أختي نضال:
لم أقل بمحاربة أو مقاطعة الحداثة إلا بما يسيء لديننا أو يشوه جمال أدبنا الذي يشهد له كل منصف بالتفوق. سيدتي أنا أكتب بلغات أجنبية وصلت فيها إلى حد من النجاح كبير ولعلك ترين قصائدي بالغربية والتي تميل إلى الأصالة والالتزام الواضح بأدبنا العربي الأصيل الراسخ. أفلا يعني لك نجاحي هنا وهناك شيئاً؟؟ أليس لكل أدب مواصفاته وأساليبه؟؟ ... إنني ما أردت أن أتطرق لمثل هذا إلا بما يكفي لأعلن أنني مع الحداثة الهادفة المثمرة وضد كل العبث الذي يقترف باسمها ولا أن أتطرق حتى لأصل الحوار إلا بما يوضح أننا ضد مثل هذا الأدب الذي يعتمد كلمات ذات رمز وقداسة لمعان غير متفقة مع السياق وكذا لنعلن عدم موافقتنا لأسلوب الغلظة في الرد.
على العموم لا أتفق تماماً مع أخي حنظلة في مسألة أن العلاقة بالله هي علاقة ثواب وعقاب ورغب ورهب ولا أوافقك بأن الله محبه وإنما جعلنا أمة وسطاً وأنا في هذا أؤمن بأن مبدأ الثواب والعقاب هو المبدأ العام وأن حب الله والتعبير عن هذا الحب بالعمل الصالح والتقوى في القول والعمل واستحضاره تعالى في كل قول وفعل والحرص على أن لا نأتي ما يكرهه الخالق (الحبيب) أو يغصبه هو علاقة خاصة يبلغها الخاصة ممن اصطفى ربنا. أما الحب الصوفي والحديث عن حب الله حبنا غيرنا من البشر فهذه بدعة وكل بدعة ضلالة. إن حب الله يكون باستحضاره في كل أمر والحرص على حسن عبادته وتقواه ورضوانه.
مهما يكن من أمر فإنني سعيد بأي حوار مثمر يوصل إلى فائدة ويلتزم أدب الحوار بما يوافق توجه الواحة.
تحياتي للجميع