كنت قد كتبت هذه القصيدة في وفاة الأديبة الجليلة الراحلة ( حنان الأغا ) ولكن شغلتني شواغل الدنيا عن أن أقدمها لكم وهاأنذا على غفلة من الشواغل أطرحها بين أيديكم مهديها إلى روح أديبتنا الراحلة راجيا الله تعالي أن يتغمد الفقيدة برحمته وأن يسكنها فسيح جناته وأن يلهمنا الصبر والسلوان إنه ولي ذلك ومولاه
( كفوا لسان المراثي إنها ترف عن سائر الموت هذا الموت يختلف ) ولا تقولوا بأن ( حنان ) قد رحلت ولا تصيحوا ولا يأخذكم اللهف فإنها غابت عنا بصورتها لكنّ ميراثها كالزهر يقتطف وصوتها في زوايا البيت نسمعه وعطرها في عبير الحب يأتلف كم أسرج القلب نورا من براءتها وكم تسلى بحلو حديثها الدنف وكم أطل صباح عند طلعتها فأصبح الليل خوف الصبح ينكسف ولا يموت الذي ميراثه قلم يسطر الحق لا يخشى ويرتجف لكن يموت الذي في الغي منتكس ومداد أقلامه التسفيه والخرف إني وقفت على قبر تضمنها فخلت تربته لجمالها تصف وتقول إن ( حنان ) اليوم في شغل على الأرائك حلو الزهر تقتطف وعن يمين لها حوراء تخدمها وقد تلاقت بخيرات لها سلفوا وقد تناثر فوق نصيفها درر وألف تاج لطيب جبينها اكتنفوا هذا رجائي لعل الله منجزه والله أسأل أن يعطيك ما أصف إني لأكتب في شوق وفي شغف والشوق يدفع للأحزان والشغف لكنّ نؤمل أن نلقاك في غدنا في ظل دوحة رحمن بها سعف حيث النبي وأصحاب النبي بها والكل تحت ظلال العرش مؤتلف لكن أقول لمن صاحوا ومن جزعوا ( كفوا لسان المراثي إنها ترف )
بقلم
محمود جابر