قصة جميلة تحاكي واقع المرأة التي تعيش الفراغ العاطفي بفقدانها لأهم شخص في حياتها ..وهناك من استغل هذا الفراغ بدسه السم في العسل ليسقطها في شباك الحب المحرم .
عمل إبداعي بحق
دمت متألقا
صرخة ألم.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» * الورطة * ق ق ج» بقلم أحمد فؤاد صوفي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» لن أفقد الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» شجرة الود,» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» هنا نكتب (ق.س.ك)» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» أحبك لأن في عينيك وطني» بقلم أحمد مصطفى الأطرش » آخر مشاركة: أحمد مصطفى الأطرش »»»»» نور الحبيب ...صلى الله عليه وسلم..» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: أحمد مصطفى الأطرش »»»»» نظرات في بحث لباس المرأة أمام النساء» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» أنا في هواك» بقلم عبدالله بن عبدالرحمن » آخر مشاركة: أحمد مصطفى الأطرش »»»»» في عيد ميلاد كريمتي فلسطين أم آدم / د. لطفي الياسيني» بقلم لطفي الياسيني » آخر مشاركة: أحمد مصطفى الأطرش »»»»»
قصة جميلة تحاكي واقع المرأة التي تعيش الفراغ العاطفي بفقدانها لأهم شخص في حياتها ..وهناك من استغل هذا الفراغ بدسه السم في العسل ليسقطها في شباك الحب المحرم .
عمل إبداعي بحق
دمت متألقا
"نظرة خاطفة في البعد النفسي للدفء ... من وجهة نظر خاصة"
في قصة "الدفء"
قصة قصيرة
للأديب المبدع : مأمون المغازي
لابد من الإشادة بقراءات كل من سبقني في الولوج إلى دهاليز الدفء. من وجهة نظر خاصة ومحايدة رأيت من حقي الولوج أنا الأحرى في البعد النفسي للدفء كما قرأته , بعيدا عن الحبكة الدرامية القصصية التي أخذت حقها إلى حد كبير ما عدا في بعض الأماكن القصية.
العنوان واختيار القاص لحجم خط أكبر من المتوقع في ايحائية عبقرية منه لما يشير إليه. اصطدمت عيني بالعنوان ودرجة الخط فيه فور رؤيته , وسكنتُ قترة قبل الولوج في القصة أحاول التغلغل في الحالة النفسية لدى القاص.
البرد يجمد هواء المدينة ، لكنها أصرت أن تذهب إلى عملها في موعدها ، لم تعتد التخلف عن أداء مهامها الوظيفية ، ومداعبة الزملاء بألفاظها الحانية الرقيقة ، وصوتها الناعم الذي ينطلق بمقاطع غنائية خفيفة من حين إلى حين . قطعت شوارع المدينة التي لم تشرق الشمس عليها لكثافة الغيوم ، لم يمنعها ذلك من قيادتها الرعناء ، حتى الأمطار الغزيرة لم تمنعها لأنها كانت تقود وكأنها بمفردها في الطريق .
الافتتاحية وقمة الروعة واستخدام التضاد العكسي للدفء في تمهيد ربما تكون فيه بعض القسوة للقارىء , لكنها لازمة لتنبيهه لجوانيات البطلة السابحة فوق بحر من الثلوج. في المدخل التمهيدي يعطي القاص لمحة عن صفات بطلة القصة, من التزام بالمواعيد, لأصرار على الخروج, لطيبة وحنو في معاملتها مع رفاقها, لقيادة رعناء قد تبرر التوتر النفسي الذي يحيط بها وبجوانياتها.
وصلت إلى الهيئة التي تعمل لها وبمجرد دخولها خلعت عنها معطفها الذي لم تصبه إلا قطرات قليلة ، بدأت تدق الأرض كعادتها وكأنها تعزف عليها مقطوعة موسيقية يرقص عليها ذلك الجسد الممتلئ الطري ، تنطلق في وجهها ابتسامتها التي تغمر بها كل من يقابلها ، فتتبسم لهذا ، وترسل بغمزة لهذا أو لتلك ، أما هذه المرة فهي تصعد الدرج بمفردها ... تتكلم إلى نفسها ...
يبدأ القاص بإكمال وصف بطلته المتميزة بالجمال, وهي شخصية اجتماعية بالدرجة الأولى لا تعاني كبت أو انطواء, ظهر ذلك واضحا في مسلكها لحظة الدخول وحتى الوصول لمكتبها. لا تتوقف البطلة في الحديث إالى نفسها طوال الوقت, فهى تكلم الآخرين وإن أعيقت تحدث نفسها في هروب من شىء ما.
ليس المكان كعادته ؛ ... إن الكثيرين من معارفها غير موجودين في الموعد كالعادة ، فإلى من تتحدث في طريقها إلى غرفتها . تتساءل ، يا ترى هل زملائي في الغرفة ؟ وصلوا أم لا ؟ إنه لأمر محزن ألا يأتوا اليوم ، كيف سأقضي اليوم ؟ ربما يأتي الجميع بعد قليل ... . أضواء الممرات لم توقد بعد ؟! لابد أن العامل لم يأت هو الآخر . يا ترى من سيعد لي قهوة الصباح ؟ إن لم يأت كيف أعدها لنفسي ؟ ولكن المهم ... من الذي سيحكي لي أحدث نكتة إذا تغيب اليوم ؟ يبدو أن اليوم سيكون كئيبًا .
في هذا الحديث الى نفسها تبدأ الأغوار النفسية الداخلية في الظهور الى السطح, متمثلة فى الخوف الشديد من الوحدة , وبحثها عن رفاق يقطعون معها الوقت, ليبعدوها أثناء عملها عن الوحدة والكآبة.
وصلت إلى الغرفة ، فتحت الباب حانقة ، صاحت : أنت هنا ؟
ـ طبعًا يا مدام . . . ( يا صباح الورد والفل )
ـ لم أكن أعتقد أن أحدًا هنا . . . لكن من الواضح أنك لا تحب تغيير نظام حياتك .
ـ هذه فرصتي يا مدام . . . فقد لا يأتي غيري . ضحك ضحكته المعتادة .
جلست في مقعدها. . . مدت يديها إلى المكتب تداعب بعض الأوراق .
ـ على الرغم من أنني لم أقض في هذه الهيئة أكثر من شهر إلا أنني أشعر أن كل من في هذه الحجرة خفيفوا الظل ، يتمتعون بروح الفكاهة على الرغم من كثرة الأعمال المسندة إليهم ، لم أعد أشعر بالفراغ في حياتي . . . ابتسم ... لقد كان الجو باردًا الليلة البارحة .
تبدأهنا الإشارة الى نفسية البطل المقابل, وهو دارس علم النفس وقدرته على الوهم والإيهام وكأنه شيطان_أو ربما هو أيضا وحيد, لكنه احتمال مستبعد من وجهة نظرى_.
ـ الجو دائمًا بارد . انفلتت منها الكلمة وكأنها نكتة ظريفة جعلته ينفجر بالضحك ويقهقه ويقول : آآآآه .
تعجبت من ضحكته سائلة : لماذا كل هذا الضحك ؟
ـ يا مدام أنا دارس علم نفس .
ـ صحيح ؟ لم أكن أعلم .
ـ يا مدام انا أستطيع أن أقرأ في وجهك كل أفكارك . قالت : كل أفكاري ؟!
قال : لا . بل كل تاريخك يامدام .
ـ يعني تقدر تحس بي ؟
ـ يا مدام أنا أحس بك جدًا جدًا . . . فوق ما تتصورين .
ـ يا سلام ... تتبسم في دلالها المعتاد .
ـ كل نظرة منك تحكي حكاية يا مدام . . . كل حركة منك تنفض حولك آمالاً وتطلعات قوية . . . كل حكاية تحكينها أو خبرًا في الجريدة تعيدينه علينا يقص ما في نفسك ويظهر خيالاتك .
ـ وهل لاحظ الجميع ذلك ؟
ـ لن أكرر عليكِ أني دارس علم نفس .
ـ قالت وهي تقف تاركة مكانها : الآن عرفت لماذا كنت تديم إلي النظر كثيرًا . . . تحاول أن تنفذ إلى أعماقي . . . صمتت . . . شردت بفكرها وهي تقبض على حافة المكتب . . . يدقق النظر فيها . . . ينقر على مكتبة بأظافره . . . دقاته كأنها موسيقا تصويرية لمشهد ترقب في فيلم من أفلام الأبيض والأسود .
في معركة كلامية جدالية شيطانية يحاول هو الولوج الى داخليتها, لكن هل هي غبية؟؟؟؟ في البدأ اندهشت من ضحكه على سؤال عادي لا يستدعي الضحك , لكنه من وجهة نظره كانت له ايحائية خبيثة حاول افهامها اياها, والنهاية ... شردت وصمتت , فهل فهمت؟؟؟؟؟؟ ويأتي الصمت من كلا الطرفين وكلِ يفكر في فكرة داخله.
فجأة دخل العامل كعادته دون أن يطرق الباب مغنيًا : ( يا صباح الخير يلي معانا . . . ) فانتبهت ضاحكة وهي تغني : ( الفنجان غنى و صحانا . . . ) تناولت فنجانها المميز وكأنها استعادت كنزها المفقود من ألف عام وقالت : بسرعة . . . آخر نكتة . قال العامل : قالت إحداهن لزوجها : كلما اشتد برد الشتاء اشتد دفء المرأة ودلعها . قال الزوج : ( مش مهم الدفاية المهم اللي بيولعها ). انفجرت بالضحك وهي تقول : دلعها . . دلعها . ولعها . . ولعها .
فجأة... وقطع لاسترسال الشخصيتين, وتنويه آخر من القاص على لهفة البطلة الداخلية الى من يكلمها ويشغلها عن وحدتها بشكل ربما يكون مبالغ فيه لدي البعض, لكنه انعكاس نفسي دفاعي لدى البعض الآخر, لا يمكن تجاهله أو الحجر عليه, فكلٍ له كوده النفسي الخاص في ترجمة انفعالاته أو كبتها.
انصرف العامل . التفتت إلى زميلها فوجدته كأن النكتة لم تؤثر فيه . . . توقفت عن الضحك . . . جلست في المقعد القريب منه . . . قالت وهي تتنهد وتهز رجليها مرتكنة بساعديها على مكتبه: وماذا يا دارس علم النفس ؟؟
هذه النقطة بالذات مهمة جدا في تحليلي النفسي للبطلة, فهل هز الرجل دليلا على الميوعة والخلاعة , أم هو دليل على الاستهزاء والسخرية بمن يتصور نفسه عالم بالأمور؟؟؟.الكل يعرف أنها تلائم الموقفين, من هنا تظهر أكثر من علامة استفهام.
ابتسم وقال : يا مدام واضح أنك ممتلئة بالمشاكل والهموم والأحزان . تنهدت وقالت : لم يخلق الهم إلا لي أنا وحدي ، لكني أشغل نفسي عن همومي بأشياء كثيرة ، ربما أكثرها تافه . . . اليوم عند الكوافير . . . غدًا عند صديقتي هذه . . . بعده عند أخرى . . . أدخل إلى سريري الساعة التاسعة مساءً . . . إني أنام كثيرًا لأحلم كثيرًا ، فحياتي كلها في الأحلام . . . كأن عقلي يبرمج كل ما يدور به وينتقل به وبي إلى عالم بعيد ألبي فيه كل رغباتي وأحيانًا ألتقي فيه بزوجي . . . أو ربما يراني من بعيد . . . أو أراه من بعيد . . . لكني أكون منشغلة بمن في الحلم عنه وأصارع نفسي كي أظهر له أنني أهتم به . . . لكني لا أستطيع . . . إن كثيرين في الحلم يبدون لي أهم من زوجي .
يتضح جدا هنا حب الزوجة لزوجها, فهى بالرغم من محاولاتها المستمرة لنسيانها ذلك البعد, إلا أنه دائما يقتحم عليها حتى حلمه. فهل نحلم بمن لا نحبه؟؟؟
سألها : أمازال زوجك في رحلاته التي لا تنتهي ؟ أجابت : إنها طبيعة عمله . . . ماذا نفعل ؟ قال : واضح يا مدام أنك تنتقمين منه في الحلم . بتعجب قالت : أنتقم منه ؟؟ أنا أحبه . أحبه جدًا . . . وهو يحبني . نعم يحبني . ثم بدت عليها علامات الدهشة الشديدة وهي تقول : الحياة والعمل والالتزامات فرضت علينا هذا . . . لكن . . . أنا أحبه . . . نعم أحبه .
إن البطلة هنا لو لم تكن تحب زوجها لما تعجبت أبدا من السؤال, ولكان الباطن ظهر فجأة, وكان رد الفعل التلقائي وقتها سيكون الصمت أو التحاشي أو التجاهلز ثم إن تكرارها المستمر قد يأخذه البعض على أنه عدم ثقة في نفسه, وقد يذهب في طريق آخر وهو التأكيد على حبها لزوجها الغائب.
ـ يا مدام : . . . هذه ظاهرة كثيرًا ما تتكرر . . . نحن لا نستطيع أن نخدع عقلنا الباطن . . . ولا نستطيع أن نتحايل على المشاعر والأحاسيس والرغبات المكبوتة بفعل الظروف المزعومة فكل المحاولات تكون ظاهرية . إنها قناع رقيق جدًا شفيف جدًا يفضح ما نعتقد أنه مستور تحته .
ـ لا لا لا ؛ أنا أحبه . . . إن بيننا عشرة وقربى .
ـ لا تكذبي على نفسك يا مدام . انتفضت واقفة جزعة . . . في هدوء سيطرت على انفعالها . . . جلست . أمسكت بفنجان القهوة . . . الفنجان فارغ إلا من الرواسب . . . أمعنت فيه النظر وكأنها تنظر في قاع جوانيتها . قالت : دعك من علم النفس وصدقني . صدقني . أنا أحبه . أحبه على الرغم من رحلاته . . . أنا فعلاً أحبه . شملها بحنان عينيه . . . غمرها بنظرة ساهمة كأنه يقتحمها . تتمتم : أحبه . أحبه . . . نعم نعم . أنا أحبه . إنه زوجي . زوجي رغم كل شيء .
قاد الشيطان معركته بدهاء وبرغم كل ما يكتنف البطلة من ألم لغياب زوجها عنها روحيا وجسديا, والألم للخلافات بينهما , إلا أنها لا تتوقف عن ترديد الحب لنفسها, وله. ويظهر التنازع واضحا في وقوفها وجلوسها وشرودها وتدقيقها في الرواسب, تشتق منها كنهة حياتها المرة كالرواسب. ربما هو خطأ نفسي وقعت فيه رغما عنها مرده فراغ عاطفي أوقعها في شرود داخل اللا وعي.
باغتها بهمس : متى كانت آخر مرة ؟
قالت وكأنها لا تشعر والكلام يسيل على شفتيها : منذ سنة ونصف . منذ 559 يومًا . قال وماذا تفعلين ؟
ـ أنام .
ـ وفي أيام عطلته ؟
ـ ينام في حجرته الخاصة .
ـ وماذا تفعلين ؟
ـ أحلم .
ـ وأولادك؟
ـ فضلوا أن يعيشوا عند أمي ليتحاشوا ما ينشب من مشكلات بيني وأبيهم .
ـ ألم أقل لك إني أستطيع أن أعرف ما يدور بداخلك .
ـ وهل عرفت ما يدور بداخلي ؟ بالله عليك لا تتمادى . أنا فعلاً أحبه .
ـ واضح . واضح . وهز رأسه مبتسمًا عن تنهيدة رقيقة حالمة محولاً الكلام إلى غير الموضوع . إن براعة الكوافير والماكيير واضحة يا مدام .
ـ وهل لفت ذلك انتباهك ؟ حملت حقيبة يدها ومعطفها تستعد للانصراف فلم يأت أحد من الزملاء . بل لم يأت الكثيرون من الموظفين ، فلم تزل السماء تمطر ما زال البرد يخيم على المدينة ، وقد اقترب وقت العمل من الانقضاء . حتى المدير لم يأت . . .ضاعت الفرصة على دارس علم النفس .
استغل الرفيق الشيطاني شرودها فتدخل في أمور خاصة أجابت هي عليها -من وجهة نظر محايدة جدا- وهي تحت تأثير صدمتها النفسية, فأصبحت وكأنها تكلم نفسها. لكن خروجها وعدم تماديها مع رفيقها في الحجرة دليلا على استيقاظها من صدمتها, وأتي القاص بعبارته التي تؤكد للمتلقي أن الفرصة فوتت على الشيطان.
في السيارة كانت ترتسم خيالات كثيرة وكثيفة على الزجاج تأتي بها ماسحات المطر وتزيلها مع القطرات لتأت بغيرها . . . كان احتكاك الماسحات بالزجاج يوحي لها. . . إنها مازالت تسمع وترى خيالاتها وترسم أحلام ليلتها . . . إنها تصر على أن تكون هذه الليلة معوضة لكل الأيام والليالي الفائتة . . . إن الزوج سيعود من رحلته الليلة وستلتهمه التهامًا .
هذه الفقرة دليلا قويا على تحليلي, فهي لم تستغرق ثانية واحدة للتفكير في كلام الرفيق, بقدر ما ملا عليها طيف زوجها والتفكير فيه, واحتياجها لها- ملأ كل كيانها. تداخل العامل البيئي الخارجي في ابداع مع حالتها النفسية, وظهر ذلك واضحا في الماسحات التي تزيل القطرات وتأتي غيرها في دورية مستمرة, وكأن الماسحات المعبرة عن كل الظروف ومنها الرفيق الشيطاني الدخيل, لن تقدر أبدا على اخفاء القطرات , فهما محت, ستأتي قطرات أخرى تحمل الأمل وتمحي الألم.
وصلت إلى منزلها . . . فتحت الباب في هدوء شديد . . . دخلت في صمت أشد من الصمت الذي يعم المكان . . . بعد نصف ساعة خرجت من الحمام تلف نفسها . . . تفوح منها عطور كأنها صنعت لها خصيصًا . . . تتحرك في خفة كأنها فارقت الأربعين إلى العشرين . . . إنها ترى زوجها في كل مكان . . . ومن حولها . . . ومن تحتها . . . تحلم بكل ما سيحدث في المساء . . . تنتظر منتصف الليل . . .
كيف يمكن لزوجة خائنة أو مستهترة تحلم بزوجها بكل هذا العنف ويحتل كيانها كمل هذا الاحتلال. أعتقد من نابع تحليلي فلسفي محض, أنها عاشقة حتى النخاع.
يدق جرس الباب . . . تنتبه . . . تتعجب . . . لا أحد يزورها . خصوصًا في هذا الوقت من الظهيرة ، وفي هذا الجو الماطر الراعد . . . لابد أنه زوجي . . . لابد أنه قدم موعد العودة . . .
إن الشيء الوحيد الذي يجعلها تفتح الباب وهي شبه عارية هو الأمل بداخلها أن الزوج الحبيب هو القادم, برغم كون موعد رجوعه قد تغير, لكنها تعرف وتوقن أنه عائد لذا انتظرته وتهيأت له.
تفتح الباب متحفزة . . . إنه هو . . . إنه دارس علم النفس . . .
بداية النهاية وترقب ...
مد يده ليصافحها . . . مدت يدها في صمت لفهما
هنا المفارقة التي استدعت اتشتت عند القاريء, فالقاص لم يشير لكونها صافحته, فهي مدت يدها... فهل مدتها لتصافحه, أو لتصفعه وتبعده؟؟؟؟؟
. . . يغرقان في نظرة عميقة . . .
ما دلالة هذه النظرة؟؟؟ وما أبجديات عمقها؟؟؟؟
على عكس ما قد يفهم, هي نظرة عميقة فهم هو منها بعد يدها التي امتدت أنها لزوجها فقط, وليست نظرة مفادها ضععفها.
أغلقا الباب . . . ملأ الدفء المكان . . .
هنا النهاية العبقرية, إن غلق الباب يحتمل أن يكون للداخل أو للخارج, بمعنى أغلق الباب وهو بالداخل أم وهو بالخارج؟؟؟
وقد يكون الغلق نفسي بما يتطلبه لكلا الشخصيتين , هي أغلقت الباب على ابهام محاولته, وهو أغلقه عن تكرار المحاولة؟
هل الدفء الذي شاع بالمكان مرده خطيئة وقعت, أم مرده سكينة نفس وراحة, ودفء اخترقها مرده حبها لزوجها ووفاءها.
إن القصة بما تحمله فتحت الباب لاحتمالين وأشارت بعض الأماكن القصية لكلاهما, لكن القارىء الذي يميل للإتهام دوما والتسرع سلك اتجاها ربما يكون غير مقصود لدى القاص. لكنه أكيد نقطة ضعف في القصة _ في مخاطبة الشريحة الكبيرة من جمهور المتلقي_ تجعلني عى حبي لها, أشير أنا أيضا ببعض التعديل فيها , إن كان القصد كمل ذهبت إليه.
عفوا سيدي عساه تحليلي لم يشطط ولم يشوه اجتماعيتك الاجتماعية النفسية الهادفة!!!
شذى الوردة , وتقدير واحترام
د. نجلاء طمان
الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!
المغازي
يعجبني في هذا النوع من السرد هذا التوافق الرهيب بين " روتين " حياة هذه الباحثة عن الدفء ورصانة السرد وهدوئه .. تقرأ فتنتقل إليك مشاعر الشخوص إلى حد أنك أحيانا تتقمص دورهم أو تقف موقفهم .. حتى النهاية كانت مفاجأة هادئة ،، لست أدري كيف تكون المفاجأة هادئة ،، ولكنها فعلا هي كذلك ..
قدرة فائقة على إظهار المخزون النفسي للشخوص ,,, قد تكون عالم نفس بدورك . ربما . القصة ممتعة خصوصا في لغتها الحالمة عند الحلم والغامزة عند الغمز والمرحة عند المرح والمجنونة عند الجنون .... أكاد أقول إنها لغة سنمائية إذا لم تخني العبارة ..
ما كنتُ أدري بأنّ الشِّعر يغرقـــني = من قمّة الرّأس حتّى أخمص القـدم
الصديق مأمون
ببراعتك المعتادة ، وبأسلوب مختلف هذه المرة قدمت لنا هذه الشخصية . المرأة التي تبدو ، أو تحاول أن تبدو أقرب إلى الكمال ، وببراعة جعلت خطوطا منها تتسرب إلى القارىء ، فيبادر بدوره إلى التشكيك بابتسامتها المتقنة ، ومرحها الدائم ونمط حركتها الثابت الدقيق ، ودفءعلاقتها بالجميع مهما كانت رتبهم ، ذلك الدفء الذي يستشعره القارىء ويندهش .
كأني بالقاص أراد عامدا متعمدا أن يشارك القارىء في استلهام سير الحدث ، أو بوضع مبررات مسبقة لما سيكون . فإن كان هكذا فهل يعني ذلك تبرير النهاية التي تهيأنا لها ؟ وإن لم يكن كذلك ، فهل يعني جعلنا نأخذ موقفا ما من الشخصية ؟
في الحالتين وصلت إلى المراد . امرأة ما تزال في مرحلة عمرية قادرة على الحب ، تعيش جدب المشاعر مستعينة بالمكابرة التي هي سلاح العاجز ، الذي يفضل أن يعيش مع الوهم على أن يتخذ موقفا واضحا .
رغم الصورة المتماسكة التي قدمت لنا فيها تلك المرأة نفسها وهذا قناع دفاعي ، سقط عند أول موقف حياتي حقيقي ، بغض النظر من قبلها عن سوية الموقف أو عدم سويته .
طبعا يحدث مثل هذا في الواقع أحيانا ، إلا أنه يصدر عادة من شخصية جاهلة غير سوية أو لديها استعداد خفي وكامن للانحراف . الوضع الطبيعيإذا أن ما أوجده القارىء من ميررات لن تنجح ، بل ستسقط كما سقط القناع ، لأن الدفء يعني الحب الحقيقي السوي ، وعكسه تماما ما حدث لها .
قراءة سريعة مأمون .
تحياتي أيها الأديب .
كل عام وأنتم بخير .
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي"
الأستاذ القاص المبدع : محمد سامي البوهي ،
مرحبًأ بك ، وكل الشكر لهذه القراءة التي قدمت هنا ، والتي لها طابعها الخاص بالتأكيد والتي فتحت أمامي رؤى جديدة ، بل وحفزتني للكتابة ، وأنت أعلم بأني لا أناقش القراء والنقاد في آرائهم ما داموا لا يحيدون عن الخط الأساسي للعمل وذلك لأن العمل ملك لهم ، ورأيك محترم يا سيدي لكنك أعلم بأنني أقدر مسؤوليتي تجاه الإنسان وأعيها جيدًا ولا أحيد عنها في الكتابة ، وهذا أحد أسباب كتابة هذه القصة التي كتبت منذ خمس سنوات تقريبًا .
البوهي الجميل ،
كم أحب آراءك ...
محبتي واحترامي
مأمون
الأديب والأستاذ مأمون:
كلماتك كأنها(موسيقية تصويرية لمشهد يرقب فيلم أسود وأبيض)...الروعة في التصوير والحركة الدرامية متزاوجة في هذا النص بشكل مدهش.تستمتع به كنص أدبي وتشعر وكأنك أمام عدسة التلفاز تشاهد فيلما ما..الكلمات تنحني وتقول: دمت ودام قلمك، كنت منفعلة جدا مع هذا النص بكل شوق ولكن النهاية صدمتني كنهاية بطلة أما الكلمات والاسلوب فهما يبقيان في غاية الروعة..
عزة عزالدين