|
عِرْضِي و عرْضُ أبِي فِدًى لحبيبي |
و الأهل كلّهمُ فدًى لطبيبي |
رجلٌ وحيدٌ قد أقام حضارةً |
كالشَّمس في الآفاق دون غُروب |
كالشّمس ساطعةً تنيرُ لأمّةٍ |
تاهتْ قُرونًا في متاهةِ حُوبِ |
هذا لعَمْرِي حُجَّةٌ و قرينةٌ |
كالسيف يبرُق فوق كلِّ كذوب |
أيُسَبُّ أحمدُ لا أبا لكمُ وقدْ |
حنّتْ له جِذْعٌ حنينَ حبيبِ !؟ |
لَمْ تَطْمَئِنْ حتّى أتاها حانيا |
و أزال عنها غُمَّةَ المكروبِ |
اللهُ يشهدُ و الملائكُ أنّهُ |
أزكى نبيٍّ رغم أنفِ كَذُوب |
نارُ المجوسِ خَبَتْ لَدَى ميلاده |
و هي الّتي ما أُطْفِئَتْ لِحُقُوبِ |
و قبَيْلَهُ جيشٌ لأَبْرَهَة انْزَوَى |
و غَدَا كَعَصْفٍ تَحْتَ وَطْأَةِ طُوبِ |
هذا الذي ما خان قطُّ أمانةً |
يَرْعَى العهودَ و لو أتتْ من ذيبِ |
لم يرتجِ النصرَ المبينَ لجهده |
إلاَّ منَ المولَى بكلِّ دروبِ |
كم ليلةٍ ما ذاق فيها غمضةً |
يرجو الهُدَى لقبائلٍ و شُعُوبِ |
كمْ مِنْ فَيَافٍ خاضها مُتَرَجِّلاً |
يدعو القبائلَ جهرةً : لتؤوبِي |
هذا الذي حِيزَتْ له الدُّنيا فَلَمْ |
ينقِمْ على الأعداءِ بالتَّثْرِيبِ |
بلْ قَدْ عَفَا عنهمْ و ألزَم نفسَهُ |
حِلْماً و أَلْجَمَ جَهْلَ كلِّ غَضُوبِ |
سمْحُ السّجيَّةِ ليس في أخلاقه |
قِطْمِيرُ شَيْنٍ أوْ قَلِيلُ عُيُوبِ |
أَوْفَى الخلائقِ ذمّةً و كرامةً |
و الجُودُ مِنْ يَدِهِ شديدُ هُبُوبِ |
مَالِي أراكمْ سَادِرِينَ بِغِيِّكُمْ |
يا أمَّةَ الظُّلُماتِ وَيْحَكِ تُوبِي |
هذا رسولُ اللهِ حقًّا فانْتَهِي |
أخشَى عليكِ خسارةً فَتَخِيبِي |
هَذِي خلائقكُمْ تفيضُ سفاهةً |
و خلائقُ الماحي تضوع كطِيبِ |
فإذا نطقْنا بالحقائق مرّةً |
دارَيْتُمُ التحقيقَ بالتكذيب |
سلِّمْ على زمنٍ مضى بِرِجَاله |
كانوا دعاةََ هدايةٍ لِشُعوبِ |
نشروا الهدى نورًا بكلّ شجاعةٍ |
و دَعَوْا جميع الناس بالتّرغِيبِ |
يا خيرَ خلْقِ اللهِ كُلِّهِمُ لَقَدْ |
أدَّيْتَ ما كُلِّفْتَ غيْرَ لَغُوبِ |
لِلَّهِ دَرُّكَ منْ نبيٍّ مُـرْسلٍ |
أنْقَذْتَ كلَّ الناسِ منْ تَعذيب |
طابتْ بلادٌ قد ثَوَيْتَ بأرضها |
وَغَدَا ثَرَاهَا طيّبًا كالطِّيبِ |