________________________________________
* ’’ كَم يُكلفني أنْ أحبُّكَ كَمَا أحبُّك! ”
يقولون الحب معركةً لا رابح فيها!
في الحقيقة أنا من يقول ولا أدري إن كان هناك قوّالون سابقون.
منذ البداية ندخلها مدججين بكل أمنياتنا اللاهباتِ و أحلامنا السافرات؛
ليس غريباً إذن أن نخسر في أول انتصار، الغريب أننا نحوّل هزائمنا لمشاجب قصائد !!
لعلّك تلاحظُ أني كففتُ عن عادةِ انتظارك ، ولأكونَ صادقةً أكثر لم أعد أذكر أيُّنا اختار الرحيل.
غير أني و بيقينٍ هادىء أعرفُ أنها رحلةَ اللاعودة .
لن أتوقعك في آخر صفوف المستقبلين في باحةِ المطار ولا أظنك تنتظر تلويحتي الخفية في محطتك القادمة!
لن أتظاهر بالشفاء منك ، لكن سأعطي إرادتي نجمة استحقاق عن كل مرةٍ تنجح في إقصائك عن دربي!
ليس أكثر من التماع قطرة ندى على زجاج سيارتي صباحاً ليبزغ هاجس حنينٍ لازال قرار إعدامه قيد سفر!
لطالما آمنت أن الحنين جنين المطر، يولدُ مع كل قطرةٍ حنينٌ يملأ الأرصفةَ بأجنّةِ عشقٍ تركض بلا أقدام ؛ عرايا متحررين من ذرائع الدفء بحجة البلل !
كم من حنينٍ بيننا انشطر إلى ظلّين خاصمتهما المظلة يلهثانِ بلا تعب ، تصعد زفراتهما بمزيدٍ من عطش!!
قل لي : هل كنّا حقاً نحتاج لذريعة المطر حتى نطلقُ صافرة الشوق ؟
- أخيراً أنتِ!
- أخيراً أنتَ بلا مطرٍ، بلا حمّى !
- أفهم المطر ، ماذا عن الحمّى ؟
- هي أيضاً تنجب الحنين!
تتهمني دوماً بعقدة الغرب لتفضيلي أمطار صيفهم على رطوبة المشرق ! كم مرة أعترف لك أني لا أفعل سوى أني أطارد الشتاء، هو تذكرتي إليك!
تتمتم ساخراً بنشازٍ أحببت لأجله فيروز : حبيت في الصيف حبيت في الشتي
- لا يا عم ، صيفنا عقيمٌ لا يُنجب . دعني أوفر كل طاقة حبٍ مخزوناً للشتاءات القادمة.
- حتى متى أبقى معكِ محكوماً بالمطارات و القطاراتِ و المقاهي الباردة؟
-حتى تُفلس أو أموت !
الصيفُ يفقد إيقاعه إذن هذا العام في دوزولدورف؟
لابأس ، لم أعد مضطرة لاختراع كذبة الآيس كريم حتى أراك .
ولن أتسلل من خلف الجميع لأدسَّ تحت قبعتك جدول رحلاتنا مرفقاً ببطاقة سويس باس تسهّل لي مشقّة مطاردةِ عينيك !
تعرف ماذا ؟ سألحّ عليهم أن ننحدر شمالاً ، باتجاه فالس ربما !
ستكون لي أخيراً ذاكرة لا تتعرف عليك !