|
لحدٌ يُشَقُّ بِأعظمٍ .. مشهودُ |
والدافنونَ .. الميتونَ .. بَديدُ |
لحدٌ حوى الشعبَ المضمخ بالردى |
أكفانه .. من جلدهِ .. معقودُ |
هل يا تُرى الأشباحُ بُثّتْ في ثرى |
رفحٍ يُسائِل عن هواها الدودُ |
أمْ أنّ قاتلها يُسابقُ نيلهُ |
كَرَماً .. يُمزِقُها .. دماها الجودُ |
قل لي.. فما بالُ الأخاديدُ التي |
شُقّتْ لها .. والمحفرُ الصِنديدُ؟! |
ما بالُ أضرِحة الحدودِ تبدّلتْ |
رُصِفتْ بها والنازلين .. كُبودُ |
ما عادَ مِن شُغُلٍ يُراودُ غزةً |
غير انتشالِ الموتِ حينَ يَسودُ |
فالمرأةُ الثكلاءُ تَحمِلُ طِفلها |
نعشاً تُهدهدُ بالدماءِ الغِيدُ |
والدّمعُ يُنضَحُ مِن أبٍ .. أجفانهُ |
كالجُبَّ .. دَفَّقه الضنى المفقودُ |
ما عاد في عيشَ الكفاف سوى الذي |
يُبقي الذي في أرضهِ .. موؤدُ |
فتراهُ في ظَلفِ المعيشةِ يستقي |
من غيظهِ .. نبعُ الإباءِ .. صَديدُ |
ويرى بعينِ القهرِ جُثةَ مؤمنٍ |
سُلِبَ الحياةَ .. وقيدتهُ حدودُ |
يا أينَ قُطزُ الأمسِ كان مُظفراً |
عجباً.. أيُعقلُ أنهُ.. المصفودُ! |
وبعينِ جالوتَ التتارُ .. تبددتْ |
واليوم نحنُ البائدونَ .. الصيدُ؟!! |
ما بالُ أيامِ ( الفُضولِ ) وحلفهِ |
حَنثتْ به في العالمينَ .. عبيدُ |
كم صيحةٍ هَزأتْ بها أصداؤها |
إذ لم يكن لّبى الندا .. رعديدُ |
كم دمعةٍ سُكِبتْ وجفّ مَعينها |
كمداً .. يُشققُ جفنها التنديدُ |
يا حوبة القلبِ المسجى .. ضِلعهُ |
قبرٌ .. وكلُ وصيةٍ .. تنهيدُ |
تتخطف الأملُ الرؤى فكأنما |
ما عاد في الكونِ المُؤمل ..عِيدُ |
يا غزةَ الشهداءِ صبراً .. إنما |
في الكَرَّةِ الكُبرى تُبادُ يهودُ |
قد محّصَ البأسُ القلوبَ وهكذا |
في النارِ يُصقلُ كي يُنَضَّ حديدُ |
وغداً سَنُبصرُ للخؤونِ تَعثّراً |
إنْ فُجَّ رأسٌ أو تَمزقَ جِيدُ |
فدِماؤنا مَزجت بكل رصاصةٍ |
بارودها .. فتشهّدَ البارودُ |
وفَداؤنا ما كَلَّ .. أسرجَ عزمهُ |
وبصهلِ حَمْحَمَةِ الجيادِ .. يَعودُ |