شاءت الأقدار وليتها لم تفعل
بأن جمعتني بهؤلاء الذين يكتبون كلمتين في أوائل الصفحات ، وكلمتين في أواخرها
و إن أسعفهم الحظ ، بكلمتين أخريين في أواسطها ، ويسمون أنفسهم شعراء
ليس عند هذا الحد فقط ، بل ويتهكمون على فحول وجهابذة الشعر أمثال
عنترة و إمرؤ القيس و المتنبي وإبن زيدون
فما كان مني إلا هذا الرد عليهم بقصيدتي
الذود عن القريض من تهكم البغيض
|
إصعق كما صعق الخبيثَ شهابٌ |
لا يجدين مع السفيه عتاب |
أنا ما سعيت إلى الحديث لإنه |
صمتي بلاغة شاعر وجواب |
لا تشعلوا نار الضروس1 فإنكم |
يا هؤلاء غشاوة وسراب |
بقصيدة الشعر الجميلة أرمكم |
ليت القتال خناجر وحراب |
يا ليت حربي بالسيوف فعندها |
سأكون نعم الفارس اللهاب |
أجتث منهم كل من وطيء الثرى |
عل الفؤاد يشب وهو مصاب |
( لهفي على الفصحى رماها جاهل ) |
لا يفقهن وجهله غلاب |
أمعنت ما أمعنت في كلماتهم |
منهن يشكو الصرف والإعراب |
عبث يقول الجاهلون ويكتبوا |
فيئن أنات الأنين كتاب |
من أين أبدأ يا رفاق بلاغتي |
بكت الشباب وناحت الشياب |
يتهكمون على القريض وكلهم |
حمقى بأبواب القريض ذباب |
دانوا القصيد بغلهم وبحقدهم |
نهشوا كما نهش الحريرَ ذئابٌ |
لا تحسبوا أني غدوت أهابكم |
ما كان سيف للوضيع يهاب |
نبحوا كما نبحت كلاب عصابة |
قبلوا العظام بضرسهم والناب |
حاشاني أوردت الكلاب مؤنبا |
إن الكلاب وفية و صحاب |
قم من ثراك (إبن الحسين)2 فإنها |
(كندا)3 تئن وبدرها يرتاب |
هل كان عنترة إبن عبس منشداً |
شعراً بغير ترقرق ينساب |
عتبي على دور الثقافة أنها |
منحت وسادت يومها ألقاب |
عتبي على النقاد كيف تواطئوا |
لمّا غشاهم غيهب ونقاب |
الشعر أسمى بالبحور ووزنها |
فالشعر تكتب نزفه الأهداب |
الشعر يبقى إن تغير عهده |
دررا وقد يتغير الكتّاب |
للشعر في كل الحصون منابر |
و له بكل مدينة محراب |
|
|
معاني الكلمات
الضروس /// المقصود بها الحرب
ابن الحسين // المتنبى ( وهو الاحمد بن الحسين بن الحسن الكندي )
كندا /// المدينة التي ولد فيها المتنبى