كان على المتروك هنا أن يسيرَ ..بصوبِ المكان و في جهة اللهْ
ـ يبنون في فوْهة النور قاعدة للصواريخ / تقفو المتاريس قافيتي لتصدَّ المجازْ ـ
ناديت وجهك يا حبيبة فاستطال السد/ كان الدرب أطول من ندائي
و الكلام هناك محجورُ عليهِ
و كان بعض الماء حيا حين نادى من بعيد صوته ..
يا قوم هذا مرسل لا تتبعوه
أي الجهات يسد جوعَكَ / أيها يرضاكَ ؟
و أي أرض الله متروك فتحسبه حماكَ ؟
هلّا سألت الريح من قد صار مالكهم هناكَ ؟
فمن أي زاوية سوف ينبت وجه النبيِّ ؟
و هل ثقّفَ الجوع أمعاءه / هل على وجهه صفرة الضعفاء ؟
على كم كمين تعلّق من حلمه في الفراغ ؟
و كم سيدا قامَ / كم سيدا يزمع الطعنَ في غفوة الذِّكر و الوجدِ ؟
هل قلتِ عينايَ أشهى من الوجدِ ؟
مات من مات ؟ / أم حيلةُ كي يصيحَ الجياع و أفيونة كالكلام ْ ؟
كلامكِ يخضر فيه الوجود سلاما
فقولي اعتنقتكَ / صبّي على جرح دهر مضى ما استطعتِ كلاما
يقولون سيدنا الموت ليس يصيب سوانا
إذن سيدُ يلتقي سيدا
و الطريق ارتمى منهكا في الطريق
إذا ما رأى سيدُ سيدا يرصف الدرب بينهما بالجياع و بالأمن / يشْجره بالعيالِ/ الحفاةِ
يقولون جاءَ لعلَّ السماءَ ستمطر عشبا و خبزا و ماءً غدا في الطريق
فمن أي زاوية سوف يفلت وجه النبي إذن يا يمانيّ*1 ؟
أعرف أن الذي سوف يخرج يخرج منّا و فينا
له وجه طفلٍ / به ندبة و بثور
قليلُ إذا ما يثور
على وجهه ينبت القمح / يفجعه الجدب / يلقي على وجهه لونه و يموت
له بقعة في الجبين ـ لعل إصابة َ عملٍ أساء التصافحَ معها ـ
و في ساقه رجفةُ / في نداءاته رعشةُ
ـ هل تقولين صوتي تربت رعشته فوق صدر المكان ؟ ـ
ربما كان يعبر نفس الطريق الذي كنت أعبر
لكن بين السماء و بين النبي و بين القبيلة ما ليس بيني و بين المكان
فمن أيِّ زاويةٍ سوف يبصرنا الله ؟ / في أيّ حالِ ؟
أحبكِ في كل حالِ
ـــــــــــــــ
يا الله
أعرف أني لست نبيك
لا أتشفع للأشياء بنفسي
بل أتشفع بالأشياء لنفسي
فبحق الطين و حق الماءِ
و بحق الطير و حق الريح و حق الشجر
و حق سماء من خلف سماءِ
و بحق الفقراء و حق الخبز المعبــودِ
و بحق الوطن المفقــودِ
و بحق الأرض
بحق الأرض
بحق الأرض
أناديكَ بما يرضيكَ
أتحشد بصفات جمالك يا رحمنْ
ماذا يبقى للإنسان من الإنسانْ ؟