كتبت قديمًا عند نشر صورة اغتيال الطفل محمد الدرة
أذكرها في الذكرى الستين للاحتلال اليهودي لمسرى خاتم الأنبياء وسيد المرسلين
شجب وتنديد والبعض قدم التهاني!!!
إحساس عيد فهمي
***
**
*[/size] مستوحاة على لسان والد الطفل الشهيد محمد الدرة
صمتا
صمتًا فقد وأد الكلام كرامتي صمتًا فقد أعمى الكلام بصيرتي صمتًا فقد ذهب الكلام بعزّتي صمتًا فقد أثنى الكلام عزيمتي صمتًا فقد أودى الكلام بدًرّتي
وفقدتُ وعيي عند سفكِ دمائه----------------
----------------فكفى كلاما أمتي ولتصمتي
***
*
***
ماذا دهاكِ؟
ماذا دهاكِ بكل ملهى تطربينْ ماذا دهاكِ بكل نادِ تنشدينْ ماذا دهاكِ بكل وادٍ تشجبينْ في كل عامٍ ألفَ طفلٍ تدفنينْ لا تملكينَ سوى البكاءِ أو الأنينْ ماذا دهاكِ أبعدَ هذا ترقصينْ
ولّى الشبابُ وكنتِ فيهِ رزينةً----------------
----------------عارٌ عليكِ أفي المشيبِ تعربدينْ
***
*
***
مضتِ القرون
مضتِ القرونُ وأنتِ في العلياءِ بدرْ في كل وِردٍ يعتليكِ وكل صَدرِْ إكليلُ مجدٍ والكرامةُ فيهِ فخرْ وجماجمُ الأبطالِ حولَ الجِيدِ زهرْ فأراكِ قد جرّ دتِ نفسكِ منذ دهرْ وطعنتِ ظهركِ بالهوانِ وقلتِ غدرْ لا تكذبي ... وتذكري قومًا ببدرْ
كانوا قليلا عدّهم لكنّهم----------------
----------------قهروا الجموعَ ودُكّ بالإيمانِ كفرْ
***
*
***
يا أمة الإسلام
يا أمة الإسلامِ والقرآنِ ... لا ما كان دينُكِ أن أُذلّ وأُبتلَى وابني صغيري فوق حِجري يُقتلا وأرى أخي وابنَ العروبةِ هلّلا بالسّلم للطاغي وثأري أهملا قد كنتُ أحسبُ أنّ دينكِ للعُلا
إن كان دينُكِ يستبيحُ كرامتي----------------
----------------فلقد كفرتُ به فسُلّي الأَنْصُلا
***
*
***
قد فاض كيلي
قد فاضَ كيلي منكمُ يا مسلمونْ أترونَ أني قد كفرتُ ... فكفرونْ ولْتُحضروا أحجار طفلي وارجمونْ أبكي على ولدي وأنتم تضحكونْ ويمزّق الحزن الفؤاد فتنشدونْ شعرًا سُدىً وتندّدونَ وتَشجبونْ تتمتعونَ لأنّكم لكمُ البنونْ
وأنا الذي فقد ابنَه لا ما كفر----------------
----------------تُ وإنكمْ في كلّ يومٍ تكفرونْ
***
*
***
خمسون عاما
خمسون عامًا في احتلالٍ كالظلامْ خمسون عامًا في قيامٍ لا أنامْ وأُذلّ نفسي للخنازيرِ اللئامْ وحملتُ طِين الأرضِ كي يحيا الغلامْ لِيُعيدَ لي عِرضي وعزّي بالحُسامْ فعروبتي وأنا دعاةٌ للسلامْ
قتلوهُ طفلاً كنتُ أرجو عمرَهُ----------------
----------------فلعنتُ نفسي والعروبةَ والسلامْ
المقصود بالسلام هنا السلم المذكور في قوله تعالى: (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون) أما السلام بمعناه الشرعي فغير وارد هنا لأنه اسم من أسماء الله الحسنى وهو واضح
***
*
***
خمسون عاما
خمسون عامًا أدفنُ الحُلْم الجميلْ وأُشيّعُ الأبطالَ جيلاً بعد جيلْ في كلّ يومٍ بلْ أقلّ لنا قتيلْ صبرا وشاتيلا وقانا والخليل بلْ هل نسينا حرقَ أقصانا الجليلْ عُمُرٌ كرهنا عيشه عمرٌ ثقيلْ
لو بِيعَ في سُوق البهائمِ عمرنا----------------
----------------لاستنكفتْ من سخرةِ الذلّ الذليلْ
***
*
***
يا قومِ
يا قومِ قد خارتْ قواي فجئتُكمْ ووضعتُ خدّي موطئًا لنعالِكمْ أعوي كجَروٍ أستجيرُ بنصركمْ إني أبٌ وابني القتيلُ هو ابنُكم صدري به قلبٌ وينبض مثلكمْ فتوحّدوا كي تُرهبوا أعداءكمْ
حتى متى تتفرقون شراذمًا----------------
----------------أوليسَ من رجلٍ ليجمعَ شملكمْ
***
*
***
إنّي غبيّ
إنّي غبيٌّ فاستبيحوا اليومَ سبَّي إنّي غبيٌّ فالعنونِ بكلّ دربِ إنّي غبيٌّ بلْ وكلبٌ وابنُ كلبِ إذ من دعاةٍ للسلامِ رجوتُ طبِّي ورجوتُ من أهل الكلامِ قيامَ حربِ وظللتُ مغبونا أدينُ لكمْ بحبّي
قد كنتُ أدعو بالحياة لكم زمانًا----------------
----------------إنّي عليكمْ سوفَ أدعو اليومَ ربّي
***
*
***
يا رب
يا ربِّ ما لي غير بابك أطرقُ هذي جموعُ المسلمين تفرّقوا عني وأبوابًا بوجهي أغلقوا وصرختُ فيهم للجهادِ فهرطقوا واستغشَوا الثوبَ الذليلَ وصفّقوا خطبوا المهانةَ والكرامةَ طلّقوا فاطمِسْ على أموالِهمْ كي يملقوا
واحرقْ قلوبهمُ على أبنائهمْ----------------
----------------لِيُكابِدُوا ما بي وعهدي يَصْدقوا
***
*
***
غفرانك اللهم
غفرانكَ اللهمّ فاغفرْ زلّتي ما كنتُ أقصدُ ما نطقْتُ بغضبتي باللهِ لا تقبلْ إلهي دعوتي مهما يكونُ فهذه هيَ أمّتي وأولاءِ همْ قومي وأهلي إخوتي وذَهابُ قوّتهمْ نهايةُ قوّتي
فاحفظْ لهم أطفالَهم وشبابَهم----------------
----------------فلعلّ منهم من يعيدُ كرامتي
***
*
***كتبه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي
الحسيني الهاشمي