البحيصي الجميل.
النص بلاشك وقفة تأمل ذاتية لمعالم الكلم،ومنها انبثقت رؤية خاصة عن كيفية اخراج الافكار التي تتراكم داخلا، وتؤثراً سلوكا وخارجا..يمكن القول بان ايجاد قنوات لتسرب الافكار المكبوتة واستدعائها بغية تطهير نفس ، وتنقيتها هو تدبير يقوم على تصور ان الافكار والمشاعر التي ترافق عدم اشباع رغبة ما او تنم عنه لاتزول وانما تزاح او تكيف في اللاوعي ويستمر تاثيرها على المرء مما ينم عنه ظهور اضطرابات في سلوكه لايعرف عن سببها او مصدرها اي شيء.
وهنا حيث ابدعت في رسم ملامحها هي التي اتسمت بالعقلانية الواقعية في الصورة فانك لم تغفل الجانب الاخر منها، الجانب العاطفي الذي يكمل العقلي الواقعي، بحيث يولد من الكلمة فيها الف معنى قبل ان تغرس فينا معنى..ان التجربة الشعرية عن الشاعر ليست تجربة هوائية او مؤقتة بل هي تجربة قررتها المواقف الحياتية والادراكات الثقافية، ولهذا فان كل صورة كان حضور الشاعر يمثل اطلالة الوعي والمواقف وهذه الاطلالة عذبة لاتثقل لانها لاتحب ولاتعدو ولاتكبو بل هي تتحرك برقة شبه رومانسية وايقاع لذيذ.
ايها العزيز اعجبتني الرؤية..والفكرة العميقة..
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار