى عالم أسراري الذي مازال أمام عينيك اسما ولامسمى ،ومسمى لا اسم له ،وسأحلق بك فوق مدارات من مجاهيل الغيب هي لكم –يابني البشر-أساطير تقتلون بها الوقت دونما فائدة تذكر.
فأطرقت له –له نجيته- كالتلميذ يسلم رأسه لأستاذه في تواضع خفض ليملأه له علما وحكمة..وقلت في سري لعله سيتلو علي تاريخ خلقه الأزلي ،أو سيسرد لي تاريخ الأمم التي شهد يوما على رقصها على مسرح الحياة..لكنه انبرى لي يعيد للسمع تشنيفه ،وللفكر تسليمه فقال:خبرني أيها النجي ماذا عرفتم عن القمر سوى تلك الدورة التي يبتديها في شهر وينهيها في الشهر ذاته،فهلا عرفتم عنه ماوراء الحواس وخلف ستار العقل حيث عالم من الغيب لم يكشف العقل عنه إلا ما يصيب المخيط إذا أدخل اليم ،ولازال العقل البشري مقرا بقصوره فلم يمدح إلا به ..إنني –يانجي ليلتي- ذرة أصغر من ذرة الهواء أسبح في عالم عملاق من ميدان رحب فيه بثت القدرة الإلهية أحد أدلتها الشارحة لمعنى عظمتها ،وهل عظمة المخلوق إلا إشارة إيمانية للتعرف على عظمة الخالق!!ثم هناك غيب رهيب من عالم آخر لا يقوى عقل الإنسان على محاولة الإحاطة به ،حتى أصل بك إلى القدرة العليا في الكون المدبرة لأحواله ،الحاكمة لأمره ،المهيمنة على قوته ..تلك القدرة التي خفيت حقيقتها لتظهر في صنع وخلق ناطق بمكانتها ..وخفيت تلك القدرة العظيمة للخالق العظيم عز وجل لتذهب النفس كل مذهب في الوقوف على دلائل جلالها وجمالها وكمالها ،ولولا الغيب ما قامت للإيمان قائمة ،كيف لا والإيمان ليس ثمة إلا اختبار لصدق القلب ،لذا لو اقتصر الأمر على مشاهدات لما تميزت البشرية في أفرادها أيهم أسبق من صاحبه.
فاعمد من خلال قرصي إلى معرفة ما اختفى بوجهي ،وتذكر أن جمالي إشارة إلى جمال خالقي ،فكيف فكرتم في جمال المخلوق ،وتجاهلتم جمال الخالق؟فقلبتم الأمور رأسا على عقب ،وأضحكتمونا عليكم وعلى فلسفة إيمانكم!!
وقال لك القمر يانجيه " وأضحكتمونا عليكم وعلى فلسفة إيمانكم".
وحينها سمعت ضحكته يا نجيّه , فقلت : إنه الحسن قد نَاجاك ,و الدلال إذ حيّاك,ومن بهي غنجِه الذي فاق العذارى قد غشّاكَ ,وأي سر ٍ أسَرَ, وأي حسنٍ عن لثام أبدا وأسفر,إنه الجمال فوق الجمال,والبهاء المُتبَع بالبهاء الأشد عن حكمة فيه مُودعه,وسنن له مُضيعَه ,شكا ضياع الـّلُب الذي يرفض الدنو, ويبحر في العلو,ويأبى تـسفـُلَ الهمم ويعشق علو القمم .
و لا ريب ولا عجب فالسبب ظاهر, والحقيقة بيّنه, فما اعتلى وتعلاّ فوق السحاب إلا لأمر خُلق له, فهو مُيسرو مُسخرٌ له , فما عظُم – يا نَجيه - إلا لأن من سوّاه أعظم وأكرم, فليس هو إلا نقطة في جمال مكنون وخلْقٍ مسنون ,فهو دليل وبرهان من ملايين الأدلة الدالة على توحيده وعظمته له سبحانه .
وما تفرّدت أيها البدر الطالع إلا لتفرد خالقك من أن يكون له ندٌ وشيبه- سبحانه- , هيهات ثم هيهات أن يكون ذلك .
أيها القرص المستدير والسراج المنير , قد سمعت قبل أن أسمع , فأنت السابق في الزمن,والممتد عبر الأمكنة والأزمنة ,- ولا تحسبنّ هذا-أيها القمر - هروب أنثى من عمرها-, فقد سمعت قبل أن أسمع قوله تعالى: " يسألونك عن الأهلة ", فعرفت المعنى كما عرفت المبنى , لكن أولئك آثروا السؤال الممجوج بروح العند ,المُتلبس بثوب الباطل .
أليس مظهر من مظاهر جمالك الذي لا يدركه الكثيرون من أنك لست نديما للعشاق فقط, ولا أنيسا للمتُوحشين في وحشتهم , بل فوق ذاك وذاك ارتباطك القوي بأحكام التشاريع الدينية ,فمُبشرا بقدوم سيد الشهوررمضان,إلى شادٍ بأهازيج العيد ,وغيرها مما فضلك الله به تفضيلا .
نجيّ القمر وسامعا مناجيته :
أضحك الله سنك إذ أضحكت لنا القمر فأخرجته من حال السكون الدافىء, إلى حال التعبير الضاحك.
لله درك يا نجيّه .
بوح رائع بين قلمين عتيين أحمد الفلا سي وسمو الكعبي .
جميل ما أسررتما .
ياابنا الجزيرة رفعتما رأس بلادكما .
تحية وتقدير .
يا نجية القمر...
هذا أوان اللقاء بضحضاحه المهيمن على جوانب الكون ،وساعة الالتفاف ببهاء جماله الضارب في حنايا العروق الحية...وبريقه المتحدث بأسمى لغة قلبية علوية. نظرت الليلة إليه فأخذني خيال واسع رأيت فيه عوالم من تمتمات الوجدان الخفية ،ووقفت على أبعاد النفس وأسرارها ،حتى شكلت من هلاميات اللامحسوس واقعا أغناني كثيرا عن قطعيات المُعاش المحسوس ..ماذا يا نجيته ؟؟أهو بعد آخر من أبعاد الحياة الخفية؟؟أم تلك هي الحياة الحقيقة نمارس قوانينها لكن بعيدا عن شهية المعدة ،وذائقة اللسان ،ومتعة النظر البصري ،لنراها مع متعة نظر البصيرة..نعم لقد أخذني القمر الليلة في سرداب بالٍ قديم أراني من خلاله- وعلى مد البصر- شخوصا وأشكالا ،منهم من مضى لكنْ هنا بقي ماثلا ،ومنهم من غيرت الحياة أصدق ملامحه فرأيت هنا ومن وراء هذه الشاشة القمرية بصدق تلك الخلال لم يتغير ولم يتبدل.
آه يا نجيته كم تمنيت امتداد ساعات الليل إلى حد إروائي وإشباع نهمي وأنا أتصفح العالم الآخر ،بغية نقله إلى مكانه من الذات بدلا من عالم معاش لكنه في حقيقة المميت القاتل..آه ثم آه حينما داعبت قلبي بإسراره وهو ينقل لي عبر دربه الطويل صورة من أحب فإذا بها ترتسم أمام عيني كنسخة من وجهه المضيء ،فطفقت أعلن:تلك هي ابتسامة محبوبي ،وذاك هو جيده البارق في ظلام حياتي ،وهذه لمسة يده الحانية تكاد تهتك كل ستار وهي تتهادى على قسمات وجهي كمر النسيم الغادي على ساعات الرواح.لقد مثلت الليلة تلك الساعات الخوالي فكرّتْ الذكرى كر المتوثب على استفزاز الحدث ،وانحدرت عبر الوهاد والصخور والأودية صورة حبيبتي متناغمة مع أهازيج الخرير ،ونشيج السواقي الحزين زائرة في روعة الليل خبائي ،تعيد لي من الماضي فرحته وحزنه...رضاه وغضبه..شدته ونعومته..وامتد اللقاء ،وغارت النجوم ،وكاد الصبح يميط عن الدنيا لثام الليل ،وعدت وغاب القمر ليجدد من الغد طلوعه ،آه كم ذهب فعاد ،وذهبت لكن هل سأعود؟؟؟؟.
نجي القمر, وسامعا مناجيته :
الليلة يتمتم لي القمر وشوشات وهمسات رائعة , طربت لها أذني , وتراقصت أوتار احاسيسي عليها , وكأنها مُداعبة أنامل هالاتك الرماية لنبضي أيها القمر؛ فسأضع القلم والورق الليلة جانبا , فقد أفرطتني من من كثرة الضحك.
عذرا نجي القمر, عذرا للجميع .
سأعود مرة أخرى لأكتب إسراري .
أيها القمر !
لِمَ تعجب لوحدتي، فأراكَ مثلي وحيد... أتوقُ شوقا لقُربكَ ، لكنّ سماءكَ ...........بعيد !
ولم أسمع، عن كوكبٍ نزل إلى الأرض ليحيا ، أو غادرها كائنٌ ليعيشَ مع أسرة السماء .....سعيد.
لا بأس يا قمري!
فرغم المسافة، وعبر المسافة، نورُك آتِ، ليملأ الارضَ سحرا ....
يتحدى به حزن الليالي .........العنيد.
تحية مزينة بضوء القمر لكل من مر هنا ..
عيني على وطني
د. نورية العبيدي