عن البوح توقفت جداولها ....
ذوت أنشودة الماء وعاد الرمل لمسرح الحياة ..قطّعت أشجارها وانتحرت على هشيم الأغصان عصافيرها ...
وعلى ذبول الأوراق تجرّد الزهر من عطره وافتقد الفراش وسائد يضم حنينها ألوانه الزاهية .
أضحت قفاراً يسكن الفقد والنوح عريّها كمحفظة لم يترك القمار فيها شيئا ...
تلك غابة الحرف التي أمتلكها وذاك حديث الظن زرعته على ألسنة الشكوك مخاوفي .
لم يحدث هذا ولن يحدث حتى يضع آخر نفس من عطرك المسكوب في رئتي استقالته أمامي فأقبلها وأغادر هذه الدنيا .........
يا ربيعاً تغنّت به سهول العمر :
أنا وأنتِ في جسد الحرف توأمان سياميان حاول أبرع جرّاحي التنائي فصلهما فلم يوفقوا ..القلب واحد , والرئة واحدة ...
إلى موائد التشريح تأخذني أخيلة المخاوف وبين أذرع الهواجس الملتهبة مفاصلها بالظنون يفصلنا مبضع التخوّف , حينها أجدنا في قبر واحد وأجدها الكلمات البيضاء والحروف الخضراء تصلي علينا وتعلن الأبجدية على روحينا الحداد..
يا أغنية تنساب من بين الأنامل حرفا :
لم يكن حرفي يوماً رفيق سوء يجرّني إلى بلاط القصور لأقف أمام الخليفة وأجعل من حرفي ماءً بارداً يدلي فيه قدميه وحريراً يحشو به وسادته وفرشاة ينظف بها أسنانه ..لم أعهده حرفي حلاّقاً في صوالين اللصوص ولا بندقية لاغتيال العصافير ..
حرفي الحب يا أجمله يجرّني إلى الحياة ..إلى حيث أنت يا نجمة في سماء العمر وحيدة
خليفة الحب في نبضه أنت ..بسطتِ على أدنى النبض وأقصى الشوق نفوذك , دانت لك المشاعر وأحنت الكلمات لعرشك رؤوسها , ملكتِ الروح والحرف والأنامل و........
انسياب الحرف لك : طاعة التشكل ..امتداد السطور
روح المعنى لك : خفق الصواري .. نداء الفنار
مغنى الأنامل لك :هتاف المرافيء .. رقص الشواطي
مدينة أنت .. طرّز الحنان بياض دروبها وعلى كف سماءها نقش غيوم استوائية المطر
إلى مدينتك العطر ..من ريف الحنين تأخذني الأشواق هجرة وتلقيني على اطلالة شرفتك القائمة على أعمدة الاستعلاء والكبرياء ..........وحسبه من مكان
يا شوق الحربي يوسف :
نجمة أنتِ يتوّج هام الحرف بريقها ... وكل الحروف دون مقامك يا دمي
لكِ الـ يوسف وأكثر