بعيدة أنا عنك..
منك قريبة بأوجاعي..
أرافقك وأنت تتحولين..جرافة تسقطين الأسوار..
تفكين قيودا..تصافحين سلع الجار..
تعودين حاملة نصر الجياع..
أنت يا من على طاولة الضياع..
يقامر فيك صديقك العاري..
يا زهرة الشرق..يا نصف قرن من الصراع..
تصرخين..تزغردين..تحرضين..تمضين ببأس ..بإصرار..
تحملين تارة شموعا..وكالنبع تارة ..تتدفقين دموعا..
تغضبين..تسحقين بأقدامك القضبان..
تسحبين عن طريقك الوزر والعار..
غازية انت..تسابقين الريح ..كر الفرسان..
تهزمين الرعب..تنزفين كالجراح بالليل والنهار..
تترقبين في دامس الليل إقبال الزوار..
تنتظرين شروقا..تقتاتين من فرط فقر ..بشوك الصبار..
ترتوين كما المشتاق بعذوبة الانتظار..
طال انتظارك..وطال انتظاري..
أنا هنا..بعيدة عنك..قريبة منك بأوجاعي..
تنتفضين..ترمين بحجارة من سجيل..
جبابرة الأمصار....
تكسرين الأقفال..
تنطلقين ..فراشة ..لا تأبهين بالنار..
تصنعين النصر..
من يصنع الذل غير تيجان حرست ..
تحرس أمتعة اللصوص على بوابة الدار..
أنا هنا ..بعيدة عنك ..
منك قريبة بأوجاعي..
تسكنين كما الصخور جنب البحار..
تصعدين كالشمس فوق الجبال..
كالقمر في حالك الليالي ..
تكبرين..تكبرين ..كل يوم ..
كل يوم .. تكبرين.. في عيون الأحباب والخلان..
يا تحفة النضال..
يا صرخة الحرية الزلزال..
معشوقة الصغار والكبار..
يامن بياضك فيه وقاري..
سوادك راية انتصاري..
وحمرتك تضحية ثواري..