ما زلتُ اصطنع الخرافــات الدينية التي أتبعها منهجاً
ولكـــن
ما أن يوصدُ الموت بابه عليّ
سأخرج عنها
حتى أرى منازلاً هناك
...
في آفاق المملكة الإلهية الكبرى
هنالكَ موتى يخرجونَ عنها كل يوم وكل دقيقةٍ تسري في ساعة الحائط ، هنالكَ بشرٌ يصطنعونها ويتركونها ما أن يدخلوا ثغرة في قلب الأرض نبشَت ، هنالكَ عالمٌ ودينٌ آخرٌ لنا ولكُم ، لكن نحنُ ما فتئنا حتى غرسنا هذا الدين داخلنا .. نعم هو ديننا ولكن مؤقتاً نرتديه ..
.
.
يقولــونَ في أرضِ العــراقِ رهينةٌ وفي أرضِ الرهينةِ عراق
في الأرضِ عـــراق
وفي العـــراقِ رهينة
وفي الرهينةِ أرض
وفي الأرضِ عـــراق
وفي العراقِ موتى ، موتى يدخلونَ قبورهم من أبوابها ، يرتمون في أحضانِ التراب يقبلونَ الثرى ، موتى يعودون كي يركبوا الركبَ مع الباقين ، موتى ينثرونَ ماضيهم ، موتى يقولون :
في أرضِ العراقِ رهينةٌ وفي أرضِ الرهينةِ عراق
موتــى يحادثونَ موتى ، موتـــى يأتونَ موتى ، موتـــى يعيشون في ذاكرةِ موتــى
موتى يعرجونَ كل يومٍ هناك .. فوق هذي الأرضِ هناك سماء
وفي السماء ملاكٌ وإله ، إله الملاكِ آمرُه والملاكُ مأمورٌ يفعل ما يقولُ إلههُ ، يأتي طوعاً ليغــرسَ .... داخلنا ويقبضَ تلك التي ما فتئت لتعيش بعضَ سنينٍ ، ممهدةٌ الطريق إلى الهـلاك ..
في العراقِ
أرضٌ فيها إلهٌ جديد ، إلهُ الأيديولجيا وروما الجديدة
أيها السادة
لا تقرأوا علينا فرماناً من السلطان في البيتِ الأبيضِ ليقرأ علينا وصايا إلههِ
لكم إلهُكُم ولنا إلهُنا ..
.
.
نحنُ
سنأتي كل يومٍ كي نطمئن على حصى الأرضِ ، على أثوابِ الخيول ، على أسمدةِ الأرضِ ، على القمح والبيدر على أسوار المدينة كيف أمسَتْ
على قمرِ المساء كيف أضحى مستلقياً ، أما زالَ أم أنابْ ؟ ، سنأتيكُم في الأرضِ حيثُ ولدنا وحيث متنا ، حاملينَ ما كانَ معنا من حجارةٍ وبعضُ الخبزِ لنأكله إذا جعنا ، مدججين بذكرياتِ التراب والعنبر ..
.
.
كلماتُ الإلهِ تنتقينا واحداً واحدا ..
فكيف كنا وكيف صرنا ، في الأمسِ أوردنا الماء لنسقي به الحرثَ ظنناً منا أننا سنظل أحياءً
ولكن اليومَ أصبحَ الأمسَ والأمس اليوم
وغدٌ لنا ولكم
ولكم غدُكم ولنا غدُنا
إلهُكُم هناك وإلهُنا هنا
فأمهلوا الأرضَ حتى تترك لنا المكان ، كي نعبُد إلهنا ، واذهبوا أنتُم حيث شئتُم
مذكرات ما بعد ال 31 آذار من عام 2008